الوجيز في شرح قراءات القرأة الثمانية أئمة الأمصار الخمسة

باب الإدغام والإظهار في الحروف التي سكّنت لعلة وأصلها الحركة
قال أبو عليّ: من ذلك الرّاء السّاكنة عند اللام مثل قوله تعالى: يَغْفِرْ لَكُمْ* (آل عمران 31 وغيرها)، واسْتَغْفِرْ لَهُمْ* (آل عمران 159 وغيرها)، ويَنْشُرْ لَكُمْ (الكهف 16)، ونحو ذلك. أدغمها أبو عمرو وحده وأظهرها الباقون «3».
__________
(1) الكشف 1/ 153 - 154، والتيسير 43، والنشر 2/ 6 - 8.
(2) الكشف 1/ 153 - 154، والتيسير 43، والنشر 2/ 6 - 8.
(3) السبعة 121، والنشر 2/ 12.

(1/80)


والذّال عند التّاء في قوله تعالى: اتَّخَذْتُمُ* (البقرة 51 وغيرها)، وَأَخَذْتُمْ (آل عمران 81 الأنفال 68)، ثُمَّ أَخَذْتُ (فاطر 26) ونحو ذلك حيث كان. أظهرها ابن كثير، وحفص عن عاصم، وأدغمها الباقون «1».
والدّال عند الثّاء في قوله تعالى: وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ (آل عمران 145).
والثّاء عند التّاء في قوله تعالى: لَبِثْتُمْ* (الإسراء 52 وغيرها) ولَبِثْتَ* (البقرة 259 وغيرها). أظهرهما ابن كثير، ونافع، وعاصم، ويعقوب، وأدغمها الباقون «2».
والثّاء عند التّاء في قوله تعالى: أُورِثْتُمُوها* (الأعراف 43، الزخرف 72) أدغمها أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وهشام عن ابن عامر، وأظهرها الباقون «3».
والباء عند الفاء في قوله تعالى: أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ (النساء 74)، وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ (الرعد 5)، قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ (الإسراء 63)، قالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ (طه 97)، وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ (الحجرات 11)، وليس في القرآن غيرهن. أدغمهنّ أبو عمرو، والكسائي، والضّبي، وخلّاد عن حمزة، وأظهرهن الباقون «4».
والذّال عند التّاء في قوله تعالى: إِنِّي عُذْتُ* (غافر 27، الدخان 20)، وفَنَبَذْتُها (طه 96). أدغمهما أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وهشام عن ابن عامر، وأظهرهما الباقون «5».
وأدغم الكسائي وحده نَخْسِفْ بِهِمُ في سورة سبأ (9). وليس في القرآن غيره.
الباقون بالإظهار «6».
والثّاء عند الذّال في قوله تعالى: يَلْهَثْ ذلِكَ (الأعراف 176).
ابن كثير، ونافع، وهشام عن ابن عامر: بالإظهار. الباقون بالإدغام «7». والباء عند الميم في قوله تعالى: يُعَذِّبُ مَنْ في سورة البقرة (284)، وارْكَبْ مَعَنا في سورة هود (42).
نافع، وابن عامر، والبزّي عن ابن كثير، وخلف عن سليم عن حمزة، وروح عن يعقوب: بإظهار الباء عند الميم في ذلك.
إلا أنّ عاصما، وابن عامر، ويعقوب رفعوا الباء في سورة البقرة.
__________
(1) الكشف 1/ 159، والتيسير 44، والنشر 2/ 15.
(2) الكشف 1/ 159، والتيسير 44، والنشر 2/ 16.
(3) الكشف 1/ 159، والنشر 2/ 17.
(4) الكشف 1/ 159، والتيسير 43 - 44، والنشر 2/ 8.
(5) الكشف 1/ 159، والتيسير 44، والنشر 2/ 16.
(6) الكشف 1/ 156، والتيسير 44، والنشر 2/ 12.
(7) الكشف 1/ 157، والتيسير 44، والنشر 2/ 13.

(1/81)


الباقون: بإدغام الباء عند الميم فيهما «1».
واللام عند الذّال في قوله تعالى: وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ* (البقرة 231 وغيرها) حيث كان أدغمها أبو الحارث وحده عن الكسائي، وأظهرها الباقون «2».
واللام عند الرّاء في قوله تعالى: قُلْ رَبِّ* (الإسراء 24 وغيرها)، (قل رَبُّكُمْ) (الأنعام 147) ونحوهما. أظهرهما قالون عن نافع بخلاف عنه، وأدغمها الباقون «3».
واتفقوا على إظهار لام (قل) عند التّاء والسّين والصّاد والنّون مثل قوله تعالى: قُلْ تَمَتَّعُوا (إبراهيم 30)، قُلْ سِيرُوا* (الأنعام 11 وغيرها)، قُلْ صَدَقَ اللَّهُ (آل عمران 95)، قُلْ نارُ جَهَنَّمَ (التوبة 81) ونحوهن.
وأجمعوا على إظهار الظّاء والضّاد عند التّاء مثل قوله تعالى: أَوَعَظْتَ (الشعراء 136)، فَقَبَضْتُ (طه 96)، وفَرَضْتُمْ (البقرة 237) ونحوهن. وعلى إدغام الطّاء وإبقاء صوتها عند التّاء في قوله تعالى: فَرَّطْتُمْ (يوسف 80)، وأَحَطْتُ (النمل 22)، وبَسَطْتَ (المائدة 28) ونحوهن.
وعلى إدغام القاف وصوتها عند الكاف في قوله تعالى: أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ في سورة المرسلات (20).
وسمعت أبا الفرج الشّنبوذي يقول: كان أبو بكر النّقاش يظهرها عن ابن كثير ونافع وعاصم ويدغمها عن الباقين. فذكرت ذلك لأبي إسحاق الطّبري فقال: تخطئون على شيخنا إنّما أراد إظهار صوت القاف حسب، وذكرت ذلك لأبي الحسن بن أبي المعتمر فقال: لا يصح إظهار صوت القاف إلا بعد تغليظ اللام، ولا يجوز ذلك. ورأيت في الشام من يأخذ بالإظهار عن ابن الأخرم عن الأخفش عن ابن ذكوان عن ابن عامر.
وذكر لي ذلك أبو عليّ الأصبهاني، وسمعت أبا عبد الله اللالكائي يقول: الجماعة على إدغامه إلا شيئا يروى عن قالون عن نافع لا يعوّل عليه.
وأجمعوا أيضا على إدغام كل ساكن لقي مثله «4» من كلّ كلمة أخرى مثل قوله تعالى: اذْهَبْ بِكِتابِي هذا (النمل 28)، فَما زالَتْ تِلْكَ (الأنبياء 15). وَاذْكُرْ رَبَّكَ* (آل عمران 41 وغيرها) ومِنْهُمْ مَنْ* في قول من لم يضم، وإِنْ نَحْنُ، وعَصَوْا وَكانُوا* (البقرة 61 وغيرها) وعَفَوْا وَقالُوا (الأعراف 95)، ومالِيَهْ هَلَكَ (الحاقة 28، 29) على قول من لم يثبت الهاء في الوصل ونحو ذلك.
__________
(1) الكشف 1/ 155 - 156، والتيسير 44 - 45، والنشر 2/ 10 - 11.
(2) النشر 2/ 13.
(3) لم أقف عليها.
(4) يعني لقي حرفا مثله وليس ساكنا مثله كما توهم العبارة.

(1/82)


وأما الواو المرفوع ما قبلها والياء المكسور ما قبلها إذا أتى بعدهما مثلهما فإنّهما يمدّان قليلا ويظهران بلا تشديد ولا إفراط في التليين بل بتدوين الواوين، وتحقيق الياءين مثل قوله تعالى: قالُوا وَأَقْبَلُوا في يوسف (71)، آمَنُوا وَعَمِلُوا* (البقرة 25 وغيرها)، فِي يَوْمَيْنِ* (البقرة 203، فصلت 9، 12)، فِي يَتامَى النِّساءِ (النساء 127). ونحو ذلك.