الناسخ والمنسوخ للمقري سُورَة الْأَنْفَال
نزلت بِالْمَدِينَةِ إِلَّا آيَتَيْنِ مِنْهَا وهما قَوْله
تَعَالَى {وَإِذ يمكر بك الَّذين كفرُوا ليثبتوك} الْآيَة
وَقَوله {يَا أَيُّها النَبِيُّ حَسبُكَ اللَهُ وَمَنِ
اِتَّبَعَكَ من الْمُؤمنِينَ} وَقد روى عَن النَّضر بن
الْحَارِث أَنه دَعَا فَقَالَ اللَّهُمَّ إِن كانَ هَذَا هُوَ
الحَقَّ مِن عِندِكَ فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السَماءِ
أَو اِئتِنا بِعذابٍ أَليم فَأنْزل الله تَعَالَى {سَأَلَ
سَائل بِعَذَاب وَاقع للْكَافِرِينَ} وَهِي تحتوي على سِتّ
آيَات من الْمَنْسُوخ
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {يَسْأَلُونَك عَن
الْأَنْفَال} والأنفال الْغَنَائِم وَعَن
(1/92)
هَهُنَا صلَة فِي الْكَلَام تَقْدِيره
يَسْأَلُونَك الْأَنْفَال قَالَ الله تَعَالَى {قُلِ الأَنفالُ
لِلَّه وَالرَسولِ} وَإِنَّمَا سَأَلُوهُ أَن ينفلهم
الْغَنِيمَة وَذَلِكَ أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم) لما رأى ضعفهم وَقلة عدتهمْ يَوْم بدر فَقَالَ مرغبا
لَهُم ومحرضا من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه وَمن أسر أَسِيرًا
فَلهُ فداؤه فَلَمَّا وضعت الْحَرْب أَوزَارهَا نظر فِي
الْغَنِيمَة فَإِذا هِيَ أقل من الْعدَد فَنزلت هَذِه الْآيَة
ثمَّ صَارَت مَنْسُوخَة بقوله تَعَالَى {وَاِعلَموا أَنّما
غَنِمتُم مِن شَيْء فَأن لله خمسه وَلِلرَّسُولِ} الْآيَة
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {وَمَا كَانَ الله
ليعذبهم وَأَنتَ فيهِم وَما كانَ اللَهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم
يَسْتَغْفِرُونَ} ثمَّ نزلت بعْدهَا آيَة ناسخة لَهَا وَهِي
الَّتِي تَلِيهَا قَوْله تَعَالَى {وَما لَهُم أَلّا
يُعَذِّبهُمُ الله}
الْآيَة الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {وَإِن جَنَحوا لِلسلمِ
فَاِجنَح لَها} الى هَهُنَا النّسخ
(1/93)
وَبَاقِي الْآيَة مُحكم نزلت فِي الْيَهُود
ثمَّ صَارَت مَنْسُوخَة بقوله تَعَالَى {قاتِلوا الَّذينَ لَا
يُؤمِنونَ بِاللَهِ وَلا بِاليَومِ الآخِر} إِلَى قَوْله
{وَهُم صاغِرونَ}
الْآيَة الرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {يَا أَيُّها النَبِيُّ
حَرِّضِ المُؤمِنينَ عَلى القِتال} هَذَا مُحكم والمنسوخ
قَوْله {إِن يكن مِنْكُم عشرُون صَابِرُونَ يغلبوا
مِائَتَيْنِ} الى آخر الْآيَة وَكَانَ فرضا على الرجل أَن
يُقَاتل عشرَة فَمَتَى فر كَانَ مواليا للدبر فَعلم الله
تَعَالَى عجزهم فيسر وخفف فَنزلت الْآيَة الَّتِي بعْدهَا
فَصَارَت ناسخة لَهَا فَقَالَ {الآنَ خَفَّفَ اللَهُ عَنكُم
وَعَلِمَ أَنَّ فيكُم ضَعفاً} وَالتَّخْفِيف لَا يكون إِلَّا
(1/94)
من ثقل فَصَارَ فرضا على الرجل أَن يُقَاتل
رجلَيْنِ فان انهزم مِنْهُمَا كَانَ موليا للدبر وَإِن انهزم
عَن أَكثر لم يكن موليا للدبر بِدَلِيل ظَاهر الْآيَة
الْآيَة الْخَامِسَة قَوْله تَعَالَى {وَالَّذينَ آمَنوا وَلَم
يُهاجِروا مَا لَكُم مِن ولايتهم من شَيْء حَتَّى يهاجروا}
وَكَانَ النَّاس يتوارثون بِالْهِجْرَةِ لَا بِالنّسَبِ ثمَّ
قَالَ {إِلّا تفعلوه تكن فتْنَة فِي الأَرْض وَفَسَاد كَبِير}
حَتَّى أنزل الله تَعَالَى {وأولو الأَرحامِ بَعضُهُم أَولى
بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللَه} فَصَارَت ناسخة لِلْآيَةِ الَّتِي
كَانُوا يتوارثون بهَا وصاروا بعد ذَلِك يتوارثون بِالنّسَبِ
الْآيَة السَّادِسَة قَوْله تَعَالَى {وَإِن اِستَنصَروكُم فِي
الدّين فَعَلَيْكُم النَّصْر} الى قَوْله {وَفَسَاد كَبِير}
وَكَانَ بَين النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَبَين
أَحيَاء من الْعَرَب خُزَاعَة وهلال بن عُمَيْر وَجَمَاعَة من
أحباء الْعَرَب موادعة لَا يقاتلهم وَلَا يقاتلونه وحالفهم إِن
كَانَ لَهُ حَرْب أعانوه وَإِن كَانَ لَهُم حَرْب أعانهم
فَصَارَ ذَلِك مَنْسُوخا بِآيَة السَّيْف وَقد رُوِيَ فِي
قَوْله تَعَالَى {قُل لِلَّذينَ كَفَروا إِن يَنتَهوا يُغفَر
لَهُم مَا قَد سَلَف}
(1/95)
إِنَّهَا مَنْسُوخَة نسخت بقوله تَعَالَى
{وَقاتِلوهُم حَتّى لَا تَكونَ فِتنَةٌ} وَذهب آخَرُونَ إِلَى
أَنَّهَا وَعِيد وتهديد
(1/96)
سُورَة التَّوْبَة
نزلت بِالْمَدِينَةِ وَهِي من آخر التَّنْزِيل من الْقُرْآن
تحتوي على إِحْدَى عشرَة آيَة مَنْسُوخَة أَولهَا قَوْله
تَعَالَى {بَرَاءَة من الله وَرَسُوله إِلَى الَّذين عاهدتم من
الْمُشْركين فسيحوا فِي الأَرْض أَرْبَعَة أشهر} وَالْآيَة
الَّتِي تَلِيهَا نزلت هَذِه ثمَّ نزلت هَذِه فَمن كَانَت
بَينه وَبينهمْ موادعة جعل الله مدتهم أَرْبَعَة أشهر من يَوْم
النَّحْر إِلَى عشر من شهر ربيع الآخر فَهَذَا مُدَّة لمن
كَانَ بَينه وَبينهمْ عهد وَجعل مُدَّة من لم يكن بَينه
وَبينهمْ عهد خمسين يَوْمًا من يَوْم النَّحْر إِلَى آخر
الْمحرم وَهُوَ تَفْسِير قَوْله تَعَالَى {فَإِذا اِنسَلَخَ
الأَشهُرُ الحُرُمُ}
(1/97)
يَعْنِي الْمحرم وَحده ثمَّ صَار ذَلِك
مَنْسُوخا بقوله تَعَالَى {فَاقْتُلُوا الْمُشْركين حَيْثُ
وَجَدْتُمُوهُمْ} وانما يُرِيد بذلك شهر الْمحرم لَا غير سمي
باسم الشُّهُور وَهُوَ شهر وَاحِد لأمرين احدهما أَنه مُتَّصِل
بشهرين حرامين سمي باسمهما وَالْوَجْه الآخر إِنَّمَا سَمَّاهُ
على مَذْهَب الْعَرَب وَالْعرب تَقول ركبنَا البغال وَلَا تركب
إِلَّا بغلا وَاحِدًا وركبنا السفن وَهُوَ لَا يركب إِلَّا
سفينة وَاحِدَة وَهَذَا على وَجه الْمجَاز وَالْقُرْآن من
هَذَا مَمْلُوء وسنذكره فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى
الْآيَة الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {فَاقْتُلُوا الْمُشْركين
حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} الْآيَة مُسْتَثْنى مِنْهَا بقوله
تَعَالَى {فَإِن تَابُوا وَأَقاموا الصَلاةَ وَآتوا الزَكاةَ}
فإقامة الصَّلَاة هَهُنَا الْإِقْرَار بهَا وَكَذَلِكَ إيتَاء
الزَّكَاة وَهَذِه الْآيَة من أَعَاجِيب أَي الْقُرْآن
لِأَنَّهَا نسخت من الْقُرْآن لِأَنَّهَا نسخت من الْقُرْآن
مائَة وأربعا وَعشْرين آيَة ثمَّ نسخهَا الله تَعَالَى بعد
ثمَّ اسْتثْنى من ناسخها فنسخه بقوله تَعَالَى {وَإِن أحد من
الْمُشْركين استجارك فَأَجره حَتَّى يسمع كَلَام الله}
(1/98)
وَهِي آيَة السَّيْف نسخت من الْقُرْآن
مائَة وأربعا وَعشْرين آيَة ثمَّ صَار آخرهَا نَاسِخا لأولها
وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {فَإِن تَابُوا وَأَقاموا الصَلاةَ
وَآتوا الزَكاةَ فَخَلّوا سَبيلَهُم}
الْآيَة الرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {إِلّا الَّذينَ عاهَدتُم
عِندَ المَسجِدِ الحَرامِ فَما استقاموا لكم فاستقيموا لَهُم}
نسخت بقوله تَعَالَى {فَاقْتُلُوا الْمُشْركين حَيْثُ
وَجَدْتُمُوهُمْ}
الْآيَة الْخَامِسَة وَالسَّادِسَة قَوْله تَعَالَى
{وَالَّذينَ يَكنِزونَ الَذَهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقونَها
فِي سَبيلِ اللَهِ فَبَشِّرهُم بِعذابٍ أَليم} ثمَّ هددهم
بِالْآيَةِ الَّتِي تَلِيهَا {يَوْم يحمى} ثمَّ نسختا
بِالزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَة فبينت السّنة أعيانها
(1/99)
الْآيَة السَّابِعَة وَالثَّامِنَة قَوْله
تَعَالَى {إِلّا تَنفِروا يعذبكم عذَابا أَلِيمًا ويستبدل قوما
غَيْركُمْ} وَقَوله تَعَالَى {انفروا خفافا وثقالا} نسختا
جَمِيعًا بقوله تَعَالَى {وَما كانَ المُؤمِنونَ لِيَنفِروا
كافَّةً} الْآيَة وَقَوله تَعَالَى {يَا أَيُّها الَّذينَ
آمَنوا خُذوا حِذرَكُم فانفروا ثبات أَو انفروا جَمِيعًا}
الْآيَة التَّاسِعَة قَوْله تَعَالَى {عَفا الله عَنْك لم
أَذِنت لَهُم حَتَّى يتَبَيَّن لَك} الْآيَة ثمَّ رخص لَهُ بعد
ذَلِك بقوله تَعَالَى {فَإِذا اِستَأذَنوكَ لِبَعضِ شَأنِهِم
فَأذَن لِمَن شِئتَ مِنهُم وَاِستَغفِر لَهُم اللَهَ إِنَّ
اللَهَ غَفُور رَحِيم}
(1/100)
الْآيَة الْعَاشِرَة قَوْله تَعَالَى
{اِستَغفِر لَهُم أَو لَا تَستَغفِر لَهُم إِن تَستَغفِر لَهُم
سَبعينَ مرّة فَلَنْ يغْفر الله لَهُم} فَقَالَ عَلَيْهِ
السَّلَام لأزيدن على السّبْعين فنسخها الله بقوله {سَواءٌ
عَلَيهِم أَستَغفَرتَ لَهُم أَم لَم تستغفر لَهُم لن يغْفر
الله لَهُم}
الْآيَة الْحَادِيَة عشرَة قَوْله تَعَالَى {الْأَعْرَاب أَشد
كفرا ونفاقا وأجدر} هَذِه الأية وَالَّتِي تَلِيهَا وَهِي
{وَمِنَ الأَعرابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغرَماً ويتربص
بكم الدَّوَائِر} نسخهما الله تَعَالَى بقوله {وَمِنَ
الأَعرابِ مَن يُؤمِنُ بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر} الْآيَة
هَذَا جَمِيع مَا فِي هَذِه السُّورَة من الْمَنْسُوخ
(1/101)
سُورَة يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام
من أَوَائِل مَا أنزل من الْقُرْآن وَهِي سُورَة تلِي تنزيلها
فِي النّظم مَا بعْدهَا وَالَّذِي بعْدهَا هِيَ مَكِّيَّة غير
آيَتَيْنِ وَيُقَال ثَلَاث آيَات وَالله أعلم نزلت فِي أبي بن
كَعْب الْأنْصَارِيّ وَذَلِكَ أَن رَسُول الله (صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ يَا أبي إِن الله يَأْمُرنِي أَقرَأ
عَلَيْك الْقُرْآن فَقَالَ أبي وَقد ذكرت هُنَاكَ فَقَالَ أَي
عَيْنَيْك الْوَحْي لَك فَبكى بكاء شَدِيدا فَنزلت فِيهِ {قُل
بِفَضلِ اللَهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلكَ فليفرحوا هُوَ خير
مِمَّا يجمعُونَ}
وَهَذِه الأية فَخر وَشرف لأبي بن كَعْب وَحكمهَا بَاقٍ فِي
غَيرهَا وَالْآيَة الَّتِي تَلِيهَا ذمّ لقريش لأَنهم حرمُوا
مَا أحل الله لَهُم وَصَارَ حكمهَا فِي كل من يفعل مثل ذَلِك
إِلَى يَوْم الْقِيَامَة
(1/102)
وَهِي تحتوي على ثَمَان آيَات من
الْمَنْسُوخ
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {إِنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ
رَبّي عَذابَ يَومٍ عَظيم} نسخت بقوله تَعَالَى {لِيَغفِرَ لَك
الله مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر وَيتم نعْمَته} الْآيَة
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {وَيَقُولُونَ لَوْلَا
أنزل عَلَيْهِ آيَة من ربه فَقل إِنَّمَا الْغَيْب لله} هَذَا
مُحكم وَبَاقِي الْآيَة مَنْسُوخ بِآيَة السَّيْف
الْآيَة الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {وَإِن كَذَّبوكَ فَقُل
لي عَمَلي وَلَكُم عَمَلَكُم} الْآيَة كلهَا نسخت بِآيَة
السَّيْف
الْآيَة الرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {وِإِمّا نُرِيَنَّكَ
بَعضَ الَّذي نَعِدُهُم أَو نتوفينك}
(1/103)
نسختها آيَة السَّيْف
الْآيَة الْخَامِسَة قَوْله تَعَالَى {أَفَأَنتَ تُكرِهُ
الناسَ حَتّى يَكونوا مُؤمِنين} نسخت بِآيَة السَّيْف
الْآيَة السادية قَوْله تَعَالَى {فَهَل يَنتَظِرونَ إِلّا
مِثلَ أَيّامِ الَّذين خلوا من قبلهم} نسختها آيَة السَّيْف
الْآيَة السَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {فَمَن اِهتَدى فَإِنّما
يَهتَدي لِنَفسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنِّما يَضِلُّ عَلَيْهَا
وَمَا أَنا عَلَيْكُم بوكيل} نسختها آيَة السَّيْف
الْآيَة الثَّامِنَة قَوْله تَعَالَى / وَاتبع مَا يوحي اليك
من رَبك واصبر حَتَّى يحكم الله / نسخ الصَّبْر بِآيَة
السَّيْف
(1/104)
سُورَة هود عَلَيْهِ السَّلَام
نزلت بِمَكَّة غير آيَات مِنْهَا نَزَلْنَ فِي نَبهَان التمار
وَهُوَ قَوْله {وأقم الصَلاةَ طَرَفَي النَهارِ وَزُلَفاً مِنَ
اللَّيلِ} وَالْآيَة الَّتِي تَلِيهَا تحتوي من الْمَنْسُوخ
على أَربع آيَات
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {إِنَّما أَنتَ نَذيرٌ
وَاللَهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ وَكيل} نسخ مَعْنَاهَا لَا لَفظهَا
بِآيَة السَّيْف
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {مَن كانَ يُريدُ
الحَياةَ الدُنيا وَزينَتَها} نسخت بقوله تَعَالَى فِي بني
إِسْرَائِيل {من كَانَ يُرِيد العاجلة عجلنا لَهُ}
(1/105)
الْآيَة
الْآيَة الثَّالِثَة وَالرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {وَقُل
لِلَّذينَ لَا يُؤمِنونَ اِعمَلوا عَلى مَكانَتِكُم إِنّا
عامِلونَ} وَالْآيَة الَّتِي تَلِيهَا {وَانْتَظرُوا إِنَّا
منتظرون} الْآيَتَانِ نسختا جَمِيعًا بِآيَة السَّيْف
سُورَة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام
نزلت بِمَكَّة وَلَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
(1/106)
سُورَة الرَّعْد
اخْتلف أهل الْعلم فِي تنزيلها فَقَالَ الْأَكْثَرُونَ نزلت
بِمَكَّة وَقَالَ قَتَادَة وَجَمَاعَة نزلت بِالْمَدِينَةِ
وَقَالَ الْمُحَقِّقُونَ من أهل التَّأْوِيل نزلت آيَات
مِنْهَا بِالْمَدِينَةِ وسائرها بِمَكَّة والتنزيل مِنْهَا
بِالْمَدِينَةِ قَوْله تَعَالَى {هُوَ الَّذِي يريكم الْبَرْق
خوفًا وَطَمَعًا} الى قَوْله تَعَالَى {لَهُ دَعْوَة الْحق}
وَهِي وَالله أعلم إِلَى تَنْزِيل الْمَدِينَة أشبه لِأَن
فِيهَا قصَّة أَرْبَد بن ربيعَة وعامر بن الطُّفَيْل وَكَانَ
شَأْنهمَا بِالْمَدِينَةِ وقدومهما على النَّبِي (صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم) وَمَا لحق أَرْبَد من الصاعقة وَكَيف ابتلى
الله عَامر بن الطُّفَيْل بعده فِي عِلّة فَمَاتَ وَهُوَ
يَقُول غُدَّة كَغُدَّة الْبَعِير وَلم تزل بِهِ الْعلَّة
حَتَّى مَاتَ وَعجل الله بِرُوحِهِ إِلَى النَّار وَكَانَا
قدما على رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ليَقْتُلهُ
أَحدهمَا فَقَالَ عَامر بن الطُّفَيْل يَا مُحَمَّد أتبعك على
أَنَّك تكون على المدد وأكون أَنا
(1/107)
على الْوَبر فَقَالَ لَهُ رَسُول الله (صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم) لَا قَالَ فَتكون أَنْت على الْخَيل
وأكون أَنا على الرجل قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم) لَا قَالَ فعلى مَاذَا أتبعك قَالَ تكون رجلا من
الْمُسلمين لَك مَا لَهُم وَعَلَيْك مَا عَلَيْهِم قَالَ أكون
كسلمان وعمار وَابْن مَسْعُود فُقَرَاء أَصْحَابك قَالَ لَهُ
النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إِن شِئْت فَقَالَ عَامر
وَاللات والعزى إِلَّا ملأتها عَلَيْك خيلا ورجلا ثمَّ خرجا من
عِنْده فَقَالَ لَهُ أَرْبَد لقد عجلت وَلَكِن ارْجع فحدثه
أَنْت وتخدعه حَتَّى تشغله فَأَقْتُلهُ أَنا وَإِلَّا أَنا
أحدثه وأشفله فتقتله أَنْت قَالَ أفعل فدخلا عَلَيْهِ ثَانِيًا
فَقَالَ لَهُ عَامر أعرض عَليّ أَمرك ثَانِيًا فَعرض عَلَيْهِ
النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أمره الأول وحادثه طَويلا
وعامر ينْتَظر أَرْبَد وَهُوَ لَا يضع شَيْئا فَلَمَّا طَال
على عَامر ذَلِك قَامَ فَخرج ولحقه أَرْبَد فَقَالَ لَهُ عَامر
وَيحك قلت لي حَدثهُ حَتَّى تشغله وأقتله أَنا وَمَا رَايَتك
صنعت شَيْئا قَالَ لَهُ أَخَذَنِي من مجامع قلبِي فشغلني
عَمَّا أردْت ثمَّ خرجا من عِنْده فَأَما أَرْبَد فأصابته فِي
الْبَريَّة الصاعقة فَهَلَك وَعَاد عَامر وَبِه كَغُدَّة
الْبَعِير فَلم يزل يَصِيح مِنْهَا وَيَقُول يذهب سيد مثلي
بِهَذَا فِي بَيت امْرَأَة وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى عجل الله
بِرُوحِهِ الى النَّار
تحتوي من الْمَنْسُوخ على آيَتَيْنِ آيَة مجمع عَلَيْهَا
وَآيَة مُخْتَلف فِيهَا فالمختلف فِيهَا قَوْله تَعَالَى
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَذو مَغفِرَةٍ لِلَّناسِ عَلى ظلمهم}
النَّاس فِي هَذِه الْآيَة قائلان
(1/108)
فَقَالَ بَعضهم هِيَ محكمَة وَقَالَ
آخَرُونَ مَنْسُوخَة نسخت بقوله تَعَالَى {إِنَّ اللَهَ لَا
يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ} وَالظُّلم هَهُنَا الشّرك وَقَالَ
السّديّ إِنَّمَا هُوَ إِحْسَان من الله وَتعطف على خلقه
وَالْآيَة الْمجمع عَلَيْهَا {فَإِنّما عَلَيكَ البَلاغُ
وَعَلينا الحِسابُ} نسخت بِآيَة السَّيْف
(1/109)
سُورَة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام
نزلت بِمَكَّة غير أيتين مِنْهَا وهما قَوْله تَعَالَى {ألم
تَرَ إِلى الَّذينَ بَدَّلوا نِعمَةَ اللَهِ كُفراً} الى
قَوْله {تمَتَّعُوا فَأِنَّ مَصيرَكُم إِلى النَّار} نزلت فِي
أهل بدر وقتلاهم وأسراهم وَهِي محكمَة عِنْد النَّاس كلهم
إِلَّا فِي قَول عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم فَإِن قَالَ
فِيهَا آيَة مَنْسُوخَة وَهِي قَوْله تَعَالَى {وَإِن تَعُدّوا
نِعمَةَ اللَهِ لَا تُحصوها} هَذَا مُحكم والمنسوخ قَوْله
{إِنَّ الإِنسانَ لَظلومُ كَفّارٌ} نسخت بقوله {وَإِن تُعدّوا
نِعمَةَ اللَهِ لَا تُحصوها إِن اللَهَ لغَفُور رَحِيم} فِي
سُورَة النَّحْل وَقَالَ غَيره وَهَذَا عُمُوم أُرِيد بِهِ
الْخُصُوص
(1/110)
سُورَة الْحجر
نزلت بِمَكَّة تحتوي من الْمَنْسُوخ على خمس آيَات
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {ذَرهُم يَأكُلوا
وَيَتَمَتَّعوا} نسخت بِآيَة السَّيْف
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {وَما خلقنَا
السَّمَاوَات وَالْأَرْض} الى قَوْله {فاصفح} مُحكم
وَقَوله {فاصفح الصفح الْجَمِيل} نسخت بِآيَة السَّيْف وَأول
الْآيَة مُحكم
الْآيَة الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {لَا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ
إِلَى مَا متعنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُم} الْآيَة
(1/111)
كَانَ هَذَا قبل أَن يُؤمر بقتالهم ثمَّ
صَار ذَلِك مَنْسُوخا بِآيَة السَّيْف
الْآيَة الرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {وَقُل إِنّي أَنا
النَذيرُ المُبين} نسخ مَعْنَاهَا لَا لَفظهَا بِآيَة السَّيْف
الْآيَة الْخَامِسَة قَوْله تَعَالَى {فَاِصدَع بِما تُؤمَرُ}
هَذَا مُحكم وَهَذِه الْآيَة نِصْفَانِ نصفهَا مُحكم
وَنِصْفهَا مَنْسُوخ وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {وَأعْرض عَن
الْمُشْركين} نسخ بِآيَة السَّيْف
(1/112)
سُورَة النَّحْل
من أَعَاجِيب الْقُرْآن نزلت بِمَكَّة وَقَالَت طَائِفَة نزلت
بِالْمَدِينَةِ وَالصَّحِيح أَنه نزل من أَولهَا إِلَى رَأس
أَرْبَعِينَ آيَة بِمَكَّة وَمن رَأس الآربعين الى أَخّرهَا
بِالْمَدِينَةِ تحتوي من الْمَنْسُوخ على أَربع آيَات
بِإِجْمَاع وَخمْس آيَات بِخِلَاف
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {وَمِن ثَمَراتِ النَخيلِ
وَالأَعنابِ تَتَّخِذونَ مِنهُ سَكَراً وَرِزقاً حَسَناً} أَي
وتعدلون عَن الرزق الْحسن وَهَذِه الْآيَة ظَاهرهَا التعداد
بِالنعْمَةِ وباطنها توبيخ وتعيير وَنسخت بِالْآيَةِ الَّتِي
فِي سُورَة الْمَائِدَة وَهِي قَوْله تَعَالَى {يَا أَيُّها
الَّذينَ آمَنوا إِنَّما الخَمرُ} الى قَوْله {لَعَلَّكُم
تُفلِحون} وَمَوْضِع التَّحْرِيم قَوْله تَعَالَى
{فَاِجتَنِبوه} وَقيل مَوضِع التَّحْرِيم قَوْله تَعَالَى
{فَهَل أَنتُم مُنتَهون}
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {فَإِن توَلّوا
فَإِنَّمَا عَلَيْك الْبَلَاغ الْمُبين} نسخت بِآيَة
(1/113)
السَّيْف
الْآيَة الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {مَن كَفَرَ بِاللَهِ مِن
بَعدِ إيمانِه} ثمَّ اسْتثْنى {إِلّا مَن أُكرِهَ وَقَلبُهُ
مَطمَئِنٌ بِالإيمانِ} نسخهَا آخرهَا وَيُقَال آيَة السَّيْف
نزلت فِي فُقَرَاء الْمُسلمين الَّذين كَانُوا الْمُشْركُونَ
يعذبونهم ثمَّ نسخهَا الله تَعَالَى بقوله {إِلّا
المُستَضعَفينَ مِنَ الرِجالِ وَالنِساءِ وَالوِلدانِ} فِي
سُورَة النِّسَاء
الْآيَة الرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {اِدعُ إِلى سَبيلِ رَبك
بالحكمة وَالْمَوْعِظَة الْحَسَنَة} هَذَا مُحكم {وَجادِلهُم
بِالتَّي هِيَ أَحسَنُ} مَنْسُوخ نسختها آيَة السَّيْف وَقيل
بل آيَة الْقِتَال
الْآيَة الْخَامِسَة قَوْله تَعَالَى {وَاِصبِر} نسخ الصَّبْر
بِآيَة السَّيْف
(1/114)
سُورَة بني إِسْرَائِيل
نزلت بِمَكَّة إِلَّا آيَات نزلت بِالْمَدِينَةِ تحتوي من
الْمَنْسُوخ على ثَلَاث آيَات
الْآيَة الأولى نسخ بعض مَعَاني ألفاظها وَقَالَ بعض
الْمُفَسّرين نسخ من دعائها أهل الشّرك وَهِي قَوْله تَعَالَى
{وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إَيّاهُ} هَذَا مُحكم
وَقَوله تَعَالَى {وَبِالوالِدَينِ إِحساناً} هَذَا وَاجِب الى
قَوْله تَعَالَى {فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما
وَقُل لَهُما قَولاً كَريماً} هَذَا فِي أهل الْقبْلَة وَغير
أهل الْقبْلَة وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {وَاِخفِض لَهُما
جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَحمَةِ وَقُل رَبِّ اِرحَمهُما كَما
رَبَّياني صَغيرا} يَقُول إِذا بلغا من الْكبر فوليت من
أَمرهمَا مَا كَانَا يليان من أَمرك فِي حَال الصغر فَلَا تقل
لَهما عِنْد ذَلِك أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَذَلِكَ ان جَمِيع
الْآيَتَيْنِ مُحكم إِلَّا بعض معانيهما فِي أهل الشّرك وَهُوَ
إِذا مَاتَ الأبوان على الشّرك فَلَيْسَ للْوَلَد أَن يترحم
عَلَيْهِمَا وَلَا يَدْعُو لَهما
(1/115)
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى
{رَبُّكُم أَعلَمُ بِكُم إِن يَشَأْ يَرْحَمكُمْ أَو إِن
يَشَأْ يعذبكم} الى قَوْله {وَما أَرسَلناكَ عَلَيهِم وَكيلاً}
نسختها آيَة السَّيْف
الْآيَة الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {قل ادعوا الله أَو ادعوا
الرَّحْمَن أيا مَا تدعوا فَلهُ الْأَسْمَاء الْحسنى} هَذَا
مُحكم وَقَوله {وَلَا تجْهر بصلاتك وَلَا تخَافت بهَا}
مَنْسُوخ نسخته الْآيَة فِي سُورَة الْأَعْرَاف وَهِي قَوْله
تَعَالَى {وَاِذكُر رَبك فِي نَفسك تضرعا وخيفة} الْآيَة
وَذَلِكَ أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَانَ
إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة سمع الْمُشْركُونَ قِرَاءَته
فيسبون الْقُرْآن فَنَهَاهُ الله تَعَالَى ان يجْهر بِقِرَاءَة
الْقُرْآن فَلَا يسمع
(1/116)
سُورَة الْكَهْف
نزلت بِمَكَّة بإجماعهم وَأجْمع أهل الْعلم أَن لَيْسَ فِيهَا
مَنْسُوخ إِلَّا السّديّ فَإِنَّهُ قَالَ فِيهَا آيَة
مَنْسُوخَة وَهِي قَوْله {فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَمَن شاءَ
فَليَكفُر} لِأَن عِنْده هَذَا تَخْيِير وَعند الْجَمَاعَة
هَذَا تهديد ووعيد نسختها عِنْده هَذِه الْآيَة {وَمَا تشاؤون
إِلَّا أَن يَشَاء الله}
(1/117)
سُورَة مَرْيَم عَلَيْهَا السَّلَام
نزلت بِمَكَّة إِلَّا آيَتَيْنِ مِنْهَا وَهِي قَوْله تَعَالَى
{فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعوا الصَّلَاة وَاتبعُوا
الشَّهَوَات فَسَوف يلقون غيا إِلَّا من تَابَ} الْآيَتَيْنِ
وَهِي تحتوي من الْمَنْسُوخ على خمس آيَات
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {وَأَنذِرهُم يومَ الحَسرَةَ
إِذ قضي الْأَمر} نسخ معنى الْإِنْذَار مِنْهَا بِآيَة
السَّيْف
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {فَسَوفَ يَلقونَ غَياً}
الغي وَاد فِي جَهَنَّم ثمَّ اسْتثْنى بقوله {إِلّا مَن تابَ}
(1/118)
الْآيَة الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى
{وَإِن مِنكُم إِلّا واردها} نسخت بقوله تَعَالَى {ثمَّ ننجي
الَّذين اتَّقوا} الْآيَة الْآيَة الرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى
{قُل مَن كانَ فِي الضَلالَةِ فَليَمدُد لَهُ الرَحمنُ مَدّاً}
نسخ مَعْنَاهَا بِآيَة السَّيْف الْآيَة الْخَامِسَة قَوْله
تَعَالَى {فَلَا تعجل عَلَيْهِم} هَذَا مَنْسُوخ وَقَوله
{إَنَّما نَعُدُّ لَهُم عَداً} هَذَا مُحكم نسخ الْمَنْسُوخ
مِنْهَا بِآيَة السَّيْف
(1/119)
سُورَة طه
نزلت بِمَكَّة والإحكام فِيهَا كثير تحتوي من الْمَنْسُوخ على
ثَلَاث آيَات الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {وَلا تَعجَل
بِالقُرآن مِن قبل أَن يقْضى إِلَيْك وحيه} نسختها {سنقرئك
فَلَا تنسى} وَمَا فِي الأَصْل الى أَخّرهُ نُسْخَة أُخْرَى
{وَقُل رَبِّ زِدني عِلماً} هَذَا مُحكم وَذَلِكَ أَن رَسُول
الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لما صلى بِأَصْحَابِهِ
وَقَرَأَ سُورَة النَّجْم وانتهت قِرَاءَته الى قَوْله
تَعَالَى {أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة
الْأُخْرَى}
(1/120)
اراد أَن يَقُول {أَلَكُمُ الذِكَرُ وَلَهُ
الأُنثى} فَقَالَ تِلْكَ الغرانيق الْعلي وَشَفَاعَتهنَّ ترتجى
ثمَّ مضى فِي قِرَاءَته وَختم السُّورَة فَقَالَت قُرَيْش قد
صَبأ إِلَى ديننَا فَسجدَ وسجدوا مَعَه حَتَّى لم يبْق
(1/121)
بِمَكَّة أحد إِلَّا سجد إِلَّا الْوَلِيد
بن الْمُغيرَة فَإِنَّهُ أَخذ كفا من حَصى وَرَفعه الى وَجهه
تكبرا فَأنْزل الله تَعَالَى جِبْرِيل فَقَالَ لَهُ مَا
هَكَذَا أنزلت عَلَيْك فَقَالَ وَكَيف أنزلت عَليّ فَأخْبرهُ
بِالْقُرْآنِ على حَقِيقَته فَاغْتَمَّ صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم وحزن لذَلِك فَأنْزل الله تَعَالَى عَلَيْهِ تَسْلِيَة
فَقَالَ {وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ وَلا نَبِيٍّ
إِلّا إِذا تَمَنّى أَلقى الشَيطانُ فِي أمْنِيته} أَي فِي
قِرَاءَته وتلاوته {فَينْسَخ الله مَا يلقِي الشَّيْطَان}
فيرفعه {ثمَّ يحكم الله آيَاته} ويبينها {وَالله عليم} بأَمْره
{حَكِيم} بصنعه وتدبيره فَكَانَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم) إِذا جَاءَ جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ سَابِقَة فِي لَفظه
ليقْرَأ على جِبْرِيل مرَّتَيْنِ فَأنْزل الله تَعَالَى هَذِه
الْآيَة {وَلا تَعجَل بِالقُرآن مِن قَبلِ أَن يُقضى إِلَيكَ
وَحيُه} وَنزل {لَا تُحَرِّك بِهِ لِسانَكَ لتعجل بِهِ إِنَّ
عَلَينا جَمعَةُ وَقُرآنَهُ فَإِذا قَرَأناه فَاتبع قرآنه}
فَبَقيَ بَين بَين لَا يقدر أَن يقرأه مَعَ جِبْرِيل وَلَا
يُمكنهُ أَن يُخَالف الْأَمر حَتَّى أنزل الله تَعَالَى
الْأمان فَقَالَ
(1/122)
{سَنُقرِئُكَ فَلا تَنسى} فَصَارَ هَذَا
نَاسِخا لما قبله فَلم ينسى شَيْئا حَتَّى لقى ربه تَعَالَى
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {فَاِصبِر عَلى مَا
يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ} وَكَانَ هَذَا قبل أَن
تنزل الْفَرَائِض ثمَّ صَار ذَلِك مَنْسُوخا بِآيَة السَّيْف
الْآيَة الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {قُل كل متربص فتربصوا}
الْآيَة ثمَّ صَار ذَلِك مَنْسُوخا بِآيَة السَّيْف
(1/123)
سُورَة الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام
نزلت بِمَكَّة حرسها الله تَعَالَى تحتوي من الْمَنْسُوخ على
ثَلَاث آيَات متصلات نسخت بِثَلَاث آيَات متصلات أَيْضا
فالمنسوخات قَوْله تَعَالَى {إِنَّكُم وَما تَعبُدونَ مِن دون
الله} إِلَى قَوْله {وَهُم فِيهَا لَا يَسمَعون} فَقَالَت
قُرَيْش لقد خصمنا مُحَمَّد بالْأَمْس حَتَّى تلى هَذِه
الْآيَة فَقَالَ لَهُم ابْن الزبعري أَنا أخصم مُحَمَّدًا فِي
هَذِه الأيات فَقَالُوا وَكَيف تخصمه فَقَالَ إِن الْيَهُود
عبدت الْعَزِيز وَالنَّصَارَى عبدت الْمَسِيح وَمَرْيَم
وَقَالُوا ثَالِث ثَلَاثَة وَالْمَجُوس عبدت النَّار والنور
وَالشَّمْس وَالْقَمَر وَإِن الصابئة عبدت الْمَلَائِكَة
وَالْكَوَاكِب فان يكن هَؤُلَاءِ مَعَ من عبدوهم فِي النَّار
فقد رَضِينَا أَن نَكُون مَعَ أصنامنا فِي النَّار فَأنْزل
الله تَعَالَى {إِنَّ الَّذينَ سَبَقَت لَهُم منا الْحسنى
أُولَئِكَ عَنْهَا مبعدون} الى قَوْله {هَذَا يَومُكُمُ الَّذي
كُنتُم توعَدون}
(1/124)
وفيهَا رِوَايَة أُخْرَى أَن النَّبِي (صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم) قَالَ لَهُم عجبت من جهلكم بلغ بكم ان
حملهمْ على كفركم قَالَ الله تَعَالَى {إِنَّكُم وَما
تَعْبدُونَ} وَلم يقل وَمن تَعْبدُونَ لِأَن مَا خطاب لمن لَا
يعقل وَمن خطاب لمن يعقل وَالله أعلم بِالصَّوَابِ
(1/125)
سُورَة الْحَج
نزلت فِي مَوَاطِن مُخْتَلفَة وَهِي من أَعَاجِيب سور
الْقُرْآن لِأَنَّهَا نزلت لَيْلًا وَنَهَارًا وفيهَا مكي
ومدني وسفري وحضري وحربي وسلمي وناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه
وعددها مُخْتَلف فَعَدهَا الشاميون أَرْبعا وَسبعين آيَة وعدها
المكيون سبعا وَسبعين آيَة وعدها الْكُوفِيُّونَ ثمانيا
وَسبعين آيَة وعدها البصريون خمْسا وَسبعين آيَة وعدها
المدنيون سِتا وَسبعين آيَة وعدها المكيون سبعا وَسبعين آيَة
وعدها الْكُوفِيُّونَ ثمانيا وَسبعين آيَة
فَأَما الْمَكِّيّ مِنْهَا فَمن رَأس الثَّلَاثِينَ مِنْهَا
الى آخرهَا وَأما الْمدنِي مِنْهَا فَمن رَأس خَمْسَة عشر الى
رَأس ثَلَاثِينَ وَأما الليلي مِنْهَا فَمن أَولهَا الى رَأس
خمس آيَات وَأما النهاري فَمن راس خمس الى رَأس تسع وَأما
السَّفَرِي فَمن رَأس تسع الى رَأس تسع إِلَى اثْنَتَيْ عشرَة
وَأما الحضري مِنْهَا فألى رَأس الْعشْرين نسبت الى المدينه
لقرب مدَّته وتحتوي على ثَلَاث آيَات منسوخات
(1/126)
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {قل يَا
أَيُّها الناسُ إِنَّما أَنا لَكُم نَذيرٌ مُبين} نسخ معنى
الأنذار بِآيَة السَّيْف واما قَوْله تَعَالَى {وَما أَرسَلنا
مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلّا إِذا تَمَنّى أَلقى
الشَّيْطَان فِي أمْنِيته فَينْسَخ الله} الْآيَة وَذَلِكَ أَن
رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) صلى بِأَصْحَابِهِ
بِمَكَّة فَقَرَأَ بهم سُورَة النَّجْم حَتَّى انْتَهَت
قِرَاءَته الى {أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى وَمَنَاة
الثَّالِثَة الْأُخْرَى ألكم الذّكر وَله الْأُنْثَى} واراد
أَن يَقُول / تِلْكَ اذن قسْمَة ضيزى فَقَالَ عَلَيْهِ
السَّلَام تِلْكَ الغرانيق العلى وشفاعتهم ترتجى / نسخهَا الله
بقوله {سنقرئك فَلا تَنسى} وَقد بَينا شرحها فِي سُورَة طه
(1/127)
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى
{وَإِن جادلوك فَقل الله أعلم بِمَا تَعْمَلُونَ} نسختها آيَة
السَّيْف
الْآيَة الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {وَجَاهدُوا فِي الله حق
جهاده هُوَ اجتباكم} نسخهَا الله تَعَالَى بقوله {فَاتَّقُوا
الله مَا اسْتَطَعْتُم}
(1/128)
سُورَة الْمُؤْمِنُونَ
نزلت بِمَكَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيتان
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {فَذَرهُم فِي غَمرَتِهِم
حَتّى حينٍ} نسختها آيَة السَّيْف
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ
أحسن السَّيئَة} نسختها آيَة السَّيْف
(1/129)
سُورَة النُّور
نزلت جَمِيعهَا بِالْمَدِينَةِ وفيهَا من الْمَنْسُوخ سبع
آيَات
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {وَالَّذينَ يَرمونَ
المُحصَناتِ ثُمَّ لَم يَأتوا بِأَربَعَةِ شُهَداءَ
فَاِجلِدوهُم ثَمانينَ جَلدَة وَلَا تقبلُوا لَهُم شَهَادَة}
الْآيَة نسخهَا الله باالإستثناء الَّذِي يَليهَا وَهُوَ
قَوْله تَعَالَى {إِلّا الَّذينَ تَابُوا مِن بعد ذَلِك
وَأَصْلحُوا فَإِن الله غَفُور رَحِيم}
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {الزَّانِي لَا يَنكِحُ
إِلّا زانِيَةً أَو مَشرِكَةً والزانية لَا ينْكِحهَا إِلَّا
زَان أَو مُشْرك} نسخت بقوله تَعَالَى {وَأنْكحُوا الْأَيَامَى
مِنْكُم وَالصَّالِحِينَ من عبادكُمْ}
(1/130)
فان قيل لم قدم الله تَعَالَى ذكر
الزَّانِيَة قبل الزَّانِي وَقدم الله تَعَالَى ذكر السَّارِق
على السارقه فَالْجَوَاب فِي ذَلِك أَن فعل الرجل فِي السّرقَة
أقوى وحيلته فِيهَا أغلب وَالزِّنَا من الْمَرْأَة اكثر
وحيلتها فِيهَا أغلب لِأَنَّهَا تحتوي إِثْم الْفِعْل وإثم
المواطأة وَقد اخْتلف أهل الْعلم فِي الزَّانِيَة إِذا زنت هَل
تحرم على زَوجهَا أم لَا فَقَالَ الْأَكْثَرُونَ لَا تحرم
وَقَالَ مُجَاهِد لَو أصَاب مَعهَا عشرَة لم تحرم عَلَيْهِ
وَقَالَ آخَرُونَ إِذا وَقع الزِّنَا قبل العقد لم تَرَ إِلَّا
زَانيا أبدا وَقَالَ الْأَكْثَرُونَ من الصَّحَابَة
وَالتَّابِعِينَ يجب عَلَيْهِمَا جَمِيعًا إِذا فجرا قبل العقد
ان يتوبا يتأولون قَوْله تَعَالَى {وتوبوا إِلَى الله جَمِيعًا
أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تفلحون} وَقَالَ الضَّحَّاك
بن مُزَاحم مثلهمَا كَمثل رجل دخل بستانا فاخذ مِنْهُ غصبا
ثمَّ عَاد فَابْتَاعَ مِنْهُ شَيْئا بِثمنِهِ فَكَانَ مَا
أَخذه غصبا حَرَامًا وَمَا ابتاعه حَلَالا وَمذهب عَائِشَة رضى
الله عَنْهَا انه إِذا فسد الأَصْل فسد الْفَرْع
الْآيَة الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {وَالَّذينَ يَرمونَ
أَزواجَهُم وَلَم يَكُن لَهُم شُهَداءُ إِلّا أنفسهم}
(1/131)
نزلت فِي عَاصِم بن عدي الْأنْصَارِيّ
وَكَانَ مقدما فِي الْأَنْصَار وَذَلِكَ أَنه قَالَ للنَّبِي
(صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يَا رَسُول الله الرجل يدْخل بَيته
فيجد مَعَ امْرَأَته رجلا فَإِن عجل عَلَيْهِ فَقتله قتل بِهِ
وَإِن شهد عَلَيْهِ أقيم عَلَيْهِ الْحَد فَمَا يصنع يَا
رَسُول الله فَمَا كَانَ إِلَّا أَيَّامًا يسيرَة حَتَّى ابتلى
رجل من أل عَاصِم بِهَذِهِ البلية وجد مَعَ امْرَأَته رجلا
فجَاء عَاصِم إِلَى رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
فَقَالَ يَا رَسُول الله لقد ابْتليت بِهَذِهِ البلية فِي رجل
من أهل بَيْتِي وجد مَعَ امْرَأَته رجلا فَنزل جِبْرِيل
عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ يَا مُحَمَّد إقرأ {وَالَّذينَ
يَرمونَ أَزواجَهُم وَلَم يَكُن لَهُم شُهَداءُ إِلَّا أنفسهم
فَشَهادَةُ أَحَدِهِم أَربَعُ شَهاداتٍ بِاللَهِ إِنَّهُ لَمِن
الصَّادِقين وَالْخَامِسَة أَن لعنة الله عَلَيْهِ إِن كَانَ
من الْكَاذِبين} ثمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ {ويدرأ عَنْهَا
الْعَذَاب أَن تشهد أَربع شَهَادَات بِاللَّه إِنَّه لمن
الْكَاذِبين وَالْخَامِسَة أَن غضب الله عَلَيْهَا إِن كَانَ
من الصَّادِقين} وَذَلِكَ أَمر بِاللّعانِ وَصورته أَن يَجِيء
الرجل فَيشْهد على امْرَأَته بِالزِّنَا فيقعد بعد الْعَصْر
فِي محفل من النَّاس أَو بعد الصَّلَاة
(1/132)
من الصَّلَوَات فيصعد بِهِ الى مَوضِع علو
فَيحلف بِاللَّه أَربع أَيْمَان أَنه صَادِق فِيمَا رَمَاهَا
بِهِ من الزِّنَا وَيَقُول فِي الْخَامِسَة لعنة الله عَلَيْهِ
إِن كَانَ من الْكَاذِبين ثمَّ ينزل من مَوضِع مَا ارْتَفع
عَلَيْهِ وتصعد امْرَأَته فتحلف بِاللَّه أَربع أَيْمَان أَن
زَوجهَا كذب عَلَيْهَا فِيمَا ادّعى عَلَيْهَا ورماها بِهِ من
الزِّنَا وَتقول فِي الْخَامِسَة إِن غضب الله عَلَيْهَا ان
كَانَ زَوجهَا صَادِقا فِيمَا رَمَاهَا بِهِ فاذا فعلا ذَلِك
فرق بَينهمَا من غير طَلَاق ولميجتمعا بعد ذَلِك أبدا وَإِن
جَاءَت بِحمْل لم يلْحق بِالزَّوْجِ مِنْهُ شَيْء وَتَكون هِيَ
أولى بِوَلَدِهَا فَإِن حلف أَحدهمَا وَنكل الآخر أقيم الْحَد
عَلَيْهِ وَإِن نكلا جَمِيعًا أقيم الْحَد عَلَيْهِمَا
وَالْحَد فِي مَذْهَب أهل الْحجاز الرَّجْم وَفِي مَذْهَب أهل
الْعرَاق الْجلد
الْآيَة الرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {يَا أَيُّها الَّذينَ
آمَنوا لَا تَدخُلوا بُيوتاً غَيرَ بُيوتِكُم حَتّى
تَستَأنِسوا وَتُسَلِّموا عَلى أَهلهَا} هَذَا مقدم ومؤخر
وَمَعْنَاهُ حَتَّى تسلموا وتستأنسوا والاستئناس هَهُنَا
الْإِذْن بعد السَّلَام ثمَّ نسخت من هَذِه الْآيَة بيُوت مثل
الرَّبْط والحانات والحوانيت فَقَالَ تَعَالَى {لَيْسَ
عَلَيْكُم جنَاح أَن تَدخُلوا بُيوتاً غَيرَ مَسكونَةٍ فِيهَا
مَتاعٌ لَكُم}
(1/133)
الْآيَة الْخَامِسَة قَوْله تَعَالَى
{وَقُل لِلمُؤمِناتِ يَغضُضنَ من أبصارهن ويحفظن فروجهن}
الْآيَة نسخهَا الله تَعَالَى بقوله {وَالقَواعِدُ مِنَ
النِساءِ اللَّاتِي لَا يَرجونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيهِنَّ
جُناحٌ أَن يَضَعنَ ثِيابَهُنَّ غَيرَ مُتَبِرِّجاتٍ بزينة}
وَالَّذِي يضعنه الجلباب والخمار ثمَّ قَالَ عز وَجل {وَأَن
يَستَعفِفنَ خَيرٌ لَهُنَّ}
الْآيَة السَّادِسَة قَوْله تَعَالَى {فَإِن تَوَلّوا
فَإِنَّما عَلَيهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيكُم مَا حُمِّلتُم}
نسختها آيَة السَّيْف وَبَاقِي الْآيَة مُحكم
الْآيَة السَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين
آمنُوا لِيَسْتَأْذِنكُم الَّذين ملكت أَيْمَانكُم وَالَّذين
لم يَبلُغوا الحُلُمَ مِنكُم ثَلاثَ مَرّاتٍ}
(1/134)
نسختها الْآيَة الَّتِي تَلِيهَا وَهِي
قَوْله تَعَالَى {وَإِذا بَلَغَ الأَطفالُ مِنكُم الحُلمَ
فَليَستَأذِنوا كَما اِستَأذَنَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم}
(1/135)
سُورَة الْفرْقَان
نزلت بِمَكَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيتان متلاصقتان وهما
قَوْله تَعَالَى {وَالَّذينَ لَا يَدعونَ مَعَ اللَهَ إِلَهًا
آخر وَلَا يقتلُون النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا
بِالْحَقِّ} الى قَوْله تَعَالَى {مهانا} ثمَّ نسخهَا الله
تَعَالَى بالآستثناء وَقَالَ {إِلَّا من تَابَ وآمن وَعمل عملا
صَالحا فَأُولَئِك يُبدل الله سيئاتهم حَسَنَات} وأكد الْآيَة
الثَّانِيَة من جَمِيع الْآيَتَيْنِ وَاخْتلف الْمُفَسِّرُونَ
فِي التبديل أَيْن يَقع فِي الدُّنْيَا أم فِي الْآخِرَة
فَقَالَت طَائِفَة التبديل فِي الدُّنْيَا يصير مَكَان
الْإِصْرَار على الذَّنب الإقلاع وَمَكَان الْمعْصِيَة
التَّوْبَة وَمَكَان الْإِقَامَة على الذَّنب الإعتذار مِنْهُ
وَقَالَ آخَرُونَ التبديل يَقع فِي الْآخِرَة وَهُوَ قَول
عَليّ بن الْحُسَيْن
(1/136)
وَجَمَاعَة مَعَه وَقد رُوِيَ عَن مُحَمَّد
بن وَاسع أَنه قَالَ مَا يَسُؤْنِي أَن ألْقى الله عز وَجل
بقراب الأَرْض خَطَايَا قرَاب الأَرْض مَا يُقَارب مثلهَا أَلا
أكون مثابا على مثلهَا مغْفرَة لي ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة
{إِلّا مَن تابَ}
(1/137)
سُورَة الشُّعَرَاء
مَكِّيَّة إِلَّا أَربع آيَات فِي آخرهَا من قَوْله
{وَالشعرَاء يتبعهُم الْغَاوُونَ}
نزلت الى أَخّرهَا بِالْمَدِينَةِ فِي شعراء الْجَاهِلِيَّة
ثمَّ اسْتثْنى مِنْهُم شعراء الاسلام وهم حسان بن ثَابت وَكَعب
بن مَالك وَعبد الله بن رَوَاحَة رَضِي الله عَنْهُم فَقَالَ
تَعَالَى {إِلَّا الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلوا الصالِحاتِ
وَذَكَروا اللَهَ كَثيراً} وَالذكر هَهُنَا الشّعْر فِي
الطَّاعَة فَصَارَ الِاسْتِثْنَاء نَاسِخا لما قبله من قَوْله
{وَالشعرَاء يتبعهُم الْغَاوُونَ}
(1/138)
سُورَة النَّمْل
نزلت بِمَكَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة وَهِي
قَوْله تَعَالَى {وَأِن أَتلُوَ الْقُرْآن فَمن اهْتَدَى
فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لنَفسِهِ} الْآيَة نسخ مَعْنَاهَا لَا
لَفظهَا بِآيَة السَّيْف وباقيها مُحكم
(1/139)
سُورَة الْقَصَص
نزلت بِمَكَّة إِلا آيَة وَاحِدَة نزلت بِالْمَدِينَةِ وَهِي
قَوْله تَعَالَى {وَقالوا لَنا أَعمالُنا وَلَكُم أَعمالُكُم
سَلامٌ عَلَيكُم لَا نَبتَغي الْجَاهِلين} نسخت بِآيَة
السَّيْف وَهِي من السُّور الَّتِي نزلت تتوالى
نزل فِي النّصْف الاول يُونُس وَهود ويوسف صلوَات الله
عَلَيْهِم مُتَوَالِيَات وَنزل فِي النّصْف الثَّانِي
الشُّعَرَاء والنمل والقصص مُتَوَالِيَات وَلَيْسَ فِي
الْقُرْآن غير هَذِه متوالياً إِلَّا الحواميم فَإِنَّهَا نزلت
على التوالي وَهِي محكمَة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة
وَهِي قَوْله تَعَالَى {لنا أَعمالنَا وَلكم أَعمالكُم} نسختها
آيَة السَّيْف
(1/140)
سُورَة العنكبوت
نزلت من أَولهَا إِلَى رَأس الشّعْر بِمَكَّة وَأنزل آخرهَا
بِالْمَدِينَةِ وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيتان الْآيَة الأولى
قَوْله تَعَالَى {وَلا تُجادِلوا أَهلَ الكِتابِ إِلّا
بِالَّتي هِيَ أحسن} الْآيَة نسخهَا قَوْله تَعَالَى {قاتِلوا
الَّذينَ لَا يُؤمِنونَ بِاللَهِ وَلا بِاليَومِ الآخِر} إِلَى
قَوْله {وَهُم صاغرون}
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {وَقَالُوا لَوْلَا أنزل
عَلَيْهِ آيَات من ربه قل إِنَّمَا الْآيَات عِنْد الله} الى
هَهُنَا مُحكم والمنسوخ مِنْهَا قَوْله تَعَالَى {وَإِنَّمَا
أَنا نَذِير مُبين} فنسخ الله تَعَالَى معنى الانذار بِآيَة
السَّيْف
(1/141)
سُورَة الرّوم
نزلت بِمَكَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة وَهِي
قَوْله تَعَالَى {فاصبر} وَالصَّبْر مَنْسُوخ وَقَوله {إِن وعد
الله حق} مُحكم {وَلَا يستخفنك الَّذين لَا يوقنون} مَنْسُوخ
نسخ ذَلِك آيَة السَّيْف وَالْبَاقِي مُحكم
(1/142)
سُورَة لُقْمَان
نزلت بِمَكَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة وَهِي
قَوْله تَعَالَى {وَمن كفر فَلَا يحزنك كفره} نسخ مَعْنَاهَا
لَا لَفظهَا بِآيَة السَّيْف وَالْبَاقِي مُحكم
سُورَة الْمضَاجِع
نزلت بِمَكَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة وَهِي
قَوْله تَعَالَى {فَأَعرِض عَنهُم وَاِنتَظِر إِنَّهُم
مُنتَظرون} نسختها آيَة السَّيْف
(1/143)
سُورَة الْأَحْزَاب
نزلت بِالْمَدِينَةِ إِلَّا آيَتَيْنِ وهما قَوْله تَعَالَى
{يَا أَيُّها النَّبِيُّ إِنّا أَرسَلناكَ} الى قَوْله {وَلَا
تُطِع} وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيتان
الأية الأولى {وَلَا تُطِع الْكَافرين وَالْمُنَافِقِينَ ودع
أذاهم} الْآيَة نسختها آيَة السَّيْف
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {لَا يَحِلُّ لَكَ
النِساءُ مِن بَعدُ} وَهِي من أَعَاجِيب الْقُرْآن الْمَنْسُوخ
نسخهَا الله بِآيَة قبلهَا فِي النّظم وَهِي قَوْله تَعَالَى
{يَا أَيُّها النَّبِيُّ إِنّا أَحللنَا لَك أَزوَاجك} الْآيَة
(1/144)
سُورَة سبأ
نزلت بِمَكَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة وَهِي
قَوْله {قُل لَا تُسأَلونَ عَمّا أَجرَمنا وَلا نُسأَلُ عَمَّا
تَعْمَلُونَ} كلهَا عِنْدهم مَنْسُوخَة وناسخها عِنْدهم آيَة
السَّيْف
(1/145)
سُورَة الْمَلَائِكَة
مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة نسخ مَعْنَاهَا
لَا لَفظهَا وَهِي قَوْله تَعَالَى {إِن أَنتَ إِلّا نَذيرٌ}
الى آخر الْآيَة نسخ بِآيَة السَّيْف
سُورَة يس
مَكِّيَّة وَلَا مَنْسُوخ فِيهَا وَقد ذهب قوم الى أَن فِيهَا
آيَة وَاحِدَة من الْمَنْسُوخ وَهِي قَوْله تَعَالَى {فَلا
يَحزُنكَ قَولُهُم} نسخت بِآيَة السَّيْف والآولى القَوْل
الاول وَالله أعلم
(1/146)
سُورَة الصافات
مَكِّيَّة وفيهَا أَربع آيَات منسوخات مِنْهَا آيتان متصلتان
أوليان هما قَوْله تَعَالَى {فتول عَنْهُم حَتَّى حِين وأبصرهم
فَسَوف يبصرون} والآيتان المتصلتان الآخرتان قَوْله تَعَالَى
{وَتَوَلٌ عَنهُم حَتّى حينٍ وَأَبصِر فَسَوف يبصرون} وَبَين
الحينين فرق كَبِير فالحين الأول انْتِظَار امْر الله تَعَالَى
بقتالهم والحين الثَّانِي كِنَايَة عَن يَوْم بدر
وَالْمَشْهُور نسخت الآربع بِآيَة السَّيْف 0
(1/147)
سُورَة دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام
مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيتان الْآيَة الأولى قَوْله
تَعَالَى {إِن يُوحى إِلَيَّ أِلّا أَنَّما أَنا نَذيرٌ مُبين}
نسخ مَعْنَاهَا لَا لَفظهَا بِآيَة السَّيْف
الْآيَة الثَّانِيَة مُخْتَلف فِيهَا فطائفة من أهل الْعلم
يذهبون الى أَن قَوْله تَعَالَى {ولتعلمن نبأه بعد حِين} من
جعل الْحِين آخر الدَّهْر فَلَا نسخ عِنْده وَمن جعل الْحِين
يَوْم بدر يكون فِيهِ النّسخ عِنْده والناسخ عِنْده آيَة
السَّيْف وَالله أعلم
(1/148)
سُورَة الزمر
مَكِّيَّة غير ثَلَاث آيَات وَهِي قَوْله تَعَالَى {قُل يَا
عِبادي الَّذينَ أًسرَفوا على أنفسهم} الى قَوْله {وَأَنْتُم
لَا تشعرون} وَهِي سُورَة الغرف وفيهَا من الْمَنْسُوخ سبع
آيَات
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {إِنَّ اللَهَ يَحكُمُ
بَينَهُم فِيمَا هُم فيهِ يَختَلِفون} نسخت بِآيَة السَّيْف
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {إِنّي أَخافُ إِن
عَصَيتُ رَبّي عذابَ يومٍ عَظيمٍ} نسخت بقوله {لِيَغفِر لَك
الله مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر}
(1/149)
الْآيَة الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى
{فَاِعبُدوا مَا شِئتُم مِن دونِهِ} نسخت بِآيَة السَّيْف
الْآيَة الرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {أَلَيْسَ الله بعزيز ذِي
انتقام} نسخ الْأَمر من الْخَبَر بِآيَة السَّيْف
الْآيَة الْخَامِسَة قَوْله تَعَالَى {قُل يَا قَومِ اِعمَلوا
عَلى مكانتكم إِنِّي عَامل فَسَوف تعلمُونَ} نسخت ايضا بِآيَة
السَّيْف وَكَذَا قَوْله {مِن يَأتيهِ عَذابٌ يُخزيهِ
وَيَحِلُّ عَلَيهِ عَذابٌ مُقيم} نسخ بِآيَة السَّيْف
الْآيَة السَّادِسَة قَوْله تَعَالَى {فَمن اهْتَدَى فلنفسه
وَمن ضل فَإِنَّمَا يضل عَلَيْهَا وَمَا أَنْت عَلَيْهِم
بوكيل}
(1/150)
نسخت بِآيَة السَّيْف
الْآيَة السَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {قل اللَّهُمَّ فاطر
السَّمَاوَات وَالأَرضِ عالِمَ الغَيبِ وَالشَهادَةِ أَنتَ
تَحكُمُ بَينَ عِبادِكَ فِيمَا كَانُوا فيهِ يَختَلِفون} نسخ
مَعْنَاهَا لَا لَفظهَا بِآيَة السَّيْف
(1/151)
سُورَة الْمُؤمن
مَكِّيَّة وَلَيْسَ فِي كتاب الله تَعَالَى سبع سور نزلت
بالتأليف وَاحِدَة بعد الْأُخْرَى إِلَّا الحواميم وَفِي
الْمُؤمن من الْمَنْسُوخ ثَلَاث آيَات
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {فَاِصبِر إِنَّ وَعدَ اللَهِ
حَقٌّ} نسختها آيَة السَّيْف
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {فَالحُكمُ لِلَّهِ
العَلِيِّ الكَبير} نسخ معنى الحكم فِي الدُّنْيَا بِآيَة
السَّيْف
الْآيَة الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {فَاِصبِر إِنَّ وَعدَ
اللَهِ حَقٌّ فإمَّا نرينك بعض الَّذِي نعدهم أَو نتوفينك
فإلينا يرجعُونَ} نسخ اولها وَآخِرهَا بأية السَّيْف
(1/152)
سُورَة المصابيح فصلت
مَكِّيَّة فِيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة وَهُوَ قَوْله
تَعَالَى {وَلا تَستَوي الحَسَنَةٌ وَلا السَّيِّئَةُ} هَذَا
مُحكم والمنسوخ قَوْله تَعَالَى {اِدفَع بِالتّي هِيَ أَحسَنُ}
نسختها آيَة السَّيْف
(1/153)
سُورَة الشورى
مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ تسع آيَات
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {وَالمَلائِكَةُ يَسَبِّحونَ
بِحَمْد رَبهم وَيَسْتَغْفِرُونَ لمن فِي الأَرْض} نسختها
الْآيَة الَّتِي فِي الْمُؤمن وَهِي {الَّذين يحملون الْعَرْش
وَمن حوله يسبحون بِحَمْد رَبهم ويؤمنون بِهِ
وَيَسْتَغْفِرُونَ للَّذين آمنُوا}
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {وَالَّذينَ اِتَّخَذوا
مِن دونه أَوْلِيَاء الله حفيظ عَلَيْهِم} هَذَا مُحكم {وَما
أَنتَ عَلَيهِم بِوَكيل} نسختها آيَة السَّيْف
(1/154)
الْآيَة الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى
{فَلِذلِكَ فَاِدعُ وَاِستَقِم كَما أُمِرتَ وَلا تَتَّبِع
أَهواءَهُم} هَذَا مُحكم وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {وَقٌل
آمَنتُ بِما أَنزَلَ اللَهَ مِن كِتابٍ} وَبَاقِي الْآيَة
مَنْسُوخ إِلَى قَوْله تَعَالَى {اللَهَ يَجمَعُ بَينَنا} نسخ
بِآيَة السَّيْف
الْآيَة الرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {مَن كانَ يُرِيد حرث
الْآخِرَة نُزُوله فِي حَرثِهِ وَمَن كانَ يُريدُ حَرثَ
الدّنيا نُؤتِهِ مِنها وَمالَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَصيبٍ}
نسخت الْآيَة الَّتِي فِي بني إِسْرَائِيل وَهِي قَوْله
تَعَالَى {مَن كانَ يُريدُ العاجِلَةَ عَجَّلنا لَهُ فِيهَا
مَا نَشاءُ لِمَن نُريد}
الْآيَة الْخَامِسَة قَوْله تَعَالَى {قل لَا أَسأَلكُم
عَلَيْهِ أجرا إِلّا المَوَدَّةَ فِي القُربى} اخْتلف
الْمُفَسِّرُونَ فِي هَذِه الْآيَة فبعض يَجْعَلهَا محكمَة
وَهُوَ قَول أبي
(1/155)
صَالح مولى ام هَانِيء وَآخَرُونَ يجعلونها
مَنْسُوخَة وَهُوَ قَول الْجَمَاعَة فَمن جعلهَا محكمَة رُوِيَ
أَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لما قدم الْمَدِينَة
أحسن الْأَنْصَار جواره وَجوَار أَصْحَابه حَتَّى واسوهم
بالأموال والأنفس وَقَالَ بعض الْأَنْصَار لبَعض قد واسيتم
رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَرَسُول الله (صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم) يقدم عَلَيْهِ الْوُفُود وَلَيْسَ عِنْده
شَيْء فَلَو جمعتم لَهُ مَالا فاذا قدم عَلَيْهِ الْوُفُود
أنفقهُ عَلَيْهِم فَقَالُوا لَا نَفْعل حَتَّى نستأذنه
فاستأذنوه فِي ذَلِك فَنزلت {قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا}
يَعْنِي على إبلاغ الرسَالَة أَي جعلا الْمَوَدَّة فِي القربي
أَن تودوني فِي قَرَابَتي هَذَا قَول من زعم أَنَّهَا محكمَة
وَقَالَ آخَرُونَ بل هِيَ منسوخه وناسخها عِنْدهم {قل مَا
سألتكم من أجر فَهُوَ لكم}
الْآيَة السَّادِسَة قَوْله تَعَالَى {وَجَزَاء سَيِّئَة
سَيِّئَة مثلهَا}
(1/156)
نسخت بقوله عز وَجل {فَمن عَفا وَأصْلح
فَأَجره على الله}
الْآيَة السَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {وَلمن انتصر بعد ظلمه
فَأُولَئِك مَا عَلَيْهِم من سَبِيل} نسخت بقوله {فَمن عَفا
وَأصْلح فَأَجره على الله}
الْآيَة الثَّامِنَة الأية الَّتِي تَلِيهَا نسختا بقوله
{وَلمن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لمن عزم الْأُمُور}
الْآيَة التَّاسِعَة قَوْله تَعَالَى {وَمن يضلل الله فَمَا
لَهُ من سَبِيل} الى قَوْله {فَإِن أَعرَضوا فَما أَرسَلناكَ
عَلَيهِم حَفيظاً إِن عَلَيْك إِلَّا الْبَلَاغ} نسخت بِآيَة
السَّيْف
(1/157)
سُورَة الزخرف
مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيتان
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {فذرهم يخوضوا ويلعبوا حَتَّى
يلاقوا يَومَهُم الَّذي يوعَدون} نسختها آيَة السَّيْف
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {فَاِصفَح عَنهُم وَقُل
سَلامٌ فَسَوفَ يَعلَمون} نسختها آيَة السَّيْف
(1/158)
سُورَة الدُّخان
مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة وَهِي قَوْله
تَعَالَى {فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مرتقبون} أَي فَارْتَقِبْ
لَهُم الْعَذَاب إِنَّهُم مرتقبون ذَلِك الْمَوْت والارتقاب
هَهُنَا الِانْتِظَار نسختها آيَة السَّيْف
سُورَة الشَّرِيعَة
مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة وَهِي قَوْله
تَعَالَى {قُل لِلَّذينَ آَمَنوا يَغفِروا لِلَّذينَ لَا
يَرجونَ أَيّامَ اللَه} نزلت فِي عمر بن الْخطاب رَضِي الله
عَنهُ وَذَلِكَ أَنه كَانَ بِمَكَّة قد كَلمه رجل من
الْمُشْركين بهجر فهم بِهِ فَوَثَبَ عَلَيْهِ فَنزلت فِيهِ
{قُل لِلَّذينَ آمَنوا يَغفِروا لِلَّذينَ لَا يرجون أَيَّام
الله} وَاخْتلف الْمُفَسِّرُونَ فَقَالَت ظائفة لَا ينالون
نعْمَة الله وَقَالَ آخَرُونَ لَا يخَافُونَ نقمة الله ثمَّ
صَارَت مَنْسُوخَة بِآيَة السَّيْف
(1/159)
سُورَة الْأَحْقَاف
مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيتان
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {قُل مَا كُنتُ بِدعاً مِنَ
الرُسُلِ} أَي أول نَبِي بعث هَذَا مُحكم {وَما أَدري مَا
يُفعَلُ بِي وَلا بِكُم} هُوَ الْمَنْسُوخ قَالَ الشَّيْخ هبة
الله لَيْسَ فِي كتاب الله مَنْسُوخ طَال حكمه كهذه الْآيَة
عمل بهَا فِي مَكَّة عشر سِنِين وعيره بِهِ الْمُشْركُونَ
وهاجرا الى الْمَدِينَة فَبَقيَ سِتّ سِنِين يعيرهم
المُنَافِقُونَ بهَا وَكَانَ الْمُشْركُونَ يَقُولُونَ كَيفَ
يجوز لنا اتِّبَاع رجل لَا يدْرِي مَا يفعل بِهِ وَلَا
بِأَصْحَابِهِ وَكَذَا قَالَ المُنَافِقُونَ من أهل
الْمَدِينَة فَلَمَّا كَانَ عَام الْحُدَيْبِيَة خرج النَّبِي
(صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) على أَصْحَابه وَوَجهه يَتَهَلَّل
فَرحا فَقَالَ لقد نزلت عَليّ الْيَوْم آيَة أَو قَالَ آيَات
هِيَ أحب إِلَيّ من حمر النعم أَو قَالَ مِمَّا طلعت عَلَيْهِ
(1/160)
الشَّمْس فَقَالَ لَهُ أَصْحَابه وَمَا
ذَلِك يَا رَسُول الله فَقَرَأَ عَلَيْهِم {إِنّا فَتَحنا لَكَ
فَتحاً مُبيناً} إِلَى قَوْله {وَكَانَ الله عليما حكيما}
فَقَالَ لَهُ أَصْحَابه لِيَهنك مَا نزل فِيك فقد أعلمك الله
مَا يفعل بك فَمَاذَا يفعل بِنَا فَنزلت {وَبَشِّر المُؤمِنينَ
بِأَنَّ لَهُم مِنَ اللهِ فَضلاً كَبِيرا} وَنزلت {ليدْخل
الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات جنَّات تجْرِي من تحتهَا
الْأَنْهَار} الى قَوْله تَعَالَى {عَظِيما} فَقَالَ
المُنَافِقُونَ من الْمَدِينَة وَالْمُشْرِكُونَ من أهل مَكَّة
قد أعلمهُ الله مَا يفعل بِهِ وَمَا يفعل بِأَصْحَابِهِ
فَمَاذَا يفعل بِنَا فَنزلت {بشر الْمُنَافِقين بِأَن لَهُم
عذَابا أَلِيمًا} وَنزلت {ويعذب الْمُنَافِقين والمنافقات} من
أهل الْمَدِينَة {وَالْمُشْرِكين والمشركات} الْآيَة من أهل
مَكَّة وَغَيرهَا من الْمُشْركين {الظانين بِاللَّه ظن السوء
عَلَيْهِم دَائِرَة السوء} الى قَوْله {وَسَاءَتْ مصيرا}
فَقَالَ عبد الله بن أبي السَّلُولي هَب مُحَمَّدًا
(1/161)
غلب الْيَهُود وَهَزَمَهُمْ فَكيف لَهُ
قدرَة بِفَارِس وَالروم فَنزلت {وَللَّه جنود السَّمَاوَات
وَالْأَرْض} هم أَكثر من فَارس وَالروم {وَكَانَ الله
عَزِيزًا} أَي منيعا فِي سُلْطَانه {حكيما} فِي تَدْبيره وصنعه
وَلَيْسَ فِي كتاب الله سبع كَلِمَات نسختها سبع آيَات إِلَّا
هَذِه
وَقد اخْتلف الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْله تَعَالَى {لِيَغفِرَ
لَك الله مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر} فَقَالَ قوم {مَا
تقدم من ذَنْبك} قبل الرسَالَة {وَمَا تَأَخّر} بعْدهَا
وَقَالَ آخَرُونَ {مَا تقدم من ذَنْبك} أَي من ذَنْب أَبِيك
آدم {وَمَا تَأَخّر} من ذنُوب أمتك لِأَن بِهِ تيب على آدم
وَهُوَ الشافع لأمته فَمن بذلك عَلَيْهِ وَقَالَ آخَرُونَ {مَا
تقدم} من ذَنْب أَبِيك أبراهيم {وَمَا تَأَخّر} من ذَنْب
النَّبِيين فبه تيب عَلَيْهِم وَقيل {مَا تقدم من ذَنْبك}
يَوْم بدر {وَمَا تَأَخّر} يَوْم هوَازن وَذَلِكَ أَنه قَالَ
يَوْم بدر اللَّهُمَّ إِن تهْلك هَذِه الْعِصَابَة لَا تعبد
فِي الأَرْض
(1/162)
أبداْ فَأوحى الله تَعَالَى إِلَيْهِ من
أَيْن لَك أَنِّي لَا أعبد فِي الأَرْض فَكَانَ هَذَا الذَّنب
الْمُتَقَدّم وَأما الْمُتَأَخر فَقَالَ يَوْم هوَازن وَقد
انهزم أَصْحَابه لِعَمِّهِ الْعَبَّاس وَابْن عَمه أبي
سُفْيَان بن الْحَارِث ناولاني كفا من حَصْبَاء الْوَادي
فناولاه فَاسْتقْبل بِهِ وُجُوه الْمُشْركين وَقَالَ شَاهَت
الْوُجُوه وَكَانُوا أَرْبَعِينَ ألف فَمَا بَقِي مِنْهُم رجل
حَتَّى امتلآت عَيناهُ رملا وحصى وَانْهَزَمَ الْقَوْم عَن
آخِرهم فَلَمَّا رَجَعَ أَصْحَابه اليه قَالَ لَو لم أرمهم مَا
انصرفوا أَي لم ينهزموا فَنزلت {وَمَا رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ
وَلَكِنَّ اللَهَ رَمى} وعَلى هَذَا مُعَارضَة لقَائِل يَقُول
أثبت الله لَهُ الرَّمْي ثمَّ نَفَاهُ عَنهُ فَالْجَوَاب عَن
ذَلِك أَن الرَّمْي يحتوي على أَرْبَعَة أَشْيَاء على الْقَبْض
والآرسال والتبليغ والإصابه فَكَانَ الْقَبْض
(1/163)
والإرسال من رَسُول الله (صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم) والتبيلغ والأصابه من الله تَعَالَى
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {فَاِصبِر كَما صَبَرَ
أولُوا الْعَزْم من الرُّسُل} نسخ الْأَمر بِالصبرِ بِآيَة
السَّيْف
(1/164)
سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَهِي من السُّور الْمُخْتَلف فِي تنزيلها فَقَالَت طَائِفَة
نزلت بِمَكَّة وَهُوَ مَرْوِيّ عَن السّديّ وَالضَّحَّاك
وَقَالَ آخَرُونَ نزلت بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ مَرْوِيّ عَن
مُجَاهِد وَهِي إِلَى تَنْزِيل الْمَدِينَة أشبه وَالله أعلم
تحتوي من الْمَنْسُوخ على آيَتَيْنِ ألأولى مِنْهَا قَوْله
تَعَالَى {فَإِمّا مَنّاً بَعدُ وَإِمّا فِداءُ} نسختها آيَة
السَّيْف وَفِي نُسْخَة أُخْرَى أَنَّهَا نسخت بِالْآيَةِ
الَّتِي فِي سُورَة الْأَنْفَال وَهِي قَوْله تَعَالَى {إِذْ
يوحي رَبك إِلَى الْمَلَائِكَة} الى قَوْله {كل بنان}
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {وَلا يَسأَلكُم
أَموالَكُم} نسخت بقوله تَعَالَى {إِن يسألكموها فيحفكم تبخلوا
وَيخرج أضغانكم}
(1/165)
سُورَة الْفَتْح
نزلت بِالْمَدِينَةِ وفيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ فِيهَا وَهِي
احدى السُّور السِّت وفيهَا سبع آيَات نسخت سبع كَلِمَات
سُورَة الحجرات
نزلت بِالْمَدِينَةِ باجماع وَلَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا
مَنْسُوخ
(1/166)
سُورَة ق
وَهِي سُورَة الباسقات نزلت بِمَكَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ
آيتان
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {فَاِصبِر عَلى مَا يَقولونَ
وَسَبِّح بِحَمدِ رَبك} نسخ معنى الصَّبْر بِآيَة السَّيْف
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {نَحن أعلم بِمَا
يَقُولُونَ} فَحكم وَقَوله {وَمَا أَنْت عَلَيْهِم بجبار} أَي
بمسلط نسخ ذَلِك بِآيَة السَّيْف
(1/167)
سُورَة الذاريات
مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيتان
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {وَفي أَموالِهِم حَقٌّ
لِلسائِل وَالمَحروم} نسخ ذَلِك بِآيَة الزَّكَاة
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {فَتَوَلَّ عَنهُم فَما
أَنتَ بِمَلومِ} نسخت بقوله تَعَالَى {وَذَكِّر فَإِنَّ
الذِكرى تَنفَعُ المُؤمِنين}
(1/168)
سُورَة الطّور
مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيتان
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {قُل تَرَبّصوا فَإِنّي
مَعَكُم مِنَ المُتَرَبِّصينَ} نسخ ذَلِك بِآيَة السَّيْف
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {وَاِصبِر لِحُكمِ
رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعيُنِنا} نسخ معنى الصَّبْر الْأَمر
بِآيَة السَّيْف وَقد قيل وَالله أعلم أَنه قَوْله {فَذَرهُم
حَتّى يُلاقوا يَومَهُمُ الَّذي فيهِ يَصعَقون} نسخ بِآيَة
السَّيْف
(1/169)
سُورَة النَّجْم
مَكِّيَّة بِإِجْمَاع وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيتان الْآيَة
الأولى قَوْله تَعَالَى {فَأَعْرض عَن من تولى عَن ذكرنَا} نسخ
الْإِعْرَاض بِآيَة السَّيْف
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {وَأَن لَيسَ لِلإِنسان
إِلّا مَا سَعى} نسخ ذَلِك بقوله تَعَالَى {وَالَّذينَ آمَنوا
وَاِتَّبَعَتهُم ذُرِّيَّتُهُم بِإيمانٍ أَلحَقنا بهم
ذُرِّيتهمْ} الْآيَة وَلَوْلَا هَذِه لبطلت الشَّفَاعَة
(1/170)
سُورَة الْقَمَر
مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة وَهِي قَوْله
تَعَالَى {فتول عَنْهُم} نسخ معنى التولي بِآيَة السَّيْف
وباقيها مُحكم
سُورَة الرَّحْمَن عز وَجل
هِيَ من السَّبع عشرَة سُورَة الْمُخْتَلف فِيهَا فَقَالَت
طَائِفَة نزلت بِمَكَّة وَقَالَت طَائِفَة نزلت بِالْمَدِينَةِ
وَهِي إِلَى تَنْزِيل مَكَّة أشبه لقَوْل النَّبِي (صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم) لقد كَانَت الْجِنّ أحسن ردا مِنْكُم على
رَبهم تَعَالَى حِين قَالُوا وَلَا بِنِعْمَة من نعمك رَبنَا
نكذب وَحَدِيث عبد الله بن مَسْعُود أَنه قَرَأَهَا فِي الْحجر
وَوَثَبْت بِهِ قُرَيْش وَكَانَ الصَّحَابَة ينهونه عَن أَن
يعلن بِالْقُرْآنِ فَقَالَ لَهُ الصَّحَابَة بَعْدَمَا جرى
عَلَيْهِ مَا جرى ألم ننهك عَن ذَلِك فَقَالَ وَالله لَئِن
عَاد أَعدَاء الله لأعودن فَهَذَا دَلِيل على نُزُولهَا
بِمَكَّة وَلَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
(1/171)
سُورَة الْوَاقِعَة
مَكِّيَّة وَقد أجمع الْمُفَسِّرُونَ كلهم على أَن لَا نَاسخ
فِيهَا وَلَا مَنْسُوخ إِلَّا مقَاتل بن سُلَيْمَان فانه
يُقَال فِيهَا من الْمَنْسُوخ آيَة وَاحِدَة وَهُوَ قَوْله
تَعَالَى {ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلينَ وَقَليلٌ مِنَ الآخِرينَ}
نسخهَا قَوْله تَعَالَى {ثُلَّةٌ مِن الْأَوَّلين وثلة من
الآخرين}
(1/172)
سُورَة الْحَدِيد
هِيَ مِمَّا أختلف فِي نُزُولهَا فَقيل نزلت بِمَكَّة
والقائلون بِهَذَا الْوَجْه يحتجون أَنه الْقُرْآن الَّذِي
لقنه خباب بن الْأَرَت لأخت عمر بن الْخطاب رضى الله عَنهُ
وَزوجهَا سعيد بن زيد وَقَالَ آخَرُونَ بل الَّذِي لقنها أول
سُورَة طه وَالله أعلم وَقَالَ آخَرُونَ نزلت بِالْمَدِينَةِ
لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
(1/173)
سُورَة المجادلة
مَدَنِيَّة بإجماعهم وفيهَا أَيَّة منسوخه وَهِي احدى فَضَائِل
عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه لِأَنَّهُ روى عَنهُ أَنه
قَالَ ان فِي كتاب الله آيَة مَا عمل بهَا أحد قبلي وَلَا
يعْمل بهَا اُحْدُ بعدِي الى يَوْم الْقِيَامَة فَقيل وَمَا
هِيَ قَالَ أَن رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لما
كثرت عَلَيْهِ الْمسَائِل تبرم خيفة أَن يفْرض على أمته مَا
يشق عَلَيْهَا فتندم فَعلم الله ذَلِك مِنْهُ فَأنْزل الله
تَعَالَى {يَا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا إِذا ناجَيتُمُ
الرَسولَ فَقَدِّموا بَينَ يَدَي نَجواكُم صَدَقَةً ذلِكَ
خَيرٌ لَكُم وَأَطهَرُ فَإِن لَم تَجِدوا فَإِنَّ اللَهَ
غَفورٌ رَحيم} فأمسكوا عَن السُّؤَال فَقَالَ عَليّ بن أبي
طَالب كرم الله وَجهه وَلم أملك إِذْ ذَاك إِلَّا دِينَارا
فَصَرَفته بِعشْرَة دَرَاهِم وَكنت كلما أردْت أَن أسأله عَن
مَسْأَلَة تَصَدَّقت بدرهم حَتَّى لم يبْقى معي غير دِرْهَم
وَاحِد فتصدقت بِهِ وَسَأَلته فنسخت الْآيَة وَنزلت ناسختها
{أَأَشْفَقْتُم أَن تقدمُوا بَين يَدي نَجوَاكُمْ صدقَات فَإذْ
لم تَفعلُوا وَتَابَ الله عَلَيْكُم فأقيموا الصَّلَاة وَآتوا
الزَّكَاة وَأَطيعُوا الله وَرَسُوله وَالله خَبِير بِمَا
تَعْمَلُونَ} فَصَارَت ناسخة لَهَا واختص عَليّ بفضلها
(1/174)
سُورَة الْحَشْر
مَدَنِيَّة وفيهَا نَاسخ وَلَيْسَ فِيهَا مَنْسُوخ وَهُوَ
قَوْله تَعَالَى {مَا أَفاءَ اللَهَ عَليَ رَسولِهِ من أهل
الْقرى فَللَّه وَلِلرَّسُولِ} الْآيَة
(1/175)
سُورَة الإمتحان
نزلت بِالْمَدِينَةِ بإجماعهم فِي شَأْن حَاطِب بن أبي بلتعة
وقصته فِي ذَلِك وَفِي شَأْن سبيعة بنت الْحَارِث وفيهَا
ثَلَاث آيَات منسوخات
(1/176)
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {لَا
يَنهاكُم اللَهُ عَن الَّذين لم يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدّين
وَلم يخرجوكم من دِيَاركُمْ أَن تبروهم وتقسطوا إِلَيْهِم}
نسخهَا الله تَعَالَى بِمَا بعْدهَا وَهُوَ قَوْله تَعَالَى
{إِنّما يَنهاكُم اللَهُ عَن الَّذينَ قَاتَلُوكُمْ فِي
الدّين} وَنسخ معنى الْآيَتَيْنِ بِآيَة السَّيْف
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {يَا أَيُّها الَّذينَ
آمَنوا إِذا جاءَكُم الْمُؤْمِنَات مهاجرات فامتحنوهن الله
أعلم بإيمانهن فَإِن علمتموهن مؤمنات فَلَا ترجعوهن إِلَى
الْكفَّار} نزلت فِي سبيعة بنت الْحَارِث وَذَلِكَ ان زَوجهَا
عبد الله بن النباش لحق رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
وَهُوَ قافل الى المدينه قَالَ يَا مُحَمَّد أغدرت لم يحفظن
كتابك حَتَّى غدرت قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)
فَبِمَ ذَلِك قَالَ لحقتك الْمَرْأَة وقبلتها وَذَلِكَ أَن
رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) لما شَرط لقريش أَن مَا
جَاءَهُ من عِنْدهم رده اليهم وَمن جَاءَهُم من عِنْده لم
يردوه إِلَيْهِ فَكَانَ هَذَا شرطا شَدِيدا صعبا على
الْمُسلمين وَلَكِن لطاعتهم لله وَلِرَسُولِهِ ثبتوا على مَا
أَمْضَاهُ من ذَلِك فَلَمَّا قفل رَاجعا بعد بيعَة الرضْوَان
إِذْ بِامْرَأَة من قُرَيْش
(1/177)
يُقَال لَهَا سبيعة بنت الْحَارِث تَقول
يَا رَسُول الله جئْتُك مُؤمنَة بِاللَّه مصدقة بِمَا جِئْت
بِهِ قَالَ النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَمَا أخرجك
أغيرة على زَوجك أَو عَدَاوَة لبيت أهلك ومحبة للقدوم الى
الْمَدِينَة قَالَت وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ نَبيا مَا خرجت
إِلَّا مُؤمنَة بِاللَّه مصدقة بِمَا جِئْت بِهِ فَقَالَ
النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نعم مَا جِئْت بِهِ وَنعم
مَا صدقت فَأنْزل الله تَعَالَى {يَا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا
إِذا جَاءَكُم الْمُؤْمِنَات مهاجرات فامتحنوهن} فسماها الله
مُؤمنَة وَأثبت لَهَا الْهِجْرَة ثمَّ قَالَ
{فَاِمتَحِنوهُنَّ} وامتحانها ان تحلف بِاللَّه مَا أخرجهَا
غيرَة على زوج وَلَا عَدَاوَة لبيت أحماء فَإِذا حَلَفت فقد
امتحنت وَهُوَ تَأْوِيل قَول الله تَعَالَى {الله أعلم
بإيمانهن} وَالْعلم هَهُنَا ان يحلف وَكَذَلِكَ كل حَالف
ومحلوف لَهُ أَن كَانَ محقا اَوْ مُبْطلًا فعلى الْمَحْلُوف
لَهُ أَن يقبله وَقد رُوِيَ عَن النَّبِي (صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم) أَنه قَالَ من حلف لَهُ فَلم يصدق لم يرد عَليّ
الْحَوْض وَقَوله تَعَالَى / فَإِن عَلِمتُموهُنَّ مُؤمِناتٍ
إِذا حلفن لكم فَلا تَرجِعوهُنَّ إِلى الكُفّار / أَي بَين
الْكفَّار قد انْقَطَعت عصمتها عَن زَوجهَا {لَا هن حل لَهُم
وَلَا هم يحلونَ لَهُنَّ} أَي لَا تحل لزَوجهَا
(1/178)
الْكَافِر وَلَا هُوَ حل لَهَا وَقَوله
تَعَالَى {وَآتُوهُمْ مَا أَنْفقُوا} يَقُول إِذا أردتم
نِكَاحهَا فادفعوا الى زَوجهَا الْكَافِر مِقْدَار مَا سَاق
إِلَيْهَا من الْمهْر فَإِن لم تريدوا نِكَاحهَا فَلَا شَيْء
عَلَيْكُم وَهُوَ معنى قَوْله تَعَالَى {وَلَا جنَاح عَلَيْكُم
أَن تنكحوهن إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورهنَّ وَلَا تمسكوا
بِعِصمِ الكَوافِر} هَذَا مُحكم ثمَّ قَالَ {ذلِكُم حُكمُ
اللَهِ يَحكُمُ بَينَكُم} أَي فِي الْوَقْت وَالْحَال {وَالله
عليم} بأَمْره {حَكِيم} بصنعه وتدبيره نسخهَا قَوْله تَعَالَى
{بَرَاءَة من الله وَرَسُوله} إِلَى آخر الْقِصَّة
الْآيَة الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {وَإِن فاتكم شَيْء من
أزواجكم إِلَى الْكفَّار فعاقبتم} أَي فغنمتم نزلت فِي عِيَاض
بن غنم وَزَوجته حِين ذهبت الى الْكفَّار فارتدت وَلَحِقت
بِأَهْلِهَا بِمَكَّة وَفِي أم حَكِيم بنت أبي سُفْيَان فَأمر
الله
(1/179)
تَعَالَى الْمُسلمين أَن يُعْطوا زَوجهَا
من الْغَنِيمَة بِقدر مَا سَاق اليها من الْمهْر ثمَّ صَار
ذَلِك مَنْسُوخا بقوله تَعَالَى {بَراءَةٌ مِنَ اللَهِ
وَرَسولِهِ إِلى الَّذينَ عاهدتم من الْمُشْركين} الى رَأس
الْخمس
سُورَة الصَّفّ
نزلت بِالْمَدِينَةِ وَلَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
سُورَة الْجُمُعَة
نزلت بِالْمَدِينَةِ وَهِي محكمَة لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا
مَنْسُوخ
(1/180)
سُورَة المُنَافِقُونَ
نزلت بِالْمَدِينَةِ وفيهَا نَاسخ وَلَيْسَ فِيهَا مَنْسُوخ
النَّاسِخ فِيهِ قَوْله تَعَالَى {سَواءٌ عَلَيهِم أَستَغفَرتَ
لَهُم أَم لَم تَستَغفِر لَهُم لن يغْفر الله لَهُم}
سُورَة التغابن
نزلت بِالْمَدِينَةِ وفيهَا آيَة وَاحِدَة ناسخة وَهِي قَوْله
تَعَالَى {فَاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُم} وَمَا بعد هَذَا
مُحكم وَلَيْسَ فِيهَا مَنْسُوخ
(1/181)
سُورَة الطَّلَاق
وَهِي النِّسَاء الصُّغْرَى نزلت بِالْمَدِينَةِ وفيهَا نَاسخ
وَلَيْسَ فِيهَا مَنْسُوخ والناسخ مِنْهَا قَوْله تَعَالَى
{وَأشْهدُوا ذَوي عدل مِنْكُم وَأقِيمُوا الشَّهَادَة لله}
وَأما بَاقِيهَا فَهُوَ مُحكم لَيْسَ بناسخ وَلَا مَنْسُوخ
سُورَة التَّحْرِيم
نزلت بِالْمَدِينَةِ لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
(1/182)
سُورَة الْملك
نزلت بِمَكَّة بِالْإِجْمَاع وَهِي الْمَانِعَة تمنع من عَذَاب
الْقَبْر وَالدَّلِيل فِي ذَلِك قَول النَّبِي (صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم) إِن سُورَة فِي الْقُرْآن ثَلَاثِينَ آيَة
تمنع صَاحبهَا من عَذَاب الْقَبْر وَهِي محكمَة لَيْسَ فِيهَا
نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
سُورَة ن
وَهِي مَكِّيَّة من أَوَائِل مَا نزل من الْقُرْآن وَكَانَ
رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) يعجب بهَا وفيهَا آيتان
منسوختان وسائرها مُحكم والمنسوخ مِنْهَا قَوْله تَعَالَى
{فَذَرني وَمَن يُكَذِّبُ بِهذا الحديثِ سَنَستَدرِجُهُم مِن
حَيثُ لَا يعلمُونَ} نصفهَا الاول مَنْسُوخ بِآيَة السَّيْف
وَنِصْفهَا الثَّانِي مُحكم
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {فَاِصبِر لِحُكمِ رَبك}
ظَاهِرَة مُحكم والمنسوخ مِنْهَا امْرَهْ بِالصبرِ نسخ الله
تَعَالَى الصَّبْر مِنْهَا بِآيَة السَّيْف
(1/183)
سُورَة الحاقة
نزلت بِمَكَّة وجميعها مُحكم وَلَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا
مَنْسُوخ
سُورَة المعارج
نزلت بِمَكَّة وفيهَا آيتان منسوختان
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {فاصبر صبرا جميلا} نسخ
الصَّبْر مِنْهَا بقوله تَعَالَى {فَاقْتُلُوا الْمُشْركين
حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ}
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {فَذَرهُم يَخوضوا
وَيَلعَبوا} نسخ الله ذَلِك النَّهْي بِآيَة السَّيْف
(1/184)
سُورَة نوح عَلَيْهِ السَّلَام
نزلت بِمَكَّة وَهِي محكمَة لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا
مَنْسُوخ
سُورَة الْجِنّ
نزلت بِمَكَّة وَهِي محكمَة لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا
مَنْسُوخ
(1/185)
سُورَة المزمل
مَكِّيَّة وفيهَا من الْمَنْسُوخ خمس آيَات
الْآيَة الأولى قَوْله تَعَالَى {يَا أَيُّها المزمل قُم
اللَّيْل إِلَّا قَلِيلا} أمره الله تَعَالَى بِقِيَام
اللَّيْل عَن أَخّرهُ ثمَّ اسْتَثْنَاهُ بقوله {إِلّا قَليلاً}
ثمَّ نسخ الْقَلِيل مِنْهُ بِنصفِهِ فَقَالَ {نِصفَهُ أَوِ
اِنقُص مِنهُ قَليلاً} إِلَى الثُّلُث فنسخ الله تَعَالَى من
اللَّيْل ثلثه ثمَّ قَالَ {أَو زِد عَلَيْهِ} أَي من النّصْف
الى الثُّلثَيْنِ
(1/186)
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى
{إِنّا سَنُلقي عَلَيكَ قَولاً ثَقيلاً} نسخ بقوله تَعَالَى
{يُرِيد الله أَن يُخَفف عَنْكُم}
الْآيَة الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {وَاِهجُرهُم هَجراً
جَميلاً} نسخ الله ذَلِك بِآيَة السَّيْف
الْآيَة الرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {وذرني والمكذبين أولي
النِّعْمَة ومهلهم قَلِيلا} ثمَّ نسخ ذَلِك بِآيَة السَّيْف
(1/187)
الْآيَة الْخَامِسَة قَوْله تَعَالَى {إِن
هَذِه تذكرة} هَذَا مُحكم والمنسوخ {فَمن شَاءَ اتخذ إِلَى ربه
سَبِيلا} نسخ الله تَعَالَى ذَلِك بقوله تَعَالَى {وَما
تَشاؤونَ إِلّا أَن يَشاءَ اللَه} وَقَالَ مُعظم
الْمُفَسِّرُونَ نسخ آخر المزمل أَولهَا
(1/188)
سُورَة المدثر
نزلت بِمَكَّة وَهِي على قَول جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ
أول الْقُرْآن نزولا وَهِي محكمَة إِلَّا أَيَّة وَاحِدَة
مَنْسُوخَة نزلت فِي قصَّة الْوَلِيد بن الْمُغيرَة
المَخْزُومِي وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {ذَرني وَمَن خَلَقتُ
وَحيداً} أَي حل بيني وَبَينه فَإِنِّي أتولى إهلاكه مَعَ
الْقِصَّة وَهِي خَاصَّة فِيهِ عَامَّة فِي غَيره الى آخرهَا
نسخ الله ذَلِك بِآيَة السَّيْف
(1/189)
سُورَة الْقِيَامَة
نزلت بِمَكَّة وَهِي محكمَة إِلَّا قَوْله تَعَالَى {لَا تحرّك
بِهِ لسَانك لتعجل بِهِ إِن علينا جمعه وقرآنه} هَذَا مُحكم
والمنسوخ قَوْله تَعَالَى {لَا تُحَرِّك بِهِ لِسانَك} نسخ
الله ذَلِك بقوله {سنقرئك فَلَا تنسى}
(1/190)
سُورَة الْإِنْسَان
نزلت بِالْمَدِينَةِ وَقيل بِمَكَّة وَهِي الى النُّزُول
بِالْمَدِينَةِ أشبه وَالله أعلم وَهِي أحدى السُّور السَّبع
عشرَة الْمُخْتَلف فِي تنزيلهن وَهِي محكمَة إِلَّا آيَتَيْنِ
وَبَعض آيَة وَهِي قَوْله تَعَالَى {وَيُطعِمونَ الطَعامَ عَلى
حُبِّهِ مِسكيناً وَيَتيماً} هَذَا مُحكم فِي أهل الْقبْلَة
{وَأَسيراً} هَذَا مَنْسُوخ بِآيَة السَّيْف وَهُوَ من غير أهل
القبله وهم الْمُشْركُونَ
(1/191)
الْآيَة الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى
{فَاِصبِر لِحُكمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِع مِنْهُم آثِما أَو
كفورا} نسخ الصَّبْر بِآيَة السَّيْف
الْآيَة الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {إِنَّ هذِهِ تَذكِرَةٌ
فَمَن شاءَ اِتَّخَذ إِلى ربه سَبِيلا} نسخ ذَلِك بقوله
تَعَالَى {وَما تَشاؤونَ إِلّا أَن يَشاءَ اللَه}
(1/192)
سُورَة المرسلات
نزلت بِمَكَّة وَهِي محكمَة كلهَا لم يدخلهَا نَاسخ وَلَا
مَنْسُوخ
سُورَة النبأ
نزلت بِمَكَّة وَهِي من آخر الْمَكِّيّ الأول لِأَن النَّبِي
(صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هَاجر من غَد يَوْم نزلت والمكي
الأول مَا نزل قبل الْهِجْرَة والمكي الآخر مَا نزل بعد فتح
مَكَّة وَهِي محكمَة لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
سُورَة النازعات
محكمَة نزلت بِمَكَّة لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
(1/193)
سُورَة عبس
وَهِي أحدى السُّور السَّبع عشرَة الْمُخْتَلف فِي تنزيلهن
وَهِي محكمَة إِلَّا آيَة وَاحِدَة وَهِي قَوْله تَعَالَى {كلا
إِنَّهَا تذكرة} هَذَا مُحكم والمنسوخ مِنْهَا {فَمن شَاءَ
ذكره} نسخ ذَلِك بقوله تَعَالَى {وَما تَشاؤونَ إِلّا أَن
يَشاءَ اللَه}
(1/194)
سُورَة التكوير
نزلت بِمَكَّة وَهِي محكمَة غير آيَة وَاحِدَة وَهِي قَوْله
تَعَالَى {لِمَن شاءَ مِنْكُم أَن يَسْتَقِيم} نسخهَا الله
تَعَالَى بِمَا يَليهَا وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {وَما تَشاؤونَ
إِلَّا أَن يَشَاء الله رب الْعَالمين}
سُورَة الانفطار
نزلت بِمَكَّة وَهِي محكمَة لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا
مَنْسُوخ
سُورَة المطففين
نزلت فِي الْهِجْرَة بَين مَكَّة وَالْمَدينَة نصفهَا يُقَارب
مَكَّة وَنِصْفهَا يُقَارب الْمَدِينَة وَهِي محكمَة لَيْسَ
فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
(1/195)
سُورَة الأنشقاق
نزلت بِمَكَّة وجميعها مُحكم لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا
مَنْسُوخ
سُورَة البروج
نزلت بِمَكَّة وجميعها مُحكم لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا
مَنْسُوخ
سُورَة الطارق
نزلت بِمَكَّة وجميعها مُحكم إلآ آيَة وَاحِدَة وَهُوَ قَوْله
تَعَالَى {فَمَهِّلِ الكافِرينَ أَمهِلهُم رُوَيداً} نسختها
آيَة السَّيْف
(1/196)
سُورَة الْأَعْلَى
نزلت بِمَكَّة وفيهَا نَاسخ وَلَيْسَ فِيهَا مَنْسُوخ والناسخ
فِيهَا قَوْله تَعَالَى {سَنُقرِئُكَ فَلا تَنسى}
سُورَة الغاشية
نزلت بِمَكَّة وجميعها مُحكم إِلَّا آيَة وَاحِدَة فَإِنَّهَا
مَنْسُوخَة وَهِي قَوْله تَعَالَى {لست عَلَيْهِم بمصيطر}
نسختها آيَة السَّيْف
سُورَة الْفجْر
نزلت بِمَكَّة وجميعها مُحكم وَلَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا
مَنْسُوخ
(1/197)
سُورَة الْبَلَد
نزلت بِمَكَّة وجميعها مُحكم وَلَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا
مَنْسُوخ نزلت فِي عَام الْفَتْح من الْمَكِّيّ الاخر
سُورَة الشَّمْس
نزلت بِمَكَّة وَلَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
سُورَة اللَّيْل
نزلت بِمَكَّة وَهِي إِحْدَى السُّور الْمُخْتَلف فِي تنزيلها
لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
(1/198)
سُورَة الضُّحَى
نزلت بِمَكَّة فِي شَأْن رسل الْمُشْركين الى الْيَهُود وَفِي
ترك رَسُول الله (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الِاسْتِثْنَاء
وجميعها مُحكم وَلَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
(1/199)
سُورَة ألم نشرح
نزلت بِمَكَّة وَلَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
سُورَة التِّين
نزلت بِمَكَّة وجميعها مُحكم الا آيَة وَاحِدَة فِي آخرهَا نسخ
مَعْنَاهَا لَا لَفظهَا وَهِي قَوْله تَعَالَى {أَلَيسَ اللَهُ
بِأَحكَمِ الحاكِمين} نسخ الْمَعْنى فِيهَا بِآيَة السَّيْف
أَي دعهم وخل عَنْهُم
(1/200)
سُورَة الْقَلَم
نزلت بِمَكَّة وَهِي من أول تَنْزِيل الْقُرْآن على قَول
الاكثرين كلهَا مُحكم لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
سُورَة الْقدر
نزلت بِالْمَدِينَةِ وَهِي محكمَة لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا
مَنْسُوخ
سُورَة لم يكن الانفكاك
نزلت بِالْمَدِينَةِ لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
(1/201)
سُورَة الزلزلة
نزلت بِالْمَدِينَةِ وَهِي إِحْدَى السُّور الْمُخْتَلف فِي
تنزيلها لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
سُورَة العاديات
نزلت بِالْمَدِينَةِ لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
سُورَة القارعة
نزلت بِمَكَّة لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
(1/202)
سُورَة التكاثر
نزلت بِمَكَّة لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
سُورَة الْعَصْر
نزلت بِمَكَّة وَقيل بِالْمَدِينَةِ فِيهَا آيَة وَاحِدَة
منسوخه وَهِي قَوْله تَعَالَى {إِنَّ الإِنسانَ لَفي خُسرٍ}
نسخهَا الله تَعَالَى بِالِاسْتِثْنَاءِ بعده {إِلَّا الَّذين
آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ
وَتَوَاصَوْا بِالصبرِ}
(1/203)
سُورَة الْهمزَة
نزلت بِمَكَّة فِي شَأْن الْأَخْنَس بن شريق وَقيل نزلت
بِالْمَدِينَةِ لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
سُورَة الْفِيل
نزلت بِمَكَّة بإجماعهم لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
(1/204)
سُورَة قُرَيْش
نزلت بِمَكَّة وجميعها مُحكم وَلَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا
مَنْسُوخ
سُورَة الدّين
نزلت نِصْفَيْنِ أَو نِصْفَانِ نصفهَا بِمَكَّة وَنِصْفهَا
بِالْمَدِينَةِ فَالَّذِي أنزل مِنْهَا بِمَكَّة {أَرَأَيْت
الَّذِي يكذب بِالدّينِ} نزلت فِي الْعَاصِ بن وَائِل
السَّهْمِي {فَذَلِك الَّذِي يدع الْيَتِيم وَلا يَحُضُّ عَلى
طَعامِ المِسكين} إِلَى هَهُنَا
وَنزل بَاقِيهَا فِي عبد الله بن أبي بن سلول الْمُنَافِق
{فويل للمصلين} الى أَخّرهَا نزلت بِالْمَدِينَةِ وَلَيْسَ
فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
(1/205)
سُورَة الْكَوْثَر
نزلت بِمَكَّة وَلَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
سُورَة الْكَافِرُونَ
نزلت بِمَكَّة وجميعها مُحكم غير آيَة وَاحِدَة وَهِي قَوْله
تَعَالَى {لكم دينكُمْ ولي دين} نسخت بِآيَة السَّيْف
(1/206)
سُورَة النَّصْر
نزلت بِالْمَدِينَةِ وَقيل بِمَكَّة وجميعها مُحكم وَلَيْسَ
فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
سُورَة تبت
نزلت بِمَكَّة لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
(1/207)
سُورَة الأخلاص
نزلت بِالْمَدِينَةِ وَقيل بِمَكَّة فِي شَأْن أَرْبَد بن
ربيعَة العامري وَفِي عَامر ابْن الطُّفَيْل وَالله أعلم
وجميعها مُحكم لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
سُورَة الفلق
نزلت بِالْمَدِينَةِ وَقيل بِمَكَّة وَالله أعلم جَمِيعهَا
مُحكم لَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ
(1/208)
سُورَة النَّاس
نزلت بِالْمَدِينَةِ وَقيل بِمَكَّة وَالله أعلم وجميعها مُحكم
وَلَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ قَالَ الشَّيْخ هبة الله
وكل مَا كَانَ فِي الْقُرْآن من قَوْله تَعَالَى {فَأَعْرض
عَنْهُم} وَقَوله تَعَالَى {فاصبر على مَا يَقُولُونَ} وَقَوله
تَعَالَى {فتول عَنْهُم} {فاصفح عَنْهُم} {فاصبر صبرا جميلا}
{فاصفح الصفح الْجَمِيل} فَهَذَا وَمَا شاكله مَنْسُوخ بِآيَة
السَّيْف
وكل مَا كَانَ فِي الْقُرْآن {إِنِّي أَخَاف إِن عصيت رَبِّي
عَذَاب يَوْم عَظِيم} نسخهَا قَوْله تَعَالَى {إِنَّا فتحنا
لَك فتحا مُبينًا ليغفر لَك الله مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا
تَأَخّر}
(1/209)
وكل مَا كَانَ فِي الْقُرْآن
من خبر الَّذين أُوتُوا الْكتاب والامر بالصفح عَنْهُم نسخه
قَوْله تَعَالَى {قاتِلوا الَّذينَ لَا يُؤمِنونَ بِاللَهِ
وَلَا بِالْيَوْمِ الآخر} الاية
وكل مَا كَانَ فِي الْقُرْآن من الْأَمر بِالشَّهَادَةِ نسخه
قَوْله تَعَالَى {فَإِن أَمن بَعْضكُم بَعْضًا}
وكل مَا كَانَ فِي الْقُرْآن من التَّشْدِيد والتهديد نسخه
الله تَعَالَى بقوله {يُريدُ اللَه بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُريدُ
بكم الْعسر}
وكل مَا كَانَ فِي الْقُرْآن {وَالَّذين عقدت أَيْمَانكُم}
نسخهَا قَوْله تَعَالَى {وأولو الْأَرْحَام بَعضهم أولى
بِبَعْض}
وكل مَا كَانَ فِي الْقُرْآن من صلح أَو عهد اَوْ حلف أَو
موادعه
(1/210)
نسخهَا {بَرَاءَة من الله وَرَسُوله} الى
رَأس الْخمس مِنْهَا فَهَذَا جمل من جمل النَّاسِخ والمنسوخ
وكل مَا كَانَ فِي الْقُرْآن من {وَلنَا أَعمالنَا وَلكم
أَعمالكُم} نسختها آيَة السَّيْف
وكل مَا كَانَ فِي القرأن مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ أهل
الْجَاهِلِيَّة نُسْخَة الله تَعَالَى بأَمْره وَنَهْيه
وَالْأَمر من الله تَعَالَى يَنْقَسِم اقساما فَمِنْهُ امْر
حتم لَا بُد مِنْهُ ان يفعل مثل قَوْله تَعَالَى {وَأقِيمُوا
الصَّلَاة وَآتوا الزَّكَاة} وَمِنْه أَمر ندب والانسان الى
فعاله احوج وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {وَأشْهدُوا إِذا تبايعتم}
وَهُوَ لأَمره احفظ وَمِنْه أَمر تَخْيِير وَهُوَ قَوْله
تَعَالَى {وَإِذا حللتم فاصطادوا} وَمِنْه امْر اباحة وَهُوَ
قَوْله تَعَالَى {فَالْآن باشروهن}
(1/211)
وامر عِنْد الْقُدْرَة على تَركه وَهُوَ
أفضل من فعله وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {فَإِذا قضيت الصَّلَاة
فَانْتَشرُوا فِي الأَرْض} وجلوسه الى ان يُصَلِّي الْعَصْر
عِنْد الامكان على ذَلِك أفضل وَهَذَا تَفْصِيل الامر
وَكَذَلِكَ النَّهْي فَأَما النَّهْي فالشريعة مَبْنِيَّة على
الْحَظْر لَا على الاباحة وَالله سُبْحَانَهُ أعلم
بِالصَّوَابِ وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله
وَصَحبه وَسلم تمّ الْكتاب بعون الله وَحسن توفيقه
(1/212)
|