التيسير في القراءات السبع وَمن سُورَة الْبَلَد الى آخر الْقُرْآن
قَرَأَ ابْن كثير وابو عَمْرو وَالْكسَائِيّ فك بِفَتْح
الْكَاف رَقَبَة بِالنّصب اَوْ اطعم بِفَتْح الْهمزَة وَحذف
الالف بعد الْعين وَفتح الْمِيم من غير تَنْوِين وَالْبَاقُونَ
بِرَفْع الْكَاف والخفض وَكسر الْهمزَة والف بعد الْعين وَرفع
الْمِيم مَعَ التَّنْوِين
حَفْص وابو عَمْرو وَحَمْزَة موصدة هُنَا وَفِي الْهمزَة
بِالْهَمْز وَحَمْزَة اذا وقف ابدلها واوا وَالْبَاقُونَ
بِغَيْر همز
وَالشَّمْس قَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر فَلَا يخَاف بِالْفَاءِ
وَالْبَاقُونَ بِالْوَاو
وامال حَمْزَة وَالْكسَائِيّ اواخر آي هَذِه السُّورَة كلهَا
الا قَوْله تلها وطحها فان حَمْزَة فتحهما وابو عَمْرو جَمِيع
ذَلِك بَين بَين وَالْبَاقُونَ باخلاص الْفَتْح
وَاللَّيْل اذا يغشى وَالضُّحَى امال حَمْزَة وَالْكسَائِيّ
اواخر ى يهما الا قَوْله سجى فان حَمْزَة فَتحه وامال ابو
عَمْرو لليسرى
وللعسرى وَمَا سواهُمَا بَين بَين وورش جَمِيع ذَلِك بَين بَين
وَالْبَاقُونَ بالاخلاص الْفَتْح
وَلَيْسَ فِي الم نشرح والتين خلاف الا مَا تقدم من الاصول
العلق قَرَأَ قنبل ان رَاه بقصر الْهمزَة وَالْبَاقُونَ بمدها
وامال حَمْزَة وَالْكسَائِيّ اواخر آي هَذِه السُّورَة من لدن
قَوْله ليطْغى الى قَوْله بَان الله يرى واما ابو عَمْرو يرى
وَحده وَمَا عداهُ بَين بَين وورش جَمِيع ذَلِك بَين بَين
وَالْبَاقُونَ باخلاص الْفَتْح
الْقدر قَرَأَ الْكسَائي حَتَّى مطلع الْفجْر بِكَسْر اللَّام
وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا
الْبَريَّة قَرَأَ نَافِع وَابْن ذكْوَان الْبَريَّة فِي
الحرفين الْهَاء فيهمَا وَالْبَاقُونَ بصلتها
وَالْعَادِيات قد ذكر مَذْهَب ابي عَمْرو فِي ادغام والعديت
ضَبْحًا ومذهبه وَمذهب خَلاد فِي ادغام فالمغيرت صبحا فِيمَا
سلف
(1/223)
و {للعسرى} وَمَا سواهُمَا بَين بَين وورش
جَمِيع ذَلِك بَين بَين وَالْبَاقُونَ باخلاص الْفَتْح
وَلَيْسَ فِي {ألم نشرح} و {والتين} خلاف الا مَا تقدم من
الاصول
العلق قَرَأَ قنبل {أَن رَآهُ} بقصر الْهمزَة وَالْبَاقُونَ
بمدها وامال حَمْزَة وَالْكسَائِيّ اواخر آي هَذِه السُّورَة
من لدن قَوْله {ليطْغى} الى قَوْله {بِأَن الله يرى} واما ابو
عَمْرو {يرى} وَحده وَمَا عداهُ بَين بَين وورش جَمِيع ذَلِك
بَين بَين وَالْبَاقُونَ باخلاص الْفَتْح
الْقدر قَرَأَ الْكسَائي {حَتَّى مطلع الْفجْر} بِكَسْر
اللَّام وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا
الْبَريَّة قَرَأَ نَافِع وَابْن ذكْوَان {الْبَريَّة} فِي
الحرفين بِالْهَمْز وَالْبَاقُونَ بِغَيْر همز وَتَشْديد
الْيَاء فيهمَا
الزلزلة قَرَأَ هِشَام {خيرا يره} و {شرا يره} باسكان الْهَاء
فيهمَا وَالْبَاقُونَ بصلتها
وَالْعَادِيات قد ذكر مَذْهَب ابي عَمْرو فِي ادغام
{وَالْعَادِيات ضَبْحًا} ومذهبه وَمذهب خَلاد فِي ادغام
{فالمغيرات صبحا} فِيمَا سلف
(1/224)
القارعة قَرَأَ حَمْزَة {مَا هِيَ} بِغَيْر
هَاء فِي الْوَصْل وَالْبَاقُونَ باثباتها فِي الْحَالين
الهاكم قَرَأَ ابْن عَامر وَالْكسَائِيّ {لترون} بِضَم التَّاء
وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا وَلَا خلاف فِي قَوْله {ثمَّ
لترونها}
الْهمزَة قَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {جمع
مَالا} بتَشْديد الْمِيم وَالْبَاقُونَ بتخفيفها
ابو بكر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {فِي عمد} بِضَمَّتَيْنِ
وَالْبَاقُونَ بِفتْحَتَيْنِ
قُرَيْش قَرَأَ ابْن عَامر {لالاف} بِغَيْر يَاء بعد الْهمزَة
وَالْبَاقُونَ بياء واجمعوا على اثبات يَاء فِي اللَّفْظ دون
الْخط بعد الْهمزَة فِي الْفَهم
الْكَافِرُونَ قَرَأَ هِشَام {عَابِدُونَ} و {عَابِد} و
{عَابِدُونَ} بالامالة وَالْبَاقُونَ بِالْفَتْح وَقد ذكر
نَافِع والبزى بِخِلَاف عَنهُ وَحَفْص وَهِشَام {ولي دين}
بِفَتْح الْيَاء وَالْبَاقُونَ باسكانها وَهُوَ الْمَشْهُور
عَن البزى وَبِه آخذ
المسد قَرَأَ ابْن كثير {يدا أبي لَهب} باسكان الْهَاء
وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا
عَاصِم {حمالَة الْحَطب} بِنصب التَّاء وَالْبَاقُونَ برفعها
(1/225)
الاخلاص قَرَأَ حَفْص {كفوا} بِضَم الْفَاء
وَفتح الْوَاو من غير همز وَحَمْزَة باسكان الْفَاء مَعَ
الْهَمْز فِي الْوَصْل فَإِذا وقف ابدل الْهمزَة واوا
مَفْتُوحَة اتبَاعا لِلْخَطِّ وَالْقِيَاس ان يلقِي حركتها على
الْفَاء وَالْبَاقُونَ بِضَم الْفَاء مَعَ الْهَمْز وَلَيْسَ
فِي الفلق وَالنَّاس خلاف الا مَا تقدم من الاصول فِي صدر
الْكتاب وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - بَاب ذكر التَّكْبِير فِي قِرَاءَة ابْن كثير
اعْلَم ايدك الله ان البزى روى عَن ابْن كثير باسناده انه
كَانَ يكبر من آخر وَالضُّحَى مَعَ فَرَاغه من كل سُورَة الى
آخر {قل أعوذ بِرَبّ النَّاس} ويصل التَّكْبِير بآخر السُّورَة
وان شَاءَ القارىء قطع عَلَيْهِ وابتدأ بِالتَّسْمِيَةِ
مَوْصُولَة باول السُّورَة الَّتِي بعْدهَا وان شَاءَ وصل
التَّكْبِير بِالتَّسْمِيَةِ وَوصل التَّسْمِيَة باول
السُّورَة وَلَا يجوز الْقطع على التَّسْمِيَة اذا وصلت
بِالتَّكْبِيرِ وَقد كَانَ بعض اهل الاداء يقطع على اواخر
السُّور ثمَّ يبتدىء بِالتَّكْبِيرِ مَوْصُولا بِالتَّسْمِيَةِ
وَكَذَلِكَ روى النقاش عَن ابي ربيعَة عَن البزى وَبِذَلِك
قَرَأت على الْفَارِسِي عَنهُ والاحاديث الْوَارِدَة عَن
المكيين بِالتَّكْبِيرِ دَالَّة على مَا ابتدءنا بِهِ لَان
فِيهَا {مَعَ} وَهِي تدل على الصُّحْبَة والاجتماع فاذا كبر
فِي آخر سُورَة النَّاس قَرَأَ فَاتِحَة الْكتاب وَخمْس آيَات
من اول سُورَة الْبَقَرَة على عدد الْكُوفِيّين الى قَوْله
{وَأُولَئِكَ هم المفلحون} ثمَّ دَعَا بِدُعَاء الختمة وَهَذَا
يُسمى الْحَال المرتحل وَفِي جَمِيع
(1/226)
مَا قدمْنَاهُ احاديث مَشْهُورَة
يَرْوِيهَا الْعلمَاء يُؤَيّد بَعْضهَا بَعْضًا تدل على صِحَة
مَا فعله ابْن كثير وَلها مَوضِع غير هَذَا قد ذَكرْنَاهُ
فِيهِ
وَاخْتلف اهل الاداء فِي لفظ التَّكْبِير فَكَانَ بَعضهم
يَقُول {الله أكبر} لَا غير ودليلهم على صِحَة ذَلِك جَمِيع
الاحاديث الْوَارِدَة بذلك من غير زِيَادَة كَمَا حَدثنَا ابو
الْفَتْح شَيخنَا قَالَ حَدثنَا ابو الْحسن المقرىء قَالَ
حَدثنَا احْمَد بن سلم قَالَ حَدثنَا الْحسن بن مخلد قَالَ
حَدثنَا البزى قَالَ قَرَأت على عِكْرِمَة بن سُلَيْمَان قَالَ
قَرَأت على اسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فَلَمَّا بلغت
وَالضُّحَى قَالَ كبر حَتَّى تختم مَعَ خَاتِمَة كل سُورَة
فَانِي قَرَأت على عبد الله بن كثير فامرني بذلك واخبرني ابْن
كثير انه قَرَأَ على مُجَاهِد فَأمره بذلك واخبره مُجَاهِد انه
قَرَأَ على عبد الله بن عَبَّاس فَأمره بذلك وَأخْبرهُ ابْن
عَبَّاس انه قَرَأَ على ابي بن كَعْب فامره بذلك واخبره ابي
انه قَرَأَ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فامره
بذلك وَكَانَ آخَرُونَ يَقُولُونَ {لَا اله الا الله وَالله
اكبر} فيهللون قبل التَّكْبِير وَاسْتَدَلُّوا على صِحَة ذَلِك
بِمَا حدّثنَاهُ فَارس بن احْمَد المقرىء قَالَ حَدثنَا عبد
الْبَاقِي بن الْحسن قَالَ حَدثنَا احْمَد بن سلم الختلى
وَاحْمَدْ بن صَالح قَالَا حَدثنَا الْحسن ابْن الْحباب قَالَ
سَأَلت البزى عَن التَّكْبِير كَيفَ هُوَ فَقَالَ لي {لَا اله
الا الله وَالله اكبر} قَالَ ابو عَمْرو وَابْن الْحباب هَذَا
من الاتقان والضبط وَصدق اللهجة بمَكَان لَا يجهله اُحْدُ من
عُلَمَاء هَذِه الصَّنْعَة وَبِهَذَا قَرَأت على ابي الْفَتْح
وقرأت على غَيره بِمَا تقدم
(1/227)
فصل وَاعْلَم ان القارىء اذا وصل الى
التَّكْبِير بآخر السُّورَة فان كَانَ آخرهَا سَاكِنا كَسره
للساكنين نَحْو {فَحدث} الله اكبر و {فارغب} الله اكبر وان
كَانَ منونا كَسره ايضا كَذَلِك وَسَوَاء كَانَ الْحَرْف
الْمنون مَفْتُوحًا اَوْ مضموما اَوْ مكسورا نَحْو {تَوَّابًا}
الله اكبر و {لخبير} الله اكبر و {من مسد} الله اكبر وَشبهه
وان كَانَ آخر السُّورَة مَفْتُوحًا فَتحه وان كَانَ مكسورا
كَسره وان كَانَ مضموما ضمه نَحْو قَوْله {إِذا حسد} الله اكبر
و {النَّاس} الله اكبر {الأبتر} الله اكبر وَشبهه وان كَانَ
آخر السُّورَة هَاء كِنَايَة مَوْصُولَة بواو حذف صلتها
للساكنين نَحْو ربه الله اكبر و {شرا يره} الله اكبر واسقطت
الف الْوَصْل الَّتِي فِي اول اسْم الله عز وَجل فِي جَمِيع
ذَلِك اسْتغْنَاء عَنْهَا فَاعْلَم ذَلِك موفقا لطريق الْحق
ومنهاج الصَّوَاب وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق
تمّ الْكتاب بِحَمْد الله وعونه وَصلى الله على سيدنَا
مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل
وَلَا حول وَلَا قُوَّة الا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم
وَالْحَمْد لله وَحده
(1/228)
|