تفسير الجلالين

= 90 سورة البلد

(1/808)


لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1)

{لَا} زَائِدَة {أُقْسِم بِهَذَا الْبَلَد} مَكَّة

(1/808)


وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2)

{وَأَنْتَ} يَا مُحَمَّد {حِلّ} حَلَال {بِهَذَا الْبَلَد} بِأَنْ يَحِلّ لَك فَتُقَاتِل فِيهِ وَقَدْ أَنْجَزَ اللَّه لَهُ هَذَا الْوَعْد يَوْم الْفَتْح فَالْجُمْلَة اِعْتِرَاض بَيْن الْمُقْسَم بِهِ وَمَا عُطِفَ عَلَيْهِ

(1/808)


وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3)

{وَوَالِد} أَيْ آدَم {وَمَا وَلَدَ} أَيْ ذُرِّيَّته وَمَا بِمَعْنَى مِنْ

(1/808)


لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)

{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَان} أَيْ الْجِنْس {فِي كَبَد} نَصَب وَشِدَّة يُكَابِد مَصَائِب الدُّنْيَا وَشَدَائِد الْآخِرَة

(1/808)


أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5)

{أَيَحْسَبُ} أَيَظُنُّ الْإِنْسَان قَوِيّ قُرَيْش وَهُوَ أَبُو الْأَشَدّ بْن كِلْدَة بِقُوَّتِهِ {إنْ} مُخَفَّفَة مِنْ الثَّقِيلَة وَاسْمهَا مَحْذُوف أَيْ أَنَّهُ {لَنْ يَقْدِر عَلَيْهِ أَحَد} وَاَللَّه قَادِر عَلَيْهِ

(1/808)


يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6)

{يَقُول أَهْلَكْت} عَلَى عَدَاوَة مُحَمَّد {مَالًا لُبَدًا} كَثِيرًا بَعْضه عَلَى بَعْض

(1/808)


أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)

{أَيَحْسَبُ أَنْ} أَيْ أَنَّهُ {لَمْ يَرَهُ أَحَد} فِيمَا أَنْفَقَهُ فَيَعْلَم قَدْره وَاَللَّه عَالِم بِقَدْرِهِ وَأَنَّهُ لَيْسَ مِمَّا يَتَكَثَّر بِهِ وَمُجَازِيه عَلَى فعله السيء

(1/808)


أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8)

{أَلَمْ نَجْعَل} اِسْتِفْهَام تَقْرِير أَيْ جَعَلْنَا {لَهُ عينين}

(1/808)


وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9)

{ولسانا وشفتين}
1 -

(1/808)


وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)

{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} بَيَّنَّا لَهُ طَرِيق الْخَيْر وَالشَّرّ
1 -

(1/808)


فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11)

{فَلَا} فَهَلَّا {اِقْتَحَمَ الْعَقَبَة} جَاوَزَهَا
1 -

(1/808)


وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12)

{وَمَا أَدْرَاك} أَعْلَمَك {مَا الْعَقَبَة} الَّتِي يَقْتَحِمهَا تَعْظِيمًا لِشَأْنِهَا وَالْجُمْلَة اِعْتِرَاض وَبَيَّنَ سَبَب جَوَازهَا بقوله
1 -

(1/808)


فَكُّ رَقَبَةٍ (13)

{فَكّ رَقَبَة} مِنْ الرِّقّ بِأَنْ أَعْتَقَهَا
1 -

(1/808)


أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14)

{أَوْ إِطْعَام فِي يَوْم ذِي مَسْغَبَة} مَجَاعَة

(1/808)


1 -

(1/809)


يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15)

{يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَة} قَرَابَة
1 -

(1/809)


أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16)

{أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَة} لُصُوق بِالتُّرَابِ لِفَقْرِهِ وَفِي قِرَاءَة بَدَل الْفِعْلَيْنِ مَصْدَرَانِ مَرْفُوعَانِ مُضَاف الْأَوَّل لِرَقَبَةِ وَيُنَوَّن الثَّانِي فَيُقَدَّر قَبْل الْعَقَبَة اِقْتِحَام وَالْقِرَاءَة الْمَذْكُورَة بَيَانه
1 -

(1/809)


ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)

{ثُمَّ كَانَ} عَطْف عَلَى اِقْتَحَمَ وَثُمَّ لِلتَّرْتِيبِ الذِّكْرِيّ وَالْمَعْنَى كَانَ وَقْت الِاقْتِحَام {مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا} أَوْصَى بَعْضهمْ بَعْضًا {بِالصَّبْرِ} عَلَى الطَّاعَة وَعَنْ الْمَعْصِيَة {وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} الرَّحْمَة عَلَى الخلق
1 -

(1/809)


أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18)

{أُولَئِكَ} الْمَوْصُوفُونَ بِهَذِهِ الصِّفَات {أَصْحَاب الْمَيْمَنَة} الْيَمِين
1 -

(1/809)


وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19)

{وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَاب الْمَشْأَمَة} الشِّمَال
2 -

(1/809)


عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)

{عليهم نار مؤصدة} بالمهمزة والواو بدله مطبقة = 91 سورة الشمس

(1/809)


وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)

{وَالشَّمْس وَضُحَاهَا} ضَوْئِهَا

(1/809)


وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)

{وَالْقَمَر إِذَا تَلَاهَا} تَبِعَهَا طَالِعًا عِنْد غُرُوبهَا

(1/809)


وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3)

{وَالنَّهَار إِذَا جَلَّاهَا} بِارْتِفَاعِهِ

(1/809)


وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)

{وَاللَّيْل إِذَا يَغْشَاهَا} يُغَطِّيهَا بِظُلْمَتِهِ وَإِذَا فِي الثَّلَاثَة لِمُجَرَّدِ الظَّرْفِيَّة وَالْعَامِل فِيهَا فِعْل الْقَسَم

(1/809)


وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5)

{والسماء وما بناها}

(1/809)


وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6)

{وَالْأَرْض وَمَا طَحَاهَا} بَسَطَهَا

(1/809)


وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)

{وَنَفْس} بِمَعْنَى نُفُوس {وَمَا سَوَّاهَا} فِي الْخِلْقَة وَمَا فِي الثَّلَاثَة مَصْدَرِيَّة أَوْ بِمَعْنَى مَنْ

(1/809)


فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)

{فَأَلْهَمَهَا فُجُورهَا وَتَقْوَاهَا} بَيَّنَ لَهَا طَرِيق الْخَيْر والشر وأخر التقوى رعاية لرؤوس الآي وجواب القسم

(1/809)


قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9)

{قَدْ أَفْلَحَ} حُذِفَتْ مِنْهُ اللَّام لِطُولِ الْكَلَام {مَنْ زَكَّاهَا} طَهَّرَهَا مِنْ الذُّنُوب

(1/809)


1 -

(1/810)


وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)

{وَقَدْ خَابَ} خَسِرَ {مَنْ دَسَّاهَا} أَخْفَاهَا بِالْمَعْصِيَةِ وَأَصْله دَسَّسَهَا أُبْدِلَتْ السِّين الثَّانِيَة أَلِفًا تَخْفِيفًا
1 -

(1/810)


كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11)

{كَذَّبَتْ ثَمُود} رَسُولهَا صَالِحًا {بِطَغْوَاهَا} بِسَبَبِ طُغْيَانهَا
1 -

(1/810)


إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12)

{إِذْ اِنْبَعَثَ} أَسْرَعَ {أَشْقَاهَا} وَاسْمه قَدَّار إِلَى عَقْر النَّاقَة بِرِضَاهُمْ
1 -

(1/810)


فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13)

{فَقَالَ لَهُمْ رَسُول اللَّه} صَالِح {نَاقَة اللَّه} أَيْ ذَرُوهَا {وَسُقْيَاهَا} شُرْبهَا فِي يَوْمهَا وَكَانَ لَهَا يَوْم وَلَهُمْ يَوْم
1 -

(1/810)


فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14)

{فَكَذَّبُوهُ} فِي قَوْله ذَلِكَ عَنْ اللَّه الْمُرَتَّب عَلَيْهِ نُزُول الْعَذَاب بِهِمْ إِنْ خَالَفُوهُ {فَعَقَرُوهَا} قَتَلُوهَا لِيَسْلَم لَهُمْ مَاء شُرْبهَا {فَدَمْدَمَ} أَطْبَقَ {عَلَيْهِمْ رَبّهمْ} الْعَذَاب {بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا} أَيْ الدَّمْدَمَة عَلَيْهِمْ أَيْ عَمَّهُمْ بِهَا فَلَمْ يَفْلِت مِنْهُمْ أحد
1 -

(1/810)


وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)

{ولا} بالواو والفاء {يخاف عقباها} تبعتها = 92 سورة الليل

(1/810)


وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)

{وَاللَّيْل إِذَا يَغْشَى} بِظُلْمَتِهِ كُلّ مَا بَيْن السماء والأرض

(1/810)


وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2)

{وَالنَّهَار إِذَا تَجَلَّى} تَكَشَّفَ وَظَهَرَ وَإِذَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ لِمُجَرَّدِ الظَّرْفِيَّة وَالْعَامِل فِيهَا فِعْل الْقَسَم

(1/810)


وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3)

{وَمَا} بِمَعْنَى مَنْ أَوْ مَصْدَرِيَّة {خَلَقَ الذَّكَر وَالْأُنْثَى} آدَم وَحَوَّاء وَكُلّ ذَكَر وَكُلّ أُنْثَى وَالْخُنْثَى الْمُشْكِل عِنْدنَا ذَكَر أَوْ أُنْثَى عِنْد اللَّه تَعَالَى فَيَحْنَث بِتَكْلِيمِهِ مَنْ حَلَفَ لَا يُكَلِّم ذَكَرًا وَلَا أُنْثَى

(1/810)


إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4)

{إِنَّ سَعْيكُمْ} عَمَلكُمْ {لَشَتَّى} مُخْتَلِف فَعَامِل لِلْجَنَّةِ بِالطَّاعَةِ وَعَامِل لِلنَّارِ بِالْمَعْصِيَةِ

(1/810)


فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)

{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى} حَقّ اللَّه {وَاتَّقَى} اللَّه

(1/810)


وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6)

{وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} أَيْ بِلَا إِلَه إِلَّا اللَّه في الموضعين

(1/810)


فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)

{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} لِلْجَنَّةِ

(1/810)


وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8)

{وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ} بِحَقِّ اللَّه {وَاسْتَغْنَى} عَنْ ثوابه

(1/810)


وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9)

{وكذب بالحسنى}
1 -

(1/811)


فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)

{فَسَنُيَسِّرُهُ} نُهَيِّئهُ {لِلْعُسْرَى} لِلنَّارِ
1 -

(1/811)


وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11)

{وَمَا} نَافِيَة {يُغْنِي عَنْهُ مَاله إِذَا تَرَدَّى} فِي النَّار
1 -

(1/811)


إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12)

{إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى} لَتَبْيِين طَرِيق الْهُدَى مِنْ طَرِيق الضَّلَال لِيَمْتَثِل أَمْرنَا بِسُلُوكِ الْأَوَّل وَنَهْينَا عَنْ اِرْتِكَاب الثَّانِي
1 -

(1/811)


وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى (13)

{وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَة وَالْأُولَى} أَيْ الدُّنْيَا فَمَنْ طَلَبَهُمَا مِنْ غَيْرنَا فَقَدْ أَخْطَأَ
1 -

(1/811)


فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14)

{فَأَنْذَرْتُكُمْ} خَوَّفْتُكُمْ يَا أَهْل مَكَّة {نَارًا تَلَظَّى} بِحَذْفِ إِحْدَى التَّاءَيْنِ مِنْ الْأَصْل وَقُرِئَ بِثُبُوتِهَا أي تتوقد
1 -

(1/811)


لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15)

{لَا يَصْلَاهَا} يَدْخُلهَا {إِلَّا الْأَشْقَى} بِمَعْنَى الشَّقِيّ
1 -

(1/811)


الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16)

{الَّذِي كَذَّبَ} النَّبِيّ {وَتَوَلَّى} عَنْ الْإِيمَان وَهَذَا الْحَصْر مُؤَوَّل لِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَيَغْفِر مَا دُون ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء} فَيَكُون الْمُرَاد الصِّلِيّ الْمُؤَبَّد
1 -

(1/811)


وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17)

{وَسَيُجَنَّبُهَا} يُبْعَد عَنْهَا {الْأَتْقَى} بِمَعْنَى التَّقِيّ
1 -

(1/811)


الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18)

{الَّذِي يُؤْتِي مَاله يَتَزَكَّى} مُتَزَكِّيًا بِهِ عِنْد اللَّه تَعَالَى بِأَنْ يُخْرِجهُ لِلَّهِ تَعَالَى لَا رِيَاء وَلَا سُمْعَة فَيَكُون زَاكِيًا عِنْد اللَّه وَهَذَا نَزَلَ فِي الصِّدِّيق رَضِيَ اللَّه عَنْهُ لَمَّا اِشْتَرَى بِلَالًا الْمُعَذَّب عَلَى إِيمَانه وَأَعْتَقَهُ فَقَالَ الْكُفَّار إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِيَدٍ كَانَتْ لَهُ عِنْده فَنَزَلَتْ
1 -

(1/811)


وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19)

{وما لأحد عنده من نعمة تجزى}
2 -

(1/811)


إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20)

{إِلَّا} لَكِنْ فَعَلَ ذَلِكَ {اِبْتِغَاء وَجْه رَبّه الْأَعْلَى} أَيْ طَلَب ثَوَاب اللَّه
2 -

(1/811)


وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)

{وَلَسَوْفَ يَرْضَى} بِمَا يُعْطَاهُ مِنْ الثَّوَاب فِي الْجَنَّة وَالْآيَة تَشْمَل مَنْ فَعَلَ مِثْل فِعْله رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ فَيُبْعَد عَنْ النَّار ويثاب = 93 سورة الضحى

(1/811)


وَالضُّحَى (1)

{وَالضُّحَى} أَيْ أَوَّل النَّهَار أَوْ كُلّه

(1/811)


وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2)

{وَاللَّيْل إِذَا سَجَى} غَطَّى بِظَلَامِهِ أَوْ سَكَنَ

(1/811)


مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)

{مَا وَدَّعَك} تَرَكَك يَا مُحَمَّد {رَبّك وَمَا قَلَى} أَبْغَضك نَزَلَ هَذَا لَمَّا قَالَ الْكُفَّار عِنْد تَأَخُّر الْوَحْي عَنْهُ خَمْسَة عَشَر يَوْمًا إِنَّ رَبّه وَدَّعَهُ وَقَلَاهُ

(1/812)


وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4)

{وَلَلْآخِرَة خَيْر لَك} لِمَا فِيهَا مِنْ الْكَرَامَات لك {من الأولى} للدنيا

(1/812)


وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)

{وَلَسَوْفَ يُعْطِيك رَبّك} فِي الْآخِرَة مِنْ الْخَيْرَات عَطَاء جَزِيلًا {فَتَرْضَى} بِهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْن لَا أَرْضَى وَوَاحِد مِنْ أُمَّتِي فِي النَّار إِلَى هُنَا تَمَّ جَوَاب الْقَسَم بِمُثْبَتَيْنِ بَعْد مَنْفِيَّيْنِ

(1/812)


أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6)

{أَلَمْ يَجِدك} اِسْتِفْهَام تَقْرِير أَيْ وَجَدَك {يَتِيمًا} بِفَقْدِ أَبِيك قَبْل وِلَادَتك أَوْ بَعْدهَا {فَآوَى} بِأَنْ ضَمَّك إِلَى عَمّك أَبِي طَالِب

(1/812)


وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)

{وَوَجَدَك ضَالًّا} عَمَّا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ الشَّرِيعَة {فَهَدَى} أَيْ هَدَاك إِلَيْهَا

(1/812)


وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)

{وَوَجَدَك عَائِلًا} فَقِيرًا {فَأَغْنَى} أَغْنَاك بِمَا قَنَّعَك بِهِ مِنْ الْغَنِيمَة وَغَيْرهَا وَفِي الْحَدِيث لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَة الْعَرَض وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النفس

(1/812)


فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9)

{فَأَمَّا الْيَتِيم فَلَا تَقْهَر} بِأَخْذِ مَاله أَوْ غَيْر ذَلِكَ
1 -

(1/812)


وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10)

{وَأَمَّا السَّائِل فَلَا تَنْهَر} تَزْجُرهُ لِفَقْرِهِ
1 -

(1/812)


وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)

{وَأَمَّا بنعمة ربك} عليك بالنبوة وغيره {فَحَدِّثْ} أَخْبِرْ وَحُذِفَ ضَمِيره صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم في بعض الأفعال رعاية للفواصل = 94 سورة الشرح

(1/812)


أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)

{ألم نشرح} إستفهام تقرر أَيْ شَرَحْنَا {لَك} يَا مُحَمَّد {صَدْرك} بِالنُّبُوَّةِ وغيرها

(1/812)


وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2)

{وَوَضَعْنَا} حَطَطْنَا {عَنْك وِزْرك}

(1/812)


الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3)

{الَّذِي أَنْقَضَ} أَثْقَل {ظَهْرك} وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى {لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك}

(1/812)


وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)

{وَرَفَعْنَا لَك ذِكْرك} بِأَنْ تُذْكَر مَعَ ذِكْرِي فِي الْأَذَان وَالْإِقَامَة وَالتَّشَهُّد وَالْخُطْبَة وَغَيْرهَا

(1/812)


فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5)

{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْر} الشِّدَّة {يُسْرًا} سُهُولَة

(1/812)


إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)

{إِنَّ مَعَ الْعُسْر يُسْرًا} وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاسَى مِنْ الْكُفَّار شِدَّة ثُمَّ حَصَلَ لَهُ الْيُسْر بِنَصْرِهِ عَلَيْهِمْ

(1/813)


فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7)

{فَإِذَا فَرَغْت} مِنْ الصَّلَاة {فَانْصَبْ} اِتْعَبْ فِي الدعاء

(1/813)


وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)

{وإلى ربك فارغب} تضرع