المكتفى في الوقف والابتدا

سورة الفرقان
{للعالمين نذيراً} كاف، وليس بتام. {تقديراً} تام. {وهم يخلقون} كاف. {ولا نشوراً} تام. {وزوراً} كاف ورأس آية.
{وأصيلاً} تام. ومثله {غفوراً رحيماً} {يأكل منها} تام. ومثله {سبيلاً} .
ومن قرأ {ويجعل لك قصوراً} بالرفع على القطع وقف على قوله {من تحتها الأنهار} [وهو كاف] . ومن قرأ بالجزم لم يقف على ذلك لأن ما بعده نسق على ما قبله.
{قصوراً} تام ورؤوس الآي كافية. {هنالك ثبوراً} كاف. {ما يشاءون خالدين} تام والآية أتم. {صرفاً ولا نصراً} تام. ومثله {عذاباً كبيراً} .
{لبعضٍ فتنةً} كاف. {أتصبرون} تام، والآية أتم. {أو نرى ربنا} كاف عند أبي حاتم وابن الأنباري وابن عبد الرزاق وهو عندي تام لانقضاء كلامهم.
(108) حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا يحيى بن سلام في قوله ((وقال الذين لا يرجون لقاءنا)) أي لا يخشون البعث ((لولا أنزل علينا الملائكة)) فيشهدوا أنك رسول الله، ((أو نرى ربنا)) معاينة فيخبرنا أنك رسول الله. قال الله عز وجل ((لقد استكبروا في أنفسهم)) الآية.
والفواصل تامة. {ويقولون حجراً محجوراً} كاف. وقال ابن عباس: هو من قول الملائكة أي: تقول الملائكة: حراماً محرماً أن تكون لهم البشرى. ويقول الحسن: ((ويقولون حجراً)) وقف تام. وهو من قول المجرمين. وقال ابن جريج: كانت العرب تقول عند الرعب: حجراً، أي استعاذةً فقال الله عز وجل [محجوراً] أي: محجوراً عليهم أن يعاذوا.

(1/147)


كما كانوا في الدنيا فحجر الله عز وجل عليهم يوم القيامة {الملك يومئذ الحق للرحمن} كاف. {بعد إذ جاءني} تام لأنه آخر كلام الظالم وما بعده [من] قول الله تعالى.
(109) حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا يحيى بن سلام في قوله ((لقد أضلني عن الذكر)) يعني القرآن بعد إذ جاءني قال الله عز وجل ((وكان الشيطان للإنسان خذولاً)) يأمره بمعصية الله عز وجل ثم يخذله في الآخرة.
{وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين} تام. {جملةً واحدة كذلك} كاف. وقيل: تام. والمعنى: كالتوراة والإنجيل. ثم يبتدئ ((لنثبت به فؤادك)) . والتقدير: أنزلناه متفرقاً لنثبت به فؤادك. ويجوز الوقف على قوله ((جملة واحدة)) ثم تبتدئ: [كذلك. أي أنزلناه متفرقاً] فكذلك على الأول من [قول] المشركين وعلى الثاني من قول الله تعالى.
(110) حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي قال: حدثنا أحمد ابن موسى قال: حدثنا يحيى بن سلام في قوله ((لولا أنزل عليه القرآن جملة واحدة)) كما أنزل على موسى وعلى عيسى قال الله عز وجل ((كذلك لنثبت به فؤادك)) .
{ترتيلاً} تام. ومثله {تفسيراً} ومثله {سبيلاً} {الذين كذبوا بآياتنا} كاف. ثم قال الله عز وجل {فدمرناهم تدميراً} فأضمر فبلغا الرسالة فلم يقبلوا منهما.
{للناس آيةً} كاف. ومثله {بين ذلك كثيراً} ومثله {الأمثال} {تتبيراً} تام. و {يرونها} تام. وقيل: كاف. {نشوراً} تام. {بعث الله رسولاً} كاف.

(1/148)


{أن صبرنا عليها} تام. أي: على عبادتها. قال الله عز وجل {وسوف يعلمون} {كالأنعام} كاف. {سبيلاً} تام. {ليذكروا} كاف. ومثله {نذيراً} {كبيراً} تام ومثله {محجوراً} .
{نسباً وصهراً} تام وقيل: كاف. وكذلك {ولا يضرهم} ومثله {ظهيراً} ومثله {سبيلاً} ومثله {وسبح بحمده} . {ثم استوى على العرش} تام، إذا ارتفع ((الرحمن)) بالابتداء وجعل الخبر فيما بعده. فإن رفع بتقدير: هو الرحمن كان الوقف على ((العرش)) كافياً. وإن جعل بدلاً من المضمر الذي في ((استوى)) لم يكف الوقف على ((العرش)) وكفى على ((الرحمن)) . ((خبيراً)) تام.
ومن قرأ {يأمرنا} بالياء وقف على {وما الرحمن} ثم ابتدأ {أنسجد لما يأمرنا} لأنه استئناف قول من بعضهم لبعض. ومن قرأ ذلك بالتاء لم يقف على ((الرحمن)) لأن ما بعده متعلق بما قبله من قوله ((وإذا قيل لهم)) .
{نفوراً} تام. ومثله {شكوراً} {غراماً} كاف. وكذلك رؤوس الآي بعد. {ولا يزنون} كاف.
ومن قرأ {يضاعف له العذاب} و {يخلد} بالرفع على القطع وقف على قوله ((يلق أثاماً)) . ومن قرأ بالجزم لم يقف على ذلك لأن ((يضاعف)) بدل من قوله ((يلق)) الذي هو جواب الشرط ورؤوس الآي قبل وبعد كافية.
{ومقاماً} تام. {لولا دعاؤكم} كاف.

(1/149)


سورة الشعراء
{طسم} تام إذا جعل اسماً للسورة، والتقدير: اتل طسم. وهو رأس آية في الكوفي، وقيل: هو كاف. {الكتاب المبين} تام. {فقد كذبوا} كاف. {يستهزئون} تام.
{إن في ذلك لآية} كاف. {مؤمنين} تام. {العزيز الرحيم} أتم منه. وكذلك جميع ما في السورة من ذلك، والفواصل بين ذلك كافية. {قوم فرعون} كاف. {أن يكذبون} كاف لمن قرأ ((ويضيق صدري ولا ينطلق لساني)) بالرفع على القطع، فإن نسقه على قوله ((إني أخاف)) لم يكف الوقف قبل ذلك. وكذلك قراءة من نصب لأنه منسوق على قوله ((أن يكذبون)) .
{قال كلا} تام، أي: لا يقدرون على ذلك ولا يصلون إليه {معنا بني إسرائيل} كاف. ومثله {أن عبدت بني إسرائيل} وهما رأسا آيتين، ورؤوس الآي بعد كافية.
{الذي علمكم السحر} كاف. {فلسوف تعلمون} تام {لا ضير} شبيه بالتمام. {أول المؤمنين} تام. {ومقام كريم} كاف. وقال نافع والدينوري: التمام ههنا، وفي الدخان ((كذلك)) ، والتفسير يدل على ذلك.
(111) حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أبي قال: ثنا علي قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا يحيى بن سلام في قوله ((ومقام كريم)) أي: منزل حسن كذلك أي [هكذا] كان الخبر. قال: ثم انقطع الكلام ثم قال: ((وأورثناها بني إسرائيل)) رجعوا إلى مصر بعد ما أهلك الله فرعون وقومه في تفسير الحسن.

(1/150)


{بني إسرائيل} تام. وقيل: كاف، وهو رأس آية. {قال كلا} تام أي: لا يدركونكم. {إلا رب العلمين} تام. ومثله {سليم} ومثله {للغاوين} ومثله {ولا صديقٍ حميم} ومثله {من المؤمنين} ومثله {وأطيعون} الثاني، ومثله {لو تشعرون} {المسحرين} كاف.
{وجناتٍ وعيون} تام. {فأهلكناهم} كاف. {وأهلي مما يعملون} تام. {عليهم مطراً} كاف. {والجبلة الأولين} تام ومثله: {لفي زبر الأولين} ومثله {علماء بني إسرائيل} وهو رأس آية.
{منذرون. ذكرى} تام وقيل: كاف. {ظالمين} تام. ورؤوس الآي بعد كافية. {من بعد ما ظلموا} تام.

(1/151)


سورة النمل
{طس} تام؛ وقيل: كاف. {يوقنون} تام. ومثله {هم الأخسرون} ومثله {من لدن حكيم عليم} .
{ومن حولها} كاف إن كان ((وسبحان الله)) خارجاً من النداء. {رب العالمين} تام. {وألق عصاك} كاف، وقال نافع: هو تام.
{ولم يعقب} تام [أي: ولم يرجع. وقال الأخفش: ((لا تخف)) تمام الكلام] {لدي المرسلون} كاف. وقال ابن النحاس: تام، لأن {إلا من ظلم} استثناء ليس من الأول بمعنى: لكن.
وبلغني عن الحسين بن خالويه أنه قال: صليت خلف أبي بكر بن مجاهد وأبي بكر ابن الأنباري فوقفا في سورة الانشقاق على قوله {فبشرهم بعذاب أليم} فسألتهما عن ذلك فقالا: ((إلا)) بمعنى ((لكن)) .
قال أبو عمرو: سبيل ما ورد في كتاب الله تعالى من هذا الضرب من الاستثناء في كون الوقف قبله تاماً كقوله {لن يضروكم إلا أذى} و {أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس} و {لك به علينا وكيلا. إلا رحمة من ربك} و {لست عليهم بمصيطر. إلا من تولى وكفر} وما أشبه ذلك سبيل هذين الموضعين.
{غفورٌ رحيم} تام، وكذلك رؤوس الآي إلى قوله {لهو الفضل المبين} وكذلك {في عبادك الصالحين} .
{لا يحطمنكم سليمان وجنوده} تام، لأنه انقضاء كلام النملة، وتمام

(1/152)


الفاصلة من قول الله عز وجل.
(112) حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا يحيى بن سلام في قوله {قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده} قال: قال الله {وهم لا يشعرون} إن سليمان يفقه كلامهم.
(113) حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا ابن الأنباري قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن أسود عن بعض أهل العلم أنه قال: الوقف ((ولها عرش)) والابتداء ((عظيم)) على معنى: عظيم عبادتهم للشمس. قال: وقد سمعت من يؤيد هذا المذهب ويحتج بأن عرشها أحقر وأدق شأناً [من] أن يصفه الله عز وجل بالعظم.
قال المقرئ أبو عمرو: فيرتفع قوله ((عظيم)) على هذا المذهب بالابتداء، والخبر في قوله ((وجدتها)) . والتقدير: عظيم وجوده إياها وقومها ساجدين للشمس من دون الله، لأن الذي استعظم سجودهم لغير الله عز وجل لا للعرش لعلمه بما آتى الله نبيه سليمان عليه السلام، من الملك العظيم والأمر الجسيم الذي لم يؤته أحداً. والأوجه في ذلك عند أهل التمام أن يكون ((عظيم)) تابعاً للعرش وصفة له إذ غير مستنكر أن يصفه الهدهد بذلك لما رأى من تناهي طوله وعرضه وما كان فيه من كل الزينة، وإن كان قد شاهد من ملك سليمان ما يدق ذلك عنده، والله أعلم. والوجه الأول جيد بالغ، وإن كان التفسير يؤيد الوجه الثاني.
(114) حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: ثنا يحيى بن سلام في قوله ((ولها عرش عظيم)) أي سرير عظيم قال: وقال قتادة: كان من ذهب وقوائمه لؤلؤ وجوهر، وكان مستراً بالديباج والحرير،

(1/153)


وكانت عليه سبعة مغاليق، وكانت دونه سبعة أبواب مغلقة.
{لا يهتدون} كاف على قراءة من قرأ ((ألا تسجدوا)) مخففاً. ومن قرأ {ألا يسجدوا} بالتشديد لإدغام النون فيها، فليس بوقف، لأن العامل في ((أن)) ما قبلها، فلا يقطع منه.
{إنه من سليمان} كاف. والهاء كناية عن الكتاب، وهي في الثانية كناية عما في الكتاب.
{مسلمين} تام. {أعزة أهلها أذلة} تام، فقال الله عز وجل {وكذلك يفعلون} . ومثله في الأعراف {يريد أن يخرجكم من أرضكم} تم الكلام فقال فرعون {فماذا تأمرون} ورؤوس الآي بعد كافية.
{أم أكفر} تام. ومثله {كأنه هو} {من دون الله} كاف. وقيل: تام، ورأس الآية أتم. {من قوارير} كاف. ورأس آية في غير الكوفي. {رب العالمين} تام.
ومن قرأ {إنا دمرناهم} بكسر الهمزة وقف على قوله {عاقبة مكرهم} لأنها مستأنفة. ومن فتحها لم يقف على ((مكرهم)) لأن ((إنا)) متعلقة بما قبلها إما بالبدل من العاقبة وإما خبراً لـ ((كان)) . فإن جعلت خبراً لمبتدأ مضمر بتقدير: هو أنا دمرناهم. فالوقف قبلها كاف. والابتداء بها حسن.
{يتقون} تام. ومثله {مطر المنذرين} ومثله {الذين اصطفى} .
(115) ثنا عبد الرحمن بن عثمان قال: ثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا يوسف بن أحمد بن يونس قال: حدثنا الحكم بن ظهير السدي في قوله عز وجل {قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى} قال: هم أصحاب محمد عليه السلام.

(1/154)


{شجرها} كاف. ومثله {أإله مع الله} حيث وقع، وهو استفهام توبيخ، والتقدير: [أمع الله ويحكم إله. وقيل: التقدير] : أإله مع الله يخلق.
{يعدلون} كاف. ومثله {حاجزاً} ومثله {خلفاء الأرض} . ومثله {بين يدي رحمته} ومثله {من السماء والأرض} .
{صادقين} تام. ومثله {إلا الله} {أيان يبعثون} تام. ومثله {عمون} ومثله {أساطير الأولين} وكذلك رؤوس الآي إلى قوله {وهو العزيز العليم} ورؤوس الآي بعد تامة.
ومن قرأ هنا وفي الروم {ولا يسمع الصم} بالياء والرفع وقف على قوله {فإنك لا تسمع الموتى} لأنه استئناف خبر من الله تعالى بأن الصم لا يسمعون الدعاء. ومن قرأ ذلك بالتاء والنصب لم يبتدئ بذلك لأنه متعلق بما قبله من الخطاب.
{مسلمون} تام. ومن قرأ {إن الناس كانوا} بكسر الهمزة وقف على ((تكلمهم)) هذا إذا لم يجعل بمعنى: يقول لهم. ومن فتحها لم يبتدئ بها لأنها متعلقة بما قبلها إذ مفعول ((تكلمهم)) بتقدير: تخبرهم بأن الناس. ورؤوس الآي بعد تامة.
{إلا من شاء الله} تام. ومثله {مر السحاب} ومثله {أتقن كل شيء} . ومثله {بما تفعلون} .
{في النار} كاف. {تعملون} تام {وأن أتلو القرآن} كاف. ومثله {فتعرفونها} وهو أكفى على قراءة من قرأ {يعلمون} بالياء.

(1/155)