{الَّذِي يُؤْتِي مَاله يَتَزَكَّى}
مُتَزَكِّيًا بِهِ عِنْد اللَّه تَعَالَى بِأَنْ يُخْرِجهُ
لِلَّهِ تَعَالَى لَا رِيَاء وَلَا سُمْعَة فَيَكُون زَاكِيًا
عِنْد اللَّه وَهَذَا نَزَلَ فِي الصِّدِّيق رَضِيَ اللَّه
عَنْهُ لَمَّا اِشْتَرَى بِلَالًا الْمُعَذَّب عَلَى إِيمَانه
وَأَعْتَقَهُ فَقَالَ الْكُفَّار إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ
لِيَدٍ كَانَتْ لَهُ عِنْده فَنَزَلَتْ
1 -
(1/811)
وَمَا لِأَحَدٍ
عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19)
{وما لأحد عنده من نعمة تجزى}
2 -
(1/811)
إِلَّا ابْتِغَاءَ
وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20)
{إِلَّا} لَكِنْ فَعَلَ ذَلِكَ {اِبْتِغَاء
وَجْه رَبّه الْأَعْلَى} أَيْ طَلَب ثَوَاب اللَّه
2 -
(1/811)
وَلَسَوْفَ يَرْضَى
(21)
{وَلَسَوْفَ يَرْضَى} بِمَا يُعْطَاهُ مِنْ
الثَّوَاب فِي الْجَنَّة وَالْآيَة تَشْمَل مَنْ فَعَلَ مِثْل
فِعْله رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ فَيُبْعَد عَنْ النَّار
ويثاب = 93 سورة الضحى
(1/811)
وَالضُّحَى (1)
{وَالضُّحَى} أَيْ أَوَّل النَّهَار أَوْ
كُلّه
(1/811)
وَاللَّيْلِ إِذَا
سَجَى (2)
{وَاللَّيْل إِذَا سَجَى} غَطَّى
بِظَلَامِهِ أَوْ سَكَنَ
(1/811)
مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ
وَمَا قَلَى (3)
{مَا وَدَّعَك} تَرَكَك يَا مُحَمَّد
{رَبّك وَمَا قَلَى} أَبْغَضك نَزَلَ هَذَا لَمَّا قَالَ
الْكُفَّار عِنْد تَأَخُّر الْوَحْي عَنْهُ خَمْسَة عَشَر
يَوْمًا إِنَّ رَبّه وَدَّعَهُ وَقَلَاهُ
(1/812)
وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ
لَكَ مِنَ الْأُولَى (4)
{وَلَلْآخِرَة خَيْر لَك} لِمَا فِيهَا
مِنْ الْكَرَامَات لك {من الأولى} للدنيا
(1/812)
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ
رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)
{وَلَسَوْفَ يُعْطِيك رَبّك} فِي الْآخِرَة
مِنْ الْخَيْرَات عَطَاء جَزِيلًا {فَتَرْضَى} بِهِ فَقَالَ
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْن لَا أَرْضَى وَوَاحِد
مِنْ أُمَّتِي فِي النَّار إِلَى هُنَا تَمَّ جَوَاب الْقَسَم
بِمُثْبَتَيْنِ بَعْد مَنْفِيَّيْنِ
(1/812)
أَلَمْ يَجِدْكَ
يَتِيمًا فَآوَى (6)
{أَلَمْ يَجِدك} اِسْتِفْهَام تَقْرِير
أَيْ وَجَدَك {يَتِيمًا} بِفَقْدِ أَبِيك قَبْل وِلَادَتك أَوْ
بَعْدهَا {فَآوَى} بِأَنْ ضَمَّك إِلَى عَمّك أَبِي طَالِب
(1/812)
وَوَجَدَكَ ضَالًّا
فَهَدَى (7)
{وَوَجَدَك ضَالًّا} عَمَّا أَنْتَ
عَلَيْهِ مِنْ الشَّرِيعَة {فَهَدَى} أَيْ هَدَاك إِلَيْهَا
(1/812)
وَوَجَدَكَ عَائِلًا
فَأَغْنَى (8)
{وَوَجَدَك عَائِلًا} فَقِيرًا {فَأَغْنَى}
أَغْنَاك بِمَا قَنَّعَك بِهِ مِنْ الْغَنِيمَة وَغَيْرهَا
وَفِي الْحَدِيث لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَة الْعَرَض
وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النفس
(1/812)
فَأَمَّا الْيَتِيمَ
فَلَا تَقْهَرْ (9)
{فَأَمَّا الْيَتِيم فَلَا تَقْهَر}
بِأَخْذِ مَاله أَوْ غَيْر ذَلِكَ
1 -
(1/812)
وَأَمَّا السَّائِلَ
فَلَا تَنْهَرْ (10)
{وَأَمَّا السَّائِل فَلَا تَنْهَر}
تَزْجُرهُ لِفَقْرِهِ
1 -
(1/812)
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ
رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)
{وَأَمَّا بنعمة ربك} عليك بالنبوة وغيره
{فَحَدِّثْ} أَخْبِرْ وَحُذِفَ ضَمِيره صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وسلم في بعض الأفعال رعاية للفواصل = 94 سورة الشرح
(1/812)
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ
صَدْرَكَ (1)
{ألم نشرح} إستفهام تقرر أَيْ شَرَحْنَا
{لَك} يَا مُحَمَّد {صَدْرك} بِالنُّبُوَّةِ وغيرها
(1/812)
وَوَضَعْنَا عَنْكَ
وِزْرَكَ (2)
{وَوَضَعْنَا} حَطَطْنَا {عَنْك وِزْرك}
(1/812)
الَّذِي أَنْقَضَ
ظَهْرَكَ (3)
{الَّذِي أَنْقَضَ} أَثْقَل {ظَهْرك}
وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى {لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا
تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك}
(1/812)
وَرَفَعْنَا لَكَ
ذِكْرَكَ (4)
{وَرَفَعْنَا لَك ذِكْرك} بِأَنْ تُذْكَر
مَعَ ذِكْرِي فِي الْأَذَان وَالْإِقَامَة وَالتَّشَهُّد
وَالْخُطْبَة وَغَيْرهَا
(1/812)
فَإِنَّ مَعَ
الْعُسْرِ يُسْرًا (5)
{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْر} الشِّدَّة
{يُسْرًا} سُهُولَة
(1/812)
إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ
يُسْرًا (6)
{إِنَّ مَعَ الْعُسْر يُسْرًا} وَالنَّبِيّ
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاسَى مِنْ الْكُفَّار
شِدَّة ثُمَّ حَصَلَ لَهُ الْيُسْر بِنَصْرِهِ عَلَيْهِمْ
(1/813)
فَإِذَا فَرَغْتَ
فَانْصَبْ (7)
{فَإِذَا فَرَغْت} مِنْ الصَّلَاة
{فَانْصَبْ} اِتْعَبْ فِي الدعاء
(1/813)
وَإِلَى رَبِّكَ
فَارْغَبْ (8)
{وإلى ربك فارغب} تضرع