المكتفى في الوقف والابتدا

سورة الرعد
{المر} تام. وقيل: كاف. وقد ذكر. {تلك آيات الكتاب} تام إذا ارتفع ((والذي أنزل)) بالابتداء والخبر ((الحق)) ، وهو الاختيار.
{من ربك الحق} كاف. {لا يؤمنون} تام. وكذلك الآي بعد. {الذي رفع السماوات} كاف، ثم تبتدئ {بغير عمد ترونها} أي: ترونها بلا عمد.
{لأجلٍ مسمى} كاف. ومثله {زوجين اثنين} ومثله {النهار} . ومثله {في الأكل} . {لقوم يتفكرون} تام. ومثله {لقوم يعقلون} . ومثله {خالدون} . {المثلات} كاف. {إنما أنت منذرٌ} كاف. وقيل: تام. {ولكل قوم هادٍ} تام. {وما تزداد} كاف. وقيل: تام. {بمقدار} كاف. وقيل: تام {المتعال} تام.
{ومن جهر به} كاف. ومثله {وساربٌ بالنهار} وهو رأس آية. {من أمر الله} تام. أي بأمر الله. ((ما بأنفسهم)) كاف. وقيل: تام. ومثله {فلا مرد له} وهو أتم منه. ((من وال)) تام. ومثله {وله دعوة الحق} . ومثله {وما هو ببالغه} . ومثله {إلا في ضلال} . ومثله {والآصال} .
{قل الله} كاف. ومثله ((نفعاً ولا ضراً)) ومثله {الظلمات والنور} . ومثله {فتشابه الخلق عليهم} . ورأس الآية أكفى.
{زبدٌ مثله} كاف. ومثله {فيمكث في الأرض} . {يضرب الله الأمثال} تام. ورأس آية. ومثله {لربهم الحسنى} ههنا الجنة، وهي في موضع رفع بالابتداء والخبر في المجرور قبلها الذي هو {للذين استجابوا} .
(81) حدثنا محمد بن عبد الله المري قال: ثنا أبي قال: حدثنا علي قال: ثنا أحمد قال: ثنا ابن سلام قال: قال قتادة: الحسنى هي الجنة.

(1/107)


وقال عبد الرزاق: ليس ((الأمثال)) بتام لأن ((الحسنى)) صفة لها، فلا يتم الكلام دونها. والمعنى على التقديم والتأخير أي: الأمثال الحسنى للذين استجابوا لربهم. والأول هو الوجه.
{لافتدوا به} كاف، ومثله {مأواهم جهنم} . ((المهاد)) تام. {كمن هو أعمى} كاف. ومثله {ولا ينقضون الميثاق} ورأس آية. ومثله {سوء الحساب} ومثله {عقبى الدار} الأول.
{من كل باب} كاف. وقيل: تام. وهو رأس آية في غير المدنيين والكوفيين. {عقبى الدار} الثاني تام. ومثله {سوء الدار} . {لمن يشاء ويقدر} كاف. وقيل: تام. {بالحياة الدنيا} كاف. {إلا متاعٌ} أكفى منه. ومثله {من أناب} .
{تطمئن القلوب} كاف. وقيل: تام. وكذلك {وحسن مآب} .
(82) حدثنا أحمد بن إبراهيم المكي قال: حدثنا الديبلي قال: حدثنا سعيد قال: حدثنا ابن عيينة عمن سمع مجاهداً يقول في قوله [تعالى] {وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} قال: هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
{الذي أوحينا إليك} كاف. {وهم يكفرون بالرحمن} ومثله {لا إله إلا هو} . {وإليه متاب} تام. وقيل: كاف {به الموتى} كاف. وقال الأخفش: تام.
{بل لله الأمر جميعاً} تام. والجواب مضمر، والتقدير: لكان هذا القرآن. وقيل: الجواب في قوله ((وهم يكفرون بالرحمن)) بتقدير: وهم يكفرون بالرحمن ولو فعل بهم ذلك. ومن هذا الوجه لا يتم الوقف على {وإليه متاب} . {ثم أخذتهم} كاف. {عقاب} تام.
{على كل نفس بما كسبت} كاف. والمعنى: كآلهتهم التي لا تضر ولا تنفع، فحذف ذلك لدلالة قوله {وجعلوا لله شركاء} عليه.

(1/108)


وقال أحمد بن موسى {قل سموهم} تام. أي سموهم تخلق أو تنفع. {من القول} كاف. ومثله {وصدوا عن السبيل} ومثله {فما له من هادٍ} ومثله {ولعذاب الآخرة أشق} .
{من واق} تام. ثم تبتدئ {مثل الجنة} فيرتفع بالابتداء. والخبر مضمر، والتقدير: فيما يقص عليكم مثل الجنة. {وظلها} تام. {تلك عقبى الذين اتقوا} أتم منه. {وعقبى الكافرين النار} أتم منهما.
{من ينكر بعضه} كاف. ومثله {وذرية} . {إلا بإذن الله} تام. ومثله {لكل أجلٍ كتاب} . {ما يشاء ويثبت} كاف.
{أم الكتاب} تام. ومثله {من أطرافها} ومثله {فلله المكر جميعاً} ومثله {ما تكسب كل نفس} .
(83) حدثنا عبد الرحمن بن عمر الشاهد قال: حدثنا محمد بن رجاء قال: ثنا محمد بن الجهم قال: ثنا خلف بن هشام عن محبوب عن سليمان يعني ابن أرقم عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده عن النبي عليه السلام، أنه قرأ {ومن عنده علم الكتاب} . فمن قرأ بهذه القراءة وقف على قوله {شهيداً بيني وبينكم} . ومن قرأ بفتح الميم والدال وهي قراءة الجماعة لم يقف على ذلك ووقف على آخر السورة.

(1/109)


سورة إبراهيم عليه السلام
{الر} تام. وقيل: كاف. وقد ذكر. ومن قرأ {الله الذي} بالرفع على الابتداء وجعل الخبر في ما بعده وقف على ((الحميد)) . ومن قرأ بالخفض على البدل لم يقف على ((ما في الأرض)) . وهو تام على القراءتين.
{في ضلال بعيد} تام. {ليبين لهم} كاف. ومثله {ويهدي من يشاء} . {العزيز الحكيم} تام. وكذلك رؤوس الآي. {وعادٍ وثمود} تام. وقيل: كاف. {إلا الله} كاف. وكذلك رؤوس الآي بعد. {إلى أجلٍ مسمى} كاف. وقيل: تام.
{الأرض من بعدهم} كاف. {وخاف وعيد} تام. {وما هو بميت} تام. وقيل: كاف. {عذابٌ غليظ} أتم. {على شيء} كاف. {الظلال البعيد} تام. {والأرض بالحق} كاف. {بعزيز} تام. ومثله {بما أشركتمون من قبل} ومثله {بإذن ربهم} . ومثله {فيها سلامٌ} وهو رأس آية.
{بإذن ربها} كاف. {من قرار} تام. وقيل: كاف. ومثله {في الآخرة} .
{ويضل الله الظالمين} كاف. {ويفعل الله ما يشاء} تام. {جهنم يصلونها} كاف. {وبئس القرار} تام. {عن سبيله} كاف. {إلى النار} تام. ومثله {ولا خلالٌ} ومثله {من كل ما سألتموه} {لا تحصوها} كاف. {لظلوم كفار} . {كثيراً من الناس} كاف. وقيل: تام {وما نعلن} تام. ومثله {ولا في السماء} . {وتقبل دعاء} كاف. وقيل: تام. وهما رأسا آيتين. {يوم يقوم الحساب} كاف. {إليهم طرفهم} كاف. وقيل: تام {وأفئدتهم هواءٌ} تام. ورأس آية.

(1/110)


(84) حدثنا سعيد بن عثمان النحوي قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا إبراهيم ابن عبد الرحمن قال: حدثنا أبو معمر قال: حدثنا ابن نمير وابن أبي زائدة عن زكريا عن أبي إسحاق عن مرة في قول الله عز وجل {وأفئدتهم هواء} قال: متخرقة، لا تعي من الخير شيئاً.
{ونتبع الرسل} تام. ومثله {ما لكم من زوال} لأن ما بعده خطاب لغيرهم.
(85) حدثنا محمد بن عبد الله المري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا يحيى بن سلام في قوله {ما لكم من زوال} قال: من الدنيا إلى الآخرة ثم انقطع الكلام. ثم قال الله تعالى للذين بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم: وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم بشركهم، يعني من أهلك من الأمم السالفة.
{لكم الأمثال} تام. {مخلف وعده رسله} كاف. {والسماوات} كاف. وقيل: تام.
(86) حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن خالد قال: حدثنا محمد بن وضاح قال: حدثنا ابن أبي شيبة قال: حدثنا ابن مسهر عن داود الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل ((يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات)) أين يكون الناس يومئذ؟ قال: على الصراط.
(87) حدثنا أحمد بن فراس قال: حدثنا الديبلي قال: ثنا سعيد قال: حدثنا

(1/111)


ابن عيينة عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة [رضي الله عنها] عن النبي عليه السلام، نحوه.
{ما كسبت} كاف. {سريع الحساب} تام.
وقال عبد الرزاق {ولينذروا به} كاف. وما بعده متعلق بما قبله.

(1/112)


سورة الحجر
{الر} تام. وقيل: كاف. وقد ذكر. {وقرآن مبين} تام. {ويلههم الأمل} كاف. وقيل: تام. {فسوف يعلمون} تام. {من الصادقين} تام وهو انقضاء كلامهم، قال الله عز وجل {ما ننزل الملائكة إلا بالحق} . {منظرين} تام.
{إنا نحن نزلنا الذكر} كاف إذا جعلت الهاء في قوله {وإنا له لحافظون} للنبي عليه السلام، فإن جعلت للقرآن وهو الوجه لم يكف الوقف عليه. ورؤوس الآي بعد كافية.
وقال نافع والدينوري: {لا يؤمنون به} هنا وفي الشعراء تام. وهو عندي كاف لأن ما بعده متصل به إذ هو تخويف للكفار الذين تقدم ذكرهم {برازقين} تام ومثله ((بقدر معلوم)) ومثله {عليم حكيم} ورؤوس الآي بعد كافية.
{لآيةً للمؤمنين} تام ومثله {لبإمام مبين} ومثله {يكسبون} ومثله {إلا بالحق} ومثله {الصفح الجميل} . ومثله {الخلاق العليم} ومثله {القرآن العظيم} .
{عضين} كاف.
(88) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا محمد قال: ثنا سعيد عن سفيان عن رجل عن مجاهد في قوله عز وجل {الذين جعلوا القرآن عضين} قال: هم أصحاب الكتاب وقريش.
(89) [حدثنا عبد الرحمن بن خالد الفرائضي قال: ثنا جعفر قال: ثنا حمزة بن داود الأيلي قال: ثنا محمد بن حبان بلاماني قال: ثنا سيف بن محمد الثوري عن ليث عن داود المزني

(1/113)


عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون)) قال: عن لا إله إلا الله صادقين بها أو كاذبين] .
{عما كانوا يعملون} {إلهاً آخر} كاف، وقيل: تام {فسوف يعلمون} تام. وهو تهدد.

(1/114)


سورة النحل
{فلا تستعجلوه} تام. {عما تشركون} كاف.
ومن قرأ {تنزل الملائكة} بالتاء مفتوحة أو مضمومة وفتح الزاء ورفع الملائكة كان الوقف على ((يشركون)) أكفى [منه] إذا قرئ ذلك بالياء وكسر الزاء ونصب الملائكة، لأن التاء استئناف إخبار والياء راجعة إلى اسم الله تعالى قبلها. ((فاتقون)) تام.
{والأرض بالحق} كاف. ومثله {والأنعام خلقها} . وقوله {لكم فيها دفءٌ} ابتداء وخبر.
وقال نافع ويعقوب والقتبي: هو تام. ومثله {بشق الأنفس} ومثله {لرؤوف رحيم} . ومثله {لتركبوها وزينةً} . وقال ابن الأنباري: الوقف ((لتركبوها)) وتبتدئ: ((وزينة)) على معنى: وزينة فعلنا ذلك. وقال: ((وزينة)) تام. {ومنها جائر} تام.
ومن قرأ {تنبت لكم} بالنون وقف على قوله ((تسيمون)) . ومن قرأ بالياء فهو راجع إلى ما قبله. ورؤوس الآي كافية. {وعلاماتٍ} كاف وقال الأخفش: تام ومثله {لا تحصوها} . {لغفورٌ رحيم} تام.
ومن قرأ {والشمس والقمر والنجوم مسخرات} بالرفع وقف على ((وسخر لكم الليل والنهار)) لأن ما بعد ذلك مستأنف. ومن رفع ((والنجوم مسخرات)) فقط وقف على ((الشمس والقمر)) . ومن نصب ذلك لم يقف على ما قبله، لأنه معطوف عليه.
ومن قرأ {والذين يدعون من دون الله} بالياء وقف على ((ما تعلنون)) لأن ذلك استئناف إخبار، وهو رأس آية. ومن قرأ ذلك بالتاء لم يقف على ما قبله لأنه داخل معه في الخطاب. ومن قرأ ((ما تسرون)) و ((ما تعلنون)) و ((تدعون)) الثلاثة بالياء، فوقفه على

(1/115)


((الغفور الرحيم)) أتم سواء جعله راجعاً إلى الخبر في قوله ((هم يهتدون)) لطول الفصل بين ذلك أو استأنفه.
{وهم يخلقون} تام إذا رفع ((أموات)) بإضمار: هم أموات، فإن رفع ذلك بقوله ((والذين يدعون)) لم يتم الوقف على ((يخلقون)) . {غير أحياء} كاف. {أيان يبعثون} تام. ومثله {إله واحد} . {بغير علم} كاف. ورأس آية أكفى.
(90) حدثنا محمد بن علي الربعي قال: ثنا عبد الله بن مسرور [قال] ثنا عيسى بن مسكين عن محمد بن سنجر عن الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح في قوله عز وجل {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة} قال: الآية. قال حملهم ذنوب أنفسهم وذنوب من أطاعهم ولا يخفف ذلك عمن أطاعهم من العذاب شيئاً.
{نعمل من سوء} تام. وقيل: كاف. وقال نافع والقتبي ((من سوء بلى)) تام. {تعملون} تام. ومثله {خالدين فيها} ومثله {قالوا خيراً} .
(91) حدثنا محمد بن عبد الله المري قال: ثنا أبي قال: ثنا علي بن الحسن قال: ثنا أبو داود قال: ثنا يحيى بن سلام في قول ((وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيراً)) أي: أنزل خيراً. قال: ثم انقطع الكلام ثم قال الله ((للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة)) الجنة.
{في هذه الدنيا حسنة} كاف. ومثله {ولدار الآخرة خيرٌ ولنعم دار المتقين} تام، إذا رفعت ((جنات)) بالابتداء، وجعل الخبر في ((يدخلونها)) فإن رفعت بإضمار مبتدإ تقديره: هي جنات، لم يتم الوقف على ((المتقين)) وكفى.

(1/116)


{ما يشاءون} كاف. {تعملون} تام. {أمر بك} كاف. ومثله {من قبلهم} ومثله {عليه الضلالة} ومثله {لا يهدي من يضل} .
{من ناصرين} تام. {لا يبعث الله من يموت} كاف. وقال نافع والقتبي: {بلى} تام. والمعنى: بلى يبعثهم الله. {وعداً عليه حقاً} أكفى من ذلك. {كاذبين} تام.
{له كن} كاف على قراءة من رفع ((فيكون)) . ومن نصب ذلك لم يقف على ((كن)) لأن ما بعده معطوف على قوله ((أن يقول)) فلا يقطع منه، وكذلك الموضع الذي في قريش. {فيكون} تام على القراءتين.
{في الدنيا حسنة} كاف إذا جعل ((ولأجر الآخرة أكبر)) متعلقاً به فإن جعل ذلك منقطعاً منه فالوقف على ((حسنة)) تام. وبالأول جاء التفسير.
(92) حدثنا محمد بن أبي محمد المالكي قال: حدثنا أبي قال: ثنا علي بن الحسن قال: [ثنا] أحمد بن موسى قال: ثنا يحيى بن سلام في قوله ((لنبوئنهم في الدنيا حسنة)) يعني المدينة في تفسير قتادة، ولأجر الآخرة: الجنة أكبر من الدنيا لو كانوا يعلمون لعلموا أن الجنة خير من الدنيا. والوقف على ((يعلمون)) حسن، وليس بتام لأن الحسن قال: ((والذين صبروا)) هم الذين هاجروا، فالذين متعلق بما قبله وقد شرحنا مثل هذا في أول البقرة. {يتوكلون} تام. {بالبينات والزبر} كاف. وقيل: تام.
{يتفكرون} تام. ومثله {لرؤوف رحيم} ومثله {داخرون} أي: صاغرون. ومثله {ما يؤمرون} وكذلك رؤوس الآي.

(1/117)


{من نعمة فمن الله} كاف. ومثله {بما آتيناهم} . ((تعملون)) تام. {ويجعلون لله البنات سبحانه} تام. ثم قال الله عز وجل ((ولهم ما يشتهون)) أي الشيء الذي يشتهونه. و ((ما)) في موضع رفع أي: ولهم البنون {في التراب} كاف. {ما يحكمون} تام.
{مثل السوء} كاف. ومثله {المثل الأعلى} . {العزيز الحكيم} تام. {ما يكرهون} كاف. ومثله {أن لهم الحسنى} .
وقال قائل: الوقف ((لا)) وقدرها رداً لما ظنوا أنه ينفعهم. ثم يبتدئ ((جرم)) بمعنى: وجب وحق. وهذا مذهب البصريين ومذهب الكوفيين وأبي حاتم أن لا يوقف على ((لا)) ولا يفصل من ((جرم)) . قال الكسائي: المعنى: لا صد على أن لهم النار لا منع عن ذلك. وقال الفراء: ((لا جرم)) بمعنى: لا بد ولا محالة. وقال قائل: الوقف على ((لا)) ويبتدئ: جرم، بمعنى وجب وحق، لأن ((لا)) مبنية مع ((جرم)) فلا تفصل منها. وقال المفسرون: ((لا جرم)) كلمة وعيد.. وقال أبو حاتم: ((لا جرم)) حرف واحد، لا يوقف على ((لا)) دون ((جرم)) .
{مفرطون} تام. وكذلك رؤوس الآي إلى قوله {وأنتم لا تعلمون} {سبل ربك ذللاً} كاف. ومثله {مختلفٌ ألوانه} إذا جعلت الهاء في قوله ((فيه)) للقرآن. وهو قول مجاهد والضحاك. فإن جعلت للعسل، وهو قول ابن عباس وقتادة، لم يكف الوقف على ذلك.
{للناس} كاف. ومثله {بعد علم شيئاً} ومثله {هو أقرب} .
{مستقيم} تام. وكذلك رؤوس الآي بعد. إلى قوله {البلاغ المبين} : {ما يمسكهن إلا الله} كاف. ومثله {شهيداً على هؤلاء} {للمسلمين} تام. ورؤوس الآي قبل ذلك كافية.
{وإيتاء ذي القربى} كاف. {والبغي} تام. ومثله {لعلكم تذكرون} .

(1/118)


وكذلك رؤوس الآي بعد إلى قوله {مشركون} .
{أنكاثاً} ومثله {أربى من أمة} . ومثله {يهدي من يشاء} ومثله {وما عند الله} على قراءة من قرأ {ولنجزين} بالنون. ومن قرأ ذلك بالياء لم يكف الوقف على ((باق)) وحسن.
{إنما أنت مفتر} كاف. ومثله {إنما يعلمه بشر} . {عربي مبين} تام. وكذلك رؤوس الآي بعد.
وقال أبو حاتم: {ألسنتكم الكذب} كاف. وليس كذلك لأن قوله {هذا حلال وهذا حرام} حكاية، فلا يكفي القطع دونها. {على الله الكذب} أكفى منه.
{لا يفلحون} تام، ورأس آية. وكذلك رؤوس الآي إلى قوله {لغفورٌ رحيم} . {شاكراً لأنعمه} كاف.
{لمن الصالحين} تام. وكذلك رؤوس الآي إلى آخر السورة. {على الذين اختلفوا فيه} كاف. ومثله {بالتي هي أحسن} ومثله {بمثل ما عوقبتم به} .

(1/119)


سورة الإسراء
{لنريه من آياتنا} كاف. ((البصير)) تام.
{من دوني وكيلاً} كاف، إذا نصب قوله {ذرية من حملنا} بـ ((أعني)) أو نصب على النداء المضاف أو قرأ {ألا تتخذوا} بالتاء. فإن نصب ((تتخذوا)) على أنه مفعول ثان له مثل قوله {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} و {اتخذوا أيمانهم جنة} . والتقدير: ألا تتخذوا ذرة من حملنا مع نوح وكيلاً، أو جعل بدلاً من قوله ((وكيلاً)) لكونه في معنى جمع مثل قوله {وحسن أولئك رفيقاً} لم يكف الوقف على قوله ((وكيلاً)) وسواء قرئ ((ألا تتخذوا)) بالتاء أو بالياء.
(93) حدثنا أحمد بن فراس قال: حدثنا محمد قال: حدثنا سعيد قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {ذرية من حملنا مع نوح} قال: هو على النداء [أي] يا ذرية من حملنا مع نوح.
{مع نوح} كاف. {شكوراً} تام. ورؤوس الآي بعد كافية. {أن يرحمكم} كاف {حصيراً} تام. ومثله {عذاباً أليماً} ومثله {عجولاً} {والحساب} كاف. {عليك حسيباً} كاف. وقيل: تام.
{وزر أخرى} كاف. ومثله {حتى نبعث رسولاً} . {خبيراً بصيراً} تام.
وقال يعقوب: {كلاً نمد} كاف. ((هؤلاء وهؤلاء)) تام. وليس كذلك لأن هؤلاء بدل من قوله ((كلا)) ، ولأن ((من عطاء ربك)) موصول بما قبله.
{من عطاء ربك} كاف. {محظوراً} تام. {بعضهم على بعض} كاف.
{وتفضيلاً} تام. ومثله {مخذولاً} .

(1/120)


{وبالوالدين إحساناً} كاف.
{ربياني صغيراً} تام. ورؤوس الآي بعد كافية إلى قوله {ملوماً مدحوراً} {إلا بالحق} كاف. وقيل: تام. ومثله {حتى يبلغ أشده} ومثله {من الحكمة} . {قولاً عظيماً} تام. ومثله {إلا نفوراً} ومثله {حليماً غفوراً} {لا تفقهون تسبيحهم} كاف.
(94) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا محمد قال: حدثنا سعيد قال: حدثنا سفيان عن رجل عن مجاهد في قوله {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} قال: صلاة الخلق وإن تسبيحهم سبحان الله وبحمده.
ورؤوس الآي بعد كافية. {في آذانهم وقراً} كاف {متى هو} كاف. {إلا قليلاً} تام. ومثله {عدواً مبيناً} ومثله {وكيلاً} {أو إن شاء يعذبكم} كاف. ومثله {بمن في السماوات والأرض} . {كان محذوراً} تام. ومثله {مسطوراً} ومثله {إلا تخويفاً} {بها الأولون} كاف. ومثله {أحاط بالناس} . ومثله {والشجرة الملعونة في القرآن} .
{كبيراً} تام. ورؤوس الآي بعد كافية {وعدهم} كاف. ومثله {عليهم سلطانٌ} . {وكيلاً} تام. {إلا إياه} كاف. ومثله {أعرضتم} . {به تبيعاً} تام. ورؤوس الآي بعد كافية {خلافك إلا قليلاً} كاف ومثله {من رسلنا} . {تحويلاً} تام.
{إلى غسق الليل} كاف. وتنصب {وقرآن الفجر} بالعطف على قول {أقم الصلاة} و {قرآن الفجر} أي: صلاة الفجر. والوقف على ((قرآن الفجر)) كاف. {مقاماً

(1/121)


محموداً} تام. وكذلك {نصيراً} وكذلك {زهوقاً} .
(95) حدثنا عبد الرحمن بن عثمان القشيري قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: ثنا ابن الأصبهاني قال: ثنا وكيع بن الجراح عن داود الأودي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المقام المحمود الشفاعة.
(96) وحدثنا ابن عفان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: ثنا ابن الأصبهاني ومحمد بن إسماعيل وهارون بن معروف قالوا: حدثنا ابن فضيل عن ليث عن مجاهد في قوله عز وجل {عسى أن يبعثك مقاماً محموداً} قال: يجلسه على العرش.
{ورحمةٌ للمؤمنين} كاف. {إلا خساراً} تام. وكذلك رؤوس الآي إلى قوله {إلا كفورا} .
{كتاباً نقرؤه} تام على قراءة من قرأ {قل سبحان ربي} على الأمر لأنه استئناف أمر من الله عز وجل للرسول عليه السلام بأنه يقول ذلك. ومن قرأ ((قال)) على الخبر فالوقف على ((نقرؤه)) كاف لأن ما بعده خبر عن الرسول فهو متصل بذلك.
{رسولاً} تام، وكذلك رؤوس الآي إلى قوله {قتوراً} . {وصماً} كاف. ومثله {مأواهم جهنم} . ومثله {خشية الإنفاق} . {قتوراً} تام.
وقال الدينوري {بصائر} تام. وهو [عندي] كاف. {اسكنوا الأرض} كاف. {بكم لفيفاً} كاف. أي: جميعاً. ومثله {وبالحق نزل} ومثله {نذيراً} .

(1/122)


{على مكث} كاف، أي: على ترسل.
(97) حدثنا محمد بن خليفة قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا أبو بكر بن زنجويه قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا سفيان عن عبيد ابن المكتب عن مجاهد في قوله {لتقرأه على الناس على مكث} قال: على تؤدة.
{تنزيلاً} تام. ومثله {خشوعاً} . ومثله {أو لا تؤمنوا} .
{أو ادعوا الرحمن} كاف. ومثله {فله الأسماء الحسنى} . ومثله {بين ذلك سبيلاً} .

(1/123)


سورة الكهف
قال نافع وعاصم ويعقوب ومحمد بن عيسى {ولم يجعل له عوجاً} وقف، ورأس آية ثم تبتدئ ((قيماً)) بتقدير: ولكن أنزله أو جعله قيماً. وهو قول قتادة.
وقال الأخفش وأبو حاتم ونصير بن يوسف والقتيبي والدينوري وابن عبد الرزاق: الوقف ((قيما)) ، وقالوا: هو من المقدم والمؤخر بتأويل: الذي أنزل على عبده الكتاب قيماً ولم يجعل له عوجاً، وهو قول ابن عباس ومجاهد.
{ولداً} تام ومثله {ولا لآبائهم} ومثله {أسفاً} ومثله {جرزاً} ورؤوس الآي بعد كافية. {أمداً} تام. {نبأهم بالحق} كاف.
{بسلطانٍ بين} تام. ومثله {كذباً} وهو رأس آية. ومثله {وما يعبدون إلا الله} ومثله {مرفقاً} ومثله {في فجوةٍ منه} ومثله {من آيات الله} .
{وهم رقود} كاف. ومثله {وذات الشمال} . ومثله {بالوصيد} وكذلك رؤوس الآي بعد.
{ربهم أعلم بهم} تام. ومثله {مسجداً} .
وقال أبو إسحاق الزجاج ((ويقولون سبعة)) تمام وذلك أن الله عز وجل أخبر بما يقولون ثم أتى بحقيقة ذلك فقال: {وثامنهم كلبهم} .
{إلا قليل} كاف. ورأس آية في المدني الأخير. ومثله {إلا أن يشاء الله} {رشداً} تام. ومثله {تسعاً} ومثله {أحداً} ومثله {ملتحداً} {وأسمع} كاف. ومثله {يريدون وجهه} {فرطاً} تام.
{فليكفر} كاف. ومثله {سرادقها} . {مرتفقاً} تام. ومثله {عملاً} {على الأرائك} كاف {نعم الثواب} أكفى منه. {مرتفقاً} تام. {زرعاً} كاف

(1/124)


ورأس آية في غير المدني الأول والمكي.
{منه شيئاً} كاف. ومثله {نهراً} وهو رأس آية. {بربي أحداً} تام. ومثله {طلباً} {من دون الله} كاف. ومثله {لله الحق} .
وقال الدينوري: {وما كان منتصراً. هنالك} تمام. والمعنى: ولم يكن يصل أيضاً إلى نصرة نفسه هنالك. ويكون العامل [فيه] منتصراً. والأوجه أن يكون ((هنالك)) مبتدأ، أي: في تلك الحال تبين نصرة الله عز وجل وليه، وقيل: المعنى: هنالك يؤمنون بالله وحده ويتبرأون مما كانوا يعبدون.
{وخيرٌ عقباً} تام، وقيل: كاف {زينة الحياة الدنيا} كاف.
{وخيرٌ أملاً} تام. ومثله {إلا أحصاها} ومثله {حاضراً} ومثله {أحداً} ومثله {لكم عدو} ومثله {بدلاً} ومثله {ولا خلق أنفسهم} ومثله {عضدا} . وكذلك رؤوس الآي بعد إلى قوله {موعداً} .
{ما قدمت يداه} كاف. {وقراً} تام. ومثله {إذاً أبداً} . {ذو الرحمة} كاف. {لهم العذاب} تام. {أن أذكره} كاف.
وقال بعض أهل التأويل: وهو قول عيسى بن عمر، ويروى عن الحسن: {واتخذ سبيله في البحر عجباً} تام. ثم قال يوشع مبتدئاً {عجباً} أي: أعجب لذلك عجباً. وقيل: عجباً لسيره في البحر. ويجوز أن يكون على هذا أيضاً قوله ((واتخذ سبيله في البحر)) من قول يوشع. ويكون ((عجباً)) من قول موسى عليهما السلام.
(98) حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: ثنا يحيى بن سلام في قوله ((واتخذ سبيله في البحر عجبا)) موسى تعجب من أثر الحوت في البحر. وقيل: المعنى: واتخذ موسى سبيل الحوت في البحر يعجب عجباً فعلى هذا يكفي الوقف على {في البحر} . و {عجبا} كاف.

(1/125)


{ما كنا نبغ} تام.
وقال الأخفش: {فارتدا على آثارهما} [تام، ثم قال] قصصاً، أي: يقصان قصصاً. ورؤوس الآي كافية قبل وبعد.
وقال ابن الأنباري {ويستخرجا كنزهما} حسن. ثم قال تعالى {رحمةً من ربك} فنصب على معنى: فعلته رحمة من ربك. يعني أنه مفعول من أجله. وقيل: هو منصوب على المصدر.
{عن أمري} كاف. {صبراً} تام. {ستراً. كذلك} تام. أي: كذلك كان خبرهم. {بما لديه خبراً} أتم {عليه قطراً} تام. {رحمةً من ربي} كاف. {وعد ربي حقاً} تام.
{يموج في بعض} كاف ومثله {من دوني أولياء} {نزلاً} تام. ومثله {هزواً} ورؤوس الآي بعد كافية.

(1/126)


سورة مريم عليها السلام
{كهيعص} تام على قول من جعلها اسماً للسورة، والتقدير: أتل كهيعص، أو قال معناه: كريم، أمين، هاد، عزيز، صادق. وكذلك هو عند الأخفش، والمعنى عنده: في ما نقص عليكم ((ذكر رحمة ربك)) تام. وقيل: هو كاف. والتقدير: هذا ذكر رحمة ربك، وهو رأس آية في الكوفي.
(99) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا محمد قال: حدثنا سعيد قال: حدثنا [سفيان عن] عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله عز وجل ((كهيعص)) قال: هي من أسماء الله عز وجل مثل: كاف، صاد، عزيز، عالم، صادق.
{رضياً} تام. {ثلاث ليالٍ سوياً} كاف. وقيل: تام. {بكرةً وعشياً} تام. ومثله {حياً} وكذلك آخر كل قصة فيها. {من لدنا وزكاةً} كاف. ومثله {من دونهم حجاباً} {هو علي هين} تام. ثم تبتدئ {ولنجعله آية للناس} بتقدير: ولكي نجعله آية [للناس] بخلقه.
{ورحمةً منا} تام. ورؤوس الآي قبل وبعد كافية. {فأشارت إليه} كاف. {صبياً} تام. {وبراً بوالدتي} كاف.
وقال يعقوب الحضرمي: {ذلك عيسى ابن مريم} وقف وذلك إذا رفع {قول الحق} بمبتدإ مضمر. والتقدير: هذا الكلام قول الحق. وهو قول الحق: يراد عيسى عليه السلام. فإن نصب القول لم يوقف على ما قبله ولا ابتدئ به لأنه مصدر يتعلق بما قبله لدلالته عليه. والتقدير: أقول قول الحق.
ومن قرأ {إن الله ربي وربكم} بكسر الهمزة وقف على ((فيكون)) وذلك أن الكلام قد تم هنالك ثم استأنف الخبر. ومن فتحها لم يتم الوقف على ((فيكون)) لأن ((وأن الله))

(1/127)


معطوفة على {الصلاة والزكاة} المتقدم ذكرهما بتقدير: وأوصاني بالصلاة والزكاة وبأن الله ربي وربكم. فهي داخلة معها في الإيصاء.
{من ولد سبحانه} كاف. {فاعبدوه} تام. ومثله {مستقيم} . وكذلك رؤوس الآي إلى قوله: {يرجعون} . {يوم يأتوننا} كاف.
وقال الدينوري {عن آلهتي يا إبراهيم} تام. قال: وإن شئت وقفت على ((عن آلهتي)) ثم استأنفت ((يا إبراهيم)) .
{سلامٌ عليك} كاف. وكذلك رؤوس الآي. {واجتبينا} كاف. {بكياً} تام. ومثله {من كان تقياً} ومثله {وما بين ذلك} {لعبادته} كاف. وقيل: تام. {سمياً} تام. ومثله {صلياً} ومثله {جثياً} ومثله {ندياً} ومثله {ورئياً} ومثله {اهتدوا هدى} ومثله {مردا} .
{عهداً. كلا} تام. والمعنى: لا لم يطلع الغيب ولم يتخذ عند الرحمن عهداً. ومثله {عزاً كلا} أي [كلاً] لا يكون ذلك. ويجوز الابتداء بـ ((كلا)) في الموضعين، بتقدير: ألا، وهو قول أبي حاتم. والمعنى: قوله حقاً. وهو قول المفسرين. وقد شرحنا ذلك شرحاً كافياً في الكتاب الذي أفردناه للوقف على ((كلا وبلى)) فأغنى ذلك عن إعادته ههنا.
{فرداً} تام. ومثله {ضداً} ومثله {أن يتخذ ولداً} ومثله {فرداً} ومثله {وداً} ومثله {لداً} .
(100) حدثنا ابن فراس قال: ثنا الديبلي قال: حدثنا سعيد قال: حدثنا سفيان عن رجل عن مجاهد في قوله {سيجعل لهم الرحمن وداً} قال: يحبهم ويحببهم إلى عباده.

(1/128)


سورة طه
{طه} تام على قول من قال: إنها افتتاح للسورة واسمها. والتقدير: اتل طه. وهو رأس آية في الكوفي.
وقال أبو حاتم: وهو كاف. وقال غيره: ليس ذلك بتام ولا كاف، لأن معناها: يا رجل. وقال آخر: هي قسم، والنداء إنما يؤتى به تنبيهاً على ما بعده. والقسم لا بد له من جواب.
{لمن يخشى} كاف. وكذلك رؤوس الآي بعد.
(101) وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه كان يقف على قوله {الرحمن على العرش} ثم يستأنف ما بعد ذلك. والوجه الوقف على ((استوى)) أي: ارتفع وعلا. وهو كاف. ومثله {لا إله إلا هو} .
{الحسنى} تام. ومثله {على النار هدى} ومن قرأ {أني أنا ربك} بفتح الهمزة أو بكسرها لم يبتدئ بها، لأن كسرها بتقدير: فقيل إنني. فهي محكية بعد القول. وفتحها بتقدير: بأنني. فهي مفعول ((نودي)) الثاني، فلا يقطع من ذلك.
{طوى} كاف. ومثله {أكاد أخفيها} لأن فيه إضمار ((من نفسي)) أي: من عندي. ((بما تسعى)) أكفى منه. {فتردى} تام.
{الكبرى} كاف. وكذلك رؤوس الآي قبل وبعد. {سؤلك يا موسى} كاف. ومثله {ولا تحزن} وهو رأس آية في الشامي.
وقال قائل: الوقف على ((ثم جئت على قدر)) أي: على موعد. ثم تبتدئ: {يا موسى} . والوقف على ((يا موسى)) أوجه.

(1/129)


{لنفسي} كاف. وهو رأس الآية في الكوفي والشامي. {في ذكري} كاف. ومثله {ولا تعذبهم} . وكذلك رؤوس الآي.
وقال قائل: {في كتاب} تام ثم تبتدئ {لا يضل ربي} أي: لا يهلك [ربي] ولا ينسى شيئاً. وقال غيره: ليس بتام، لأن قوله ((لا يضل)) نعت لـ ((كتاب)) ، والمعنى: لا يضله ربي ولا ينساه. وقيل: المعنى: لا يضل الكتاب عن ربي، أي: لا يذهب عنه علم شيء من الأشياء. والكتاب المتقدم ذكره فاعل يضل على هذا لأن الضلال يتعدى بـ ((عن)) كقوله {وضلوا عن سواء السبيل} فلما حذف ((عن)) وصل الفعل إلى المفعول به.
{من نبات شتى} كاف. ومثله {تارةً أخرى} ومثله {الناس ضحى} ومثله {فيسحتكم بعذاب} . وكذلك رؤوس الآي بعده.
{كيد ساحر} كاف. ورأس الآية أكفى. {والذي فطرنا} كاف. ومثله {ما أنت قاض} . ومثله {الحياة الدنيا} . {من السحر} كاف. وقيل: تام. {خيرٌ وأبقى} تام. ومثله {خالدين فيها} ومثله {من تزكى} وهو أتم من الذي قبله. {ولا تخشى} تام.
ومن قرأ {لا تخف دركاً} بالجزم على جواب الأمر الذي هو قوله {فاضرب} لم يقف على قوله {في البحر يبساً} . والتقدير: أن تضرب بهم طريقاً في البحر لا تخف دركاً من خلفك وأنت لا تخشى غرقاً من بين يديك. فالوقف على هذه القراءة على قوله ((لا تخف دركاً)) كاف إذا جعل ((لا تخشى)) منقطعاً مما قبله كما قال عز وجل {وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون} . ومن قرأ ((لا تخاف)) بالرفع، فله تقديران: أحدهما أن يجعل حالاً من فاعل

(1/130)


((فاضرب)) . والتقدير: فاضرب لهم طريقاً في البحر غير خائف ولا خاشٍ. فعلى هذا لا يحسن الوقف على ما قبله. والثاني أن يقطع من قوله ((فاضرب)) . والتقدير: أنت لا تخاف. فعلى هذا يكفي الوقف على ما قبله.
{ما غشيهم} كاف. ورأس آية في الكوفي. {وما هدى} تام {عليكم غضبي} كاف. {فقد هوى} تام. ومثله {ثم اهتدى} .
{وإله موسى فنسي} تام ورأس آية في غير المدني الأول والمكي، والمعنى: فنسي موسى أن يذكر لهم أنه إلهه. وقيل: فنسي السامري الإيمان، أي فترك الإيمان.
{ولا نفعاً} تام. ورأس آية. ومثله {إلينا موسى} ومثله {في اليم نسفاً} ورؤوس الآي بين ذلك كافية. {خالدين فيه} كاف، يعني في عذاب الإثم. ومثله {إلا عشراً} .
{إلا يوماً} تام. ومثله {ورضي له قولاً} . ومثله {من حمل ظلماً} ومثله {هضماً} ومثله {لهم ذكراً} ومثله {الملك الحق} ومثله {إليك وحيه} . ومثله {علمه} . ومثله {عزماً} . ورؤوس الآي بعد كافية.
ومن قرأ {وإنك لا تظمأ} بكسر الهمزة ابتدأ بها لأنها مستأنفة. ومن فتحها لم يبتدئ بها لأنها محمولة على ما قبلها من اسم ((إن)) في قوله {ألا تجوع} والتقدير: أن لك انتفاء الجوع والعري وانتفاء الظمأ والضحاء فيها.
(102) حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا ابن قطن قال: حدثنا أبو خلاد عن اليزيدي قال: المعنى: وإن لك أن لا تظمأ.
{منها جميعاً} كاف. ومثله {لبعضٍ عدو} . ومثله {اليوم تنسى} .

(1/131)


{بآيات ربه} تام. ومثله {أشد وأبقى} . ومثله {لأولي النهى} ومثله {وأجلٍ مسمى} . وقيل: هو كاف. ومثله {لنفتنهم فيه} ومثله {نحن نرزقك} ومثله {للتقوى} . ومثله {الأولى} ومثله {فتربصوا} .

(1/132)


سورة الأنبياء عليهم السلام
{لاهيةً قلوبهم} كاف. ومثله {وأسروا النجوى} ثم تبتدئ {الذين ظلموا} بتقدير: هم الذين ظلموا، أو أعني الذين ظلموا. فإن جعل نعتاً لقوله {اقترب للناس} أو بدلاً من الضمير الذي في ((أسروا)) لم يكف الوقف على النجوى وكفى على ((الذين ظلموا)) .
{وأنتم تبصرون} تام. {أهلكناها} كاف. {أفهم يؤمنون} تام. {لا يأكلون الطعام} كاف. {لمسرفين} تام. {فيه ذكركم} كاف. وكذلك كل ما تبتدئ بالاستفهام بعده.
{أفلا تعقلون} تام. ومثله {خامدين} . {من لدنا} تام، إذا جعل {إن كنا} بمعنى: ما كنا غافلين. فإن علقت ((إن)) بالأول بتقدير: وإن كنا نفعل ذلك ولسنا نفعله كان الوقف على ((من لدنا)) كافياً. {فإذا هو زاهق} كاف.
وقال بعض المفسرين، وهو أحمد بن موسى، {يسبحون الليل} تام، ثم قال {والنهار لا يفترون} أي: لا ينامون ولا يشتغلون. وليس يصح ما قالوه بوجه لأن ((والنهار)) لا شك منسوق على ((الليل)) ، والعامل فيهما التسبيح. وكذلك وصفهم الله تعالى في قوله {فالذين عند ربك يسبحون الليل والنهار وهم لا يسأمون} أي: لا يملون. {ولا يفترون} كاف. ومثله {لفسدتا} ومثله {عما يصفون} ومثله {عما يفعل} . ومثله {وهم يسألون} . ومثله {وذكر من قبلي} ومثله {لا يعلمون الحق} . وقرأ ابن محيصن المكي {الحق} بالرفع. فعلى قراءته يكفي الوقف على قوله

(1/133)


{لا يعلمون} {معرضون} تام. {ولداً سبحانه} كاف. وقيل: تام. {مكرمون} تام. {نجزيه جهنم} كاف.
{نجزي الظالمين} تام. وكذلك رؤوس الآي إلى قوله {هم كافرون} {والشمس والقمر} كاف. ومثله {ذائقة الموت} . {يذكر آلهتكم} تام. ومثله {كافرون} . ومثله {من عجل} . ورؤوس الآي كافية إلى قوله {ينصرون} .
{ينظرون} تام. وكذلك رؤوس الآي إلى قوله {منكرون} وكذلك آخر كل قصة فيها. {من الرحمن} كاف. {عليهم العمر} تام. {من أطرافها} كاف. {بالوحي} تام.
{نفسٌ شيئاً} كاف. ورؤوس الآي من قوله {ولقد آتينا إبراهيم رشده} إلى آخر القصة كافية.
{ووهبنا له إسحاق} كاف. وقال نافع والأخفش وأحمد بن موسى: تام. ثم تبتدئ {ويعقوب نافلةً} . والمعنى: وزدناه يعقوب نافلة. {ويعقوب نافلةً} كاف أيضاً.
{عابدين} تام. {إنه من الصالحين} تام. ومثله {أجمعين} {ففهمناها سليمان} كاف. ومثله {حكماً وعلماً} . {يسبحن والطير} تام. ومثله {حافظين} ومثله {للعابدين} {وذا الكفل} كاف.
{من الصالحين} تام. ومثله {وكذلك ننجي المؤمنين} ومثله {خاشعين} ومثله {للعالمين} ومثله {أمرهم بينهم} ورأس الآية أتم. وكذلك {كاتبون}

(1/134)


{لا يرجعون} تام. ومثله {في غفلةٍ من هذا} {ظالمين} أتم منه أيضاً. {والذين كفروا} كاف. ومثله {وتتلقاهم الملائكة} ومثله {أول خلقٍ نعيده} . ومثله {وعداً علينا} . {فاعلين} تام. وكذلك الفواصل إلى {للعالمين} {على سواءٍ} كاف. {رب احكم بالحق} تام.
ومن قرأ {قل ربي يعلم القول} في أول السورة و {قل رب احكم} في آخرها على الأمر ابتدأ بذلك لأنه استئناف أمر من الله عز وجل للرسول عليه السلام، أن يقول ذلك. ومن قرأهما ((قال)) بالألف على الخبر لم يبتدئ بـ ((قال)) لأنه خبر عن الرسول عليه السلام، الذي تقدم ذكره، فهو كلام متصل فلا يقطع بعضه من بعض.

(1/135)