المقنع في رسم مصاحف الأمصار باب ذكر ما رسمت فيه الواو صورةً للهمزة
على مراد الاتصال أو التسهيل
اخبرنا الخاقاني قال حدثنا الاصبهاني قال حدثنا الكسائي قال
حدثنا ابن الصباح قال قال محمد بن عيسى الاصبهاني في إبراهيم "
نبؤُا الذين " وفي ص " نبوأٌ عظيم " وفي التغابن " نبؤا الذين
" كلها بالواو والألف قال وكل ما في القرآن على وجه الرفع فليس
فيه واو وانما هو " نبأ " قال أبو عمرو وكذلك رسموا في كل
المصاحف في يوسف " تفتؤا " وفي النحل " يتفيّؤا " وفي طه "
اتوكّؤا " وفيها " لا تظمؤا " وفي النور " ويدرؤا " وفي
الفرقان " قل ما يعبؤا " ويبدؤا الخلق " حيث وقع وفي ص " نبؤا
الخصم " وفي الزخرف
(1/61)
" أو من ينشؤا " وفي القيامة " ينبؤا
الأنسن " جميع هذه المواضع " بالواو والألف وقد تتبعت ذلك في
مصاحف أهل العراق فرأيتها لا تختلف في رسم ذلك كذلك.
حدثنا فارس بن اخمد قال حدثنا جعفر محمد قال حدثنا يونس قال
قال لي ابن كيسة المقرئ " تفتؤا " و " أو من ينشؤا " مكتوبان
بالواو قال أبو عمرو فاما قوله في النساء " ويستهزأُ بها " وفي
الاعراف وغيرها " قال الملأُ " حاشى الحرف الأول من المؤمنون
والثلاثة أحرف التي في النمل وقوله في التوبة " ظمأٌ " وفي هود
" ملأٌ " فمرسوم لك بالألف في كل المصاحف وذلك على مراد
الانفصال والتحقيق وكذلك رسموا الحرف الذي في يوسف وفي الزمر "
يتبوّأ منها " و " نتبوّأ من الجنة " بالألف لا غير وذلك لئلا
يجمع بين واوين في الرسم.
ذكر " الملؤُا " قال محمد بن عيسى الاصبهاني وكتبوا الحرف
الأول الذي في سورة المؤمنون " فقال الملؤا " بالواو والألف
وكذلك الثلاثة المواضع في النمل " يايها الملؤا اّنى اُلقي
اليَّ " و " يايها الملؤا افتوني " و " يايها الملؤا ايّكم "
وما سوى ذلك بالألف من غير واو وحدثنا محمد بن احمد قال حدثنا
ابن الانباري قال كتبوا الحرف الأول من المؤمنون " فقال الملؤا
" بالواو لا غير والصواب
(1/62)
ما قال محمد بن عيسى وقد روى بشر بن عمر عن
هارون عن عاصم الجحدري إن الاربعة في الإمام بالواو.
ذكر " جزؤا ":قال محمد في المائدة " انما جزؤا الذين " وفيها "
وذلك جزؤا الظلمين " وفي الزمر " جزؤا المحسنين " وفي عسق "
جزؤا سيئة " وفي الحشر " وذلك جزؤا الضلمين " بالواو وذلك خمسة
أحرف قال ومن زعم انها أربعة القى التي في الزمر وفي الكهف كتب
في مصاحف أهل العراق " فله جزؤا الحسنى " يعني بالواو وفي
مصاحف أهل المدينة بغير واو قال وقد كتبوا في مصاحف أهل العراق
في طه " وذلك جزؤا من تزكى " يعني بالواو وقال عاصم الجحدري في
الإمام " جزاؤا " بالواو ثلاثة: الحرفان اللذان في المائدة
والحرف الذي في عسق.
ذكر " شُرَكؤا " قال محمد و " شركؤا " بالواو حرفان: في
الانعام " فيكم شركؤا " وفي عسق " ام لهم شركؤا ".
ذكر " انبؤا ":قال محمد وفي الانعام " فسوف يأتيهم انبؤا " وفي
الشعراء فسيأتيهم انبؤا " يعني بالواو والألف.
ذكر " عُلمؤا ": قال أبو عمرو وفي مصاحف أهل العراق في الشعراء
(1/63)
" علمؤا بني اسراءيل " وفي فاطر " من عباده
العلمؤا " بالواو والألف وكذلك رُسما في كتاب هجاء السنة.
ذكر " الضُعَفؤا ":قال محمد و " الضعفؤت " في موضع الرفع واو
حيث وقع قال أبو عمرو فيدخل في ذلك الحرف الذي في إبراهيم
والذي في المؤمن وقد خالفه أبو جعفر الخزار فقال " الضعفؤا "
بالواو حرفٌ في إبراهيم " فقال الضعفؤا " وفي كتاب الغازي بن
قيس بالواو والألف.
ذكر " نشؤا ":قال محمد وليس في القرآن " نشؤا " بالواو والألف
إلا الذي في هود " أو أن نغعل في امولنا ما نشؤا ".
ذكر " دُعؤا ": وقال محمد عن أبي جعفر الخزار " دعؤا ": بالواو
حرفٌ ليس في القرآن غيره في حم المؤمن " وما دعؤا الكفرين ".
ذكر " شفعؤا ": قال محمد وكل شيء في القرآن " شفعاء " ليس في
شيء منه واو الذي في الروم " من شركائهم شفعؤا " بالواو
والألف.
ذكر " البلؤا " قال محمد عن نصير " البلؤا المبين " في والصفات
(1/64)
و " بلؤا مبين " وفي الدخان بالواو والألف في جميعالمصاحف قال
أبو عمرو ورسمت الألف بعد الواو في هذه المواضع لأحد معنيين
اما تقوية للهمزة لخفائها وهو قول الكسائي وام على تشبيه الواو
التي هي صورة الهمزة في ذلك بواو الجمع من حيث وقعتا طرفا
فاُلحقت الألف بعدها كما الحقت بعد تلك وهو قول أبي عمرو بن
العلاء والقولان جيدان.
قال أبو عمرو واتّفقت المصاحف على رسم واو وألف بعدها في قوله
في الممتحنة " انّا بُرَءَؤا منكم " وكذلك اتفقت على رسم واو
بعد الهمزة في آل عمران في قوله " قل أؤُنبئّكم " وذلك على
مراد التليين ولم يرسموها في نظائر ذلك نحو " اءُنزل عليه " و
" اءُلقي الذكر " وذلك على إرادة التحقيق وكراهة اجتماع ألفين
والهمزة قد تصوّر على المذهبين جميعا وبالله التوفيق. |