الناسخ والمنسوخ للقاسم بن سلام محققا باب توبة القتل ونسخ
اللين فيها بالتغليظ
484 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج (1) عن
ابن جريج قال: أخبرني يعلى بن مسلم أنه سمع سعيد بن جبير يحدث
عن ابن عباس أن ناسا من أهل الشرك قد قتلوا فأكثروا وزنوا
فأكثروا فأتوا محمدا- صلّى الله عليه- فقالوا إن الذي تدعو
إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزلت هذه الآية
وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا
يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا
بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ
أَثاماً (2) الآية نزلت يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى
أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ (3) الآية
(4).
485 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا أبو النضر
(5) عن شيبان (6) عن منصور (7) عن سعيد بن جبير قال: قال لي
سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى سل ابن
عباس عن هاتين الآيتين هذه التي في الفرقان والتي في النساء:
وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ
(8) قال: فسألت عنها ابن
__________
(1) هو حجاج بن محمد المصيصي.
(2) سورة الفرقان آية 68.
(3) سورة الزمر آية 53.
(4) رواه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير الزمر «باب قوله «يا
عبادي» ... » ج 6 ص 33.
ورواه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان «باب كون الإسلام يهدم ما
قبله وكذا الهجرة والحج» ج 1 ص 113 تحقيق محمد فؤاد عبد
الباقي.
(5) هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي- أبو النضر.
(6) هو شيبان بن عبد الرحمن التميمي.
(7) هو منصور بن المعتمر.
(8) سورة النساء آية 93.
(1/265)
عباس فقال: نزلت هذه التي في الفرقان بمكة
وكان المشركون قالوا: ما يغني عنّا الإسلام وقد عدلنا بالله
وقتلنا النفس التي حرم الله وأتينا الفواحش فنزلت:
إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً (1) فأما
من دخل في الإسلام وعقله ثم قتل فلا توبة له (2).
486 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا أبو النضر عن
شعبة عن منصور (3) قال: سمعت سعيد بن جبير يقول: أمرني ابن
أبزى فسألت ابن عباس عن قول الله عز وجل: وَمَنْ يَقْتُلْ
مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فقال:
لا توبة له. وسألته عن قوله: إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ
وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فقال:
كانت في الجاهلية (4).
487 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج (5) عن
ابن جريج قال: أخبرني القاسم بن أبي بزة أنه سأل سعيد بن جبير
هل لمن قتل مؤمنا توبة فقال: لا: قال: فقرأت عليه هذه الآية:
وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا
يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا
بِالْحَقِّ- (6) إلى قوله:- إِلَّا مَنْ تابَ فقال سعيد:
قرأتها على ابن عباس كما قرأتها عليّ فقال: هذه مكية نسختها
آية مدنية في سورة النساء (7).
__________
(1) سورة الفرقان آية 70.
(2) روى نحوه الطبري فى جامع البيان جزء 19 ص 27 ط دار
المعرفة.
وروى نحوه البخاري في صحيحه وليس في روايته «فأما من دخل في
الإسلام وعقله ثم قتل فلا توبه له». ج 6، كتاب التفسير سورة
الفرقان ص 15.
(3) هو منصور بن المعتمر.
(4) روى نحوه البخاري في صحيحه ج 6، كتاب التفسير سورة الفرقان
ص 15.
(5) هو حجاج بن محمد المصيصي.
(6) سورة الفرقان آية 68.
(7) روى نحوه البخاري في صحيحه ج 6، كتاب التفسير سورة الفرقان
ص 15.
(1/266)
488 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال:
حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث عن خالد بن يزيد (1) عن سعيد
بن أبي هلال عن جهم ابن أبي جهم (2) أن أبا الزناد (3) أخبره
أن خارجة بن زيد (4) أخبره عن أبيه زيد بن ثابت (5) قال: لما
نزلت هذه الآية التي في الفرقان وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ
اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي
حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ- إلى قوله:- إِلَّا مَنْ
تابَ قال: عجبنا من لينها فلبثنا سبعة أشهر ثم نزلت في سورة
النساء وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ
جَهَنَّمُ خالِداً فِيها الآية (6).
489 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج (7)
وابن أبي مريم (8) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال
أحدهما: عن عوف بن مخلد وقال الآخر عن عوف بن مجالد الحضرمي
(9) قال وكان امرأ صدق عن زيد
__________
(1) هو خالد بن يزيد الجمحي.
(2) جهم بن أبي جهم ويقال له ابن الجهم مولى الحارث بن حاطب
القرشي الجمحى، قال في الميزان: لا يعرف. مترجم في الجرح
والتعديل ج 2 ص 521.- وميزان الاعتدال 1/ 1/ 426.
(3) أبو الزناد: عبد الله بن ذكوان القرشي، أبو عبد الرحمن
المدني، ثقة فقيه، من الخامسة، مات سنة ثلاثين ومائة وعمره ست
وستون.
(التهذيب 5/ 203 - التقريب 1/ 413).
(4) خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري أبو زيد المدني/ ثقة فقيه،
من الثالثة، مات سنة مائة.
(التقريب 1/ 210).
(5) زيد بن ثابت: ابن الضحاك بن لوذان الأنصاري النجاري، أبو
سعيد وأبو خارجة، صحابي مشهور، كتب الوحي، قال مسروق: كان من
الراسخين في العلم، مات سنة خمس أو ثمان وأربعين.
(التقريب 1/ 272).
(6) روى نحوه الطبري وفي روايته ستة أشهر بدل سبعة.
انظر: جامع البيان جزء 19 سورة الفرقان ص 28 ط دار المعرفة.
وروى نحوه النحاس في ناسخه وليس في روايته تحديد لمدة معينة:
المخطوط ورقة 118.
(7) هو حجاج بن محمد المصيصي.
(8) هو سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي.
(9) عوف بن مجالد: الحضرمي، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال
الذهبي لا يعرف، وقال في التقريب: حجازي صدوق من الرابعة
(التهذيب 10/ 41 - التقريب 2/ 229).
(1/267)
ابن ثابت قال: نزلت هذه الآية الغليظة بعد
اللينة بستة أشهر قال: فنسخت الغليظة اللينة (1).
490 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج (2) عن
ابن جريج قال: أخبرني إسماعيل (3) عن ابن أبي الزناد عن خارجة
أن زيد بن ثابت قال: نزلت هذه الآية التي في النساء بعد قوله
وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ (4) بأربعة أشهر (5).
491 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا عبد الرحمن
عن سفيان عن مغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ
قال: قال ما نسخها شيء (6).
492 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا أبو النضر
(7) عن شيبان (8) عن عاصم بن بهدلة عن أبي رزين (9) عن ابن
عباس قال: هي
__________
(1) روى نحوه الطبري وليس في روايته «فنسخت الغليظة اللينة»:
جامع البيان ج 9 ص 69 الأثران (10208، 10209) تحقيق محمود
شاكر.
وروى نحوه ابن الجوزي مثل رواية الطبري انظر نواسخ القرآن «باب
ذكر الآية الخامسة والعشرين من النساء» ج 1 ص 369 تحقيق محمد
أشرف علي.
(2) حجاج بن محمد المصيصي.
(3) بعد البحث والتتبع في كتب الرجال تردد عندي إسماعيل هذا
بين أربعة، ثلاثة ثقات هم:
إسماعيل بن أمية وإسماعيل بن كثير وإسماعيل بن محمد بن سعد
والرابع وهو إسماعيل بن عبد الله بن أويس قال فيه ابن حجر:
صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه (التقريب 1/ 67. وما بعدها).
(4) سورة النساء آية 48.
(5) روى نحوه ابن أبي حاتم فى تفسيره فى سورة النساء قوله
وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً ج 2 المخطوط ص 170.
(6) رواه الطبري فى جامع البيان ج 9 ص 66 أثر (10195) تحقيق
محمود شاكر.
ورواه البخاري فى صحيحه ج 5، كتاب التفسير «باب من يقتل مؤمنا»
ص 182.
(7) هو هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي- أبو النضر.
(8) هو شيبان بن عبد الرحمن التميمي.
(9) هو مسعود بن مالك- أبو رزين.
(1/268)
مبهمة لا نعلم له توبة (1).
493 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا عبد الرحمن
عن سفيان عن أبي حصين (2) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لا
أعلم للقاتل توبة إلا أن يستغفر الله (3).
494 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا الأنصاري
محمد ابن عبد الله (4) عن محمد بن عمرو بن علقمة (5) عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن قال: قرأ ابن عباس هذه الآية: وَمَنْ
يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ فقال:
ما كان الله لينقر (6) عن قاتل المؤمن قال الأنصاري: فقلت
لمحمد بن عمرو وما ينقر عنه، قال: يمسك عنه حتى يهلكه (7).
495 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا هشام بن عمار
(8) عن صدقة بن خالد (9) قال: حدثنا خالد بن دهقان (10) قال
__________
(1) روى نحوه البخاري في صحيحه ج 6، كتاب التفسير «باب قوله:
وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ» ص 15/.
(2) هو عثمان بن عاصم بن حصين- أبو حصين.
(3) روى نحوه الطبري فى جامع البيان ج 9 أثر (10201) ص 67
تحقيق محمود شاكر.
(4) محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك
الأنصاري البصري، القاضي، ثقة، من التاسعة، مات سنة خمس عشرة
ومائتين (التقريب 2/ 180).
(5) محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، وصدوق له
أوهام، من السادسة، مات سنة خمس وأربعين ومائة على الصحيح
(التقريب 2/ 196).
(6) ما كان الله لينقر: أي ما كان الله ليقلع وليكفّ عنه حتى
يهلكه.
(لسان العرب 5/ 231).
(7) لم أتمكن من تخريجه. وقد أورده ابن منظور فى لسان العرب
عند ذكره لكلمة (نقر) المرجع السابق.
(8) هشام بن عمار بن نصير- بنون مصغرا- صدوق مقرئ، كبر فصار
يتلقن فحديثه القديم أصح، من كبار العاشرة، مات سنة خمس
وأربعين ومائتين، وله اثنتان وتسعون سنة.
(التقريب 2/ 320).
(9) صدقة بن خالد: الأموي مولاهم أبو العباس الدمشقي، ثقة، من
الثامنة مات سنة إحدى وسبعين ومائة (التقريب 1/ 365).
(10) خالد بن دهقان: القرشي مولاهم، أبو المغيرة الدمشقي،
مقبول من السابعة.
(التقريب 1/ 312).
(1/269)
حدثني ابن أبي زكريا (1) قال: سمعت أم
الدرداء (2) عن أبي الدرداء (3) يقول:
سمعت رسول الله- صلّى الله عليه- يقول كل ذنب عسى الله أن
يغفره إلا من مات مشركا أو مؤمنا قتل مؤمنا متعمدا (4).
496 - قال: خالد بن دهقان فقال: هانئ بن كلثوم (5) سمعت محمود
بن ربيعة (6) يحدث عن عبادة بن الصامت (7) عن النبي- صلّى الله
عليه- قال: من قتل مؤمنا ثم اغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا
ولا عدلا (8) قال
__________
(1) ابن أبي زكريا: هو عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي، أبو
يحيى الشامي، ثقة فقيه عابد من الرابعة، مات سنة تسع عشرة
ومائة (التقريب 1/ 416).
(2) أم الدرداء: الصغرى زوج أبي الدرداء اسمها هجيمة ويقال
جهيمة بنت حييّ الأوصابية ويقال الوصابية الدمشقية، ذكرها ابن
حبان في الثقات، روت الكثير وكانت فقيهة ولها كلام في التفسير
والزهد، قال في التقريب: ثقة فقيهة، ماتت سنة إحدى وثمانين.
انظر: (التهذيب 12/ 465) - التقريب 2/ 621 - طبقات الحفاظ
للسيوطي ص 17/) تحقيق علي محمد عمر.
(3) أبو الدرداء: هو عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري، صحابي
جليل، أول مشاهده أحد، وكان عابدا، مات في آخر خلافة عثمان
(التقريب 2/ 91).
(4) رواه أبو نعيم الأصبهاني: انظر حلية الأولياء وطبقات
الأصفياء ج 5 ص 153.
وروى نحوه أبو داود السجستاني/ سنن أبي داود ج 4، كتاب الفتن
والملاحم «باب في تعظيم قتل المؤمن» ص 103.
وأورد ابن كثير في تفسيره هذا الحديث عند قوله تعالى: وَمَنْ
يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً. ثم قال:
هذا حديث غريب جدا من هذا الوجه. انظر: تفسير ابن كثير ج 1/
النساء ص 536.
(5) هانئ بن كلثوم بن عبد الله الكناني أو الكندي الفلسطيني،
ثقة، عابد مات على رأس المائة.
(التقريب 2/ 315).
(6) هو محمود بن الربيع كما في التهذيب، وسنن أبي داود.
محمود بن الربيع: ابن سراقة بن عمرو الخزرجي أبو نعيم، أبو أبو
محمد المدني، صحابي صغير، جلّ روايته عن الصحابة (التقريب 2/
233).
(7) عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري الخزرجي، أبو الوليد
المدني، أحد النقباء، بدري مشهور، مات بالرملة، سنة أربع
وثلاثين، وله اثنتان وسبعون، قال سعيد بن عفير: كان طوله عشرة
أشبار.
(التقريب 1/ 395).
(8) الصرف: التوبة، وقيل النافلة. والعدل: الفدية، وقيل:
الفريضة.
(النهاية 3/ 24).
(1/270)
خالد: فسألت يحيى بن يحيى الغساني (1) عن
قوله: اغتبط بقتله فقال: هم الذين يقتتلون في الفتنة فيقتل
أحدهم ويرى أنه على هدى لا يستغفر الله منه أبدا، قال هشام
(2): هكذا قال صدقة: محمود بن ربيعة، وإنما هو محمود بن الربيع
(3).
497 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج (4) عن
أبي الأشهب (5) عن سليمان بن علي الرّبعي (6) عن الحسن أنه قرأ
هذه الآية:
مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ
مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي
الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً (7) فقلت: يا
أبا سعيد (8) أهي علينا كما كانت على بني
إسرائيل؟ فقال: إي والذي لا إله إلا هو وما جعل دماء بني
إسرائيل أكرم عليه من دمائنا (9) قال أبو عبيد: وقد كان بعض
أهل العلم يتأول في آية النساء غير هذا المذهب.
__________
(1) يحيى بن يحيى بن قيس بن حارثة الغساني، أبو عثمان الشامي،
ثقة من السادسة، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة على الصحيح
(التقريب 2/ 360).
(2) هو هشام بن عمار.
(3) روى نحوه أبو داود السجستاني في سننه ج 4، كتاب الفتن
والملاحم «باب في تعظيم قتل المؤمن» ص 104.
(4) لم يتبين لي من حجاج هذا إذ ليس في تهذيب الكمال من اسمه
حجاج روى عن أبي الأشهب.
(5) أبو الأشهب: جعفر بن حيان السعدي، أبو الأشهب العطاردي
البصري مشهور بكنيته، ثقة، مات سنة خمس وستين ومائة وله خمس
وتسعون سنة (التقريب 1/ 130).
(6) سليمان بن علي الربعي: الأزدى البصري، أبو عكاشة- بضم
العين وفتح الكاف المشددة أكثر من تخفيفها- ثقة، من الخامسة
(التقريب 1/ 212).
(7) سورة المائدة آية 43.
(8) هو الحسن البصري، كنيته أبو سعيد.
(9) روى نحوه ابن أبي شيبة فى المصنف ج 9، كتاب الديات «باب من
قال: ليس لقاتل المؤمن توبة» ص 360 تحقيق مختار أحمد الندوي.
(1/271)
498 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال:
حدثنا مروان بن معاوية (1) عن العلاء بن المسيب عن عاصم بن أبي
النجود (2) عن ابن عباس فى قوله: فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ قال: هي
جزاؤه فإن شاء غفر له وإن شاء عذبه (3).
499 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا إسماعيل بن
إبراهيم (4) عن سليمان التيمي عن أبي مجلز (5) قال: هو جزاؤه
إن شاء تجاوز عنه (6).
500 - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج (7) عن
شعبة عن سليمان التيمي عن أبي مجلز وعن سيار (8) عن أبي صالح
(9) مثل ذلك (10).
__________
(1) هو مروان بن معاوية الفزاري.
(2) عاصم بن بهدلة بن أبي النجود الأسدي مولاهم، الكوفي، أبو
بكر المقرئ صدوق، له أوهام، حجة في القراءة، من السادسة، مات
سنة ثمان وعشرين ومائة.
(التقريب 1/ 383).
(3) روى نحوه ابن أبي حاتم في تفسيره: النساء آية فَجَزاؤُهُ
جَهَنَّمُ ج 2 ورقة 171 من المخطوط.
(4) هو إسماعيل بن إبراهيم بن علية.
(5) أبو مجلز السدوسي لاحق بن حميد البصري.
(6) رواه أبو داود في سننه، كتاب الفتن والملاحم «باب تعظيم
قتل المؤمن» ج 4 ص 105.
وزواه الطبري فى جامع البيان ج 9 ص 61 أثر (10184) تحقيق محمود
محمد شاكر.
(7) هو حجاج بن محمد المصيصي.
(8) هو سيار بن أبي سيار العنزي.
(9) لم يتبين لي من أبو صالح هذا؟ وقد مر ترجمة لأبي صالح عبد
الله بن صالح الجهني، وأبى صالح ذكوان السمان.
(10) قال ابن كثير عند تفسيره لقوله جل ذكره: وَمَنْ يَقْتُلْ
مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً الآية: والذي عليه الجمهور من سلف
الأمة وخلفها أن القاتل له توبة فيما بينه وبين الله عز وجل،
فإن تاب وأناب وخشع وخضع وعمل عملا صالحا بدّل الله سيئاته
حسنات وعوّض المقتول من ظلامته وأرضاه عن طلابته قال الله
تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخر- إلى
قوله:- إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ-
(1/272)
قال أبو عبيد: والذي عندنا في هذا أنه ليس
مما يحتج بمثله عند ما ذكرنا من الآثار، لا نعلمه- يعني عاصما-
سمع من ابن عباس ولا رآه ومع هذا أنّ لفظ آخر الآية لا يدل على
ذلك في مذهب العربية والله أعلم بما أراد من أجل أنه لم يقل:
جزاؤه جهنم وأن يغضب الله عليه ويلعنه ولكنه جعله حتما واقعا
فقال:
وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً
عَظِيماً. وقد ذكر الله مواضع الجزاء في الثواب فقال: فَلَهُ
جَزاءً الْحُسْنى (1). وقال: جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ
(2) وقال: وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (3) مع
أشباه هذا كثير، في القرآن.
__________
- عَمَلًا صالِحاً الآية. وهذا خبر لا يجوز نسخه، وحمله على
المشركين وحمل هذه الآية على المؤمنين خلاف الظاهر ويحتاج حمله
إلى دليل والله أعلم. (تفسير ابن كثير 1/ 537).
(1) سورة الكهف آية 88.
قلت: وقد كتبت الآية (وله جزاء الحسنى) بالواو خطأ.
(2) سورة السجدة آية 17.
(3) سورة الإنسان آية 12.
(1/273)
|