أسباب النزول ت زغلول سُورَةُ السَّجْدَةِ
[349] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ..
الآية. [16] .
«684» - قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ
مَالِكٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ فِيمَنْ نَزَلَتْ؟
فَقَالَ: كَانَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رسول اللَّه صلى اللَّه
عليه وسلم يُصَلُّونَ مِنْ [صَلَاةِ] الْمَغْرِبِ إِلَى
صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى
فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةَ.
«685» - أَخْبَرَنَا أبو إسحاق المقري، قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ عَلَّوَيْهِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْمُسَيَّبُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، قَالَ:
فِينَا نَزَلَتْ مَعَاشِرَ الْأَنْصَارِ: تَتَجَافَى
جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ الْآيَةَ، كُنَّا
__________
(684) بدون إسناد، وعزاه في الدر (5/ 175) لعبد اللَّه بن أحمد
في زوائد الزهد وابن عدي وابن مردويه.
(685) المسيب غير منسوب، وسعيد غير منسوب.
وسياق الكلام يدل على أن أنس وقومه كانوا يصلون المغرب مع رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في المسجد ولم يحدث هذا إلا في
المدينة، والدليل على ذلك أن أنس يقول: قدم النبي صلى اللَّه
عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين، وجملة القول أن هذه
الآية مكية، فكيف تنزل في شيء حدث بعدها بشهور أو سنوات،
واللَّه أعلم.
(1/361)
نُصَلِّي الْمَغْرِبَ، فَلَا نَرْجِعُ
إِلَى رِحَالِنَا حَتَّى نُصَلِّيَ الْعِشَاءَ [الْآخِرَةَ] مع
النبي صلى اللَّه عليه وسلم.
«6851» م- وَقَالَ الْحَسَنُ وَمُجَاهِدٌ: نَزَلَتْ فِي
الْمُتَهَجِّدِينَ الَّذِينَ يَقُومُونَ اللَّيْلَ إِلَى
الصَّلَاةِ. وَيَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا.
«686» - مَا أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ
الْخَشَّابُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْأَصْفَهَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ
سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ
الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونٍ [عَنِ] ابْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ:
بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فِي
غَزْوَةِ «تَبُوكَ» وَقَدْ أَصَابَنَا الْحَرُّ، فَتَفَرَّقَ
الْقَوْمُ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وسلم أَقْرَبُهُمْ مِنِّي، [فَدَنَوْتُ مِنْهُ] فَقُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، أَنْبِئْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ
وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ
عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ
تَعَالَى عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ
شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي
الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَإِنْ
شِئْتَ أَنْبَأْتُكَ بِأَبْوَابِ الْخَيْرِ [كُلِّهَا] قَالَ
قُلْتُ: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: الصَّوْمُ
جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُكَفِّرُ الْخَطِيئَةَ، وَقِيَامُ
الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ يَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ
تَعَالَى، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ تَتَجَافَى
جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ.
[350] قَوْلُهُ تَعَالَى: أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ
كَانَ فَاسِقًا.. الْآيَةَ [18] .
__________
(6851 م) مرسل.
(686) أخرجه النسائي في الصوم (4/ 166) من طريق ميمون بلفظ
«الصوم جنة» ولم ينكر القصة وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/
412) وصححه ووافقه الذهبي، ومن طريق أبي وائل أخرجه الترمذي في
الإيمان (2616) بتمامه وقال: حسن صحيح.
والنسائي في التفسير (414) .
وابن ماجة في الفتن (3973) .
وأحمد في مسنده (5/ 231) بتمامه.
وزاد السيوطي نسبته في الدر (5/ 175) لابن نصر في كتاب الصلاة
وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان.
[.....]
(1/362)
نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
وَالْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ.
«687» - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْأَصْفَهَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
بَنَانٍ الْأَنْمَاطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُبَيْشُ بْنُ
مُبَشِّرٍ الْفَقِيهُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنِ
الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
قَالَ:
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ لِعَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا أَحَدُّ
مِنْكَ سِنَانًا، وَأَبْسَطُ مِنْكَ لِسَانًا، وَأَمْلَأُ
لِلْكَتِيبَةِ مِنْكَ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: اسْكُتْ
فَإِنَّمَا أَنْتَ فَاسِقٌ. فَنَزَلَ: أَفَمَنْ كَانَ
مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ قَالَ:
يَعْنِي بِالْمُؤْمِنِ عَلِيًّا، وَبِالْفَاسِقِ الْوَلِيدَ بن
عُقْبة.
__________
(687) إسناده ضعيف: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: قال ابن
حبان كان رديء الحفظ كثير الوهم فاحش الخطأ [مجروحين 2/ 244] .
وعزاه في الدر (5/ 177) لأبي الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني
والواحدي وابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر.
(1/363)
سُورَةُ الْأَحْزَابِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ
وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} الْآيَةَ {1} .
«688» - نَزَلَتْ فِي أَبِي سُفْيَانَ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ
أَبِي جَهْلٍ، وَأَبِي الْأَعْوَرِ [عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ]
السُّلَمِيِّ، قَدِمُوا الْمَدِينَةَ بَعْدَ قِتَالِ أُحُدٍ،
فَنَزَلُوا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، وَقَدْ أعطاهم
النبي صلى اللَّه عليه وسلم الْأَمَانَ عَلَى أَنْ
يُكَلِّمُوهُ، فَقَامَ مَعَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ
بْنِ أَبِي سَرْحٍ وَطُعْمَةُ بْنُ أُبَيْرِقٍ، فقالوا للنبي
صلى اللَّه عليه وسلم وَعِنْدَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ:
ارْفُضْ ذِكْرَ آلِهَتِنَا اللَّاتِ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ،
وَقُلْ: إِنَّ لَهَا شَفَاعَةً وَمَنْفَعَةً لِمَنْ عَبَدَهَا،
وَنَدَعْكَ وَرَبَّكَ، فَشَقَّ على النبي صلى اللَّه عليه وسلم
قَوْلُهُمْ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ: إِئْذَنْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي قَتْلِهِمْ،
فَقَالَ: إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْأَمَانَ، فَقَالَ
عُمَرُ: اخْرُجُوا فِي لَعْنَةِ اللَّهِ وَغَضَبِهِ، فَأَمَرَ
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم [عُمَرَ] أَنْ يُخْرِجَهُمْ
من المدينة، وأنزل اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ.
[352] قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ
قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ. [4] .
__________
(688) بدون إسناد.
(1/364)
«689» - نَزَلَتْ فِي جَمِيلِ بْنِ
مَعْمَرٍ الْفِهْرِيِّ، وَكَانَ رَجُلًا لَبِيبًا حافظاً لما
يسمع، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا حَفِظَ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ
إِلَّا وَلَهُ قَلْبَانِ، وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّ لِي
قَلْبَيْنِ أَعْقِلُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَفْضَلَ مِنْ
عَقْلِ مُحَمَّدٍ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ وَهُزِمَ
الْمُشْرِكُونَ، وَفِيهِمْ يَوْمَئِذٍ جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ،
تَلَقَّاهُ أَبُو سُفْيَانَ، وَهُوَ مُعَلِّقٌ إِحْدَى
نَعْلَيْهِ بِيَدِهِ وَالْأُخْرَى فِي رِجْلِهِ، فَقَالَ لَهُ:
يَا أَبَا مَعْمَرٍ مَا حَالُ النَّاسِ؟ قَالَ: [قَدِ]
انْهَزَمُوا، قَالَ: فَمَا بَالُكَ إِحْدَى نَعْلَيْكَ فِي
يَدِكَ وَالْأُخْرَى فِي رِجْلِكَ؟ قَالَ: مَا شَعَرْتُ إِلَّا
أَنَّهُمَا فِي رِجْلِي، وَعَرَفُوا يَوْمَئِذٍ أَنَّهُ لَوْ
كَانَ لَهُ قَلْبَانِ لَمَا نَسِيَ نَعْلَهُ فِي يَدِهِ.
[353] قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ
أَبْناءَكُمْ ... الآية. [4] .
«690» - نَزَلَتْ فِي زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، كَانَ عَبْدًا
لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فَأَعْتَقَهُ وَتَبَنَّاهُ
قَبْلَ الْوَحْيِ فَلَمَّا تزوج النبي صلى اللَّه عليه وسلم
زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، وَكَانَتْ تَحْتَ زَيْدِ بْنِ
حَارِثَةَ قَالَتِ الْيَهُودُ وَالْمُنَافِقُونَ: تَزَوَّجَ
مُحَمَّدٌ امْرَأَةَ ابْنِهِ وَهُوَ يَنْهَى النَّاسَ عَنْهَا!
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى هذه الآيات.
«691» - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ
بْنِ نُعَيْمٍ الْإِشْكَابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن إسحاق الثقفي قَالَ:
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ
عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [ابن عُمَرَ]
أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:
مَا كُنَّا نَدْعُو زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلَّا زَيْدَ بْنَ
مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَتْ فِي الْقُرْآنِ
__________
(689) بدون إسناد.
(690) بدون إسناد، وعزاه في الدر (5/ 181) للفريابي وابن أبي
شيبة وابن المنذر عن مجاهد.
(691) أخرجه البخاري في التفسير (4782) ومسلم في فضائل الصحابة
(62/ 2425) ص 1884 والترمذي في التفسير (3209) وفي المناقب
(3814) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه النسائي في التفسير
(416) .
وزاد السيوطي نسبته في الدر (5/ 181) لابن أبي شيبة وابن
المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في السنن.
(1/365)
ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ
عِنْدَ اللَّهِ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُعَلَّى بْنِ
أَسَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ
مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ.
[354] قَوْلُهُ تَعَالَى: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ
صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ... الْآيَةَ.
[23] .
«692» - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
حَامِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ قال:
حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
غَابَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ- وَبِهِ سُمِّيتُ أَنَسًا-
عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ، فَشَقَّ عَلَيْهِ لَمَّا قَدِمَ وَقَالَ:
غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ رسول اللَّه صلى اللَّه
عليه وسلم، واللَّه لَئِنْ أَشْهَدَنِي اللَّهُ سُبْحَانَهُ
قِتَالًا لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أَصْنَعُ. فَلَمَّا كَانَ
يَوْمُ أُحُدٍ انْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ فَقَالَ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ
هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ، وَأَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا
صَنَعَ هَؤُلَاءِ.
يَعْنِي الْمُسْلِمِينَ- ثُمَّ مَشَى بِسَيْفِهِ فَلَقِيَهُ
سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ: أَيْ سَعْدُ، وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ،
فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ. قَالَ أَنَسٌ: فَوَجَدْنَاهُ
بَيْنَ الْقَتْلَى بِهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ جِرَاحَةً، مِنْ
بين ضربة بسيف وَطَعْنَةٍ بِرُمْحٍ، وَرَمْيَةٍ بِسَهْمٍ،
وَقَدْ مَثَّلُوا بِهِ فَمَا عَرَفْنَاهُ حَتَّى عَرَفَتْهُ
أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ. وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ
عَلَيْهِ قَالَ: فَكُنَّا نَقُولُ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
فِيهِ وَفِي أَصْحَابِهِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ حَاتِمٍ، عَنْ بَهْزِ بْنِ أَسَدٍ.
__________
(692) أخرجه مسلم في الإمارة (148/ 1903) ص 1512.
والترمذي في التفسير (3200) .
والنسائي في التفسير (422) .
وزاد المزي في تحفة الأشراف (406) نسبته للنسائي في المناقب في
الكبرى.
وأخرجه ابن جرير (21/ 93) .
وأخرجه أحمد (3/ 194، 201، 253) وزاد السيوطي نسبته في الدر
(5: 190) لابن سعد والبغوي في معجمه وابن أبي حاتم وابن مردويه
وأبي نعيم في الحليلة والبيهقي في الدلائل.
(1/366)
«693» - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَذِّنُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ
بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّبِيبِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ
ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي أَنَسِ بْنِ النَّضْرِ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ
عَلَيْهِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ بُنْدَارٍ.
[355] قَوْلُهُ تَعَالَى: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ
وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ.... [23] .
نَزَلَتْ فِي طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، ثَبَتَ مَعَ
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى
أُصِيبَتْ يَدُهُ، فَقَالَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم:
اللَّهُمَّ أَوْجِبْ لِطَلْحَةَ الْجَنَّةَ.
«694» - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ التَّمِيمِيُّ: قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الشَّيْخِ
الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
نَصْرٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
يَحْيَى الْبَغْدَادِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ
الضَّحَّاكِ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ
قَالَ: قَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ طَلْحَةَ فَقَالَ:
ذَلِكَ امْرُؤٌ نَزَلَتْ فِيهِ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ
تَعَالَى: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ
يَنْتَظِرُ طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ، لَا حِسَابَ
عَلَيْهِ فِيمَا يَسْتَقْبِلُ.
«695» - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ
__________
(693) أخرجه البخاري في التفسير (4783) - وانظر السابق.
(694) إسماعيل بن يحيى: إن كان هو الشيباني، فقد قال العقيلي:
لا يتابع على حديثه، فقد جاء في ترجمة الشيباني أنه يروي عن
أبي سنان ضرار بن مرة، وإن كان غيره فلا أعرفه.
والحديث عزاه السيوطي في الدر (5/ 191) لأبي الشيخ وابن عساكر.
(695) مرسل.
وأخرجه الترمذي موصولًا من حديث طلحة بن عبيد اللَّه (3203)
وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يونس بن بكير.
وأخرجه الترمذي من حديث معاوية (3202) وقال: هذا حديث غريب لا
نعرفه إلا من هذا الوجه وإنما رُوي عن موسى بن طلحة عن أبيه.
(1/367)
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عِيسَى
بْنِ طَلْحَةَ:
أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم، مَرَّ عَلَى طَلْحَةَ فَقَالَ:
هَذَا مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ.
[356] قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ.. الْآيَةَ.
[33] .
«696» - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَارِثِيُّ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ [عَنِ] الثَّوْرِيِّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ
عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ
لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا قَالَ:
نَزَلَتْ فِي خَمْسَةٍ: في النبي صلى اللَّه عليه وسلم:
وَعَلِيٍّ، وَفَاطِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ رِضْوَانُ
اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
«697» - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ النَّصْرُوبِيُّ قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ،
__________
قلت: في إسناد حديث معاوية: إسحاق بن يحيى بن طلحة قال الحافظ
في التقريب [1/ 62] :
ضعيف.
(696) إسناده ضعيف: عطية بن سعد العوفي: ضعيف، ومرت ترجمته في
(675) .
وأخرجه ابن جرير في تفسيره (22/ 5) من طريق عطية.
وزاد السيوطي نسبته في الدر (5/ 198) لابن أبي حاتم والطبراني.
(697) إسناده ضعيف لجهالة من سمع أم سلمة.
وأخرجه الترمذي في التفسير (3205) وفي المناقب (3787) من طريق
عطاء عن عمر بن أبي سلمة بلفظ: لما نزلت هذه الآية على النبي
صلى اللَّه عليه وسلم إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ ... في بيت أم سلمة فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً فجللهم
بكساء.... الحديث.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث عطاء عن عمر بن أبي سلمة
وأخرجه الترمذي في كتاب التفسير (3871) من طريق شهر بن حوشب عن
أم سلمة: إن النبي صلى اللَّه عليه وسلم جلل على الحسن والحسين
وعلي وفاطمة كساء ثم قال: اللهم هؤلاء ... الحديث، [ولم يذكر
الآية] .
(1/368)
قَالَ: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ تَذْكُرُ أن النبي صلى
اللَّه عليه وسلم كَانَ فِي بَيْتِهَا فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِبُرْمَةٍ فِيهَا خَزِيرَةٌ
فَدَخَلَتْ بِهَا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهَا: ادْعِي لِي زَوْجَكِ
وَابْنَيْكِ، قَالَتْ: فَجَاءَ عَلِيٌّ وَالَحَسَنُ والحسين
فدخلوا فجلسوا يَأْكُلُونَ مِنْ تِلْكَ الْخَزِيرَةِ، وَهُوَ
عَلَى مَنَامَةٍ لَهُ، وَكَانَ تَحْتَهُ كِسَاءٌ خَيْبَرِيٌّ
قَالَتْ: وَأَنَا فِي الْحُجْرَةِ أُصَلِّي، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ
لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا قَالَتْ: فَأَخَذَ فَضْلَ
الْكِسَاءِ فَغَشَّاهُمْ بِهِ، ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَيْهِ
فَأَلْوَى بِهِمَا إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ
هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي [وَحَامِيَتِي]
فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا.
قَالَتْ: فَأَدْخَلْتُ رَأْسِي الْبَيْتَ فَقُلْتُ: وَأَنَا
مَعَكُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ
إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ.
«698» - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى
__________
وقال الترمذي: حسن وهو أحسن شيء روي في هذا الباب.
ومن الطريق نفسه أخرجه أحمد (6/ 304) وبلفظ مقارب وليس فيه ذكر
الآية.
وأخرجه أحمد (6/ 292) من طريق عطاء قال حدثني من سمع أم سلمة
ثم ذكر الحديث بلفظ المصنف. وهذا الإسناد أيضاً فيه مجهول.
وأخرجه الحاكم (2/ 416، 3/ 146) من طريق عطاء بن يسار عن أم
سلمة أنها قالت: في بيتي نزلت هذه الآية ... الحديث، وصححه
ووافقه الذهبي.
قلت: في إسناده: عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار، قال
الدارقطني: خالف فيه البخاري الناس وليس بمتروك، وضعفه ابن
معين، وقال ابن عدي: وبعض ما يرويه منكر لا يتابع عليه وهو في
جملة من يكتب حديثه من الضعفاء، وله ترجمة في المجروحين لابن
حبان (2/ 51) والميزان (2/ 572) ، واللَّه أعلم.
(698) ضعيف: في إسناده خصيف بن عبد الرحمن: قال أبو طالب عن
أحمد: ضعيف الحديث، وقال ابن حبان: تركه جماعة من أئمتنا واحتج
به آخرون ... إلا أن الإنصاف فيه قبول ما وافق الثقات في
الروايات وترك ما لم يتابع عليه. [تهذيب التهذيب] .
وعزاه في الدر (5/ 198) لابن مردويه.
وقال ابن كثير: روى ابن أبي حاتم قال حدثنا علي بن حرب الموصلي
حدثنا زيد بن الحباب ثنا [.....]
(1/369)
الْحِمَّانِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مُوسَى
الْقُرَشِيِّ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي
نساء النبي صلى اللَّه عليه وسلم: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ
لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً.
«699» - أَخْبَرَنَا عَقِيلُ بن محمد الجُرْجَاني، فيما أجاز
لي لفظاً قال: حدَّثنا المُعَافى بْنُ زَكَرِيَّا الْقَاضِي
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَصْبَغُ، عَنْ عَلْقَمَةَ:
عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً قَالَ: لَيْسَ الَّذِي تَذْهَبُونَ
إِلَيْهِ، إِنَّمَا هِيَ [فِي] أزواج النبي صلى اللَّه عليه
وسلم. قَالَ: وَكَانَ عِكْرِمَةُ يُنَادِي بِهَذَا فِي
السُّوقِ.
[357] قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ
وَالْمُسْلِمَاتِ.... الْآيَةَ. [35] .
«700» - قَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ: بَلَغَنِي أَنَّ
أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ لَمَّا رَجَعَتْ مِنَ الْحَبَشَةِ
مَعَهَا زَوْجُهَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، دَخَلَتْ
عَلَى نساء النبي صلى اللَّه عليه وسلم فَقَالَتْ: هَلْ نَزَلَ
فِينَا شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ؟ قُلْنَ: لَا، فَأَتَتِ رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
إِنَّ النِّسَاءَ لَفِي خَيْبَةٍ وَخَسَارٍ، قَالَ: وَمِمَّ
ذَلِكَ؟ قَالَتْ: لِأَنَّهُنَّ لَا يُذْكَرْنَ بِالْخَيْرِ
كَمَا يُذْكَرُ الرِّجَالُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ إِلَى آخِرِهَا.
«701» - وَقَالَ قَتَادَةُ: لَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى
أزواج النبي صلى اللَّه عليه وسلم، دَخَلَ نِسَاءٌ مِنَ
__________
حسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي اللَّه
عنهما في قوله تعالى إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ.... الآية قال:
نزلت في نساء النبي صلى اللَّه عليه وسلم خاصة.
(699) مرسل، وأخرجه ابن جرير (22/ 7) ، وعزاه في الدر (5/ 198)
لابن جرير وابن مردويه.
(700) مرسل.
وله شاهد صحيح من حديث أم سلمة أخرجه النسائي في التفسير (424،
425) .
(701) مرسل، وعزاه في الدر (5/ 200) لابن جرير
(1/370)
الْمُسْلِمَاتِ عَلَيْهِنَّ فَقُلْنَ:
ذُكِرْتُنَّ وَلَمْ نُذْكَرْ، وَلَوْ كَانَ فِينَا خَيْرٌ
لَذُكِرْنَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّ
الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ.
[358] قَوْلُهُ تَعَالَى: تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ ...
الْآيَةَ. [51] .
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ [نَزَلَتْ] حِينَ غَارَ بَعْضُ نساء
النبي صلى اللَّه عليه وسلم وَآذَيْنَهُ بِالْغَيْرَةِ
وَطَلَبْنَ زِيَادَةَ النَّفَقَةِ، فَهَجَرَهُنَّ رسول اللَّه
صلى اللَّه عليه وسلم شَهْرًا حَتَّى نَزَلَتْ آية التخيير،
وأمره اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يُخَيِّرَهُنَّ بَيْنَ الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ، وَأَنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَ مَنِ اخْتَارَتِ
الدُّنْيَا وَيُمْسِكَ [مِنْهُنَّ] مَنِ اخْتَارَتِ اللَّهَ
سُبْحَانَهُ وَرَسُولَهُ، عَلَى أَنَّهُنَّ أُمَّهَاتُ
الْمُؤْمِنِينَ، وَلَا يُنْكَحْنَ أَبَدًا، وَعَلَى أَنْ
يُؤْوِيَ إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيُرْجِيَ مِنْهُنَّ
[إِلَيْهِ] مَنْ يَشَاءُ، فَيَرْضَيْنَ بِهِ، قَسَمَ لَهُنَّ
أَوْ لَمْ يَقْسِمْ، أَوْ فَضَّلَ بَعْضَهُنَّ عَلَى بَعْضٍ
بِالنَّفَقَةِ وَالْقِسْمَةِ وَالْعِشْرَةِ، وَيَكُونَ
الْأَمْرُ فِي ذَلِكَ إِلَيْهِ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ،
فَرَضِينَ بِذَلِكَ كُلِّهِ، فَكَانَ رسول اللَّه صلى اللَّه
عليه وسلم مَعَ مَا جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ مِنَ
التَّوْسِعَةِ يُسَوِّي بَيْنَهُنَّ فِي الْقِسْمَةِ.
«702» - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ
الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يُوسُفَ السَّقَطِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ
بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ مُعَاذَةَ،
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
كَانَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بَعْدَ مَا نَزَلَتْ
تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ
تَشَاءُ يَسْتَأْذِنُنَا إِذَا كَانَ فِي يَوْمِ الْمَرْأَةِ
مِنَّا. قَالَتْ مُعَاذَةُ [: فَقُلْتُ] مَا كُنْتِ
تَقُولِينَ؟
قَالَتْ: كُنْتُ أَقُولُ: إِنْ كَانَ ذَلِكَ إِلَيَّ لَمْ
أُؤْثِرْ أَحَدًا عَلَى نَفْسِي. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ
حِبَّانَ بْنِ مُوسَى عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَرَوَاهُ
مُسْلِمٌ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ يُونُسَ عَنْ عَبَّادٍ،
كِلَاهُمَا عَنْ عَاصِمٍ.
__________
(702) أخرجه البخاري في التفسير (4789) ومسلم في الطلاق (23/
1476) ص 1103 وأبو داود في النكاح (2136) والنسائي في عشرة
النساء (53) .
وزاد السيوطي نسبته في الدر (2/ 211) لابن أبي حاتم وابن
المنذر وابن مردويه.
(1/371)
«703» - وَقَالَ قَوْمٌ: لَمَّا نَزَلَتْ
آيَةُ التَّخْيِيرِ أَشْفَقْنَ أَنْ يُطَلِّقَهُنَّ فَقُلْنَ:
يَا نَبِيَّ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا مِنْ مَالِكَ وَنَفْسِكَ
مَا شِئْتَ، وَدَعْنَا عَلَى حَالِنَا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ
الْآيَةُ.
«704» - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدَانَ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ نُعَيْمٍ، قال: حدَّثنا محمد بن يعقوب الأخرم
قال: حدَّثنا محمد بن عبد الوهاب، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَاضِرُ
بْنُ الْمُوَدِّعِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ:
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ لنساء النبي صلى
اللَّه عليه وسلم: أَمَا تَسْتَحِي الْمَرْأَةُ أَنْ تَهَبَ
نَفْسَهَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ
مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ فَقَالَتْ
عَائِشَةُ: أَرَى رَبَّكَ يُسَارِعُ لَكَ فِي هَوَاكَ. رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى، وَرَوَاهُ
مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي
أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ.
[359] قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا
تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ ... الْآيَةَ.
[53] .
«705» - قَالَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ: لَمَّا بَنَى رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ
أَوْلَمَ عَلَيْهَا بِتَمْرٍ وَسَوِيقٍ وَذَبَحَ شَاةً. قَالَ
أَنَسٌ: وَبَعَثَتْ إِلَيْهِ أُمِّي أُمُّ سُلَيْمٍ بِحَيْسٍ
فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ، فأمرني النبي صلى اللَّه عليه وسلم
أَنْ أَدْعُوَ أَصْحَابَهُ إِلَى الطَّعَامِ [فَدَعَوْتُهُمْ]
فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَجِيئُونَ فيأكلون ويخرجون ثُمَّ يَجِيءُ
الْقَوْمُ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ
اللَّهِ قَدْ دَعَوْتُ حَتَّى مَا أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُوهُ،
فَقَالَ: ارْفَعُوا طَعَامَكُمْ، فَرَفَعُوا فَخَرَجَ
الْقَوْمُ وبقي ثلاثة نفر يَتَحَدَّثُونَ فِي الْبَيْتِ
فَأَطَالُوا المكث وتأذى بهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وسلم، وَكَانَ
__________
(703) بدون إسناد، وعزاه في الدر (5/ 210) لابن مردويه عن
مجاهد.
(704) أخرجه البخاري في التفسير (4788) وأخرجه مسلم في الرضاع
(49/ 1464) ص 1085.
والنسائي في النكاح (6/ 54) .
وفي عشرة النساء (44) .
وفي التفسير (434) .
وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 436) وصححه ووافقه الذهبي.
(705) انظر الحديث الآتي.
(1/372)
شَدِيدَ الْحَيَاءِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ
الْآيَةُ، وَضَرَبَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بَيْنِي
وَبَيْنَهُ سِتْرًا.
«706» - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْفَقِيهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ
مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى
بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ
بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
لَمَّا تزوج النبي صلى اللَّه عليه وسلم زَيْنَبَ بِنْتَ
جَحْشٍ دَعَا الْقَوْمَ فَطَعِمُوا ثُمَّ جَلَسُوا
يَتَحَدَّثُونَ، قَالَ: فَأَخَذَ كَأَنَّهُ يَتَهَيَّأُ
لِلْقِيَامِ فَلَمْ يَقُومُوا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَامَ
وَقَامَ مِنَ الْقَوْمِ مَنْ قَامَ، وَقَعَدَ ثَلَاثَةُ
[نَفَرٍ] وإن النبي صلى اللَّه عليه وسلم جَاءَ فَدَخَلَ
فَإِذَا الْقَوْمُ جُلُوسٌ [فَرَجَعَ] وَإِنَّهُمْ قَامُوا
وَانْطَلَقُوا فَجِئْتُ فأخبرت النبي صلى اللَّه عليه وسلم
أَنَّهُمْ قَدِ انْطَلَقُوا، قَالَ:
فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ. قَالَ: وَذَهَبْتُ أَدْخُلُ فَأَلْقَى
الْحِجَابَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأَنْزَلَ اللَّه تعالى: يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ
إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ ... الْآيَةَ إِلَى
قَوْلِهِ: إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الرَّقَاشِيِّ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَبِيبٍ
الْحَارِثِيِّ، كِلَاهُمَا عَنِ الْمُعْتَمِرِ.
«707» - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْوَاعِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْخَلِيلِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْخَلِيلُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عَوْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، قَالَ:
__________
(706) أخرجه البخاري في التفسير (4791) وفي الاستئذان (6239،
6271) .
وأخرجه مسلم في النكاح (92/ 1428) ص 1050.
والنسائي في التفسير (440) .
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 87) .
وزاد السيوطي نسبته في الدر (5/ 213) لأحمد وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.
(707) أخرجه الترمذي في التفسير (3217) وقال: غريب من هذا
الوجه.
وأخرجه ابن جرير (22/ 28) .
وعزاه في الدر (5/ 213) لابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه.
(1/373)
كُنْتُ مَعَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وسلم، إِذْ مَرَّ عَلَى حُجْرَةٍ مِنْ حُجَرِهِ فَرَأَى فِيهَا
قَوْمًا جُلُوسًا يَتَحَدَّثُونَ، ثُمَّ عَادَ فَدَخَلَ
الْحُجْرَةَ وَأَرْخَى السِّتْرَ دُونِي، فَجِئْتُ أَبَا
طَلْحَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ [كُلَّهُ] فَقَالَ: لَئِنْ
كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا لَيُنْزِلَنَّ اللَّه تعالى فِيهِ
قُرْآنًا، فَأَنْزَلَ اللَّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ ... الْآيَةَ.
«708» - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، قال: حدَّثنا
عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُنِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ
بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ
قَالَ:
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ
فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحِجَابِ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى آيَةَ الْحِجَابِ. رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ عَنْ مُسَدَّدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي
زَائِدَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ.
«709» - أَخْبَرَنَا أَبُو حَكِيمٍ الْجُرْجَانِيُّ فِيمَا
أَجَازَنِي لَفْظًا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ
الْقَاضِي قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا
هُشَيْمٌ عَنْ لَيْثٍ:
عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كَانَ
يَطْعَمُ وَمَعَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَأَصَابَتْ يَدُ رَجُلٍ
مِنْهُمْ يَدَ عَائِشَةَ وَكَانَتْ مَعَهُمْ، فكره النبي صلى
اللَّه عليه وسلم [ذَلِكَ] فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ.
[360] .
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ
بَعْدِهِ أَبَدًا ... [53] .
«710» - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ عَطَاءٍ: قَالَ
رَجُلٌ مِنْ سَادَةِ قُرَيْشٍ: لَوْ تُوُفِّيَ رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم لَتَزَوَّجَتْ عَائِشَةُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ
تَعَالَى مَا أَنْزَلَ.
__________
(708) أخرجه البخاري في التفسير (4790) .
(709) مرسل.
وأخرجه النسائي موصولًا من حديث عائشة، في التفسير (439) .
(710) بدون إسناد، وعزاه في الدر (5/ 214) لابن مردويه.
ونقل ابن كثير إسناده من تفسير ابن أبي حاتم.
(1/374)
[361]
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ
عَلَى النَّبِيِّ ... الآية. [56] .
«711» - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَمْرٍو
النَّيْسَابُورِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَخْلَدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُؤَمَّلُ
بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ابن أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ
قَالَ:
قيل للنبي صلى اللَّه عليه وسلم: قَدْ عَرَفْنَا السَّلَامَ
عَلَيْكَ فَكَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ فَنَزَلَتْ: إِنَّ
اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا.
712- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ
الْعَدْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ
عِيسَى الْوَشَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
الصُّولِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرِّيَاشِيُّ عَنِ
الْأَصْمَعِيِّ، قَالَ:
سَمِعْتُ الْمَهْدِيَّ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ يَقُولُ:
إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ،
وَثَنَّى بِمَلَائِكَتِهِ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ
وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً.
آثره صلى اللَّه عليه وسلم بِهَا مِنْ بَيْنِ [سَائِرِ]
الرُّسُلِ، وَاخْتَصَّكُمْ بِهَا مِنْ بَيْنِ الْأَنَامِ،
فَقَابِلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ بِالشُّكْرِ.
713- سَمِعْتُ الْأُسْتَاذَ أَبَا عُثْمَانَ الْحَافِظَ
يَقُولُ: سَمِعْتُ الْإِمَامَ سَهْلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ
سُلَيْمَانَ يَقُولُ:
هَذَا التَّشْرِيفُ الَّذِي شَرَّفَ اللَّهُ تَعَالَى به نبينا
محمداً صلى اللَّه عليه وسلم بِقَوْلِهِ: إِنَّ اللَّهَ
وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ أَبْلَغُ
وَأَتَمُّ مِنْ تَشْرِيفِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِأَمْرِ
الْمَلَائِكَةِ بِالسُّجُودِ لَهُ، لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ
يَكُونَ اللَّهُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ فِي ذَلِكَ التَّشْرِيفِ،
وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ نَفْسِهِ بِالصَّلَاةِ
عَلَى النَّبِيِّ، ثُمَّ عَنِ الْمَلَائِكَةِ بِالصَّلَاةِ
عَلَيْهِ. فَتَشْرِيفٌ
__________
(711) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 244) وعبد بن حميد (368- منتخب)
بلفظ: «لما نزلت إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ
عَلَى النَّبِيِّ ... قلنا يا رسول اللَّه: قد علمنا السلام
عليك....» .
والمتن الذي ذكره المصنف معكوس فلا أدري ممن وقع هذا الخطأ
واللَّه أعلم. [.....]
(1/375)
صَدَرَ عَنْهُ أَبْلَغُ مِنْ تَشْرِيفٍ
تَخْتَصُّ بِهِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ غَيْرِ جَوَازِ أَنْ
يَكُونَ اللَّهُ مَعَهُمْ فِي ذَلِكَ.
وَ [هَذَا] الَّذِي قَالَهُ سَهْلٌ مُنْتَزَعٌ مِنْ قَوْلِ
الْمَهْدِيِّ، وَلَعَلَّهُ رَآهُ وَنَظَرَ إِلَيْهِ فَأَخَذَهُ
مِنْهُ وَشَرَحَهُ، وَقَابَلَ ذَلِكَ بِتَشْرِيفِ آدَمَ،
فَكَانَ أَبْلَغَ وَأَتَمَّ مِنْهُ.
«714» - وَقَدْ ذُكِرَ فِي الصَّحِيحِ.
مَا أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ
عَمْرَوَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، قَالَ:
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَا:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ
أَبِيهِ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه
عليه وسلم، قال: من صلى عَلَيَّ [مَرَّةً] وَاحِدَةً صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا.
[362] قَوْلُهُ تَعَالَى: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ
وَمَلَائِكَتُهُ.... [43] .
«715» - قَالَ مُجَاهِدٌ: لَمَّا نَزَلَتْ: إِنَّ اللَّهَ
وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ...
الْآيَةَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَعْطَاكَ اللَّهُ تَعَالَى
مِنْ خَيْرٍ إِلَّا أَشْرَكَنَا فِيهِ، فَنَزَلَتْ: هُوَ
الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ... الآية.
[363] قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا ...
الآية. [58] .
«716» - قَالَ عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: رَأَى عُمَرُ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَارِيَةً مِنَ الْأَنْصَارِ
مُتَبَرِّجَةً فَضَرَبَهَا وَكَرِهَ مَا رَأَى مِنْ
زِينَتِهَا، فَذَهَبَتْ إِلَى أَهْلِهَا تَشْكُو عُمَرَ
فَخَرَجُوا إِلَيْهِ فَآذَوْهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى
هَذِهِ الْآيَةَ.
__________
(714) أخرجه مسلم في الصلاة (70/ 408) ص 306.
وأبو داود في الصلاة (1530) والنسائي في الصلاة (3/ 50) .
(715) مرسل، وعزاه في الدر (5/ 206) لعبد بن حميد وابن المنذر.
(716) بدون إسناد.
(1/376)
«717» - وَقَالَ مُقَاتِلٌ: نَزَلَتْ فِي
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَذَلِكَ أَنَّ أُنَاسًا مِنَ
الْمُنَافِقِينَ كَانُوا يُؤْذُونَهُ وَيُسْمِعُونَهُ.
«718» - وَقَالَ الضَّحَّاكُ وَالسُّدِّيُّ وَالْكَلْبِيُّ:
نَزَلَتْ فِي الزُّنَاةِ الَّذِينَ كَانُوا يَمْشُونَ فِي
طُرُقِ الْمَدِينَةِ يَتْبَعُونَ النِّسَاءَ إِذَا بَرَزْنَ
بِاللَّيْلِ لِقَضَاءِ حَوَائِجِهِنَّ، فَيَرَوْنَ الْمَرْأَةَ
فَيَدْنُونَ مِنْهَا فَيَغْمِزُونَهَا، فَإِنْ سَكَتَتِ
اتَّبَعُوهَا، وَإِنْ زَجَرَتْهُمُ انْتَهَوْا عَنْهَا، وَلَمْ
يَكُونُوا يَطْلُبُونَ إِلَّا الْإِمَاءَ، وَلَكِنْ لَمْ
يَكُنْ يَوْمَئِذٍ تُعْرَفُ الْحُرَّةُ مِنَ الْأَمَةِ،
إِنَّمَا يَخْرُجْنَ فِي دِرْعٍ وَخِمَارٍ. فَشَكَوْنَ ذَلِكَ
إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لرسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ
الْآيَةَ.
الدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ هَذَا قوله تعالى: يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ
الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ
... الْآيَةَ.
«719» - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَذِّنُ
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْفَقِيهُ قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ قَالَ: حَدَّثَنَا
زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ
حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي مَالِكٍ قال:
كانت النساء المؤمنات يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إِلَى
حَاجَاتِهِنَّ، وَكَانَ الْمُنَافِقُونَ يَتَعَرَّضُونَ
لَهُنَّ وَيُؤْذُونَهُنَّ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ.
«7191» م- وَقَالَ السُّدِّيُّ:
كَانَتِ الْمَدِينَةُ ضيقة المنازل، وكانت النِّسَاءُ إِذَا
كَانَ اللَّيْلُ خَرَجْنَ يَقْضِينَ الْحَاجَةَ، وَكَانَ
فُسَّاقٌ مِنْ فُسَّاقِ الْمَدِينَةِ يَخْرُجُونَ، فَإِذَا
رَأَوُا الْمَرْأَةَ عَلَيْهَا قِنَاعٌ قَالُوا:
هَذِهِ حُرَّةٌ فَتَرَكُوهَا، وَإِذَا رَأَوُا الْمَرْأَةَ
بِغَيْرِ قِنَاعٍ قَالُوا: هَذِهِ أَمَةٌ فَكَانُوا
يُرَاوِدُونَهَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ
الْآيَةَ.
__________
(717) مرسل.
(718) مرسل.
(719) مرسل، وعزاه في الدر (5/ 221) لسعيد بن منصور وابن سعد
وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(7191 م) مرسل، وعزاه في الدر (5/ 222) لابن أبي حاتم.
(1/377)
|