المصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ

سورة الأعراف
الأولى: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ1} قال ابن2 زيد نسخها الأمر بالقتال وقال غيره هو تهديد لهم وهذا لا ينسخ3.
الثانية: {خُذِ الْعَفْوَ} 4 ذهب قوم إلى أنه الزكاة فتكون محكمة وقال آخرون هي صَدَقَةٌ كَانَتْ تُؤْخَذُ قَبْلَ فَرْضِ الزَّكَاةِ ثُمَّ نسخت بالزكاة وقال ابن زيد المراد بذلك مُسَاهَلَةُ الْمُشْرِكِينَ وَالْعَفْوُ عَنْهُمْ ثُمَّ نُسِخَ بِآيَةِ السيف {وَأَعْرِضْ5 عَنِ الْجَاهِلِينَ} قيل نسخ بآية السيف وقيل المراد وأعرض عن مقاتلتهم لسفههم وذلك لا يمنع قتالهم فتكون محكمة6.
سورة الأنفال
الأولى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} 7 قيل نسختها {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} 8
__________
1 آية 180.
2 ساقطة من النسختين وما أثيتناه من تفسير الطبري وابن زيد هو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روي تفسير أبيه له كتاب الناسخ والمنسوخ توفي سنة 182هـ. "طبقات ابن سعد 5/413، العبر في خبر من غبر 1/182، طبقات المفسرين 1/ 265 خلاصة تذهيب الكمال 192".
3 تفسير الطبري 9/134.
4 آية 199.
5 ب: فأعرض.
6 ينظر النحاس 147 والنسخ في القرآن الكريم 732.
7 آية 33.
8 الأنفال 34.

(1/36)


وهذا لَيْسَ بِصَحِيحٍ لِأَنَّ النَّسْخَ لا يَدْخُلُ عَلَى الأخبار وإنما بينت1 الآية الثانية استحقاقهم العذاب فأما الأولى فبينت2 دفعه عنهم لكون الرسول فيهم وكون3 المؤمنين يستغفرون4 فلا وجه للنسخ5.
الثانية: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} 6 قال ابن عباس نسخها: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} 7 وقال مجاهد آية السيف قلنا8 إنها نزلت في9 ترك محاربة أهل الكتاب إذا بذلوا الجزية فهي محكمة10.
الثالثة: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} 11 المعنى يقاتلوا ولفظه الخبر ومعناه الأمر ثم نسخ بقوله {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ} 12 الآية.
الرابعة: {وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا} 13. قال
__________
1 أ: يثبت.
2 أ: فبينا
3 يقتضيها السياق.
4 ب: المستغفرين.
5 ينظر النسخ في القرآن الكريم 444.
6 آية 61.
7 التوبة 29.
8 أ: وهي وإن قلنا.
9 يقتضيها السياق.
10 ينظر تفسير الطبري 10/34 والنحاس 155.
11 آية 65.
12 الأنفال 66. وينظر: الرسالة للشافعي 127 والنحاس 155.
13 آية 72.

(1/37)


الْمُفَسِّرُونَ كَانُوا يَتَوَارَثُونَ بِالْهِجْرَةِ وَكَانَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي لم يُهَاجِرُ لا يَرِثُ قَرِيبَهُ الْمُهَاجِرَ وَذَلِكَ مَعْنَى قوله تعالى1 {مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} فنسخت بقوله {وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} 2.
سورة التوبة 3
{فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} 4. زعم بعضهم نسخها بآية السيف5.
سورة يونس
الأولى: {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي} 6 تكلمنا على نظيرها في الأنعام7
الثانية: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} 8 زعم قوم منهم مقاتل9 نسخها بآية السيف10 والصحيح أنها محكمة لأن
__________
1 ساقطة من أ.
2 الأنفال 75، وينظر تفسير الطبري 1/52 والنحاس 157.
3 وتسمي براءة أيضا.
4 آية 7.
5 ينظر ابن سلامة 51.
6 آية 15.
7 نسخت بقوله تعالي " الفتح 2 {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} . ينظر ابن حزم 403، ابن سلامة 53، العتائقي 54".
8 آية 99.
9 مقاتل بن سليمان صاحب التفسير المشهور توفي سنة 150هـ "الجرح والتعديل 4/1/354، الفهرست 267، تأريخ بغداد 13/160، طبقات المفسرين للداودي 2/330".
10 ينظر ابن سلامة 54 والعتائقي 55.

(1/38)


الإيمان لا يصح1 مع الإكراه إنما يصور2 الإكراه على النطق.
الثالثة: {فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} 3 زعم قوم نسخها بآية السيف4 وقد سبق الكلام في نظائرها وأنه لا وجه للنسخ.
الرابعة: {وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ} 5 قيل نسختها آية السيف6 وليس بصحيح لأن الأمر بالصبر إلى غاية وما بعد الآية يخالف ما قبلها على ما بينا7 في8 {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} 9.
سورة هود عليه السلام
الأولى: {إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ10 وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} 11 قيل معناها اقْتَصَرَ عَلَى إِنْذَارِهِمْ مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ ثُمَّ نسخ بآية السيف12 ولا يصح وإنما المعنى ليس عليك أن تأتيهم مقترحاتهم من الآيات والوكيل الشهيد.
__________
1 أ: تصح.
2 ب: يتصور.
3 آية 108.
4 ينظر ابن حزم 404 وتفسير القرطبي 8/389.
5 آية 109.
6 ينظر ابن سلامة 54.
7 ب: هنا.
8 يقتضيها السياق.
9 البقرة 109.
10 ب: منذر.
11 آية 12.
12 ينظر ابن سلامة 55 والعتائقي 55.

(1/39)


الثانية: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا1 نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا2 وَهُمْ فِيهَا3 لا يُبْخَسُونَ} 4 زعم مقاتل أنها نسخت بقوله تعالى {عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} 5 وليس هذا بصحيح لأنه الآن خبر.
الثالثة والرابعة: {وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} 6 قال بعضهم هَاتَانِ الآيَتَانِ اقْتَضَتَا7 تَرْكَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ8 وَالاقْتِنَاعَ بِإِنْذَارِهِمْ ثُمَّ نُسِخَتَا بِآيَةِ السَّيْفِ9 وَقَالَ الْمُحَقِّقُونَ هذا تهديد ووعيد معناه فستعلمون10 عاقبة أمركم وهذا لا ينافي قتالهم فلا وجه للنسخ.
سورة الرعد
{فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ} 11 قالوا نسخ بآية السيف12. وعلى ما سبق تحقيقه في نظائرها13 لا وجه للنسخ
__________
1 "وزينتها": ساقطة من أ.
2 ساقطة من ب.
3 ساقطة من أ.
4 آية 15.
5 الإلسراء 18.
6 الآيتان 121 و 122.
7 ب: اقتضا.
8 ما بين القوسين من ب.
9 ينظر ابن حزم 405 وابن سلامة 55.
10 ب: ستعلمون. وما أثبتناه مطابق لرواية نواسخ القرآن لابن الجوزي "ينظر النسخ في القرآن الكريم 492".
11 آية 40.
12 ينظر ابن حزم 405 وابن سلامة 57.
13 فحققه في نظائرها فلا.

(1/40)


سورة [الحجر]
الأولى: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ1 فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} 2 قالوا نسخت بآية السيف3 والتحقيق أنها وعيد وذلك لا ينافي قتالهم.
الثانية: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} 4 قالوا نسخ بآية السيف5.
الثالثة: {وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} 6 قالوا نسخ بآية السيف7.
سورة النحل
الأولى: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً} 8 في السكر أقوال أحدها الخمر9 فنسخت بقوله {فَاجْتَنِبُوهُ} 10 ويمكن أن تكون محكمة ويكون المعنى إنما رزقناكم عنبا فتخذتم منه السكر والثاني أنه الخل بلغة الحبشة والثالث أنه
__________
1 ما بين القوسين ساقط من ب.
2 آية 3.
3 ينظر ابن حزم 406.
4 آية 83.
5 ينظر النحاس 179.
6 آية 94.
7 ما بين القوسين ساقط من أ.
8 آية 67.
9 معاني القرآن 2/109 وتفسير غريب القرآن 245.
10 المائدة 90.

(1/41)


الطعم يقال هذا سكر أي طعم1 فعلى هذا2 الآية محكمة.
الثانية: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ} 3 قالوا نسختها4 آية السَّيْفِ5 وَقَدْ بَيَّنَّا فِي نَظَائِرِهَا أَنَّهُ لا حاجة إلى ادعاء النسخ6.
الثالثة: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} 7 ذهب جماعة إلى نسخها بآية السيف8 وفيه بعد لأن الجدال لا ينافي القتال9 ولم يقل اقتصر على جدالهم.
الرابعة: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا10 بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} 11 قال جماعة أمر أَنْ يُقَاتِلَ مَنْ قَاتَلَهُ وَلا يَبْدَأُ بِالْقِتَالِ ثم نسخ بآية السيف وقال آخرون هي محكمة لأنها فِيمَنْ ظُلِمَ ظَلامَةً فَلا يَحِلُّ لَهُ أَنْ ينال من ظالمه أكثر مما نال ظالمه12.
الخامسة: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} 13. هذه
__________
1 وهو قول أبي عبيدة في مجاز القرآن 1/363 وينظر نزهة القلوب 110.
2 ب: هذه. وينظر النحاس 179.
3 آية 82. وفي ب. فإن تابوا.
4 ب: نسخها.
5 ينظر ابن حزم 408 وابن سلامة 59.
6 أ: لا وجه إلي النسخ.
7 آية 125.
8 ينظر ابن حزم 409 وابن سلامة 60.
9 ساقطة من أ.
10 ساقطة من أ.
11 آية 126.
12 ينظر أسباب النزول للواحدي 289 والبحر المحيط 5/549.
13 آية 127.

(1/42)


متعلقة بالتي1 قبلها وحكمها حكمها وزعم بعضهم2 أن الصبر هنا نسخ بآية السيف3
سورة الإسراء4
الأولى: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا} 5 ذهب بعضهم إِلَى أَنَّ هَذَا الدُّعَاءَ الْمُطْلَقَ نُسِخَ مِنْهُ الدعاء للوالدين المشركين6 وهذا ليس بنسخ عند الفقهاء وإنما هو تخصيص العام.
الثانية: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} 7 زعم بعضهم نسخها بآية السيف8 وقد منعنا ذلك في نظائرها
سورة طه
الأولى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} 9 قيل فاصبر على ما تسمع من أذاهم ونسخ بآية السيف10
الثانية: {قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا} 11 قال بعض المفسرين12 نسخت بآية السيف13.
__________
1 ب: بما.
2 أ: بعض.
3 ينظر ابن حزم 409 وابن سلامة أيضا.
4 وتسمي سورة بني إسرائيل أيضا.
5 آية 24.
6 ينظر ابن النحاس 180 وابن سلامة 60.
7 آية 54.
8 ينظر ابن حزم 410.
9 آية 130.
10 ينظر ابن سلامة 64 والعتائقي 60.
11 آية 135.
12 ما بين القوسين ساقط من ب.
13 ينظر ابن حزم 412.

(1/43)


سورة [الحج]
الأولى: {وَإِنْ1 جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ} 2 قيل عن المشركين ثم نسخ بآية السيف3 وقيل المنافقين كان تظهر4 منهم فلتات ثم يجادلون عنها فأمر أن يكل5 أمرهم إلى الله فعلى هذا الآية محكمة.
الثانية: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ6} قيل مَنْسُوخَةٌ لِأَنَّ فِعْلَ مَا فِيهِ وَفَاءٌ لِحَقِّ الله7 لا يتصور من أحد وفي ناسخها قولان أحدهما {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} 8 وقيل {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} 9 وقيل هي محكمة والمراد منها10 بذل الإمكان على ما بينا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} 11
سورة المؤمنون
الأولى: {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ} 12 قيل نسخت بآية
__________
1 في النسختين: فإن. وما أثبتناه من المصحف الشريف.
2 آية 68.
3 ينظر ابن سلامة 66 والعتائقي 61.
4 ساقطة من ب.
5 ب: يأكل.
6 آية 78.
7 أ: رضاه فحق الله.
8 البقرة 286.
9 التغابن 16.
10 ب: منهما.
11 آل عمران 102. وينظر النحاس 192 وتفسير القرطبي 12/99.
12 آية 54.

(1/44)


السيف1 وقيل معناها التهديد فهي محكمة.
الثانية: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ} 2 ادعى بعضهم نسخها بآية السيف3 ولا حاجة إلى هذه الدعوى4 لِأَنَّ الْمُدَارَاةَ مَحْمُودَةٌ مَا لَمْ تَضُرَّ بِالدِّينِ أو تؤدي إلى إثبات باطل أو إبطال5 حق.
سورة النور
الأولى: {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} 6 قال ابن المسيب نسخها {وَأَنْكِحُوا7 الْأَيَامَى مِنْكُمْ} 8.
الثانية: {لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ9} الآية قال بعض ناقلي التفسير نسخ من هذا النهي العام حكم البيوت التي لا أهل لها يستأنسون بقوله {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ} 10 وهذا تخصيص لا نسخ.
الثالثة 11: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ} 12
__________
1 ينظر ابن حزم 415 وابن سلامة 67.
2 آية 96.
3 ينظر ابن حزم 415 وابن سلامة 67.
4 ب: الدعوة.
5 ب: بإبطال.
6 آية 3.
7 في النسختين: فانكحوا. والصواب من المصحف الشريف.
8 النور22. وينظر تفسير الطبري 18/75 وتفسير القرطبي 12/169.
9 آية 27.
10 النور 29.
11 ب: الثانية.
12 آية 54.

(1/45)


قيل نسختها1 آية السيف2 وليس بصحيح لأن الأَمْرَ بِقِتَالِهِمْ لا يُنَافِي أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ ما حمل وعليهم ما حملوا وإذا لم يقع تنافي فلا نسخ.
سورة3 الفرقان
{أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً} 4 قيل نسختها آية السيف5 وليس بصحيح لأن معناها أفأنت تكون عليهم حفيظا تحفظ من اتبع6 هواه فليس للنسخ وجه.
سورة النمل
{فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ} 7 قال بعضهم نسختها آية السيف8 وقد تكلمنا في9 ضمن هذا وهنا10 عدم النسخ.
سورة القصص
{وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ
__________
1 ب: نسخها.
2 ينظر ابن حزم 415 وابن سلامة 70.
3 لفظ سورة ساقطة من بفي جميع السور إلي آخر الكتاب عدا سورتي "سبأ "و "ن".
4 آية 90.
5 ينظر تفسير القرطبي 13/36 والموجز في الناسخ والمنسوخ 266.
6 ب: تحفظه من أتباع.
7 آية 92.
8 ينظر ابن حزم 421 وابن سلامة 72.
9 ب: علي.
10 لعلها: وقلنا.

(1/46)


أَعْمَالُكُمْ1} قال الأكثرون نسختها آية السيف2.
سورة العنكبوت
{وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} 3 قيل هي منسوخة بقوله {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} 4 الآية وقيل محكمة فمن5 أدى الجزية لم يقل له إلا الحسن6.
سورة السجدة
{فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ} 7 ذكروا أنها نسخت بآية السيف8
سورة الأحزاب
الأولى: {وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ} 9 زعم جماعة نسخها بآية السيف10.
الثانية: {فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ} 11 إن هذا لمن لم يسم لها مهرا لقوله {أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً} 12 وهل هذه المتعة مستحبة أو
__________
1 آية 55.
2 ينظر النحاس 204 وابن سلامة 73.
3 آية 46.
4 التوبة 29.
5 ب: من.
6 ينظر النحاس 205 وابن حزم 421.
7 آية 30.
8 ينظر النحاس 207 والموجز في الناسخ والنسوخ 267.
9 آية 48.
10 ينظر ابن حزم 422 وابن سلامة 74.
11 آية 49.
12 البقرة 236.

(1/47)


واجبة1 قول الأكثر أنها واجبة للمطلقة التي لم يسم لها مهرا إذا طلقها قبل الدخول فعلى هَذَا الآيَةُ مُحْكَمَةٌ وَقَالَ قَوْمٌ2 الْمُتْعَةُ وَاجِبَةٌ لكل مطلقة ثم نسخت بقوله {فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ} 3.
الثالثة: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} 4 قيل نسخت بقوله {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ} 5 وقيل محكمة ثم فيها قولان أحدهما إن الله أثاب نساء من اخْتَرْنَهُ بِأَنْ قَصَرَهُ عَلَيْهِنَّ فَلَمْ يُحِلَّ لَهُ غيرهن ولم ينسخ هذا والثاني أن المراد بالنساء ها هنا الكافرات قاله مجاهد6.
سورة سبأ
{قُلْ لا تُسْأَلونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ} 7 زعموا أنها نسخت بآية السيف8 ولا وجه للنسخ لأن الإنسان لا يسأل عن عمل غيره.
سورة الصافات
الأولى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ} 9 قال قتادة10 إلى موتهم وقال ابن زيد إلى القيامة فعلى القولين يتوجه النسخ بآية
__________
1 ب: وأوجه.
2 ينظر تفسير القرطبي 14/205.
3 ابقرة 237.
4 آية 52.
5 الأحزاب 50. ولك ساقطة من ب.
6 ينظر النحاس 208 وتفسير القطبي 14/220.وأحكام القرآن لابن العربي 1558.
7 آية 25.
8 ينظر ابن حزم 423 وابن سلامة 75.
9 آية 174.
10 قتادة بن دعامة الضرير المفسر تابعي توفي سنة 117هـ " الجرح والتعديل 3/2/133 نكت الهميان تذكرة الحفاظ 1/115 غاية النهاية 2/25".

(1/48)


السيف1.
الثانية: {وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} 2 المعنى انتظر إليهم إذا أنزل بِهِمْ بِبَدْرٍ3 فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ مَا أَنْكَرُوا وَكَانُوا يستعجلون به في الدنيا وقوله تهديدا {وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} 4تكرار إلى يقينه5 وتوكيده.
سورة الزمر
الأولى: {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ} 6 زعم قوم أَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ بِآيَةِ السَّيْفِ7 وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا مُحْكَمَةٌ وهو تهديد.
الثانية: {فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} 8 زعم قوم نسختها آية السيف9 وقد تكلمنا على نظائرها ومنعنا النسخ.
سورة المؤمن 10
{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} في موضعين11 وقد ذكروا نسخها
__________
1 ينظر تفسير الطبري 23/115 وتفسير القرطبي 15/139.
2 آية 175.
3 رواية الطبري: انظر فسوف يبصرون. وفي أ: بهم ليلا.
4 الآيتان 178 و 179.
5 أ: بقيته. ب: نفيه. وهو خطأ ظاهر وما أثبتناه أقرب إلي المعني. "ينظر تفسير الطبري 23/115"
6 آية 39.
7 ابن سلامة 77 وابن حزم 425. ولفظه "السيف" ساقطة من أ.
8 آية 41.
9 ابن حزم 425 وابن سلامة 78 الموجز في الناسخ والمنسوخ 267.
10 وهي سورة غافر في المصحف الشريف.
11 الآيتان 55، 77.

(1/49)


بِآيَةِ السَّيْفِ1 وَعَلَى مَا قَرَّرْنَا فِي نَظَائِرِهَا النسخ.
سورة السجدة2
{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} 3 قيل نسخت بآية السيف4 والأكثر أنه لدفع الغضب بالصبر والإساءة بالعفو وقيل لا تخص الكفار5 فلا وجه للنسخ.
سورة حم عسق6
الأولى: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ} 7 قال وهب8 وغيره نسخت بقوله: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} 9 وليس بصحيح لأن المراد بمن في الأرض المؤمنين.
الثانية: {اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} 1 0 قيل منسوخة بآية السيف11 وقد ذكرنا مذهبنا في نظائرها فلا نسخ.
الثالثة: {لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ} 12 قال
__________
1 ينظر: زاد المسير في علم التفسير 7/323.
2 هي سورة فصلت في المصحف الشريف.
3 آية 34.
4 ابن حزم 426 وابن سلامة 79.
5 في النسختين: للكفار وهو تحريف.
6 هي سورة الشوري في المصحف الشريف.
7 آية 5.
8 وهب بن منبه اليماني الصنعاني ثقة، توفي سنة 110هـ. "معجم الأدباء 19/259 وفيات الأعيان 6/35 مرآة الجنان 1/248، شذرات الذهب 1/150".
9 المؤمن 7. وينظر النحاس 214.
10 آية 6. وبدل عليهم في ب: عليم.
11 ابن حزم 427 وابن سلامة 79.
12 آية 15.

(1/50)


الأكثرون اقتضت الاقتصار على الإنذار ثم نسخت بآية السيف1 وقال بعضهم معناها الكلام بعد إظهار البراهين قَدْ سَقَطَ بَيْنَنَا فَلَمْ يَبْقَ إِلا السَّيْفُ فعلى هذا هي محكمة.
الرابعة: {وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا} 2 قال بعضهم3 نسخ بِقَوْلِهِ {عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} 4 وليس بصحيح لأنه5 لا يؤتى إلا ما شاء6 ويكون المعنى لمن نريد أن نفتنه7.
الخامسة: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} 8 زعم قوم أنها أثبتت الانتصار بعد البغي ثم نسخ هذا بقوله {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ} 9 والتحقيق أنها محكمة لأن الانتصار مباح والتبصر والغفران فضيلة10.
السادسة: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ} 11 زعم بعضهم نسخها بِآيَةِ السَّيْفِ وَقَدْ بَيَّنَّا مَذْهَبَنَا فِي نَظَائِرِهَا وأنه لا نسخ.
__________
1 ابن سلامة 79 وابن كثير 4/109. وقيل إن ناسخها قوله تعالي في الآية 29 من التوبة: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} وينظر النحاس 215 وابن حزم 417 والعتائقي 70.
2 آية 20. وفي أ: من كان.
3 ابن حزم 427 وبن سلامة 79.
4 الإسراء 18.
5 أ: لن.
6 ب: شئنا.
7 ينظر النحاس 216 والموافقات 3/65.
8 آية 39.
9 حم عسق "الشوري" 43.
10 ينظر في سبب نزولها معاني القرآن 3/25. وينظر النحاس 217 وابن سلامة 80.
11 آية 48.

(1/51)


سورة الزخرف
الأولى: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} 1 زعم بعضهم نسخها بآية2 السيف وقد ذكرنا مَذْهَبُنَا فِي نَظَائِرِهَا وَأَنَّهَا3 وَارِدَةٌ لِلْوَعِيدِ وَالتَّهْدِيدِ فلا نسخ.
الثانية: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} 4 قالوا منسوخة بآية السيف5.
سورة الدخان
{فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ} 6 ذكر بعضهم نسخها بآية السيف7 وليس بصحيح لأنه لا يتأتى في ارتقاب عذابهم ومن قتالهم.
سورة الجاثية
{قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ} 8 جمهور
__________
1 آية 83.
2 ب: نسختها آية. وينظر ابن حزم 429 وابن سلامة 81.
3 ب: وأنه.
4 آية 89. وفي ب: تعلمون.
5 ينظر تفسير الطبري 25/106 والنحاس 218 ومشكل إعراب القرآن 484 والبحر المحيط 8/30.
6 آية 59.
7 ابن حزم 429 وابن سلامة 81.
8 آية 14.

(1/52)


المفسرين أنها تضمنت الإعراض عن المشركين ثم نسخها بآية السيف1.
سورة الأحقاف
{وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ} 2 اختلفوا هل المراد بذلك الدنيا أما الآخرة فمن قال الآخرة قال نسخت بِقَوْلِهِ {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} 3 وقوله {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} 4 ومن قال الدنيا قال ما أدري ما يجري علينا من أمور الدنيا وهذا الصحيح ولا يتصور النسخ في مثل هذه الآية وإذا لم يعلم الحالة ثم أعلم بها له لم يلزم ذلك نسخا5.
سورة محمد صلي الله عليه وسلم6
{فإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} 7 فيها قولان أحدهما أنها محكمة ولأن الحكم الْمَنِّ وَالْفِدَاءِ بَاقٍ لَمْ يُنْسَخْ وَهَذَا مَذْهَبُ أحمد والشافعي والثاني أنه نسخ بقوله {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} 8. وهو قول أبي حنيفة
__________
1 ينظر أحكام القرآن للجصاص 5/266 والكشاف 4/288 والنحس 218.
2 آية 9.
3 الفتح 2.
4 الفتح 5.
5 ينظر في سبب نزولها: معاني القرآن 3/50وأسباب النزول 401 وتفسير البغوي 6/131
6 ب: علي الصلاة والسلام.
7 آية 4.
* ينظر تفسير البغوي 7/496 وتفسير ابن كثير 4/173.
8 التوبة 5. وينظر النحاس 220.

(1/53)


سورة ق
{وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} 1 نسخ بآية السيف2.
سورة الذاريات
الأولى: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} 3 من قال إشارة4 إلى الزكاة أو إلى التطوع رآه محكما ومن قال هو شيء كان يجب سوى الزكاة رآه منسوخا بالزكاة5.
الثانية: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ} 6 قالوا نسختها آية السيف7.
سورة الطور
الأولى: {قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ} 8 قالوا نسخت بآية السيف9 ولا يصح لما بينا في نظائرها.
__________
1 آية 45.
2 ابن حزم 432 وابن سلامة 86. وهذه السورة أخلت بهاب.
3 آية 19. وفي أ: حق معلوم. وهو التباس وقع فيه النحاس ايضا.
4 ب: اشار. وينظر النحاس 225.
5 وهي الآية 60 من التوبة.
6 آية 54.
7 وقيل نسخت الآية التي بعدعا وهي: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} ، وقيل نسخت بالآية 67 من المائدة: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} . "ينظر النحاس 225 وابن حزم 432 وابن سلامة 86.
8 آية 31..
9 ابن سلامة 87 والموجز 267.

(1/54)


الثانية: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} 1 زعم بعضهم أنها نسخت بآية السيف2 وإذا كان معناها الوعيد فلا يصح.
الثالثة: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} 3 قال بعضهم يعني الصبر منسوخ بآية السيف4 وإنما يصح هذا لو كان المراد الصبر عن القتال والصبر هنا مطلق يمكن أن يشار به إلى الصبر على أوامر الله.
سورة النجم
{فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا} 5 زعموا أنها منسوخة بآية السيف6 ومثالها7 في سورة القمر {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} 8.
سورة المجادلة
{إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} 9 نسخت بقوله {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} 10.
__________
1 آية 45.
2 ابن سلامة 87 والموجز 267 وينظر البحر المحيط 8/153.
3 آية 48. وفي النسختين: فاصبر. وما أثبتناه من المصحف الشرف.
4 ابن حزم 433 وابن سلامة 87.
5 آية 29.
6 ابن حزم 433 وابن سلامة 87.
7 أ: ومثالهما.
8 آية 6. وينظر ابن سلامة 88 والموجز 267.
9 آية 12.
و"إذا" ساقطة من ب.
10 المجادلة 13.وفي النسختين: أشفقتم ... صدقة. وما أثبتناه من المصحف الشريف وينظر النحاس 231 وابن حزم 435.

(1/55)


سورة الحشر
{مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} 1 ذهب بعضهم أنها منسوخة2 بقوله {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} 3 وقال بعضهم بل هي مبينة حكم الفيء وهو ما أخذ من المشركين مما لم يؤخذ عليه خيل ولا ركاب كالصلح والجزية والعشور وآية الأنفال مبينة لحكم الغنيمة فلا يصح4.
سورة الممتحنة
الأولى والثانية: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} 5 وَقَوْلُهُ {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ} 6 قال قتادة نسخت7 بآية السيف وقال ابن جرير لا وجه للنسخ لأن بر8 المؤمنين للمحاربين9 إذا لم يكن فيه تقوية على الحرب أو دلالة على الإسلام جائز10
الثالثة والرابعة: {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} 11
__________
1 آية 7.
2 ساقطة من ب.
3 الأنفال 41.
4 ينظر النحاس 232.
5 آية 8.
6 آية 9. وما بين القوسين ساقط من ب.
7 أ: نسختها.
8 أ: تر.
9 أ: محاربين.
10 "جاءز" ساقطة من أ. وينظر تفسير الطبري 28/66 والنحاس 235.
11 آية 10.

(1/56)


الآيَةُ وَقَوْلُهُ1 {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ} 2 الآية دل على أن الأحكام المذكورة في الآية مِنْ أَدَاءِ الْمَهْرِ وَأَخْذِهِ مِنَ الْكُفَّارِ وَتَعْوِيضِ الزَّوْجِ مِنَ الْغَنِيمَةِ أَوْ مِنْ صَدَاقٍ قَدْ3 وجب رده على أهل الحرب منسوخ وقد نص أحمد على هذا قال مقاتل كل هذه الآيات نسخت بآية السيف4.
سورة التغابن
{وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا} 5 قالوا نسخ بآية السيف6 وقد روينا سبب نزولها7 أن الرجل كان إذا أراد الهجرة منعه أهله حبا لإقامته عندهم فعلى هذا لا نسخ.
سورة ن8
الأولى: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ} 9 قالوا نسخت10 بِآيَةِ السَّيْفِ وَإِذَا قُلْنَا إِنَّهُ وَعِيدٌ فَلا نسخ.
الثانية: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} 11 قال بعضهم نسخ يعني
__________
1 الواو ساقطة من ب.
2 آية 11.
3 ب: قد.
4 ينظر النحاس 237 – 249.
5 آية 14.
6 لم يعدها ابن حزم وابن سلامة وابن خزيمة والعتائقي من الآيات المنسوخة.
7 ينظر: أسباب النزول 462 ولباب النقول 310 وتفسير البغوي 7/88 وتفسير الخازن 7/88.
8 وتسمي القلم في المصحف الشريف.
9 آية 44.
10 أ: نسخ. ينظر ابن حزم 439.
11 آية 48.

(1/57)


الصبر بآية السيف1 وقد تكلمنا على نظائرها.
سورة المعارج
الأولى: {فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً} 2 والآية الثانية {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا} 3 قال جماعة نسخت بآية السيف4 وقد تكلمنا على نظائرها ومنعنا النسخ.
سورة المزمل
الأولى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً نِصْفَهُ} 5 كان قيام الليل فرضا عليه وعلى أمته ثم نسخ بِقَوْلِهِ {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ} 6 وقيل نسخ عن الأمة وبقي فرضا عليه وقيل بل كان فرضا عليه دونهم7.
الثانية: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً} 8 ذهب أكثرهم إلى9 نسخها بآية السيف10 وقيل المعنى اصبر على ما يقولون من تلبيسهم واهجرهم هجرا لا جزع فيه فعلى هذا لا نسخ.
__________
1 ابن سلامة 94 والموجز 267.
2 آية 5.
3 آية 42.
4 ابن حزم 439 وابن سلامة 95 والموجز 267.
5 آية 2 و3.
6 المزمل 20.
7 ينظر النحاس 251 والتسهيل لعلوم التنزيل 4/156.
8 آية 10.
9 آ: أن.
10 النحاس 253 وتفسير النسفي 3/304.

(1/58)


ومثلها في هل أتى1 {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} 2 وفي الطارق {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ} 3
الثالثة4: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ} 5 هذا وعيد فهو محكم وقد قالوا نسخ بآية السيف6 ومثله في المدثر {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً} 7.
سورة الغاشية
{لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} 8 قيل نسخت بآية السيف9 وقيل مَعْنَاهَا "لَسْتَ عَلَيْهِمْ10" بِمُسَلَّطٍ فَتُكْرِهَهُمْ عَلَى الْإِيمَانِ فعلى هذا لا نسخ.
سورة الكافرون
{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} 11 قال الأكثرون نسخت بآية السيف12 وإنما يصح هذا لو كان المعنى قد13 أقررتكم على
__________
1 هي سورة الإنسان في المصحف.
2 آية 24.
3 آية 17.
4 في النسختين: الثانية وهو خطأ واضح.
5 آية 11.
6 ابن حزم 440.
7 آية 11 وينظر ابن حزم 441.
8 آية 22.
9 ينظر تفسير الطبري 3/166 وتنوير المقياس 448 وتفسير الطيرسي 3/98 وتفسير الخازن 4/373.
10 ما بين القوسين ساقط من أ. وفيها بمصيطر.
11 آية 6.
12 تنوير المقياس 459وابن حزم 448..
13 "قد" ساقطة من أ.

(1/59)


دينكم وإذا لم يكن المفهوم هذا بعد النسخ والله أعلم وصلى الله على سيدنا وآله وصحبه وسلم تسليما1.
__________
1 هذا ما جاء في نسخة أ. أما نسخة ب فورد فيها بعد "والله أعلم":
تمت بحمد الله وتوفيقه وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولي ونعم النصير وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وجنده عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون وسلم تسليما كثيرا دائما إلي يوم الدين والحمد لله رب العالمين.

(1/60)