أسباب النزول ت زغلول سُورَةُ الْكَهْفِ
[300] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَوْلُهُ
تَعَالَى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ ... الْآيَةَ. [28] .
«600» - حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ
الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، إِمْلَاءً فِي «دَارِ السُّنَّةِ»
يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فِي شُهُورِ سَنَةِ
عَشْرٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدَوَيْهِ الْحِيرِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
مِسْرَحٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
عَطَاءٍ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الْجُهَنِيِّ، عَنْ عَمِّهِ ابْنِ مَشْجَعَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ
الْجُهَنِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الفارسي، قال:
جاءت الْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ إِلَى رسول اللَّه صلى اللَّه
عليه وسلم: عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ، وَالْأَقْرَعُ بْنُ
حَابِسٍ، وَذَوُوهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
إِنَّكَ لَوْ جَلَسْتَ فِي صَدْرِ الْمَجْلِسِ وَنَحَّيْتَ
عَنَّا هَؤُلَاءِ وَأَرْوَاحَ جِبَابِهِمْ- يَعْنُونَ
سَلْمَانَ، وَأَبَا ذَرٍّ، وَفُقَرَاءَ الْمُسْلِمِينَ،
وَكَانَتْ عَلَيْهِمْ جِبَابُ الصُّوفِ ولم يَكُنْ عَلَيْهِمْ
غَيْرُهَا- جَلَسْنَا إِلَيْكَ وَحَادَثْنَاكَ وَأَخَذْنَا
عَنْكَ! فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:
__________
(600) إسناده ضعيف: سليمان بن عطاء: قال البخاري: منكر الحديث
وقال ابن حبان: شيخ يروي عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه
أبي مشجعة بن ربعي أشياء موضوعة فلست أدري التخليط منه أم من
مسلمة بن عبد الله [المجروحين 1/ 325] .
وعزاه السيوطي في الدر (4/ 219) لابن مردويه وأبي نعيم في
الحلية والبيهقي في الشعب.
(1/305)
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ
رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ
دُونِهِ مُلْتَحَدًا وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ
وَجْهَهُ حَتَّى بَلَغَ، إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ
نَارًا يَتَهَدَّدُهُمْ بِالنَّارِ، فقام النبي صلى اللَّه
عليه وسلم، يَلْتَمِسُهُمْ حَتَّى إِذَا أَصَابَهُمْ فِي
مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى أَمَرَنِي
أَنْ أَصْبِرَ نَفْسِي مَعَ رِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي، مَعَكُمُ
الْمَحْيَا، وَمَعَكُمُ الْمَمَاتُ.
[301] قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا
قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا الْآيَةَ. [28] .
«601» - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الشَّيْخِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ
عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ
عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا قَالَ:
نَزَلَتْ فِي أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ، وَذَلِكَ
أَنَّهُ دعا النبي صلى اللَّه عليه وسلم إِلَى أَمْرٍ
كَرِهَهُ:
مِنْ طَرْدِ الْفُقَرَاءِ عَنْهُ، وَتَقْرِيبِ صَنَادِيدِ
أَهْلِ مَكَّةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلَا تُطِعْ
مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا يَعْنِي مَنْ
خَتَمْنَا عَلَى قَلْبِهِ عَنِ التَّوْحِيدِ، وَاتَّبَعَ
هَوَاهُ يَعْنِي الشِّرْكَ.
[302] قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ
الْآيَةَ. [83] .
«602» - قَالَ قَتَادَةُ: إِنَّ اليهود سألوا النبي صلى اللَّه
عليه وسلم عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
تَعَالَى هَذِهِ الْآيَاتِ.
__________
(601) إسناده ضعيف جداً: جويبر بن سعيد قال الحافظ في التقريب:
ضعيف جداً، والضحاك لم يسمع من ابن عباس.
وعزاه في الدر (4/ 220) لابن مردويه.
(602) مرسل.
(1/306)
[303]
قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا
لِكَلِمَاتِ رَبِّي. [109] .
«603» - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَتِ الْيَهُودُ لَمَّا
قَالَ لهم النبي صلى اللَّه عليه وسلم: وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ
الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا: كَيْفَ وَقَدْ أُوتِينَا
التَّوْرَاةَ، وَمَنْ أُوتِيَ التَّوْرَاةَ فَقَدْ أُوتِيَ
خَيْرًا كَثِيرًا؟
فَنَزَلَتْ: قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ
رَبِّي ... الْآيَةَ.
[304] قَوْلُهُ تَعَالَى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ
رَبِّهِ.... الْآيَةَ. [110] .
«604» - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَزَلَتْ فِي جُنْدُبِ بْنِ
زُهَيْرٍ الْعَامِرِيِّ، وَذَلِكَ أَنَّهُ قَالَ:
إِنِّي أَعْمَلُ الْعَمَلَ لِلَّهِ، فَإِذَا اطُّلِعَ عَلَيْهِ
سَرَّنِي، فَقَالَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إِنَّ
اللَّهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لَا يقبل إلا الطيب وَلَا يَقْبَلُ
مَا شُورِكَ، فِيهِ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ
الْآيَةَ.
«605» - وَقَالَ طَاوُسٌ: قَالَ رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ،
إِنِّي أُحِبُّ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأُحِبُّ
أَنْ يُرَى مَكَانِي! فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ
الْآيَةَ.
«6051» م- وَقَالَ مُجَاهِدٌ: جَاءَ رَجُلٌ إلى النبي صلى
اللَّه عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي أَتَصَدَّقُ، وَأَصِلُ
الرَّحِمَ، وَلَا أَصْنَعُ ذَلِكَ إِلَّا لِلَّهِ سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى، فَيُذْكَرُ ذَلِكَ مِنِّي وَأُحْمَدُ عَلَيْهِ،
فَيَسُرُّنِي ذَلِكَ وَأُعْجَبُ بِهِ. فَسَكَتَ رسول اللَّه
صلى اللَّه عليه وسلم، وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ تَعَالَى: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ
رَبِّهِ أَحَدًا.
__________
(603) انظر الحديث رقم (589) .
(604) عزاه في الدر (4/ 255) لابن مندة وأبي نعيم في الصحابة
وابن عساكر من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح.
قلت: هذا الإسناد أطلق عليه الحفاظ: سلسلة الكذب، انظر
الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ص 156. [.....]
(605) مرسل، وأخرجه ابن جرير (16/ 32) وعزاه في الدر (4/ 255)
لعبد الرزاق وابن أبي الدنيا في الإخلاص وابن أبي حاتم
والطبراني والحاكم عن طاوس (4/ 329) .
وقال السيوطي: أخرجه الحاكم وصححه والبيهقي موصولًا عن طاوس عن
ابن عباس.
(6051 م) مرسل، وعزاه في الدر (4/ 255) لهناد في الزهد.
(1/307)
سُورَةُ مَرْيَمَ
[305] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَوْلُهُ عَزَّ
وَجَلَّ: وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ...
الآية. [64] .
«606» - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ حَمُّوَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ الشَّامِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الرُّسْعَنِيُّ قال: حدثنا
جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
قَالَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: يَا جِبْرِيلُ، مَا
يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟ قَالَ
فَنَزَلَتْ: وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ
الْآيَةَ كُلَّهَا. قَالَ: كَانَ هَذَا الْجَوَابَ لِمُحَمَّدٍ
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم.
__________
(606) أخرجه البخاري في بدء الخلق (3218) وفي التفسير (4731)
وفي التوحيد (7455) وأخرجه الترمذي في التفسير (3158) وقال:
هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه النسائي في التفسير (339) .
وأحمد في مسنده (1/ 231، 233، 357) .
وابن جرير في تفسيره (16/ 78) ، والطبراني في الكبير (12/ 33)
وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 611) .
وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه
الذهبي.
وزاد السيوطي نسبته في الدر (4/ 278) لمسلم وعبد بن حميد وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل.
(1/308)
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ
عَنْ [عُمَرَ بْنِ] ذَرٍّ.
«607» - وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أَبْطَأَ الْمَلَكُ عَلَى رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: لَعَلِّي
أَبْطَأْتُ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتَ، قَالَ: وَلِمَ لَا
أَفْعَلُ، وَأَنْتُمْ لَا تَتَسَوَّكُونَ، ولا تَقُصُّون
أظفاركم، وَلَا تُنَقُّونَ بَرَاجِمَكُمْ؟ قَالَ: وَمَا
نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ قَالَ مُجَاهِدٌ:
فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ.
«608» - وَقَالَ عِكْرِمَةُ، وَالضَّحَّاكُ، وَقَتَادَةُ،
وَمُقَاتِلٌ، وَالْكَلْبِيُّ: احْتَبَسَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ
السَّلَامُ [عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم] ، حِينَ سَأَلَهُ
قَوْمُهُ عَنْ قِصَّةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ وَذِي
الْقَرْنَيْنِ وَالرُّوحِ، فَلَمْ يَدْرِ مَا يُجِيبُهُمْ،
وَرَجَا أَنْ يَأْتِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ
بِجَوَابِ [مَا سَأَلُوهُ] فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَشَقَّ عَلَى
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، مَشَقَّةً شَدِيدَةً،
فَلَمَّا نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ لَهُ:
أَبْطَأْتَ عَلَيَّ حَتَّى سَاءَ ظَنِّي. وَاشْتَقْتُ
إِلَيْكَ. فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنِّي
كُنْتُ إِلَيْكَ أَشْوَقَ وَلَكِنِّي عَبْدٌ مَأْمُورٌ: إِذَا
بُعِثْتُ نَزَلْتُ، وَإِذَا حُبِسْتُ احْتَبَسْتُ، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ تَعَالَى: وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ.
[306] قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا مَا
مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا ... الْآيَاتِ.
[66] .
«609» - قَالَ الْكَلْبِيُّ: نَزَلَتْ فِي أُبَيِّ بْنِ
خَلَفٍ. حِينَ أَخَذَ عِظَامًا بَالِيَةً يَفُتُّهَا بِيَدِهِ،
وَيَقُولُ: زَعَمَ لَكُمْ مُحَمَّدٌ أنا نبعث بعد ما نَمُوتُ.
[307] قَوْلُهُ تَعَالَى: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ
بِآياتِنا ... الآيات. [77] .
«610» - أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الثَّعَالِبِيُّ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَامِدٍ، قَالَ:
__________
(607) مرسل، وعزاه في الدر (4/ 279) لسعيد بن منصور وعبد بن
حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(608) مرسل.
(609) الكلبي متهم بالكذب.
(610) أخرجه البخاري في البيوع (2091) وفي الإجارة (2275) وفي
الإشخاص (2425)
(1/309)
أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي
الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ،
قَالَ:
كَانَ لِي دَيْنٌ عَلَى الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ: فَأَتَيْتُهُ
أَتَقَاضَاهُ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تكفر بمحمد.
فقلت: لَا وَاللَّهِ، لَا أَكْفُرُ بِمُحَمَّدٍ حَتَّى تَمُوتَ
ثُمَّ تُبْعَثَ. قَالَ: إِنِّي إِذَا مِتُّ ثُمَّ بُعِثْتُ،
جِئْتَنِي وَسَيَكُونُ لِي ثَمَّ مَالٌ وَوَلَدٌ فَأُعْطِيكَ.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.
«611» - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْبَغَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
خَيْثَمَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى،
عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ خَبَّابٍ، قَالَ:
كُنْتُ رَجُلًا قَيْنًا، وَكَانَ لِي عَلَى الْعَاصِ بْنِ
وَائِلٍ دَيْنٌ، فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ، فَقَالَ [لِي] :
لَا أَقْضِيكَ حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ عَلَيْهِ
السَّلَامُ. فَقُلْتُ: لَا أَكْفُرُ حَتَّى تَمُوتَ
وَتُبْعَثَ. فَقَالَ: وَإِنِّي لَمَبْعُوثٌ بَعْدَ الْمَوْتِ؟
فَسَوْفَ أَقْضِيكَ إِذَا رَجَعْتُ إِلَى مَالِي.
قَالَ: فَنَزَلَتْ فِيهِ: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ
بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ عَنِ الْحُمَيْدِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنِ الْأَشَجِّ، عَنْ وَكِيعٍ، كِلَاهُمَا
عَنِ الْأَعْمَشِ.
«612» - وَقَالَ الْكَلْبِيُّ وَمُقَاتِلٌ:
كَانَ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ قَيْنًا، وَكَانَ يَعْمَلُ
لِلْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ، وَكَانَ
__________
وفي التفسير (4732، 4733، 4734، 4735) .
وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (35، 36/ 2795) ص
2153.
والترمذي في التفسير (3162) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
والنسائي في التفسير (342) .
وأحمد في مسنده (5/ 110، 111) والطبراني في الكبير (4/ 66، 67)
وابن جرير (16/ 91) .
وزاد السيوطي نسبته في الدر (4/ 283) لسعيد بن منصور والبيهقي
في الدلائل وابن حبان وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.
(611) انظر السابق.
(612) انظر السابق.
(1/310)
الْعَاصُ يُؤَخِّرُ حَقَّهُ، فَأَتَاهُ
يَتَقَاضَاهُ، فَقَالَ الْعَاصُ: مَا عِنْدِي الْيَوْمَ مَا
أَقْضِيكَ. فَقَالَ [خَبَّابٌ] : لَسْتُ بِمُفَارِقِكَ حَتَّى
تَقْضِيَنِي، فَقَالَ الْعَاصُ: يَا خَبَّابُ، مَا لَكَ؟ مَا
كُنْتَ هَكَذَا! وإن كنت لحسن الطَّلَبَ. قال خَبَّابٌ: ذَاكَ
أَنِّي كُنْتُ عَلَى دِينِكَ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَأَنَا
عَلَى الْإِسْلَامِ مُفَارِقٌ لدينك! قال: أو لستم تَزْعُمُونَ
أَنَّ فِي الْجَنَّةِ ذَهَبًا وَفِضَّةً وَحَرِيرًا؟ قَالَ
خَبَّابٌ: بَلَى، قَالَ: فَأَخِّرْنِي حَتَّى أَقْضِيَكَ فِي
الجنة- استهزاء- فو اللَّه لَئِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا
إِنِّي لَأَفْضَلُ فِيهَا نَصِيبًا مِنْكَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ
تَعَالَى: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا يَعْنِي
الْعَاصَ، الْآيَاتِ.
(1/311)
سُورَةُ طه
[308] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ والرحيم قَوْلُهُ عَزَّ
وَجَلَّ: طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى
[1- 2] .
«613» - قَالَ مُقَاتِلٌ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ، وَالنَّضْرُ
بْنُ الحارث للنبي صلى اللَّه عليه وسلم: إِنَّكَ لَشَقِيٌّ
بِتَرْكِ دِينِنَا، وَذَلِكَ لِمَا رَأَيَاهُ مِنْ طول عبادته
و [شدة] اجْتِهَادِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ
الْآيَةَ.
«614» - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الشَّيْخِ الْحَافِظُ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَسْكَرِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ
الضَّحَّاكِ، قَالَ:
لَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ على النبي صلى اللَّه عليه وسلم،
قَامَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَصَلَّوْا، فَقَالَ كُفَّارُ
قُرَيْشٍ:
مَا أَنْزَلَ هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى مُحَمَّدٍ إِلَّا
لِيَشْقَى بِهِ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: طه يَقُولُ: يَا
رَجُلُ: مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى.
[309] قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ
... الآية. [131] .
__________
(613) مرسل.
(614) مرسل، الدر (4/ 289) وعزاه لابن أبي حاتم.
وقد مرت ترجمة جويبر بن سعيد في الحديث رقم (601) .
(1/312)
«615» - أخبرنا أحمد بن مُحَمَّدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ الثَّعْلَبِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ
بْنُ عَبْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَزْهَرِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي يزيد عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ،
عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم:
أَنَّ ضَيْفًا نَزَلَ برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم،
فَدَعَانِي فَأَرْسَلَنِي إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ
يَبِيعُ طَعَامًا: يَقُولُ لَكَ مُحَمَّدٌ رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم: [إِنَّهُ] نَزَلَ بِنَا ضَيْفٌ وَلَمْ
يَلْفَ عِنْدَنَا بَعْضُ الَّذِي يُصْلِحُهُ، فَبِعْنِي كَذَا
وَكَذَا مِنَ الدَّقِيقِ، أَوْ أَسْلِفْنِي إِلَى هِلَالِ
رَجَبٍ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: لَا أَبِيعُهُ وَلَا
أُسْلِفُهُ إِلَّا بِرَهْنٍ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إليه فأخبرته،
فقال: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَمِينٌ فِي السَّمَاءِ، أَمِينٌ فِي
الْأَرْضِ، وَلَوْ أَسْلَفَنِي أَوْ بَاعَنِي لَأَدَّيْتُ
إِلَيْهِ، اذهب بدرعي. فنزلت هَذِهِ الْآيَةُ تَعْزِيَةً لَهُ
عَنِ الدُّنْيَا: وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا
مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ ... الْآيَةَ.
__________
(615) إسناده ضعيف: موسى بن عبيدة الرَّبذي ضعيف [تقريب 2/
286] وقد أخرجه ابن جرير (16/ 169) من طريق موسى بن عبيدة،
وأخرجه أيضاً من طريق الحسين بن داود وهو ضعيف، وقد مرت ترجمته
هنا في الحديث رقم (593) .
(1/313)
|