تفسير السمرقندي
بحر العلوم
[الجزء
الاول]
ترجمة المؤلف
«1»
اسمه
: هو نصر بن محمد، بن أحمد، بن إبراهيم، أبو الليث، الفقيه
السمرقندي، المشهور ب: إمام الهدى.
وذكر له كحالة في «معجم المؤلفين» صفاتا منها: «فقيه، مفسر،
محدث، حافظ، صوفي» اه.
أما كونه فقيها فهذا صحيح، كونه ذكر في عدد من «طبقات الحنفية»
. ويدل على فقهه وسعة علمه كتابيه: «المقدمة في الفقه» ، «وشرح
الجامع الصغير» .
وهو مفسر أيضا، يدل على ذلك كتابه هذا «بحر العلوم» وقد ذكره
الداوودي في «طبقات المفسرين» .
أما عن أنه محدث حافظ «2» ففي ذلك نظر، فقد قال الذهبي في «سير
أعلام النبلاء» : وتروج عليه الأحاديث الموضوعة إلّا أن له
رواية، يروي عن: محمد بن الفضل بن أنيف البخاري اه.
وروى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الترمذي، وغيره.
وهو صوفي له باع في علومهم، فمن ذلك كتابه: «بستان العارفين» .
وفي «طبقات الحنفية» للكنوي: أنه أخذ عن، أبي جعفر الهندواني،
عن أبي القاسم الصفار، عن نصير بن يحيى، عن محمد بن سماعة، عن
أبي يوسف.
وهو حنفي المذهب ذكر ذلك في «تاج التراجم» ، و «الجواهر
المضية» ، و «الفوائد البهية» وغير ذلك. وقد أخطئوا في «دائرة
المعارف الإسلامية» «3» حيث عدّوه فقيها حنبليا.
مؤلفاته
: 1- بحر العلوم، كتاب في التفسير.
وقد شكّك الزركلي في «الأعلام» «4» في نسبة هذا المخطوط إلى
أبي الليث السمرقندي، مقلدا بذلك حاجي خليفة في «كشف الظنون»
«5» ونسبه إلى سمرقندي آخر اسمه: علي، من أبناء المائة
التاسعة.
__________
(1) أنظر ترجمته في: طبقات المفسرين 2/ 345، سير أعلام النبلاء
16/ 322، تاج التراجم 58- 59، الجواهر المضيئة 2/ 160، الفوائد
البهية 221، كشف الظنون 243، 334، معجم المؤلفين 13/ 91، معجم
سركيس 1045، إيضاح المكنون 1/ 474.
(2) أخطأ كحالة في معجم المؤلفين 13/ 91 فقد أحاله إلى «تذكرة
الحفاظ» ولم يذكره الذهبي.
(3) دائرة المعارف الإسلامية- النسخة المصرية- 1/ 396.
(4) الأعلام 8/ 28.
(5) كشف الظنون 1/ 225.
(1/3)
والصواب أنه لأبي الليث نصر بن محمد
السمرقندي، المترجم له.
إلّا أن كلام حاجي خليفة صحيح من حيث نسبة تفسير «بحر العلوم»
إلى علاء الدين علي بن يحيى السمرقندي القرماني، المتوفى في
حدود سنة 860 ب: لارندة. وهو شيخ علاء الدين البخاري. إلا أنه
لم يتنبه إلى وجود تفسيرين لسمرقنديين يحملان نفس العنوان.
ولقد ذكر في «الشقائق النعمانية» أنه لم يكمله، بل بلغ فيه إلى
سورة المجادلة. بينما «بحر العلوم» الذي ألفه أبو الليث نصر بن
محمد السمرقندي فهو تام- وسيأتي في وصف المخطوطة بيان ذلك-.
ففي فهرس «المكتبة العبدلية» «1» نسخة من مخطوطة «بحر العلوم»
لعلاء الدين علي بن يحيى السمرقندي المتأخر. الجزء الأول- من
سورة الفاتحة، وتنتهي إلى قوله تعالى، وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ
قاسِيَةً من سورة المائدة ... وفيه ما نصه: نسخت مسودة كتاب
علاء الدين السمرقندي المسمى «ببحر العلوم» فوق لفظ نسخت-
يعني: ولي بن مصطفى بن إسحاق، من أحباس الوزير خير الدين على
المكتبة الصادقية سنة 1292.
ومن مؤلفاته أيضا.
2- تنبيه الغافلين. ط.
3- خزانة الفقه، على مذهب أبي حنيفة. ط.
4- وبستان العارفين في الآداب الشرعية. ط.
5- عمدة العقائد. خ.
6- فضائل رمضان. خ.
7- المقدمة، في الفقه. ط.
8- شرح الجامع الصغير، في الفقه.
9- عيون المسائل، خ.
10- دقائق الأخبار في بيان أهل الجنة وأهوال النار. خ.
11- مختلف الرواية، في الخلافيات بين أبي حنيفة ومالك
والشافعي. خ.
12- شرعة الإسلام، فقه. خ.
13- النوازل من الفتاوى. خ.
14- تفسير جزء عم يتساءلون، موجز. خ.
15- رسالة في أصول الدين. خ.
__________
(1) أنظر فهرس جامع الزيتونة، المكتبة العبدلية ص (40) .
(1/4)
وفاته
: قال الكنوي: ذكر صاحب «مدينة العلوم» وفاته ليلة الثلاثاء
لإحدى عشرة خلت من جمادي الآخرة سنة 393، وذكر علي القاري في
طبقاته: أنه مات بكورة بلخ سنة 376، وذكر هو في «شرح الشفا»
لعياض أنه مات سنة 373 هـ، وذكر صاحب «الكشف» ، وفاته عند ذكر
«البستان» ، و «التفسير» ، و «تنبيه الغافلين» سنة 325، وعند
ذكر «خزانة الفقه» ، سنة 383. وسيأتي عن الكفوي أنه مات سنة
373.
وصف المخطوط
اعتمدنا في تحقيق هذا التفسير على مخطوطتين. الأولى: بدار
الكتب المصرية. رقم 56 تفسير.
خطها: نسخ دقيق واضح، ميزت الآيات بالحمرة، والتفسير بالمداد
الأسود.
أوراقها: 543.
مسطرتها: 29.
وفي آخرها ذكر تاريخ الفراغ من كتابتها في يوم الأحد مستهل
محرم من سنة 992 هـ.
وقد اعتبرناها النسخة الأصل، لأنها أكثر ضبطا وقليلة الأخطاء.
والثانية: هي نسخة جامعة «أدينبرج» رقم 3688 مكتبة شستربيتي.
فيها نقص لأربع سور من الحجر إلى آخر الكهف. وهي في أربعة
أجزاء.
خطها: مشرقي.
أوراقها: 352 مسطرتها: 24 في أولها فهرس المواضع السور
وللمواضيع.
ولم يظهر تاريخ النسخ عليها. إلا أن هذه النسخة تعتبر متقدمة
بالنسبة للمخطوطة الأولى، وهناك تباين ظاهر بين المخطوطتين
بالنسبة للنص، وكأن هذه المخطوطة مسودة لكثرة الأخطاء التي
فيها- وهي ليست كذلك- ووجود تقديم وتأخير بين بعض الجمل
والعبارات، إضافة إلى الأخطاء النحوية والصرفية الموجودة.
ولم نشر إلى اختلاف النسختين لعدم ضرورة ذلك، ولاعتبار النسخة
الأولى هي النسخة الصحيحة نسبيا والمعتمدة في التحقيق، أما
النسخة الثانية فقد استخدمناها كنسخة مساعدة في حال التعذر في
قراءة نص ما، أو في حال وجود اضطراب أو إشكال.
(1/5)
آخر المخطوطة من التفسير، وتنتهي بتفسير
سورة الناس. وعليها تاريخ النسخ آخر المخطوطة لوحة (ب) وتنتهي
بتفسير سورة الناس وعليها تاريخ النسخ 644
(1/10)
|