الناسخ والمنسوخ للقاسم بن سلام محققا باب الزكاة وما فيها
من ذلك
قال أبو عبيد: اختلف العلماء في نسخ آيات من الصدقة، إحداهنّ
التي في النساء، قوله عز وجل: وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ
أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ
مِنْهُ (1)، والأخرى (2) الآية التي في الأنعام قوله: كُلُوا
مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ
(3)، وكذلك كل حق في القرآن سوى الزكاة فقد تكلمت فيه العلماء،
فأما التي في النساء:
29 - فإن عبد الرحمن بن مهدي حدثنا عن سفيان عن السدّي (4)، عن
أبي سعيد (5) قال: سألت سعيد بن جبير عن قوله عزّ وجلّ: وَإِذا
حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى
وَالْمَساكِينُ، فقال: إن كان الميت أوصى لهم بشيء أنفذ لهم
وصيتهم، وإن كان الورثة كبارا رضخوا (6) لهم، وإن كانوا صغارا
قال وليهم: لست أملك هذا المال وليس هو لي إنما هو لصغار. قال:
فذلك قوله
__________
(1) سورة النساء آية (8).
(2) في المخطوط (والآخر) والصواب ما أثبتناه.
(3) سورة الأنعام آية (141).
(4) السّدّي: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السّدّي (بضم
المهملة وتشديد الدال) أبو محمد الكوفي، صدوق، يهم، ورمي
بالتشيع، مات سنة سبع وعشرين ومائة.
(التقريب 1/ 72).
(5) أبو سعيد وقيل أبو سعد الأرحبي الكوفي، قارئ الأزد، روى
عنه السدّي، ذكره ابن حبان في الثقات، قال في التقريب: مقبول.
(التهذيب 12/ 106 - والتقريب 2/ 426).
(6) رضخوا: الرضخ: العطية القليلة.
(النهاية 2/ 228).
(1/25)
وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً (1).
30 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا يزيد (2) عن
هشام (3) عن ابن سيرين (4) عن عبيدة (5): أنه قسم ميراث أيتام،
فأمر بشاة فاشتريت من المال،
وبطعام فصنع، ثم قال: لولا هذه الآية لأحببت أن تكون من مالي،
ثم تلا: وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى
وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ (6).
31 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال وحدثني من سمع أسامة
ابن زيد الليثي (7) يحدث عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن
زرارة (8) عن
__________
(1) رواه الطبري في جامع البيان بلفظه سورة النساء ج 8 الأثر
(8697) ص 15 تحقيق محمود وأحمد شاكر.
وروى بعضه ابن أبي شيبة بلفظ مقارب. (المصنّف ج 11، كتاب
الوصايا «باب قوله: وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ» ص 196 تحقيق
مختار أحمد الندوى).
(2) يزيد بن هارون بن زاذان، السلمي مولاهم، أبو خالد الواسطي،
ثقة متقن، عابد، من التاسعة، مات سنة ست ومائتين، وقد قارب
التسعين.
(التقريب 2/ 372).
(3) هشام بن حسان الأزدي القردوسي (بالقاف وضم الدال) أبو عبد
الله البصري، ثقة، من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن
الحسن وعطاء مقال، لأنه قيل كان يرسل عنهما، من السادسة مات
سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائة.
(التقريب 2/ 318).
(4) ابن سيرين: محمد بن سيرين الأنصاري، أبو بكر بن أبي عمرة،
البصري، ثقة ثبت عابد، كبير القدر، كان لا يرى الرواية
بالمعنى، من الثالثة، مات سنة عشر ومائة.
(التقريب 2/ 169).
(5) عبيدة (بفتح أوله) بن عمرو السلماني (بسكون اللام)
المرادي، أبو عمرو الكوفي، تابعي كبير، مخضرم ثقة ثبت، مات قبل
سنة سبعين. (التقريب 1/ 547).
(6) رواه الطبرى في جامع البيان بلفظ مقارب ج 8 أثر (8705) ص
17، 18 تحقيق محمود وأحمد شاكر.
(7) أسامة بن زيد الليثي: مولاهم، أبو زيد المدني، صدوق، يهم،
من السابعة، مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، وهو ابن بضع وسبعين.
(التقريب 1/ 53).
(8) محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن
زرارة، ومنهم من ينسبه إلى
(1/26)
عمرة بنت عبد الرحمن (1) أن عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي بكر (2) فعل مثل ذلك حين قسم ميراث أبيه.
قالت: فذكرت ذلك لعائشة، فقالت: عمل بالكتاب هي لم تنسخ (3).
32 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال حدثنا عباد بن العوام
(4) عن حجاج بن أرطاة (5) عن عطاء (6) عن عبد الرحمن بن أبي
بكر في هذه الآية قال: هي يعمل بها وأحسبه، قال: وقد أخذت منها
(7).
__________
جده لأمه فيقول: محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة الأنصاري
المدني، قال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في
التقريب: ثقة، من السادسة، مات سنة أربع وعشرين ومائة.
(التهذيب 9/ 298 - التقريب 2/ 183).
(1) عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية،
أكثرت عن عائشة، ثقة، ماتت قبل المائة ويقال بعدها.
(التقريب 2/ 607).
(2) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، التيمي، ثقة،
مقبول، من الثالثة، مات بعد السبعين.
(التقريب 1/ 428).
(3) رواه بمعناه الطبرى في تفسيره للآية من سورة النساء.
(جامع البيان ج 8 أثر (8681) ص 10، 11 تحقيق محمود وأحمد
شاكر).
(4) عباد بن العوام: ابن عمر الكلابي، مولاهم، أبو سهل
الواسطي، ثقة، من الثامنة، مات سنة خمس وثمانين ومائة وله نحو
من سبعين.
(التقريب 1/ 393).
(5) حجاج بن أرطاة (بفتح الهمزة) بن ثور بن هبيرة النخعي، أبو
أرطاة الكوفي، القاضي أحد الفقهاء، صدوق كثير الخطأ والتدليس،
من السابعة، مات سنة خمس وأربعين ومائة.
(التقريب 1/ 152).
(6) هو عطاء بن أبي رباح.
(7) رواه بمعناه ابن أبي شيبة.
(المصنّف، كتاب الوصايا «باب قوله تعالى: وَإِذا حَضَرَ
الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى» الآية. ج 11/ 195
تحقيق مختار أحمد الندوي).
(1/27)
33 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال:
وحدثني يحيى بن سعيد (1) عن شعبة (2) عن قتادة (3) عن يونس بن
جبير (4) عن حطّان بن عبد الله (5) قال: فسم لي أبو موسى (6)
بهذه الآية: وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى
وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ (7).
__________
(1) يحيى بن سعيد بن فرّوخ (بفتح الفاء وتشديد الراء المضمومة
وسكون الواو ثم معجمة) التميمي، أبو سعيد القطان البصري، ثقة،
متقن حافظ، إمام قدوة، من كبار التاسعة، مات سنة ثمان وتسعين
ومائة وله ثمان وسبعون.
(التقريب 2/ 348).
(2) شعبة: ابن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم، أبو بسطام
الواسطي، ثم البصرى، ثقة، حافظ متقن، كان الثوري يقول: هو أمير
المؤمنين في الحديث، وهو أول من فتش بالعراق عن الرجال، وذبّ
عن السنة، وكان عابدا، من السابعة، مات بالبصرة سنة ستين
ومائة، وولد سنة اثنتين وثمانين.
(التهذيب 4/ 338 - التقريب 1/ 351).
(3) قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري، ثقة،
ثبت، يقال ولد أكمه، مات سنة مائة وبضع عشرة.
(التقريب 2/ 123).
(4) يونس بن جبير: الباهلي، أبو غلاب البصري، ثقة، من الثالثة،
مات بعد التسعين وأوصى أن يصلي عليه أنس بن مالك.
(التقريب 2/ 384).
(5) حطّان بن عبد الله الرّقاشي البصري، ثقة، من الثانية، مات
في ولاية بشر على العراق، بعد السبعين.
(التقريب 1/ 185).
(6) أبو موسى: عبد الله بن قيس بن سليم بن حضّار (بفتح المهملة
وتشديد الضاد المعجمة) أبو موسى الأشعري، صحابي مشهور، أمّره
عمر ثم عثمان، وهو أحد الحكمين بصفين، مات سنة خمسين وقيل
بعدها (التقريب 1/ 441).
(7) رواه الطبري في تفسيره للآية من سورة النساء.
(جامع البيان ج 8 الأثر (8692) ص 14 تحقيق محمود وأحمد شاكر.
وروى نحوه ابن أبي شيبة- المصنف ج 11، كتاب الوصايا «باب قوله
تعالى: وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ» ص 195 تحقيق مختار أحمد
الندوى).
(1/28)
34 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال:
حدثنا عبد الرحمن عن سفيان (1) عن ابن أبي نجيح (2) عن مجاهد
في هذه الآية قال: هي واجبة على أهل الميراث بما طابت به
أنفسهم (3).
قال أبو عبيد: فهذا مذهب الذين رأوها محكمة، وقد قال فيها
آخرون غير ذلك.
35 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا يزيد (4) عن
هشام (5) عن الحسن (6): وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا
الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ
__________
(1) سفيان بن عيينة بن أبي عمران، ميمون الهلالي، أبو محمد
الكوفي ثم المكي، ثقة حافظ فقيه، إمام حجة إلا أنه تغير حفظه
بآخره، وكان ربما دلس، لكن عن الثقات، مات في رجب سنة ثمان
وتسعين ومائة وله إحدى وتسعون سنة. (التقريب 1/ 312).
(2) ابن أبي نجيح: عبد الله بن أبي نجيح، يسار الثقفي، أبو
يسار المكي، مولى الأخنس بن شريق، ذكره ابن حبان في الثقات،
وقال في التقريب: ثقة، رمي بالقدر، وربما دلس، مات سنة إحدى
وثلاثين ومائة.
(التهذيب 6/ 54 - التقريب 1/ 456).
(3) روى نحوه الطبري في تفسيره للآية من سورة النساء- جامع
البيان ج 8 الأثر (8861) ص 7 تحقيق محمود وأحمد شاكر.
وروى نحوه أيضا النحاس في الناسخ والمنسوخ (سورة النساء) «باب
ذكر الآية الثالثة» منها ورقة (101) من المخطوط. ثم قال النحاس
بعد إيراده الخلاف حول نسخ آية وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ قال
أبو جعفر: فهذا مجاهد يقول بإيجابها بالإسناد الذي لا تدفع
صحته أهـ.
(المرجع نفسه).
(4) هو يزيد بن هارون.
(5) هو هشام بن حسان الأزدي.
(6) الحسن بن أبي الحسن البصري، واسم أبيه يسار، (بالتحتانية
والمهملة) الأنصاري مولاهم، ثقة، فقيه، فاضل مشهور، وكان يرسل
كثيرا ويدلس، قال البزار: كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم
فيتجوز ويقول: حدثنا وخطبنا يعني قومه الذين حدثوا وخطبوا
بالبصرة، مات سنة عشر ومائة، وقد قارب التسعين.
(التقريب 1/ 165).
(1/29)
فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ قال: هي منسوخة (1).
36 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا عبد الرحمن عن
ابن المبارك (2) عن عمارة أبي عبد الرحمن (3) قال: سمعت عكرمة
(4) يقول في هذه الآية: نسختها الفرائض (5).
37 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال حدثنا يحيى بن سعيد
(6) عن هشام الدّستوائي (7) عن قتادة عن سعيد بن المسيّب في
هذه الآية،
__________
(1) لم أجد هذا القول منسوبا للحسن، إنما الذي ثبت عنه إحكام
الآية، فقد روى عنه ذلك الطبري في جامعه والصنعاني وابن أبي
شيبة في مصنفيهما، وابن الجوزي في ناسخه، وقد قال بنسخ الآية
كل من سعيد بن المسيب وعطاء وعكرمة والضحاك.
روى ذلك البيهقي في السنن الكبرى 6/ 267.
(2) عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي، مولاهم، أبو
عبد الرحمن المروزي أحد الأئمة، قال ابن عيينة: لقد كان فقيها
عالما عابدا زاهدا شيخا شجاعا شاعرا، وقال الحاكم هو إمام عصره
في الآفاق، وقال ابن حبان: كان فيه خصال لم تجتمع في أحد من
أهل العلم في زمانه في الأرض كلها، وقال في التقريب: ثقة، ثبت،
فقيه، عالم جواد مجاهد، جمعت فيه خصال الخير، مات سنة إحدى
وثمانين ومائة وله ثلاث وستون.
(التهذيب 5/ 382 - التقريب 1/ 445).
(3) عمارة أبو عبد الرحمن: هو عمارة بن عبد الرحمن، أبو عبد
الرحمن الاسكندراني قيل ليحيى ابن معين: عمارة الذي يروى عن
عكرمة في التفسير فقال: يقال له عمارة الاسكندراني وهو شيخ
ثقة، وهو شيخ لابن المبارك، كتب عنه بمصر.
(الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3/ 368).
(4) عكرمة بن عبد الله مولى ابن عباس، ثقة، ثبت، عالم
بالتفسير، لا ثبت عنه بدعة، مات سنة سبع ومائة وقيل بعد ذلك.
(التقريب 2/ 30).
(5) رواه البيهقي في السنن الكبرى ج 6، كتاب الوصايا «باب ما
جاء في قوله تعالى وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ» / ص 267.
(6) هو يحيى القطان.
(7) هشام الدّستوائي: هشام بن أبي عبد الله سنبر، أبو بكر
الدّستوائي (بفتح الدال وسكون السين المهملتين وفتح المثناة ثم
مد) ثقة، ثبت، وقد رمي بالقدر، من كبار السابعة، مات سنة أربع
وخمسين ومائة، وله ثمان وسبعون سنة.
(التقريب 2/ 319).
(1/30)
قال: نسخها الميراث (1).
قال أبو عبيد: فهذا ما فى آية النساء، وأما آية الأنعام:
38 - فإن إسماعيل بن إبراهيم (2) حدثنا عن أبي رجاء (3) عن
الحسن في قوله: وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ قال: هو
الصدقة من الحب والثمار (4).
39 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا عبد الله بن
صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال:
حقه زكاته المفروضة يوم يكال أو يعلم كيله (5).
40 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا عبد الرحمن عن
سفيان عن منصور (6) عن مجاهد في قوله في هذه الآية قال: إذا
حصد زرعه
__________
(1) روى نحوه البيهقي فى السنن الكبرى ج 6، كتاب الوصايا «باب
ما جاء في قوله تعالي وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ» ص 267.
وروى نحوه ابن الجوزي في نواسخ القرآن (ج 1) «باب ذكر الآيات
التي ادعى عليهن النسخ من سورة النساء (الآية الثالثة)» ص 319
تحقيق محمد أشرف علي.
قال ابن حجر: وصح ذلك (أى القول بالنسخ) عن سعيد بن المسيب.
(الفتح 8/ 242، كتاب التفسير «باب (وإذا حضر القسمة)».
(2) إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي مولاهم، أبو بشر
البصري، المعروف بابن عليّة، ثقة حافظ، من الثامنة: مات سنة
ثلاث وتسعين ومائة، وهو ابن ثلاث وثمانين.
(التقريب 1/ 66).
(3) أبو رجاء: محمد بن سيف الأزدي المدّاني (بضم المهملة
الأولى وتشديد الدال) البصري، قال ابن معين ومحمد بن سعد
والنسائي ثقة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في
الثقات، وقال في التقريب: ثقة.
(التهذيب 9/ 217، التقريب 2/ 169).
(4) رواه الطبري فى جامع البيان ج 12، أثر (13968) ص 159 تحقيق
محمود محمد شاكر.
(5) رواه الطبري فى جامع البيان ج 12، أثر (13971) ص 159 تحقيق
محمود محمد شاكر.
(6) منصور بن المعتمر بن عبد الله بن ربيعة أبو عثاب الكوفي
(بمثلثة ثقيلة ثم موحدة)، قال العجلي: كوفي ثقة، ثبت في
الحديث، كان أثبت أهل الكوفة وكأن حديثه القدح، وقال في
التقريب:
ثقة، ثبت، وكان لا يدلس، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
(التهذيب 10/ 312، التقريب 2/ 276).
(1/31)
ألقى لهم من السنبل وإذا جدّ نخله ألقى لهم
من الشماريخ فإذا كاله زكّاه (1).
قال أبو عبيد: فهذا تأويل الذين رأوا الآية محكمة إلا أنّ ابن
عباس والحسن رأياها الزكاة نفسها في الأرض ورآها مجاهد من غير
الزكاة، إلا أنها واجبة عنده أيضا وفيها قول ثالث.
41 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال حدثنا خالد بن عمرو
(2) عن شريك (3) عن سالم الأفطس (4) عن سعيد بن جبير: وَآتُوا
حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ قال: هي منسوخة (5).
42 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا أبو معاوية
(6) عن حجاج (7) عن أبي جعفر (8) قال: نسخت الزكاة كل صدقة،
ونسخ الأضحى
__________
(1) رواه الطبري في تفسيره جامع البيان ج 12 أثر (13995) ص 164
تحقيق محمود محمد شاكر.
رواه بمعناه ابن أبي شيبة: المصنّف ج 3، كتاب الزكاة ص 185
«باب قوله: وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ» تحقيق عامر
الأعظمي.
(2) خالد بن عمرو بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاص
الأموى، أبو سعيد الكوفي، رماه ابن معين بالكذب، ونسبه صالح
جزرة وغيره إلى الوضع، من التاسعة.
(التقريب 1/ 216).
(3) شريك بن عبد الله النخعي الكوفي، القاضي بواسط، ثم الكوفة،
أبو عبد الله، صدوق، يخطئ كثيرا، تغير حفظه منذ ولي القضاء
بالكوفة، وكان عادلا فاضلا عابدا، شديدا على أهل البدع، من
الثامنة، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومائة.
(التقريب 1/ 351).
(4) سالم بن عجلان الأفطس، الأموي، مولاهم، أبو محمد الحراني،
ثقة، رمي بالإرجاء، من السادسة، قتل صبرا سنة اثنتين وثلاثين
ومائة.
(التقريب 1/ 281).
(5) روى نحوه الطبري في تفسيره للآية من الأنعام جامع البيان ج
12 أثر (14023) ص 168 تحقيق محمود محمد شاكر.
ورواه النحاس بمعناه. (الناسخ والمنسوخ (سورة الأنعام) «باب
الآية الرابعة» المخطوط ورقة 149).
(6) هو محمد بن خازم الضرير.
(7) هو حجاج بن أرطاة.
(8) هو يزيد بن القعقاع أبو جعفر القاري.
(1/32)
كل ذبح، ونسخ صوم رمضان كل صوم (1).
43 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا يزيد (2) عن
الحجاج (3) عن الحكم (4) قال: قال ابن عباس: نسخت الزكاة كل
نفقة في القرآن (5).
44 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا مروان بن
معاوية (6) عن سلمة بن نبيط عن الضحاك بن مزاحم قال: نسخت
الزكاة كل صدقة في القرآن (7).
قال أبو عبيد: وهذا قول الذين رأوها منسوخة، إلا أنهم عمّوا
بالنسخ كل ما في القرآن ما خلا الزكاة، وقول الذين رأوا هذه
الآيات في الصدقة محكمة قائمة، أشدّ عندي موافقة للأحاديث
المرفوعة من قول الآخرين.
45 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا يحيى بن سعيد
(8) ومروان بن معاوية الفزاري عن جعفر بن محمد (9) عن أبيه
(10) عن
__________
(1) روى نحوه ابن الجوزي في نواسخ القرآن معلقا من غير إسناد.
(نواسخ القرآن الآية الأولى من سورة البقرة ج 1 ص 145 تحقيق
محمد أشرف علي).
(2) هو يزيد بن هارون.
(3) هو الحجاج بن أرطاة.
(4) الحكم بن عبد الله بن إسحاق الأعرج البصري، روى عن ابن
عباس، قال أحمد: ثقة، وقال أبو زرعة: ثقة، وذكره ابن حبان في
الثقات، وقال في التقريب: ثقة ربما وهم.
(التهذيب 2/ 428 - التقريب 1/ 191).
(5) لم أتمكن من تخريجه.
(6) هو مروان بن معاوية الفزاري.
(7) رواه أيضا أبو عبيد في، كتاب الأموال ص 327 تحقيق محمد
خليل هراس. ورواه ابن أبي شيبة المصنف ج 3، كتاب الزكاة «باب
قوله تعالى: وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وما جاء فيه» ص
186
تحقيق عامر العمري الأعظمي.
(8) هو يحيى بن سعيد القطان.
(9) جعفر بن محمد: ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
الهاشمي العلوي أبو عبد الله المدني الصادق، ذكره ابن حبان في
الثقات وقال: كان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلا. وقال
في التقريب: صدوق فقيه إمام مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
(التهذيب 2/ 103 - التقريب 1/ 132).
(10) محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر
الباقر، ثقة، فاضل، مات سنة مائة وأربع عشرة. (التقريب 2/
192).
(1/33)
علي بن حسين (1) قال: نهى رسول الله- صلى
الله عليه- عن جداد الليل وعن حصاد الليل (2).
قال أبو عبيد: فتأولت العلماء هذا الحديث، أن نهيه- صلى الله
عليه- إنما كان للفرار به من حضور المساكين نهارا، فكأنه قد
أوجب الآن فيه حقا غير الزكاة المفروضة، وقد قال بعضهم: إنه
إنما نهى عنه للخوف على الناس من هوام الأرض ليلا، والتأويل
عندى هو الأول.
46 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا أبو النضر (3)
عن الليث بن سعد عن خالد بن يزيد (4) عن سعيد بن أبي هلال عن
أنس بن مالك (5) قال: أتى رجل من بني تميم النبي- صلى الله
عليه- فقال: يا رسول الله إني رجل، أو قال إني ذو مال كثير
وأهل وولد وحاضرة فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع، فقال: تخرج زكاة
مالك، فإنها طهرة تطهرك، وتصل
__________
(1) علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، زين العابدين، ثقة، ثبت،
عابد فقيه، فاضل مشهور، قال ابن عيينة: عن الزهرى: ما رأيت
قرشيا أفضل منه، مات سنة ثلاث وتسعين وكان قد ولد سنة ثلاث
وثلاثين.
(التهذيب 7/ 304 - التقريب 2/ 35).
(2) رواه البيهقي في السنن الكبرى وفي روايته: قال جعفر أراه
من أجل المساكين.
(سنن البيهقي ج 4، كتاب الزكاة «باب ما جاء في النهي عن الحصاد
والجداد بالليل» ص 133).
وروى نحوه عبد الرزاق في المصنف ج 4 ص 147 «باب علاج الطعام
بالليل» الأثر (7271) تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي.
(3) أبو النضر: هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي، مولاهم،
البغدادي، أبو النضر، مشهور بكنيته، ثقة، ثبت، من التاسعة، مات
سنة سبع ومائتين، وله ثلاث وسبعون.
(التقريب 2/ 314).
(4) هو خالد بن يزيد الجمحي.
(5) أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي أبو حمزة المدني،
خادم رسول الله صلّى الله عليه وسلم نزيل البصرة، قال عن نفسه:
شهدت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم الحديبية وعمرته والحج
والفتح وحنينا والطائف، وهو آخر من مات بالبصرة من أصحاب رسول
الله صلّى الله عليه وسلم، مات سنة اثنتين وقيل ثلاث وتسعين،
وقد جاوز المائة.
(التهذيب 1/ 376 - التقريب 1/ 84).
(1/34)
أقاربك، وتعرف حق السائل والجار والمسكين
(1).
قال أبو عبيد: أفلا تسمع قول رسول الله النبي- صلّى الله عليه-
للرجل، وما كان من أمره إيّاه بإعطاء هؤلاء بعد ذكر الزكاة، ثم
سمّاه حقا، فقال تعرف حق السائل والجار والمسكين، وقد أفتى
بذلك غير واحد من أهل العلم.
47 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا معاذ بن معاذ
(2) عن حاتم بن أبي صغيرة (3) عن رياح بن عبيدة (4) عن قزعة
(5): أن ابن
__________
(1) هذا جزء من حديث رواه الإمام أحمد فى المسند فقال: حدثنا
هاشم بن القاسم حدثنا ليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال
عن أنس بن مالك أنه قال: أتى رجل من بني تميم رسول الله صلّى
الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني ذو مال كثير وذو أهل
وولد وحاضرة فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع، فقال رسول الله صلّى
الله عليه وسلم: تخرج الزكاة من مالك فإنه طهرة تطهرك، وتصل
أقرباءك، وتعرف حق السائل والجار والمسكين، فقال: يا رسول الله
أقلل لي، قال: فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا
تبذر تبذيرا، فقال: حسبي يا رسول الله إذا أديت الزكاة إلى
رسولك فقد برئت منها إلى الله ورسوله فقال رسول الله صلّى الله
عليه وسلم: «نعم إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها فلك أجرها
وإثمها على من بدلها».
انظر: الحديث بتمامه في ج 3 ص 136 من المسند. ط دار الفكر.
(2) معاذ بن معاذ: ابن نصر بن حسان العنبري، أبو المثنى
البصري، القاضي، ثقة، متقن، من كبار التاسعة، مات سنة ست
وتسعين ومائة. (التقريب 2/ 257).
(3) حاتم بن أبي صغيرة: بكسر الغين المعجمة، أبو يونس البصري،
وأبو صغيرة اسمه مسلم، وهو جده لأمه، ثقة، من السادسة.
(التقريب 1/ 137).
(4) رياح بن عبيدة: بفتح أوله، الباهلي، وقيل السّلمي، كوفي
ثقة، من الرابعة، سكن الحجاز.
(التقريب 1/ 254).
(5) قزعة: ابن يحيى ويقال ابن الأسود أبو الغادية البصري، روى
عن ابن عمر، قال العجلي:
بصري تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في التقريب:
ثقة من الثالثة.
(التهذيب 8/ 377 - التقريب 2/ 126).
(1/35)
عمر (1) قال له: في مالك حق سوى الزكاة يا
قزعة (2).
48 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيدة قال: حدثنا هشيم قال:
أخبرنا إسماعيل بن سالم (3) قال: سمعت الشعبي (4) وسئل: هل فى
المال حق سوى الزكاة قال: نعم، وتلا هذه الآية: وَآتَى الْمالَ
عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ (5) إلى
آخرها (6).
49 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج (7) عن
حماد بن سلمة عن أبي جمرة (8) عن الشعبي مثل ذلك.
50 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج (9) عن
__________
(1) عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي، أبو عبد الرحمن، ولد
بعد المبعث بيسير، واستصغر يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة، وهو
أحد المكثرين من الصحابة والعبادلة، وكان من أشد الناس اتباعا
للأثر، مات سنة ثلاث وسبعين في آخرها، أو أول التي تليها.
(التقريب 1/ 435).
(2) هذا جزء من أثر رواه ابن أبي شيبة. المصنّف ج 3، كتاب
الزكاة «باب من قال في المال حق سوى الزكاة» ص 191 تحقيق عامر
العمري الأعظمي.
ورواه المؤلف في، كتاب الأموال ص 326 تحقيق محمد خليل هراس.
(3) إسماعيل بن سالم الأسدي، أبو يحيى الكوفي، نزيل بغداد،
ثقة، ثبت، من السادسة.
(التقريب 1/ 70).
(4) عامر بن شراحيل الشعبي: (بفتح المعجمة) أبو عمرو، ثقة،
مشهور، فقيه فاضل، من الثالثة، قال مكحول: ما رأيت أفقه منه،
مات بعد المائة، وله نحو من ثمانين سنة.
(التقريب 1/ 387).
(5) سورة البقرة آية (177).
(6) روى نحوه الطبري جامع البيان ج 3 الأثر (2525) ص 342 تحقيق
محمود وأحمد محمد شاكر.
(7) هو حجاج بن المنهال الأنماطي، أبو محمد السلمي، مولاهم،
البصري، ثقة فاضل، من التاسعة، مات سنة ست عشرة أو سبع عشرة
ومائتين.
(التقريب 1/ 154).
(8) أبو جمرة: (بالجيم والراء) نصر بن عمران بن عصام الضّبعي
بضم المعجمة وفتح الموحدة بعدها مهملة، البصري، نزيل خراسان،
مشهور بكنيته، ثقة ثبت، من الثالثة، مات سنة ثمان وعشرين
ومائة.
(التقريب 2/ 300).
قلت: قد كتب في المخطوط أبو حمزة بالحاء المهملة والزاي وليس
كذلك.
(9) هو حجاج بن محمد المصيصيّ.
(1/36)
ابن جريج قال: قال ابن عباس في هذه الآية:
وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ قال:
نزلت بالمدينة حين نزلت الفرائض وحدّت الحدود وأمروا بالعمل
(1).
قال أبو عبيد: فهذا التأويل وهذه الآثار التي ذكرناها توجب كل
حق مسمى في الكتاب وإن لم يكن كوجوب الزكاة (2).
__________
(1) لم أتمكن من تخريجه.
(2) قال الطبري في تفسيره لآية وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ
حَصادِهِ من سورة الأنعام بعد سياقه لما ورد من أقوال في إحكام
الآية أو نسخها: وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من
قال: كان ذلك فرضا فرضه الله على المؤمنين في طعامهم وثمارهم
التي تخرجها زروعهم وغروسهم ثم نسخه الله بالصدقة المفروضة.
(جامع البيان ج 12 ص 170 تحقيق محمود وأحمد شاكر).
قلت: وترجيح الطبرى للقول بالنسخ، محل نظر عندي إذ الجمع بين
إيجاب آية الأنعام حقا في يوم الحصاد يعطيه مالك الثمرة لمن
حضره من فقراء. وبين أدلة إيجاب الزكاة ممكن ولا يصار إلى
النسخ
إلا عند التعارض فالأمر إذن ما ذهب إليه أبو عبيد.
(1/37)
|