الوجيز في شرح قراءات القرأة الثمانية أئمة الأمصار الخمسة باب الإدغام
والإظهار في الحروف التي لا تعرف حركتها
وهي: دال قد، وذال إذ، وتاء التأنيث ولام هل وبل، ونون
الإعراب.
قال أبو عليّ: أما دال قد فإنّهم قد أجمعوا على إدغامها عند
نفسها مثل قوله تعالى: قَدْ دَخَلُوا (المائدة 61) ونحوها.
واختلفوا في إدغامها عند ثمانية أحرف: عند الجيم والذّال
والزّاي والسّين والشّين والصّاد والضّاد والظّاء مثل قوله
تعالى: قَدْ جاءَكُمْ* (آل عمران 183 وغيرها)، ووَ لَقَدْ
ذَرَأْنا (الأعراف 179)، وَلَقَدْ زَيَّنَّا (الملك 5)، قَدْ
سَمِعَ اللَّهُ (المجادلة 1)، قَدْ شَغَفَها (يوسف 30)،
وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ (آل عمران 152)، وَلَقَدْ
ضَرَبْنا* (الروم 58، الزمر 27)، لَقَدْ ظَلَمَكَ (ص 24)
ونحوهن «2».
أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وهشام عن ابن عامر: بإدغام جميع
ذلك حيث كان، إلا أنّ هشاما عن ابن عامر أظهر الدّال في قوله
تعالى: لَقَدْ ظَلَمَكَ فقط في سورة صاد (24) ونحوهن «2».
أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وهشام عن ابن عامر: بإدغام جميع
ذلك حيث كان، إلا أنّ هشاما عن ابن عامر أظهر الدّال في قوله
تعالى: لَقَدْ ظَلَمَكَ فقط في سورة صاد (24) لا غير.
ابن ذكوان عن ابن عامر: أدغم أربعة منها فقط عند الذّال
والزّاي والصّاد والظّاء لا غير، وأظهر عند الأربعة الباقيات.
ورش عن نافع: أدغم عند حرفين منها عند الضّاد والظّاء لا غير.
الباقون: بإظهار جميعهن حيث كان ذلك «4».
__________
الاسم، يعني مع الفتحة والضمة ينقله قرن عن قرن وخالف عن
سالف».
(1) ينظر: النشر 2/ 115 وما بعدها.
(2) الكشف 1/ 144، والتيسير 42، والنشر 2/ 3.
(4) ينظر مذاهب القراء في الإدغام في: السبعة في القراءات 113
- 127، والكشف 1/ 144 - 146، والتيسير 42، والنشر 2/ 3 - 4.
(1/78)
وأما ذال إذ، قال أبو عليّ: اتّفقوا على
إدغامها عند نفسها والظّاء مثل قوله تعالى: إِذْ ذَهَبَ
(الأنبياء 87)، إِذْ ظَلَمُوا (النساء 64) ونحوهما. واختلفوا
في إدغامها عند ستة
أحرف: عند التاء والجيم والدال والزاي والسين والصاد مثل قوله
تعالى: إِذْ تَبَرَّأَ (البقرة 166)، وَإِذْ جَعَلْنَا (البقرة
125)، وإِذْ دَخَلْتَ (الكهف 39)، وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ
(الأنفال 48)، إِذْ سَمِعْتُمُوهُ (النور 12)، وَإِذْ صَرَفْنا
إِلَيْكَ (الأحقاف 29) ونحوهن.
ابن كثير، ونافع، وعاصم، ويعقوب: بإظهار جميعهن في سائر
القرآن.
أبو عمرو، وهشام عن ابن عامر: بإدغام جميعهن.
الكسائي، وخلّاد عن سليم عن حمزة: بإظهارها عند الجيم وحدها،
وبإدغامها عند الباقيات.
الضّبي عن حمزة، وخلف عن سليم عنه: يدغمانها عند الدّال
والتّاء حرفين لا غير، وبإظهارها عند الباقيات.
ابن ذكوان عن ابن عامر: يدغمها عند الدّال لا غير ويظهرها عند
الباقيات، هكذا قرأت عنه بالشّام «1».
وأما تاء التأنيث، قال أبو عليّ: أجمعوا على إدغامها عند نفسها
والطّاء والدّال مثل قوله تعالى: فَما زالَتْ تِلْكَ (الأنبياء
15)، وَقالَتْ طائِفَةٌ (آل عمران 72)، وأُجِيبَتْ
دَعْوَتُكُما (يونس 89) ونحوهن حيث كان ذلك.
واختلفوا في إدغامها عند ستة أحرف: عند الثّاء والجيم والزّاي
والسّين والصّاد والظّاء مثل قوله تعالى: كَذَّبَتْ ثَمُودُ*
(القمر 23 وغيرها)، ونَضِجَتْ جُلُودُهُمْ (النساء 56)، خَبَتْ
زِدْناهُمْ (الإسراء 97)، أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ (البقرة
261)، حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ (النساء 90)، كانَتْ ظالِمَةً
(الأنبياء 11) ونحوهن.
ابن كثير، وعاصم، وقالون عن نافع، ورويس عن يعقوب: بإظهار
جميعهن.
ورش عن نافع، وروح عن يعقوب: بإدغامها عند الظّاء وحدها
وبإظهارها عند الباقيات.
ابن ذكوان عن ابن عامر: بإظهارها عند الجيم والسّين والزّاي
ثلاثة أحرف لا غير، وبإدغامها عند الباقيات.
الباقون: بالإدغام في جميعهن «2».
وأما لام هل، قال أبو علي: اختلفوا في إدغامها عند ثلاثة أحرف:
عند النّون والتّاء والثّاء فقط مثل قوله تعالى: هَلْ
نُنَبِّئُكُمْ (الكهف 103)، هَلْ تَرَبَّصُونَ (التوبة 52)،
__________
(1) السبعة 113 - 127، والكشف 1/ 147 - 149، والتيسير 41 - 42،
والنشر 2/ 2 - 3.
(2) الكشف 1/ 150 - 152، والتيسير 42 - 43، والنشر 2/ 4 - 6.
(1/79)
هَلْ ثُوِّبَ (المطفّفين 36) ونحوهن.
الكسائي وحده أدغمها عند النّون.
حمزة، والكسائي، وهشام عن ابن عامر: بالإدغام عند التّاء
والثّاء.
وتابعهما أبو عمرو عند التّاء في الملك (3) والحاقة (8) فقط
قوله تعالى: هَلْ تَرى * لا غير.
الباقون: بإظهارها عندهن «1».
وأما لام بل، قال أبو عليّ: وأما لام بل فإنّهم أجمعوا على
إدغامها عند الرّاء مثل قوله تعالى: بَلْ رَبُّكُمْ (الأنبياء
56)، بَلْ رانَ (المطففين 14) ونحوهما.
واختلف فيه عن قالون عن نافع.
وأظهر حفص عن عاصم بَلْ رانَ لا غير، إلا أنّه يقف على اللام
وقفة خفيفة يريد بها الإظهار لا الوقف.
واختلفوا في إدغامها عند سبعة أحرف: عند التّاء والزّاي
والسّين والصّاد والطّاء والظّاء والنّون مثل قوله تعالى: بَلْ
تَأْتِيهِمْ (الأنبياء 40)، بَلْ زَعَمْتُمْ (الكهف 48)، بَلْ
سَوَّلَتْ* (يوسف 18، 83)، بَلْ ضَلُّوا (الأحقاف 28)، بَلْ
طَبَعَ اللَّهُ (النساء 155)، بَلْ ظَنَنْتُمْ (الفتح 12)،
بَلْ نَتَّبِعُ* (البقرة 170، لقمان 21) ونحوهن.
الكسائي وحده: بإدغام جميعهن في سائر القرآن.
هشام عن ابن عامر: بإظهارها عند الضّاد والنّون حرفين لا غير
وبإدغامها عند الباقيات.
حمزة يدغمها عند التّاء والسّين حرفين لا غير. واختلف عنه عند
الطّاء مثل قوله تعالى: بَلْ طَبَعَ اللَّهُ (النساء 155)
ونحوه. فقرأته عن خلف عنه بالوجهين، وعن الضّبي وخلّاد
بالإظهار.
الباقون: بإظهار جميع ذلك حيث كان «2».
قال أبو عليّ: ونذكر اختلافهم في نون الإعراب فيما يأتي بعد إن
شاء الله. |