تفسير الجلالين = 100 سورة العاديات
(1/818)
وَالْعَادِيَاتِ
ضَبْحًا (1)
{وَالْعَادِيَات} الْخَيْل تَعْدُو فِي
الْغَزْو وَتَضْبَح {ضَبْحًا} هُوَ صَوْت أَجْوَافهَا إِذَا
عَدَتْ
(1/818)
فَالْمُورِيَاتِ
قَدْحًا (2)
{فَالْمُورِيَات} الْخَيْل تُورِي النَّار
{قَدْحًا} بِحَوَافِرِهَا إِذَا سَارَتْ فِي الْأَرْض ذَات
الْحِجَارَة بِاللَّيْلِ
(1/818)
فَالْمُغِيرَاتِ
صُبْحًا (3)
{فَالْمُغِيرَات صُبْحًا} الْخَيْل تُغِير
عَلَى الْعَدُوّ وَقْت الصُّبْح بِإِغَارَةِ أَصْحَابهَا
(1/818)
فَأَثَرْنَ بِهِ
نَقْعًا (4)
{فَأَثَرْنَ} هَيَّجْنَ {بِهِ} بِمَكَانِ
عَدْوهنَّ أَوْ بِذَلِكَ الْوَقْت {نَقْعًا} غُبَارًا
بِشِدَّةِ حَرَكَتهنَّ
(1/818)
فَوَسَطْنَ بِهِ
جَمْعًا (5)
{فَوَسَطْنَ بِهِ} بِالنَّقْعِ {جَمْعًا}
مِنْ الْعَدْو أَيْ صِرْنَ وَسَطه وَعُطِفَ الْفِعْل عَلَى
الِاسْم لِأَنَّهُ فِي تَأْوِيل الْفِعْل أَيْ وَاَللَّاتِي
عَدَوْنَ فَأَوْرَيْن فأغرن
(1/818)
إِنَّ الْإِنْسَانَ
لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)
{إِنَّ الْإِنْسَان} الْكَافِر {لِرَبِّهِ
لَكَنُود} لَكَفُور يَجْحَد نعمته تعالى
(1/818)
وَإِنَّهُ عَلَى
ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)
{وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ} أَيْ كَنُوده
{لَشَهِيد} يَشْهَد عَلَى نَفْسه بِصُنْعِهِ
(1/818)
وَإِنَّهُ لِحُبِّ
الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)
{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْر} أَيْ الْمَال
{لَشَدِيد} الْحُبّ لَهُ فَيَبْخَل بِهِ
(1/818)
أَفَلَا يَعْلَمُ
إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)
{أَفَلَا يَعْلَم إِذَا بُعْثِرَ} أُثِيرَ
وَأُخْرِجَ {مَا فِي الْقُبُور} مِنْ الْمَوْتَى أَيْ بُعِثُوا
1 -
(1/819)
وَحُصِّلَ مَا فِي
الصُّدُورِ (10)
{وَحُصِّلَ} بُيِّنَ وَأُفْرِزَ {مَا فِي
الصُّدُور} الْقُلُوب مِنْ الْكُفْر وَالْإِيمَان
1 -
(1/819)
إِنَّ رَبَّهُمْ
بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)
{إِنَّ رَبّهمْ بِهِمْ يَوْمئِذٍ لَخَبِير}
لَعَالَم فَيُجَازِيهِمْ عَلَى كُفْرهمْ أُعِيدَ الضَّمِير
جَمْعًا نَظَرًا لِمَعْنَى الْإِنْسَان وَهَذِهِ الْجُمْلَة
دَلَّتْ عَلَى مَفْعُول يَعْلَم أَيْ إِنَّا نُجَازِيه وَقْت
مَا ذَكَرَ وَتَعَلَّقَ خَبِير بِيَوْمَئِذ وَهُوَ تَعَالَى
خَبِير دَائِمًا لِأَنَّهُ يوم المجازاة = 101 سورة القارعة
(1/819)
الْقَارِعَةُ (1)
{الْقَارِعَة} الْقِيَامَة الَّتِي تَقْرَع
الْقُلُوب بِأَهْوَالِهَا
(1/819)
مَا الْقَارِعَةُ (2)
{مَا الْقَارِعَة} تَهْوِيل لِشَأْنِهَا
وَهُمَا مُبْتَدَأ وَخَبَر خَبَر القارعة
(1/819)
وَمَا أَدْرَاكَ مَا
الْقَارِعَةُ (3)
{وَمَا أَدْرَاك} أَعْلَمَك {مَا
الْقَارِعَة} زِيَادَة تَهْوِيل لَهَا وَمَا الْأُولَى
مُبْتَدَأ وَمَا بَعْدهَا خَبَره وَمَا الثَّانِيَة وَخَبَرهَا
فِي مَحَلّ الْمَفْعُول الثَّانِي لأدرى
(1/819)
يَوْمَ يَكُونُ
النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4)
{يَوْم} نَاصِبه دَلَّ عَلَيْهِ
الْقَارِعَة أَيْ تَقْرَع {يَكُون النَّاس كَالْفِرَاشِ
الْمَبْثُوث} كَغَوْغَاء الْجَرَاد الْمُنْتَشِر يَمُوج
بَعْضهمْ فِي بَعْض لِلْحِيرَةِ إِلَى أَنْ يدعوا للحساب
(1/819)
وَتَكُونُ الْجِبَالُ
كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5)
{وَتَكُون الْجِبَال كَالْعِهْنِ
الْمَنْفُوش} كَالصُّوفِ الْمَنْدُوف فِي خِفَّة سَيْرهَا
حَتَّى تَسْتَوِي مَعَ الْأَرْض
(1/819)
فَأَمَّا مَنْ
ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6)
{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينه}
بِأَنْ رَجَحَتْ حَسَنَاته على سيئاته
(1/819)
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ
رَاضِيَةٍ (7)
{فَهُوَ فِي عِيشَة رَاضِيَة} فِي
الْجَنَّة أَيْ ذَات رِضًى بِأَنْ يَرْضَاهَا أَيْ مَرْضِيَّة
لَهُ
(1/819)
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ
مَوَازِينُهُ (8)
{وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينه} بِأَنْ
رَجَحَتْ سَيِّئَاته على حسناته
(1/819)
فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ
(9)
{فأمه} فمسكنه {هاوية}
1 -
(1/819)
وَمَا أَدْرَاكَ مَا
هِيَهْ (10)
{وما أدراك ما هيه} أي ما هاوية
(1/819)
1 -
(1/820)
نَارٌ حَامِيَةٌ (11)
هي {نار حامية} شَدِيدَة الْحَرَارَة
وَهَاء هِيَهْ لِلسَّكْتِ تُثْبَت وَصْلًا ووقفا وفي قراءة
تحذف وصلا = 102 سورة التكاثر
(1/820)
أَلْهَاكُمُ
التَّكَاثُرُ (1)
{أَلْهَاكُمْ} شَغَلَكُمْ عَنْ طَاعَة
اللَّه {التَّكَاثُر} التَّفَاخُر بِالْأَمْوَالِ
وَالْأَوْلَاد وَالرِّجَال
(1/820)
حَتَّى زُرْتُمُ
الْمَقَابِرَ (2)
{حَتَّى زُرْتُمْ الْمَقَابِر} بِأَنْ
مُتُّمْ فَدُفِنْتُمْ فِيهَا أَوْ عَدَدْتُمْ الْمَوْتَى
تَكَاثُرًا
(1/820)
كَلَّا سَوْفَ
تَعْلَمُونَ (3)
{كَلَّا} رَدْع {سَوْفَ تَعْلَمُونَ}
(1/820)
ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ
تَعْلَمُونَ (4)
{ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} سُوء
عَاقِبَة تَفَاخُركُمْ عِنْد النَّزْع ثُمَّ فِي الْقَبْر
(1/820)
كَلَّا لَوْ
تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5)
{كَلَّا} حَقًّا {لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْم
الْيَقِين} عِلْمًا يَقِينًا عَاقِبَة التَّفَاخُر مَا
اِشْتَغَلْتُمْ بِهِ
(1/820)
لَتَرَوُنَّ
الْجَحِيمَ (6)
{لَتَرَوُنَّ الْجَحِيم} النَّار جَوَاب
قَسَم مَحْذُوف وَحُذِفَ مِنْهُ لَام الْفِعْل وَعَيْنه
وَأُلْقِيَتْ حَرَكَتهَا عَلَى الراء
(1/820)
ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا
عَيْنَ الْيَقِينِ (7)
{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا} تَأْكِيد {عَيْن
الْيَقِين} مَصْدَر لِأَنَّ رَأَى وَعَايَنَ بِمَعْنًى وَاحِد
(1/820)
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)
{ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ} حُذِفَ مِنْهُ نُون
الرَّفْع لِتَوَالِي النُّونَات وَوَاو ضَمِير الْجَمْع
لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ {يَوْمئِذٍ} يَوْم رُؤْيَتهَا
{عَنْ النَّعِيم} مَا يُلْتَذّ بِهِ في الدنيا من الصحة
والفراغ والأمن والمطعم والمشرب وغير ذلك = 103 سورة العصر
(1/820)
وَالْعَصْرِ (1)
{وَالْعَصْر} الدَّهْر أَوْ مَا بَعْد
الزَّوَال إِلَى الْغُرُوب أَوْ صَلَاة الْعَصْر
(1/820)
إِنَّ الْإِنْسَانَ
لَفِي خُسْرٍ (2)
{إِنَّ الْإِنْسَان} الْجِنْس {لَفِي
خُسْر} فِي تِجَارَته
(1/821)
إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ
وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَات} فَلَيْسُوا فِي خُسْرَان {وَتَوَاصَوْا} أَوْصَى
بَعْضهمْ بَعْضًا {بِالْحَقِّ} الْإِيمَان {وتواصوا بالصبر}
على الطاعة وعن المعصية = 104 سورة الهمزة
(1/821)
وَيْلٌ لِكُلِّ
هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)
{وَيْل} كَلِمَة عَذَاب أَوْ وَادٍ فِي
جَهَنَّم {لِكُلِّ هُمَزَة لُمَزَة} أَيْ كَثِير الْهَمْز
وَاللَّمْز أَيْ الْغِيبَة نَزَلَتْ فِيمَنْ كَانَ يَغْتَاب
النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ
كَأُمَيَّة بْن خَلَف وَالْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة وَغَيْرهمَا
(1/821)
الَّذِي جَمَعَ مَالًا
وَعَدَّدَهُ (2)
{الَّذِي جَمَعَ} بِالتَّخْفِيفِ
وَالتَّشْدِيد {مَالًا وَعَدَّدَهُ} أَحْصَاهُ وَجَعَلَهُ
عُدَّة لِحَوَادِث الدَّهْر
(1/821)
يَحْسَبُ أَنَّ
مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)
{يَحْسَب} لِجَهْلِهِ {أَنَّ مَاله
أَخْلَدَهُ} جَعَلَهُ خَالِدًا لا يموت
(1/821)
كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ
فِي الْحُطَمَةِ (4)
{كَلَّا} رَدْع {لَيُنَبَذَنَّ} جَوَاب
قَسَم مَحْذُوف أَيْ لَيُطْرَحَنَّ {فِي الْحُطَمَة} الَّتِي
تُحَطِّم كُلّ مَا ألقي فيها
(1/821)
وَمَا أَدْرَاكَ مَا
الْحُطَمَةُ (5)
{وَمَا أَدْرَاك} أَعْلَمَك {مَا
الْحُطَمَة}
(1/821)
نَارُ اللَّهِ
الْمُوقَدَةُ (6)
{نَار اللَّه الْمُوقِدَة} الْمُسَعَّرَة
(1/821)
الَّتِي تَطَّلِعُ
عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)
{الَّتِي تَطَّلِع} تُشْرِف {عَلَى
الْأَفْئِدَة} الْقُلُوب فَتُحْرِقهَا وَأَلَمهَا أَشَدّ مِنْ
أَلَم غَيْرهَا لِلُطْفِهَا
(1/821)
إِنَّهَا عَلَيْهِمْ
مُؤْصَدَةٌ (8)
{إِنَّهَا عَلَيْهِمْ} جَمَعَ الضَّمِير
رِعَايَة لِمَعْنَى كُلّ {مُؤْصَدَة} بِالْهَمْزِ وَبِالْوَاوِ
بَدَله مُطْبَقَة
(1/821)
فِي عَمَدٍ
مُمَدَّدَةٍ (9)
{فِي عَمَد} بِضَمِّ الْحَرْفَيْنِ وَبِفَتْحِهِمَا
{مُمَدَّدَة} صِفَة لما قبله فتكون النار داخل العمد |