أسباب النزول ت زغلول

سُورَةُ الْكَافِرُونَ
[467] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ يا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ... إِلَى آخِرِ السُّورَةِ] . [1: 6]
[ «874» - نَزَلَتْ فِي (رَهْطٍ مِنْ قُرَيْشٍ) ، قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ! هَلُمَّ فَاتَّبِعْ دِينَنَا وَنَتَّبِعُ دِينَكَ: تَعْبُدُ آلِهَتَنَا سَنَةً، وَنَعْبُدُ إِلَهَكَ سَنَةً. فَإِنْ كَانَ الَّذِي جِئْتَ بِهِ خَيْرًا مِمَّا بِأَيْدِينَا، [كُنَّا] قَدْ شَرَكْنَاكَ فِيهِ، وَأَخَذْنَا بِحَظِّنَا مِنْهُ. وَإِنْ كَانَ الَّذِي بِأَيْدِينَا، خَيْرًا مما في يَديك، [كُنْتَ] قَدْ شَرَكْتَنَا فِي أَمْرِنَا، وَأَخَذْتَ بِحَظِّكَ. فَقَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ أَنَّ أُشْرِكَ بِهِ غَيْرَهُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ. فَغَدَا رسولُ اللَّه- صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَفِيهِ الْمَلَأُ مِنْ قريش، فقرأها عليها حَتَّى فَرَغَ مِنَ السُّورَةِ. فَأَيِسُوا مِنْهُ عِنْدَ ذَلِكَ.]
__________
(874) عزاه في الدر (6/ 404) لابن أبي حاتم وابن جرير والطبراني.

(1/496)


سُورَةُ النَّصْرِ
[468] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ.... إِلَى آخِرِ السُّورَةِ] . [1: 3]
[نَزَلَتْ فِي مُنصَرَف النبيِّ- صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ (غَزْوَةِ حُنَيْنٍ) ، وَعَاشَ بَعْدَ نُزُولِهَا سَنَتَيْنِ.]
[ «875» - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَذِّنُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
لَمَّا أَقْبَلَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مِنْ (غَزْوَةِ حُنَيْنٍ) ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ- قَالَ: يَا عَلِيُّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَيَا فَاطِمَةُ! قَدْ جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا، فَسُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ، وَأَسْتَغْفِرُهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا!]
__________
(875) ضعيف: قال البخاري: عبد اللَّه بن كيسان له ابن يُسمى إسحاق منكر الحديث وقال ابن حبان:
يتقى حديث عبد اللَّه بن كيسان من رواية ابنه عنه.
والحديث عزاه السيوطي في الدر (6/ 407) للطبراني.

(1/497)


سُورَةُ تَبَّتْ
[469] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [قَوْلُهُ تَعَالَى: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ.... إِلَى آخِرِ السُّورَةِ] [1: 5] [ «876» - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
صَعِدَ رسول اللَّه- صلى اللَّه عليه وسلم- (ذَاتَ يَوْمٍ الصَّفَا) ، فَقَالَ يَا صَبَاحَاهُ! فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ (قُرَيْشٌ) فَقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ: أَنَّ الْعَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أَوْ مُمَسِّيكُمْ، أَمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي؟! قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ. فَقَالَ (أَبُو لَهَبٍ) : تَبَّاً لكَ! لهذا دَعَوْتَنَا جَمِيعًا! فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
__________
(876) أخرجه البخاري في الجنائز (1394) وفي المناقب (3525) وفي التفسير (4801، 4972، 4973، 5971) .
وأخرجه مسلم في الإيمان (355، 356/ 208) ص 193، 194.
والترمذي في التفسير (3363) .
والنسائي في التفسير (734) .
والنسائي في عمل اليوم والليلة (983) والبيهقي في الدلائل (2/ 181) وزاد نسبته في الدر (6/ 408) لسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي نعيم.

(1/498)


تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ إِلَى آخِرِهَا. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ.]
[ «877» - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَدْلُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
قَامَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فَقَالَ: يَا آلَ غَالِبٍ! يَا آلَ لُؤَيٍّ! يَا آلَ مُرَّةَ! يَا آلَ كِلَابٍ! يَا آلَ قُصَيٍّ! يَا آلَ عَبْدِ مَنَافٍ! إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَلَا مِنَ الدُّنْيَا نَصِيبًا، إِلَّا أَنْ تَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَقَالَ (أَبُو لَهَبٍ) : تَبًّا لَكَ! لِهَذَا دَعَوْتَنَا؟! فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ] [ «878» - أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَامِدٍ، أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ ابن عَبْدَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ أَتَى رسولُ اللَّه- صلى اللَّه عليه وسلم- (الصَّفَا) ، فَصَعِدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ نَادَى: يَا صَبَاحَاهُ! فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ: مِنْ بَيْنِ رَجُلٍ يَجِيءُ، وَرَجُلٍ يَبْعَثُ رَسُولَهُ. فَقَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ! يَا بَنِي فِهْرٍ! يَا بَنِي لُؤَيٍّ! لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ: أَنَّ خَيْلًا بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ صَدَّقْتُمُونِي؟! قَالُوا:
نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ. فَقَالَ (أَبُو لَهَبٍ) : تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ! مَا دَعَوْتَنَا إِلَّا لِهَذَا؟! فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ.]
__________
(877) ضعيف: الكلبي متهم بالكذب، وأبو صالح لم يسمع من ابن عباس.
(878) انظر (876) .

(1/499)


سُورَةُ الْإِخْلَاصِ
[470] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ... إِلَى آخِرِ السُّورَةِ] [1: 4] ( «879» - قَالَ قَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ وَمُقَاتِلٌ: جَاءَ (نَاسٌ مَنِ الْيَهُودِ) إلى النبي- صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالُوا: صِفْ لَنَا رَبَّكَ، فَإِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ نَعْتَهُ فِي التَّوْرَاةِ، فَأَخْبِرْنَا: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ هُوَ؟ وَمِنْ أَيِّ جِنْسٍ هُوَ؟ [مِنْ] ذَهَبٍ هُوَ، أَمْ نُحَاسٍ أَمْ فِضَّةٍ؟ وَهَلْ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ؟ وَمِمَّنْ وَرِثَ الدُّنْيَا؟ وَمَنْ يُوَرِّثُهَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى هَذِهِ السُّورَةَ، وَهِيَ نِسْبَةُ اللَّهِ خَاصَّةً.)
[ «880» - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمِهْرَجَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ ابْنُ بِنْتِ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا
__________
(879) انظر (880) .
(880) إسناده ضعيف: أبو سعد الصاغاني: اسمه محمد بن مُيَسِّر، قال الحافظ في التقريب (2/ 212) : ضعيف، وذكره ابن حبان في المجروحين [2/ 271] وفي إسناده: أبو جعفر الرازي:
قال الحافظ في التقريب: صدوق سيئ الحفظ، وذكره ابن حبان في المجروحين [2/ 120] ونقل عن الإمام أحمد قوله: أبو جعفر الرازي مضطرب الحديث.
والحديث أخرجه الترمذي (3364) من طريق أبي سعد به، و (3365) من طريق عبيد اللَّه بن موسى عن أبي جعفر الرازي عن أبي العالية عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم ولم يذكر أُبي بن كعب، وقال الترمذي: وهذا أصح من حديث أبي سعد أ. هـ.

(1/500)


أَبُو سَعْدٍ الصَّغَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ:
أَنَّ (الْمُشْرِكِينَ) قَالُوا لرسول اللَّه- صلى اللَّه عليه وسلم-: انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ قَالَ: فَالصَّمَدُ: الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُولَدُ إِلَّا سَيَمُوتُ، وَلَيْسَ شَيْءٌ يَمُوتُ إِلَّا سَيُورَثُ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَمُوتُ وَلَا يُورَثُ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ قَالَ: لَمْ يَكُنْ لَهُ شَبِيهٌ وَلَا عِدْلٌ، ولَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.]
( «881» - أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْبَغْدَادِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ. فَنَزَلَتْ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِلَى آخِرِهَا) .
__________
والحديث أخرجه أحمد (5/ 134) من طريق أبي سعد به.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 540) من طريق محمد بن سابق عن أبي جعفر الرازي عن أبي العالية عن أُبي به، وصححه ووافقه الذهبي.
وزاد نسبته في الدر (6/ 409) للبخاري في تاريخه وابن جرير وابن أبي حاتم في السنة والبغوي في معجمه والبيهقي في الأسماء والصفات.
(881) في إسناده: إسماعيل بن مجالد: قال الحافظ في التقريب: صدوق يخطئ وفي إسناده:
مجالد بن سعيد: قال الحافظ في التقريب: ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره. أ. هـ.
وذكره ابن حبان في المجروحين [3/ 10] وقال: كان رديء الحفظ يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل لا يجوز الاحتجاج به وكان يحيى بن معين يضعفه.
والحديث أخرجه ابن جرير (30/ 321) من طريق إسماعيل به.
وذكره السيوطي في الدر (6/ 410) وعزاه لأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر والطبراني في الأوسط وأبي نعيم في الحلية والبيهقي بسند حسن.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 146) وعزاه للطبراني في الأوسط وأبي يعلى وقال: فيه مجالد بن سعيد قال ابن عدي: له عن الشعبي عن جابر وبقية رجاله رجال الصحيح.

(1/501)


الْمُعَوِّذَتَانِ
[471] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ.... إِلَى آخِرِ السُّورَةِ. [1: 5]
قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ... إِلَى آخِرِ السُّورَةِ] .
[ «882» - قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: كَانَ (غُلَامٌ مِنَ الْيَهُودِ يَخْدُمُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم) . فَدَنَتْ إِلَيْهِ الْيَهُودُ، وَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَخَذَ مُشَاطَةَ [رأسِ] النبيِّ- صلى اللَّه عليه وسلم- وَعِدَّةَ أَسْنَانٍ مِنْ مُشْطِهِ، فَأَعْطَاهَا الْيَهُودَ، فَسَحَرُوهُ فِيهَا.
وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى ذَلِكَ (لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيُّ) ، ثُمَّ دَسَّهَا فِي (بِئْرٍ لَبَنِي زُرَيْقٍ، يُقَالُ لَهَا: «ذَرْوَانُ» .)
فَمَرِضَ رسولُ اللَّه- صلى اللَّه عليه وسلم- وَانْتَثَرَ شَعْرُ رَأْسِهِ، وَ [لَبِثَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ] يُرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلَا يأتِيهِنَّ، وجعل يَذُوبُ وَلَا يَدْرِي مَا عَرَاهُ.
فَبَيْنَمَا هُوَ نَائِمٌ ذَاتَ يَوْمٍ، [إِذْ] أَتَاهُ مَلَكَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ. فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ: مَا بَالُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: طُبَّ. قَالَ: وَمَا الطُّبُّ؟
قَالَ: سِحْرٌ. قَالَ: وَمَنْ سَحَرَهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيُّ. قَالَ: وَبِمَ طَبَّهُ؟
__________
(882) انظر الحديث (883) .

(1/502)


قَالَ: بِمُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ. قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي جُفِّ طَلْعَةٍ تَحْتَ رَاعُوفَةٍ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ.
وَ «الْجُفُّ» : قِشْرُ الطَّلْع. و «الرَّعُوفَةُ» : حَجَرٌ فِي أَسْفَلِ الْبِئْرِ، يَقُومُ عَلَيْهِ الْمَاتِحُ.
فَانْتَبَهَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ! أَمَا شَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَخْبَرَنِي بِدَائِي؟! ثُمَّ بَعَثَ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، فَنَزَحُوا مَاءَ تِلْكَ الْبِئْرِ كَأَنَّهُ نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، ثُمَّ رَفَعُوا الصَّخْرَةَ وَأَخْرَجُوا الْجُفَّ، فَإِذَا فِيهِ مُشاطَةُ رأسِه- صلى اللَّه عليه وسلم- وَأَسْنَانُ مُشْطِهِ، وَإِذَا [فِيهِ] وَتَرٌ مَعْقُودٌ فِيهِ إِحْدَى عَشْرَةَ عُقْدَةً مَغْرُوزَةً بِالْإِبَرِ.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى سُورَتَيِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ. فَجَعَلَ كُلَّمَا قَرَأَ آيَةً انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَوَجَدَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم خِفَّةً، حَتَّى انْحَلَّتِ الْعُقْدَةُ الْأَخِيرَةُ، فَقَامَ كَأَنَّمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ. وَجَعَلَ جِبْرِيلُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- يَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، وَمِنْ حَاسِدٍ وَعَيْنٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ!.
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَفَلَا نَؤُمُّ الْخَبِيثَ؟! فَنَقْتُلُهُ؟! فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا.
[فَهَذَا مِنْ حِلْمِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم]] .
[ «883» - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَوْصِلِيُّ، أَخْبَرَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ:
سُحَرِ النبيُّ- صلى اللَّه عليه وسلم- حَتَّى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ فَعَلَ الشَّيْءَ، وَمَا فَعَلَ. حَتَّى إِذَا
__________
(883) أخرجه البخاري في الطب (5766) .
ومسلم في السلام (44/ 2189) ص 1721.

(1/503)


كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ- وَهُوَ عِنْدِي- دَعَا اللَّهَ وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ: أَشَعَرْتِ- يَا عَائِشَةُ! - أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟! قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَتَانِي مَلَكَانِ.
وَذَكَرَ الْقِصَّةَ بِطُولِهَا. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ.
وَلِهَذَا الْحَدِيثِ طُرُقٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ.]
تَمَّ كِتَابُ «أَسْبَابِ نُزُولِ الْقُرْآنِ» . وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْمَنَّانِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَالتَّابِعِينَ لهم بإحسان.

(1/504)


فهرس المصادر والمراجع
أولًا: المخطوط: تهذيب الكمال في أسماء الرجال للحافظ أبي الحجاج المزي (ت 742) - مصورة عن مخطوطة دار الكتب المصرية. تصوير دار المأمون للتراث.
ثانياً: المطبوع (سوى القرآن الكريم) .
- أخلاق النبي صلى اللَّه عليه وسلم وآدابه لأبي الشيخ ابن حيان (ت 369) . مطبعة النهضة المصرية، طبعة 1972 م.
- الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر (ت 463) حاشية الإصابة للحافظ ابن حجر.
- الأسماء والصفات للبيهقي (ت 458) ، دار الكتاب العربي 1985 م.
- الإصابة في تمييز الصحابة للحافظ ابن حجر (ت 852) دار إحياء التراث العربي.
- التاريخ الصغير للإمام البخاري (ت 256) طبعة دار المعرفة.
- التاريخ الكبير للإمام البخاري (ت 256) ، مصورة من دائرة المعارف العثمانية.
- تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف لأبي الحجاج المزي (ت 742) .
- تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير (ت 774) .

(1/505)


- تفسير النسائي للإمام أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 هـ) - طبعة مكتبة السنة بالقاهرة- سنة 1410 هـ.
- تقريب التهذيب لابن حجر (ت 852) - طبعة دار المعرفة.
- تهذيب التهذيب لابن حجر (ت 852) .
- جامع البيان في تفسير القرآن لابن جرير (ت 310 هـ) دار المعرفة.
- جامع الترمذي (ت 279) طبعة دار الكتب العلمية.
- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم (ت 430) دار الكتاب العربي.
- الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام السيوطي (ت 911) دار المعرفة.
- دلائل النبوة لأبي نعيم (ت 430) ، عالم الكتب، بيروت.
- دلائل النبوة للبيهقي (ت 458) دار الكتب العلمية.
- زوائد مسند الإمام أحمد لعبد اللَّه بن أحمد (ت 290) ضمن مسند أحمد.
- سنن ابن ماجة لأبي عبد اللَّه محمد بن يزيد (ت 275) طبعة دار الحديث.
- سنن أبي داود للإمام سليمان بن الأشعث (ت 275) المكتبة العصرية بيروت.
- سنن الدارقطني (ت 385) ، دار المحاسن للطباعة- القاهرة.
- السنن الكبرى للبيهقي. طبعة دار المعرفة.
- سنن النسائي الصغرى (ت 303 هـ) دار الكتب العلمية.
- سنن سعيد بن منصور (ت 277) دار الكتب العلمية.
- السنة لابن أبي عاصم (ت 287) .
- سير أعلام النبلاء للذهبي (ت 748) مؤسسة الرسالة.
- شرح السنة للبغوي (ت 516) المكتب الإسلامي.
- شرح معاني الآثار للإمام الطحاوي (ت 321) مطبعة الأنوار المحمدية.
- صحيح مسلم.
- الضعفاء الكبير للعقيلي (ت 322) دار الكتب العلمية.

(1/506)


- الطبقات الكبرى لابن سعد (ت 230) دار التحرير بالقاهرة.
- عشرة النساء للنسائي (303) ، مكتبة التراث الإسلامي، القاهرة.
- العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ابن الجوزي، دار نشر الكتب الإسلامية، باكستان.
- فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر.
- الفردوس بمأثور الخطاب للديلمي، دار الكتب العلمية.
- كشف الأستار عن زوائد البزار- لنور الدين الهيثمي (ت 807) مؤسسة الرسالة.
- كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للمتقي الهندي (ت 975) . مؤسسة الرسالة.
- لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي- مكتبة نصير بالأزهر.
- لسان الميزان لابن حجر.
- المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين للإمام أبي حاتم بن حبان (ت 354) دار الوعي بحلب.
- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي (ت 807) دار الريان للتراث.
- مساوئ الأخلاق للخرائطي (ت 327) ، مكتبة القرآن- القاهرة.
- المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري (ت 405) وبذيله تلخيص المستدرك للذهبي- دار المعرفة.
- مسند أبي داود الطيالسي.
- مسند أبي عوانة.
- مسند أبي يعلى الموصلي (ت 307) دار المأمون للتراث.
- مسند أحمد (ت 241) المكتب الإسلامي.
- مسند الحميدي (ت 219) عالم الكتب بيروت ومكتبة المتنبي بالقاهرة.
- مشكل الآثار للطحاوي.
- المصاحف لابن أبي داود، المطبعة الرحمانية بمصر، 1936 م.

(1/507)


- المصنف لابن أبي شيبة.
- المعجم الأوسط للطبراني (ت 360) مكتبة المعارف بالرياض.
- المعجم الصغير للطبراني. دار الكتب العلمية.
- المعجم الكبير للطبراني- تحقيق حمدي السلفي.
- المنتخب من مسند عبد بن حميد (ت 249) مكتبة السنة بالقاهرة.

(1/508)