التبيان في تفسير غريب القرآن

75- سورة القيامة
1- اللَّوَّامَةِ [2] ليس من نفس برّة ولا فاجرة إلا وهي تلوم نفسها يوم القيامة إن كانت عملت خيرا هلّا ازدادت منه، وإن كانت عملت سوءا لم عملته؟
2- لِيَفْجُرَ أَمامَهُ [5] قيل يكثر الذّنوب ويؤخّر التّوبة. وقيل: يتمنى الخطيئة ويقول [70/ ب] : سوف أتوب سوف أتوب.
3- بَرِقَ الْبَصَرُ [7] : شق، وبَرِقَ «3» بفتح الراء من البريق: إذا
__________
(1) غريب ابن عباس 74 وفيه «بلغة قريش وأزد شنوءة» . وفي الإتقان 2/ 97 «وبلغة أزد شنوءة لواحة:
حرّاقة» .
(2) لم يرد في النزهة «أو محرقة بلغة قريش» .
(3) قرأ بفتح الراء نافع وأبو جعفر، وقرأ الباقون من العشرة بكسرها (المبسوط 388) .

(1/328)


شخص، يعني إذا فتح عينيه عند الموت.
4- خَسَفَ الْقَمَرُ [8] وكشف سواء: أي ذهب ضوؤه.
5- وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ [9] أي جمع بينهما في ذهاب الضوء.
6- لا وَزَرَ [11] : لا ملجأ.
7- بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
[14] : أي من الإنسان على نفسه عين بصيرة، أي جوارحه يشهدن عليه بعمله. ويقال: معناه: الإنسان على نفسه بصيرة، والهاء دخلت للمبالغة كما دخلت في علّامة ونسّابة [زه] ونحو ذلك.
8- مَعاذِيرَهُ
[15] : ما اعتذر به، ويقال: المعاذير: السّتور، واحدها معذار.
9- باسِرَةٌ [24] : متكرّهة.
10- فاقِرَةٌ [25] : أي داهية، ويقال إنها من فقار الظّهر كأنها تكسره، تقول: فقرت الرّجل إذا كسرت فقاره، كما تقول: رأسته إذا ضربت رأسه.
11- والتَّراقِيَ [26] : جمع ترقوة وهي العظم المشرف على الصدر- هما ترقوتان-: أي إذا بلغ الرّوح.
12- مَنْ راقٍ
[27] : صاحب رقية، أي هل من طبيب يرقي. وقيل:
المعنى: من يرقى بروحه إلى السّماء: أملائكة الرّحمة أم ملائكة العذاب؟
13- الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ [29] أي آخر شدّة الدّنيا بأوّل شدة الآخرة.
ومعنى الْتَفَّتِ: التصقت، من قولهم: امرأة لفّاء، إذا التصقت فخذاها. ويقال:
هو من التفاف ساقي الرّجل عند السّياق، يعني عند سوق روح العبد إلى ربّه، تبارك وتعالى. ويقال: هو من قولهم في المثل: «شمّرت الحرب عن ساقها» ، إذا اشتدّت.
14- يَتَمَطَّى [33] : يتبختر، يقال جاء يمشي المطيطاء وهي مشية تبختر وهي أن يلقي بيده ويتكفّأ، وكان الأصل: يتمطّط فقلبت إحدى الطاءين ياء، كما قيل: يتظنّى فيما أصله يتظنّن. وقيل: يتمطّى: يتبختر ويمد مطاه في مشيته. ويقال: يلوي مطاه تبخترا. والمطا: الظّهر.

(1/329)


15- أَوْلى لَكَ فَأَوْلى [34] : تهدّد ووعيد، أي قد وليك شرّ فاحذره.
16- أَنْ يُتْرَكَ سُدىً [36] : مهملا.

76- سورة الإنسان
1- أَمْشاجٍ [2] : أخلاط، واحدها مشج ومشيج، وهو هاهنا اختلاط النّطفة بالدّم (زه) وقيل واحده مشج، بفتحتين مشتقّ من: مشجت الشيء، إذا خلطته.
وقيل: المراد بها ماء الرجل وماء المرأة. وقيل: العروق التي ترى في النّطفة. وقال ابن عيسى: الأمشاج: الحرارة والبرودة والرّطوبة واليبوسة «1» ، وقيل غير ذلك.
2- مُسْتَطِيراً [7] : فاشيا منتشرا. يقال: استطار الحريق، إذا انتشر.
واستطار الفجر، إذا انتشر الضّوء.
3- عَبُوساً [10] : أي يعبّس الوجوه.
4- قَمْطَرِيراً [10] : أي [71/ أ] شديدا وكذلك القماطر.
ويقال «2» : قمطرير وقماطر [وعصيب] «3» وعصبصب أشدّ ما يكون من الأيام وأطوله في البلاء.
5- قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ [16] : يعني قد اجتمع فيها صفاء القوارير وبياض الفضّة.
6- زَنْجَبِيلًا [17] وهو معروف. والعرب تأكل الزنجبيل وتستطيب رائحته.
7- سَلْسَبِيلًا [18] : أي سائغة ليّنة.
8- وِلْدانٌ [19] : صبيان، واحدهم وليد.
9- مُخَلَّدُونَ [19] : مقيمون. ويروى: مبقون ولدانا لا يهرمون ولا
__________
(1) غرائب التفسير عن ابن عيسى.
(2) هذا القول منقول عن النزهة 159.
(3) زيادة من النزهة 159.

(1/330)


يتغيّرون. ويقال: مخلّدون: مسوّرون، ويقال: مقرّطون.
10- أَسْرَهُمْ [28] : خلقهم.

77- سورة المرسلات
1- وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً [1] : أي الملائكة تنزل بالمعروف. ويقال: المرسلات:
الرّياح. عرفا: أي متتابعة، ويقال: هم إليه عرف واحد إذا توجّهوا إليه وأكثروا وتتابعوا.
2- فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً [2] : الرّياح الشدائد.
3- وَالنَّاشِراتِ نَشْراً [3] : الرّياح التي تأتي بالمطر، كقوله عز وجل:
نشرا بين يدي رحمته «1» . ويقال: نشرت الرّيح إذا جرت، قال جرير:
نشرت عليك فذكّرت بعد البلى ريح يمانية بيوم ماطر «2» 4- فَالْفارِقاتِ فَرْقاً [4] : الملائكة- عليهم السلام- تنزل تفرق بين الحقّ والباطل.
5- فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً. عُذْراً أَوْ نُذْراً [5، 6] الملائكة تلقي الوحي إلى الأنبياء- عليهم السلام- إعذارا من الله- عز وجل- وإنذارا.
6- طُمِسَتْ [8] : ذهب ضوؤها كما يطمس الأثر حتى يذهب.
7- فُرِجَتْ [9] : أي انشقت.
8- وقّتت [11] وأُقِّتَتْ «3» : جمعت- بلغة كنانة- «4» لوقت وهو يوم القيامة «5» .
__________
(1) سورة الأعراف، الآية 57 وكتبت نشرا بالنون المضمومة والشين المضمومة أيضا وفق قراءة أبي عمرو. أما عاصم فقد قرأ بُشْراً بالباء الموحدة وإسكان الشين (المبسوط 181) .
(2) ديوان جرير 307.
(3) قرأ وقّتت أبو عمرو. أما بقية السبعة فقرءوا أُقِّتَتْ (السبعة 666) .
(4) غريب ابن عباس 75، والإتقان 2/ 92.
(5) لم يرد في النزهة 208 «بلغة كنانة» . [.....]

(1/331)


9- كِفاتاً [25] : أوعية، واحدها كفت [ثم قال] «1» :
10- أَحْياءً وَأَمْواتاً [26] : أي منها ما ينبت ومنها ما لا ينبت.
ويقال: كفاتا: مضمّا. تكفت: تضمّهم أحياء على ظهرها وأمواتا في بطنها.
يقال: كفتّ الشّيء في الوعاء، إذا ضممته فيه. وكانوا يسمّون بقيع الغرقد كفتة لأنها مقبرة تضمّ الموتى.
11- شامِخاتٍ [27] : عاليات، ومنه يقال: شمخ بأنفه.
12- ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ [30] : يعني دخان جهنّم.
13- بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ [32] : واحد القصور، ومن قرأ كَالْقَصْرِ «2» أراد أعناق النّخل، ويقال: أصول النّخل المقلوعة.
14- جمالات صفر [33] : إبل سود، جمع جمالة. واحد الجمالة جمل.
وجمالات «3» بضم الجيم: قلوس سفن البحر.

78- سورة النبأ
1- سُباتاً [9] : راحة لأبدانكم.
2- وَهَّاجاً [13] : وقّادا، يعني الشّمس.
3- مِنَ الْمُعْصِراتِ [14] : السّحاب التي قد حان لها أن تمطر، فيقال:
شبّهت بمعاصير الجواري. والمعصر: الجارية التي دنت من الحيض.
4- ثَجَّاجاً [14] : متدفّقا. ويقال: ثجّاجا: سيّالا. ومنه قول النبي- صلّى الله عليه وسلّم-:
«أحبّ العمل إلى الله- عز وجل- العجّ والثّجّ» «4» فالعج: التلبية، والثّجّ: إسالة الدماء، من الذبح والنحر.
__________
(1) زيادة من النزهة 167.
(2) قرأ بذلك ابن عباس (مختصر في شواذ القرآن 167) .
(3) قرأ بضم الجيم يعقوب، كما روي عن ابن عباس وابن جبير وأبي رجاء (المبسوط 392) .
(4) في عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي لابن العربي 2/ 44 «عن أبي بكر الصديق أن النبي صلّى الله عليه وسلّم سئل: أيّ الحج أفضل؟ قال: العجّ والثّج» .

(1/332)


5- أَلْفافاً [16] [71/ ب] : ملتفّة من الشّجر، واحدها لفّ ولفيف. ويجوز.
أن يكون الواحد لفّاء، وجمعها لفّ وجمع الجمع ألفاف.
6- مِيقاتاً [17] : مفعالا، من الوقت.
7- أَحْقاباً [23] : جمع حقب. والحقب ثمانون سنة. وقوله لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً أي كلّما مضى حقب تبعه حقب آخر أبدا.
8- بَرْداً [24] : أي نوما بلغة هذيل «1» ، ويقال في مثل: «منع البرد البرد» «2» أي أصابني من البرد ما منعني من النّوم.
9- جَزاءً وِفاقاً [26] : [موافقا] «3» لسوء أعمالهم.
10- كِذَّاباً [28] : أي كذبا.
11- إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً [31] : أي ظفرا بما يريدون. يقال: فاز بالأمر إذا ظفر به.
12- كَواعِبَ [33] : أي نساء قد كعب ثديّهنّ.
13- دِهاقاً [34] : مترعة، أي ملأى [زه] بلغة هذيل «4» .
14- عَطاءً حِساباً [36] : أي كافيا، يقال: أعطاني ما أحسبني، أي ما كفاني. ويقال أصل هذا أن تعطيه حتى يقول: حسبي.
15- يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا [38] قال المفسرون: الرّوح: ملك عظيم من ملائكة الله- عز وجل- يقوم وحده فيكون صفّا وتقوم الملائكة صفّا.
__________
(1) غريب ابن عباس 75، والإتقان 2/ 94.
(2) الأساس (برد) .
(3) زيادة من النزهة 209.
(4) غريب ابن عباس 75.

(1/333)


79- سورة والنازعات
1- وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً [1] : الملائكة تنزع أرواح الكفّار إغراقا كما يغرق النازع في القوس.
2- وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً [2] : الملائكة تنشط أرواح المؤمنين، أي تحلّ حلّا رفيقا كما ينشّط العقال من يد البعير أي يحلّ حلّا برفق.
3- وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً [3] : الملائكة- عليهم السلام- جعل نزولها كالسّباحة.
4- فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً [4] : الملائكة تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء- صلوات الله عليهم- إذ كانت الشياطين تسترق السّمع.
5- فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً [5] : الملائكة تنزل بالتّدبير من عند الله عز وجل.
وقال أبو عبيدة: وَالنَّازِعاتِ إلى قوله فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً [4] هذه كلها النّجوم «1» فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً [5] الملائكة.
6- الرَّاجِفَةُ [6] : النّفخة الأولى.
7- الرَّادِفَةُ [7] : النّفخة الثانية.
8- واجِفَةٌ [8] : خافقة أي شديدة الاضطراب. أو خائفة، بلغة همدان «2» ، وإنما سمّي الوجيف في السّير «3» لشدة هزّه واضطرابه «4» .
9- لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ [10] : أي الرّجوع إلى أوّل الأمر. يقال: رجع فلان في حافرته، إذا رجع من حيث جاء، والمعنى: أئنا نعود بعد الموت أحياء.
10- نَخِرَةً [11] وناخرة «5» : بالية. ويقال: نخرة: بالية. وناخرة
__________
(1) انظر: المجاز 2/ 284.
(2) لغات ابن عباس 75.
(3) في الأصل: «السفر» ، والمثبت من النزهة 207.
(4) ليس في النزهة 207 «بلغة همدان» .
(5) قرأ بألف بعد النون أبو بكر وحمزة وخلف ورويس والأعمش. وقرأ بقية الأربعة عشر بدون ألف ما عدا الكسائي الذي رويت عنه القراءتان (الإتحاف 585، 586) .

(1/334)


يعني عظاما فارغة يصير فيها من هبوب الرّيح كالنّخير.
11- بِالسَّاهِرَةِ [14] : أي وجه الأرض. وسمّيت ساهرة لأن فيها سهرهم ونومهم. وأصلها مسهورة ومسهور فيها، فصرفت من «مفعولة» [72/ أ] إلى «فاعلة» كما قيل عِيشَةٍ راضِيَةٍ «1» أي مرضية. ويقال: السّاهرة: أرض القيامة.
12- فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى [25] : أغرقه في الدنيا وعذّبه في الآخرة. وفي التفسير نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى نكال قوله ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي «2» وقوله: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى [24] فنكل الله- عز وجل- به نكال هاتين الكلمتين.
13- أَغْطَشَ لَيْلَها [29] : أظلم [زه] بلغة أنمار «3» وأشعر «4» .
14- دَحاها [30] : بسطها.
15- الطَّامَّةُ الْكُبْرى [34] : يعني يوم القيامة. والطّامّة: الدّاهية لأنها تطمّ على كل شيء، أي تعلوه وتغطّيه.

80- سورة الأعمى [عبس]
1- تَصَدَّى [6] : تعرّض، يقال: تصدّى له إذا تعرّض له.
2- تَلَهَّى [10] : تشاغل، يقال: تلهّيت عن الشّيء ولهيت عنه إذا شغلت عنه فتركته.
3- سَفَرَةٍ [15] : يعني الملائكة- عليهم السلام- الذين يسفرون بين الله- عز وجل- وبين أنبيائه- صلى الله عليهم- واحدهم سافر. يقال: سفرت بين القوم، إذا مشيت بينهم بالصّلح، فجعلت الملائكة- عليهم السلام- إذا نزلت بوحي الله- جلّ
__________
(1) سورة الحاقة، الآية 21، وسورة القارعة، الآية 7. [.....]
(2) سورة القصص، الآية 38.
(3) غريب القرآن لابن عباس 75، والإتقان 2/ 101.
(4) غريب ابن عباس 75.

(1/335)


اسمه- وتأديته كالسّفير الذي يصلح بين القوم. وقال أبو عبيدة: سفرة: كتبة، واحدهم سافر «1» [زه] وهي لغة كنانة «2» .
4- فَأَقْبَرَهُ [21] : جعله ذا قبر يوارى فيه وسائر الأشياء تلقى على وجه الأرض. يقال: أقبره، إذا جعل له قبرا، وقبره، إذا دفنه.
5- أَنْشَرَهُ [22] : أحياه.
6- وَقَضْباً [28] القضب: القتّ، سمّي بذلك لأنه يقضب مرّة بعد أخرى، أي يقطع.
7- وَحَدائِقَ غُلْباً [30] : بساتين نخل غلاظ الأعناق.
8- وَأَبًّا [31] الأبّ: ما رعته الأنعام. ويقال: الأبّ للبهائم كالفاكهة للناس.
9- الصَّاخَّةُ [33] : يعني يوم القيامة تصخّ أي تصمّ، يقال: رجل أصخّ وأصلخ إذا كان لا يسمع.
10- مُسْفِرَةٌ [38] : مضيئة، يقال: أسفر وجهه إذا أضاء، وكذلك أسفر الصّبح.
11- تَرْهَقُها قَتَرَةٌ [41] : تغشاها غبرة.

81- سورة التكوير
1- كُوِّرَتْ [1] : ذهب ضوؤها. وقيل: لفّت كما تلف العمامة.
2- انْكَدَرَتْ [2] : انتشرت وانصبّت، ومثله قول العجّاج:
أبصر خربان فضاء فانكدر «3» 3- الْعِشارُ عُطِّلَتْ [4] : أي الحوامل من الإبل، واحدتها عشراء، وهي
__________
(1) مجاز القرآن 2/ 286.
(2) في غريب ابن عباس 76 «بلغة قريش وقيس عيلان» ، وفي الإتقان 2/ 92 «أسفارا: كتبا» بلغة كنانة، وسبق الإشارة إلى ذلك عند تفسير أَسْفاراً في سورة الجمعة.
(3) ديوانه 29، ومجاز القرآن 2/ 287.

(1/336)


التي أتى عليها في الحمل عشرة أشهر ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع وبعد ما تضع، وهي من أنفس الإبل عندهم. يقول: عطّلها أهلها من الشّغل بأنفسهم.
4- الْبِحارُ سُجِّرَتْ «1» [6] : ملئت- أو جمعت، بلغة خثعم- «2» ونفذ بعضها إلى بعض فصارت بحرا واحدا مملوءا. ويقال معنى سُجِّرَتْ: يقذف بالكواكب فيها ثم تضرم [72/ ب] فتصير نيرانا.
5- النُّفُوسُ زُوِّجَتْ [7] : جمع معها مقارنتها التي كانت على رأيها في الدّنيا.
6- الْمَوْؤُدَةُ [8] : البنّت تدفن حيّة.
7- السَّماءُ كُشِطَتْ [11] : نزعت فطويت كما يكشط الغطاء عن الشيء.
يقال: كشطت الجلد وقشطته «3» بمعنى واحد، إذا نزعته.
8- سُعِّرَتْ «4» [12] : أوقدت.
9- بِالْخُنَّسِ. الْجَوارِ الْكُنَّسِ [15، 16] : خمسة أنجم: زحل، والمشتري، والمرّيخ، والزّهرة، وعطارد سمّيت بذلك لأنها تخنس في مجراها، أي ترجع وتكنس، أي تستتر كما تكنس الظّباء في كنسها.
10- وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ [17] يقال: عسعس اللّيل، إذا أقبل ظلامه.
ويقال: أدبر ظلامه، وهو لغة قريش «5» . وهو من الأضداد «6» .
11- وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ [18] : أي انتشر وتتابع ضوؤه.
__________
(1) قرأ هكذا بتخفيف الجيم أبو عمرو وشاركه من الثمانية يعقوب. وشددها الباقون (التذكرة 756) وسجر وسجّر بمعنى (اللسان- سجر) .
(2) غريب ابن عباس 76. ولم يرد في النزهة 115 «أو جمعت بلغة خثعم» .
(3) عزي إلى ابن مسعود أنه قرأ قشطت (مختصر في شواد القرآن 169) .
(4) لم يضبط في الأصل والمثبت يوافق قراءة أبي عمرو التي شاركه فيها الثمانية عدا نافعا وابن ذكوان عن ابن عامر وحفص عن عاصم والأعمش عن أبي بكر عن عاصم ورويس عن يعقوب الذين قرؤوا سُعِّرَتْ بتشديد العين (التذكرة 756) وسعر وسعّر بمعنى (اللسان- سعر) .
(5) غريب ابن عباس 76، وليس في النزهة «وهو لغة قريش» .
(6) الأضداد للسجستاني 114.

(1/337)


12- بِضَنِينٍ [24] : أي بخيل [زه] بلغة قريش «1» . ومن قرأ بظنين «2» فمعناه متّهم، بلغة هذيل «3» .

82- سورة الانفطار
1- انْفَطَرَتْ [1] : انشقّت.
2- فُجِّرَتْ [3] : أي فجّر بعضها إلى بعض، أي فتح وصارت كلّها بحرا واحدا.
3- الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ [4] : أي بحثرت وأثيرت فأخرج ما فيها.
4- فَعَدَلَكَ [7] بالتشديد: قوّم خلقك، وبالتّخفيف «4» صرفك إلى ما شاء من الصّور في الحسن والقبح.

83- سورة التّطفيف
1- لِلْمُطَفِّفِينَ [1] : الذين لا يوفّون الكيل والوزن.
2- كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ [3] : أي كالوا لهم ووزنوا لهم.
3- يُخْسِرُونَ [3] : أي ينقصون.
4- سِجِّينٍ [7] : حبس، فعّيل من السّجن. ويقال: سجّين: صخرة تحت الأرض السابعة. يعني أنّ أعمالهم لا تصعد إلى السّماء.
__________
(1) غريب ابن عباس 76.
(2) قرأ بظنين بالظاء أبو عمرو وابن كثير والكسائي وقرأ بقية السبعة بِضَنِينٍ (السبعة 673) وكان حق المؤلف أن يبدأ بالظائية لأنها قراءة أبي عمرو كما في بهجة الأريب. [.....]
(3) غريب ابن عباس 76.
(4) قرأ بتخفيف الدال من الأربعة عشر عاصم وحمزة والكسائي والحسن والأعمش والباقون بتشديدها (الإتحاف 2/ 594) .

(1/338)


5- بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ [14] : أي غلب «1» على قلوبهم كسب الذّنوب كما ترين الخمر على عقل السّكران. ويقال: ران عليه النّعاس، وران به: إذا غلب عليه.
6- لَفِي عِلِّيِّينَ [18] : أي في السّماء السابعة.
7- كِتابٌ مَرْقُومٌ [20] : أي مكتوب [زه] أو مختوم، بلغة حمير «2» .
8- نَضْرَةَ النَّعِيمِ [24] : بريق النّعيم ونداه، ومنه وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ «3» : أي مشرقة.
9- رَحِيقٍ [25] الرّحيق: الخالص من الشّراب. ويقال: العتيق من الشراب.
10- مَخْتُومٍ [25] : له ختام، أي عاقبة ريح كما قال عز وجل.
11- خِتامُهُ مِسْكٌ [26] : أي آخر طعمه وعاقبته إذا شرب أن يوجد في آخره طعم المسك ورائحته، يقال للعطّار إذا اشتري منه الطّيب: اجعل خاتمه مسكا.
12- مِنْ تَسْنِيمٍ [27] يقال: هو أرفع شراب أهل الجنّة. ويقال: تسنيم:
عين تجري من فوقهم تسنّمهم في منازلهم تنزل عليهم من عال، يقال: تسنّم الفحل الناقة إذا علاها.
13- ثُوِّبَ الْكُفَّارُ [36] : أي جوزوا.
__________
(1) في الأصل: «غلف» ، والمثبت من النزهة 99.
(2) غريب القرآن لابن عباس 73.
(3) سورة القيامة، الآية 22.

(1/339)


84- سورة الانشقاق
1- أَذِنَتْ لِرَبِّها [73/ أ] وَحُقَّتْ [2] : سمعت لربّها وحقّ لها أن تسمع.
2- تَخَلَّتْ [4] : تفعّلت من الخلوة.
3- كادِحٌ [6] : عامل.
4- يَحُورَ [14] : يرجع، أي ظنّ أن لن يبعث.
5- بِالشَّفَقِ [16] : الحمرة بعد مغيب الشّمس (زه) وقيل: البياض. وقيل:
النّهار كلّه، ولهذا قرنه بالليل. وقيل: الشّفق: الشّمس.
6- وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ [17] : أي وما جمع، وذلك أن الليل يضمّ كلّ شيء إلى ما وراءه فيقال فيه: واللّيل وما وسق. ويقال: استوسق الشيء إذا اجتمع وكمل.
ويقال: وسق: علا، وذلك أنّ الليل يعلو كلّ شيء ويجلّله ولا يمتنع منه شيء.
7- وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ [18] : أي تمّ وامتلأ في الليالي البيض. ويقال:
اتّسق: استوى.
8- طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ [19] : أي حالا بعد حال.
9- بِما يُوعُونَ [23] : يجمعون في صدورهم من التكذيب بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، كما يوعى المتاع في الوعاء.

85- سورة [البروج]
1- الْبُرُوجِ [1] بروج السماء «1» : منازل الشمس والقمر، وهي اثنا عشر برجا.
2- وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ [3] قيل: شاهد: يوم الجمعة، ومشهود: يوم عرفة. وقيل: شاهد: محمد- صلّى الله عليه وسلّم- كما قال تعالى: وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً «2» ، ومشهود: يوم القيامة كما قال: ذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ «3» .
__________
(1) في الأصل: «بروج الشيء» ، والمثبت من النزهة 45.
(2) سورة النساء، الآية 41.
(3) سورة هود، الآية 103.

(1/340)


3- الْأُخْدُودِ [4] : شقّ في الأرض، وجمعه أخاديد.

86- سورة [الطارق]
1- الطَّارِقِ [1] : هو النّجم، سمّي بذلك لأنه يطرق، أي يطلع ليلا.
2- الثَّاقِبُ [3] : المضيء [زه] بلغة قريش «1» .
3- التَّرائِبِ [7] : جمع تريبة، وهي موضع القلادة من الصّدر.
4- وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ [11] : أي تبتدئ بالمطر، ثم ترجع به في كل عام. وقال أبو عبيدة «2» : الرّجع: الماء، وأنشد للمتنخّل يصف السيف:
أبيض كالرّجع رسوب إذا ما ثاخ في محتفل يختلي «3» 5- ذاتِ الصَّدْعِ [12] : تصدع بالنّبات.
6- بِالْهَزْلِ [14] : أي باللّعب.
7- يَكِيدُونَ كَيْداً [15] «4» .
8- رُوَيْداً [17] : أي إمهالا قليلا.
__________
(1) لغات القرآن لابن عباس 76، 77.
(2) مجاز القرآن 2/ 294.
(3) شرح أشعار الهذليين 1260، ومجاز القرآن 523.
(4) الذي في الأصل «الكيد: الشّدة والمكابدة لأمور الدنيا والآخرة» وهذا تفسير لكلمة كبد «بالباء الموحدة الواردة في الآية الرابعة من سورة البلد وقد نقل في موضعه. واللفظان «كيد» و «كبد» وردا بالنزهة في باب الكاف المفتوحة متجاورين لا يفصل بينهما سوى لفظين. وسيرد تفسير «الكيد» في الآية الثانية من سورة الفيل.

(1/341)


87- سورة الأعلى
1- غُثاءً أَحْوى [5] : فيه قولان:
أحدهما: والذي أخرج المرّعى أحوى، أي أخضر غضّا يضرب إلى السّواد من شدة الخضرة والرّيّ فجعله بعد خضرته غثاء، أي يابسا. والغثاء: ما يبس من النّبت فحملته الأودية والمياه.
والثاني: فجعله غثاء أي يابسا أَحْوى أسود من قدمه واحتراقه، أي فكذلك يميتكم بعد الحياة.
2- مَنْ تَزَكَّى [14] : تطهّر من الذّنوب بالعمل الصالح.

88- سورة الغاشية
1- الْغاشِيَةِ [1] : القيامة لأنها تغشاهم.
2- مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ [5] : أي قد انتهى حرّها [زه] بلغة بربر «1» .
3- ضَرِيعٍ [6] : هو نبت [73/ ب] بالحجاز يقال لرطبه الشّبرق.
4- لاغِيَةً «2» [11] : لغو. ويقال: لاغية فاعلة لغوا «3» .
5- نَمارِقُ [15] : وسائد، واحدها نمرقة ونمرقة.
6- زَرابِيُّ [16] : هي الطّنافس المحملة، واحدها زربيّة، بلغة هذيل «4» .
والزّرابي: البسط أيضا.
7- مَبْثُوثَةٌ [16] : أي مفرقة كثيرة في كل مجالسهم.
__________
(1) غريب القرآن لابن عباس 77.
(2) لم تضبط لاغِيَةً في الأصل. وقرأ أبو عمرو- وشاركه من السبعة ابن كثير- لا يسمع فيها لاغية، وقرأ نافع لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً وقرأ الباقون لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً. (التذكرة 763) . [.....]
(3) في النزهة 213 «قائلة لغوا» .
(4) غريب ابن عباس 77، ولم ترد «بلغة هذيل» في النزهة.

(1/342)


8- سُطِحَتْ [20] : بسطت.
9- بِمُصَيْطِرٍ [22] : أي بمسلّط. وقيل: نزلت الآية قبل أن يؤمر بالقتال ثم نسخه الأمر بالقتال.
10- إِيابَهُمْ [25] : رجوعهم.

89- سورة الفجر
1- وَلَيالٍ عَشْرٍ [2] : عشر الأضحى.
2- الشَّفْعِ [3] : هو في اللّغة اثنان.
3- وَالْوَتْرِ [3] : واحد.
وقيل: الشّفع يوم الأضحى، والوتر: يوم عرفة [زه] وقيل: الوتر: الله تعالى، والشّفع: الخلق خلقوا أزواجا.
وقيل: الوتر: آدم، شفع بزوجته.
وقيل: الشّفع والوتر: الصّلاة منها شفع ومنها وتر.
4- لِذِي حِجْرٍ [5] : أي لذي عقل والحجر يقع على ستّة أوجه: الحرام، وديار ثمود، والعقل وقد ذكرت الثلاثة. وحجر الكعبة، والفرس الأنثى، وحجر القميص وحجره لغتان، لكن الفتح أفصح.
5- إِرَمَ [7] : أبو عاد وهو عاد بن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام.
ويقال: إرم: اسم بلدتهم التي كانوا فيها.
6- جابُوا الصَّخْرَ [9] : خرقوا الصّخر فاتخذوا فيه بيوتا. ويقال: جابوا:
قطعوا الصّخر فابتنوه بيوتا.
7- سَوْطَ عَذابٍ [13] السّوط: اسم للعذاب وإن لم يكن ثمّة ضرب بسوط.
8- لَبِالْمِرْصادِ [14] : أي لبالطّريق المعلم الذي يرتصدون به. والمرصاد

(1/343)


والمرصد: الطّريق [وقوله عز وجل: إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً «1» ] أي أنها معدّة، يقال أرصدت له بكذا إذا أعددته. والإرصاد في الشّرّ.
وقال ابن الأعرابيّ رصدت وأرصدت في الشّرّ والخير جميعا.
9- التُّراثَ [19] : الميراث.
10- أَكْلًا لَمًّا [19] : يعني أكلا شديدا، يقال: لممت الشيء، إذا أتيت على آخره.