إعراب القرآن العظيم المنسوب لزكريا الانصارى سورة آل عمران
قوله: (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ) :
(بِالْحَقِّ) : حال من الكتاب.
قوله: (وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ) :
(التوراة) : "فَوْعَلَة" من: ورى الزند يرى: إذا ظهر منه
النار،، فكأن التوراة ضياء مِنَ الضلال، وأصله: "وَوْرَيَة"،
فأبدلت الواو الأولى تاءً كما
قالوا: تولج، وأصله: وَوْلجٌ، ثم أبدلت الياء؛ لتحركها وانفتاح
ما قبلها.
قوله: (وَالْإِنْجِيلَ) :
"إفعيل"، من النَّجْلِ، وهو الأصل الذي يتفرع عنه غيره، ومنه
سمي الولد: نَجْلاً.
واستنجل الوادي: إذا نَزَّ ماؤه.
وقيل: هو من السعة، ومنه: عين نجلاء، أي: واسعة الشق، فالإنجيل
تضمن سعة لم تكن لليهود.
وقرأ الحسن: (الأنْجِيلَ) (بالفتح للهمزة) ، ولا يعرف له نظير؛
إذ ليس فى
الكلام " أفعيل "، إلا أن الحسن ثقة فيجوز أن يكون سمعها.
قوله: (هُدًى) : حال من التوراة والإنجيل، ولم يُثَنَّ؛ لأنه
مصدر.
قوله: (كَيْفَ يَشَاءُ) : أي: يشاء تصويركم.
تواط: (وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ) :
إن قيل: واحدة "متشابهات": (متشابهة،، وواحدة " أخر": "أخرى"،
فكيف صح وصف الجمع بهذا الجمع، ولم يوصف مفرده بمفرده؟
قيل: التشابه لا يكون إلا بين اثنين، فصاعدا، فإذا اجتمعت
الأشياء المتشابهة، كان كل منهما مشابهًا للآخر، فلما لم يصح
التشابه إلا في حالة الاجتماع، وصف الجمع
(1/203)
بالجمع؛ لأن كل واحد من مفرداته يشابه
باقيها، فأما الواحد فلا يصح فيه هذا المعنى.
قوله: (ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ) : ابتغاء: مفعول به.
قوله: (وَالرَّاسِخُونَ) : معطوف على اسم الله.
قوله: (بَعْدَ إِذْ هَدَيتنا) :
(إذ) : ليست ظرفا؛ لأن " بعد " أضيف إليها.
قوله: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ) : أعاد الظاهر، تفخيفا
لاسم الله.
قوله: (الْمِيعَادَ) : مفعال من الوعد، قلبت واوه ياء؛ لسكونها
وانكسار ما قبلها.
قوله: (وَقُودُ النَّارِ) : الوَقُودُ: الحطب، وبالضم: التوقد.
قوله: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) : صفة لمصدر محذوف، أي: كفروا
كفْرا كعادة آلِ فِرْعَوْنَ.
وقيل: عُذَبوا عذابًا كدأب آل فرعون.
قوله: (رَأْيَ الْعَيْنِ) : مصدر مؤكد.
قوله: (الْقَنَاطِيرِ) : مفرده: قنطار: فِعْلال، مثل: حِمْلاق،
والنون أصل.
وقيل: هي زائدة واشتقاقه من: قطر يقطر: إذا جرى.
قوله: (وَالْخَيْلِ) : واحدهُ: خائل، وهو مشتق من الخيلاء؛
مثل: طائر وطَيْر.
وقيل: هو اسم جمع، لا واحد له من لفظه، ولم يجمع الحرث؛ لأنه
مصدر.
قوله: (حُسْنُ الْمَآبِ) : مَآبِ: مفعل، من: آب يئوب، فلما
تحركت الواو، وانفتح ما قبلها قلبت ألفا.
قوله: (خَالِدِينَ) : حال مقدرة.
قوله: (وَأَزْوَاجٌ) : معطوف على جنات.
قوله: (وَمَنِ اتَّبَعَنِ) : معطوف على التاء في (أسْلَمْتُ) ،
أي: أسلمت، وأسلم مَنِ اتَبعَنِى وُجُوهَهم للهِ.
(1/204)
قوله: (أَأَسْلَمْتُمْ) : هو في معنى
الأمر، أي: أسلموا؛ كقوله: (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) ،
أي: انتهوا.
قوله: (وَهُمْ مُعْرِضُونَ) : في محل رفع، صفة لـ " فَرِيقٌ ".
قوله: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا) :
(ذلك) : خبر لمبتدأ محذوف، أي: الأمر ذلك، والأحسن أن يكون
(ذلك) : مبتدأ، و (بِأنَّهُمْ) : الخبر.
قوله: (فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ) : معطوف على ما قبله، و
(كَيْفَ) : حال،
والعامل فيه محذوف.
قوله: (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً) :
هذا رجوع من الغيبة الى الخطاب، و (أنْ تَتَّقُوا) : مفعول من
أجله.
قوله: (تُقَاةَ) : أصلها: وُقية، فأبدلت الواو تاء؛ لانضمامها
ضمًا لازما، وأبدلت الياء ألفًا؛ لتحركها، وانفتاح ما قبلها.،
وانتصابها على المصدر.
قوله: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) : أي: عذاب نفسه.
قوله: (وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ) : مستأنف.
قوله: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ) أي: اذكر يوم.
وقيل: ظرف والعامل فيه: (قديرٌ) .
وقيل: (وَيُحَذِّرُكُمُ) .
قوله: (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا) :
بدل من نوح وما عطف عليه، ولا يجوز أن تكون حالاً من
آدم؛ لأنه ليس بذرية.
قوله: (إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ) :
اذكر يوم، وقيل: هو ظرف لـ " عَلِيمٌ ".
قوله: (زكرياء) : همزة زكرياء للتأنيث.
قوله: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا) : (هُنَالِكَ) معناها
للزمان.
(1/205)
قوله: (عَاقِرٌ) : أَيْ ذَاتُ عُقْرٍ
فَهُوَ عَلَى النَّسَبِ.
قوله: (كَذَلِكَ اللهُ) : في موضع نصب، أي: يفعل ما يشاء فعلاً
كذلك.
قوله: (اجْعَلْ لِي آيَةً) آية: مفعول أول، و (لِي) : مفعول
ثان.
قوله: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا) : أي: ذكرًا كثيرًا.
قوله: (بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ) :
العشى: مفرد، وقيل: جمع "عشية"، والإبكار: مصدر، والتقدير:
ووقت الإبكار.
قوله: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ) :
التقدير: واذكر إذ قالت، وإن شئت كان معطوفا على: (إِذْ
قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ) .
قوله: (اصْطَفَاكِ) أصله: اصتفى، ثم أبدلت التاء طاء؛ لتوافق
الصاد في الإطباق
وكرر " اصْطَفَى " إما تأكيدًا، وإما: ليبين مَنِ اصطفاها
عليهم.
قوله: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ) : الأمر ذلك.
قوله: (إِذْ يُلْقُونَ) : ظرف لـ " كان ".
قوله: (أَقْلَامَهُمْ) : جمع قلم، والقلم، بمعنى: المقلوم؛
كالقبض بمعنى: المقبوض.
قوله: (أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ) : مبتدأ، وخبر، في محل
نصب، أي: يقترعون
أيهم يكفل مريم، (إِذْ يُلْقُونَ) .
(يَخْتَصِمُونَ) : بمعنى: اختصموا، وكذلك: يلقون. ويجوز ألا
يكون حكى الحال.
قوله: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ) :
بدل من " إِذْ " التي قبلها، ويجوز أن تكون ظرفا لـ "
يَخْتَصمُونَ ".
قوله: َ (وَجِيهًا، وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، وَيُكَلِّمُ،:
أحوال مقدرة، وصاحبها:
معنى الكلمة وهو مخلوق أو مكون، ولا يجوز أن تكون أحوالا من
المسيح ولا من عيسى ولا من ابن مريم؛ لأنها أخبار، والعامل
فيها الابتداء أو المبتدأ. ولا يعملان فى الحال، ولا يجوز أن
تكون أحوالا من الهاء في " اسْمُهُ "؛ للفصل الواقع بينهما.
(1/206)
قوله: (كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ) : مثل:
كذلك الله يفعل.
قوله: (وَرَسُولًا) أي: ويجعله وَرَسُولًا، وهو فعول، بمعنى:
مُفْعَل.
قوله: (وَمُصَدِّقًا) : حال معطوفة على "بِآيَةٍ"، أي: جئتكم
بآية ومصدقا.
قوله: (وَلِأُحِلَّ) : معطوف على محذوف، تقديره: لأخفف عنكم.
قوله: (مَنْ أنْصَارِي) :
الأنصار:. جمع: نصير؛ كـ "شريف وأشراف".
قوله: (وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) : والأصل: وهو خير
الْمَاكِرِينَ، فوضع الظاهر
موضع المضمر؛ تفخيما.
قوله: (مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ) : الرفع قبل التوفية، لكن
الواو لا ترتيب فيها.
قوله: ورافعك، إلى السماء، فلا تقديم ولا تأخير.
قوله: (وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ) : قيل: هذا الخطاب
لنبينا - صلى الله عليه وسلم -.
قوله: (فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ) :
يجوز أن يكون "الذِينَ": مبتدأ، والخبر: (فَأُعَذِّبُهُمْ) ،
وأن يكون مفعولا منصوبا بفعل، يفسره: (فَأُعَذِّبُهُمْ) ،
ويقدر بعد الصلة؛ لأن " أمَّا " لا يليها فعل؛ لكونها شرطا،
والشرط يُضَمنُ معنى الفعل، فيصير فعلاً يلى
فعله.
قلتُ: وفى ذلك نظر.
قوله: (ذَلِكَ نَتْلُوهُ) أي: الأمر ذلك.
قوله: (خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ) : جملة مفسرة، لا محل لها.
قوله: (ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ) :
(ثم) هنا للترتيب؛ لأن قوله (كُنْ) لم يتأخر عن خلقه
(1/207)
قوله: (فَقُلْ تَعَالَوْا) :
الأصل: "تعاليوا" لأن الأصل في الماضي "تعالى"،
والياء منقلبة عن واو،، لأنه من العلو، فأبدلت الواو ياءً؛
لوقوعها رابعة، ثم أبدلت الياء ألفًا، فإذا جاءت واو الجمع
حذفت؛ لالتقاء الساكنين، وبقيت الفتحة تدل عليها.
قوله: (سَوَاءٍ بَيْنَنَا) :
الجمهور على أن "سَوَاءٍ": صفة لـ (كَلِمَةٍ) ويقرأ بالنصب على
المصدر.
قوله: (وَجْهَ النهَارِ) :
ظرف لـ " اَمِنُوا " أو "أُنْزِلَ".
قوله: (إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) :
فيه وجهان: أحدهما: أنه استثناء مما قبله، والتقدير: لا تقروا
إلا لمن تبع، فاللام غير زائدة.
والثاني: أن النية به التأخير، والتقدير: ولا تصدقوا أن يؤتى
أحد مثل ما أوتيتم، إلا من تبع دينكم، فاللام على هذا زائدة، و
"مَن": في موضع استثناء من "أحَد".
وقوله: (قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ)) :
معترض، وهذا الوجه ضعيف؛ لأن فيه تقديم المستثنى على المستثنى
منه، وعلى العامل وهذه الآية مشكلة.
قوله: (إِلَّا مَا دُمْتَ) أي: إلا مدة دوامك.
قوله: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا. . .) : أي: تركهم أداء
الحق بسبب قولهم: (لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ
سَبِيلٌ) .
قوله: (بَلَى) : جواب، ثم ابتدأ ففال: (مَنْ أَوْفَى
بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)
، والمتقين: وضع موضع المضمر.
قوله: (يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ) أي: ناطقة
بالكتاب.
(1/208)
قوله: (لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ
وَحِكْمَةٍ) :
اللام لام الابتداء، وفى الخبر وجهان:
أحدهما: (مِنْ كِتَابٍ) .
والثاني: (لَتُؤْمِنُنَّ) .
وقيل: (ما) شرطية، واللام قبله موطئة للقسم، فعلى هذا تكون
"ما": مفعول أول (آتَيْتُكُمْ) ، و (كُم) : المفعول الثاني.
قوله: (أَأَقْرَرْتُمْ) أي: بذلك.
قوله: (أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ
اللَّهِ) :
(أَنَّ عَلَيْهِمْ) : خبر (جَزَاؤُهُم) ، وهو خبر عن الأول.
قوله: (حِجُّ الْبَيْتِ) : مصدر مضاف إلى المفعول.
قوله: (يَوْمَ تَبْيَضُّ) : يجوز أن يكون ظرفا لـ (عَظِيمٌ) .
قوله: (إِلَّا بِحَبْلٍ) : حال، أي: ضربت عليهم الذلة في كل
حال إلا فى
حال عقد العهد.
قوله: (آنَاءَ اللَّيْلِ) : ظرف لـ (يَتْلُونَ) لا لـ
(قَائِمَةٌ) ؛ لأن (قَائِمَةٌ) قد وصفت.
وواحد الآناء: "إنى" مثل: معى، ومنهم من يفتح الهمزة فتصير على
وزن
"عَصَا"، ومنهم من يقول بالياء وكسر الهمزة.
قوله: (كَمَثَلِ رِيحٍ) أي: كمثل إهلاك ريح.
قوله: (لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا) :
لا يقصرون في أمركم، يقال: ".ألاَ في الأمر يألُو" إذا قصر
منه. .
(1/209)
واختلف فيه؛ فقيل: يتعدى إلى مفعولين، وقد
استعملته العرب معدى إليهما في قولهم: "لا آلوك نصحاً، ولا
آلوك جهداً" على التضمين.
والمعنى: لا أمنعك نُصحَا، ولا أنقصكه.
وقيل: إلى مفعول واحد، فـ (خَبَالًا) على الوجه الأول: مفعول
ثان.
وعلى الثاني نصب على إسقاط الجار.
قوله: (لَا يَضُرُّكُمْ) :
يقرأ بالرفع، واختلف في رفعه؛ فمذهب سيبويه:
أنه على التقديم والتأخير.
والثاني: أنه حذف الفاء وهو قول المبرد.
قوله: (وَإِذْ غَدَوْتَ) :
أي: واذكر.
قوله: (مِنْ أَهْلِكَ) : من بين أهلك.
قوله: (تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ) :
(تُبَوِّئُ) : يتعدى إلى مفعول بنفسه، وإلى آخر، تارة بنفسه،
وتارة بحرف الجر.
فمن الاستعمال الأول هذه الآية، والمفعول الأول: (المؤمنين)
والثاني: (مقاعد) .
ومن الاستعمال الثاني: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ
مَكَانَ الْبَيْتِ) .
قوله: (لِلْقِتَالِ) : متعلق بـ (تُبَؤئُ) ، ولا يجوز أن يتعلق
بـ (مَقَاعِدَ) ؛ لأن المقعد هنا: المكان، وهو لا يعمل.
قوله: (إِذْ هَمَّتْ) : ظرف لـ (عَلِيم) ، ويجوز أن يكون ظرفًا
لـ (تُبَؤئُ)
ولـ (غَدَوتَ) .
(1/210)
قوله: (أَنْ تَفْشَلَا) : بأن تفشلا.
قوله: (أَذِلَّةٌ) : جمع ذليل، وقياسه: ذُلَلا؛ لأن "فعيل" إذا
كان صفة قياسه: ذللاء، من الأمثال.
قوله: (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ) : بدل من (إِذْ هَمَّتْ)
أو: اذكر إذ نقول.
قوله: (إِذْ هَمَّتْ) : مفعول ثان لِـ "جَعَلَ".
وقوله: (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ) : الهاء تعود على الإمداد، أو
على النصر أو على التنزيل.
قوله: (وَلِتَطْمَئِنَّ) : معطوف على "بُشْرَى"، أي: بشارة
وطمأنينة.
قوله: (لِيَقْطَعَ) : اللام متعلقة بمحذوف تقديره: أمدكم
ليقطع، أو: نصركم ليقطع.
قوله: (عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ) أي: كعرض السموات.
قوله: (وَهُمْ يَعْلَمُون) : مفعوله: المؤاخذة بها.
قوله: (وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) : المخصوص محذوف أي:
الجنة.
تجو له: (تَهِنُوا) : ما ضيه: وهن.
قوله: (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ) : معطوف على محذوف تقديره:
وفعلنا ذلك؛ ليكون
كيت وكيت، وليعلم الله، فاللام متعلقة بـ "فعلنا" محذوفة.
قوله: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ
اللَّهِ. . .) :
(أَنْ تَمُوتَ) : اسم كان، (بِإِذْنِ اللَّهِ) : الخبر، واللام
للتبيين متعلقة بـ "كَانَ".
وقيل: متعلقة بمحذوف، تقديره: الموت لنفس، و (أَن تَمُوتَ) :
تبيين للمحذوف، ولا يجوز أن تتعلق اللام بـ " تَمُوتَ "؛ لأنه
يتقدم على المصدر.
قوله: (كِتَابًا) : مصدر، أي: كتب ذلك كِتَابًا.
(1/211)
قوله: (رِبِّيُّونَ) : جماعات كثيرة،
واحدهم: "رِبِّىٌّ".
قوله: (وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا) : وما ضعفوا عن
العدو، وما استكانوا، أي: ذلوا وخضعوا للعدو.
قوله: (وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا) :
(أَنْ قَالُوا) : اسم كان، وهو أقوى من أن يجعل الأول اسمًا؛
لأن "أن" تشبه المضمر في كونه لا يوصف فصار أعرف.
قوله: (فِي أَمْرِنَا) : يتعلق بالمصدر.
قوله: (إِذْ تَحُسُّونَهُمْ) : متعلق بـ " صَدَقَ "، ويجوز أن
يكون ظرفًا للوعد.
و"صدق": يقال فيه: صدقت زيدًا الحديث، وصدقت في الحديث.
قوله: (إِذْ تُصْعِدُونَ) اذكر إذ، أو ظرفا لـ "عَصَيْتُم" أو
لـ "تَنَازَغتُمْ"
أو "فَشِلْتُم".
قوله: (فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ) أي: فجازاكم غَمًّا على
غم. و (بِغَمٍّ) : صفة.
قوله: (لِكَيْلَا) : اللام متعلقة بـ قوله: (فَأَثَابَكُمْ) ،
وقيل: بـ "عَفَا عَنْكُمْ".
قوله: (أَمَنَةً) : نصب بـ "أَنْزَلَ" مفعول به.
و (نُعَاسًا) : بدل منه، ولك أن تجعل (نُعَاسًا) هو المفعول،
و (أمَنَةً) . إما: مفعول من أجله، كأنه قال: أنزل نعاسا
للأمنة، وإما: حالا.
قوله: (إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى) :
(إذا) : يجوز أن يكون حكى بها حالهم، فلا يراد بها المستقبل،
فعلى هذا يجوز أن يعمل فيها: (قالوا) .
قوله: (غُزًّى) : على قاعدة ما قرره النحاة، لكنه جاء على "
فعّل "؛ حملاً على الصحيح كـ "شاهد وشهّد، وصائم وصوّم".
(1/212)
قوله: (لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ
حَسْرَةً) :
اللام متعلقة بمحذوف، أي: نَدَمُهُم، أو أوقع ذلك ليجعله حسرة.
قوله: (فَبِمَا رَحْمَةٍ) :
قال الأخفش: "يجوز أن تكون نكرة بمعنى: شىء".
و (رَحْمَةٍ) : بدل منها، أو: نعت لها.
وقيل: (مَا) : موصولة، و (رَحْمَة) : مرفوع، وحذف المبتدأ.
والصحيح: أن (ما) : زائدة، والباء: متعلقة بـ " لِنْتَ "،
ونظيره: (فَبِمَا
نَقْضِهِمْ) ، و (عَمَّا قَلِيلٍ) .
قوله: (وَشَاوِرْهُمْ فِى الأمْرِ) :
الأمر: عام أريد به الخاص؛ لأنه لم يؤمر بمشاورتهم في الفرائض،
ولذلك قرأ ابن عباس: "وَشاوِرْهُمْ فِى بَعْضِ الأمْرِ".
(1/213)
قوله: (فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ
مِنْ بَعْدِهِ) : أي: من بعد - خذلانه.
قوله: (أَنْ يَغُلَّ) : مفعوله محذوف، أي: يغل الغنيمة.
قوله: (هُمْ دَرَجَاتٌ) أي: ذوو درجات.
قوله: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ
مِثْلَيْهَا) :
اختلف في المعطوف عليه؛ فقيل: ما مضى من قصة أحُدٍ من قوله:
(وَلَقَد صَدَقكُمُ اللهُ وَعْدَهُ. . .) .
وقيل: أفعلتم كذا أو فعلتم كذا حينئذ.
قوله: (وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ) : اللام متعلقة بمحذوف،
أي: ما أصابكم كان
ليعلم الله، ولأن يعلم الْمُؤْمِنِينَ.
قوله: (هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ
لِلْإِيمَانِ) :
اللام متعلقة بـ " أقْرَبُ " - لام الكفر، ولام الإيمان؛ على
حد قوله: (هذا بسرًا أطيب منه رطبًا ".
قوله: (يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ) : مستأنف.
قوله: (فَرِحِينَ) : حال.
و (يَسْتَبْشِرُونَ) : معطوف عليه.
قوله: (أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) :
بدل من " الذِينَ " وهو بدل اشتمال، أي: يستبشرون
بما بُيِّنَ لهم من حال من تركوا خلفهم مِن إخوانهم المؤمنين.
و (أنْ) : مخففة من الثقيلة، فاسمها مضمر.
وقيل: مصدرية، أي: بأن لا.
قلتُ: وفيها كبير نظر. والله أعلم.
(1/214)
قوله: (يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ) : أي:
يخوفكم بأوليائه.
قوله: (أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ) :
(ما) : مصدرية أو موصولة، وليست كافة؛ لأنه كان ينصب "خَير".
قوله: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ) :
خبر "كان" محذوف، تقديره: ما كان الله مريدًا لأن يذر، ولا
يجوز أن يكون الخبر: (لِيَذَرَ) ؛ لأن الفعل بعد اللام منصوب
ب "أن"، فيصير التقدير: ما كان الله ليترك المؤمنين على ما
أنتم عليه، وهذا ليس بكلام؛ لأن اسم كان هو، الخبر، وليس الترك
هو الله.
وأصل "يَذَرَ":. " يَوْذَرَ "، فحذفت الواو؛ تشبيها لها بـ "
يدع "؛ لأنها فى معناها، وليس لحذف الواو في "يذر" علة؛ إذ لم
تقع بين ياء وكسرة، ولا ما هو فى تقدير الكسرة، بخلاف يدع، فإن
الأصل "يَودع"، فحذفت الواو؛ لوقوعها بين الياء، وبين ما هو في
تقدير الكسر؛ إذ الأصل الأول: "يَؤع"، وإنما فتحت الدال من
"يدعَ"؛ لأن لامه حرف حلق، فيفتح له ما قبله، ومثله: (يَسَع،
ويطأ، ويقع "، ولم يستعمل منْ "يذر" ماضيا؛ اكتفاءً بـ "ترك".
قوله: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ.. .)
بالياء (الذين) : الفاعل وفى المفعول الأول وجهان:
أحدهما: (هو) . وهو ضمير البخل.
والثاني: هو محذوف تقديره: البخل.
و" هو" - على هذا - فصل.
(1/215)
قوله: (مِيرَاثُ) :
أصله: مِوْرَاث، انقلبت الواو ياءً؛ لسكونها وانكسار ما قبلها.
قوله: (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ) :
"ذلك": إشارة إلى ما تقدم من عقابهم فى قوله: (وَذُوقُوا
عَذَابَ الْحَرِيقِ) . وخبر (ذلك) : (بِمَا قَدَّمَتْ) .
قوله: (بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) : هنا سؤال، وهو أن يقال: إن
"فعَّال" صيغة مُبَالِغة، وفد نفى المبالغة، ولا يلزم منه نفى
الظلم القليل؟
والجواب عنه من أربعة أوجه:
أحدها: أن فَعَّالاً فد جاء، لا يراد به الكثرة كقول طرفة:
وَلَسْتُ بِحَلاَّلِ التلاعِ مَخَافَةً. . . وَلكِن مَتَى
يَسْتَرْفِدِ القَوْمُ أرفِدِ
والثاني: أن " ظلاما " هنا للكثرة؛ لأنه مقابل للعباد وفى
العباد كثرة، إذا قوبل بهم الظلم كان كثيرًا.
والثالث: أنه إذا نفى الظلم الكثير، انتفى الظلم القليل ضرورة.
الرابع: أن تكون على النسب، فيكون من باب: عطَّار وبزَّاز.
قوله: (بِقُرْبَانٍ) أي: بتقريب قربان.
قوله: (لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ) :
بالياء، و (الذين) : فاعل، واختلف فى مفعوليه؛ فقيل: هما
محذوفان؛ لأن (فَلاَ يَحْسَبَنَّهُم) تأكيد للحِسبان، فاستغنى
(1/216)
بمفعولي الحسبان الثاني عن مفعولي الحسبان
الأول؛ لأن الفاعل فيهما واحد، والفاء على هذا مزيدة، والمعنى:
لا يحسبن الذين يفرحون أنفسهم فائزين، دل على الأول الهاء
والميم، وعلى الثاني (بِمَفَازَةٍ) ، ونظيره:
بِأىِّ كِتَابٍ أمْ بِأيَّةِ سُنَّةٍ. . . تَرَى حُبَّهُم
عَارًا عَلَيكَ وَتَحْسَب
فـ " حُبَّهُم، عَارًا) : مفعولان لـ " ترى "، وحذف مفعولا
الحسبان، كما ترى؛ اكتفاءً بتعدية أحد الفعلين عن تعدية الآخر.
قوله: (بَاطِلًا) : مفعول له، والباطل هنا: "فاعل"،: لمعنى
المصدر، مثل:
"العاقبة والعافية"، ويجوز: صفة لمصدر محذوف.
قوله: (هَذَا) : أشار بها إلى الخلق.
قوله: (مُنَادِيًا يُنَادِي) :
إن قيل: ما الفائدة في ذكر الفعل مع دلالة الاسم؟.
قيل: فيه أوجه:
أحدها: هو توكيد.
والثاني: أنه وصل به ما حسن التكرير، وهو قوله: (لِلْإِيمَانِ)
.
الثالث: أنه لوْ اقتصر على الاسم، لجاز أن يكون سمع معروفًا
بالنداء يذكر ما ليس بنداء، فلما قال:، "يُنَادِي" ثبت أنهم
سمعوا نداءه في تلك الحال، ومفعول "يُنَادِي" محذوف أي: ينادي
الناس.
قوله: (أَنْ آمِنُوا) أي: بأن آمنوا.
قوله: (عَلَى رُسُلِكَ) أي: على ألسِنَةِ رسلك.
قوله: (المِيعَادَ) : مصدر بمعنى الوعد.
(1/217)
قوله: (مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى) : بدل من
" مِنْكُم ".
قوله: (بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) : مستأنف.
قوله: (ثَوَابًا) : مصدر، وفعله: دل عليه الكلام المتقدم؛ لأن
ئكفير السيئات إثابة، فكأنه قال: لأثيبنكم ثوابًا.
قوله: (متاعٌ قَلِيلٌ) : أي تقلبهم متاع قليل.
ْقوله: (نُزُلًا) : مصدر، وانتصابه بالمعنى؛ لأن معنى (لَهُمْ
جَنَّاتٌ) : أي:
ننزلهم، ويجوز أن يكون جمع " نازل "، كما قال:
. . . أوْ تَنْزِلُونَ فَإنَّا مَعْشَرٌ نُزُلُ.
(1/218)
|