الناسخ والمنسوخ للقاسم بن سلام محققا

باب قيام الليل وما نسخ منه بعد الوجوب
467 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج (1) عن ابن جريج وعثمان بن عطاء عن عطاء الخراساني عن ابن عباس في قوله: يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ* قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا* نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا* أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (2) قال: لما قدم النبي- صلى الله عليه- المدينة نسختها إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ إلى آخر السورة (3) (4).
468 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس فى هذه الآية قال: شق ذلك على المؤمنين فخفف الله عنهم فأنزل هذا: عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ قال: فوسع الله عليهم (5).
__________
(1) هو حجاج بن محمد المصيصي.
(2) سورة المزمل آية- 4.
(3) إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون فى سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم. سورة المزمل آية 20.
(4) رواه ابن الجوزي في نواسخ القرآن من طريقين: الأول عطاء الخراساني عن ابن عباس، والثاني طريق علي بن الحسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس.
انظر: نواسخ القرآن سورة المزمل الآية الأولى ج 2/ ص 666، 670 تحقيق محمد أشرف علي ورواه النحاس في الناسخ والمنسوخ سورة المزمل المخطوط 268.
(5) روى نحوه الطبري جزء 29 ص 79 ط دار المعرفة.

(1/256)


469 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا يحيى بن سعيد (1) عن مسعر بن كدام عن سماك الحنفي (2) قال: سمعت ابن عباس يقول: لما أنزل (3) أول المزمل، كانوا يقومون مثل قيامكم في رمضان حتى نزل آخرها وكان بين أولها وآخرها سنة (4).
__________
(1) هو يحيى بن سعيد القطان.
(2) سماك الحنفي: هو سماك بن الوليد الحنفي، أبو زميل- بالزاي مصغرا-، اليمامي، ثم الكوفي، ليس به بأس، من الثالثة (التقريب 1/ 332).
(3) في المخطوط: «لما أنزل الله» بضم همزة أنزل، ولفظ الجلالة مشطوب عليه.
(4) رواه الطبري فى جامع البيان جزء 29 ص 78 ط دار المعرفة.
ورواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي في التلخيص: صحيح.
انظر: المستدرك مع التلخيص ج 2، كتاب التفسير ص 505.
وروى نحوه النحاس في ناسخه سورة المزمل المخطوط 268.

(1/257)