المقنع في رسم مصاحف الأمصار

باب ذكر الهمزة وأحكام رسمها في المصاحف
اعلم إن الهمزة ترد على ضربين: ساكنة ومتحركة فأما الساكنة فتقع من الكلمة وسطا وطرفا وترسم في الموضعين بصورة الحرف الذي منه حركة ما قبلها لأنها به تبدل في التخفيف فأن كانت الحركة فتحة رسمت ألفا نحو " البأس، والبأساء، والضأن، ومن كأس، وفي شأن، وشأنهم، ودأبا، وكدأب، واقرأ، وإن يشأ، وام لم ينبأ " وشبه وإن كانت كسرة رسمت ياء نحو " انبئهم، ونبّئنا، وجئت، وجئنا، وشئت، وشئنا، ولَملِئْتَ، ونبّئ،

(1/65)


وهّيئ، ويهيء " وشبهه وان كانت ضمة رسمت واو نحو " المؤمنون، والمؤمنون، ويؤفك، ويؤفك، ويؤفكون، وتسؤكم، ولؤلؤ " وشبه. وأما المتحركة فتقع من الكحلمة ابتداءً ووسطا وطرفا.
فأما التي تقع ابتداءً فانها ترسم بايّ حركة وتحركت من فتح أو كسر أو ضم الفا لا غير لا تخفف رأسا من حيث كان التخفيف يقربها من الساكن والساكن لا يقع أولا فجُعلت لذلك على صورة واحدة واقتصر على الألف دون الياء والواو من حيث شاركت الهمزة في المخرج وفارقت اختيها في الخفّة وذلك نحو " امر، واخذ، واحمد وايوب، وإبراهيم، وإسماعيل، واسحق، والا، وإذ، وإذا، وأُنزل، واملى، واولئك، وأوحى " وشبهه وكذلك حُكمها إن اتصل بها حرف دخيل زائد نحو " سأَصرف، وفبأيّ، وافأنت، وبأنه، وكأنّه، وكأيّن، وبايمن، ولإيلف قريش، ولَبإِمام، وفلأُمّه، وسأُنزل، ولأُقطّنّ) وشبه.
واما التي تقع وسطا فأنها لم تنفتح ويكسر ما قبلها أو ينضم أو تنضم وينكسر ما قبلها ترسم بصورة الحرف الذي منه حركتها دون حركة ما قبلها لآنها به تخفف فأن كانت حركتها فتحة رسمت الفا نحو " سألتم، وسأل، ورأيت، ورأوك، وبدأكم، وأنشأكم، وفقرأه، ولتقرأه " وشبهه وإن كانت كسرة رسمت ياء نحو " يئس، ويئسوا، وفلا تبتئس، وسُئل، وسئلوا " وشبهه وإن كانت ضمة رسمت واو نحو " يذرؤكم، ويكلؤكم، وتؤزّهم، ونقرؤه " وشبهه فأن انفتحت وانكسر ما قبلها أو انضمّ أو انضمت وانكسر ما قبلها صوّرت بصورة الحرف الذي منه تلك

(1/66)


الحركة دون حركتها لأنها به تبدل في التخفيف فترسم مع الكسرة ياء ومع الضمة واوا فالمفتوحة التي قبلها كسرة نحو " الخاطئة، وناشئة، وليُبطّئنّ، وموطئاً، وخاسئاً، وننشئكم، وشانئك، ومُلئتْ " وشبه والتي ضمة نحو " الفؤاد، وبسؤال، ويؤده، ويؤلف، ومؤجّلا، ومؤذّن، وهزؤاً، وكفؤاً " والمضمومة التي قبلها كسرة نحو " انبئكم، ولا ينبّئك، وسنقرئك " وشبهه وهذا مع كون ما قبل المتوسطة متحركا وإن كان ساكنا - حرف صحة كان أو حرف علّة - لم ترسم خطا لآنها تذهب من اللفظ إذا خففت اما بالنقل وإما بالبدل وذلك نحو " يسئل، ويسئلون، ولا تجئروا، ويجئرون، ولا يسئم، ويسئمون وفسئلْ، وسئلْهم، والمشئمة، وجزءاً " وكذلك سَوْءة، وسؤَتكم، وشيئا، سيئتْ، وبريئون، وهنيئا مريئا، وبريئا " وشبهه وكذا لاترسم المفتوحة خطأ إذا وقع ألف ولا المكسورة إذا وقع بعدها ياء ولا المضمومة إذا وقع بعدها واو لئلا يجتمع في الكتابة الفان وياءان واو وان فالمفتوحة نحو " ءامن، وءادم، وءازر، وشنئانو، لن تبؤءا، ورءا، وونئا، ورءاك، وفرءاه " وشبهه والمكسورة نحو " خسئين ز خطئين، ومتكئين، واسراءيل " وشبه والمضمومة نحو " يئوده، ويئوسا، وليئوس، وفدرءوا، ومبرّءون، وبرءوسكم " وشبهه وإذا كان الساكن الواقع قبلها الفا وانفتحت لم ترسم خطأ أيضا نحو " أبناءنا، ونساءنا، وما جائناو ابناءكم، ونساءكم، ولقد جاءكم " وشبهه فأن انضمت رسمت واوا وإن انكسرت رسمت ياء فالمضمومة نحو " ءاباؤكم، وابناؤكم، واولياؤه " وشبهه والمكسورة نحو " من ءابائهم، وإلى نسائكم، وإلى اوليائكم، وبئابائنا " وشبهه وقد ذكرنا هذا في فصل مفرد قبل.

(1/67)


واما التي تقع طرفا فأنها ترسم إذا نحرك ما قبلها بصورة الحرف الذي منه تلك الحركة بايّ حركة تحركت هي لأنها به تخفف لقوته فأن كانت الحركة فتحة رسمت الفا نحو " بدأ، ومن سبإ، وبنبإِ، والملأُ، ويستهزأ، ونتبوأ " وسبهه وإن كانت كسرة رسمت ياء نحو " فرئ واستهزئ، ولكل امرئ، ومن شطئ، ويستهزئ، ويبدئ، وتبوّئ " وشبهه وإن كانت ضمة رسمت واوا نحو " إن امرؤا، واللؤلؤ، ولؤلؤ " وشبهه فأن سكن ما قبلها - حرف سلامة كان ذلك الساكن أو حرف مدّ ولين - ام ترسم خطا لذعابها من اللفظ إذا خففت وذلك نحو " الخبءَ، وبين المرء، وملء الارض، وحزء، وشيء، والسوء، والمُسِئ، وبالسوء، وبرئ، وقُروءِ، وشاء، وجاء، ويشاء، والماء، ومن الماء، وماء، وسواء " وشبهه قال أبو عمرو فهذا قياس رسم الهمزة في جميع أحوالها وحركاتها وقد جاءت حروف في الرسم خارجة عن ذلك لمعان وهي مذكورة في مواضعها من الأبواب وبالله التوفيق.