المبسوط في القراءات العشر ذكر الأسانيد
بسم الله نبدأ بذكر قراءة أهل المدينة حرم رسول ألله صلى الله
عليه وسلم ودار هجرته، وأرض محشره ومنشره، ومسكن المهاجرين
والأنصار، ومعدن الصالحين من عباد الله والأبرار. فأما قراءة
أبي جعفر القاري يزيد بن القعقاع المدني: فإني قرأت القرآن من
أوله في الكوفة علي أبي القاسم زيد بن علي المقريء. قال: قرأت
على أبي بكر محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن سليمان الداجوني.
(1/8)
وأخبرني أنه قرأ على أبي بكر أحمد بن عثمان
بن شبيب الرازي بمصر قال: وحدثني أنه قرأ على الفضل بن شاذان
المقري الرازي قال: وحدثني الفضل أنه قرأ على أبي الحسن أحمد
بن يزيد الحلواني قال: وحدثني أنه قرأ على عيسى بن مينا قالون
المدني، قال: وحدثني عيسى ابن مينا أنه قرأ على عيسى بن وردان
الحذاء، وأن عيسى قرأ على أبي جعفر القاري مولى عبد الله بن
عياش بن أبي ربيعة المخزومي المدني هذه القراءة، وأخذ أبو جعفر
القراءة عن عبد الله بن عباس ابن عبد المطلب وأبي هريرة وعبد
الله بن عياش بن أبي ربيعة وغيرهم. قال أحمد بن يزيد الحلواني:
وقرأت على عيسى بن مينا قالون أيضا بحرف نافع بن أبي نعيم،
وأخبرني أنه قرأ على نافع، وعملت الكتاب منهما وعرضته على
قالون بعد سنة، فنظر فيه فما غير منه حرفا واحدا. وقال لي أبو
القاسم زيد بن علي قال لي أبو بكر محمد بن أحمد الداجوني
المقريء: وقرأت على أحمد بن عثمان بن شبيب الكتاب كله - أعني
كتاب أبي جعفر من أوله إلى آخره بعد قراءتي عليه بحرف أبي
جعفر- من أوله إلى آخره. وروى محمد بن سعدان النحوي عن
(1/9)
يعقوب بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري قال:
كان إمام الناس بالمدينة أبو جعفر يزيد بن القعقاع مولى عبد
الله بن عياش وكان أخذ القراءة عن عبد الله بن عباس وعن مولاه
عبد الله ين عياش، وعن الأصمعي عن أبي الزناد قال: لم يكن أحد
أقرأ للسنة من أبي جعفر، وكان يقدم في زمانه على عبد الرحمن بن
هثرمز. وهذه قراءة جليلة وقديماً كانت عزيزة.
وروي عن الحسن بن الحباب عن أبي الحسين البزار قال: حضرت أبا
عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، وسأله رجل فقال: يا أبا عبد
الله! بأي حرف ترى لي أن أقرأ؟ قال: حرف المدني الأول، قال:
فإن لم أجد؟ قال: فحرف عاصم. وعن قتيبة بن مهران قال:
(1/10)
سألت سليمان بن مسلم بن جماز فقلت له أقرأت
على أبي جعفر وشيبة ونافع؟ قال: نعم. قلت أتقرأ علي قراءة أبي
جعفر أو نافع؟ قال: أقريء الناس بقراءة نافع، وإذا كنت وحدي
فأحب إلي أن أقرأ بقراءة أبي جعفر. رحمة الله علينا وعليهم
أجمعين.
ذكر إسناد قراءة نافع
وهو أبو عبد الرحمن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم مولى جعونة
بن شعوب الليثي حليف حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ويقال
كنيته أبو رويم.
رواية ورش المصري عثمان بن سعيد المقريء
قرأت القرآن من أوله إلى آخره على أبي القاسم هبة الله بن
(1/11)
جعفر بن محمد بن الهيثم بباب الشام من
مدينة السلام، قال: قرأت على أبي بكر محمد بن عبد الرحيم
الأصفهاني قال قرأت بفسطاط مصر على أبي الربيع بن أخي
الرشديني، وختمت عليه إحدى وثلاثين ختمة بقراءة نافع، وقلت له
إلى من تسند قراءتك؟ فقال: إلى عثمان بن سعيد المعروف بورش.
وقال ورش: قرأت على نافع بن عبد الرحمن المدني. قال أبو
القاسم: قال أبو بكر الأصفهاني وقرأت بمصر أيضا على أبي القاسم
مو اس بن سهيل بن أخي أبي الربيع الرشديني وكان
(1/12)
ختنه على ابنته فختمت عليه أكثر مما ختمت
على أبي الربيع، كل ذلك بقراءة نافع وسألته إلى من تسند
قراءتك؟ فقال: قرأت على يونس ابن عبد الأعلى وغيره وذكر جماعة،
وقال يونس: قرأت على ورش. وقال ورش قرأت على نافع.
وقال أبو القاسم: قال أبو بكر: وصار جماعة من قراء القرآن إلى
يونس بن عبد الأعلى وأنا حاضرهم، فسألوه أن يقرئهم القرآن على
قراءة نافع، فامتنع، وقال: أحضروا مواسا ليقرأ، فاستمعوا
قراءته علي وهي لكم إجازة. فقرأ القرآن عليه من أوله إلى آخره
في أيام كثيرة، وسمعت قراءته عليه، فقرأت عليه بعد ذلك ختمات
كثيرة على المذهب الذي كنت سمعته يقرؤه على يونس.
قال أبو القاسم: قال أبو بكر وسمعت أبا الربيع ومواسا وأبا
القاسم بن داود بن أبي طيبة وغيرهم ممن قرأت عليهم يقولون: إن
ورشا إنما قرأ على نافع بعد ما حصل نافح القراءة.
قال أبو القاسم: قال أبو بكر: وقرأت أيضا بالمصيصة في المسجد
(1/13)
الجامع علي أبي الأشعث عامر بن سعيد الجرشي
وكان خيرا فاضلا، قد بلغ مائة سنة فيما حكاه أوزاد عليها- الشك
مني- وكان يقول: قرأت على ورش وغيره من أصحاب نافع. فختمت عليه
ختمتين.
وقرأت أيضا بسمرقند هذه القراءة على أبي بكر محمد بن محمد بن
أحمد بن مرثد التميمي البخاري المقرىء قال: قرأت بمصر على أبي
المنذر وكان إمام مسجد مالك بن أنس، وأخبرني أنه قرأ على أبي
الأشعث المجيزي، وأخبره أبو الأشعث أنه قرأ على داود بن
(1/14)
أبي طيبة وعبد الصمد، وهما قرأا على عثمان
بن سعيد المعروف بورش، وقرأ ورش على نافع على أبي جعفر القارئ
وعبد الرحمن بن هثرمز الأعرج، وشيبة بن نصاح وغيرهم من
التابعين الذين قرؤوا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى
آله وسلم.
رواية إسمعيل بن جعفر بن أبي كثير بن إبراهيم الأنصماري
قرأت القرآن من أوله إلى آخره على أبي القاسم هبة الله بن جعفر
ببغداد، وعلى أبي القاسم زيد بن علي بالكوفة قالا: قرأنا على
أبي جعفر أحمد بن فرح المفسر المقرئ. وذكر أنه قرأ على أبي عمر
الدوري، وقرأ أبو عمر على إسماعيل بن جعفر وقرأ إسماعيل على
(1/15)
نافع، وقرأ نافع على عدة من التابعين. وقال
إسماعيل: قرأت القرآن على شيبة بن نصاح مولى أم سلمة زوج النبي
صلى الله عليه وآله وسلم، وكان إمام أهل المدينة في القراءة،
وكان قديما، فلما هلك شيبة قرأت قراءة نافع.
وقرأت على أبي القاسم هبة الله، وقال لي قرأت على أبي حفص عمر
بن نصر الكاغدي في بركة زلزل. وقال قرأت على أبي عمر الدوري،
وقال أبو عمر: قرأت على إسماعيل بن جعفر، وقرأ إسماعيل على
نافع، وذكر نافع أنه قرأ على الأعرج، وأن الأعرج
(1/16)
قال: قرأت على أبي هريرة، وقال أبو هريرة:
قرأت على أبي بن كعب، وقال أبي: عرض علي رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم، القرآن وقال: أمرني جبريل عليه السلام أن أعرض
عليك القرآن.
وأخبرني زيد بن علي قال: أخبرني أحمد بن فرح قال: قال أبو عمر
قرأت القرآن على إساعيل بن جعفر بن أوله إلى آخره، وقلت
لإسماعيل أخاف أن يكون في كتابي هذا شيء، فقال هاته، فأخذه
وكان يقرأ على الناس منه، فلما كان بعد سنة أتيته فقلت له: يا
أبا إبراهيم كتابي الذي دفعته إليك، فأخرجه من ثني وسادته،
وقال لي خذه، فما بقيت فيه غاية.
رواية قالون النحوي عيسى بن مينا المدني أبي موسى
قرأت على أبي بكر محمد بن الحسن الموصلي المعروف بالنقاش
(1/17)
القرآن من أوله إلى آخره، قال: قرأت على
أبي بكر محمد بن عبد الله ابن فنليح، وأخبرني أنه قرأ على مصعب
بن إبراهيم بن حمزة الزبيري وقرأ مصعب على قالون عيسى بن مينا،
وقرأ قالون على نافع.
قال أبو بكر: قال ابن فثليح، قرأت القرآن على مصعب بن إبراهيم
ابن حمزة مرارا، وعل إبراهيم بن قالون، وعلى الحسين بن عبد
الله المعلم كلهم قرؤوا على قالون عن نافع ولم يختلفوا في شيء
من هذه القراءة إلا في حرفين.
وقال أبو بكر محمد بن الحسن: وقرأت القرآن من أوله إلى آخره
مرارا على الحسن بن العباس الرازي، وأخبرني أنه قرأ على أحمد
ابن قالون وأحمد بن يزيد الحلواني وقرأ جميعا على قالون، وقرأ
قالون على نافع.
قال: وقيل لقالون: كم قرأت القرآن على نافع؟ قال: ما أحصيه
كثرة إلا أني جالسته بعد الفراغ من القراءة عشرين سنة.
(1/18)
قال: وقال أحمد بن يزيد الحلواني: قرأت
القرآن على قالون النحوي أبي موسى المدني، وذكر قالون أنه قرأ
على نافع بن عبد الرحمن، وأن نافعا كان يقول أنه أدرك غير واحد
من القراء بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، منهم عبد
الرحمن بن هرمز الأعرج، ويزيد بن القعقاع أبو جعفر القارئ،
وشيبة بن نصاح بن سرجيس ابن يعقوب، ويزيد بن رومان، ومسلم بن
جندب. فكل ما اجتمع عليه اثنان أخذته، وكل ما شذ فيه واحد
تركت، وأخذت الأكثر.
قال أبو الحسن أحمد بن يزيد: فقرأت القرآن على قالون وألفت هذه
القراءة وسألت قالون عن فراغي من القراءة: أروي هذه القراءة
التي قرأتها عليك عنك عن نافع قال: نعم. ثم أتيت قالون بعد ذلك
بسنتين فدفعت إليه كتاب نافع الذي ألفته، فقرأه حتى أتى على
آخره فما غير منه حرفا. قال أحمد بن يزيد: وسمعت سعيد بن منصور
يقول: كان مالك بن أنس يقول: قراءة نافع سنة.
وقرأت القرآن من أوله إلى آخره على أبي الحسين أحمد بن عثمان
(1/19)
ابن جعفر بن بويان قال: قرأت على أبي حسان
محمد بن أحمد بن الأشعث، وقرأ أبو حسان على أبي نشيط محمد بن
هارون المروزي. وقرأ أبو نشيط على قالون عيسى بن مينا، وقرأ
قالون على نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم. وروي عن نافع أنه
قال: "قرأت على سبعين من التابعين". رحمة الله عليهم أجمعين.
ذكر إسناد قراءة عبد الله بن كثير
وهو أبو معبد عبد الله بن كثير الداري، مولى عمرو بن علقمة
الكناني إمام أهل مكة، ويقال: كنيته أبو بكر، ويقال: أبو محمد
(1/20)
والصحيح عندي- والله أعلم- أبو معبد. كذلك
سمعته بالشام.
وحدثني به أيضا أبو سهل صالح بن إدريس البغدادي المقرئ عن ابن
مجاهد. ولقد قرأت بهذه القراءة على غير واحد من الأئمة بروايات
مختلفة. والذي أعتمده فيها رواية الهاشمي أبي بكر رحمة الله،
لأنا لم نسمع رواية أصح من روايته، ولا أحداً أضبط لهذه
القراءة منه، رحمه الله،
رواية القواس
وهو أبو الحسن أحمد بن محمد بن عون النبال
قرأت على أبي علي محمد بن أحمد بن حامد الصفار المقرئ.
القرآن من أوله إلى آخره، قال: قرأت القرآن من أوله إلى آخره
على أبي بكر محمد بن موسى بن محمد بن سليمان
(1/21)
الهاشمي الزينبي ببغداد، قال: قرأت على
قنبل محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن جرجة
المكي قال: قرأت على أبي الحسين النبال، وأخبرني أنه قرأ على
أبي الإخريط وهب بن واضح، وأخبره أبو الأخريط أنه قرأ على
إسماعيل بن عبد الله القسط، وأخبره إسماعيل بن عبد الله أنه
قرأ على شبل بن عباد ومعروف بن مشكان، وأخبراه أنهما قرأ على
(1/22)
على عبد الله بن كثير، وأخبرهما عبد الله
بن كثير أنه قرأ على مجاهد وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس،
وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب.
قال أبو عمر: قال النبال ولا نشك في أن أبيا قرأ على النبي صلى
الله عليه وسلم.
وأخبرني أبو علي قال: حدثني أبو بكر قال: حدثني أبو عمر قال:
قال النبال: قال أبو الإخريط: ثم لقيت شبل بن عباد ومعروف ابن
مشكان وأخبراني بهذا الإسناد ولم يختلفا علي في جميع القرآن
إلا في: سورة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} قال هذا:
{وَلِيَ دِينِ} محركة وقال هذا {وَلِيَ دِينِ} ساكنة ونحن نقرأ
{وَلِيَ دِينِ} ساكنة.
قال أبو علي: قال أبو بكر الهاشمي: وقرأت أيضا على أبي صالح
سعدان بن كثير ومحمد بن شريح وخبراني أنهما قرأ على النبال،
وذكرا إسنادي الحديثين، كما ذكرهما أبو عمر.
(1/23)
رواية البزي
وهو أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم ابن نافع بن
أبي بزة مولى بني مخزوم، مؤذن مسجد الحرام.
قرأت على أبي علي الصفار المقرئ قال: قرأت على أبي بكر الهاشمي
قال: قرأت على أبي ربيعة واسحاق بن أحمد الخزاعي والحسين بن
محمد الحداد، وأخبروني أنهم قرؤوا على
(1/24)
أبي الحسن بن أبي بزة، وأخبرهم ابن أبي بزة
أنه قرأ على عكرمة ابن سليمان بن كثير بن عامر المكي. وأخبره
عكرمة أنه قرأ على شبل بن عباد مولى عبد الله بن عامر الأموي
وهو الكريزي وعلى إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين مولى بني
ميسرة، وأخبراه أنهما قرأا على عبد الله بن كثير مولى عمرو بن
علقمة الكناني وأخبرهما عبد الله ابن كثير أنه قرأ على مجاهد
بن جبر أبي الحجاج مولى عبد الله بن السايب المخزومي، وأخبره
مجاهد أنه قرأ على ابن عباس، وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي
بن كعب. قال أبو علي: قال أبو بكر: وقرأت أيضا على أبي ربيعة
والخزاعي والحسين الحداد، وأخبروني أنهم قرؤوا على أبي الحسن
بن أبي بزة. قالوا: وقال أبو الحسن: قرأت على عبد الله بن زياد
بن عبد الله بن يسار مولى عبيد بن عمير، وأخبرني أنه قرأ على
إسماعيل بن عبد الله وأخبره إسماعيل أنه قرأ على عبد الله بن
كثير، وأخبره عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد، وقرأ مجاهد
على عبد الله بن عباس، قال: وأخبرني
(1/25)
عبد الله أنه قرأ على أبي بن كعب.
قال أبو علي: قال أبو بكر: وقرأت أيضا عليهم وأخبروني أنهم
قرؤوا على أبي الحسن، وأخبرهم أبو الحسن أنه قرأ على أبي
الأخريط وهب بن واضح مولى عبد العزيز بن أبي رواد، وأخبره أنه
قرأ على إسماعيل بن عبد الله الذي يقال له القسط، وقرأ إسماعيل
على عبد الله بن كثير، وقرأ عبد الله على مجاهد ولم يرفع أكثر
من هذا.
(1/26)
رواية ابن فليح
وهو أبو إسحاق عبد الوهاب بن فليح بن رياح المكي مولى عبد الله
بن عامر بن كريز قال: قرأت على أبي علي الصفار المقرئ قال:
قرأت على أبي بكر الهاشمي المقرئ قال: قرأت على أبي محمد إسحاق
بن أحمد الخزاعي القرآن كله برواية ابن فليح وأخبرني أن عبد
الوهاب أقرأه بها، قال: وأخبرني عبد الوهاب قال: قرأت على محمد
بن سبعون وداود بن شبل بن عباد المكيين، وأخبراني أنهما قرأا
على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين وأن إسماعيل قرأ على عبد
الله بن كثير، وقرأ عبد الله بن كثير على مجاهد بن جبر ودرباس
مولى ابن عباس، ومجاهد ودرباس قرأا على ابن عباس وقرأ ابن عباس
على أبي بن كعب وقرأ أبي على النبي صلى الله عليه وآله. وقرأ
النبي صلى الله عليه على أبي بن كعب رضي الله عنه.
(1/27)
ذكر إسناد قراءة أبي
عمرو بن العلاء
سيد القراء رضي الله عنه
رواية اليزيدي عنه
وهو أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي النحوي.
قرأت على أبي بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مرثد التميمي المقرئ
القرآن من أوله إلى آخره قال: قرأت على أبي عبد الله محمد بن
اسحاق
(1/28)
المفسر المقرئ قال: قرأت على فضلان وهو
الفضل بن مخلد المؤدب قال: قرأت على أبي حمدون الطيب بن
إسماعيل، وعلى أبي أيوب الخياط وعلى عبيد الضرير، وأخبروني
أنهم قرؤوا على اليزيدي، وقرأ اليزيدي على أبي عمرو، وقال أبو
عمرو: قرأت على مجاهد وسعيد بن جبير وهما قرأا على عبد الله بن
عباس وقرأ ابن عباس على أبي بن كعب وقرأ أبي على النبي صلى
الله عليه وسلم.
(1/29)
رواية أبي عمر
الدوري عن اليزيدي
قرأت على أبي الصقر محمد بن جعفر بن محمد المقرئ المعروف بابن
الدورقي القرآن من أوله إلى آخره ببغداد، وأخبرني زيد بن علي
بالكوفة قالا: قرأنا على أبي جعفر أحمد ابن فرح المقرئ قال:
قرأت على أبي عمر حفص بن عمر الدوري، وقرأ أبو عمر على اليزيدي
وقرأ اليزيدي على أبي عمرو، وقرأ أبو عمرو على مجاهد وسعيد بن
جبير وغيرهما.
(1/30)
أوقية عن اليزيدي
قرأت على أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم الإمام وذكر أنه قرأ
على أبي قبيصة حاتم بن إسحاق الضرير الموصلي المقرئ، وقرأ أبو
قبيصة على أبي الفتح عامر بن عمر المعروف بأوقية، وقرأ عامر
على اليزيدي، وقرأ اليزيدي على أبي عمرو.
وقرأت بهذه الرواية على أبي بكر محمد بن محمد المقرئ قال: قرأت
على محمد بن اسحاق قال: قرأت على أبي الصقر
(1/31)
الموصلي المقرئ بالإسكندرية وأخبرني أنه
قرأ على إبراهيم بن كعب الموصلي وقرأ إبراهيم على عامر المعروف
بأوقية، وقرأ عامر على اليزيدي، وقرأ اليزيدي على أبي عمرو،
وقال عامر وقرأت أيضا على العباس بن الفضل الأنصاري أبي الفضل،
وأخبرني أنه قرأ على أبي عمرو بن العلاء رضي الله عنه.
(1/32)
أبو شعيب السوسي عن
اليزيدي
قرأت على أبي بكر محمد بن الحسن النقاش المقرئ قال: قرأت على
أبي الحارث محمد بن أحمد الرقي بطرسوس، وأخبرني أنه قرأ على
أبي شعيب صالح بن زياد السوسي، وقرأ أبو شعيب على اليزيدي وقرأ
اليزيدي على أبي عمرو.
إبراهيم صاحب السجادة عن اليزيدي
قرأت على أبي الحسن أحمد بن عثمان بن جعفر المقرئ الشيخ الصالح
الفاضل السري قال: قرأت على أبي عيسى الهاشمي الزينبي وكان
شريفا فاضلا جليلا قرأت على إبراهيم بن حماد
(1/33)
غلام السجادة أربعين ختمة، وقرأ إبراهيم
على اليزيدي، وقرأ اليزيدي على أبي عمرو بن العلاء، وقرأ أبو
عمرو على مجاهد بن جبر وسعيد ابن جبير، وهما قرأ على ابن عباس،
وقرأ ابن عباس على أبي بن كعب، وقرأ أبي على النبي صلى الله
عليه.
أبو أيوب عن اليزيدي
قرأت على أبي بكر النقاش المقرئ قال: قرأت على أبي عبد الرحمن
مدين بن شعيب بالبصرة وقال أبو عبد الرحمن: قرأت على أحمد بن
حرب المعدل، وأخبره أحمد بن حرب أنه قرأ على أبي أيوب سليمان
بن أيوب الخياط، وأخبره أبو أيوب أنه قرأ على اليزيدي، وأخبره
اليزيدي أنه قرأ على أبي عمرو بن العلاء وأن أبا عمرو بن
العلاء قرأ على يحيى بن يعمر، وأن يحيى بن
(1/34)
يعمر قرأ على أبي الأسود الدؤلي وأن أبا
الأسود قرأ على علي بن أبي طالب عليه السلام، وقرأ علي على
النبي صلى الله عليه وسلم.
وقرأت أيضا على أبي بكر البخاري المقرئ قال: قرأت على أبي عبد
الله محمد بن إسحاق قال: قرأت على الفضل بن مخلد قال: قرأت على
أبي أيوب الخياط، وأخبرني أنه قرأ على اليزيدي، وقرأ اليزيدي
على أبي عمرو بن العلاء رضي الله عنه.
رواية شجاع عن أبي عمرو
وهو أبو نعيم شجاع بن أبي نصر البلخي القارئ.
قرأت على أبي عيسى بكار بن أحمد بن بكار بن بنان المقرئ
(1/35)
قال: قرأت على أبي علي الحسن بن الحسين
الصواف المقرئ قال: وقال أبو علي: قرأت على أبي جعفر محمد بن
غالب عشر ختمات: سبعا بالإظهار وثلاثا بالإدغام، وقرأ محمد بن
غالب الأنطاكي على شجاع وقرأ شجاع " على أبي عمرو. وقرأت هذه
الروية أيضا على أبي عبد الله الضرير الحسين بن الفضل بن محمد
النعماني قال: قرأت على أبي عبد الله أحمد بن محمد بن علويه
الشونيزي، وقرأ أبو عبد الله على محمد بن غالب وقرأ محمد بن
غالب على شجاع وقرأ شجاع على أبي عمرو. ولم أختم عليه لأنه لم
يكن عنده كتاب.
(1/36)
وقرأت أيضا بهذه الرواية على أبي بكر محمد
بن محمد البخاري قال: قرأت على أبي عبد الله محمد بن إسحاق
المقرئ قال: قرأت على الحسن بن حباب أبي علي الدفاق، وعلى
الحسن بن الحسين أبي على الصواف، وعلى الفضل بن مخلد، وأخبروني
أنهم قرؤوا على محمد ابن غالب وقرأ محمد بن غالب على شجاع،
وقرأ شجاع على أبي عمرو ابن العلاء. وقال شجاع: قلت لأبي عمرو
بن العلاء: كيف طلبت قراءة القرآن؟ قال: لم أزل - كنت- أطلبه
أن أقرأه كما قرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما أنزل
عليه. قال: قلت وكيف ذاك؟ قال: هرب أبي من الحجاج وأنا يومئذ
رجل، فقدمنا مكة فلقيت عدة من التابعين ممن قرؤوا على أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم: مجاهد " وسعيد بن جبير
وعطاء وغيرهم من التابعين فقرأت عليه القرآن، وأخذت بالعربية
عن العرب الذين سبقوا اللحن، فهذه التي أخذتها هي قراءة رسول
الله صلى الله عليه وآله، وعلى أصحابه وسلم فاشدد بها يديك.
(1/37)
ذكر إسناد قراءة عبد
الله بن عامر
وهو أبو عمران عبد الله بن عامر اليحصبي إمام أهل الشام في
القرآن ويقال كنيته أبو نعيم والصحيح عندي- والله أعلم- أبو
عمران، كذلك سمعت الثقات بدمشق والشام أيضاً يذكرون.
قرأت بدمشق على أبي الحسن محمد بن النضر بن مر بن الحر الربعي
المقرئ المعروف بابن الأخرم القرآن من أوله إلى آخره قال: قرأت
على أبي عبد الله هارون بن موسى بن شريك المعروف
(1/38)
بالأخفش، قال وقرأ الأخفش على عبد الله بن
أحمد بن بشير بن ذكوان، قال: وقال عبد الله بن ذكوان قرأت على
أيوب بن تميم التميمي، وقال عبد الله بن ذكوان: قال لي أيوب:
قرأت على يحيى بن الحارث الذماري، قال أيوب: قال لي يحيى بن
الحارث قرأت على عبد الله بن عامر اليحصبي، قال عبد الله بن
ذكوان: وقرأ عبد الله بن عامر على رجل، وقرأ الرجل على عثمان
بن عفان رضي الله عنه. قال أبو الحسن قال أبو عبد الله الأخفش:
لم يسم لنا عبد الله بن ذكوان الرجل الذي قرأ عليه عبد الله بن
عامر وسماه لنا هشام بن عمار السلمي فقال: هو المغيرة بن أبي
شهاب المخزومي، قرأ عليه عبد الله بن عامر وقرأ المغيرة على
عثمان بن عفان رضي الله عنه.
(1/39)
وحدثني أبو بكر محمد بن النعمان الامام
الصوري بالصور: قال: حدثنا محمد بن المعافي، قال حدثنا هشام بن
عمار قال: حدثنا عراك بن خالد المري قال سمعت يحيى بن الحارث
الذماري قال: قرأت على عبد الله بن عامر اليحصبي وقرأ عبد الله
على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي وقرأ المغيرة على عثمان بن
عفان رضي الله عنه.
وحدثنا أبو بكر الصوري قال: حدثنا محمد بن المعافي عن هشام أن
الوليد بن مسلم حدثنا عن يحيى بن الحارث عن عبد الله بن عامر
أنه قرأ على عثمان بن عفان. وسمعت أيضا بالشام أنه أدرك عثمان
بن عفان قالوا إن سنه يحتمل ذلك، والله أعلم.
(1/40)
ذكر إسناد قراءة
عاصم
وهو أبو بكر عاصم بن أبي النجود الحناط الأسدي الكوفي.
(1/41)
رواية أبي بكر بن
عياش عنه
قرأت بالكوفة على أبي علي الحسن بن داود بن الحسن القرشي
المعروف بالنقار القرآن من أوله إلى آخره.
وعلى أبي الحسن حماد بن أحمد بن حماد الضرير المقرئ من أوله
إلى آخره.
وقرأت ببغداد على أبي بكر محمد بن الحسين النقاش المقرئ من
أوله إلى آخره.
(1/42)
قالوا جميعا: قرأنا على أبي محمد القاسم بن
أحمد بن يزيد الخياط المقرئ التميمي.
قال لي أبو علي النقار: قرأت عليه بهذه القراءة أربعين ختمة ثم
تركت العدد وختمت عليه بعده ما شاء الله. وقال حماد: فتح
القاسم علي أكثر القرآن تلقينا خمسا خمسا، وختمت عليه بعد ذلك
مالا أحصي كثرة فقلت له: أروي عنك هذه القراءة؟ فقال لي نعم.
وقال أبو بكر النقاش قرأت عليه بالكوفة في مسجده وقلت له لما
قرأت عليه: أروي عنك هذه القراءة التي قرأتها عليك؟ فقال: نعم.
والله أعلم بما قال.
قالوا: وقرأ القاسم بن أحمد على محمد بن حبيب الشموني أبي جعفر
الكوفي مرارا كثيرة، قال وهر الذي علمنيه آية آية. وقال أبو
جعفر محمد بن حبيب قرأت القرآن من أوله إلى آخره على أبي يوسف
الأعشى واسمه يعقوب بن خليفة وعلمنيه حرفا حرفا.
(1/43)
وقال أبو يوسف الأعشى: قرأت القرآن من أوله
إلى آخره على أبي بكر بن عياش. وقال أبو بكر: قرأت على عاصم بن
أبي النجود وتعلمت عنه القرآن حرفا حرفا وقال عاصم: قرأت على
أبي عبد الرحمن السلمي، وقرأ أبو عبد الرحمن على علي بن أبي
طالب عليه السلام. قال عاصم وكنت أرجع من عند أبي عبد الرحمن
فأعرض على زر بن حبيش، وكان زر قد قرأ على عبد الله بن مسعود.
قال أبو بكر: قلت لعاصم: لقد استوثقت، أخذت القراءة من وجهين
قال: أجل. لفظ حماد. وهذه أجل الروايات وأعزها وأحسنها وأصحها
وأثبتها عن عاصم، لأنه لا خلاف أن أجل من قرأ على عاصم وأخذ
عنه وروى قراءته أبو بكر بن عياش، وأجل من قرأ على أبي بكر
وأخذ عنه، وأضبطهم وأحفظهم وأتقنهم لقراءته أبو يوسف الأعشى.
ومن مال عن هذه الرواية فلعجزه وتخلفه عنها
(1/44)
وضعفه وتحيره فيها، لأنها قراءة صعبة شديدة
بعيدة المأخذ تؤخذ معشرة، محققة، مرسلة مرتلة، ولا يقدر عليها
إلا الحاذق فيها البصير بها، ولا يستطيع المدعون ما لا يعلمون
أن يدعوها ويخوضوا فيها كخوضهم في غيرها، والله أعلم.
وحدثوني عن القاسم بن أحمد قال: قال محمد بن حبيب: حدثني أبو
يوسف الأعشى قال: قال لي أبو بكر بن عياش يا أبا يوسف: إني
أصلي خلف إمام بني السيد وقد غير علي قراءتي ولم أعلم أحدا
أضبط للقراءة منك فاعرض علي عرضه. فجلس في أصحاب الشعير وجلست
أدرس عليه ومالي حاجة إليه، فقرأت عليه والناس يكتبون قراءة
عاصم عن أي بكر من درسي.
وقد زعم قوم - تجهلتهم - لا علم لهم إلا دعواهم أن أصح
الروايات رواية يحيى بن آدم عن أبي بكر. ولقد أتعبني طلب
(1/45)
هذه الرواية ببغداد وبالكوفة أعني رواية
يحيى فما وجدتها عند أحد إلا رواية ولم أجدها قراءة، وقالوا لي
قد صح وثبت أن بعض القرآن، قال وأخبرني أنه قرأ القرآن على
محمد بن غالب أحد بل سمع منه الكتاب، فهذه رواية لا قراءة، ولو
جاز أن يؤخذ بها لجاز أن يؤخذ بجميع القراءات المروية عن
الأئمة، لأنها اتصلت رواية وإن لم تتصل قراءة. وعلى ذاك فإني
قرأت بها مع ضعفها، وسيأتي ذكرها بعد إن شاء الله تعالى.
رواية محمد بن غالب عن الأعشى
قرأت أيضا بالكوفة على أبي الحسن حماد بن أحمد المقرئ وأخبرني
أنه قرأ على أبي الحسن علي بن الحسين بن عبد الرحمن ابن يزيد
عن عمران المقرئ التيمي ختمات كثيرة، وكان لقنني أيضا بعض
القرآن، قال وأخبرني أنه قرأ القرآن على محمد بن غالب الصيرفي
وأن محمدا قرأ على أبي يوسف يعقوب بن خليفة، وأن أبا يوسف قرأ
على أبي بكر بن عياش وقرأ أبو بكر على عاصم بن
(1/46)
بهدلة، وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن
السلمي، وقرأ أبو عبد الرحمن على علي بن أبي طالب عليه السلام.
قال عاصم: وكنت أرجع من عند أبي عبد الرحمن فأعرض على زر بن
حبيش، وكان زر قد قرأ على عبد الله بن مسعود، قال أبو بكر: قلت
لعاصم لقد استوثقت.
رواية البرجمي عن أبي بكر
قرأت أيضا بالكوفة على أبي القاسم زيد بن علي المقرئ قال: قرأت
القرآن مراراً كثيرة لا أحصيها على أبي القاسم عبد الله بن
جعفر البجلي النحوي الضرير وسمعته مراراً كثيرة يقول: قرأت
بقراءة عاصم على جعفر بن عنبسة بن يعقوب بن عمر اليشكري وعبد
لله ابن علي الخياط وغيرهما من أصحاب عبد الحميد بن صالح
(1/47)
البرجمي، وأخبروه أنهم قرؤوا على أبي صالح
عبد الحميد بن صالح الرجمي، وأخبرهم أنه كان يختلف هو وأبو
يوسف الأعشى عند أبي بكر بن عياش فيجلسان بين يديه، وكان أبو
يوسف حسن الجرم، فيقبل أبو يوسف على أبي بكر وأنا مساويه بين
يدي أبي بكر، فالفتح لنا جميعا والرد علينا جميعا، فإذا فرغ
أبو يوسف من قراءته درست عليه بحضرة أبي بكر، فإن سها أبو يوسف
عن حرف رده أبو بكر علي والناس من ورائنا مجتمعون. قال عبد
الحميد: وقرأت على أبي بكر إلا أن عظم قراءتي على ما وصفته.
قال عبد الحميد: وحدثنا أبو بكر أنه قرأ على عاصم. وقال أبو
بكر: وأخبرني عاصم أنه قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي، وأن أبا
عبد الرحمن قرأ على علي بن أبي طالب عليه السلام.
قال أبو بكر: قال لي عاصم: كنت أرجع من عند أبي عبد الرحمن
فأقرأ على زر بن حبيش، وقرأ زر على عبد الله بن مسعود، قال أبو
بكر: قلت لعاصم لقد استوثقت.
قال أبو القاسم زيد بن علي: قرأت القرآن على أبي القاسم عبد
الله بن جعفر النحوي سنة إحدى وتسعين ومائتين تعلمتها منه
(1/48)
تعلما، وأخبرني أنه قرأ بهذه القراءة على
عبد الله بن القاسم، وقرأ عبد الله بها على أبي صالح عبد
الحميد بن صالح البرجمي وقرأ أبو صالح عبد الحميد بها على أبي
بكر بن عياش. وقرأ أبو بكر بن عياش على عاصم بن أبي النجود،
وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب، وقرأ
أبو عبد الرحمن على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه
السلام.
قال عبد الحميد بن صالح علمني أبو بكر بن عياش القرآن وكان
يفتح علي وعلى جماعة وأبو يوسف يعقوب بن خليفة بين يدي أبي بكر
في سوق الحناطين بالكناسة في مسجده وهناك كان يجلس ويلقن
الغلمان عن تلقين أبي بكر بن عياش، وكان أبو يوسف حسن الصوت،
فكان يجلس قدام أبي بكر بن عياش، فيعلمنا أبو بكر قراءة عاصم
ويأخذها علينا أبو يوسف الأعشى بحضرته.
(1/49)
رواية العليمي
قرأت على أبي الحسن علي بن محمد بن جعفر بن أحمد بن خليع
الخياط المعروف بابن بنت القلانسي، بمدينة السلام في الجانب
الغربي القرآن من أوله إلى آخره. قال قرأت على أبي بكر يوسف بن
يعقوب بن الحسين المقرئ الواسطي بواسط، قال: وقال يوسف: قرأت
على أبي محمد يحيى بن محمد العليمي الأنصاري الكوفي قال:
وأخبرني أنه قرأ على حماد بن أبي زياد، وأن
(1/50)
حمادا قرأ على عاصم بن أبي النجود وأن
عاصما قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي، وأن أبا عبد الرحمن قرأ
على علي بن أبي طالب عليه السلام وقرأ علي على رسول الله صلى
الله عليه وسلم.
قال لي أبو الحسن: قرأت على يوسف بن يعقوب بن الحسين المقرئ
وله نيف وتسعون سنة، وكان الحسن الأخذ حسن القراءة، قال: وكان
يقول: قرأت على العليمي يحيى بن محمد في سنة أربعين وإحدى
وأربعين ومائتين وله تسعون سنة وقد ضعف، وكان حسن الأخذ: قال:
وقال العليمي: قرأت على حماد بن أبي زياد وكان فاضلاً جليلاً
سنة سبعين ومائة، وقرأ حمد على عاصم قال حماد: ثم قرأت على أبي
بكر بن عياش رحمة الله عليه وعليهم أجمعين.
رواية يحيى بن آدم عن أبي بكر
قرأت على أبي الحسن علي بن محمد قال: قرأت على يوسف ابن يعقوب
عن شعيب بن أيوب الصريفيني عن يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم.
وأخبرنا بالكتاب أيضاً أبو الحسن قال: حدثنا يوسف قال: حدثنا
شعيب بن أيوب قال حدثنا يحيى بن آدم قال: سألت
(1/51)
أبا بكر بن عياش فحدثني عن عاصم بهذه
الحروف أنه أقرأها إياه كلها على إقرائها علي عليه السلام حرفا
حرفا وتعلمها من عاصم تعلما.
وأخبرني أبو بكر محمد بن الحسن المقرئ قال: حدثني يوسف ابن
يعقوب والحسن بن دلويه ومحمد بن الحسن بن حماد قالوا: حدثنا
شعيب بن أيوب قال حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم.
وحدثنا برواية خلف عن يحيى جماعة وبرواية أبي هشام
(1/52)
الرفاعي وغيره عن يحيى جماعة، ولو ذكرت ما
حدثونا به وسمعناه في هذه الرواية لطولنا وذكرنا شيئا كثيرا
إلا أن ذلك كله رواية، وفيما ذكرناه كفاية إن شاء الله تعالى.
رواية حفص عن عاصم
وهو أبو عمر حفص بن سليمان بن المغيرة البزاز.
رواية عمرو بن الصباح عن حفص
قرأت بغداد، على أبي بكر محمد بن الحسن النقاش المقرئ، القرآن
من أوله إلى آخره قال قرأت القرآن على عبد الصمد بن
(1/53)
محمد وقرأ عبد الصمد على أبي حفص عمرو بن
الصباح، وقرأ عمرو على أبي عمر وقرأ أبو عمر على عاصم وقرأ
عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي.
رواية عبيد بن الصباح عنه
وقرأت على أبي بكر قال: قرأت على أبي العباس أحمد بن سهل
الأشناني قال: قرأت على أبي محمد عبيد بن الصباح المقرئ القرآن
مراراً كثيرة، وعليه حفظت ومنه تعلمت، وقال عبيد بن الصباح:
قرأت القرآن وأتقنته من أوله إلى آخره على أبي عمر حفص بن
سليمان ليس بيني وبينه أحد، وقرأ أبو عمر على عاصم رضي الله
عنه.
(1/54)
رواية القواس عن حفص
قال أبو بكر النقاش: وقرأت على أحمد بن علي البزاز المقرئ وقرأ
أحمد بن علي على إبراهيم السمسار وقرأ إبراهيم على أبي شعيب
القواس وأبي حفص الضرير، وقرأ القواس وأبو حفص على أبي عمر حفص
بن سليمان الأسدي، وقرأ حفص على عاصم.
قال أبو بكر: وقرأت القرآن مراراً على الحسن بن العباس الرازي
- وأخبرني أنه قرأ على أحمد بن يزيد الحلواني، وأن الحلواني
قرأ على أبي شعيب القواس. وقرأ القواس على أبي عمر حفص وقرأ
حفص على عاصم.
(1/55)
قال أبو بكر ولم يختلفوا علي إلى في حرف
واحد.
وقرأت القرآن أيضا من أوله إلى آخره على أبي الحسن علي بن محمد
بن جعفر الخياط المقرئ، قال: قرأت على أبي الحسن زرعان الدقاق
وعنه تلقنت ومنه تعلمت، وكان رجلا صالحا قرأ في مسجد أبي عمر
على جماعة من أصحاب أبي عمر منهم أبو حفص عمرو بن الصباح
وغيره، وهم قرؤوا على أبي عمر حفص ابن سليمان وقرأ حفص على
عاصم وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي وقرأ أبو عبد الرحمن
على عثمان بن عفان رضي الله عنه وعلي ابن أبي طالب عليه السلام
وزيد بن ثابت.
وقال حفص: ما خالفت عاصما إلا في حرف واحد وقال عاصم: ما خالفت
أبا عبد الرحمن السلمي في شيء من القرآن، وقال أبو عبد الرحمن:
ما خالفت عليا عليه السلام في شيء من القرآن.
قال لي أبو الحسن وكثير ممن كانوا يقرؤون على أبي العباس
الأشناني يأتونني فيقرؤون علي. فلم يخالفوني في شيء من قراءتي
وكانت القراءتان واحدة.
(1/56)
رواية هبيرة بن حفص
قرأت على أبي بكر النقاش قال: قرأت على حسنون بن الهيثم المقرئ
الدويري وأخبرني أنه قرأ على أبي عمر هبيرة بن محمد التمار
الأبرش، وقرأ هبيرة على أبي عرم حفص بن سليمان وقر أبو عمر على
عاصم بن يهدلة.
وقال لي أبو بكر: قال حسنون: ولم يخالف هبيرة عمرو بن الصباح
إلا في خمسة أحرف. قال: وقال هبيرة: هكذا حفظت هذه الأحرف عن
حفص عن عاصم. وسيأتي ذكرها في مواضعها إن شاء الله.
ذكر إسناد قراءة حمزة بن حبيب
الزيات
وهو أبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات مولى بني عجل. ويقال: مولى
لآل عكرمة بن ربعي الثيمي. قرأت ببغداد في الجانب
(1/57)
الغربي في مسجد المدينة على أبي جعفر
الهاشمي عبد الله ابن عبد الصمد بن المهتدي بالله، القرآن من
أوله إلى آخره تحقيقاً وحدراً وقال: قرأت على أبي أيوب سليمان
بن يحيى الشيباني المعروف بالضبي - قال: وكانت أمه من بني ضبة،
فقيل الضبي - سنة إحدى وثمانين ومائتين قال: وقرأ أبو أيوب على
رجاء بن عيسى بن رجاء أبي المستنير وقرأ رجاء على عبد الرحمن
بن قلوقا الكوفي ويحيى بن علي الخزاز. وقرأ عبد الرحمن ويحيى
على حمزة ابن حبيب الزيات.
(1/58)
قال أبو جعفر: وقرأت على أيوب أيضاً وقرأ
أبو أيوب على رجاء وقرأ رجاء على إبراهيم بن زربي وترك - يعني
الحذاء - وقرأ إبراهيم وترك على سليم بن عيسى، وقرأ سليم على
حمزة الزيات.
قال: وقال أبو أيوب: وكنت أسأل أبا المستنير عند ختمي القرآن
عليه: هذا التحقيق عمن تؤديه؟ فقال هذا قرأته على إبراهيم ابن
زربي. وأخبرني إبراهيم بن زربي أنه هكذا قرأ على سليم بن عيسى
بهذا الوزن وهذا القطع.
قال: وقال إبراهيم سألت سليماً عند ختمي القرآن عليه عن مثل
الذي سألتني عنه فأخبرني أنه قرأ هذه القراءة على أبي عمارة
حمزة ابن حبيب الزيات.
وقرأت برواية أخرى أيضاً بالكوفة على أبي الحسن حماد بن أحمد
المقرئ بالتحقيق، قال: قرأت على أبي جعفر محمد بن
(1/59)
الحسين بن علي بن حرب بن يحيى بن حاجب
الخزاز الكوفي وسألته عن قراءته بعد أن قرأت عليه فقلت له: على
من قرأت بالتحقيق؟ قال: قرأت على علي بن موسى الكاتب، وقرأ علي
على سليم وقرأ سليم على حمزة بن حبيب الزيات، وكان حمزة قد قرأ
على أجلة أهل زمانه: جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وعبد
الرحمن بن أبي ليلى وحمران بن أعين وسليمان
(1/60)
ابن مهران الأعمش وغيرهم. قال وقرأ عليه
أيضاً أجلة أهل زمانه منهم: سفيان بن سعيد الثوري قرأ عليه
أربع ختمات وجرير ابن عبد الحميد وشريك بن عبد الله وسليم بن
عيسى وحسين الجعفي، وعلي بن حمزة الكسائي وخلق يطول ذكرهم
(1/61)
وكان سليم أضبط من قرأ عليه وأتقن من أخذ
عنه ولم يخالفه في شيء من القرآن.
قال: وقرأ سليم على حمزة وقرأ حمزة على حمران بن أعين، وقرأ
حمرن على أبي الأسود الدؤلي، وقرأ أبو الأسود على علي بن أبي
طالب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما، قال وقرأ حمزة أيضا على
الأعمش وقرأ الأعمش على يحيى بن وثاب وقرأ يحيى على جماعة من
أصحاب عبد الله، وقرؤوا على عبد الله، وقرأ يحيى أيضا على زر
بن حبيش وقرأ زر على عثمان وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن
مسعود رضي الله عنهم.
ولم أختم عليه لأنه لم يكن يزيدني على عشر آيات وكان غرضي
معرفة التحقيق فلم أزل - كنت - أراجعه في الحرف بعد الحرف حتى
أخرج إلي يوما شرح التحقيق عن حمزة.
وأخبرني أيضا حماد قال: سمعت إبراهيم بن نجيح يقول: سمعت أبا
شيبة إبراهيم بن عبد الله بن أبي شيبة، وكان إمام أهل الكوفة
يقول: سمعت أبي وعمي يقولان أحب القراءات إلينا وأثبتها عندنا
قراءة حمزة لأنا سمعنا سليم بن عيسى يقول: قرأت على حمزة
القرآن في حياة الأعمش وهو أستاذ
(1/62)
حمزة وقرأ حمزة على الأعمش في حياة يحيى بن
وثاب وهو أستاذ الأعمش وقرأ يحيى القرآن على علقمة آية في كل
يوم، وقرأ علقمة على عبد الله وأجلسه عبد الله يقرئ في حياته
وقال: كل ما أقرؤه فعلقمة يقرؤه. وقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (من سره أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل فليقرأه على قراءة
ابن أم عبد).
وأي قراءة أثبت من هذا؟!
وروي عن سليم قال: رأيت حمزة يقرأ على الأعمش.
رواية العجلي عنه
قرأت على أبي علي محمد بن أحمد بن حامد المقرئ، وعلى أبي
(1/63)
الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن مرة
المقرئ وعلى أبي عيسى بكار ابن أحمد بن بكار المقرئ، قالوا
جميعاً: قرأنا على أبي علي الحسن بن الحسين الصواف المقرئ،
قال: قرأت على أبي محمد الطيب بن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي
تراب الذهلي قراءة حمزة وحدثني بها قال: أخبرني عبد الله بن
صالح العجلي وقرأت عليه القرآن فقلت: أرويها عنك عن حمزة؟ قال:
نعم وقال: ختمت على حمزة ختمة وبلغت من الثانية إلى ثلاثين من
المائدة. قال: وكان يقرأ على حمزة قبلنا الثوري، وإسرائيل:
وحماد، وأبو الأحوص حتى عد عده من الفقهاء، وكان يأخذ عليهم
خمسين خمسين.
وحدثونا قالوا: قال أبو علي الصواف وحدثني أبو محمد قال:
أخبرني عبد الله بن صالح العجلي قال: كان حمزة يمد
(1/64)
(فبآءو) أكثر مما يمد (فآوى).
قال أبو محمد: وعندي قراءة حمزة معشرة، وكان يطوي حمزة إطواء
شديدا.
رواية خلف عن سليم عن حمزة
قرأت على أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم القرآن من أوله إلى
آخره قال: قرأت على إدريس بن عبد الكريم الحداد المقرئ وقرأ
إدريس على خلف بن هشام البزار المقرئ، وقال خلف: قرأت على سليم
بن عيسى القرآن مراراً كثيرة وكنت أسأله عند الفراغ من آخر
القرآن أروي عنك هذه القراءة التي قرأتها عليك عنك عن حمزة؟
فيقول: نعم.
قال: وسمعته يقول: قرأت القرآن على حمزة عشر مرات، وقرأ حمزة
على الأعمش وابن أبي ليلى، فما كان من قراءة الأعمش فهو عن ابن
مسعود وما كان من قراءة ابن أبي ليلى فهو عن علي بن أبي طالب
عليه السلام.
(1/65)
رواية خلاد عن سليم عن حمزة قرأت القرآن من
أوله إلى آخره على أبي الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن مرة
المقرئ ببغداد، وعلى أبي عيسى بكار بن أحمد بن بكار المقرئ في
الجانب الشرقي، وعلى أبي علي محمد بن أحمد ابن حامد المقرئ
بسمرقند، قالوا جميعاً: قرأنا على أبي علي الحسن ابن الحسين
الصواف المقرئ إلا أن أبا علي السمرقندي قال: قرأت عليه إلى
سورة (محمد) صلى الله عليه وسلم ولم أقدر أن أختم عليه، قال
أبو علي الصواف: وقرأت على القاسم بن يزيد ابن كليب المقرئ
المعروف بالوزان بقراءة حمزة، وختمت بها عليه عشر ختمات، قراءة
معشرة رضيها القاسم، وقرأ القاسم على خلاد بن خالد وجعفر بن
محمد الخشكي - وقد أدرك القاسم سليما ولم يقرأ عليه - وقرأ
خلاد على سليم وقرأ عليم على حمزة.
(1/66)
الدوري عن حمزة
قرأت على أبي الحسن محمد بن عبد الله، وعلى أبي عيسى بكار بن
أحمد المقرئين قالا: قرأنا على أبي بكر بن مجاهد، وقال ابن
مجاهد قرأت بها على عبد الرحمن بن عبدوس أبي الزعراء، وأخبرني
أنه قرأ على أبي عمر الدوري، وأخبره أبو عمر أنه قرأ على سليم
بن عيسى، وأخبره أنه قرأ على حمزة بن حبيب الزيات.
وحدثني أبو القاسم زيد بن علي بالكوفة قال: قرأت على أحمد ابن
الفرح المقرئ وقرأ حمد بن فرح على أبي عمر الدوري وقرأ
(1/67)
أبو عمر على سليم بن عيسى وقرأ سليم على
حمزة بن حبيب الزيات.
رواية ابن سعدان عن سليم عن حمزة
قرأت على يحيى بن أحمد بن يحيى أبي القاسم القضباني، قلت حدثكم
أبو بكر محمد بن سليمان المروزي قال: أخبرنا محمد بن سعدان أبو
جعفر النحوي قال: أخبرنا سليم بن عيسى قال: قرأ حمزة بن حبيب
الزيات على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: وسمع قراءة
الأعمش ولم يقرأ عليه. وقال سليم: قرأت على حمزة تسع ختمات.
قال ابن سعدان: وأقرأني سليم بقراءة حمزة التي ذكرتها لكم حرفا
حرفا، فلما قرأت عليه قلت له: أروي عنك هذه الحروف عن حمزة؟
قال: نعم.
هكذا سمعنا في هذه الرواية والصحيح عنه - والله أعلم - أنه قرأ
على الأعمش كما قدمنا ذكره في سائر الروايات. وقد روى عن سليم
أنه قال: رأيت حمزة يقرأ على الأعمش.
(1/68)
وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن النقاش
المقرئ قال: أخبرنا محمد بن يحيى قال: حدثنا ابن سعدان قال:
قرأت على سليم، فلما قرأت عليه قلت له: أروي هذه القراءة عنك
عن حمزة؟ قال: نعم.
ذكر إسناد قراءة الكسائي
وهو أبو الحسن علي بن حمزة الأسدي النحوي الكوفي.
- رواية قتيبة بن مهران الأزاذاني
عنه -
وهي أجل الروايات عنه.
قرأت القرآن بهذه الرواية - وهي أجل الروايات وأعلاها وأحسنها
- عن الكسائي - على أبي علي إسماعيل بن شعي ابن إسماعيل
النهاوندي الفقيه المقرئ بغداذ وقال لي قرأت القرآن بحرف
الكسائي أبي الحسن علي بن حمزة الكوفي برواية قتيبة بن مهران
الأزاذاني عنه على أبي علي أحمد بن
(1/69)
محمد بن سلمويه الأصبهاني المقرئ بأصبهان،
وقال لي أبو علي: قرأته على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن
زياد المقرئ، وقال أبو عبد الله: قرأته على محمد بن إسماعيل بن
زيد الخفاف المقرئ المعروف: محمد: بممشاذ، وإسماعيل بسيمويه.
وقال محمد قرأته على أحمد بن محمد بن حوثرة، وقال أحمد: قرأته
على قتيبة بن مهران، وقال قتيبة: قرأته على الكسائي.
قال لي أبو علي: وسمعت أبا يعقوب إسحاق بن محمد ابن يحيى بن
منده يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عقيل بن يحيى الطهراني. يقول:
سمعت قتيبة يقول:
(1/70)
قرأت على الكسائي وقرأ علي الكسائي، قال:
وكان من أصحابه جليلاً، قديماً يشاركه في عامة رجاله، وصحبه
خمسين سنة، وروى عن عامة رجال الكسائي.
وأخبرني أيضاً أبو علي قال: حدثني أبو علي بن سلمويه الأصبهاني
بهذه الحروف حروف الكسائي قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن
يعقوب بن يزيد بن إسحاق القرشي قال: حدثنا أبو الفضل العباس بن
الوليد بن مرداس قال: حدثنا قتيبة صاحب الكسائي.
أبو الحارث عن الكسائي
قرأت القرآن من أوله إلى آخره على أبي بكر أحمد بن كامل بن خلف
القاضي الفقيه قال: قرأت على أبي عبد الله محمد
(1/71)
بن يحيى الكسائي، وهو أول من قرأت عليه
القرآن وكان قرأ على أبي الحارث الليث بن خالد صاحب الكسائي
وأخذ أبو الحارث عن الكسائي.
وقرأت أيضاً على أبي عيسى بكار بن أحمد المقرئ قال: قرأت على
أحمد بن الحسين وأبي الليث السمسار قالا: قرأنا على محمد بن
يحيى الكسائي، وقرأ محمد بن يحيى على أبي الحارث، وقرأ أبو
الحارث على الكسائي علي بن حمزة وقرأ الكسائي على حمزة وغيره،
وقد تقدم ذكر من قرأ عليه حمزة وإسناده.
وروي لنا عن الكسائي أنه قال: أدركت أشياخا من أهل الكوفة
القراء والفقهاء: ابن أبي ليلى، وأبان بن تغلب، والحجاج ابن
أرطأة وعيسى بن عمر الهمداني، وحمزة بن حبيب الزيات.
ويقال إنه أدرك الأعمش أيضاً وسمع منه، وكان عالماً بالقرآن
ووجوه القراءات والعربية واختلاف اللغات، رحمة الله عليه.
(1/72)
وروي لنا عن هارون بن حاتم عن علي بن حمزة
الكسائي قال: قلت لحمزة: على من قرأت؟ قال: على ابن أبي ليلى
وحمران بن أعين. قلت: فحمران على من قرأ؟ قال: على عبيد بن
فضيلة الخزاعي، وقرأ عبيد على علقمة وقرأ علقمة على عبد الله
وقرأ عبد الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن الكسائي أيضاً عن حمزة قال: قلت لابن أبي ليلى: على من
قرأت؟ فقال: قرأت على المنهال بن عمرو، وقرأ المنهال على سعيد
بن جبير وقرأ سعيد بن جبير على عبد الله بن عباس، وقرأ ابن
عباس على أبي بن كعب وقرأ أبي على رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
(1/73)
رواية أبي عمر
الدوري عن الكسائي
قرأت القرآن من أوله إلى آخره على الشيخ الفاضل أبي بكر أحمد
بن كامل بن خلف القاضي قال: قرأت على عبد الله ابن أحمد بن
عيسى الفسطاطي وأخبرني أنه قرأ على أبي عمر الدوري الضرير
المقرئ صاحب الكسائي عنه.
وحدثني أبو بكر قال: حدثني أحمد بن هارون النحوي عن أبي عمر
الدوري عن الكسائي، وقرأت على الإمام أبي بكر محمد بن الحسن بن
مقسم قال: قرأت على أبي الحسين علي بن الحسين الفارسي الفقيه،
وقرأ أبو الحسين على أبي عمر الدوري وقرأ أبو عمر على الكسائي.
وقرأت أيضا على بكار بن أحمد بن بكار بن عيسى المقرئ قال: قرأت
على أبي علي الصواف وعلى أبي علي الحسن الحداد وعلى أبي الحسين
علي بن سليمان، وعلى
(1/74)
أبي عثمان سعيد بن عبد الرحيم وهو آخر من
قرأت عليه من أصحاب أبي عمر الدوري. وهؤلاء كلهم قرؤوا على أبي
عمر الدوري إلا أن أبا علي الصواف قال: لم أختمه عليه، وقرأ
أبو عمر الدوري على الكسائي.
أبو حمدون عن الكسائي
قرأت على القاضي أبي بكر أحمد بن كامل وعلى أبي عيسى بكار بن
أحمد قالا: قرأنا على أبي علي الصواف وقرأ أبو علي على أبي
حمدون الزاهد ختمات كثيرة، قال: وقال أبو حمدون: ختم علينا
الكسائي ختمتين ما من حرف إلا سألناه عنه.
نصير عن الكسائي
قرأت على أبي عيسى بكار بن أحمد المقرئ القرآن من أوله إلى
آخره قال: قرأت على أبي جعفر أحمد بن محمد بن رستم
(1/75)
الطبري وكان مؤدباً في دار الوزير ابن
الفرات ووصلنا إليه بالحيل والشفعاء وكان بصيراً بالعربية
حاذقا في النحو أخذ القراءة عن أبي المنذر نصير بن يوسف النحوي
صاحب الكسائي، وأخذ نصير عن الكسائي.
وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن النقاش قال: حدثني أبو عبد الله
الحسين بن علي بن حماد المقرئ الرازي، قال: حدثنا أبو جعفر علي
بن أبي نصر المقرئ القطان النحوي قال: حدثني أبو المنذر نصير
بن أبي نصير قال أخبرني الكسائي.
حمدون بن ميمون عن الكسائي
قرأت على أبي بكر أحمد بن كامل وعلى بكار بن أحمد قالا: قرأنا
على أحمد بن يعقوب السمسار والمعروف بابن أخي العرق، وقال أبو
بكر بن كامل قرأت عليه بالتحقيق وكان حسن الأخذ والقراءة.
(1/76)
وقرأت أنا عليه أول القرآن بالتحقيق وكان
عنده شيخ قاعد من أهل العراق يذكر أنه قرأ للكسائي برواية أبي
الحارث، فقال التحقيق في قراءة الكسائي؟ قال أبو بكر بن كامل:
نعم، ومهموزي أسامحه وأساهله فيه؟ فقال ذلك الشيخ: وكيف يكون
التحقيق أحسن من هذا؟
قال أبو بكر بن كامل: وأخبرني أحمد بن يعقوب أنه قرأ على حمدون
بن ميمون الزجاج صاحب الكسائي عن الكسائي.
وقال أبو عيسى بكار: وكان أحمد بن يعقوب قد قرأ على حمدويه بن
ميمون الزجاج، وقرأ حمدويه على الكسائي.
وكذلك سمعت غيره من المشايخ يقولون حمدويه بن ميمون إلا أن أبا
بكر بن كامل كان أبصر منه في كل باب والله أعلم.
وقال أبو عيسى بكار وقرأت على أحمد بن يعقوب وقال أحمد ابن
يعقوب قرأت على إسماعيل بن مدان وقرأ إسماعيل بن مدان على أبي
الحسن علي بن حمزة الكسائي.
ذكر إسناد يعقوب
وهو أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي
(1/77)
إسحاق الفزاري قيل: وكان مولى الحضرميين
فقيل الحضرمي، قرأ على سلام بن سليمان أبي المنذر الخراساني.
وقرأ سلام على عاصم وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي وقرأ
أبو عبد الرحمن على عثمان وعلي وغيرهما، وهما قرأا على النبي
صلى الله عليه وسلم، وقرأ سلام أيضا على بي عمرو وقرأ أبو عمرو
على مجاهد وسعيد بن جبير وهما قرأا على ابن عباس، وقرأ ابن
عباس على أبي بن كعب، وقرأ أبي على النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى عن روح قال: قرأت على يعقوب، وقرأ يعقوب على سلام بن
سليمان أبي المنذر، وقرأ سلام على عاصم بن أبي النجود.
قال روح: حدثني يعقوب قال: قرأت القرآن على شهاب بن شرلفة
المجاشعي فقال لي: لقد أدركت أقواما لو سمعوا بقراءتك لأتوك
حتى سمعوا منك. قال: وقرأت القرآن على مسلمه
(1/78)
ابن محارب الدثاري، وروى أنه أخذ أيضا عن
مهدي بن ميمون وأخذ مهدي عن شعيب بن الحبحاب، وأخذ شعيب عن أبي
العالية الرياحي وأخذ أبو العالية عن زيد بن ثابت وأبي ابن كعب
وابن عباس.
قال أبو العالية: قرأت القرآن على عمر بن الخطاب أربع مرات،
وأكلت معه اللحم.
وروى عن بكر بن حبيب أبي عثمان المازني أنه قال: قيل ليعقوب
على من قرأت يا أبا محمد؟ قال: قرأت على الذي أقرأه الذي قرأ
على الذي أقرأه الذي قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم.
(1/79)
رواية روح
قرأت على أبي القاسم هبة الله بن جعفر بن محمد بن الهيثم بباب
الشام من مدينة السلام القرآن من أوله إلى آخره، وأخبرني أنه
قرأ بالبصرة على أبي العباس أحمد بن يحيى وكيل النوشجاني نيف
وثمانين ومائتين، قال قرأت على روح بن عبد المؤمن أبي الحسن،
وقرأ روح على يعقوب. قال أبو القاسم: قال أبو العباس: وقد قرأت
على غير روح من أصحاب يعقوب منهم زيد بن أخي يعقوب وأحمد بن
عبد الخلاق وكعب بن إبراهيم وجماعة غيرهم. وكان أثبتهم في نفسي
روح قال أبو القاسم: فروح أجل أصحاب يعقوب وأعلم وأضبط من أخذ
عنه.
(1/80)
قال أبو القاسم: وقرأت أيضاً على أبي
العباس المعدل وكان يسند قراءته إلى روح بن عبد المؤمن وزيد بن
أحمد بن إسحاق، وكان يحي الخلاف بينهما في أحرف يسيرة.
رواية رويس
قال أبو القاسم: وقرأت أيضا على محمد بن هارون البصري المقرئ
المعروف بأبي بكر التمار، قال: قرأت على محمد بن المتوكل
اللؤلؤي الملقب برويس هذه القراءة وقال لي: أقرأني يعقوب بن
أبي إسحاق الحضرمي بها.
وقال أبو القاسم وكان التمار ضابطاً لهذه القراءة.
وقال أبو القاسم وقرأت أيضا بمكة على الحسن بن
(1/81)
مسلم بن سفيان البصري المفسر المقرئ، وكان
بالمدينة سنين ثم خرج إلى مكة، وكنت رأيته قبل ذلك بالبصرة،
فقرأت عليه بمكة والمدينة جميعاً، وذكر أنه قرأ على أبيه مسلم
بن سفيان وعلى أبي الحسن روح بن عبد المؤمن وزيد بن أحمد بن
إسحاق - وهو ابن أخي يعقوب - وأحمد بن عبد الخلاق المعلم
المكفوف، وأبي بشر حميد القطان، وكعب بن إبراهيم وحميد بن
الوزير النيلي وعمر السراج وهؤلاء كلهم قرؤوا على يعقوب
الخضرمي، قال أبو القاسموقرأت بالبصرة أيضاً على أبي الحسن علي
بن أحمد الجلاب في يشكر قال: قرأت على روح بن عبد المؤمن أبي
الحسن وعلى زيد بن أحمد بن إسحاق بن أخي يعقوب، وكانت قراءتي
عليه في الوقت الذي قرأت على أبي العباس أحمد بن يحيى ولم يكن
بينهما خلاف إلا في حرف واحد.
(1/82)
ذكر إسناد خلف
وهو أبو محمد خلف بن هشام بن طال بن غراب الزار أخذ القراءة
على سليم بن عيسى عن حمزة الزيات وعلى غيره [ .... ]. وكان
عالماً بوجوه القراءات، واختلاف الروايات، فاختار اختياراً
حسنا غير خارج من الأثر.
وحدثونا عن إدريس قال: سمعت سلمة بن عاصم صاحب الفراء، وهو
أستاذ أبي العباس ثعلب، يقول: كتبت الحروف من غير [ ... ] ما
اعتمدت إلا ما حدثني به خلف بن هشام لأنه درى كيف أخذ وكيف
أدى.
- قرأت القرآن من أوله إلى آخره على أبي الحسن محمد بن عبد
الله بن مرة المقرئ وأخبرني أنه قرأ بها على جماعة قال: فأول
من قرأت عليه إسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب المروزي أخو أبي
(1/83)
العباس وراق خلف، وكان قد قرأ على خلف بن
هشام وقرأ خلف على سليم وقرأ سليم على حمزة، قال: وكان لا يقرأ
ولا يقرئ إلا بهذا الحرف لا يحسن غيره. ثم ثقلت أذنه فخلفه
محمد ابنه، فقرأت عليه أيضاً ثم توفي سنة ست وثمانين ومائتين،
فقرأت بعده على جماعة منهم علي بن محمد أبو الحسين نيزك
المقرئ، قرأت عليه نحواً من مائة ختمة أو أكثر، وذكر من زهده
وصلاحه شيئاً عظيماً. رحمة الله علينا وعليهم أجمعين قال:
وقرأت أيضاً على أبي الحسن محمد بن إبراهيم وعلى إبراهيم بن
إسحاق
(1/84)
المعروف بغلام جلان وعلى أبي بكر بن إسب
المؤدب كله بختيار خلف بن هشام البزار، قال: ولم يكن يعرف
عندنا في الربض غير اختياره ولا يقرأ إلا به.
فهذه أسانيد القراءات التي قرأنا بها نقلا وأخذناها لفظاً،
اختصرناها كراهية الإطالة فيها، وسيأتي بعدها ذكر الحروف
واختلافهم فيها في كل سورة، مشبعة مشروحة مبسوطة بمشيئة الله
وعونه وقوته وحسن توفيقه. والله يوفقنا له ويعيننا عليه، وإياه
نسأل خيره ونفعه وبركته، إنه سميع بصير وهو على كل شيء قدير.
(1/85)
|