أسباب النزول ت زغلول سُورَةُ يس
[364] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَوْلُهُ
تَعَالَى: إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا
قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ.. الْآيَةَ [12] .
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: كَانَ بَنُو سَلِمَةَ فِي
نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَأَرَادُوا أَنْ يَنْتَقِلُوا
إِلَى قُرْبِ الْمَسْجِدِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: إِنَّا
نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا
وَآثَارَهُمْ فَقَالَ لهم النبي صلى اللَّه عليه وسلم: إِنَّ
آثَارَكُمْ تُكْتَبُ فَلِمَ تَنْتَقِلُونَ؟
«720» - أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَسَنِ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي جَدِّي: قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الشَّرْقِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
__________
(720) ضعيف جداً: في إسناده سعد بن الطريف: قال الحافظ في
التقريب: متروك ورماه ابن حبان بالوضع [تقريب 1/ 287] .
وأخرجه الترمذي في كتاب التفسير من طريق أبي سفيان وقال: هذا
حديث حسن غريب من حديث الثوري وأبو سفيان هو طريف السعدي أ.
هـ. قلت: طريف السعدي هذا قال الحافظ في التقريب ضعيف [تقريب
1/ 377] وله ترجمة في المجروحين لابن حبان [1/ 377] وأخرجه
الحاكم في المستدرك (2/ 428) وصححه ووافقه الذهبي، قلت: في
تصحيح هذا الحديث نظر حيث إن في إسناده عند الحاكم: سعد بن
الطريف قال الحافظ في التقريب: متروك (تقريب 1/ 287) .
وقال الحافظ ابن كثير معلقاً على حديث مثله رواه البزار: فيه
غرابة من حيث ذكر نزول هذه الآية والسورة بكمالها مكية فاللَّه
أعلم. أ. هـ.
(1/378)
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الثوري، عن
سعد بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ،
قَالَ:
شَكَتْ بَنُو سَلِمَةَ إِلَى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم
بُعْدَ مَنَازِلِهِمْ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
تَعَالَى: وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ فقال النبي
صلى اللَّه عليه وسلم: عَلَيْكُمْ مَنَازِلَكُمْ، فَإِنَّمَا
تُكْتَبُ آثَارُكُمْ.
[365] قَوْلُهُ تَعَالَى: قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ
رَمِيمٌ ... [78] .
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: إِنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ أتى النبي
صلى اللَّه عليه وسلم بِعَظْمٍ حَائِلٍ [قَدْ بَلِيَ] فَقَالَ:
يَا مُحَمَّدُ، أَتُرَى اللَّهُ يُحْيِي هَذَا بَعْدَ مَا قَدْ
رَمَّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ وَيَبْعَثُكَ وَيُدْخِلُكَ النَّارَ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَاتِ وَضَرَبَ لَنَا
مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ
رَمِيمٌ.
«721» - أَخْبَرَنَا سعيد بن محمد بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْفَقِيهُ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ
الْجُنَيْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ أَبِي
مَالِكٍ:
أَنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ الْجُمَحِيَّ جَاءَ إِلَى رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بِعَظْمٍ حَائِلٍ فَفَتَّهُ
بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ يَبْعَثُ اللَّه هذا
بعد ما أَرَمَّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ يَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا
وَيُمِيتُكَ ثُمَّ يُحْيِيكَ ثُمَّ يُدْخِلُكَ نَارَ
جَهَنَّمَ. فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ.
__________
والحديث عزاه السيوطي في الدر (5/ 260) لعبد الرزاق والبزار
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه
والبيهقي في الشعب.
(721) مرسل، وعزاه في الدر (5/ 269) لسعيد بن منصور وابن
المنذر والبيهقي في البعث.
(1/379)
سُورَةُ ص
[366] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا ...
] (5) .
«722» - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ
الْخُزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ [أَبِي] دَارِمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
مَرِضَ أَبُو طَالِبٍ، فَجَاءَتْ قُرَيْشٌ، وجاء النبي صلى
اللَّه عليه وسلم، وَعِنْدَ رَأْسِ أَبِي طَالِبٍ مَجْلِسُ
رَجُلٍ، فَقَامَ أَبُو جَهْلٍ كَيْ يَمْنَعَهُ ذَلِكَ،
فَشَكَوْهُ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: يَا ابْنَ
__________
(722) أخرجه الترمذي في التفسير (3232) وقال: هذا حديث حسن.
وأخرجه النسائي في التفسير (456) .
وابن جرير في تفسيره (23/ 79) وأخرجه أحمد في مسنده (1/ 227) .
وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 432) وصححه ووافقه الذهبي، قلت:
في تصحيحه نظر حيث إن في إسناده عند الحاكم يحيى بن عمارة قال
الحافظ في التقريب: مقبول، وقال في التهذيب:
ذكره ابن حبان في الثقات أ. هـ.
وزاد السيوطي نسبته في الدر (5/ 295) لابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن المنذر وابن حاتم وابن مردويه.
(1/380)
أَخِي مَا تُرِيدُ مِنْ قَوْمِكَ؟ قَالَ:
يَا عَمِّ إِنَّمَا أُرِيدَ مِنْهُمْ كَلِمَةً تَذِلُّ لَهُمْ
بِهَا الْعَرَبُ وَتُؤَدِّي إِلَيْهِمُ الْجِزْيَةَ بِهَا
الْعَجَمُ [قَالَ: وَمَا الْكَلِمَةُ؟] قَالَ: كَلِمَةٌ
وَاحِدَةٌ، قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ، فَقَالُوا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا؟
قَالَ: فَنَزَلَ فِيهِمُ الْقُرْآنُ: ص وَالْقُرْآنِ ذِي
الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ
حَتَّى بَلَغَ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ.
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى قُرَيْشٍ وَفَرِحَ
الْمُؤْمِنُونَ. قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ
لِلْمَلَأِ مِنْ قُرَيْشٍ- وَهُمُ الصَّنَادِيدُ
وَالْأَشْرَافُ-:
امْشُوا إِلَى أَبِي طَالِبٍ. فَأَتَوْهُ فَقَالُوا لَهُ:
أَنْتَ شَيْخُنَا وَكَبِيرُنَا وقد عَلِمْتَ مَا فَعَلَ
هَؤُلَاءِ السُّفَهَاءُ، وَإِنَّا أَتَيْنَاكَ لِتَقْضِيَ
بَيْنَنَا وَبَيْنَ ابْنِ أَخِيكَ. فَأَرْسَلَ أَبُو طَالِبٍ
إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فَدَعَاهُ فَقَالَ [لَهُ:] يَا
ابْنَ أَخِي، هَؤُلَاءِ قَوْمُكَ يَسْأَلُونَكَ ذَا السَّوَاءِ
فَلَا تَمِلْ كُلَّ الْمَيْلِ عَلَى قَوْمِكَ. فَقَالَ:
وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟ قَالُوا: ارْفُضْنَا وَارْفُضْ ذِكْرَ
آلِهَتِنَا وَنَدَعُكَ وَإِلَهَكَ، فقال النبي صلى اللَّه عليه
وسلم: أَتُعْطُونِي كَلِمَةً وَاحِدَةً تَمْلِكُونَ بِهَا
الْعَرَبَ وَتَدِينُ لَكُمْ بِهَا الْعَجَمُ؟ فَقَالَ أَبُو
جَهْلٍ: لِلَّهِ أَبُوكَ لَنُعْطِيَنَّكَهَا وَعَشْرَ
أَمْثَالِهَا، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: قُولُوا لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَنَفَرُوا مِنْ ذَلِكَ وَقَامُوا
فَقَالُوا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا كَيْفَ
يَسَعُ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ؟ فَأَنْزَلَ
اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَاتِ [إِلَى قَوْلِهِ] :
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ.
(1/381)
سُورَةُ الزُّمَرِ
[367] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قوله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ ...
الْآيَةَ. [9] .
72»
- قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ عَطَاءٍ: نَزَلَتْ فِي
أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: نَزَلَتْ فِي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
وَقَالَ مُقَاتِلٌ: نَزَلَتْ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ.
[368] قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ
أَنْ يَعْبُدُوهَا ... الْآيَةَ. [17] .
«724» - قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: نَزَلَتْ في ثلاثة نفر كَانُوا
فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،
وَهُمْ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ،
وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ.
[369] قَوْلُهُ تَعَالَى: فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ
يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ.
[17، 18] .
__________
(723) بدون إسناد.
(724) مرسل.
(1/382)
قَالَ عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ
أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، آمن بالنبي
صلى اللَّه عليه وسلم وَصَدَّقَهُ، فَجَاءَ عُثْمَانُ وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعِيدُ
بْنُ زَيْدٍ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَسَأَلُوهُ
فَأَخْبَرَهُمْ بِإِيمَانِهِ فَآمَنُوا، وَنَزَلَتْ فِيهِمْ:
فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ. قَالَ:
يُرِيدُ: مِنْ أَبِي بَكْرٍ. فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ.
[370] قَوْلُهُ تَعَالَى: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ
لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ..
الْآيَةَ. [22] .
«725» - نَزَلَتْ فِي حَمْزَةَ وَعَلِيٍّ وَأَبِي لَهَبٍ
وَوَلَدِهِ، فَعَلِيٌّ وَحَمْزَةُ مِمَّنْ شَرَحَ اللَّهُ
صَدْرَهُ، وَأَبُو لَهَبٍ وَأَوْلَادُهُ الَّذِينَ قَسَتْ
قُلُوبُهُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ....
[371] قَوْلُهُ تَعَالَى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ
الْحَدِيثِ.... الْآيَةَ. [23] .
«726» - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ طَاهِرٍ
الْبَغْدَادِيُّ، قال: حدَّثنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا خَلَّادٌ الصَّفَّارُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ
الْمُلَائِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ
سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ:
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ حَدَّثْتَنَا. فَأَنْزَلَ
اللَّهُ تَعَالَى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ
كِتاباً ... الآية.
[372] قَوْلُهُ تعالى: قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا
عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ...
الْآيَةَ. [53] .
__________
(7241 م) بدون إسناد. [.....]
(725) بدون إسناد.
(726) سبق برقم (544) .
(1/383)
«727» - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَزَلَتْ
فِي أَهْلِ مَكَّةَ، قَالُوا: يَزْعُمُ مُحَمَّدٌ أَنَّ مَنْ
عَبَدَ الْأَوْثَانَ، وَقَتَلَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ
اللَّهُ. لَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَكَيْفَ نُهَاجِرُ وَنُسْلِمُ،
وَقَدْ عَبَدْنَا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَقَتَلْنَا
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ
تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.
«728» - وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي
عَيَّاشِ بْنِ [أَبِي] رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ
الْوَلِيدِ، وَنَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا أَسْلَمُوا
ثُمَّ فُتِنُوا وَعُذِّبُوا فَافْتَتَنُوا، فَكُنَّا نَقُولُ:
لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ هَؤُلَاءِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا
أَبَدًا، قَوْمٌ أَسْلَمُوا ثُمَّ تَرَكُوا دِينَهُمْ
بِعَذَابٍ عُذِّبُوا بِهِ. فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ.
وَكَانَ عُمَرُ كَاتِبًا فَكَتَبَهَا إِلَى عَيَّاشِ بْنِ
أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَأُولَئِكَ
النَّفَرِ، فَأَسْلَمُوا وَهَاجَرُوا.
«729» - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ
السَّرَّاجُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ الْحَسَنِ الْكَازِرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ
سَلَّامٍ، قال: حدَّثنا حجاج، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ: أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ
بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ كَانُوا قَدْ قَتَلُوا
فَأَكْثَرُوا، وَزَنَوْا فَأَكْثَرُوا، ثُمَّ أتوا محمداً صلى
اللَّه عليه وسلم فَقَالُوا: إِنَّ الَّذِي [تَقُولُ وَ]
تَدْعُو إِلَيْهِ لَحَسَنٌ [لَوْ] تُخْبِرُنَا [أَنَّ] لِمَا
عَمِلْنَاهُ كَفَّارَةً. فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآية: قُلْ يا
عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ...
الْآيَةَ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى، عَنْ
هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.
«730» - أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا [أَبُو عَبْدِ اللَّهِ] الْحُسَيْنُ بْنُ
مُحَمَّدٍ [الدِّينَوَرِيُّ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ خُرْجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
__________
(727) ذكره المصنف بدون إسناد، وأخرجه ابن جرير (24/ 10)
بإسناد فيه عطية العوفي وهو ضعيف.
وعزاه في الدر (5/ 330) لابن جرير وابن أبي حاتم.
(728) ذكره المصنف بدون إسناد، وأخرجه ابن جرير (24/ 11)
بإسناد فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه.
وعزاه في الدر (5/ 331) لابن جرير- وانظر رقم (730) .
(729) سبق برقم (658) .
(730) منقطع: نافع لم يسمع عمر بن الخطاب.
لكن للحديث طريق آخر متصل أخرجه البيهقي (9/ 13) من طريق نافع
عن عبد اللَّه بن عمر عن
(1/384)
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا محمد] بن العلاء، قال: حدَّثنا يُونُسُ بْنُ
بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا نَافِعٌ عَنِ [ابْنِ] عُمَرَ [عَنْ عُمَرَ] أَنَّهُ
قَالَ:
لَمَّا اجْتَمَعْنَا إِلَى الْهِجْرَةِ اتَّعَدْتُ أَنَا
وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَهِشَامُ بْنُ الْعَاصِ
بْنِ وَائِلٍ، فَقُلْنَا: الْمِيعَادُ بَيْنَنَا الْمُنَاصِفُ-
مِيقَاتُ بَنِي غِفَارٍ- فَمَنْ حُبِسَ مِنْكُمْ لَمْ
يَأْتِهَا فَقَدْ حُبِسَ فَلْيَمْضِ صَاحِبُهُ. فَأَصْبَحْتُ
عِنْدَهَا أَنَا وَعَيَّاشٌ وَحُبِسَ عَنَّا هِشَامٌ وَفُتِنَ
فَافْتَتَنَ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَكُنَّا نَقُولُ: مَا
اللَّهُ بِقَابِلٍ مِنْ هَؤُلَاءِ تَوْبَةً، قَوْمٌ عَرَفُوا
اللَّهَ وَرَسُولَهُ ثُمَّ رَجَعُوا عَنْ ذَلِكَ لِبَلَاءٍ
أَصَابَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى:
قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا
تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِلَى قَوْلِهِ:
أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ؟ قَالَ
عُمَرُ: فَكَتَبْتُهَا بِيَدِي ثُمَّ بَعَثْتُ بِهَا [إِلَى
هِشَامٍ] قَالَ هِشَامٌ: فَلَمَّا قَدِمَتْ عَلَيَّ خَرَجْتُ
بِهَا إِلَى ذِي طُوًى، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ فَهِّمْنِيهَا،
فَعَرَفْتُ أَنَّهَا أُنْزِلَتْ فِينَا، فَرَجَعْتُ فَجَلَسْتُ
عَلَى بَعِيرِي فَلَحِقْتُ برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم.
«7301» م- وَيُرْوَى: أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي
وَحْشِيٍّ قَاتِلِ حَمْزَةَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ
وَرِضْوَانُهُ، وَذَكَرْنَا ذَلِكَ فِي آخِرِ سُورَةِ
الْفُرْقَانِ.
[373] قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ
قَدْرِهِ ... الآية. [67] .
«731» - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الشَّيْخِ الْحَافِظُ، قَالَ:
__________
عمر وفي إسناده محمد بن إسحاق ولكنه صرح بالتحديث.
وعزاه في الدر (5/ 331) لابن مردويه والبيهقي في السنن.
(7301 م) عزاه السيوطي في الدر (5/ 330) للطبراني وابن مردويه
والبيهقي في الشعب بسند فيه لين.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 100) وقال: رواه الطبراني
في الأوسط وفيه أبين بن سفيان ضعفه الذهبي
(731) منقطع، الأعمش لم يرو عن علقمة، ولكنه روى عن إبراهيم عن
علقمة.
ومن طريق الأعمش عن إبراهيم عن علقمة:
أخرجه البخاري في التوحيد (7415، 7451) .
(1/385)
أخبرنا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ، قَالَ:
أتى النبي صلى اللَّه عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، بَلَغَكَ أَنَّ
اللَّهَ يَحْمِلُ الْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرَضِينَ
عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالثَّرَى عَلَى
إِصْبَعٍ [ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ] ؟ فَضَحِكَ رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ
قَدْرِهِ ... الآية، ومعنى هذا: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى
يَقْدِرُ عَلَى قَبْضِ الْأَرْضِ وَجَمِيعِ مَا فِيهَا مِنَ
الْخَلَائِقِ وَالشَّجَرِ قُدْرَةَ أَحَدِنَا [عَلَى] مَا
يَحْمِلُهُ بِإِصْبَعِهِ، فَخُوطِبْنَا بِمَا نَتَخَاطَبُ
فِيمَا بَيْنَنَا لِنَفْهَمَ. أَلَا تَرَى أَنَّ اللَّهَ
تَعَالَى قَالَ: وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَيْ [إِنَّهُ] يَقْبِضُهَا بِقُدْرَتِهِ.
__________
وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (21، 22/ 2786) ص
2148 بلفظ «....
ثم قرأ وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وهنا اللفظ
«فأنزل» .
وأخرجه النسائي في التفسير ولم يذكر الآية.
وأخرجه أحمد في مسنده (1/ 378) وابن جرير (24/ 18) بلفظ:
«فأنزل اللَّه» ولكن في هذين الحديثين عنعنة الأعمش.
والخلاصة: أن الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم وفيه تصريح
الأعمش بالسماع بلفظ ثم قرأ.
والذي أخرجه أحمد وابن جرير ولم يصرح الأعمش فيه بالسماع بلفظ:
فأنزل اللَّه.
وقد أخرج الترمذي في التفسير (3240) وابن جرير (24/ 18) من
حديث ابن عباس بلفظ فأنزل، ولكنه في إسناده عطاء بن السائب وقد
اختلط.
وقد تبين لي أن هذه الآية مكية والذي جاء إلى رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم في بعض الأحاديث حبر من أهل الكتاب وفي بعض
الأحاديث جاء يهودي وسواء هذا أو ذاك كان ذلك في المدينة.
وعلى ذلك يمكن القول أن سبب النزول ليس بصحيح وأن الصحيح هو أن
الآية نزلت قبل هذا الحوار الذي جرى بين النبي صلى اللَّه عليه
وسلم واليهودي فلما أن قال اليهودي ما قال ضحك رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم ثم قرأ الآية واللَّه أعلم.
وعزاه السيوطي في الدر (5/ 334) لسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن
حميد وابن جرير وابن المنذر والدارقطني في الأسماء والصفات
والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي، كلهم بلفظ ثم قرأ.
(1/386)
|