تحبير التيسير في القراءات العشر

 (بَاب ذكر اتِّصَال [تلاوتنا وروايتنا بِهِ] )
قَرَأت هَذَا الْكتاب وتلوت الْقُرْآن الْعَظِيم بمضمنه على جمَاعَة من الشُّيُوخ بِمصْر وَالشَّام وَغَيرهمَا بأسانيد مُخْتَلفَة أَعْلَاهَا من طَرِيق [الشاطبي قَرَأت بِهِ] الْقُرْآن كُله على الشَّيْخَيْنِ الْإِمَامَيْنِ الْعَالم الصَّالح أبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ [بن] الْبَغْدَادِيّ الشَّافِعِي والعلامة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أبي الْحسن الْحَنَفِيّ بالديار المصرية أَربع ختمات جمعا وَقَرَأَ كل مِنْهُمَا بمضمنه الْقُرْآن جمعا وإفرادا على الشَّيْخ الإِمَام أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْخَالِق الصَّائِغ شيخ الإقراء بالديار المصرية وَقَرَأَ الصَّائِغ بمضمنه الْقُرْآن على الشَّيْخ الإِمَام أبي الْحسن عَليّ بن شُجَاع ابْن سَالم الْهَاشِمِي العباسي الضَّرِير وَقَرَأَ الضَّرِير بمضمنه الْقُرْآن على الشَّيْخ الإِمَام أبي الْقَاسِم بن فيره بن خلف بن أَحْمد الرعيني الشاطبي الضَّرِير، وَمن طَرِيق

(1/97)


الْحصار / قَرَأت بمضمنه الْقُرْآن كُله على شَيْخي الإِمَام الصَّالح قَاضِي الْمُسلمين أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الشَّيْخ الإِمَام أبي عبد الله الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن فَزَارَة الْحَنَفِيّ بِدِمَشْق المحروسة وَقَالَ لي: قرأته وقرأت بمضمنه الْقُرْآن الْعَظِيم عَليّ وَالِدي وَأَخْبرنِي أَنه قَرَأَهُ وَقَرَأَ بِهِ الْقُرْآن على الشَّيْخ الإِمَام أبي مُحَمَّد الْقَاسِم بن أَحْمد بن موفق اللورقي [ح] . وحَدثني بِهِ شَيخنَا الْأُسْتَاذ أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن بن اللبان شيخ الإقراء بِالشَّام المحروس بعد أَن قَرَأت عَلَيْهِ الْقُرْآن بمضمنه وقرأه شَيخنَا الْمَذْكُور على الإِمَام أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْمرَادِي قَالَ: أخبرنَا بِهِ أَبُو مُحَمَّد عبد

(1/98)


الله بن يُوسُف بن أبي بكر الشبارتي قَالَا: أَعنِي اللورقي والشبارتي: أخبرنَا بِهِ الشَّيْخ الإِمَام أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ بن يحيى بن عون الله الْحصار قِرَاءَة وتلاوة، وَمن طَرِيق الْمرَادِي والغافقي [أَخْبرنِي] أَبُو الْعَبَّاس [بن أبي عبد الله] الكفري قِرَاءَة وتلاوة قَالَ: أَخْبرنِي وَالِدي كَذَلِك قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو مُحَمَّد بن الْمُوفق الأندلسي كَذَلِك قَالَ: قرأته وتلوت بمضمنه على كل من الشَّيْخَيْنِ الْإِمَامَيْنِ أبي عبد الله مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد الْمرَادِي وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن أَيُّوب بن [مُحَمَّد بن نوح الغافقي] وَمن طَرِيق ابْن سَلمُون قَرَأت بِهِ وَبِغَيْرِهِ جَمِيع الْقُرْآن الْعَظِيم على الشَّيْخ الإِمَام شيخ مَشَايِخ الإقراء أبي الْمَعَالِي بن أبي الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي، ثمَّ حَدثنِي بِهِ من لَفظه قَالَ: قَرَأت بمضمنه على الشَّيْخ الإِمَام أبي عبد الله مُحَمَّد بن جَابر الْقَيْسِي وحَدثني بِهِ من لَفظه قَالَ: أَخْبرنِي بِهِ

(1/99)


أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن [الْحسن بن الغماز الْأنْصَارِيّ] . قِرَاءَة عَلَيْهِ قَالَ: [أخبرنَا بِهِ] أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلمُون البلسني سَمَاعا، قَالَ كل من الشاطبي والحصار والمرادي والغافقي وَابْن سَلمُون: أخبرنَا بِهِ الشَّيْخ الإِمَام أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن هُذَيْل البلسني سَمَاعا [وتلاوة وَقِرَاءَة] ، بمضمنه سوى ابْن فتلاوة بِرِوَايَة ورش فَقَط [وَقَرَأَ] ابْن هُذَيْل بمضمنه على الإِمَام / أبي دَاوُد سُلَيْمَان بن نجاح الْأمَوِي مَوْلَاهُم الأندلسي.
وَأَعْلَى من هَذَا بِدَرَجَة أَخْبرنِي بِهِ الشَّيْخ الْأَصِيل أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ قِرَاءَة مني عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ المحروسة قَالَ: [أَخْبرنِي بِهِ أَبُو فَارس عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَاحِد بن زكنون] التّونسِيّ قِرَاءَة عَلَيْهِ قَالَ:

(1/100)


أَخْبرنِي [أَبُو بكر مُحَمَّد] ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مشليون البلنسي سَمَاعا [عَن] أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن [عبد الْملك] بن مُوسَى بن أبي جَمْرَة بالراء الْمُهْملَة المرسي، قَالَ: أَخْبرنِي وَالِدي سَمَاعا.
ح وقرأته أجمع على الشَّيْخ المعمر أبي عَليّ الْحسن بن أَحْمد بن هِلَال الصَّالِحِي بِجَامِع دمشق قَالَ أخبرنَا الإِمَام أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي

(1/101)


مشافهة، أخبرنَا الْعَلامَة أَبُو الْيمن زيد بن الْحسن بن زيد الْكِنْدِيّ سَمَاعا لأحرف الْخلاف وإجازة قَالَ: أخبرنَا الْأُسْتَاذ أَبُو مُحَمَّد " عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد الْبَغْدَادِيّ تِلَاوَة وإجازة [و] قَرَأَهُ [أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ] " على أبي مُحَمَّد عبد الْحق بن أبي مَرْوَان الأندلسي الْمَعْرُوف بِابْن الثَّلْجِي بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام سنة خَمْسمِائَة قَالَ كل من أبي دَاوُد وَأحمد بن أبي جَمْرَة وَابْن الثَّلْجِي أخبرنَا الإِمَام الْحَافِظ أَبُو عَمْرو عُثْمَان بن سعيد الداني قِرَاءَة وتلاوة وسماعا لأبي دَاوُد وإجازة لِابْنِ أبي جَمْرَة. وسماعا لِابْنِ الثَّلْجِي، قَالَ رَحمَه الله [تَعَالَى] :
الْحَمد لله المتفرد بالدوام، المتطول بالإنعام، خَالق الْخلق بقدرته، ومدبر الْأَمر بِحِكْمَتِهِ، لَا راد لأَمره وَلَا معقب لحكمه وَهُوَ سريع الْحساب، أَحْمَده على جَمِيع نعمه، وأشكره على تتَابع آلائه ومننه، وأسأله الْمَزِيد من إنعامه، والجزيل من إحسانه، وَصلى الله على البشير النذير [السراج] الْمُنِير نَبينَا مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعَلى آله الطيبين الطاهرين وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا.

(1/102)


أما بعد: فَإِنَّكُم سَأَلْتُمُونِي أحسن الله إرشادكم أَن أصنف لكم كتابا مُخْتَصرا فِي مَذَاهِب الْقُرَّاء السَّبْعَة (بل الْعشْرَة) بالأمصار يقرب عَلَيْكُم متناوله ويسهل عَلَيْكُم حفظه ويخف عَلَيْكُم درسه ويتضمن من الرِّوَايَات والطرق مَا اشْتهر وانتشر عِنْد التالين وَصَحَّ وَثَبت عِنْد المتصدرين من الْأَئِمَّة الْمُتَقَدِّمين فأجبتكم / إِلَى مَا سألتموه وأعملت نَفسِي فِي تصنيف مَا رغبتموه، على النَّحْو الَّذِي أردتموه، واعتمدت فِي ذَلِك على الإيجاز والاختصار وَترك التَّطْوِيل والتكرار، وَقربت الْأَلْفَاظ وهذبت التراجم ونبهت على الشىء بِمَا يُؤَدِّي [عَن] حَقِيقَته من غير استغراق لكَي يُوصل إِلَى ذَلِك فِي يسر ويتحفظ فِي قرب [وَذكرت] عَن كل وَاحِد من الْقُرَّاء رِوَايَتَيْنِ [فَذكرت] عَن نَافِع رِوَايَة قالون وورش وَعَن ابْن كثير رِوَايَة [قنبل والبزي] عَن أصحابهما عَنهُ وَعَن أبي عَمْرو رِوَايَة أبي عمر [الدوري] وَأبي شُعَيْب [السُّوسِي] عَن اليزيدي عَنهُ، وَعَن ابْن عَامر رِوَايَة [ابْن ذكْوَان وَهِشَام] عَن أصحابهما عَنهُ، وَعَن عَاصِم رِوَايَة أبي بكر وَحَفْص عَنهُ، وَعَن حَمْزَة رِوَايَة خلف وخلاد عَن سليم عَنهُ وَعَن الْكسَائي رِوَايَة أبي عمر [الدوري] وَأبي الْحَارِث [عَنهُ] فَتلك أَربع عشرَة رِوَايَة [عَنْهُم] .

(1/103)


قلت: وَعَن أبي جَعْفَر رِوَايَة عِيسَى بن وردان وَسليمَان بن جماز [عَنهُ] ، وَعَن يَعْقُوب رِوَايَة رويس وروح [عَنهُ] وَعَن خلف رِوَايَة إِسْحَاق الْوراق وَإِدْرِيس الْحداد [عَنهُ] فَتلك سِتّ رِوَايَات تَتِمَّة عشْرين رِوَايَة وَالله الْمُوفق. هِيَ المتلو بهَا والمعول عَلَيْهَا، فَإِذا اخْتلف عَنْهُم ذكرت الرَّاوِي باسمه، وأضربت عَن ذكر [اسْم] الإِمَام وَإِذا اتّفقت ذكرت الإِمَام باسمه، وَإِذا اتّفق نَافِع وَابْن كثير قلت: [قَرَأَ] الحرميان، وَإِذا اتّفق عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَخلف قلت: قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ، طلبا للتقريب على الطالبين ورغبة فِي التَّيْسِير على المبتدئين، وعَلى الله [تَعَالَى] أعْتَمد [وَبِه أَعْتَصِم وَعَلِيهِ أتوكل] وَهُوَ حسبي وَإِلَيْهِ أنيب. [قَالَ أَبُو عَمْرو] :
فَأول مَا أفْتَتح [بِهِ] كتابي هَذَا بِذكر أَسمَاء الْقُرَّاء والناقلين عَنْهُم وأنسابهم وَكُنَاهُمْ وموتهم وبلدانهم واتصال قراءتهم وَتَسْمِيَة رِجَالهمْ واتصال قراءتنا نَحن بهم وَتَسْمِيَة من أَدَّاهَا إِلَيْنَا [مِنْهُم] رِوَايَة وتلاوة، ثمَّ اتبع ذَلِك بِذكر مذاهبهم وَاخْتِلَافهمْ إِن شَاءَ الله تَعَالَى، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق.

(1/104)