إعراب القرآن العظيم المنسوب لزكريا الانصارى سورة البقرة
قوله: (الم) :
موضعها جر؛ على القسم، وحرف القسم محذوف، وبقى
عمله، بعد الحذف؛ لأف مراد، فهو كاللفوظ به،، كما قالوا:
(اللهِ لَتَفْعَلَنَّ " في لغة، مَنْ جرّ ".
وقيل: موضعها نصب، على تقدير حذف القسم، كما تقول: (اللهَ
لأفْعَلَنَّ ".
أو الناصب فعل محذوف تقديره: (التزمت اللهَ، أي: اليمين،
بالله.
وقيل: على أنه مفعول به تقديره: (اتلُ آلم "،.
قوله: (ذلكَ "؛ اسم إشارة؛ " ذا) : الاسم، والألف من جملة
الاسم.
وقال الكوفيون: الذال وحدها هي الاسم، والألف زائدة؛ لتكثير
الكلمة.
ويجوز أن يكون " الم " مبتدأ. و (ذلك) : خبره.
و" الكتاب) : صفة اسم الإشارة، أو عطف بيان.
قوله: (لا رَيبَ فيهِ) : الجملة حالية، أي: ذلك الكتاب حقٍّا و
(فيه) :
خبر " لا ".
قوله: (هُدًى) : مصدر في موضع الحال، أي في حال كونه هاديا،
وألف " هدى " منقلبة عن ياء لقولهم: هديت، والهدي.
قوله: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ) : صفة " للمتقين "
وأصل " يُؤْمِنُونَ " يُأَأمنون - بهمزتين - والماضي منه: آمن،
وأصله: أأمن، ووزنه:
(1/164)
" أفعلَ "، فالأولى مزيدة، والثانية أصلية؛
لأنه من الأمن، ثم قُلِبَتِ الأصلية ألفًا، وإنما انقلبتْ
ألفا؛ لوقوعها ساكنة بعد حرف مفتوح.
قوله: (وَيُقِيمُونَ) : أصله: (يُقْوِمُون "؛ استثقلت الكسرة
على الواو، فنقلت إلى القاف قبلها، وقلبت الواو ياءً؛ لانكسار
ما قبلها.
قوله: (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) أصله: (رزقناهموه)
.
قلت: وهنا سؤال: لأن الضمِير المحذوف لا يخلو: إما أن يكون
متصلاً،
أو منفصلاً؛ فإن كان منفصلا، فلا يجوز حذفه، وإن كان متصلا،
اجتمع ضميرا غيبة.
قوله: (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ. . .) : (الجملة
خبر " إن ".
قوله،: (اشْتَرَوُا " أصله: اشْتَرَيَوا، فقلبت الياء واوا؛
لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت؛ لالتقاء الساكنين.
قوله: (استوْقَدَ "، بمعنى: أوقد - كاستجاب، بمعنى: أجاب.
(1/165)
كما قال:
وَداع دَعَا يَا مَنْ يجِيبُ إِلَى النَّدَى. . . فَلَمْ
يَسْتَجْبِهُ عِندَ ذَاكَ مُجِيبُ
وكدا استقر،: بمعنى: أقر.
وقيل: استوقد لا يكون بمعنى أوقد، كما لا يكون استعلم بمعنى:
أعلم.
قوله: (أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ) :
يجوز في " أضاءت " أن يكون الفعل متعديًا، وأن يكون قاصرا.
تقول في تعديته: أضاءت الشمس البقعة، وأضاء القمر الدار.
ومنه قول الفرزدق:
أعِدْ نَظَرًا يَا عَبْدَ شَمْسِ لَعَلَّمَا. . . أضَاءَتْ
لَكَ النَّارُ الْحِمَارَ الْمُقَيَّدَا
ويجوز أن تكون " ما " في محل رفع على الفاعلية، فتكون "ما"
موصولة، ويعضده، قراءة من قرأ:
(1/166)
(فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ) ، وأتى
بالتاء؛ حملا على المعنى؛ لأن ما حول المستوقد بقاع وأماكن.
قوله: (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ) : جواب " لما "، وقيل: هو
محذوف؛ كما حذف في قوله: (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ) ، أي: فلما
أضاءت ما حوله خمدتْ.
قوله: (صُمٌّ) ، جمع أصم.
يقال: أصم وصم وصمان.
وقياس " أفعل " إذا كان صفة أن يجمع على " فُعْل " و (أفاكل "
كـ " أحمر يجمع على: حمر، وأحَامِر ".
قوله: (كَصَيِّبٍ) ، أصلها: صَيْوِب، على " فيعل "، فأبدلت
الواو
ياء؛ لاجتماعهما، وأحد الحرفين ساكن وهو قياس مطرد تقدمت الواو
أو تأخرت. نحو: لويت عنقه ليا، وأصله لويا.
قوله: (كُلَّمَا أَضَاءَ) : ظرف والعامل فيه الجواب.
قوله: (ولو شَاءَ اللهُ لَذَهَب "، مفعول " شاء " محذوف، وحسُن
حذفه؛ لأن الجواب يدل عليه، والتقدير: ولو شاء الله أن يذهب
لذهب.
قوله: (وَقُودها " - بالفتح -: هو الحطب، وبالضم: الإيقاد،
كالوَضُوءِ والوُضُوءِ.
فالوَضُوءُ - بالفتح -: الماء الذي يُتَوَضَّا به.
والوضُوء - بالضم -: المصدر، وهو فعل المتوضىء.
(1/167)
قوله: (يَسْتَحْيِي) - بيائين -: لغة أهل
الحجاز، ووزنه: (يستفعل "، ويتعدى بنفسه وبالحرف؛ يقال:
استحييت منه، واستحييته، بمعنى.
وعينه ولامه: ياءان، من الحياء، وبياء واحدة: لغة تميم، ووزنه:
(يستفع "، والمحذوفة هي الواو؛ لتطرفها.
قوله: (لِلْمَلاَئِكةِ) :
جمع: مَلَك، والتاء فيه لتأنيث الجمع.
وقيل: للمبالغة، كعلّامة وفهّامة.
واختلف في الملائكة في واحدها، وأصلها.
فقيل: واحدهم في الأصل: (مَأْلَك " على " مَفْعَل "؛ لأنه مشتق
من " الألوكة "،
فالهمزة فاء الكلمة، ثم أخرت فجعلت اللام، فقالوا: (مَلأَك "،
فوزنه الآن: (مَغفَل "
والجمع: ملائكة على " مَعَافِلة ".
وقيل: أصله: (لأك "، فعين الكلمة همزة، وعلى كلا القولين:
ألقيت حركة الهمزة على اللام، وحذفت، فلما جمعت ردت فوزنه
الآن: (مفاعلة ".
قوله: (يَا بَنِى " أصله: (بنو " على " فَعَلٌ " والذاهب منه
واو عند قوم، وياء عند آخرين.
والألف عوض عن الذاهب.
قوله: (وأوفوا بِعَهْدِى " أصله: (أوْفيُوا "، استثقلت الضمة
على الياء، فاعلت، إما بالنقل إلى الفاء، وإما بالحذف، وحذفت؛
لسكونها، وسكون ما بعدها.
يقال: وَفَى وَفِى بكذا، وأوْفَى، وَوَفَّى، بمعنى،
فإن قلت: أين "أوَفَى" في الفرآن؟
قيل: أخِذَ من قوله: (وَمَنْ أوْفَى بِعَهْدِهِ) ؛ لأن أفعل
التفضيل لا يستعمل إلا من الثلاثى.
(1/168)
قوله (أول) وزنه (أفعل) ، وفاؤه وعينه
واوان عند سيبويه.
ولم ينطق منه بـ "فعل"؛ لاعتلال الفاء والعين.
وتأنيثه: أولى، والأصل: وولى، فأبدلت الواو همزة لانضمامها ضما
لازما.
وقال الكوفيون: أصله من: وأل يأل: إذا نجا.
فأصلها: أوألها، ثم خففت الهمزة بأن أبدلت واوا، ثم أدغمت
الأولى فيها.
وهذا ليس بقياس بل القياس في مثل هذه الهمزة: أن تلقي حركتها
على الساكن قبلها، وتحذف.
وقال بعضهم: هي من آل يئول، فأصل الكلمة "أَأْوَل"، ثم أخرت
الهمزة الثانية فجعلت بعد الواو، ثم عمل فيها ما عمل في الوجه
الذي قبلها، فوزنه الآن: "أعفل".
قوله: (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ) : تخلطوا.
يقال: لبس - بفتح العين في الماضي، وكسرها في المضارع -، ولبست
الثوب ألبسه - بالكسر في الماضي والفتح في المضارع -.
قوله: (وَتَكْتُمُوا) : يجوز أن يكون مجزوما داخلاً في حكم
النهي، ويجوز أن يكون منصوبا بإضمار "أن" و "الواو"؛ للجمع
كالتي في قولك: "لا تأكل السمك وتشرب اللبن".
(1/169)
وقوله:
لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقِ. . .
قوله: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ".
أصل " أقيموا " و (آتوا) : (أقِوْموا "؛ فاعل بالقلب بعد
النقل، كما أعل الماضي بالقلب.
و (أَأْتيوا) : استثقلت الضمة على الياء فألقيت على التاء، بعد
حذف حركتها، أو حذفت وضمت؛ لتصح الواو.
قوله: (مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ".
أصله: (أهل،؛ فقلبت هاؤه همزة، ثم قلبت الهمزة
ألفا؛ كراهة اجتماع المثلين، كما فعل بـ " أأدم ".
وقيل: (أصله " أوْل ".
قوله: (وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً "
لم يقل " يوما "؛ لأن الشهور عدتها بالليالى.
قوله: (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ "
أصله: (اوتخذا من " وخذ " كـ " وعد "، فأدغم الواو بعد قلبها
تاء في تاء الافتعال أي: ثم اتخذتم العجل إلها.
قوله: (نرَى اللهَ جَهْرَةَ "
أصل " نرى) : نَرأَى، فحذفت الهمزة بعد نقل حركتها إلى الراء.
(1/170)
و " جهرة) : مصدر في موضع الحال، إما من
الضمير في " نَرَى "، أي: معاينين، أو من الضمير في "
قُلْتُم،، أي: قلتم ذلك مجاهرين.
وقيل: انتصابه على المصدر؛ لأنه نوع من الرؤية؛ كما تنتصب
القرفصاء بفعل الجلوس.
قوله: (فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ) :
الصاعقة: فاعلة، بمعنى: مفعلة، وهي ما صعق.
قيل: نار وقعت من السماء.
وقيل: صيحة.
قوله: (وظَللنا عَلَيكمُ الْغَمَام) أي: بالغمام.
والغمام، قيل: جمع غمامة، والصحيح: أنه اسم جنس.
قوله: (وَقُولُوا حِطَّةٌ) : وحط عنا حطةً.
قوله: (خَطَايَكُم " أصله: خطائِى، والهمزة الأولى هي المنقلبة
عن الياء فى
" خطيئة "، فأبدلت الهمزة الثانية ياء؛ لانكسار ما قبلها،
وكراهة اجتماع
همزتين، ثم أبدلت من الكسرة فتحة، فانقلبت الياء ألفًا؛ لئلا
يشبه الإضافة، ثم أبدلت من الهمزة ياء فصار: خطايا. هذا مذهب
سيبويه.
ومذهب الخليل التحويل - نقلوا
(1/171)
الهمزة الأولى إلى موضع، الثانية، وإنما
فعلوا ذلك لتصير المكسورة طرفًا، فتنقلب ياء، ثم أبدلوا من
كسرة الهمزة الأولى فتحة، فانقلبت الياء بعدها ألفا، فصارت
الهمزة بين ألفين، فأبدلت منها ياء. فاستكرهوا اجتماع ثلاث
ألفات ففيها على هذا خصص تغييرات.
تقديم اللام عن موضعها، وإبدال الكسرة فتحة، وإبدال الكسرة
فتحة، وإبدال الهمزة الأخيرة ياء، ثم إبدالها ألفًا، ثم إبدال
الهمزة التي هي لام ياء.
قوله: (فانْفَجَرَتْ " وقال في الأعراف: (فَانْبَجَسَتْ "
والانبجاس: خروجه
قليلا، والانفجار: خروجه كثيرًا.
والجواب أن ذاك الابتداء، ثم تفجر في الثانية.
قوله: (كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ) : هو على
إرادة القول.
قوله نعالى: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا "
عرفتم.
قوله: (خَاسِئِينَ) : الفعل منه " خسأ "، وهو مطاوع " خسأته
"..
قوله: (أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا) :
يجوز أن يكون مفعولا ثانيًا على حذف مضاف، ويجوز أن يكون
مصدرًا، أي مهزوءًا به.
قوله: (وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ "،: مفعول " شاء " محذوف
أي: شاء هدايتنا.
قوله: (لَا شِيَةَ فِيهَا) : مثل عِدة، فلما حذفوا الواو من
الفعل؛ لوقوعها بين واو وكسرة، حذفوها من المصدر، فوزنه: (عِلة
"، والمعنى: الخلط، يقال: وشيت الثوب، إذا خلطت بعضه ببعض.
قوله: (فَادَّارَأْتُمْ "
أصله: تدارأتم، ووزنه: (تفاعلتم، ثم أرادوا التخفيف،
فقلبوا التاء دالا؛ لتصير من جنس الدال، التي هي فاء الكلمة،
لئمكن الإدغام، فسكنت الأولى؛ لأجل الإدغام، فصار أول الكلمة
ساكنا، فاجتلبت له همزة، الوصل.
(1/172)
قوله: (أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) :
إن قيل: لم قيل: أشد قسوة وفعل القسوة مما يخرج منه أفعل
التفضيل وفعل التعجب؟.
فيه جوابان: أحدهما: أنه أبين وأدل على فرط القسوة.
الثانى: أن لا يقصد معنى الأقسى، ولكن قصد وصف القسوة بالشدة،
كأنه قيل: اشتدت قسوة الحجارة، وقلوبهم أشد قسوة.
ولم يقل هي أشد قسوة؛ لأن معناه وضح.
وقوله: (أَوْ أَشَدُّ) : هي كـ " أو " في قوله تعالى: (أَوْ
كَصَيِّبٍ) ، وقد قالوا فيها هناك أربعة أوجه:
أحدها: أنها للشك، وهو راجع إلى الناظر في حال المنافقين، فلا
يدرى أيشبههم بالمستوقد أو بأصحاب الصيب، كقوله: (إِلَى
مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) أي: يشك الرائى لهم في مقدار
عددهم.
والثاني: أنها للتخيير، أي: شبهوهم بأي القبيلتين شئتم.
والثالث: أنها للإباحة.
والرابع: أنها للإبهام، أي: بعض الناس يشبههم بالمستوقد،
وبعضهم بأصحاب الصيب.
قوله: (يَشَّقَّقُ) :
أصله: (يتشقق "، فقلبت التاء شينًا وأدغمت، في الشين.
(1/173)
قوله: (الأ أمَانِى) :
استثناء منقطع؛ لأنه ليس من جنس العلم.
وواحد الأمانى: أمنية، وأصلها: أمنُويَة، على وزن (أفعولَة) ،
وما كان على هذا الوزن فإنه يجمع على أفاعيل، وأفاعل.
قوله: (مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً) :
السيئة: وزنها: فَعيلة مثل سيد وهين -
قوله: (لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ ".
أي: قلنا لهم: لا تعبدون. ويقرأ بالياء، وفيه أربعة أوجه:
أحدها: أنه جواب قسم، دل عليه المعنى.
والثاني: أنَّ " أنْ " مرادة، تقديره: أخذنا ميثاق بنى إسرائيل
على أن لا يَعْبدوا إلا الله، ونظيره:
ألاَ أيهَذَا الزّاجِرِى أحْضُرا الوَغَى. . .
بالرفع، والتقدير: عن أنْ أحضرَ الوَغَى.
والثالث: أنه في موضع نصب على الحال.
الرابع: أن يكون لفظه لفظ الخبر ومعناه النهي.
(1/174)
قوله: (وَذِى القُربى) :
معطوف على اليتامى، وأفرد (ذى) ؛ لإرادة الجنس،
وأصله " ذَوَىٌ؛ بدليل قولهم: (ذويان ".
قوله: (واليتَامَى " جمع يتيم، كنديم وندامى.
ولكن جمع " فعيل " على " فعالى " قليل.
قوله: (والمساكين " جمع مسكين، والميم في مسكين زائدة؛ لأنه من
السكون.
قوله: (لاَ تسَفِكونَ) :
الكلام فيه مثل: (لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ) .
قوله: (من دِيَارِكمْ) : الياء منقلبة عن واو؛ لأنه جمع " دار
"، والألف في دار " واو " في الأصل؛ لأنه من: دار، يدور، وإنما
قلبت ياء في الجمع؛ لانكسار ما قبلها.
فإن قيل: كيف صحت في (لِوَاذا) ؟
قيل: لأنها صحت في الفعل، فصحت في المصدر.
قوله: (إِلَّا خِزْيٌ) : بدل من جزاء.
قوله: (وَقَفَّيْنَا ".
يقال: قفوتُ أثرَهُ قفوًا؛ إذا اتبعته، وقفيت على أثره بفلان؛
إذا أتبعته إياه.
وقلبت الواو ياء؛ لوقوعها رابعة.
قوله: (عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ) :
قيل: (عِيسَى) : اسم أعجمى، فلا اشتقاق.
وقيل: مشتق من العَيْسِ، وهو بياض الإبل يخالطها شىء من
الشقرة.
وقيل: من العِوْسِ، وهو السياسة، فقلبت الواو ياء؛ لانكسار ما
قبلها.
واختلف في وزنه؛ فقال الكوفيون: وزنه (فعْلَى) ، وألفه
للتأنيث، ولم يحكوا صرفه في النكرة.
(1/175)
وقال البصريون: وزنه (فعْلَى) ، وألفه
للإلحاق. ولا تكون أصلا؛ لأنها من أحرف لا تكون الواو والياء
أصلاً فيها.
وقالوا: لو كانت أصلًا لكان ينبغى أن لا ينصرف في النكرة، وقد
سمع فيه الصرف.
و (مَرْيَم) : علم أعجمى لا اشتاق له.
وليس بمشتق؛ لأنه لو كان مشتقا لكان مشتقا من رام يريم، فيكون
(مَرِيْم) بإسكان الياء، وقد جاء في الأعلام بفتح الياء، نحو:
مزيَد، وهو على خلاف القياس.
قوله: (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ) :
الهمزة للاستفهام جىء بها؛ للتوبيخ والتعجب من حالهم، كأنه
قيل: آتيناهم ما آتيناهم، ففعلتم ما فعلتم، ودخلت الفاء للعطف
على هذا المقدر.
و" كلما) : ظرف وقد تقدم.
قوله: (قُلُوبُنَا غُلْفٌ) :
جمع: أغلف؛ كأحْمَر وحُمْر، ونظائره كثيرة.
قوله: (فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ".
" قليلاً) : صفة لمصدر محذوف أي: فإيمانا قليلا،
و" ما) : زائدة.
وقيل: صفة لظرف، أي: - فزمانًا قليلا يؤمنون.
ولا يجوز أن تكون " ما " مصدرية؛ لأن " قليلاً " لا يبقى له
ناصب.
وقيل: (ما) : نافية، أي: فما يؤمنون قليلًا ولا كثيرًا.
ومثله: (قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) ، (قَلِيلًا مَا
تَذَكَّرُونَ) .
قوله: (جَاءَهُمْ كتَاب "
جاء: يتعدى بنفسه وبحرف الجر، تقول: جئتُه، وجئت إليهِ.
(1/176)
قوله: (أن يكفُرُوا ".
خبر مبتدأ محذوف، أي: الأمر أنْ يكفروا، وفيه أقوال أخَر.
قوله: (بَغيا) : مفعول له، وقيل: مصدر.
ومعنى بغيًا: حسدًا، أي: حسدًا لأنْ ينزل الله، أو: على أنْ
ينزل الله من فضله الذي هو الوحى.
قوله: (وَمِنَ الذينَ أشْرَكوا) :
معطوف على (الناس) .
قوله: (يَوَدُّ أحَدُهُمْ) : صفة لموصوف محذوف.
قوله: (أن يُعَمَّرَ) : فاعل (بِمُزَحْزِحِهِ) .
قوله: (مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) :
جواب الشرط محذوف، أي: فليمتْ غيظا.
قوله: (أوَكُلمَا عَاهَدُوا عَهْدًا) :
الواو للعطف، وهو عطف على معنى الكلام المتقدم في قوله:
(أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ) ، وما بعده.
وقيل: هي " أوْ " التي لأحد الشيئين.
و" عَهْدًا) : قال أبو البقاء: (مصدر من غير لفظ الفعل أويجوز
أن يكون - مفعولا به،، أي: أَعْطَوْا عَهْدًا، وهنا مفعول آخر
محذوف أي: كلما عاهدوكم.
(نَبَذَ) عامل في (كأنهم لا يعلمون) .
(1/177)
(واتبعوا)
: معطوف على (نبذ) .
قوله: (وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) :
باعوا به، واللام جواب قسم محذوف.
"لَو كانوا يَعلَمُون) :
جواب " لو " محذوف أي: لو كانوا ينتفعون بعلمهم، لامتتعوا
من شراء السحر.
قوله: (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ) :
اللام جواب " لو "، ومثوبة: مبتدأ، (مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) :
صفة " خير) : خبر.
قوله: (مَا نَنْسَخْ) :
" ما) : مفعول " ننسخ "، على حد (أَيًّا مَا تَدْعُوا) ، و
(مِنْ آيَة) : في موضع نصب على التمييز.
قوله: (أمْ تُرِيدُونَ) :
أصْل تريدون: تُرْودُون فنقلت حركة الواو إلى الراء، فسكنت
الواو، وانكسر ما قبلها فقلبت ياءً.
قوله: (كمَا سُئِلَ مُوسَى) : نعت لمصدر محذوف، أي: سؤالا مثل
سؤال.
قوله: (سَوَاءَ السبِيلِ) : ظرف.
قوله: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ
يَرُدُّونَكُمْ "
" لَوْ) : مصدرية.
قوله: (وَمَا تُقَدموا ".
" مَا) : شرطية في موضع نصب بـ " تُقَدموا " و (منْ خَيْرٍ "
مثل قوله: (مِنْ آيَةِ " في (مَا نَنْسَح) .
" تَجِدُوهُ) : أي تجدوا ثوابه، جواب الشرط.
قوله: (إِلا مَنْ كانَ هُودَا "
" مَنْ " في موضع رفع بـ " يدخل "؛ لأن الفعل مفرغ لما بعد "
إلا ".
(1/178)
قوله: (هُودا) : جمع: هائد.
قوله: (قل هَاتُوا) : فعل معتل اللام.
تقول في الماضي: هاتى يهاتى مهاتاة.
كـ: رامى يرامى مراماة، وأصله: هاتيوا وتقول للرجل: هات، مثل:
رام، وللمرأة: هاتى.
قوله: (كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ
قَوْلِهِمْ) : أي: مثل ذلك.
قوله: (أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) :
يجوز أن يكون في موضع نصب بدلا من " مساجد " بدل اشتمال، أو
مفعول له. أي: كراهية أن يذكر.
قوله: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ".
هما موضع الشروق والغروب.
قوله: (تُولوَا) : مجزوم بـ " أيْنَ "، و (أيْنَ " منصوب بهذا
الفعل.
قوله: (بَدِيعُ "، بمعنى: مبدع.
قوله: (كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) :
قد ذكر ذلك عند قوله: (كذلك. . .) الأولى.
قوله: (يَتْلُونَهُ) : حال مقدرة؛ لأنهم لم يكونوا وقت إتيانه
تالين له.
قوله: (حَق تلاَوَتِهِ) :
" حق) : منصوب على المصدر؛ لأنها صفة للتلاوة في الأصل؛ لأن
التقدير: تلاوة حقا، وإذا قدم وصف المصدر، وأضيف إلى المصدر،
انتصب نصب المصدر.
(1/179)
قوله: (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) :
يتعلق بمحذوف أي: واجعل إمَاما، من ذريتى.
قوله: (مَثَابَةً) .
أصلها: مَثْوَبَةً، قيل: من ثاب يثوب: إذا رجع، فنقلت
حركة الواو إلى الثاء، فسكنت الواو، وانفتح ما قبلها، فقلبت
ألفًا.
ثم قيل: الهاء للمبالغة كعلامة ونسابة؛ لكثرة من يثوب إليه،
أي: يرجع.
وقيل للتأنيث.
أما إن أردت الموضع، فمثابة ومثابًا راجعان إلى هذا.
قوله: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) :
يقرأ بلفظ الخبر، وبلفظ الأمر؛ فعلى لفظ الخبر: المعطوف عليه
محذوف تقديره: فَثَابُوا، واتَخَذُوا.
وبلفظ الأمر: يجوز أن يكون مستأنفًا، ويجوز أن يكون معطوفًا
على ناصب (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ) ،، ويجوز أن يكون
معطوفا على معنى (جَعَلْنَا الْبَيْتَ) ؛ كأنه قال: ثوبوا،
واتخذوا.
قوله: (مُصَلى) : هو مفعول " اتَّخِذُوا "، ووزنه: (مفعَّل ".،
" مُصَلَّى "، وهو مكان، ويجوز أن يكون مصدرًا، وفيه حذف مضاف،
تقديره: مكان مصلى، أي: مكان صلاة، و (المقام) : موضع القيام.
قوله: (وعَهِدنا. . . " إلى " أَنْ طَهِّرَا) :
" عهدنا) : معطوف على جعلنا، و (أَنْ) يجوز أن تكون تفسيرية،
ويجوز: بـ (أَنْ طَهِّرَا) .
قوله: (قَالَ وَمَنْ كَفَرَ) :
يحتمل أن تكون " مَنْ " شرطية في موضع رفع بالابتداء، وخبره
وجوابه: (فَأمتّعُهُ) أي: ومن كفر فأنا أمتعه.
وقيل: الجواب محذوف تقديره: ومن كفر أرزقه، و (مَنْ " على هذا
رفع بالابتداء.
وقال أبو البقاء: (ولا يجوز أن تكون منصوبة؛ لأن أداة الشرط لا
يعمل فيها جوابها ".
(1/180)
وقيل: (مَنْ " بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة،
والتقدير: وأرزق من كفر، وحذف الفعل لدلالة الكلام عليه.
و" فَأُمَتِّعُهُ " عطف على الفعل المحذوف. ولا يجوز على هذا
أن يكون "من"
مبتدأ، و (فَأُمَتِّعُهُ " الخبر؛ لأن " الذي " لا تدخل الفاء
خبرها إلا بمعنى الشرط، والكفر لا يستحق به التمتع.
قوله: (قَلِيلًا) : نعت لمصدر محذوف.
قوله: (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) :
المخصوص محذوف أي: النار.
قوله: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ) :
حكاية حال ماضية.
(وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا) : أي: يقول: ربنا
تقبل منا، ومفعول " تَقَبَّلْ " محذوف، أي: تقبل ما يقربنا
إليك.
و" الْقَوَاعِد) : جمع: قاعدة، و (القَوَاعِدُ مِنَ
النِّسَاءِ) : جمع: قاعد.
قوله: (وَمِن ذُريتِنَا) أي: واجعل من ذريتنا.
قوله: (وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا) : أصله: أرئنا، فحذفت الهمزة
التي هي عين الكلمة، وصارت الراء متحركة بحركة الهمزة.
والجمهور على كسر الراء، وقرئ بإسكانها.
قوله: (اصْطَفَى) :
الألف منقلبة عن واو، والواو إذا وقعت رابعة فصاعدا تقلب ياء.
(1/181)
قوله: (إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ) :
إذ: بدل من " إذ " الأولى.
قوله: (إِلَهَا وَاحِدًا) : بدل من " إله " الأول.
قوله: (صِبْغَةَ اللهِ) :
أى: دين الله، وانتصابه بفعل محذوف، أي: اتبعوا دين الله.
ةول: (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ) :
جاء على الأصل، والقياس: جهة، مثل: عدة.
قوله: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ) :
اللام متعلقة بمحذوف تقديره: (فعلنا ".
قوله: (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا) : استثناء منقطع.
قوله: (كَمَا أَرْسَلْنَا) :
الكاف صفة لمصدر محذوف كأنه قال: ولعلكم تهتدون هداية كما
أرسلنا.
قوله: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ)
:
الألف مبدلة من واو؛ لأنه يقال في تثنيته: صفوان، وفى الكلام
حذف، أي: إن طواف الصفا أو سعى الصفا.
والشعائر: جمع شعيرة، كـ: صحيفة وصحائف.
قوله: (أَنْ يَطَّوَّفَ) : أدغمت التاء في الطاء.
قوله: (وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا) :
" خيرًا) : مفعول به؛ لأنه لما حذف الحرف وصل الفعل، فأصله.
فمن تطوع بخير، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف، أي: تطوعا
خيرا.
قوله: (إلا الذِينَ تَابُوا) :
استثناء من الضمير في " يلعنهم ".
قوله: (وتصْرِيفِ الرياحِ) :
هذا المصدر مضاف إلى المفعول، ويجوز أن يكون مضافًا إلى الفاعل
والمفعول محذوف، وتقديره: وتصريف الرياح السحاب وياء
" الريح " منقلبة عن واو؛ لأنه من راح، يروح، والجمع: أرواح.
قوله: (كَحُبِّ اللَّهِ "
أي: حبًا كحب الله.
(1/182)
قوله: (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) :
قيل: يتعدى إلى مفعولين، و (الَّذِينَ ظَلَمُوا) : فاعل.
وجواب " لو " محذوف، أي: لرأوا مَضَرة اتخاذهم الأنداد، أو:
لرأوا أمرًا عظيمًا.
ويقرأ بالتاء، وجواب: (لو " محذوف أيضا.
" يرى " وَلِىَ " لو "، والقاعدة: "أن" لو " يليها الماضي، فهو
هنا على حكاية الحال، أو لأن خبر الله تعالى صدق.
" إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ "
" إذ) : وقعت هنا بمعنى المستقبل، ووضعها أن تدل على
الماضى، وجاز ذلك لما ذكر أن خبر الله عن المستقبل كالماضى، أو
على حكاية الحال و (انَّ الْقُوَّةَ) معمول جواب " لو "، أي:
لعلموا أن القوة.
قوله: (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا) :
" إذ " هذه: بدل من الأولى.
قوله: (كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ) :
الكاف في محل الخبر، أي: الأمر كذلك، ويجوز أن يكون نعتًا
لمصدر محذوف، أي: يريهم رؤية كذلك، أو: يحشرهم كذلك.
قوله: (كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا) :
أصل (كل) : (أأكل " بهمزتين الأولى همزة الوصل، والثانية فاء
الكلمة، إلا أنهم حذفوا فاء الكلمة، فاستغنوا عن همزة الوصل؛
لتحرك ما بعدها. والحذف هنا ليس بقياس، ولم يأتِ إلا في:
(خُذْ" و "مُرْ" و "كُلْ".
" حَلاَلا) : يجوز أن تكون حالاً من " ما " وهي موصولة، ويجوز
أن تكون صفة لمصدر محذوف.
قوله: (وأنْ تَقُولُوا) :
معطوف على " بِالسوء "، فيكون في موضع جر.
قوله: (مَا ألفَينا. . . أولَوْ كانَ آبَاوُهُم) :
ألف " أَلْفَيْنَا " منقلبة عن واو؛ لأن الألف مجهولة، وذلك
قاعدتها، والهمزة للإنكار وجواب " لو " محذوف، دلَّ عليه "
نَتَبِعُ "، والمعنى: أفكانوا يتبعونهم.
(1/183)
قوله: (دعاءَ "
منصوب بـ " يَسمَعُ "، وفرغ له العامل قبل "إلا ".
قوله: (لحْمَ الخنْزِير) :
النون في "خنزير" أصل.
وقيل: زائدة، فيكون مأخوذًا من "الخَزَرِ".
قوله: (بَاغ) : حال. و "عَاد) : معطوف عليه.
قوله: (إلا النارَ) :
النار: مفعول يكون.
قوله: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ)
:
" ذلك) : مبتدأ، و (بِأَنَّ اللَّهَ) : الخبر، أي: ذلك العذاب
مستحق، بأن الله نزل. ..
قوله: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا) :
يقرأ بالرفع.
ف " أَنْ تُوَلُّوا) : خبر، وبالنصب، على أن "البر" خبر مقدم،
في "أنْ تُولُّوا) : اسمها، وقوى ذلك عند من قرأ به؛ لأنه أعرف
من البر؛ إذ كان كالمضمر في أنه لا يوصف، والبر يوصف، ومن هنا
قويت القراءة بالنصب في قوله تعالى: (فَمَا كَانَ جَوَابَ
قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ".
قوله: (عَلَى حُبِّهِ) :
الهاء ضمير " المَالَ "، أو ضمير اسم الله وعلى هذا يكون
المصدر
مضافا إلى المفعول.
و" ذَوِي الْقُرْبَى) : منصوب بـ " آتَى "، و، يجوز أن يكون
منصوبًا بالمصدر؛ لأنه يتعدى إلى مفعول واحد، وقد استوفاه،
ويجوز أن تكون (الهاء) ضمير " مَنْ " فعلى هذا يكون المصدر
مضافا إلى الفاعل.
(1/184)
قوله: (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ
أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ
لِلْوَالِدَيْنِ) :
العامل في " إذا " (كتب) ولا يجوز أن يكون العامل فيها لفظ
الوصية؛ لأنها
مصدر، ولا يتقدم عليه مَعْمُولُه.
(إِنْ تَرَكَ خَيْرًا) : جوابه: (الْوَصِيَّةُ
لِلْوَالِدَيْنِ) وحذف الفاء على حد قوله:
مَنْ يَفْعَلِ الْحَسَنَاتِ اللَّهُ يَشْكُرُهَا. . . . . . .
. . . . . . . ء. . . . -
وقيل: ما تقدم من معنى الكلام؛ كما تقول: أنت ظالم إن فعلت.
قوله: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ) :
أى: كتْبًا كما كتب.
وقيل: صومًا كما كتب.
وقيل: حال من الصيام.
قوله: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) :
منصوب بفعل مقدر، أي: صوموا أيامًا، فتكون ظرفا.
ويجوز أن ينتصب بـ " كُتبَ ".
قوله: (مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)
(أخَرَ) : لا ينصرف للصفة والعدل.
وقيل: لأن الأصل في (فُعْلَى) وصفا أن تستعمل في الجمع بالألف
واللام؛ كالكبرى والكبر، والصغرى والصغر.
(1/185)
قوله: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ ".
أي: وعلى الذين لهم بالصيام طاقة إذا أفطروا فدية.
وقيل: معناه: وعلى الذين لا يطيقون لكبرهم، وحذف الباقي.
قوله: (طعَامُ مِسْكبنِ) : بدل، وطعام، بمعنى: الإطعام؛
كالعطاء بمعنى:
الإعطاء.
قوله: (شَهْرُ رَمَضَانَ) .
أي: هي شهر رمضان فهو خبر مبتدأ، وقيل: هو مبتدأ، وفى الخبر
وجهان أحدهما: (الَّذِى أُنْزِلَ) .
والثاني: (فَمَنْ شَهِدَ) .
فإن قيل: إذا كان خبرًا، فكيف تدخل فيه الفاء؟ !
قيل: دخلت؛ لأنك وصفت الشهر بـ " الذي،، فدخلت كما تدخل في نفس
" الذي "؛ كقوله تعالى: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي
تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ) .
فإن قيل: فأين الضمير العائد على المبتدأ في الجملة؟
قيل: وضع الظاهر موضعه تفخيمًا: كقوله:
لاَ أرَى المَوْتَ يَسْبِقُ الْمَوْت شَىء:. . . . . . . . ..
قوله: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) : معطوف على "اليُسْرَ".
قوله: (فَلْيَسْتَجِيبُوا "
بمعنى: فليجيبوا؛ كما تقول: قر واستقرّ بمعنى.
(1/186)
قوله: (لَيْلَةَ الصِّيَامِ) :
ظرف لـ " أُحِلَّ "، ولا يجوز أن يكون ظرفا للرفث؛ لأنه مصدر
فلا يتقدم عليه معموله.
قوله: (الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ) :
" الرَّفَثُ " يتعدى بالباء وإنما عدى بـ " إلى "؛ لأنه بمعنى
الإفضاء، والهمزة في " نِسَائِكُم " مبدلة من واو، و (نساء،:
جمع لا واحد له من لفظه، فواحده: امرأة.
قوله: (تَخْتَانُونَ ".
ألفه منقلبة عن واو؛ لأنه من: خان - يخون، وتقول في الجمع:
خونة.
قوله: (فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ) :
(الآنَ) : ظرف لـ (بَاشِرُوهُنَّ) .
قوله: (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ) :
الكاف: صفة لمصدر محذوف، أي: بيانًا مثل هذا البيان.
قوله: (كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ".
الكاف: مبتدأ. وجزاء: الخبر. والجزاء: مصدر مضاف إلى المفعول.
قوله: (فَمَا استيْسَرَ "، بمعنى: تيسر.
قوله: (يَبلُغَ الْهَدىُ مَحِله) :
المحل: يجوز أن يكون زمانًا ومكانًا.
قوله: (فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ
إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) .
(فَإِذَا أَمِنْتُمْ) : أي: الإحصار.
(فَمَنْ) : شرطية في موضع رفع بالابتداء.
(فَمَا اسْتَيْسَرَ) : الفاء: جواب " مَنْ "، و (مَنْ "
وجوابها: جواب " إِذَا ". و (مَا) : في موضع رفع بالابتداء.
أى: فعليه ما استيسر. والعامل في " إذا " معنى الاستقرار؛ لأن
التقدير: فعليه ما استيسر، أي: يستقر عليه الهدي كما في ذلك
الوقت.
(1/187)
قوله: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ) :
الحج حج أَشْهُر.
قوله: (أن تَبتغُوا ".
أي: في أن تبتغوا.
قوله: (كمَا هَدَاكُمْ) : صفة لمصدر محذوف.
قوله: (أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا) :
يجوز في " أشد " أن يكون " مجرورًا؛ عطفا على " ذكركم "، أي:
كذكر أو أشد، ولا ينصرف للوزن والوصف.
ويجوز أن يكون منصوبًا؛ عطفا على " آبَاءَكُمْ " و "ذِكْرًا) :
تمييز.
قال بعض النحويين: وهو مشكل؛ لأن " أفعل " إذا أضيف إلى ما
بعده من
النكرات كان من جنس ما قبله، تقول: ذكرك أشد ذكرٍ، ووجهك أحسن
وجهٍ.
وإذا نُصب ما بعده كان ذلك غير الأول كقولك: زيد أفره عبدًا؛
فالفراهة للعبد لا لزيد، وفى الآية وقع هو الأول مع النصب!
قوله: (فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) :
إن قيل: الأيام: واحدها: يوم، والمعدودات: واحدها: معدودة
واليوم لا يوصف بمعدودة؛ لأن الصفة هنا مؤنثة والوصوف مذكر؟
فالجواب: أنه أجرى معدودات على لفظ أيام وقابل الجمع بالجمع
مجازا، والأصل معدودة؛ كما قال تعالى: (لَنْ تَمَسَّنَا
النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً) .
قوله: (لِمَنِ اتقى) :
خبر مبتدأ، أي: جواز التعجيل والتأخير لمن اتقى.
قوله: (الخِصَام) :
جمع " خَصْم "؛ نحو كعب وكعاب ويجوز أن يكون مصدرا، وفى الكلام
حذف مضاف، أي: أشد ذوى الخصام.
ويجوز أن يكون " الخصام " هنا مصدرا،: بمعنى: اسم الفاعل؛ كما
يُوصف بالمصدر في قولك: رجل عدل، وخصم.
(1/188)
قوله: (لِيُفسِدَ فيهَا) :
اللام متعلقة بـ (سَعَى) .
قوله: (بِالإثم) : حال من العزة.
قوله: (ولَبئْسَ المِهَاد) : المخصوص محذوف أي: جهنم.
قوله: (هَل يَنظُرونَ) :
لفظ استفهام، ومعناه: النفي.
قوله: (فِى ظُلَلٍ) : جمع ظلة.
قوله: (سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ) :
الجملة مفعول ثانٍ لـ " سَلْ "، وفى موضوع " كم " وجهان:
أحدهما: نصب؛ لأنها المفعول الثاني لـ " آتيناهم ".
والثاني: أنها مبتدأ و (آتيناهم) : الخبر، والعائد محذوف، أي:
آتيناهموها.
قوله: (بَغيًا) : مفعول له.
قوله: (قِتَالٍ فِيهِ) :
بدل اشتمال، وقيل: عن قتالٍ فيه.
قوله: (والْمسْجِدِ الحَرَامِ) :
قيل: معطوف على " الشهر الحرام "، وهو ضعيف؛ إذ لم، يشكوا في
تعظيمه.
وقيل: معطوف على الهاء في " به "، وهو ضعيف إلا أنْ يعاد حرف
الجر.
وقيل: معطوف على " السبيل "، وهو ضعيف؛ لأنه معمول المصدر
والعطف بقوله " وَكُفْرٌ بِهِ " يفرق بين الصلة والموصول،
فالجيد أن يكون التقدير: ويصدون
(1/189)
عن المسجد الحرام؛ كقوله تعالى: (هُمُ
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)
.
قوله: (فيَمُت) : معطوف على (يَرْتَدِدْ) .
قوله: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) :
إنما أفرد الخبر الذي هو " حرث "؛ لأنه مصدر، وهو في معنى
المفعول أي: محروثات.
قوله: (أَنَّى شِئْتُمْ) أي: شئتم الإتيان.
قوله: (وَقَدِّمُوا) أي: فيه الولد، أو: الإعفاف.
قوله: (أَنْ تَبَرُّوا) : مخافة أن تبروا.
قوله: (فَإِنْ فَاءُوا) : عينه منقلبة عن ياء.
قوله: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ) : أي: عدد الطلاق.
قوله: (فَإِمْسَاكٌ "؛ فعليكم إمساك.
قوله: (إِلَّا أَنْ يَخَافَا " " أن يخافا) : حال.
قوله: (أن يترَاجَعَا) : أي: في أن يتراجعا.
قوله: (ضِرَارًا) : مفعول له.
قوله: (أنْ يَتكحن) : أي: من أن ينكحن.
قوله: (وُسْعَهَا) : مفعول ثان.
قوله: (لَا تُضَارَّ) :
بالضم مبنيًا للفاعل، كأنه يقول: لا تضارِرُ والدة والدًا،
فالمفعول محذوف.
والثاني: أن تكون الراء الأولى مفتوحة على البناء للمفعول.
(1/190)
قوله: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ
وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا) :
" الذين) : مبتدأ، والخبر: محذوف، أي: فيما يتلى عليكم حكم
الذين، ومثله: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ) ، و
(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) . وهذا قول سيبويه.
والثاني: أن المبتدأ محذوف، و (الذين " قام مقامه، وتقديره:
وأزواج الذين، والخبر: (يتربصن ".
والثالث: أن " الذين) : مبتدأ، و (يتربصن) : الخبر.
وقيل غير ذلك.
قوله: (أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا) :
إنما حذف التاء؛ لأن التاريخ يكون بالليلة إذا كانت
هى أول الشهر واليوم تابع لها، ويعضده قراءة من قرأ:
" وعَشْرَ لَيَالٍ ".
قوله: (عُقْدَةُ النِّكَاحِ) :
العقدة: بمعنى العقد،، فيكون المصدر مضافًا إلى المفعول.
قوله: (متاعًا) :
اسم للمصدر، والمصدر: التمتع.
قوله: (حَقا) : مصدر: حق ذلك حقا.
قوله: (وَأَنْ تَعْفُوا) : مبتدأ، و (أَقْرَبُ) : خبره.
قوله: (لِلتَّقْوَى "
تاء التقوى مبدلة من واو، وواوها مبدلة من ياء؛ لأنه من " وقيت
".
(1/191)
قوله: (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ
بَيْنَكُمْ) :
فى واو " تنسوا " مثل ما في (اشْتَرُوا الضلاَلَةَ) .
قوله: (فرِجَالاً) : أي: صلوا رجالا.
قوله: (كمَا عَلمكُمْ) أي: ذكرًا كما علمكم.
قوله: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ
أَزْوَاجًا وَصِيَّةً) :
" وصية " بالنصب، أي: يُوصون وصية، وبالرفع: فعليهم وصية.
قوله: (غَيْرَ إِخْرَاجٍ) : قيل: انتصبت هنا " غيرَ " نصب
المصدر.
وقيل: حال، وقيل: صفة متاع، وقيل: من غير إخراج.
قوله: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا) :
أصل " تَرَى) : (ترأى "، مثل " ترعى "، إلا أن العرب اتفقوا
على حذف الهمزة من المستقبل تخفيفا، ولا يقاس عليه، فلما حذفت
الهمزة بقى آخر الفعل ألفا، والألف منقلبة عن ياء، ولا تحذف في
الماضي،
وعدى بـ " إلى "؛ لأن معناه: ألم ينته علمك إلى كذا، فالرؤية
هنا بمعنى العلم.
قوله: (ثُمَّ أَحْيَاهُمْ) : معطوف على فعل محذوف أي: فماتوا
فأحياهم، وألف " أحيا " منقلبة عن ياء.
قوله: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ) :
معطوف على محذوف، أي: فأطيعوا وقاتلوا.
قوله: (قَرْضًا) : اسم مصدر، والمصدر: (الإقراض) .
قوله: (إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ) :
" إذ) : بدل من " بَعدِ ".
قوله: (سَعَة مِنَ المالِ) :
هو مثل " عدة "، وإنما فتح؛ لأجل حرف الحلق.
(1/192)
قوله: (التابوتُ) :
التاء فيه أصل، ووزنه: (فاعول " ولا يعرف له اشتقاق.
قوله: (وبقِيَّة) : أصله: (بقْييَة) ، ولام الكلمة ياء.
قوله: (طَالُوت) :
اسم أعجمى معرفة؛ فلذلك لم ينصرف، وليس بمشتق
من الطول؛ كما أن إسحاق ليس بمشتق من السحق، وإنما هي ألفاظ
تقارب ألفاظ العربية.
وجالوت مثل طالوت.
قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا) :
مفعول " أنْفِقُوا) أي: شيئا.
قوله: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)
:
" الله: مبتدأ. " لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) : مبتدأ ثان، وخبره
محذوف أي: لا إله لنا، أو: في الوجود إلا هو.
والجملة خبر عن الأول.
و" إِلاَّ هُوَ) : بدل من موضع: (لاَ لَهَ إلاَّ هُوَ ".
- و (الحَىُّ) : يجوز أن يكون صفة لله، وأن يكون خبر بعد خبر،
وأن يكون بدلا من " هولا، وأن يكون خبر مبتدأ محذوف.
وأصل " قيوم) : قَيْووم، قلبت الواو ياء وأدغمت الياء فيها،
وهو الدائم القائم بتدبير الخلق.
قوله: (سِنَةٌ " أصله: (وَسْنَة) ، والفعل منه: وسن، يسن، مثل:
وعد يعد.
قوله: (وَلَا نَوْمٌ) : (لا "، زائدة للتأكيد، وفائدتها: أنها
لو حذفت لاحتمل الكلام أن يكون: لا تأخذه سنة ولا نوم في حال
واحدة.
(1/193)
قوله: (إِلَّا بِإِذْنِهِ) :
حال، والتقدير: لا أحد يشفع عنده إلا مَأذونا له، وبجوز أن
يكون مفعولا، أي: بإذنه يشفع، كما تقول: ضرب بسيفه.
قوله: (إِلَّا بِمَا شَاءَ) :
بدل من " شىء "، كما تقول: ما مررت بأحدٍ إلا بزيد.
قوله: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ) :
" كُرْسِيُّهُ "؛ وزنه: (فُعلىّ " من الكرْسى، وهو الجمع.
قوله: (وَلَا يَئُودُهُ) :
الجمهور على تحقيق الهمزة على الأصل، وتقرأ بحذف الهمزة؛ كما
حذفت في " أناس ". يقال: آدنى الحمل يئودنى إيادا وأودا،
والألف
منقلبة عن أصل.
قوله: (مِنَ الْغَيِّ) :
مفعول، و "غَي" أصله: (غَوْيٌ"، فقلبت الواو ياء؛ لسكونها،
وسبقها ثم أدغمت.
قوله: (الطَّاغُوت) :
تذكر وتؤنث، ويستعمل بلفظ واحد في الجمع والتوحيد، والتذكير
والتأنيث، ومنه قوله تعالى: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا
الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا "، وأصله: طغيوت؛ لأنه من طغيت
تطغى، ويجوز أن يكون من الواو؛
لأنه يقال فيه: يطغو؛ والباء أكثر. وعليه جاء الطغيان، ثم قدمت
اللاَم، فجعلت قبل الغين، فصار: طيغوتا أو طوغوتا، فلما تحرك
الحرف وانفتح ما قبله، قلبت ألفا، فوزنه الآن: فلعوت، وهو مصدر
في الأصل مثل: ملكوت ورهبوت.
قوله: (الْوُثقَى) : تأنيث أوثق، مثل وسطى وأوسط.
قوله: (أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ) :
أي: لأن آتاه الله، فعلى هذا هو مفعول له.
قوله: (إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ " إذ " ظرف لـ " حَاجَّ " أو
لـ " آتَاه ".
(1/194)
قوله: (وَهِيَ خَاوِيَةٌ) : في محلِ صفة
لقرية.
قوله: (لَمْ يَتَسَنَّهْ) : الهاء زائدهَ في الوقف.
قوله: (لَمْ يَتَسَنَّهْ) : فاعلُه: الطعام والشراب أو أحدهما،
فجعلهما بمنزلة شىء واحد؛ لاحتياج كل منهما إلى الآخر، ويحتمل
أن يكون الشراب؛ لأنه أقرب، ويجوز أن يكون أفرد في موضع
التثنية كقوله:
وَكأنَّ فِى العَيْنَيْنِ حَبَّ قَرَنْفُلِ. . .
قوله: (وَلِنَجْعَلَكَ) : معطوف على محذوف تقديره: أريناك ذلك
لتعلم قدر
قدرتنا، ولنجعلك.
قوله: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ) :
العامل فيه: اذكر؛ لأنه مفعول به.
قوله: (لِيَطْمَئِنَّ) :
الهمزة فيه أصل، فوزنه؛ يَفْعَلِّل وقد جاء: (اطْمأنَنْتُمْ) .
قوله: لـ " مِنَ الطَّيْرِ "،: مصدر طار يطير طيرا؛ مثل: باع
يبيع بيعا، ثم سمى الجنس بالمصدر.
قوله: (يَأْتِينَكَ سَعْيًا) :
يجوز أن يكون مصدرا مؤكدا؛ لأن الإتيان والسعى متقاربان.
قوله: (مثَلُ الذِينَ يُنفِقُونَ) أي: مثل إنفاق الذين.
قوله: (كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ) :
نعت لمصدر محذوف؛ تقديره: إبطالا كإبطال الذي ينفق، ويجوز أن
يكون حالاً، أي: مشبهين.
(1/195)
و " رِئَاءَ) : مفعول له، والهمزة الأولى
في " رئَاءَ " عين الكلمة؛ لأنه من راءى.
والآخرة بدل من الياء؛ لوقوعها طرفًا بعد ألف زائدة، وهو مضاف
إلى المفعول.
قوله: (كمثَلِ صَفْوَانٍ) : جمع صفوانة.
قوله: (فترَكهُ صَلْدَا) : هي المتعدية إلى مفعولين.
قوله: (ابْتِغَاءَ مَرضاتِ) :
مفعول له، (وتثبيتًا) : معطوف عليه.
قوله: (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ) : أي: ومثل نفقة
الذين.
قوله: (رَبْوَة) : فيه ثلاث لغات، وفيه: رُباوة.
قوله: (وَابِلٌ) : من وبل، ويقال: أوبل، وهي صفة غالبة، لا
يحتاج معها إلى ذكر الموصوف.
قوله: (فَآتَتْ أُكُلَهَا) : متعدِ إلى مفعولين، وقد حذف
أحدهما، أي: صَاحِبَهَا.
ويجوز أن يكون متعديًا إلى واحد؛ لأن معنى آتت: أخرجت.
قوله: (فَطَلٌّ) أي: فالمخرج طل.
قوله: (ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ) :
أصلها: ذُرّوءَة. فعولة؛ من: ذرأ اللهُ الخلق، يذرؤهم، ذرءًا،
ثم أبدلت الهمزة ياء ثم أبدل الواو ياءً، فأدغمت فيه ثُمَّ
كسرت الراء لتصح الياء. وفيها أقوال أخر.
قوله: (فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ) :
معطوف على: (أنْ تكونَ لَهُ جَنَّة ".
قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ
طَيِّبَاتِ) :
مفعول " أنفقوا) : شيئًا.
قوله: (وَلَا تَيَمَّمُوا) :
هو مضارع حذف أحد تائيه، وماضيه: تيمم، والأصل:
(1/196)
تتيمموا، فحذف التاء الثانية كما ذكر في
قوله: (تَظَاهَرُونَ) .
قوله: (الخَبِيث؛: صفة غالبة؛ فلذلك لم يذكر معها الموصوف.
وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ
بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ
قوله: (إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) : بضم التاء، وهو متعد،
وهو من أغمض، وحذف مفعوله، أي: تغمضو اأبصاركم.
قوله: (وَما أنْفَقْتمْ مِنْ نَفَقَةٍ) :
(ما) : شرطية منصوبة المحل بـ " أنفَقْتُمْ "،
وهو في حل جزم بها؛ كقوله - تعالى -: (أيَّا مَّا تَدْعُوا. .
.) ، وكقوله - تعالى -: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ) .
قوله: (فَنِعِمَّا هِيَ) :
" ما) : تمييز، و (هى) : هو المخصوص، كأن قائلأ قال:
ما الشيء الممدوح؛، فيقال: هي، أي: المدوح الصدقة.
قوله: (وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ) : أي: شيئًا
من سيئاتكم. والسيئة: فيعلة، وعينها واو وعُمِل فيها ما عُمِل
في " صيب ".
قوله: (مِنَ التعَففِ) :
يجوز أن يتعلق بـ " يَحْسَبُهمُ " أي: من أجل التعفف.
قوله: (إِلْحَافًا) : مفعول له.
قوله: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا) :
و" الربا " لامه واو، وحكى أبو زيد الأنصارى أن بعضهم قرأ بكسر
الراء وضم الباء، وواو ساكنة. ولكن هذا بعيد؛ إذ ليس فى
(1/197)
الكلام اسم في آخره واو قبلها ضمة، لا سيما
وقبل الضمة كسرة.
قوله: (مَا بَقِىَ مِنَ الربا) :
الجمهور على فتح الياء، وقد قُرِئَ شاذًا بسكونها، وقد قال
المبرد: تسكين ياء المنقوص في النصب من أحسن الضرورات.
قوله: (فنَظِرَةِ) : بكسر الظاء مصدر بمعنى: التأخير.
قوله: (إلَى مَيسَرة) :
الجمهور على فتح السين والتأنيث، وقرئ بضم السين، وجعل الهاء
ضميرًا، وهذه الكلمة أحد كلمات قيلت في " مَفْعُلٍ ".
جاء: (ميسُر ومَهْلُك ومَعْوُن) .
(1/198)
كقوله:
بثَيْنُ الزَمِى " لا " إِنَّ " لا " إِنْ لَزِمْتِهِ. . . على
كثرَةِ الوَاشينَ أىُّ مَعْوُنِ
" ومكرُم " كقوله:
ليَوْم رَوعْ أو فَعَال مكرُمِ
و" مَأْلك " في قوله:
أبْلِغ النُّعْمَانَ عنّى مَألكا. . . . . . ..
قلْتُ: وهذا كله فيه نظر؛ فإن سيبويه قال: لم يأتِ في الكلام "
مَفْعُل "، وعلى هذا نئَوِّلُ ما ورد موهما لإتيانه على حذف
التاء ضرورة، إن كان مسموعًا في الشعر، أو للإضافة إن سمع في
غيره.
قوله: (مُسَمًّى) : ألِفُهُ " منقلبة عن " يَاء ":.
قوله: (بِالعَدلِ) : حال، أو مفعول.
(1/199)
قوله: (كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ) :
الكاف: صفة لمصدر محذوف.
قوله: (ويُمْلِل) : ماضيه: أمَلَّ.
قوله: (أنْ يُمِل هُو) : (هُوَ) : توكيد، والفاعل مستتر.
قوله: (فَرَجُلٌ) أي: فالمُسْتَشْهَدْ رجل.
قوله: (مِمَّنْ تَرْضَوْنَ) :
صفة لمحذوف، أي: ترضونه، ويجوز أن يكون بدلا من " مِنْ
رِجَالِكُمْ ".
قوله: (أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا) : بفتح أن وهي المصدرية وهو
مفعول له
أي: لأن تضل.
قوله: (فَتُذَكِّرَ) : معطوف عليه.
فإن قيل: ليس الغرض من استشهاد المرأتين مع الرجل إضلال
إحداهما؟
فالجواب: ما قاله سيبويه: أن هذا الكلام محمولا على المعنى؛
كما تقول: أعددت هذه الخشبة أن تميلَ الحائطُ فأدعمه بها.
ومعلوم أنك لم تقصد بإعداد الخشبة ميل الحائط، وإنما المعنى:
لأدعم بها الحائط إذا مال، فكذلك الآية، تقديرها: لأن تذكر
إحداهما الأخرى إذا ضلت.
فإن قلتَ: هل يجوز أن يكون التقدير: مخافة أن تضل؟
قُلْت: لا يجوز؛ لأنه عَطَفَ عليه " فَتُذَكِّرَ " فيصير
المعنى: مخافة أن تذكر إحداهما الأخرى إذا ضلت، وهذا عكس
المراد.
فإن قيل: فَلِمَ لا قيل: فتذكرها الأخرى؟
قيل: فيه وجهان:
أحدهما: أنه أعاد الظاهر ليدل على الإبهام في الذكرِ والنسيان،
ولو أضمر لعاد على المذكور، وليس لنا هنا غيره يعود عليه
الضمير.
(1/200)
والثاني: أنه وضع الظاهر موضع المُضْمَرِ،
فتقديره،: فتذكرها، وهذا يدل على أن إحداهما: مفعول مقدم، ولا
يجوز أن تكون فاعلاً؛ لأن الضمير هو الظاهر بعينه، والمظهر
الأول فاعل " تَضِلَّ "، فلو جعل الضمير لذلك المظهر لكانت
الناسية هي المذَكَرَةُ وذا محال.
ومفعول " تُذَكِّر " الثاني محذوف، أي: الشهادة.
قوله: (وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ) : مفعوله محذوف، أي: إقامة
الشهادة
قوله: (وَلَا تَسْأَمُوا) : يجوز أنْ يتعدَّى بنفسه، وبحرف
الجر.
قوله: (وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ) : صحت الواو في " أفعل " كما
صحت في التعجب؛ وذلك لجموده أو إجرائه مجرى الأسماء الجامدة،.
و (لِلشَّهَادَةِ) : متعلق بـ " أقْوَمُ ".
قوله: (فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ) : الهاء تعود على الإباء.
قوله: (وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ) : مستأنف.
قوله: (فَرِهَانٌ) أي: فالوثيقة رهن، أي: التوثيق، وهو بضم
الهاء وسكونها، مثل: سَقْف وسُقُفٌ، وأَسْد وأُسدٌ، وقيل:
رُهن: جمع رِهَان، ورِهَان: جمع رَهْن.
فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا
فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ
اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ
يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ
قوله: (اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ) : إذا وقفت على (الذى) ابتدأت:
(اوتُمِنَ) .
قوله: (آثِمٌ قَلْبُهُ) : معمول للصفة، وفيها إعراب غير ذلك.
(1/201)
قوله: (لَا نُفَرِّقُ) أي: يقولون: لا
نفرق، و (يقولون: حال.
قوله: (غفرَانَك) : أي: اغفر غفرانك، فهو منصوب على المصدر،
وقيل: التقدير: نسألك غفرانك.
قوله: (إِلَّا وُسْعَهَا) : مفعول ثان لـ (يكلِّفُ) .
قوله: (مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ: إنما خصَّ
الخيرَ بالكسب، والشر بـ الاكتساب؛ لأن في الكسب اعتمالا، فلما
كان الشرُّ مِما تَشتهيه النَّفْسُ، وهي منجذبة إليه،
وأمَّارةٌ به؛ جعلت لذلك مكتسبة، ولما لم تكن كذلك في باب
الخير، وصفت بما لا دلالة فيه على العمل.
قوله: (إِصْرًا) : يقال: أصَرَ يَأْصِرُهُ إِصْرًا؛ إذا
حَبَسَهُ.
(1/202)
|