أسباب النزول ت زغلول سُورَةُ الْمُجَادَلَةِ
[410] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي
تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا الْآيَةَ. [1] .
«788» - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْغَازِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قال: حدَّثنا
محمد بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ
الْأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ،
قَالَ:
قَالَتْ عَائِشَةُ: تَبَارَكَ الَّذِي وَسِعَ سمعه كل شي،
إِنِّي لَأَسْمَعُ كَلَامَ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ،
وَيَخْفَى عَلَيَّ بَعْضُهُ، وَهِيَ تَشْتَكِي زَوْجَهَا إِلَى
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وَهِيَ تَقُولُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْلَى شَبَابِي، وَنَثَرْتُ لَهُ
بَطْنِي، حَتَّى إِذَا كَبِرَ سِنِّي، وَانْقَطَعَ وَلَدِي-
__________
(788) أخرجه البخاري تعليقاً في كتاب التوحيد ترجمة الباب (9)
باب وَكانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً قبل الحديث (7386) .
وأخرجه النسائي في الطلاق (6/ 168) .
وفي التفسير (590) .
وأخرجه ابن ماجة في المقدمة (188) .
وفي الطلاق (2063) .
وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 481) وصححه ووافقه الذهبي.
(1/427)
ظَاهَرَ مِنِّي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو
إِلَيْكَ قَالَتْ: فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى نَزَلَ جِبْرِيلُ
عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهَذِهِ الْآيَاتِ: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ
قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى
اللَّهِ.
رَوَاهُ [الْحَاكِمُ] أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي صَحِيحِهِ،
عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيِّ عَنْ مُطَيْرٍ، عَنْ أَبِي
كُرَيْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ.
«789» - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الشَّيْخِ الْحَافِظُ الْأَصْفَهَانِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا [يَحْيَى] بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ
عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي تَوَسَّعَ لِسَمْعِ الْأَصْوَاتِ
كُلِّهَا! لَقَدْ جَاءَتِ الْمُجَادِلَةُ فَكَلَّمَتْ رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم. وَأَنَا فِي جَانِبِ الْبَيْتِ
لَا أَدْرِي مَا تَقُولُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: قَدْ
سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا.
[411] قَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ
مِنْ نِسَائِهِمْ الْآيَةَ. [2] .
«790» - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْمَنْصُورِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ
الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ محمد بن زياد
النَّيْسَابُوري، قال: حدَّثنا أبو بكر مُحَمَّدُ بْنُ
الْأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، أَنَّهُ سَأَلَ
قَتَادَةَ عَنِ الظِّهَارِ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي أَنَّ أَنَسَ
بْنَ مَالِكٍ، قَالَ:
إِنَّ أَوْسَ بْنَ الصَّامِتِ ظَاهَرَ مِنِ امْرَأَتِهِ
خُوَيْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ، فَشَكَتْ ذَلِكَ إلى النبي صلى
اللَّه عليه وسلم، فَقَالَتْ: ظَاهَرَ مِنِّي حِينَ كَبِرَ
سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى آيَةَ
الظِّهَارِ، فَقَالَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم
لِأَوْسٍ: أَعْتِقْ رقبة، فقال: مالي بِذَلِكَ يَدَانِ، قَالَ:
فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: أَمَا إِنِّي إِذَا
أَخْطَأَنِي أَنْ لَا آكُلَ فِي الْيَوْمِ [مَرَّتَيْنِ] كَلَّ
__________
(789) انظر السابق.
(790) إسناده ضعيف: سعيد بن بشير الأزدي: ضعيف [تهذيب التهذيب
4/ 8] وقال ابن حبان: يروي عن قتادة ما لا يتابع [مجروحين 1/
315] وعزاه في الدر (6/ 180) لابن مردويه.
(1/428)
بَصَرِي، قَالَ: فَأَطْعِمْ سِتِّينَ
مِسْكِينًا، قَالَ: لَا أَجِدُ إِلَّا أَنْ تُعِينَنِي مِنْكَ
بِعَوْنٍ وَصِلَةٍ.
قَالَ: فَأَعَانَهُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بخمسة
عشرَ صرعاً حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ لَهُ، وَاللَّهُ رَحِيمٌ،
وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ عِنْدَهُ مِثْلَهَا، وَذَلِكَ
لِسِتِّينَ مِسْكِينًا.
«791» - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ
الْعَدْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا [عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى بْنِ يُوسُفَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا] أَبُو الْأَصْبَغِ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
حَنْظَلَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ
قَالَ:
حَدَّثَتْنِي خُوَيْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ، وَكَانَتْ عِنْدَ
أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ، أَخِي عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ،
قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ ذات يوم فكلمني بِشَيْءٍ وَهُوَ فِيهِ
كَالضَّجِرِ، فَرَادَدْتُهُ فَغَضِبَ، فَقَالَ: أَنْتِ عَلَيَّ
كَظَهْرِ أُمِّي، ثُمَّ خَرَجَ فِي نَادِي قَوْمِهِ، ثُمَّ
رَجَعَ إِلَيَّ فَرَاوَدَنِي عَنْ نَفْسِي فَامْتَنَعْتُ
مِنْهُ، فَشَادَّنِي فَشَادَدْتُهُ، فَغَلَبْتُهُ بِمَا
تَغْلِبُ بِهِ الْمَرْأَةُ الرَّجُلَ الضَّعِيفَ فَقُلْتُ:
كَلَّا- وَالَّذِي نَفْسُ خُوَيْلَةَ بِيَدِهِ. لَا تَصِلُ
إِلَيَّ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ تَعَالَى فِيَّ وَفِيكَ
بِحُكْمِهِ، ثُمَّ أتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلم أَشْكُو
مَا لَقِيتُ، فَقَالَ: زَوْجُكِ وَابْنُ عَمِّكِ، اتَّقِي
اللَّهَ وَأَحْسِنِي صُحْبَتَهُ. فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى نَزَلَ
الْقُرْآنُ: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ
فِي زَوْجِهَا إِلَى [قَوْلِهِ] : إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ
بَصِيرٌ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْكَفَّارَةِ، قَالَ: مُرِيهِ
فَلْيَعْتِقْ رَقَبَةً، قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ،
وَاللَّهِ مَا عِنْدَهُ رَقَبَةٌ يَعْتِقُهَا. قَالَ: مُرِيهِ
فَلْيَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قُلْتُ: يَا نَبِيَّ
اللَّهِ [وَاللَّهِ إِنَّهُ] شَيْخٌ كَبِيرٌ مَا بِهِ مِنْ
صِيَامٍ، قَالَ: فَلْيُطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا، قُلْتُ:
يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا عِنْدَهُ مَا
__________
(791) أخرجه أحمد في مسنده (6/ 410) وقد صرح ابن إسحاق
بالسماع. وفي إسناده معمر بن عبد اللَّه بن حنظلة، قال الحافظ
في التهذيب: ذكره ابن حبان في الثقات وأخرج حديثه في صحيحه
وفيه تصريح ابن إسحاق بالسماع وقال القطان: مجهول الحال وتبعه
الذهبي وقال: تفرد عنه ابن إسحاق.
والحديث أخرجه أبو داود في كتاب الطلاق (2214، 2215) .
والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 389) .
وزاد السيوطي نسبته في الدر (6/ 179) للطبراني وابن المنذر
وابن مردويه.
(1/429)
قال: "بَلَى سَنُعِينُهُ بِعَرْقٍ مِنْ
تَمْرٍ- مِكْتَلٍ يَسَعُ ثَلَاثِينَ صَاعًا- قَالَتْ: قُلْتُ:
وَأَنَا أُعِينُهُ بِعَرْقٍ آخَرَ، قَالَ: قَدْ أَحْسَنْتِ،
فَلْيَتَصَدَّقْ.
[412] قَوْلُهُ تَعَالَى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا
عَنِ النَّجْوَى. [8] .
«792» - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ: نَزَلَتْ فِي
الْيَهُودِ وَالْمُنَافِقِينَ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا
يَتَنَاجَوْنَ فِيمَا بَيْنَهُمْ دُونَ الْمُؤْمِنِينَ
وَيَنْظُرُونَ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَيَتَغَامَزُونَ
بِأَعْيُنِهِمْ، فَإِذَا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ نَجْوَاهُمْ
قَالُوا: مَا نَرَاهُمْ إِلَّا وَقَدْ بَلَغَهُمْ عَنْ
أَقْرِبَائِنَا وَإِخْوَانِنَا الَّذِينَ خَرَجُوا فِي
السَّرَايَا قَتْلٌ أَوْ مَوْتٌ أَوْ مُصِيبَةٌ أَوْ
هَزِيمَةٌ، فَيَقَعُ ذَلِكَ فِي قُلُوبِهِمْ وَيُحْزِنُهُمْ،
فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَقَدُمَ أَصْحَابُهُمْ
وَأَقْرِبَاؤُهُمْ، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ وَكَثُرَ شَكَوْا
إِلَى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فَأَمَرَهُمْ أَنْ
لَا يَتَنَاجَوْا دُونَ الْمُسْلِمِينَ، فَلَمْ يَنْتَهُوا
عَنْ ذَلِكَ، وَعَادُوا إِلَى مُنَاجَاتِهِمْ. فَأَنْزَلَ
اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.
[413] قَوْلُهُ تعالى: وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ
يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ. [8] .
79»
- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ
الْخَشَّابُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
__________
(792) بدون إسناد.
(793) أخرجه مسلم في كتاب السلام (11/ 2165) ص 1706.
والنسائي في التفسير (591) .
وابن ماجة (3698) ثلاثتهم من طريق أبي الضحى عن مسروق به ومن
طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة:
أخرجه البخاري في استتابة المرتدين (6927) .
ومسلم في كتاب السلام (10/ 2165) ص 1706.
والترمذي في الاستئذان (2701) .
والنسائي في التفسير (592) .
والنسائي في عمل اليوم والليلة (381) .
وزاد السيوطي في الدر (6/ 184) نسبته لعبد الرزاق وسعيد بن
منصور والبيهقي في شعب الإيمان وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه.
(1/430)
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْأَصْفَهَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ
مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
جَاءَ نَاسٌ مَنِ الْيَهُودِ إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم،
فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَقُلْتُ:
السَّامُ عَلَيْكُمْ، وَفَعَلَ اللَّهُ بِكُمْ، فَقَالَ رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: مَهْ يَا عَائِشَةُ! فَإِنَّ
اللَّهَ تَعَالَى لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ.
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْتَ تَرَى مَا يَقُولُونَ؟
قَالَ: أَلَسْتِ تَرَيْنَ أَرُدُّ عَلَيْهِمْ مَا يَقُولُونَ؟
أَقُولُ: وَعَلَيْكُمْ! وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي ذلك:
وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ.
«794» - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْغَازِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ:
أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنْ
قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ.
أَنَّ يَهُودِيًّا أتى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فَقَالَ:
السَّامُ عَلَيْكَ، فَرَدَّ الْقَوْمُ، فَقَالَ نبي اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم:
هَلْ تَدْرُونَ مَا قَالَ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَمُ [سَلَّمَ] يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ: لَا، وَلَكِنْ
قَالَ كَذَا وَكَذَا رُدُّوهُ عَلَيَّ، فَرَدُّوهُ عَلَيْهِ
فَقَالَ: قُلْتَ: السَّامُ عَلَيْكُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ
نبي اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ: إِذَا سَلَّمَ
عَلَيْكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقُولُوا:
وَعَلَيْكُمْ، أَيْ عَلَيْكَ مَا قُلْتَ. فَنَزَلَ قَوْلُهُ
تعالى: وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ
اللَّهُ.
[414] قَوْلُهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا
يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ... الْآيَةَ. [11] .
«795» - قَالَ مُقَاتِلٌ: كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم فِي
الصُّفَّةِ، وَفِي الْمَكَانِ ضِيقٌ وَذَلِكَ يَوْمَ
__________
(794) أخرجه الترمذي في التفسير (3301) من طريق قتادة عن أنس
وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه البخاري في كتاب استتابة المرتدين (2926) من طريق هشام
بن زيد بن مالك عن أنس.
وزاد السيوطي نسبته في الدر (6/ 184) لأحمد وعبد بن حميد.
(795) مرسل، وعزاه في الدر (6/ 184) لابن أبي حاتم.
(1/431)
الْجُمُعَةِ، وَكَانَ رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم يُكْرِمُ أَهْلَ بَدْرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
وَالْأَنْصَارِ، فَجَاءَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَقَدْ
سُبِقُوا إِلَى الْمَجْلِسِ، فَقَامُوا حِيَال النبي صلى
اللَّه عليه وسلم عَلَى أَرْجُلِهِمْ يَنْظُرُونَ أَنْ
يُوَسَّعَ لَهُمْ فَلَمْ يُفْسِحُوا لَهُمْ، وَشَقَّ ذَلِكَ
عَلَى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فَقَالَ لِمَنْ
حَوْلَهُ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ بَدْرٍ: قُمْ يَا فُلَانُ
وَأَنْتَ يَا فُلَانُ. فَأَقَامَ مِنَ الْمَجْلِسِ بقدر النفر
الذين قَامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَشَقَّ
ذَلِكَ عَلَى مَنْ أُقِيمَ مِنْ مجلسه وعرف رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم الْكَرَاهِيَةَ فِي وُجُوهِهِمْ، فَقَالَ
الْمُنَافِقُونَ لِلْمُسْلِمِينَ: أَلَسْتُمْ تَزْعُمُونَ
أَنَّ صَاحِبَكُمْ يَعْدِلُ بين الناس؟ فو اللَّه مَا عَدَلَ
بَيْنَ هَؤُلَاءِ: قَوْمٌ أَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ وَأَحَبُّوا
الْقُرْبَ مِنْ نَبِيِّهِمْ، أَقَامَهُمْ وَأَجْلَسَ مَنْ
أَبْطَأَ عَنْهُمْ مَقَامَهُمْ! فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى
هَذِهِ الآية.
[415] قوله عز وجل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا
نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ ... الْآيَةَ.
[12] .
«796» - قَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ: نَزَلَتِ الْآيَةُ فِي
الْأَغْنِيَاءِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يأتون النبي صلى
اللَّه عليه وسلم فَيُكْثِرُونَ مُنَاجَاتَهُ وَيَغْلِبُونَ
الْفُقَرَاءَ عَلَى الْمَجَالِسِ، حَتَّى كَرِهَ رسول اللَّه
صلى اللَّه عليه وسلم ذَلِكَ مِنْ طُولِ جُلُوسِهِمْ
وَمُنَاجَاتِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
هَذِهِ الْآيَةَ، وَأَمَرَ بِالصَّدَقَةِ عِنْدَ
الْمُنَاجَاةِ، فَأَمَّا أَهْلُ الْعُسْرَةِ فَلَمْ يَجِدُوا
شَيْئًا، وَأَمَّا أَهْلُ الْمَيْسَرَةِ فَبَخِلُوا،
وَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلم،
فَنَزَلَتِ الرُّخْصَةُ.
«797» - وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ: إِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ لَآيَةً مَا عَمِلَ بِهَا
أَحَدٌ قَبْلِي، وَلَا يَعْمَلُ بِهَا أحد بعدي: يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ كَانَ لِي
دِينَارٌ فَبِعْتُهُ [بِدَرَاهِمَ] وَكُنْتُ إِذَا نَاجَيْتُ
الرَّسُولَ تَصَدَّقْتُ بدرهم حتى نفذ، فَنُسِخَتْ بِالْآيَةِ
الْأُخْرَى: أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ
نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ الآية.
__________
(796) مرسل، وعزاه في الدر (6/ 184) لابن أبي حاتم.
(797) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 482) وصححه على شرط
الشيخين ووافقه الذهبي.
وزاد السيوطي نسبته في الدر (6/ 184) لسعيد بن منصور وإسحاق بن
راهويه وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه.
[.....]
(1/432)
[414]
قوله عز وجل: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا
غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الْآيَاتِ إِلَى قَوْلِهِ:
وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ
الْكَاذِبُونَ. [14: 18] .
«798» - قَالَ السُّدِّيُّ وَمُقَاتِلٌ: نَزَلَتْ فِي عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ نَبْتَلٍ الْمُنَافِقِ، كَانَ يجالس النبي صلى
اللَّه عليه وسلم ثُمَّ يَرْفَعُ حَدِيثَهُ إِلَى الْيَهُودِ.
فَبَيْنَا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فِي حُجْرَةٍ مِنْ
حُجَرِهِ إِذْ قَالَ: يَدْخُلُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ
قَلْبُهُ قَلْبُ جَبَّارٍ، وَيَنْظُرُ بِعَيْنَيْ شَيْطَانٍ.
فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَبْتَلٍ، وَكَانَ أَزْرَقَ،
فَقَالَ لَهُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: عَلَامَ
تَشْتُمُنِي أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ؟ فَحَلَفَ بِاللَّهِ مَا
فَعَلَ ذَلِكَ، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم:
فَعَلْتَ. فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بِأَصْحَابِهِ، فَحَلَفُوا
باللَّه ما شتموه. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ
الْآيَاتِ.
«799» - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ
بْنِ مَطَرٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ،
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ
بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَنَّ
ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ:
أَنَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كَانَ فِي ظِلِّ
حُجْرَةٍ مِنْ حُجَرِهِ، وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ قَدْ كَادَ الظِّلُّ يَقْلِصُ عَنْهُمْ،
فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمْ إِنْسَانٌ يَنْظُرُ
إِلَيْكُمْ بِعَيْنَيْ شَيْطَانٍ، فَإِذَا أَتَاكُمْ فَلَا
تُكَلِّمُوهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ أَزْرَقُ، فَدَعَاهُ رسول اللَّه
صلى اللَّه عليه وسلم وَكَلَّمَهُ، فَقَالَ:
عَلَامَ تَشْتُمُنِي أَنْتَ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ؟ - نَفَرٌ
دَعَا بِأَسْمَائِهِمْ- فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ فَدَعَاهُمْ،
فَحَلَفُوا بِاللَّهِ وَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ. فَأَنْزَلَ
اللَّهُ تَعَالَى: يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا
فَيَحْلِفُونَ لَهُ
__________
(798) مرسل، وعزاه في الدر (6/ 176) لابن أبي حاتم عن السدي.
(799) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 240) من طريق سماك به، وأخرجه
الحاكم في المستدرك (2/ 482) وصححه وأقره الذهبي.
وأخرجه ابن جرير في تفسيره (28/ 17) .
وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 7) وذكره الهيثمي في مجمع
الزوائد (7/ 122) وعزاه للطبراني وأحمد والبزار وقال: رجال
الجميع رجال الصحيح.
وزاد السيوطي نسبته في الدر (6/ 186) للبيهقي في الدلائل وابن
المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.
(1/433)
كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ
أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ.
رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي صَحِيحِهِ، عَنِ الْأَصَمِّ، عَنِ
ابْنِ عَفَّانَ، عَنْ عَمْرٍو الْعَنْقَزِيِّ، عَنْ
إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ.
[417] قَوْلُهُ تَعَالَى: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ ... الْآيَةَ. [22] .
«800» - قال ابن جريح: حُدِّثْتُ أَنَّ أَبَا قُحَافَةَ سبَّ
النبي صلى اللَّه عليه وسلم فَصَكَّهُ أَبُو بَكْرٍ صَكَّةً
شَدِيدَةً سَقَطَ مِنْهَا، ثُمَّ ذَكَرَ ذلك للنبي صلى اللَّه
عليه وسلم، فقال: أَوَفَعَلْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَلَا
تَعُدْ إِلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ لَوْ كَانَ
السَّيْفُ قَرِيبًا مِنِّي لَقَتَلْتُهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.
«801» - وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ:
نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ
الْجَرَّاحِ، قَتَلَ أَبَاهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْجَرَّاحِ
يَوْمَ أُحُدٍ.
وَفِي أَبِي بَكْرٍ، دَعَا ابْنَهُ يَوْمَ بَدْرٍ إِلَى
الْبِرَازِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَكُنْ فِي
الرَّعْلَةِ الْأُولَى. فَقَالَ لَهُ رسول اللَّه صلى اللَّه
عليه وسلم: مَتِّعْنَا بِنَفْسِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَمَّا
تَعْلَمُ أَنَّكَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ سَمْعِي وَبَصَرِي؟
وَفِي مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَتَلَ أَخَاهُ عُبَيْدَ بْنَ
عُمَيْرٍ يَوْمَ أُحُدٍ.
وَفِي عُمَرَ، قَتَلَ خَالَهُ الْعَاصَ بْنَ هِشَامِ بْنِ
الْمُغِيرَةِ يَوْمَ بَدْرٍ.
وَفِي عَلِيٍّ وَحَمْزَةَ [وَعُبَيْدَةَ] ، قَتَلُوا عُتْبَةَ
وَشَيْبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ
يَوْمَ بَدْرٍ.
وَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ
أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ.
__________
(800) مرسل.
(801) بدون إسناد.
(1/434)
سُورَةُ الْحَشْرِ
[418] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: سَبَّحَ لِلَّهِ إِلَى قَوْلِهِ: وَاللَّهُ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [6] .
802- قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي
بَنِي النَّضِيرِ، وَذَلِكَ: أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم
لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَالَحَهُ بَنُو النَّضِيرِ عَلَى
أَنْ لَا يُقَاتِلُوهُ وَلَا يُقَاتِلُوا مَعَهُ، وَقَبِلَ
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ذَلِكَ مِنْهُمْ. فَلَمَّا
غَزَا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بَدْرًا وَظَهَرَ
عَلَى الْمُشْرِكِينَ، قَالَتْ بَنُو النَّضِيرِ: وَاللَّهِ
إِنَّهُ النَّبِيُّ الَّذِي وَجَدْنَا نَعْتَهُ فِي
التَّوْرَاةِ، لَا تُرَدُّ لَهُ رَايَةٌ. فَلَمَّا غَزَا
أُحُدًا وَهُزِمَ الْمُسْلِمُونَ، نَقَضُوا الْعَهْدَ،
وَأَظْهَرُوا الْعَدَاوَةَ لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم
وَالْمُسْلِمِينَ. فَحَاصَرَهُمْ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وسلم، ثُمَّ صَالَحَهُمْ عَلَى الْجَلَاءِ مِنَ الْمَدِينَةِ.
«803» - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ الْفَضْلِ التَّاجِرُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ،
عَنْ رَجُلٍ مِنْ أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلم:
__________
(803) أخرجه أبو داود في الخراج والإمارة (3004) .
وعزاه في الدر (6/ 189) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر
والبيهقي في الدلائل.
(1/435)
أَنَّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ كَتَبُوا بَعْدَ
وَقْعَةِ بَدْرٍ إِلَى الْيَهُودِ: إِنَّكُمْ أَهْلُ
الْحَلْقَةِ، وَالْحُصُونِ، وَإِنَّكُمْ لَتُقَاتِلُنَّ
صَاحِبَنَا أَوْ لَنَفْعَلَنَّ كَذَا، وَلَا يَحُولُ بَيْنَنَا
وَبَيْنَ خَدَمِ نِسَائِكُمْ- وَهِيَ الْخَلَاخِلُ- شَيْءٌ.
فَلَمَّا بَلَغَ كِتَابُهُمُ الْيَهُودَ أَجْمَعَتْ بَنُو
النَّضِيرِ [على] الغدر، وأرسلوا إلى النبي صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أن أخرج إلينا في ثلاثين رجلًا من
أصحابك، وَلْيَخْرُجْ مِنَّا ثَلَاثُونَ حَبْرًا، حَتَّى
نَلْتَقِيَ بِمَكَانٍ نَصَفٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ،
لِيَسْمَعُوا مِنْكَ، فَإِنْ صَدَّقُوكَ وَآمَنُوا بِكَ
آمَنَّا بِكَ كُلُّنَا. فخرج النبي صَلى الله عليه وآله وسلم
فِي ثَلَاثِينَ من أصحابه، وخرج إِلَيْهِ ثَلَاثُونَ حَبْرًا
مِنَ الْيَهُودِ، حَتَّى إِذَا بَرَزُوا فِي بِرَازٍ مِنَ
الْأَرْضِ، قَالَ بَعْضُ الْيَهُودِ لِبَعْضٍ: كَيْفَ
تَخْلُصُونَ إِلَيْهِ وَمَعَهُ ثَلَاثُونَ رَجُلًا مِنْ
أَصْحَابِهِ كُلُّهُمْ يُحِبُّ أَنْ يَمُوتَ قَبْلَهُ؟
فَأَرْسَلُوا [إِلَيْهِ] كَيْفَ نَفْهَمُ وَنَحْنُ سِتُّونَ
رَجُلًا؟
اخْرُجْ فِي ثَلَاثَةٍ مِنْ أَصْحَابِكَ، وَنُخْرِجُ إِلَيْكَ
ثَلَاثَةً مِنْ عُلَمَائِنَا، إِنْ آمَنُوا بِكَ آمَنَّا بِكَ
كُلُّنَا وَصَدَّقْنَاكَ. فخرج النبي صَلى الله عليه وسلم فِي
ثَلَاثَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَخَرَجَ ثَلَاثَةٌ مِنَ
الْيَهُودِ، وَاشْتَمَلُوا عَلَى الْخَنَاجِرِ، وَأَرَادُوا
الْفَتْكَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَأَرْسَلَتِ امْرَأَةٌ نَاصِحَةٌ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ إِلَى
أَخِيهَا- وَهُوَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ مِنَ الْأَنْصَارِ-
فَأَخْبَرَتْهُ خَبَرَ مَا أَرَادَ بنو النضير من الْغَدْرَ
بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأقبل
أخوها سريعاً حتى أدرك النبيَّ صَلى الله عليه وسلم، فسارَّه
بخبرهم فرجع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا
كَانَ مِنَ الْغَدِ غَدَا عَلَيْهِمْ بِالْكَتَائِبِ،
فَحَاصَرَهُمْ وَقَاتَلَهُمْ حَتَّى نَزَلُوا عَلَى
الْجَلَاءِ، عَلَى أَنَّ لَهُمْ مَا أَقَلَّتِ الْإِبِلُ
إِلَّا الْحَلْقَةَ، وَهِيَ السِّلَاحُ وَكَانُوا يُخَرِّبُونَ
بُيُوتَهُمْ، فَيَأْخُذُونَ مَا وَافَقَهُمْ مِنْ خَشَبِهَا،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ حَتَّى بَلَغَ: وَاللَّهُ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
[419] قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ...
الْآيَةَ. [5] .
«804» - وَذَلِكَ: أَنَّ رسول اللَّه صَلى الله عليه وسلم
لَمَّا نَزَلَ بِبَنِي النَّضِيرِ، وَتَحَصَّنُوا فِي
حُصُونِهِمْ، أَمَرَ بِقَطْعِ نَخِيلِهِمْ وَإِحْرَاقِهَا،
فَجَزِعَ أَعْدَاءُ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ، وَقَالُوا:
__________
(804) أخرج الترمذي في كتاب التفسير (3303) عن ابن عباس حديثاً
يؤيد ذلك وقال: هذا حديث حسن غريب.
(1/436)
زَعَمْتَ يَا مُحَمَّدُ أَنَّكَ تُرِيدُ
الصَّلَاحَ، أَفَمِنَ الصَّلَاحِ عَقْرُ الشَّجَرِ الْمُثْمِرِ
وَقَطْعُ النَّخِيلِ؟ وَهَلْ وَجَدْتَ فِيمَا زَعَمْتَ:
أَنَّهُ أُنْزِلَ عَلَيْكَ، الْفَسَادُ فِي الْأَرْضِ؟ فَشَقَّ
ذَلِكَ على النبي صَلى الله عليه وسلم. فَوَجَدَ
الْمُسْلِمُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْ قَوْلِهِمْ، وَخَشُوا
أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ فَسَادًا، وَاخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ،
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا تَقْطَعُوا فَإِنَّهُ مِمَّا أَفَاءَ
اللَّهُ عَلَيْنَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلِ اقْطَعُوا.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَا قَطَعْتُمْ مِنْ
لِينَةٍ ... الْآيَةَ، تَصْدِيقًا لِمَنْ نَهَى عَنْ قَطْعِهِ،
وَتَحْلِيلًا لِمَنْ قَطَعَهُ. وَأَخْبَرَ: أَنَّ قَطْعَهُ
وَتَرْكَهُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى.
«805» - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي، أَخْبَرَنَا وَالِدِي، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
أَنَّ رسول اللَّه صَلى الله عليه وسلم حَرَقَ نَخْلَ
النَّضِيرِ، وَقَطَعَ. وَهِيَ الْبُوَيْرَةُ. فَأَنْزَلَ
اللَّهُ تَعَالَى: مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ
تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ
وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وَمُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ.
«806» - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ،
__________
(805) أخرجه البخاري في المغازي (4031) وفي التفسير (4884) .
وأخرجه مسلم في الجهاد والسير (29/ 1746) ص (1365) .
وأبو داود في الجهاد (2615) ، وأخرجه الترمذي في السير (1552)
وفي التفسير (3302) وقال:
هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه النسائي في التفسير (593) .
وزاد السيوطي نسبته في الدر (6/ 188) لسعيد بن منصور وعبد بن
حميد وابن المنذر وابن جرير والبيهقي في الدلائل.
(806) أخرجه البخاري في الجهاد (3021) ومسلم في الجهاد والسير
(30/ 1746) ص 1365، وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (8457)
للنسائي في السير في الكبرى.
وأخرجه ابن جرير في تفسيره (28/ 23) .
وزاد السيوطي نسبته في الدر (6/ 188) لسعيد بن منصور وعبد بن
حميد وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.
(1/437)
أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ،
حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
أَنَّ رسول اللَّه صَلى الله عليه وسلم قَطَعَ نَخْلَ بَنِي
النَّضِيرِ وَحَرَقَ، وَهِيَ: الْبُوَيْرَةُ، وَلَهَا يُقُولُ
حَسَّانُ:
وَهَانَ عَلَى سَرَاةِ بَنِي لُؤَيٍّ ... حَرِيقٌ
بِالْبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ
وَفِيهَا نَزَلَتِ الْآيَةُ: مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ
تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا ...
الْآيَةَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنِ ابْنِ
الْمُبَارَكِ.
«807» - وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللَّهِ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ عِصَامٍ، حَدَّثَنَا
رُسْتَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا
جُرْمُوزٌ، عَنْ حَاتِمٍ النَّجَّارِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
جَاءَ يَهُودِيٌّ إلى النبي صَلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:
أَنَا أَقُومُ فَأُصَلِّي. قَالَ: قَدَّرَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ
أَنْ تُصَلِّيَ. قَالَ: أَنَا أَقْعُدُ. قَالَ: قَدَّرَ
اللَّهُ لَكَ أَنْ تَقْعُدَ. قَالَ: أَنَا أَقُومُ إِلَى
هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَأَقْطَعُهَا. قَالَ: قَدَّرَ اللَّهُ
لَكَ أَنْ تَقْطَعَهَا. قَالَ: فَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ
السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ لُقِّنْتَ حُجَّتَكَ،
كَمَا لُقِّنَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى
قَوْمِهِ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: مَا قَطَعْتُمْ مِنْ
لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا
فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ يَعْنِي
الْيَهُودَ.
[420] قَوْلُهُ تعالى: وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ
وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ ... الْآيَةَ. [9] .
__________
(807) عزاه في الدر (6/ 192) للبيهقي في الأسماء والصفات عن
الأوزاعي وقد أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (1/ 238- 239)
عن الأوزاعي.
(1/438)
«808» - رَوَى جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ: أَنَّ الْأَنْصَارَ قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، اقْسِمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا
مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَرْضَ نِصْفَيْنِ. قَالَ: لَا،
وَلَكِنَّهُمْ يَكْفُونَكُمُ الْمَئُونَةَ، وَتُقَاسِمُونَهُمُ
الثَّمَرَةَ، وَالْأَرْضُ أَرْضُكُمْ. قَالُوا: رَضِينَا.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى: وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ
وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ.. الْآيَةَ.
[421] قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ. [9] .
«809» - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ
الْمُؤَذِّنُ [قَالَ:] أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْفَقِيهُ،
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ
السَّبِيعِيُّ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ
الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ
فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ.
أَنَّ رسول اللَّه صَلى الله عليه وسلم دَفَعَ إِلَى رَجُلٍ
مِنَ الْأَنْصَارِ رَجُلًا مِنَ أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَذَهَبَ
بِهِ الْأَنْصَارِيُّ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ:
هَلْ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: لَا، إِلَّا قُوتُ الصِّبْيَةِ.
قَالَ: فَنَوِّمِيهِمْ، فَإِذَا نَامُوا فَأْتِينِي [بِهِ] ،
فَإِذَا وَضَعْتِ فَأَطْفِئِي السِّرَاجَ قَالَ: فَفَعَلَتْ،
وَجَعَلَ الْأَنْصَارِيُّ يُقَدِّمُ إِلَى ضَيْفِهِ مَا بَيْنَ
يَدَيْهِ، ثُمَّ غَدَا بِهِ إِلَى رسول اللَّه صَلى الله عليه
وسلم، فَقَالَ: لَقَدْ عَجِبَ مِنْ فِعَالِكُمَا أَهْلُ
السَّمَاءِ. وَنَزَلَتْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ
مُسَدَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ، وَرَوَاهُ
مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ وَكِيعٍ، كِلَاهُمَا عَنْ
فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ.
«810» - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ
الْمُزَكِّي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ
__________
(808) مرسل، وعزاه في الدر (6/ 195) لعبد بن حميد وابن المنذر
عن يزيد بن الأصم.
(809) أخرجه البخاري في المناقب (3798) وفي التفسير (4889) .
وأخرجه مسلم في الأشربة (172، 173/ 2054) ص 1624، 1625.
وأخرجه الترمذي في التفسير (3304) .
والنسائي في التفسير (602) .
(810) إسناده ضعيف: عبيد اللَّه بن الوليد ضعيف [تقريب 1/ 540]
و [المجروحين 2/ 63] .
والحديث أخرجه الحاكم (2/ 484) وصححه وتعقبه الذهبي بقوله:
عبيد اللَّه ضعفوه.
وعزاه السيوطي في الدر (6/ 195) للحاكم وابن مردويه والبيهقي
في شعب الإيمان.
(1/439)
عَبْدِ اللَّهِ السَّلِيطِيُّ حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ،
حَدَّثَنَا الْمُسْتَجِيرُ بْنُ الصَّلْتِ، حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:
أُهْدِيَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رسول اللَّه صَلى الله عليه
وسلم رَأْسُ شَاةٍ، فَقَالَ: إِنَّ أَخِي فُلَانًا وَعِيَالَهُ
أَحْوَجُ إِلَى هَذَا مِنَّا. فَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ، فَلَمْ
يَزَلْ يَبْعَثُ بِهِ وَاحِدٌ إِلَى آخَرَ حَتَّى تَدَاوَلَهَا
سَبْعَةُ أَهْلِ أَبْيَاتٍ، حَتَّى رَجَعَتْ إِلَى الْأَوَّلِ،
فَنَزَلَتْ: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ إِلَى آخِرِ
الْآيَةِ.
(1/440)
|