التبيان في تفسير غريب القرآن

90- سورة البلد
1- وَأَنْتَ حِلٌّ [2] : أي حلال. ويقال: حلّ: حالّ، أي ساكن، أي لا أقسم به بعد خروجه منه.
2-[كَبَدٍ] [4] : شدّة ومكابدة لأمور الدنيا والآخرة «2» .
3-[النَّجْدَيْنِ] [10] : الطّريقين: طريق الخير، وطريق الشّرّ.
4- اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ [11] يقال: هي عقبة بين الجنّة والنّار. والاقتحام:
الدّخول في الشيء والمجاوزة له بشدّة وصعوبة، أي لم يقتحمها، أي لم يجاوزها و «لا» مع الماضي بمعنى «لم» مع المستقبل كقوله:
إن تغفر اللهمّ تغفر جمّا ... وأيّ عبد لك لا ألمّا «3»
أي: وأيّ عبد لك لم يلمّ [بذنب] «4» [زه] ومعناه: يهم.
__________
(1) سورة النبأ، الآية 21. وما بين المعقوفتين أثبت من النزهة 194، ليستقيم الكلام.
(2) ورد تفسير هذه الكلمة سهوا في سورة الطارق لقوله تعالى يَكِيدُونَ كَيْداً ونقل هنا في مكانه الصحيح. وانظر التعليق المذكور هناك.
(3) ورد الرجز في شرح شواهد المغني 625 وفيه أن أبا خراش الهذلي قاله وهو يسعى بين الصفا والمروة.
وهو في شرح أشعار الهذليين 346 معزوّ إلى أبي خراش. وجاء في شرح شواهد المغني أيضا أن أهل الجاهلية كانوا يقولونه وهم يطوفون بالبيت ونسب البيت في الأغاني 4/ 141 إلى أمية بن أبي الصلت.
(4) زيادة من النزهة 39.

(1/344)


5- فَكُّ رَقَبَةٍ «1» [13] : أي أعتقها «2» وفكّها من الرّقّ.
6- مَسْغَبَةٍ [14] : أي مجاعة [زه] بلغة هذيل «3» .
7- مَقْرَبَةٍ [15] : قرابة.
8- مَتْرَبَةٍ [16] : فقر، كأنه قد لصق بالتراب من الفقر.
9- بِالْمَرْحَمَةِ [17] : الرحمة.
10- مُؤْصَدَةٌ [20] : مطبقة، يقال: أوصدت الباب، [74/ أ] وآصدته، إذا أطبقته.

91- سورة والشمس وضحاها
1- طَحاها [6] : بسطها ووسّعها.
2- قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها. وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها [9، 10] : أي ظفر من طهّر نفسه بالعمل الصالح، وفات الظّفر من أخملها بالكفر والمعاصي. ويقال المعنى:
أفلح من زكّاه الله وخاب من أضلّه الله [زه] .
ويقال: دسّى نفسه: أي أخفاها بالفجور والمعصية. والأصل دسّسها فقلبت إحدى السّينين ياء، كما قيل: تظنّيت.
3- بِطَغْواها [11] : أي بطغيانها.
4- انْبَعَثَ [12] : انفعل من البعث. والانبعاث: الإسراع في الطاعة للباعث.
5- أَشْقاها [12] : هو قدار بن سالف عاقر النّاقة.
6- فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ [14] : أرجف بهم الأرض، أي حرّكها.
__________
(1) كذا ضبط اللفظان في الأصل وفق قراءة أبي عمرو التي شاركه فيها ابن كثير والكسائي. وقرأ الباقون من العشرة فَكُّ بضم الكاف رَقَبَةٍ بالجر (المبسوط 410) .
(2) في الأصل «عتقها» وكذلك في مطبوع النزهة والفعل غير متعدّ (انظر اللسان عتق والأفعال للسرقسطي 1/ 297، والمثبت من مخطوطي النزهة: طلعت 52/ ب ومنصور 31/ أواللسان عتق» .
(3) غريب ابن عباس 77، والإتقان 2/ 94.

(1/345)


7- فَسَوَّاها «1» [14] : فسوّاها عليهم. ويقال: فسوّى الأمّة بإنزال العذاب بصغيرها وكبيرها بمعنى: سوّى بينهم.

92- سورة والليل إذا يغشى
1- تَجَلَّى [2] : ظهر وبان.
2- إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى [4] : أي عملكم لمختلف.
3- فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى [7] : سنهيّئه للعودة إلى العمل الصالح ونسهّل ذلك عليه. ويقال: اليسرى: الجنّة. والعسرى: النّار.
4- تَرَدَّى [11] : تفعّل من الرّدى، وهو الهلاك. ويقال: تردّى فلان من رأس الجبل، إذا سقط.
5- تَلَظَّى [14] : تلهّب، وأصله تتلظّى فأسقطت إحدى التاءين استثقالا لهما في صدر الكلمة ومثله فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى «2» وتَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ «3» وما أشبهه.

93- سورة والضحى
1- سَجى [2] : سكن واستوت ظلمته، ومنه: بحر ساج وطرف ساج، أي ساكن.
2- وَدَّعَكَ [3] : تركك، ومنه قولهم: أستودعك الله غير مودّع، أي غير متروك. وبهذا سمّي الوداع لأنه فراق ومفارقة «4» .
3- قَلى [3] : أبغض «5» .
4- تَنْهَرْ [10] : تزجر.
__________
(1) ورد اللفظ المفسّر هنا مع سابقه بالنزهة في «الدال المفتوحة» .
(2) سورة عبس، الآية 10.
(3) سورة القدر، الآية 4.
(4) النزهة 207 «ومتاركة» .
(5) انظر تفسير «قالين» بالنزهة 158. [.....]

(1/346)


94- سورة الانشراح
1- أَنْقَضَ ظَهْرَكَ [3] : أثقله حتى يسمع نقيضه، أي صوته، وهذا مثل.
ويقال: أَنْقَضَ ظَهْرَكَ: أي أثقله حتى جعله نقضا. والنّقض: البعير الذي قد أتعبه السّفر والعمل فنقض لحمه فيقال له حينئذ نقض.

95- سورة التّين
1- وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ [1] : جبلان بالشّام ينبتان التّين والزّيتون يقال لهما:
طور تينا وطور زيتا بالسّريانية، ويروى عن مجاهد أنه قال: تينكم الذي تأكلون وزيتكم الذي تعصرون «1» .
2- الْبَلَدِ الْأَمِينِ [3] : أي الآمن، يعني مكّة وكان آمنا قبل مبعث النبي صلّى الله عليه وسلّم لا يغار عليه.

96- سورة العلق
1- الرُّجْعى
[8] : المرجع «2» والرّجوع.
2- لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ [15] : نأخذن بناصيته إلى النار، يقال: سفعت بالشيء إذا أخذته وجذبته جذبا شديدا. [74/ ب] والنّاصية: شعر مقدّم الرأس.
3- نادِيَهُ [17] : مجلسه، والجمع النّوادي، والمعنى فليدع أهل ناديه، كما قال جلّ وعزّ: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ «3» : أي أهل القرية.
__________
(1) تفسير مجاهد 769 ولفظه «هما التين والزيتون الذي يأكل الناس» وفي تفسير الطبري 30/ 153 (ط مصر) عن مجاهد: «التين الذي يؤكل والزيتون الذي يعصر» وفيه كذلك عنه «الفاكهة التي تأكل الناس» وأيضا: هو تينكم وزيتونكم.
(2) في الأصل: «المرجوع» ، والمثبت من النزهة 100.
(3) سورة يوسف، الآية 82.

(1/347)


4- الزَّبانِيَةَ [18] : واحدهم زبنيّ، مأخوذ من الزّبن، وهو الدّفع كأنّهم يدفعون أهل النار إليها.

97- سورة القدر
1- أَنْزَلْناهُ [1] : أي القرآن، وقيل: جبريل، وقيل: أوّل القرآن.
2- وَالرُّوحُ [4] : هو جبريل عليه السلام.

98- سورة البرية
1- لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ [1] : يعني يزل الذين، بلغة قريش «1» .
2- مُنْفَكِّينَ [1] : زائلين.
3- الْبَرِيَّةِ [6] : الخلق، مأخوذ من برأ الله الخلق، أي خلقهم فترك همزها ومنهم من يجعلها من البرى وهو التّراب لخلق آدم عليه الصلاة والسلام من التّراب.

99- سورة الزلزلة
1- أَثْقالَها [2] : جمع ثقل وإذا كان الميّت في بطن الأرض فهو ثقل لها، وإذا كان فوقها فهو ثقل عليها.
2- أَوْحى لَها [5] وأوحى إليها واحد، أي ألهمها. وفي التفسير: أوحى لها: أمرها.
__________
(1) غريب ابن عباس 78.

(1/348)


100- سورة العاديات
1- وَالْعادِياتِ ضَبْحاً [1] الخيل. والضّبح: صوت أنفاس الخيل إذا عدون ألم تر إلى الفرس إذا عدا يقول: أجّ أجّ «1» ، يقال: ضبح الفرس والثعلب وما أشبههما. والضبح والضّبع أيضا: ضرب من العدو.
2- فَالْمُورِياتِ قَدْحاً [2] : الخيل توري النار بسنابكها إذا وقعت على الحجارة.
3- فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً [3] من الغارة وكانوا يغيرون عند الصبح. والإغارة:
كبس الحيّ وهم غارّون لا يعلمون. وقيل إنها كانت سريّة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى بني كنانة فأبطأ عليه خبرها فنزل عليه الوحي بخبرها في «العاديات» .
وعن عليّ «2» - رضي الله عنه- أنه كان يقول: العاديات هي الإبل ويذهب إلى وقعة بدر، وقال: «ما كان معنا يومئذ إلا فرس عليه المقداد بن الأسود «3» » .
4- لَكَنُودٌ [6] أي: لكفور بالنّعم يذكر المصائب وينسى النّعم، بلغة كنانة «4» يقال: كند النّعمة إذا كفرها وجحدها.
__________
(1) في مطبوع النزهة 127، ومخطوطيها: طلعت 22/ ب ومنصور 25/ ب «أح أح» بالحاء المهملة.
(2) ورد ما نقل عن الإمام علي في تفسير غريب ابن قتيبة 535 وفي الأصل «وتذهب» والمثبت في تفسير ابن قتيبة.
(3) هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة ينتهي نسبه إلى قضاعة وكان يعرف بالمقداد بن الأسود لأنه حالف الأسود بن عبد يغوث الزهري فتبناه فنسب إليه حتى إلغاء التبني، وهو من السابقين إلى الإسلام وهاجر الهجرتين وشهد المشاهد كلها مع الرسول كما شهد فتح مصر ومات بالجرف ودفن بالمدينة سنة 33 في عهد الخليفة عثمان (أسد الغابة 5/ 251- 254 رقم 5069 ولم يرد به سنة الوفاة، والاستيعاب 6/ 179- 185 رقم 2586، والإصابة 6/ 379- 381 رقم 8207، وتاريخ الإسلام 2/ 64) .
(4) غريب ابن عباس 78، والإتقان 2/ 92. ولم يرد بالنزهة 165: «بالنعم ... كنانة» .

(1/349)


101- سورة القارعة
1- الْقارِعَةُ [1] : القيامة، وهي الداهية أيضا.
2- كَالْفَراشِ [4] : هو شبيه بالبعوض يتهافت في النار.
3- كَالْعِهْنِ [5] : الصّوف المصبوغ.
4- عِيشَةٍ راضِيَةٍ [7] : أي مرضية.
5- فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ [9] : أي يأوي إليها فصارت الأصل له.

102- سورة التكاثر
1- أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ [1] : شغلكم [زه] والتّكاثر: تفاعل من الكثرة.
2- كَلَّا [3، 4، 5] : أي ليس الأمر كما ظننتم، وهو ردع وزجر.

103- سورة والعصر «1»
1- الْعَصْرِ [1] : الدّهر أقسم به (زه) وقال الحسن: أحد طرفي النهار «2» .
والعرب تسمى الغداة والعشيّ بالعصرين. واليوم والليل [75/ أ] : العصرين، والشتاء والصيف العصرين. وعن علي رضي الله عنه «ونوائب العصر» وقيل: أراد: وأهل العصر، وقيل: وربّ العصر.
__________
(1) في حاشية الأصل: «قال الإمام الشافعيّ رضي الله عنه كلاما معناه أن الناس أو أكثرهم في غفلة عن تدبّر هذه السورة، يعني سورة العصر» .
(2) قول الحسن ورد في تفسير القرطبي 20/ 179، وزاد المسير 8/ 303 بلفظ: «العشي، وهو ما بين زوال الشمس وغروبها» .

(1/350)


104- سورة الهمزة
1- هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ [1] : معناهما واحد، أي عياب. ويقال: اللّمز في الوجه بكلام خفيّ. والهمز في القفا (زه) وهذا محكي عن الخليل «1» . وعن ابن عباس: هو المشّاء بالنّميمة المفرّق بين الأحبّة الباغي للبريء العيب «2» . وعن الحسن: الهمزة الذي يهمز جليسه بعينه، أي يكسرها ويومئ إليه. واللّمزة: الذي يستقبل أخاه بوجه ويعيب له بآخر.
2- الْحُطَمَةِ [4] : النار، سمّيت بذلك لأنها تحطم كلّ شيء تكسره وتأتي عليه. ويقال للرّجل الأكول: إنه الحطمة. والحطمة السّنة الشّديدة أيضا.

105- سورة الفيل
1- كَيْدَهُمْ [2] : أي مكرهم، وحيلتهم.
2- أَبابِيلَ [3] : جماعات في تفرقة، أي حلقة بعد حلقة، واحدها إبّالة وإبّول وإبّيل. ويقال: هو جمع لا واحد له.
3- كَعَصْفٍ [5] العصف والعصيفة: ورق الزّرع.
4- مَأْكُولٍ [5] : يعني أخذ ما فيه من الحبّ فأكل وبقي هو لا حبّ فيه.
وفي الخبر: «أنّ الحجر كان يصيب أحدهم على رأسه فيجوّفه حتى يخرج من أسفله فيصير كقشر الحنطة «3» وقشر الأرزّ المجوّف» .
__________
(1) العين 4/ 17.
(2) في الدر المنثور 6/ 169 عن ابن عباس: «هو المشّاء بالنميمة، المفرق بين الجمع، المغري بين الإخوان» .
(3) في الأصل: «الحنظلة» ، والمثبت من مطبوع النزهة 143 وطلعت 28/ أ.

(1/351)


106- سورة قريش
1- لِإِيلافِ قُرَيْشٍ [1] الإيلاف مصدر ألفت إيلافا، وآلفت بمعنى ألفت، قال ذو الرّمة:
من المؤلفات الرّمل «1»
وقيل: هذه اللام موصولة بما قبلها، المعنى: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ، لِإِيلافِ قُرَيْشٍ: أي [أهلك] الله أصحاب الفيل لإيلاف قريش أي لتآلفهم رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ [2] : وكانت لهم في كلّ سنة رحلتان: رحلة الشتاء إلى الشام ورحلة الصيف إلى اليمن (زه) المشهور العكس وهو الظاهر، وقيل غير ذلك.

107- سورة الماعون
1- يَدُعُّ الْيَتِيمَ [2] : يدفعه عن حقّه.
2- الْماعُونَ [7] في الجاهليّة: كلّ عطية ومنفعة «2» وفي الإسلام: الزّكاة والطاعة. وقيل: هو ما ينتفع به المسلم من أخيه كالعارية والإعانة «3» ونحو ذلك «4» .
قال الفرّاء: سمعت بعض العرب يقول: الماعون هو الماء، وأنشد:
يمجّ صبيره الماعون صبّا
الصّبير: السحاب «5» .
__________
(1) ديوان ذي الرمة 80 والبيت فيه بتمامه:
من المؤلفات الرّمل أدماء حرّة ... شعاع الضّحى في متنها يتوضّح
والبيت أيضا في اللسان والعباب (ألف) . [.....]
(2) في مطبوع النزهة 181 «ومنعة» ، والمثبت كما في طلعت 60/ أو منصور 36/ أ.
(3) في مطبوع النزهة 181 «والإغاثة» . والمثبت يتفق وما في طلعت 60/ أوأما في منصور 36/ أفاللفظ عار من النقط.
(4) ورد في حاشية الأصل: «في البخاري الماعون: المعروف كله. وقال بعض العرب: الماعون:
الماء. وقال عكرمة: أعلاها الزكاة المفروضة وأدناها عارية المتاع» انتهى. (والنص في صحيح البخاري» كتاب التفسير» 8/ 89) .
(5) معاني القرآن للفراء 3/ 295، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة 540.

(1/352)


108- سورة الكوثر
1- الْكَوْثَرَ [1] : نهر في الجنّة. وقيل «فوعل» من الكثرة.
2- انْحَرْ [2] : اذبح. ويقال: انحر: ارفع يدك بالتكبير إلى نحرك.
3- شانِئَكَ [3] : مبغضك.
4- الْأَبْتَرُ [3] : الذي لا عقب له.

109- سورة الكافرون
1- لَكُمْ دِينُكُمْ [6] : أي الشّرك.
2- وَلِيَ دِينِ [6] : [75/ ب] الإسلام، وهذا قبل أن يؤمر بالقتال. وقيل:
لكم جزاؤكم ولي جزائي.

110- سورة النصر
1- نَصْرُ اللَّهِ [1] : معونته على قريش. وقيل: عامّ في جميع الكفار.
3- وَالْفَتْحُ [1] : الإسلام على البلاد. وقال الحسن: هو فتح مكّة لأنّ العرب أسلمت بإسلام أهل مكة «1» . وقال ابن عبّاس: فتح المدائن والقصور.
__________
(1) انظره في تفسير القرطبي 20/ 230، وزاد المسير 8/ 324.

(1/353)


111- سورة أبي لهب
1- تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ [1] : أي خسرت يداه وخسر.
2- حَمَّالَةَ «1» الْحَطَبِ [4] : امرأة أبي لهب كانت تمشي بالنّمائم. وحمل الحطب كناية عن النّمائم لأنها توقع بين الناس الشّرّ وتشعل بينهم النّيران كالحطب الذي يدلى به في النار «2» . ويقال إنها كانت موسرة وكانت لفرط بخلها تحمل الحطب على ظهرها فنعى الله- عز وجل- عليها هذا القبح من فعلها. ويقال: إنها كانت تقطع الشّوك فتطرحه في طريق رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه لتؤذيهم بذلك. والحطب يعنى به الشّوك في هذا الجواب [زه] والله أعلم بالصّواب.
3- حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ [5] قيل إنه السّلسلة التي ذكرها الله في «الحاقة» «3» تدخل من فمها وتخرج من دبرها ويلوى سائرها على جسدها. وقيل: المسد: ليف المقل «4» وقيل: حبال من ضروب من أوبار الإبل. وقيل: الحبل المحكم فتلا من أي شيء كان، تقول: مسدت الحبل إذا أحكمت فتله. ويقال: امرأة ممسودة إذا كانت ملتفّة الخلق، ليس في خلقها اضطراب.

112- سورة الإخلاص
1- أَحَدٌ [1] : بمعنى واحد. وأصل أحد وحد، فأبدلت الهمزة من الواو المفتوحة كما أبدلت المضمومة في قولهم: وجوه وأجوه. ومن المكسورة في قولهم: وشاح وإشاح ولم تبدل من المفتوحة إلا في حرفين أحد وأناة، من قولهم:
امرأة أناة، وأصلها وناة من الونى وهو الفتور (زه) قلت: هكذا قال ابن الأنباريّ وزاد أبو الفتح في «سرّ الصناعة» أجما في وجم واحد الآجام وهي علامات وأبنية يهتدى
__________
(1) قرأها بالرفع جميع القراء العشرة ومنهم أبو عمرو عدا عاصما الذي قرأها بالنصب. والضبط المثبت من طلعت 27/ أ.
(2) لفظ النزهة/ 79 «الذي تذكى به النار» .
(3) في قوله تعالى: فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ الآية 32.
(4) المقل: ثمر شجر الدّوم (القاموس- مقل) .

(1/354)


بها في الصّحارى، وأسماء في وسماء «1» ، وأحسب أن السّخاويّ «2» زاد على ذلك في «مختصر سر الصناعة» لكنه ليس عندي الآن. وبالجملة فهو إبدال متّفق على شذوذه.
2- الصَّمَدُ [2] : الذي لا جوف له. ويقال: السّيّد الذي يصمد إليه في الأمور ليس فوقه أحد «3» .
3- كُفُواً «4» [4] الكفؤ: المثل.

113- سورة الفلق
1- الْفَلَقِ [1] : الصّبح. ويقال: واد في جهنم.
2- غاسِقٍ إِذا وَقَبَ [3] : [76/ أ] يعني اللّيل إذا دخل في كلّ شيء.
والغسق: الظّلمة. ويقال: الغاسق: القمر إذا كسف فاسودّ. إِذا وَقَبَ: إذا دخل في الكسوف.
3- النَّفَّاثاتِ [4] : السّواحر ينفثن إذا سحرن ورقين.
__________
(1) سر صناعة الإعراب 1/ 104 (تحقيق السقا وآخرين) وفيه: «أجم في وجم» بدل «أجما في أجم ... الصحاري» .
(2) السخاوي: كذا في الأصل، والكلمة إذا لم تكن محرفة فليس المراد هنا «السخاوي المشهور، وهو شمس الدين السخاوي صاحب «الضوء اللامع» والمعاصر لجلال الدين السيوطي لأنه ولد سنة 831 هـ ومات سنة 902 (تاج العروس- سخي) ووفاة ابن الهائم سنة 815 هـ فلا يعقل أن ينقل عمن جاء بعده. والسخاوي نسبة إلى «سخا» مدينة بمصر وينسب إليها أكثر من عالم.
(3) في حاشية الأصل: «قال البخاري: والعرب تسمّي أشرافها الصمد. قال أبو وائل: هو السّيد الذي انتهى سؤدده (والنص في صحيح البخاري 8/ 94 «كتاب التفسير» ) .
(4) كذا ضبط اللفظ في الأصل وطلعت 55/ أبضم الفاء وبالهمز كفؤا وفق قراءة أبي عمرو التي شاركه فيها معظم القراء العشرة. وقرئ كذلك بإسكان الفاء وبالهمز كفؤا وبضم الفاء بغير همز كفوا كما روي بإسكان الفاء بغير همز كفوا. (المبسوط 421) وكتب اللفظ في مطبوع النزهة 166 بغير همز مع إهمال ضبط الفاء وهو سهو من الناشر.

(1/355)


114- سورة الناس
1- الْوَسْواسِ [4] : الشّيطان وهو الْخَنَّاسِ [4] أيضا يعني الشيطان الذي يوسوس في الصّدور، وجاء في التفسير: أنّ له رأسا كرأس الحيّة يجثم على القلب يوسوس فيه فإذا ذكر الله- عز وجل- العبد خنس، أي تأخّر وتنحّى. وإذا ترك ذكر الله رجع إلى القلب فوسوس فيه.
2- الْجِنَّةِ [6] : أي الجنّ.

(1/356)