جامع البيان في القراءات السبع ذكر اختلافهم في سورة يونس «1» «2» عليه
السلام
حرف:
قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم من غير رواية هبيرة والكسائي
والبرجمي «3» والأعشى «4» عن أبي بكر الر [1] والمر [الرعد: 1]
بإخلاص الفتح في جميع القرآن، وقال الخزاعي عن أصحابه: الر
مفتوحة مفخّمة «5» غير الشديدة، وقال ابن اليتيم «6» عن حمزة
عن حفص: المر خفيف تام غير مكسور «7» ولا يمدّ الراء في كل
القرآن. وروى هبيرة «8» عنه الراء بالكسر في كل السور
__________
(1) مكية إجماعا، وتسمى السابعة، لأنها سابعة السبع الطوال.
قيل: إلا ثلاث آيات من قوله فإن كنت في شك مما ... إلى آخرها
وآيها مائة وعشر آيات في الشامي، وتسع عند الباقين، ومقصودها
وصف الكتاب بأنه من عند الله، لأن غيره لا يقدر على شيء منه،
وذلك دال على أنه واحد في ملكه لا شريك له. وتمام الدليل على
هذا قصة قوم يونس على نبينا وعليه وعلى جميع الأنبياء أفضل
الصلاة وأزكى التسليم. (البيان في عد آي القرآن) ص 163، و
(مصاعد النظر) 2/ 162 و (التحبير في علم التفسير) 172، و
(موسوعة فضائل سور وآيات القرآن) 1/ 187.
(2) شرع المؤلف هنا في بيان ما للقراء السبعة في الحروف
المقطعة- حروف التهجي- التي في أوائل السور وموضع (يونس) هنا
هو الموضع الأول الذي فيه الخلاف إذ موضعا (البقرة والأعراف)
قبله لا خلاف فيهما من حيث الرواية والأداء، إلا من حيث المعنى
والتفسير والإعجاز، فهناك أقوال عدة للعلماء مبثوثة في الكتب.
انظر: (الجامع) للقرطبي 1/ 108، و (معترك الأقران) 1/ 56، و
(براعة الاستهلال) 91. والمؤلف تعرض هنا لحكم الراء وفي
نظائرها في أوائل (هود ويوسف وإبراهيم والحجر)، فالحكم واحد في
الكل، وهو دائر بين الفتح والتقليل والإمالة. وخص موضع (الرعد)
هنا بالذكر لزيادة الميم فيه.
قال الشاطبي: وإضجاع را كل الفواتح ذكره .. حمى غير حفص. انظر:
ص 58.
(3) فائدة: ليس للبرجمي عن أبي بكر إمالة إلا في لفظة (أعمى)
الأول في (الإسراء) [72] انظر:
باب إمالات عاصم (غاية الاختصار) 1/ 281.
(4) والأعشى عن أبي بكر عن عاصم لا يميل فواتح السور. انظر
(غاية الاختصار) 1/ 280.
(5) في (م) مفخم.
(6) الحسن بن المبارك أبو القاسم الأنماطي المعروف بابن اليتيم
البغدادي، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن عمرو بن الصباح صاحب
حفص، وعلى عبيد وروى القراءة عنه أحمد بن سهل الأشناني وابن
شنبوذ. (غاية 1/ 229).
(7) يقصد بالكسر هنا الإمالة.
(8) رواية هبيرة عن حفص عن عاصم ذكرها ابن مجاهد في كتاب
(السبعة) ص 322.
(3/1165)
والمر وقال الكسائي «1» عن أبي بكر: إنه لم
يكسر حرفا من حروف الهجاء إلا طه [طه: 1]، وقال لنا محمد بن
علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن خلف «2» عن يحيى عن أبي بكر الر
مكسورة الراء، وقال لي الفارسي عن أبي طاهر عن أبي بكر عن ابن
واصل عن كتاب خلف، قال: يكسر عاصم الر والمر يكسرها على
الهجاء.
قال ابن واصل: وفي كتاب ابن سعدان بالفتح: نا عبد العزيز بن
محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن يونس، قال: نا
ابن صدقة، قال: نا أبو الأسباط، قال:
حدّثنا عبد الرحمن عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يكسر الراء،
وكذلك روى العليمي «3» عنه وشعيب بن أيوب عن يحيى «4» عنه فيما
قرأت، وكذلك روى حمّاد «5» والمفضل «6» عن عاصم، واختلف عن
نافع فروى ورش عنه من غير رواية الأصبهاني «7» الر والمر بين
الفتح والإمالة، وقال داود عنه: لا فتح شديد ولا بطح.
وروى الأصبهاني عن أصحابه عنه الر بالفتح، وقال أحمد بن صالح
عنه بكسر الراء. وقال أبو الأزهر وأبو يعقوب «8»: الر والمر
كما يخرج من الفم
__________
(1) ورواية الكسائي عن أبي بكر عن عاصم بفتح الراء، ذكرها
الإمام طاهر بن غلبون في (تذكرته) 2/ 362.
(2) رواية خلف عن أبي بكر ذكرها ابن مجاهد في (السبعة) ص 322،
وأبو منصور الأزهري في (معانيه) ص 219، حيث قال:" وكذلك روى
خلف عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم بالكسر.
(3) و (4) العليمي ويحيى بن آدم كلاهما عن أبي بكر عن عاصم
رويا الإمالة في الراء في فواتح السور، حيث جاء انظر:
(المستنير في القراءات) ص 585، و (غاية الاختصار) أول سورة
يونس 1/ 278، 279 وفي (النشر) 2/ 67، عن العليمي فقط عن أبي
بكر بإمالة بين بين.
(5) وفي (المبسوط) ص 198، نقل له الإمام أبو بكر بن مهران أيضا
وجه التقليل. حيث قال: قرأ عاصم في رواية حماد بين الفتح
والكسر. وكذا. (غاية الاختصار) 1/ 180.
(6) انظر باب (إمالات عاصم) رواية المفضل في (غاية الاختصار)
1/ 281.
(7) وجه الفتح هو رواية الأصبهاني عن ورش حتى من طريق طيبة
النشر، وقد انفرد الهذلي عنه بالتقليل بين بين. انظر: (بستان
الهداة) ص 258، و (النشر) 2/ 68، و (الإتحاف) 1/ 285.
(8) وجه التقليل هو رواية أبي يعقوب الأزرق عن ورش وهي
المعتمدة لدى الداني والشاطبي انظر:
(التيسير) ص 98، يقول أبو القاسم الشاطبي: وذو الراء لورش بين
بين ... انظر: ص 58.
(3/1166)
فيما بين ذلك وسطا بين اللفظ، وقال أحمد
«1» عن ورش وقالون لا يفخم الراء، وروى المسيّبي «2» عن نافع
الر [1] مفتوحة، وليست ممدودة.
وقرأت في رواية القاضي عن قالون وفي رواية أبي عون عن الحلواني
عنه، وفي رواية ابن عبدوس عن أبي عمر عن إسماعيل، وفي رواية
ابن سعدان عن المسيّبي الر والمر [الرعد: 1] بين بين. وقرأت في
رواية الباقين عن الثلاثة عن نافع بإخلاص الفتح، وكذلك روى
الحلواني وأبو سليمان عن قالون «3»، وهو قياس قول سائر أصحابه
عنه.
وقرأ الباقون وهم ابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي بإمالة
«4» فتحة الراء في جميع القرآن، وكذلك روى أبو الفتح عن قراءته
على عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن الحلواني عن هشام «5» عن
ابن عامر، وروى لي عن قراءته على أبي
__________
ويقول الشيخ محمد المتولي في كتابه (هداية المريد إلى رواية
أبي سعيد) وهو شرح على منظومة الشيخ محمد المتولي في رواية ورش
من طريق الشاطبية ص 23، (وتوراة مع را في الفواتح حاوها.
المعنى: أنه قلل لفظ التوراة، حيث أتى، وقلل أيضا راء فواتح
السور الست.
وقد روى الخلف عن الأزرق من طريق العشرة الكبرى، كما في شرح
(طيبة النشر) للعلامة ابن الجزري ص 121، 129، حيث قال: وقلل
الراء ورءوس الآي (جف) وقال: خلفهما را جد وإذ ها يا اختلف
عطفا على ورا الفواتح أمل. وانظر: (النشر) 2/ 68، و (الإتحاف)
1/ 285. و (المحجة) ص 177.
(1) انظر (السبعة) ص 322.
(2) المصدر السابق و (بستان الهداة) ص 258.
(3) في (النشر) وجه الفتح عن قالون هو من رواية العراقيين من
جميع الطرق، وكذا بعض المغاربة، وعليه العمل ووجه التقليل. فمن
رواية جمهور المغاربة، وانفرد صاحب المبهج عن أبي نشيط عن
قالون بالإمالة المحضة. انظر: (الاختيار في القراءات العشر) 2/
440، و (التيسير) ص 98، و (بستان الهداة) ص 257، و (النشر) 2/
67.
(4) إمالة محضة تخفيفا، فيقولون آلر. والإمالة لغة: لغير أهل
الحجاز: وعلة إمالة هذا النوع: أن الألف التي من هجاء (راء) في
تقدير ما أصله الياء، لأنها أسماء ما يكتب به، ففرق بينهما
وبين الحروف التي لا تجوز إمالتها (الكشف) 1/ 186، (حجة
القراءات) ص 327.
قال في الحرز: واضجاع را كل الفواتح ذكره حمى ... انظر: ص 58.
(5) وجه بالإمالة عن هشام من طريق الجمهور وعليه المغاربة
والمصريين قاطبة، وأكثر العراقيين، وهو اختيار الداني وابن
الجزري قولا واحدا في (الراء) من أوائل السور. قلت: وعليه
العمل.
انظر: (التيسير) ص 98، و (غاية الاختصار) 1/ 273، و (بستان
الهداة) ص 258، و (النشر) 2/ 66، 67، و (الإتحاف) 2/ 103.
(3/1167)
الحسن عن أصحابه عن الحلواني عن هشام عن
ابن عامر بإخلاص الفتح «1»، والذي نصّ عليه هشام في كتابه
الإمالة «2» وهو الصحيح عنه.
حدّثنا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن
أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر المر مكسورة الراء، ولا
يعرف أهل الأداء عنه غير ذلك. وقال الأخفش في [11/ ب] الخاصّ
عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر «3» المر يشمّ الراء شيئا من
الكسر، وقال عنه في كتابه العامّ الر يختلس كسرة الراء وسطا
بين ذلك، وقرأت من طريقه بإخلاص الإمالة، وعلى ذلك أهل الأداء
عنه.
حرف:
قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر والمفضل «4» عن عاصم لسحر مبين
[2] بغير ألف، وكذلك روى الجيزي عن الشموني عن الأعشى وحسين
الجعفي عن أبي بكر «5».
وقرأ الباقون «6» لساحر بالألف، وكذلك روى أصحاب الشموني وأبي
بكر عنه.
حرف:
قرأ ابن كثير «7» في رواية قنبل «8» والحلواني عن القوّاس «9»
ضياء [5] هاهنا وفي الأنبياء [48] بضياء في القصص [71] بهمزة
مفتوحة بعد الضاد في الثلاثة المواضع. وقال لنا محمد بن أحمد
عن ابن مجاهد «10»: وكذلك قرأت على
__________
(1) ممن نقل لهشام الوجهين ابن الجندي في (البستان) ص 257،
ونقل له وجه الفتح فقط الهذلي وأبو العز والحافظ أبو العلاء.
انظر: (النشر) 2/ 66 - 67.
(2) لم أجده ولعله مفقود.
(3) انظر: (المبسوط) ص 198.
(4) انظر: (المستنير في القراءات) ص 585، و (غاية الاختصار) 2/
513.
(5) وجه غير مشهور لشعبة القراءة بغير الف.
(6) ومعهم عاصم من بقايا طرقه في السبعة بألف بعد السين على
وزن (فاعل) ومعناه: قال الكافرون: إن هذا الرجل لساحر مبين،
ومن قرأ (سحر) على وزن فعل معناه قال الكافرون إن هذا (الكلام)
يعنون الوحي. قال صاحب الحرز: ساحر ظبى ... انظر: ص 98.
(شرح الهداية) 2/ 336، و (التيسير) 98.
(7) انظر: (السبعة) ص 323.
(8) انفرادة سبعية عن قنبل وقد ذكرت في (التيسير) ص 98، و
(غاية الاختصار) 2/ 514.
يقول صاحب الحرز: وحيث ضياء وافق الهمز قنبلا ... انظر: ص 59.
(9) انظر: (حجة القراءات) ص 328.
(10) انظر: (السبعة) ص 323.
(3/1168)
قنبل، وهو غلط، قال: وكان أصحاب البزّي
وابن فليح ينكرون ضئاء ويقرءون مثل قراءة الناس ذلك ضياء، وقال
أحمد بن عبد الرحمن «1» الولي: قرأت على الزينبي «2» عن قنبل
بهمزتين كما قال ابن مجاهد والجماعة عنه. نا عبد العزيز بن
محمد المقرئ قال: نا عبد الواحد بن أبي هشام قال: حدّثني الحسن
بن محمد المهلبي «3»، قال: نا محمد بن العبّاس بن بسام «4»
قال: نا أحمد بن يزيد الحلواني عن القوّاس عن أصحابه عن ابن
كثير ضياء بهمزة الياء ثم يمدّ ثم يهمز، ومثله بضياء بهمزة
الياء ثم يمدّ ثم يهمز، وروى أبو ربيعة عن صاحبيه قنبل والبزّي
والزينبي عن قنبل ممدودة مهموزة. وكذا قال البزّي في كتابه
«5». وروى الخزاعي عن أصحابه بغير همز يريد بعد الضّاد.
ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد «6»، قال: أخبرني الخزاعي
عن عبد الوهاب بن فليح عن أصحابه عن ابن كثير والبزّي عن ابن
كثير أنهم لا يعرفون إلا همزة واحدة بعد الألف في ضياء. وبذلك
قرأ الباقون.
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم يفصل الآيات [5] بالياء
«7»، وقرأ الباقون بالنون. وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن
مجاهد «8»، قال:
__________
(1) هو: أحمد بن عبد الرحمن الولي أبو بكر العجلي، مقرئ ثقة
ضابط، قرأ على أبيه والزينبي وابن مجاهد وغيرهم، وعنه إبراهيم
الطبري وغيره، توفي سنة 350 هـ. (غاية) 1/ 66.
(2) انظر (الاختيار) 2/ 440.
(3) لم أجده بعد البحث.
(4) هو: محمد بن العباس بن بسام، ثقة، مشهور متصدر، أخذ عن
أحمد اليزيدي وغيره، وروى عنه حسين المؤدب وغيره، (غاية) 2/
157.
(5) الكتاب أحد مصادر الجامع، ولعله مفقود.
(6) انظر: (السبعة) ص 323.
(7) قراءة الياء: فيها إخبار عن فعل الله ومناسبة مع قوله
تعالى قبله: ما خلق الله ذلك إلا بالحق فجعلوا الفعل مسندا
إليه بلفظ التوحيد.
وقراءة النون: نون العظمة فهو فعله تبارك وتعالى، وفيها معنى
الالتفات من الغيبة إلى التكلم، ومناسبة لقوله: أن أوحينا
قبله. (معاني القراءات) 219، و (شرح الهداية) 2/ 337، و (حجة
القراءات) 328، و (الدر المصون) 4/ 154. قال في الحرز:" نفصل
يا حق علا" انظر:
ص 59.
(8) انظر: (السبعة) ص 323.
(3/1169)
حدّثني مضر «1» بن محمد عن البزّي «2» عن
أصحابه عن ابن كثير بالنون. ونا محمد، قال: نا أحمد، قال:
حدّثني الحسن بن مخلد عن البزّي بالياء، وكذلك روى عنه أبو
ربيعة والخزاعي وغيرهما، وعلى ذلك العمل في رواية البزّي. وقرأ
الباقون بالنون.
حرف:
قرأ ابن عامر لقضى إليهم [11] بفتح القاف والضاد أجلهم [11]
بالنصب. وقرأ الباقون بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء أجلهم
بالرفع «3».
حرف:
وكلهم قرأ لننظر كيف تعملون [14] بنونين، إلا ما رواه عبد
الحميد ابن بكار عن أيوب بإسناده عن ابن عامر «4» لنظّر بنون
واحدة وتشديد الظاء، قال أبو عمرو «5»: وقد رسم ذلك بنون واحدة
في بعض المصاحف وإدغام النون في الظاء، وفي سائر حروف اللسان
لا يجوز بوجه وإجماع من القرّاء والنحويين. وقال الأخفش في
كتابه الخاصّ عن ابن ذكوان لننظر بنونين كقراءة الناس.
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية قنبل «6» من رواية أبي ربيعة وابن
الصباح وابن
__________
(1) في النسختين نضر بن محمد والصواب مضر.
(2) وجه عن البزي بالنون، ولكن لم يشتهر به.
(3) قراءة فتح القاف لابن عامر، وقد انفرد بها الفعل فيها
مبنيا للفاعل، والفاعل ضمير يعود على لفظ الجلالة الله،
واستحسن بعضهم هذه القراءة؛ لتقدم ذكر الله في الآية قبلها ولو
يعجل الله للناس، وقراءة ضم القاف على البناء للمفعول، ونائب
الفاعل أجلهم. (شرح الهداية) 2/ 337، و (التذكرة في القراءات
الثلاث المتواترة) 1/ 160، و (المستنير) 1/ 241.
قال الشاطبي:" وفي قضى الفتحان مع ألف هنا .. وقل أجل المرفوع
بالنصب كملا. انظر:
ص 59.
(4) انفرادة شاذة لمخالفتها المتواتر عن الجماعة، وذكرت في
(المحتسب) 1/ 309، عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر وفي (الإملاء)
2/ 26، ذكرها العكبري وحكم عليها بالشذوذ، وفي (إعراب القراءات
الشاذة) 1/ 640، حكم عليها بالضعف. وانظر: (الانفرادات) 2/
750.
(5) ذكر الإمام الداني في (المقنع) ص 90، أن رسم لنظر بنون
واحدة جاء من رواية الخاقاني، وليس في القرآن مثلها. وكذلك من
رواية محمد بن شعيب عن يحيى، ثم قال أبو عمرو: ولم نجد ذلك
كذلك في شيء من المصاحف. وقال محمد بن عيسى هو في الجدد والعتق
بنونين، وأخبر في (العقيلة) ص 322، أن هذا الوجه مردود، حيث
قال: وفي لننظر حذف النون رد ..
انظر (الوسيلة) 240.
(6) في (غاية الاختصار) 2/ 514، عن قنبل وأبي ربيعة وفي
(النشر) 2/ 282، قنبل من جميع الطرق، وقد انفرد بها قنبل في
القراءة السبعية والبزي في أحد وجهيه.
(3/1170)
مجاهد وابن شنبوذ وابن بويان وابن عبد
الرزاق عنه ولا أدراكم به [16] بغير ألف بين اللام والهمزة
يجعل اللام للتوكيد. قال ابن مجاهد «1»: راجعت قنبلا في ذلك
غير مرة، فلم يرجع، وكذلك روى اللهبي «2» عن البزّي والنقاش عن
أبي ربيعة، وبذلك أقرأني الفارسي عنه في رواية البزّي. «3»
وقرأ الباقون «4» ولا أدراكم [16] بألف بين اللام والهمزة
يجعلونها لا التي للنفي، وكذلك روى أبو الحسن بن بقرة «5» وأبو
العباس البلخي «6» والزينبي عن قنبل «7» وسائر الرّواة عن
البزّي «8» والفليحي، واختلفوا بعد ذلك في إمالة فتحة الراء
وفي إخلاص فتحها، فأمال فتحها «9» عاصم في رواية [12/ أ]
المفضل «10» وفي رواية
__________
(1) قال أبو شامة الدمشقي:" قال ذلك في غير كتاب السبعة" قلت:
وهو كما قال (الإبراز) 506.
(2) هو: عبد الله بن علي بن عبد الله اللهبي المكي، مقرئ حاذق
ثقة، قرأ على البزي، وهو من جلة أصحابه، وأخذ عنه أحمد بن
الفضل وغيره. (غاية) 1/ 436.
(3) هذه الرواية الأولى عنه والقراءة بها ليست فاشية. انظر:
(النشر) 2/ 182. و (الإتحاف) 2/ 105، و (تقريب المعاني) ص 221.
(4) وهم الجماعة عدا ابن كثير فبإثبات الألف، كما لفظ به، على
أن (لا) نافية مؤكدة، ولم يذكر التي في سورة (القيامة) هنا عند
قوله لا أقسم.
قال صاحب الحرز: وقصر ولا هاد بخلف زكا ... انظر: ص 59.
انظر: (جامع البيان) ت خالد، و (النشر) 29/ 282، و (الإتحاف)
2/ 106.
(5) هو أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن هارون المعروف بابن بقرة
أبو الحسن المكي، قرأ على قنبل وأبي ربيعة، قرأ عليه عبد الله
السامري والحسين البهلول. (غاية 1/ 118).
(6) هو عبد الله بن أحمد بن إبراهيم ويعرف بدلبة أبو العباس
البلخي، نزيل بغداد، مقرئ متصدر حاذق صدوق، أخذ القراءة عرضا
عن قنبل وأبي ربيعة وأبي عون الواسطي وأبي حمدون وهارون الأخفش
وأبي عمر الدوري ويونس بن عبد الأعلى، روى عنه الشذائي، مات
سنة 318 هـ.
(7) هذه الرواية الثانية عن قنبل ولم يذكرها في (التيسير) ص
99، وتقدمت الأولى التي عليها العمل.
(8) وهي الرواية الثانية عن البزي رواها ابن الحباب والمغاربة
والمصريين قاطبة، وبذلك قرأ الداني على ابن غلبون وأبي الفتح
فارس، ولم يذكرها في (التيسير) ص 99، والعمل القراءة بالوجهين.
انظر: (الفريدة البارزية) ص 333، و (سراج القارئ) ص 242.
(9) أي إمالة كبرى.
(10) انظر (المستنير في القراءات العشر)، ص 587.
(3/1171)
يحيى «1» والكسائي «2» والبرجمي عن أبي بكر
وفي رواية هبيرة وأبي عمارة عن حفص «3» وابن عامر «4»، وأبو
عمرو «5» وحمزة والكسائي «6». وكذلك أمالوا فتحة الراء من
أدراكم في جميع القرآن «7». وروى حمّاد عن عاصم والعليمي عن
أبي بكر «8» والواسطيون عن يحيى عنه بإمالة فتحة الراء من
أدراكم هذه السورة خاصّة، وبإخلاص فتحها في أدراك حيث وقع.
وكذلك روى لي أبو الفتح عن عبد الباقي عن أصحابه عن الأخفش عن
ابن ذكوان.
وقرأت من طريق ابن الأخرم عن الأخفش «9» بالإمالة في جميع
القرآن. وكذلك روى التغلبي وابن أنس وابن المعلى وابن خرزاد عن
ابن ذكوان «10»، قالوا عنه أدراكم وأدراك بكسر الراء، وكذلك
روى الداجوني عن ابن موسى عنه، وكذلك روى أيضا عن أحمد بن
ماموية «11» عن هشام «12» لم يروه غيره. وقرأت من طريق النقّاش
«13» عن الأخفش عن ابن ذكوان بإخلاص الفتح في جميع القرآن.
وكذلك روى المظفر بن أحمد الدمشقي «14» عن قراءته على ابن
الأخرم عن الأخفش
__________
(1) في (المستنير القراءات) 587،" يحيى غير شعيب الصريفيني
عنه"، وانظر: (غاية الاختصار) 1/ 279.
(2) في (المستنير في القراءات العشر) ص 587،" الكسائي عن أبي
بكر غير الصيدلاني".
(3) رواية غير مشهورة عن حفص بالإمالة.
(4) انظر رواية ابن عامر في كتاب (السبعة) ص 324.
(5) انظر: (السبعة) ص 324، وفي (المستنير في القراءات) ص 587.
لأبي عمرو غير أبي زي.
(6) انظر: (السبعة) ص 324، و (غاية الاختصار) 1/ 320.
(7) جاء ذلك في ثلاثة عشر موضعا في القرآن. انظر: (المعجم
المفهرس) ص 326.
(8) انظر: (الاختيار) 1/ 442، و (النشر) 2/ 41، و (الإتحاف) 1/
259.
(9) لابن ذكوان الوجهان، وبه قرأ في الشاطبية، وذكره في
(التيسير) ص 99.
(10) الوجه الأول عن ذكوان بالإمالة.
(11) أحمد بن محمد مامويه أبو الحسن الدمشقي، قرأ على هشام
وابن ذكوان، قرأ عليه أبو بكر الداجوني ونسبه وكناه. (النشر)
2/ 41، و (غاية) 1/ 128.
(12) رواية آحادية عن هشام بالإمالة.
(13) طريق النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان بالفتح هو الوجه
الثاني له، وذكره في (التيسير) ص 99، وكذا صاحب (الإتحاف) 1/
259، والقراءة له بالوجهين.
(14) المظفر بن أحمد بن إبراهيم أبو الفتح الدمشقي يعرف بابن
برهام أو برهان، إمام مقرئ،
(3/1172)
عنه، وأضرب الأخفش عن ذكر هذا الضرب في
كتابه «1».
وكذلك روى أيضا الحلواني وابن عبّاد عن هشام «2»، وقال ابن
جبير عن الكسائي عن أبي بكر ولا أدراكم به [16] يفخّم، وقال
أبو عبيد عنه عن أبي بكر «3» ولا أدراكم بالياء غير مهموزة،
وقال ابن أبي أمية عن أبي بكر بالياء. وقال الخزاعي عن أصحابه
عن ابن كثير ولا أدراكم بالياء غير مهموزة. وقال ابن مخلد عن
البزّي ولا أدراكم بالياء، وقال الحلواني عن القوّاس مفتوحة
الراء.
قال أبو عمرو: وقول الخزاعي وابن مخلد بالياء يدلّ على
الإمالة، وأحسبه أراد أن هذه الكلمة بغير همز ولا ياء؛ إذ كان
الحسن البصري «4» يقرؤها كذلك، فترجمها بالياء مخالفة لقراءته
وموافقة لمرسومها في كل المصاحف، وبإخلاص الفتح «5» قرأت لابن
كثير ولحفص عن عاصم من غير رواية هبيرة، ولهشام عن ابن عامر من
سائر الطرق. واختلف عن نافع في ذلك، فروى أبو عبيد عن إسماعيل
وابن جبير «6» عن أصحابه ولا أدراكم بالياء غير مهموزة، ومعنى
ترجمة أبي عبيد «7» وابن جبير كمعنى ترجمة الخزاعي وابن مخلد
وإن كان من قول أبي عبيد عن إسماعيل أن لا يخلص الفتح في مثل
ذلك.
وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع ولا
أدراكم بالفتح، ولم يذكر عنه خلافا. وكذلك روى المسيّبي عنه،
وروى الحلواني عن قالون
__________
ثقة، أخذ عن محمد بن الأخرم وصالح بن إدريس والحسن المطوعي
ومحمد الأشناني، وعنه عبيد الله بن سلمة وتمام بن محمد وعلي
الربعي، مات سنة 385. (غاية) 2/ 300.
(1) في النسخة (م) في كتابيه.
(2) الوجه الثاني عن هشام بالفتح، وهو المختار له في القراءة.
انظر: (التيسير) ص 99.
(3) وجه غير متواتر عن شعبة بالفتح، وتقدم الأول الذي عليه
العمل.
(4) الحسن بن أبي الحسن يسار أبو سعيد البصري السيد الإمام
إمام زمانه علما وعملا، قرأ على حطان الرقاشي، وأبي العالية
وعنه أبو عمرو بن العلاء وعاصم الجحدري، مات سنة 110. (غاية)
1/ 235.
(5) وبوجه الفتح القراءة السبعية عنه. انظر: (التيسير) ص 99، و
(الكافي) ص 392.
(6) في (م) ابن جعفر.
(7) في (م) ابن عبيد.
(3/1173)
مفتوحة الراء «1»، وهو قول سائر أصحابه،
وروى عنه أحمد بن صالح الراء مفتوحة مقصورة وسطا بين ذلك، وروى
أصحاب ورش عنه أدراكم وأدراك وسطا من اللفظ بين ذلك «2» إلا
الأصبهاني، فإنه قال عن أصحابه عنه بعد الراء ألف غير مهموزة،
وقرأت في روايته بإخلاص الفتح، وقرأت لقالون «3» وإسماعيل
والمسيّبي على نحو ما ذكرته في الر والمر من إخلاص الفتح ومن
التوسّط في اللفظ.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي عمّا يشركون [18] وفي الموضعين الذين في أول
النحل [1 و 3] وفي الروم [40] وخير أمّا تشركون في النمل [59]
بالتاء في الخمسة «4»، وقرأهنّ عاصم «5» في غير رواية أبي
عمارة عن حفص وأبو عمرو «6» بالياء، وروى أبو عمارة عن حفص في
الروم بالتاء وحدها، وفي الباقي بالياء. وروى حمّاد بن بحر «7»
عن المسيّبي عن نافع في الروم بالتاء، وروى الباهلي عن أبي عمر
عن إسماعيل عن نافع في النمل بالياء وهو غلط منهما. «8»
وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد «9» في كتابي عن أحمد بن
يوسف عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر الخمسة الأحرف بالياء
قال: ورأيت في كتاب موسى
__________
(1) وبوجه الفتح القراءة السبعية عنه انظر: السبعة (التيسير) ص
392، و (تقريب المعاني) ص 280.
(2) أي يقرأ بوجه التقليل: وهو طريق الأزرق عنه، وأما ابن سوار
فقد نقل له الإمالة من طريق المصريين انظر: (المستنير في
القراءات) ص 586، و (الإتحاف) ص 2/ 106.
(3) قلت: الوجه الثاني عن قالون بالتقليل آحادي غير مستفيض،
ولا يقرأ به، ولم يذكره المؤلف في (التيسير) ص 99.
(4) انظر (معاني القراءات) ص 221، وفي (التيسير) ص 99 ذكر
المواضع الأربعة الأولى وذكر حرف (النمل) في موضعه ص 137، قلت:
ولم يختلفوا في غير هذه الخمسة.
(5) (السبعة) 324، و (معاني القراءات) ص 221.
(6) انظر إلى: المصدرين السابقين.
(7) هو حماد بن بحر الكوفي، روى عن إسحاق المسيبي وغيره، وروى
عنه محمد الأصبهاني وغيره (غاية) 1/ 257.
(8) لأن نافعا يقرأ بالياء في المواضع الأربعة، وفي النمل
بالتاء، ووافقه ابن كثير على ذلك.
(السبعة) ص 324، و (معاني القراءات) ص 221.
(9) انظر: كتاب (السبعة) ص 324.
(3/1174)
بن موسى «1» عن ابن ذكوان عن ابن عامر أما
تشركون بالتاء في النمل. قال:
وكذلك حدّثني أحمد بن محمد بن بكر «2» عن هشام [13/ ب] بإسناده
عن ابن عامر الخمسة الأحرف بالياء «3»، وقال أبو عمرو: وذلك
غلط من التغلبي عن ابن ذكوان ومن أبي بكر عن هشام في الحرف
الذي في النمل «4»؛ لأن أصحاب ابن ذكوان كلهم نصّوا عليه
بالتاء، وكذلك أصحاب هشام، فحدّثنا ابن غلبون، قال: نا عبد
الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن
ابن عامر خير أما تشركون في النمل بالتاء.
حرف:
قرأ ابن عامر هو الذي ينشركم [22] بنون ساكنة وشين مضمومة من
غير ياء من النشر، وكذلك في مصاحف الشاميين. وقرأ الباقون
يسيّركم بسين مفتوحة بعدها ياء مكسورة مشددة من التيسير، وكذلك
في مصاحفهم «5».
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص «6» متاع الحياة الدنيا [23] بنصب
العين.
وكذلك روى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر «7»، لم يروه غيره.
وقرأ
__________
(1) هو: موسى بن موسى أبو عيسى الختلي البغدادي، روى عن ابن
ذكوان وغيره وعنه ابن مجاهد، وكتابه لم أعثر عليه (غاية) 2/
323.
(2) هو: أحمد بن محمد بن بكر البكراوي، روى القراءة سماعا عن
هشام، وروى عنه ابن مجاهد (غاية) 1/ 108.
(3) وفي كتاب (السبعة) ص 324 بالتاء.
(4) لأن ابن عامر يقرأ في ذلك الموضع بالتاء، ولذا عقب بقوله:
لأن أصحاب ابن ذكوان وهشاما نصوا عليه بالتاء. قال صاحب الحرز:
وخاطب عما يشركون هنا شذا ... وفي الروم والحرفين في النحل
أولا. (السبعة) ص 324، و (المعاني) ص 221.
(5) قراءة يسيركم بالشين المعجمة من النشر ضد الطي. أي يفرقكم
ويبثكم، ونظيره قوله تعالى:
وما بث فيهما من دآبة، الشورى (29) وقراءة يسيركم بالسين
المهملة من التيسير، كما لفظ به المؤلف. أي يحملكم في البر
والبحر، ويحفظكم إذا سافرتم، (هو) مبتدأ، و (الذي) خبر، و
(يسيركم) مضارع، وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على
المبتدأ، و (الكاف) ضمير متصل مفعول به. (المصاحف) ص 55، و
(إعراب القراءات) 1/ 265، و (شرح الهداية) 2/ 338، و (حجة
القراءات) ص 329، و (الدر المصون) 6/ 168، و (المستنير) 1/
244، و (معرض الأبريز من الكلام العزيز) 2/ 364. قال صاحب
الحرز: يسيركم قل فيه ينشركم كفى. انظر: ص 59.
(6) انفرادة سبعية عن حفص (السبعة) ص 325، و (التيسير) ص 99.
(7) رواية آحادية عن أبي بكر.
(3/1175)
الباقون «1» برفعها.
حرف:
قرأ ابن كثير والكسائي قطعا من الليل [27] بإسكان الطاء. وقرأ
الباقون «2» بتحريكها.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي هنالك تتلوا [30] بتاءين من التلاوة. وقرأ
الباقون «3» بالتاء والباء من البلوى.
حرف:
قرأ ابن عامر ونافع كلمة ربك في الموضعين «4» هنا [33 و 96] في
المؤمن [6] بالألف على الجمع في الثلاثة. وقرأ الباقون «5»
بغير ألف على التوحيد فيهن، ووقف «6» أبو عمرو والكسائي عليهم
بالهاء «7»، وهو قياس ما رواه ابن الحباب
__________
(1) قرأ حفص بنصب العين في (متاع) على أنه مفعول (بغيكم)، وقيل
على المصدر، وتقديره:
تمتعون متاعا. وقرأ الباقون ومعهم أبي بكر شعبة في السبعية
برفع. متاع وتقديره على وجهين: الأول: أن يكون خبرا لمبتدإ
محذوف، والثاني: أن يكون خبرا بعد خبر ل (بغيكم).
قال صاحب الحرز: متاع سوى حفص برفع تحملا.
انظر: (شرح الهداية) 2/ 339، و (حجة القراءات) ص 330، و
(الكشف) 1/ 516. و (البيان) 1/ 409، و (الفتح الرباني) ص 191،
و (المستنير) 1/ 243.
(2) بفتح الطاء على أنه جمع قطعة، وسكون الطاء على أن المراد
به واحد، أي: بعض الليل. مثل قوله: فأسر بأهلك بقطع من الليل،
أي: ساعة من الليل، وقيل معناه سواد الليل.
قال صاحب الحرز: وإسكان قطع دون ريب وروده. انظر: ص 59.
(إعراب القراءات) 1/ 267، و (شرح الهداية) 2/ 339، و (الكشف)
1/ 517، و (الفتح الرباني) ص 191.
(3) (تتلوا) و (تبلوا) الأول: من التلاوة، كما لفظ بها. أي:
تقرأ ما عملته. والثانية: من البلوى كما لفظ بها، أي: تختبر ما
قدمته من عمل، فتعاين حسنه وقبحه. وحجتهم قوله: يوم تبلى
السرائر.
قال صاحب الحرز: وفي باء تبلوا التاء شاع تنزلا. انظر: ص 59.
و (إعراب القراءات) 1/ 267، و (المستنير) 1/ 244.
(4) الموضع الثاني الآية (96) إن الذين حقّت عليهم كلمة ربك.
(5) وهم ابن كثير وأبو عمرو والكوفيون بتوحيد كلمت والمراد به
الجنس ونظير (رسالته ورسالاته). (الدر المصون) 5/ 125، دليل
هذا الحرف ذكره الشاطبي:" في فرش سورة الأنعام الآية (115) في
الموضع الأول لمجيء الخلاف هناك حيث قال:
" وقل كلمات دون ما ألف ثوى ... وفي يونس والطول حاميه ظللا"
انظر: ص 52.
(6) شرع المؤلف هنا في بيان حكم هاء التأنيث المرسومة في
المصاحف تاء مربوطة أو مجرورة- مفتوحة- وقد جاءت هذه الهاء في
ثلاث عشرة كلمة في واحد وأربعين موضعا، منها كلمة (كلمة)
المذكورة هنا، وهذا الحكم من أبواب الأصول في القراءات يبين
كيفية الوقف على الحروف الموقوف عليها، ويسمى باب الوقف على
مرسوم الخط. وأصل الرسم: الأثر، ومعنى مرسوم الخط أي ما أثره
خط المصاحف العثمانية التي كتبت في زمن عثمان بإجماع الصحابة،
ويسمى الرسم التوقيفي وهو على قسمين: قياسي: وهو ما طابق فيه
الخط اللفظ. واصطلاحي:
ما خالفه بزيادة أو حذف أو بدل أو فصل أو وصل بقوانين وأصول
مذكورة في كتب الهجاء العربي، أفرده بالتصنيف خلائق من
المتقدمين والمتأخرين. مثل الداني وأبي داود والشاطبي وابن
مهران وغيرهم، وبعضهم ضمن مباحث عدة كالإتقان في علوم القرآن
2/ 469، والبرهان للزركشي وغيرهم. انظر: (المقنع) ص 79، و
(الوسيلة إلى كشف العقيلة) و (عنوان الدليل من مرسوم خط
التنزيل) لأبي العباس المراكشي وهو في تعليل الرسم ص 51، و
(سراج القارئ) ص 126، و (النشر) 2/ 128 - 129، و (الضوابط
والإشارات لأجزاء علم القراءات) ص 23، و (دليل الحيران على
موارد الظمآن) ص 31، و (إبراز المعاني) ص 273 و (رسم المصحف
دراسة لغوية) ص 71، و (رسم المصحف إحصاء ودراسة) ص 20، و (رسم
المصحف العثماني) ص 25، و (جامع البيان في معرفة رسم القرآن) ص
161، و (التيسير) في القراءات السبع المشهورة) ص 25.
(7) قياس مذهبهم الوقوف بالهاء اتباعا للرواية. (التيسير في
القراءات السبع المشهورة) ص 134.
(3/1176)
عن البزّي عن أصحابه عن ابن كثير، ووقف
عاصم وحمزة عليهنّ بالتاء «1» على الخط، ولم يذكر التي في
المؤمن أحد من أصحاب أبي بكر نصّا إلا ابن جبير وحده، فإنه
ذكرها عن الكسائي عنه بالتوحيد.
وأخبرنا أحمد بن عمر الجيزي «2»، قال: نا أحمد بن سليمان، قال:
نا محمد بن محمد الباغندي، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر
كلمات ربك في يونس بالألف، وقال في المؤمن [6] حقّت كلمة ربك
بالتاء على واحد.
وحدّثنا أبو الحسن شيخنا، قال: نا أبو أحمد بن المفسر، قال: نا
أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر في يونس
بالألف، وقال في المؤمن كلمات ربك بالتاء، وهي في كتابي مرسومة
بألف قبل التاء وهو صحيح عن هشام «3» وعليه العمل.
__________
(1) يقفون بالتاء على أصولهم اتباعا للرسم والخط. انظر:
(المصدر السابق).
(2) أحمد بن محمد بن عمر بن محفوظ أبو عبد الله المصري الجيزي،
روى عن أبي الفتح وأحمد ابن جامع وأحمد بن سليمان ومحمد بن
المنير، وعنه أبو عمرو الحافظ ت عام 399. (غاية 1/ 126).
(3) انظر: (السبعة) ص 567، و (المقنع) ص 79.
(3/1177)
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع في رواية ورش أمّن لا يهدي [35]
بفتح الياء والهاء وتشديد الدال «1»، وقرأ نافع «2» في رواية
المسيّبي وإسماعيل وقالون «3» وأبو عمرو «4» في رواية شجاع
بإسكان الهاء وتشديد الدال. وروى ابن جبير عن المسيّبي عن
الكسائي عن إسماعيل بفتح الهاء. قال ابن جبير: حكي عن نافع أنه
كان يجزم ويشدد يجمع بين ساكنين، واختلف عن اليزيدي عن أبي
عمرو، فروى له «5» أبو حمدون وأبو خلّاد وأبو شقيق «6» وابن
شجاع وأبو عمرو «7» من رواية
__________
(1) تعددت وجوه القراءة في هذا الحرف عند القراء السبعة.
ورواتهم، وأصل الكلمة على الوجوه كلها (يهتدي). وفي قراءة حمزة
والكسائي من (هدي يهدي) بمعنى (يهتدي)، فابن كثير وابن عامر
وورش يقرءون بفتح الياء والهاء وتشديد الدال هكذا: لا يهّدي،
أرادوا يهتدي، فنقلوا فتحة التاء إلى الهاء، ثم أدغموا التاء
في الدال. (إعراب القراءات) 1/ 268، و (شرح الهداية) 2/ 340 و
(حجة القراءات) ص 332، و (تقريب المعاني) ص 282.
(2) بيّن المؤلف هنا قراءة بقية رجال نافع عنه: فرواية المسيبي
وإسماعيل عنه بإسكان الهاء وتشديد الدال، وكذا ذكر صاحب
(النشر) 2/ 284، وأشار إلى أن أكثر الرواة عن نافع كذلك.
(3) يروى من وجه إسكان الهاء وتشديد الدال لقالون في (النشر)
من طريق العراقيين قاطبة، وبعض المغاربة والمصريين ومن العلماء
من اختار له هذا الوجه، ولم يرو له سواه مثل ابن مجاهد في
(السبعة) 326، وابن خالويه الهمذاني في (إعراب القراءات السبع)
1/ 268. وقال وهو رديء لأنه جمع بين ساكنين، وليس أحدهما حرف
لين، وابن مهران الأصبهاني في (الغاية) 276، وابن زنجلة في
(حجة القراءات) 331، وابن سوار البغدادي في (المستنير في
القراءات العشر) ص 589، وأبي معشر الطبري في (التلخيص) 284،
وأبي العز القلانسي في (إرشاد المبتدئ) ص 362، وأبي العلاء
الهمذاني في (غاية الاختصار) 2/ 516.
ويروى عن قالون وجه الاختلاس عن أكثر المغاربة وبعض المصريين،
وممن اختار له هذا الوجه ابن غلبون في (التذكرة) 2/ 365، وابن
بليمة في (تلخيص العبارات) ص 101.
والشاطبي في الحرز حيث يقول: وأخفى بنو حمد ... (الفريدة
البارزية) ص 335، و (سراج القارئ) 244. وممن اختار له الوجهين
الإمام مكي في (التبصرة) ص 535، وقال: والإسكان ليس بشيء.
والداني في (التيسير) ص 99، وقال: والنص عن قالون بالإسكان
وابن شريح الرعيني في (الكافي) ص 393، وابن الجزري في (النشر)
2/ 284، و (شرح طيبة النشر) ص 249، قلت: وعلى ذلك العمل. يقول
الشيخ القاضي في (البدور) ص 143: وكلاهما صحيح مقروء به من
طريق الحرز فاقتصار الشاطبي لقالون على الوجه الثاني فيه قصور.
أهـ.
(4) في (ت) وأبو عمرو.
(5) في (م) له وأبو حمدون بواو.
(6) لم أقف على ترجمته.
(7) في (م) أبو عمرو، وبزيادة الواو.
(3/1178)
إسماعيل بن يونس «1» وغيره عنه يهدي مدغمة
مثقلة على يهتدي والهاء جزم يشمّها شيئا من النصب «2»، قالوا:
وكذلك يخصمون [يس: 49] وكذلك روى عبد الوارث «3» عن أبي عمرو.
وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: نا البرمكي، قال: نا
أبو عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو يهدي بجزم الهاء والدال شديدة
«4» ويخصمون بجزم الخاء وتشديد الصاد، ولم يذكر إشماما، وروى
أحمد بن واصل عن اليزيدي يشمّ الهاء نصبا. وقال ابن جبير عنه
في الحرفين بنصب الهاء «5» والخاء، واضطرب قول ابن سعدان عنه
في ذلك فقال في (مجرده) «6» يشمّ الهاء في يهدي [35] والخاء
ويشدد. وقال الأصبهاني عنه مجزومة الهاء والخاء مشددة.
فهذه ثلاثة أقوال كلها مختلفة، والأول منها موافق لما قالت
الجماعة عن اليزيدي، والثاني موافق لما قاله البرمكي عن الدوري
عنه، والثالث موافق لما قاله ابن جبير. قال أبو عمرو: وأهل
الأداء على ما رواه [14/ أ] آل اليزيدي. ومن وافقهم من اختلاس
حركة الهاء والخاء وتضعيف الصوت بها، وبذلك يأخذون أيضا في
رواية
__________
(1) هو: إسماعيل بن يونس بن ياسين أبو إسحاق السبعي البغدادي،
روى عن الدوري، وروى عنه أبو طاهر عبد الواحد بن عمر (غاية) 1/
170.
(2) أي باختلاس حركتها من غير إشباع، وعبر بعضهم عن ذلك
بالإخفاء، وبعضهم بتضعيف الصوت، وبعضهم بالإشارة، وبعضهم بعدم
إكمال الفتحة. وهو مذهب المغاربة قاطبة وكثير من العراقيين عن
أبي عمرو، وأكثر أهل الأداء على ذلك. وعليه العمل. انظر:
(السبعة) ص 326، و (التذكرة) 2/ 365، و (التبصرة) ص 535، و
(التيسير) 99، و (التلخيص) ص 284، و (سراج القارئ) ص 244، و
(النشر) 2/ 283.
(3) وفي (المستنير في القراءات العشر) ص 589" وعبد الوارث بكسر
الياء والهاء وتشديد الدال".
(4) وذكر أيضا وجه جزم الهاء وتشديد الدال عن أبي عمرو في
(التبصرة) ص 535 فقط.
(5) قراءة فتح الهاء وتشديد الدال عن أبي عمرو في (النشر) من
رواية أكثر العراقيين عنه، وبه كان يأخذ ابن مجاهد تيسيرا على
المبتدئين، وذلك لخفته ولصعوبة الاختلاس، وذكر له هذا الوجه
أيضا في (التلخيص) ص 284، و (حجة القراءات) ص 331، و (النشر)
2/ 283 وغيرها.
قلت: لم أجد فيما توفر لدي من مصادر من ذكر هذه الأوجه الثلاثة
غير الإمام الداني في كتابه هذا، فهو بحق كتاب جامع.
(6) الكتاب الرابع له وهو من مصادر الجامع.
(3/1179)
الثلاثة المذكورين عن نافع فرارا من الجمع
بين الساكنين، وقد قدّمنا أن الجمع بينهما في مثل ذلك جائز
مسموع.
وحدّثني الحسن بن شاكر المصري «1» قال: نا أحمد بن نصر، قال:
قال ابن مجاهد قال: من رأيت يضبط هذا يعني الاختلاس والإخفاء،
قال: وسألت متقدما منهم مشهورا عن يهدي فلفظ به ثلاث مرّات كل
واحدة تخالف أختها «2»، قال أحمد بن نصر: وكان أكثر ما يقرأ به
ابن مجاهد الفتح إلا من رآه «3» موضعا كذلك، وكذا ذكره أبو
طاهر أنه قرأ عليه في مذهب أبي عمرو بفتح الهاء والخاء معا.
قال أبو عمرو وإنما كان ابن مجاهد رحمه الله يأخذ في قراءة أبي
عمرو بفتح الهاء والخاء تيسيرا على المبتدئين، واعتمادا على
رواية من روى ذلك عن اليزيدي، على أن العباس بن الفضل «4» قد
قال: سألت أبا عمرو فقرأ يهدي كأنه يقول يهتدي، فيدغم ويسكن
الهاء، قال: وسألته عن يهدي بفتح الهاء، فقال: لا. وقال ابن
رومي عن العباس أنه قرأ على أبي عمرو، فيقول: قاربت ولم تصنع
شيئا. قال ابن رومي «5» فقلت للعباس: خذه عليّ أنت على لفظ أبي
عمرو، فقلته مرة واحدة، فقال: أصبت «6» هكذا كان أبو عمرو
يقول. وهذا يدلّ على أن مذهبه الاختلاس دون الفتح.
واختلف عن عاصم فروى عنه حمّاد والبرجمي والعليمي وإسحاق
الأزرق وعبيد بن نعيم وابن جبير والكسائي من رواية أبي عمر
وأبي توبة «7» عنه ويحيى بن آدم من
__________
(1) ورد ذكره في (جامع البيان) في مواضع كثيرة وكذا في (النشر)
1/ 335 و 2/ 115، ولم أقف عليه بعد البحث.
(2) قال العلامة ابن الجزري تعليقا على ذلك قلت: لا شك في
صعوبة الاختلاس، ولكن الرياضة من الأستاذ تذلّله. (النشر) 2/
284.
(3) كذا بالنسختين، ولم أهتد لمعناها.
(4) العباس بن الفضل أستاذ حاذق ثقة، من أكابر أصحاب أبي عمرو
في القراءة، وضبط عنه الإدغام الكبير، وعنه حمزة بن القاسم
وغيره، وكان عظيم القدر جليل المنزلة. (غاية) 1/ 353.
(5) هو: محمد بن عمر بن عبد الله بن رومي، مقرئ جليل، أخذ عن
العباس بن الفضل واليزيدي، وهو من أجل أصحابهما، وعنه علي بن
الحسن (غاية) 2/ 218.
(6) قلت: وهذا التعليل من أبي عمرو لفعل ابن مجاهد حسن وجيد،
لأن الاختلاس لا يتقنه كل أحد؛ حتى من بعض المشتغلين بالقراءة،
إلا بعد تمرين ورياضة، لذا يلجأ البعض منهم إلى عمل ابن مجاهد.
(7) هو: ميمون بن حفص أو توبة النحوي الكوفي، راو معروف من
أئمة العربية، روى عن الكسائي، وعنه محمد بن الجهم وغيره.
(غاية) 2/ 325.
(3/1180)
رواية الصريفيني وخلف وابن المنذر وموسى بن
حزام عنه عن أبي بكر يهدي بكسر الياء والهاء. «1» وروى الأعشى
والكسائي من غير رواية أبي عمر وأبي ثوبة وحسين الجعفي وهارون
وابن أبي حمّاد من رواية ابن جبير «2» وبريد «3» بن عبد الواحد
وابن أبي أمية عن أبي بكر بفتح الياء وكسر الهاء «4»، وكذلك
روى أبو عبيد عن الكسائي عنه، وكذلك حدّثنا محمد بن علي «5» عن
ابن مجاهد عن أصحابه عن الكسائي عن أبي بكر، وكذلك روى حفص من
غير رواية عمارة عنه عن عاصم.
وروى ابن عطارد وابن أبي حمّاد من رواية ابن جامع عنه ويحيى بن
آدم من رواية [ابن جامع عنه ويحيى بن آدم من رواية أبي هشام
عنه عن] أبي بكر وأبو عمارة عن حفص بفتح الياء والهاء «6»
ويشدّد. قال أبو هشام بفتح الياء على معنى يهتدي، فسّرها يحيى.
وروى يحيى الجعفي عن أبي بكر يهدي مشدّدا، ولم يذكر الياء
والهاء في
كتابي «7» تحت الياء والهاء ساكنة الهاء مشددة الدال مفتوحة
الياء.
وروى النقّاش بإسناده ساكنة الهاء مفتوحة الياء خفيفة. وحكى
ابن مجاهد عن أبي عمارة عن حفص يهدي جمع بين ساكنين، كأنه يريد
أنه أسكن الهاء مع الإدغام، والذي رواه أبو عمر وأبو الحارث
«8» عن أبي عمارة وهو فتح الياء «9» والهاء مع
__________
(1) هكذا يهدّي، وذكرها صاحب (الغاية) 276، وصاحب (مختصر
الغاية) 2/ 516، وهذه هي الرواية المتواترة عن شعبة من طريق
الحرز، وفيها انفرادة سبعية.
(2) في (م) ابن حنيد.
(3) بريد بن عبد الواحد الضرير المقرئ روى القراءة عن أبي بكر
بن عياش وإسماعيل بن جعفر، وروى عنه سليمان الزهراني وحمزة بن
القاسم أبو عمارة ومحمد القطعي، مات سنة 353، (غاية 1/ 176).
(4) رواية أخرى لشعبة من هذا الطريق وهي فتح الياء وكسر الهاء
كحفص، ولكن لم تشتهر عنه، وتعتبر انفرادة سبعية لحفص كما في
(التيسير) ص 99، والحرز ص 60.
(5) هو ابن الجلندا، وقد تقدم.
(6) رواية أخرى آحادية ذكرها لحفص عن عاصم، ولم تتواتر عنه.
(7) كتاب أبي هشام لعله مفقود.
(8) هو الليث بن خالد أبو الحارث البغدادي، ثقة معروفة حاذق
ضابط، عرض على الكسائي وهو من جلة أصحابه، وروى الحروف عن حمزة
بن القاسم الأحول وعن اليزيدي، وروى عنه سلمة بن عاصم والفضل
بن شاذان، من الطبقة السادسة، مات سنة 240 هـ. (معرفة 1/ 211
وغاية 2/ 34).
(9) في (م) فتح الهاء والياء.
(3/1181)
الإدغام وهو الصواب. وقرأ حمزة والكسائي
والمفضل «1» عن عاصم يهدي بفتح الياء وإسكان الهاء وتخفيف
الدال.
حرف:
وكلهم قرأ إلا أن يهدي [35] بإسكان الهاء وتخفيف الدال إلا ما
ناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا
الفضل بن أحمد بن الوزير «2»، قال: نا أحمد بن إبراهيم «3»
وراق خلف عن هشام [بن عمار] عن عمر «4» بن عبد الواحد «5» عن
يحيى بن الحارث عن ابن عامر أنه قرأ إلا أن يهدي مثقلة «6»،
وقد رواه الحلواني عن هشام عن عمر بن عبد الواحد عن يحيى بن
الحارث [14/ ب]، ولم يرفعه إلى ابن عامر، بل وقفه على يحيى،
وقد كان ليحيى اختيار يخالف فيه ابن عامر، فلعل هذا منه، ولكن
الناس «7» [44] ويوم يحشرهم «8» [الأنعام: 128] كلّ قد ذكر
قبل.
حرف:
قرأ نافع «9» آلآن وقد كنت [51] آلآن وقد عصيت [91] بإلقاء
حركة الهمزة على اللام وتحريكها بها «10»، واختلفت ألفاظ
الرواة عنه في ذلك، فروى
__________
(1) وهي قراءة أخرى لعاصم. انظر (غاية الاختصار) 2/ 515، 516.
(2) هو: الفضل بن أحمد بن الوزير أبو العباس البغدادي، قرأ على
إسحاق المسيبي، وعنه بكار بن بكار، (غاية) 2/ 8.
(3) هو: أحمد بن إبراهيم بن عثمان أبو العباس الوراق وراق خلف
المشهور، روى عن خليفة بن خياط وهشام بن عمار واليزيدي، وعنه
أبو عبيد الله بن واقد ومحمد بن قطن وابن شنبوذ، مات سنة 270
هـ. (غاية 1/ 34).
(4) في (م) عمرو.
(5) عمر بن عبد الواحد بن قيس أبو حفص الدمشقي، عرض على يحيى
بن الحارث الذماري، وروى عنه اختياره الذي خالف فيه عبد الله
بن عامر، وروى عنه هشام بن عمار ودحيم، مات سنة 200 هـ. (غاية
1/ 594).
(6) وصورتها إلا أن يهدّى وقد شذت هذه القراءة وانفردت، فلا
يقرأ بها لابن عامر.
(7) تقدم ذكره عند الآية رقم (102) من سورة (البقرة) ولكن
الشياطين كفروا انظر: (جامع البيان) ت طلحة ص 104.
(8) تقدم ذكره عند الآية رقم (128) من سورة الأنعام ويوم
يحشرهم جميعا انظر:
(جامع البيان) ت طلحة ص 303.
(9) انفرادة سبعية عن نافع (التيسير) ص 100.
(10) ويسمى: نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، وهو نوع من
أنواع تخفيف الهمز المفرد.
لغة لبعض العرب اختص بروايته ورش، وشرط الساكن أولا: أن يكون
آخر الكلمة، والهمز
(3/1182)
ابن جبير عن المسيبي وعن الكسائي عن
إسماعيل آلآن بهمز بعد اللام. وروى ابن سعدان عنه وابن ذكوان
وابن المسيّبي والأنصاري «1» وحمّاد عن المسيّبي أن آلآن ألفها
مفتوحة مستفهمة بنبرة واحدة حيث وقعت، وكذا قال القاضي والمدني
والقطري والكسائي وغيرهم من الرواة عن قالون «2»، وليس في
روايتهم هذه بيان عن مذهبه في الهمزة التي بعد اللام، فحدّثنا
الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر عن محمد بن الفرج
عن محمد ابن إسحاق المسيّبي عن أبيه عن نافع آلآن ليس بعد
اللام همزة.
وروى أحمد بن صالح عن قالون بهمزة واحدة بعدها مدّة، وقال عن
ورش بغير همز بعد اللام «3»، فقال: نا الفارسي عن أبي طاهر قول
أحمد بن صالح فيه بيان أن روايتيهما مختلفتان عن نافع وأن
قالون يروى عنه أنه يهمز بعد اللام. قال أبو عمرو:
وقول أحمد عن قالون بهمزة واحدة بعدها مدّة يدلّ على خلاف ما
قاله أبو طاهر، وتحقيقه أن مذهب قالون وورش وروايتيهما عن نافع
في ذلك سواء وإن اختلف لفظه في الترجمة عنهما؛ لأن «4» همز
قالون بعد اللام لم يكن في ذلك همزة واحدة كما حكي عنه همزتان
بعد كل واحدة منهما مدّة، وتلك الهمزة التي ذكرها هي همزة
الاستفهام «5» التي ذكرها جميع أصحاب قالون والمسيّبي لا غير،
وقالون وورش متفقان على تخفيفها وصلا وابتداء. «6» وكذلك روى
سائر الناس؛ لأنها مبتدأة، ولا
__________
أول الكلمة التي بعدها ثانيا: أن يكون الساكن صحيحا. أي ليس
حرف مد ولين. قال الناظم:
وحرك لورش كل ساكن آخر ... صحيح بشكل الهمز واحذفه مسهلا
(حرز الأماني) ص 19، و (سراج القارئ) ص 79، و (النشر) 1/ 408،
و (الإتحاف) 1/ 213.
وفي (حجة القراءات) ص 333، قال مؤلفه: وقرأ إسماعيل عن نافع
الآن بإسكان اللام، قلت: ويلزم من ذلك وجود الهمز بعد اللام.
(1) هو: يحيى بن محمد، وقد تقدم.
(2) انظر: (السبعة) ص 327.
(3) أي على أصله.
(4) في (م) لأنه.
(5) انظر: (الهمزة في اللغة العربية) ص 20.
(6) الابتداء: في عرف القراءة هو: الشروع في القراءة بعد قطع
أو وقف فإذا كان بعد القطع فتتقدمه الاستعاذة، ثم البسملة، إذا
كان الابتداء من أول السورة.
وإذا كان من أثنائها فللقارئ التخيير في الإتيان بالبسملة أو
عدم الإتيان بها بعد الاستعاذة.
انظر: (هداية القارئ) 395، و (الوسيط في علم التجويد) / 320، و
(مذكرة في علم التجويد 85).
(3/1183)
ساكن قبلها يلقي عليها حركتها، فوجب
تحقيقها «1» على كل حال.
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال:
حدّثني أبو بكر أنه قرأ ذلك على أبي الزعراء «2» عن أبي عمر عن
إسماعيل مثل قراءة حمزة- يعني بهمزتين همزة قبل الألف وهمزة
بعد اللام- وقرأت أنا ذلك في رواية إسماعيل بهمزة واحدة، وكذلك
قرأت في رواية المسيّبي وقالون، وعلى ذلك أهل الأداء عنهما،
وقال ابن جبير في مختصره عن اليزيدي «3» عن أبي عمرو آلآن في
الحرفين يعني بغير همز «4» مثل نافع وذلك وهم منه؛ لأنه عدول
عن مذهبه المشتهر في جميع القرآن.
وقرأ الباقون «5» بتخفيف الهمزتين قبل الألف وبعد اللام في
الحرفين.
حرف:
قرأ ابن عامر في غير رواية الوليد خير مما تجمعون [58] بالتاء
«6».
وقرأ الباقون «7» بالياء، وكذلك روى الوليد عن يحيى. واتفقوا
على الياء في قوله:
فلتفرحوا [58] إلا ما رواه عيسى «8» بن
__________
(1) في (م) تخفيفها.
(2) في النسختين (ذلك أبي الزعراء) والصواب بزيادة على.
(3) في (م) البزّي.
(4) في (م) يعني همزة مثل.
(5) فائدة: جملة ما في القرآن مما يشبه حرف الآن في خمسة مواضع
هي:
قل ءالذكرين الآية (144، 143) الأنعام، وقل ءالله الآية (59)
يونس، والله خبير الآية (36) النمل، والسحر إن الله سيبطله
الآية (81) يونس على قراءة أبي عمرو. وأكثر المصادر ذكرت
أوجه قراءة نافع في الآن، وذكرت للباقين وجه تسهيل الهمز بين
بين، ولا يخفى أن لجميع القراء وجهين جائزين، الأول: المتقدم
ذكره، والثاني: المد المشبع. نظرا لالتقاء الساكنين. انظر:
(السبعة) ص 327. و (التيسير) ص 100، و (الدر النثير) 4/ 240،
وبتوسع (البدور الزاهرة) ص 143 - 146، فإنه مهم.
(6) أي تاء الخطاب، ويقويه قوله تعالى قبله قد جاءتكم، وبعد
قوله تعالى: قل أرءيتم والمعنى: خير مما تجمعون من أعراض
الدنيا. (شرح الهداية) 2/ 341، و (حجة القراءات) ص 434، و
(المستنير) 1/ 246.
(7) أي بياء الغيبة لأن قبله فليفرحوا وقوله وهدى ورحمة
للمؤمنين قلت: وفيها انفرادة سبعية عن ابن عامر ورواية الوليد
غير مشهورة. قال صاحب الحرز: وخاطب فيها يجمعون له ملا.
(8) عيسى بن سليمان أبو موسى الحجازي المعروف بالشيزري الحنفي،
مقرئ عالم نحوي معروف، قال: سبط الخياط كان حجازيا ثم انتقل
إلى شيزر، وأقام بها إلى أن مات، فنسب إليها، أخذ القراءة عرضا
وسماعا عن الكسائي، وروى الحروف عن اسماعيل بن جعفر عن نافع
وشيبة، روى القراءة عنه محمد بن سنان بن سرح الشيرزي وموسى بن
شبيب. (غاية 1/ 608).
(3/1184)
سليمان «1» عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم
أنه قرأ الحرفين جميعا بالتاء «2»، لم يروه غيره.
حرف:
قرأ الكسائي وما يعزب هاهنا [61] بكسر الزاي، وفي سبأ «3» [3].
وقرأ الباقون بضمها «4».
حرف:
قرأ حمزة «5» ولا أصغر من ذلك ولا أكبر [61] برفع الراء فيهما،
وكذلك روى ابن مجاهد بإسناده عن أبي زيد وجبلة عن المفضل «6»
عن عاصم، ولم أقرأ بذلك. وقرأ الباقون بفتح الراء، وأجمعوا على
رفع الراء في [15/ أ] الكلمتين في سورة سبأ لارتفاع المثقال
لفظا هناك على أن الرفاعي قد روى عن حسين الجعفي عن عمرو أنه
فتح الراء فيهما، ولا عمل على ذلك.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد «7»، وفي رواية العليمي «8» عن أبي
بكر وفي رواية الواسطيين عن يحيى وهي رواية يوسف بن يعقوب «9»
عن شعيب عنه عن أبي
__________
(1) في (م) عيسى بن سليم.
(2) وذكرها أبو الفتح بن جني في (المحتسب) 1/ 313، فقال: ومن
ذلك قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان بن عفان وأبي بن
كعب والحسن وأبي رجاء ومحمد بن سيرين والأعرج وأبي جعفر بخلاف،
والسلمي وقتادة وعاصم الجحدري وهلال بن يساف والأعمش بخلاف،
وعباس بن الفضل وعمرو بن فائد فبذلك فلتفرحوا بالتاء، وذكرها
لابن خالويه في مختصره ص 62، حيث قال: فلتفرحوا بالتاء. النبي
صلى الله عليه وسلم، وعن الكسائي في رواية زكريا بن وردان.
قلت: وفيها انفرادة شاذة عن شعبة لمخالفتها المتواتر عنه،
ويروى عنه وجه آخر وهو حذف اللام والياء.
انظر: (بستان الهداة) ص 600، و (الانفرادات) 2/ 762 - 763.
(3) هي السورة رقم [34] آية [3] لا يعزب عنه مثقال ذرة انظر:
(كشف المعاني) 206.
(4) الكسر والضم في (يعزب) لغتان في المضارع. ومعنى يعزب: يغيب
وفيها انفرادة سبعية عن الكسائي قال في الحرز: ويعزب كسر الضم
مع سبأ رسا.
(السبعة) ص 328، و (التيسير) ص 100، و (المستنير) 1/ 247.
(5) انفرادة سبعية عن حمزة، انظر: المصادر السابقة.
(6) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 517، و (بستان الهداة) ص 601.
(7) رواية حماد عن شعبة عن عاصم ذكرت في (التلخيص) ص 285، و
(غاية الاختصار) 2/ 517.
(8) انظر: (الاختيار) 2/ 446.
(9) هو: يوسف بن يعقوب، قرأ على شعيب الصريفيني، وعنه النقاش،
إمام جليل. (غاية) 2/ 404.
(3/1185)
بكر «1» ويكون لكما الكبرياء [78] بالياء،
وكذلك روى بكّار بن أحمد عن ابن رستم «2» عن نصير «3» عن
الكسائي لم يروه غيره. وقرأ الباقون وعاصم وأبو بكر «4» من
سائر الطرق بالتاء.
بكل ساحر عليم [79] قد ذكر «5».
حرف:
قرأ أبو عمرو «6» ما جئتم به السحر [81] بالهمز «7» والمدّ «8»
على الاستفهام، والوقف على ما قبله كاف «9»، والابتداء به حسن
على مذهبه؛ لأنه مبتدأ
__________
(1) وجه الياء عن شعبة لم يتواتر عنه من طريق (الحرز) ومن طريق
(النشر) عنه من رواية العليمي والهذلي فله الخلف من طريق
الطيبة يقول العلامة ابن الجزري: يكون صف خلفا.
انظر: (شرح الطيبة) 250.
(2) هو: أحمد بن محمد بن رستم من أجل أصحاب نصير، وروى عنه
بكار بن أحمد (غاية) 1/ 115.
(3) انفرادة شاذة عن نصير عن الكسائي بالياء لمخالفتها
المتواتر عن الكسائي.
(4) وجه التاء عنه جاء من طريق يحيى بن آدم وأكثر أصحابه عنه،
قلت: وعليه العمل لشعبة والكسائي انظر المصادر السابقة.
(5) انظر حرف 22 من هذه الرسالة عند الآية (112) سورة الأعراف.
(6) انفرادة سبعية عنه (السبعة) 328، و (التيسير) ص 100.
(7) أي همزة قطع.
(8) أي المد المشبع للساكنين، وله وجه التسهيل بين بين، وتوصل
هاء الضمير في به بياء.
(إعراب القراءات) 272، و (الإتحاف) 2/ 118، و (البدور الزاهرة)
148.
يقول الإمام الشاطبي: مع المد قطع السحر حكم انظر: ص 59
(9) ذكر المؤلف رحمه الله هنا حكم الوقف على (به) في قراءة أبي
عمرو، وذكره له مما يبين سعة معرفته بعلوم القراءات الأخرى،
وإن علم الوقف والابتداء لمهم للمشتغلين بعلوم الكتاب، وبخاصة
المقرئين وأئمة المساجد، ولما له من أثر في أداء التلاوة،
ومعرفة وجوه التفسير، واستقامة المعنى، وصحة اللغة: وقد جاء عن
الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند ما سئل عن تفسير،
قوله تعالى: ورتل القرءان ترتيلا فقال الترتيل: هو تجويد
الحروف ومعرفة الوقوف.
وتعريف الوقف في اللغة هو: الحبس والكف عن القول والفعل.
واصطلاحا: كف الصوت على الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة بنية
استئناف القراءة. وهو علم جليل يعرف به كيفية أداء القراءة
بالوقف على المواضع التي نص عليها القراء لإتمام المعاني؛
والابتداء بمواضع محددة لا تختل فيها المعاني. ونوع الوقف هنا
كاف، وهو من أقسام النوع الاختياري. وتعريفه: الوقف على ما تم
معناه؛ وتعلق بما بعده معنى لا لفظا. وبنفس الحكم ذكر ذلك شيخ
الإسلام زكريا الأنصاري في كتابه (المقصد) ص 10، وأبو جعفر في
كتابه (القطع والائتناف) ص 379،
(3/1186)
وخبره محذوف والتقدير السحر هو. وقرأ
الباقون بغير مدّ على الخبر «1». ولا يجوز الوقف على ما قبله
والابتداء به على مذهبهم؛ لأنه خبر المبتدأ الذي هو ما وصلتها
في قوله جئتم به والتقدير الذي جئتم به السحر. «2»
حرف:
وكلهم قرأ أن تبوأا بتحقيق الهمزة في الوصل، واختلفوا في
الوقف، فكان حمزة يقف بتسهيل الهمزة، فيجعلها بين بين «3»،
ويأتي بألف التثنية بعدها.
وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد «4»، قال: ذكر لي عبد
الله بن عبد الرحمن «5» عن أبيه «6» عن حفص عن عاصم أنه يقف
تبويا بياء من غير همز «7» - يعني بياء مفتوحة بدلا من الهمزة،
وكذلك حكى أحمد بن يعقوب التائب عن أبي الحسن بن مجمع «8»
المقرئ أنه روى عن أصحابه عن سليم عن حمزة أنه وقف،
__________
والداني في (المكتفي في الوقف والابتداء). ص 47، 49، 57، 310،
وانظر: (جمال القراء) 2/ 548، وكتاب (الوقوف اللازمة) 2/ 548،
و (الإضاءة)، وكتاب (كشف الغطاء في الوقف والابتداء) ص 5 ص 41،
و (نظام الأداء في الوقف والابتداء) ص 38.
(1) فتبقى همزة الوصل وتحذف ياء الصلة في به.
(2) انظر: (المسائل السفرية في النحو) ص 81.
(3) على أصله في تسهيل الهمزة المتطرفة عند الوقف بين بين وهو
قياس تخفيفها. انظر: باب وقف حمزة وهشام على الهمز من (سراج
القارئ) ص 84.
(4) انظر: كتاب (السبعة) ص 329، وفيه ذكر المؤلف الرواية
بسندها، ولم يحكم عليها بشيء ونقلها سبط الخياط في (اختياره)
2/ 446، عن الأندلسي عن حفص.
(5) هو: عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن واقد أبو شبل
الواقدي، شيخ مشهور، روى عن أبيه عن أحمد بن إبراهيم، وروى عنه
ابن مجاهد وغيره. (غاية) 1/ 489.
(6) هو: عبد الرحمن بن عبيد الله بن واقد الختلي المؤدب
البغدادي، أخذ عن حمزة بن القاسم ومحمد بن واصل وأحمد بن
إبراهيم، وسمع الحروف من عباس بن الفضل وعلي بن حمزة الكسائي
وحفص بن سليمان، روى عنه ابنه أبو شبيل عبيد الله شيخ ابن
مجاهد وأحمد بن فرح المفسر. (غاية 1/ 381).
(7) انظر: (الدر المصون) 6/ 258، وقد ضعّف هذا الوجه لحفص في
العربية وفي الرواية، إذ إن قياس تخفيف مثل هذا الهمز أن يكون
بين بين، وقد ذكر ذلك البناء في (الإتحاف) 2/ 118، فقال: (وأما
ما حكي من إبدال همز تبوأ في الوقف ياء لحفص فغير صحيح، ونقل
ذلك أيضا الشيخ عبد الفتاح القاضي في (بدوره) ص 150، وقال:
وبذلك صح إمامنا الشاطبي بقوله. لم يصح فيحملا ..
(8) لم أجده بعد البحث.
(3/1187)
وهذا الضرب من البدل على غير قياس، وإنما
صار إلى مثله بالرواية والسّماع «1».
وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: ذكر لي أبو بكر في
كتاب قراءة عاصم أن أحمد بن علي حدّثه عن هبيرة عن حفص أنه وقف
كذلك تبوءا قال الفارسي:
قال لي أبو طاهر: فسألت أبا العباس الأشناني عن الوقف كما رواه
هبيرة، فلم يعرفه وأنكره، وقال لي: الوقف مثل الوصل «2»، وكذا
وقف الباقون.
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان «3» وابن عتبة ولا تتبعان
[89] بتخفيف النون، يجعل «4» لا بمعنى ليس، فيكون لفظه لفظ
الخبر، ومعناه أنّها كقوله: لا تضار والدة [البقرة: 232] على
قراءة من رفع ويجعل ذلك حالا من قوله فاستقيما [89]، أي:
واستقيما من غير متبعين، أو يكون خفف النون الثقيلة للتضعيف
كما خفّف ربّ، وإن ونحوهما من المضاعف، وهذه الأوجه تسوغ «5»
قراءة ذلك «6» بخلاف ما زعمه أبو طاهر بن أبي هاشم وأبو بكر
الشذائي وغيرهما: أن تخفيف النون لحن وليس بحمد الله كذلك لما
بيّنّاه، أو وقع هذا الحرف في كتاب ابن ذكوان «7» مترجما عنه
بالتخفيف دون ذكر نون ولا غيرها، فقال لنا محمد بن علي عن ابن
مجاهد: أحسب ابن ذكوان عنى بروايته خفيفة- يعني التاء من تتبع.
«8»
قال: فإن كان كذلك فقد اتفق هشام في النون وخالفه هشام في
التاء، وكذلك ترجم ابن مجاهد «9» عن ذلك في رواية ابن ذكوان،
وقال قرأ ابن عامر في رواية ابن
__________
(1) (العرض والسماع) من مصطلحات الأداء والرواية، فالأول: أن
يقرأ الطالب ويسمع الشيخ فيصحح للطالب ما قد يكون في قرائهم من
أخطاء، والثاني: أن يقرأ الطالب ويسمع الطالب قراءة شيخه
ليتخذوا حذوه. انظر: (المدخل والتمهيد) ص 99.
(2) ذكر ذلك الداني في (التيسير) ص 100، وعقب عليه بقوله وبذلك
قرأت وبه آخذ.
(3) انفرادة سبعية عنه (التيسير) ص 100، و (النشر) 2/ 286.
(4) في (م) تجعل.
(5) في (ت) يسوغ بالياء.
(6) في (م) بزيادة كذلك.
(7) من مصادر الداني في الجامع.
(8) في (م) من تبّع.
(9) عبارته هذه في (السبعة) ص 329.
(3/1188)
ذكوان ولا تتبعان مخففة التاء الساكنة
مشددة النون، وكذلك روى سلامة بن هارون «1» عن الأخفش عن ابن
ذكوان أداء، قال أبو عمرو: وذلك غلط منه رحمه الله ومن سلامة؛
لأن جميع الشاميين رووا ذلك عن ابن ذكوان [15/ ب] «2» وعن
الأخفش سماعا وأداء بتخفيف النون وتشديد التاء، وكذلك نصّ عليه
الأخفش في كتابه، وكذلك روى الداجوني عن أصحابه عن ابن ذكوان
وهشام جميعا، قال: وقد روي عن هشام بتخفيف النون والتاء جميعا.
وقرأ الباقون بتشديد النون، وكذلك روى الحلواني وابن عباد عن
هشام بإسناده عن ابن عامر «3».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي آمنت إنه [90] بكسر الهمزة. وقرأ الباقون
بفتحها «4».
حرف:
قرأ الكسائي في رواية قتيبة «5» فاليوم ننجيك [92] بإسكان
النون وتخفيف الجيم. وقرأ الباقون «6» بفتح النون وتشديد
الجيم.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد «7»
__________
(1) سلامة بن هارون أبو نصر البصري، قرأ على هارون الأخفش
وعامر الموصلي وأبي معمر صاحب البزي وعلى قنبل، وروى عنه أبو
حمدون عبد الله بن الحسين وعلي بن أحمد السلمي. (غاية 1/ 310).
(2) نقل العلامة ابن الجزري قول: الداني هذا، وأعقبه بقوله: قد
صحّت عندنا هذه القراءة، أي بتخفيف التاء مع تشديد النون من
غير طريق ابن مجاهد وسلامة، فرواها أبو القاسم عبيد الله بن
أحمد الصيدلاني عن هبة الله بن جعفر عن الأخفش، وصحّ أيضا من
رواية التغلبي عن ابن ذكوان تخفيف التاء والنون جميعا، وذلك
كله ليس من طرقنا. (الاختيار) 2/ 447، و (النشر) 2/ 287، و
(الإتحاف) 2/ 119، و (الفتح الرباني) ص 192.
(3) (النشر) 2/ 287، و (الميسر في القراءات الأربعة عشرة) ص
219.
(4) قراءة كسر الهمزة على الاستئناف والفتح على حذف الباء،
والتقدير: آمنت بأنه.
(شرح الهداية) 2/ 344، و (النشر) 2/ 287، و (الفتح الرباني) ص
192.
قال صاحب الحرز: وفي أنه أكسر شافيا.
(5) رواية آحادية: وتعتبر انفرادة شاذة عن قتيبة. (التذكرة) 2/
368، و (الغاية) ص 279، و (المبسوط) 202، و (المستنير في
القراءات) ص 592، و (الانفرادات) 2/ 774.
(6) ومعهم الكسائي في غير رواية قتيبة والمختار له في القراءة
السبعية، كذلك (المستنير في القراءات) ص 592.
(7) (الغاية في القراءات العشرة) ص 279، و (المبسوط) ص 202.
(3/1189)
وأبي بكر «1» وفي رواية التيمي «2» وابن
الجنيد «3» عن الأعشى عنه ونجعل الرجس [100] بالنون. وقرأ
الباقون وعاصم في رواية حفص والمفضل وفي رواية الشموني وابن
غالب عن الأعشى والبرجمي عن أبي بكر بالياء «4».
حرف:
قرأ الكسائي في رواية نصير من قراءتي ثم ننجي رسلنا [103]
بإسكان النون وتخفيف الجيم «5». وقرأ الباقون بفتح النون
وتشديد الجيم.
حرف:
قرأ الكسائي في جميع طرقه وعاصم في رواية الكسائي عن أبي بكر
«6» وابن عامر من رواية الوليد «7» عن يحيى ننج المؤمنين [103]
بإسكان النون وتخفيف الجيم. وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد
الجيم «8»، وكذلك روى سائر الرواة عن أبي بكر «9» وابن عامر،
وقال المدني والقطري عن قالون عن نافع بين الياء في ننج
المؤمنين إذا أدرجت القراءة، وليست مكتوبة «10»، وقال اليزيدي
عن أبي
__________
(1) انفرادة سبعية لشعبة. انظر: (التذكرة) 2/ 368، و (التيسير)
ص 101، و (غاية الاختصار) 2/ 518، و (النشر) 2/ 287.
(2) هو: محمد بن غالب، تقدمت ترجمته.
(3) هو محمد بن الجنيد، تقدمت ترجمته.
(4) فمن قرأ بالياء المعنى ويجعل الرجس، وقبله وما كان لنفس أن
تؤمن إلا بإذن الله.
وكره البعض أن يبتدئ به. ومن قرأ بنون العظمة فعلى الاستئناف
إخبار الله تعالى عن نفسه.
قال صاحب الحرز: وبنونه ونجعل صف ... انظر: ص 60.
(شرح الهداية) 2/ 244، و (التذكرة) 2/ 368، و (الفتح الرباني)
ص 192.
(5) انفرادة شاذة من هذا الطريق وتروى عن يعقوب من العشرة.
(الغاية) ص 279، و (المبسوط) ص 202، و (المستنير في القراءات)
ص 593، و (الانفرادات) 575.
(6) و (7) روايتان آحاديتان عن أبي بكر وابن عامر من رواية
الوليد من هذين الطريقين، ولا يقرأ لهما بهذا الوجه من طريق
الشاطبية (المستنير في القراءات) ص 593، و (الانفرادات) 2/
775.
(8) التخفيف والتشديد في ننجي لغتان جيدتان من (أنجى ينجي)، و
(نجّى ينجّي).
(إعراب القراءات) 1/ 276، و (شرح الهداية) 2/ 344، و (النشر)
2/ 287.
قال في الحرز: والخف ننج رضى علا وذاك هو الثاني: انظر ص 60.
(9) وبما رواه سائر الرواة عنه، وكذا ما روي عن الإمام ابن
عامر القراءة السبعية عنهما.
انظر: (التيسير) ص 101، و (النشر) 2/ 287.
(10) ننج كتبت محذوفة الياء، وقرأ السبعة: بغير ياء وصلا
ووقفا، لأجل رسم المصحف. وقيل
(3/1190)
عمرو الوصل بالياء والسكت على الكتاب، وقد
بيّنّا هذا في باب الوقف على المرسوم «1» والله أعلم.
في هذه السورة من ياءات الإضافة خمس «2»: أولاهنّ «3»: لي أن
أبدله [15] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن
بكّار، وأسكنها الباقون.
نفسي إن أتبع [15] فتحها نافع وأبو عمرو، وأسكنها الباقون «4».
إني أخاف [15] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية
ابن بكار، وأسكنها الباقون «5» إي وربّي إنه لحق [53] فتحها
نافع وأبو عمرو. وأسكنها الباقون «6».
وكذا الاختلاف في ياء أجري [72] في جميع القرآن «7»، وليس فيها
ياء محذوفة وليس مختلف فيها.
__________
لا يوقف عليه لمخالفة الأصل، وأشار المؤلف رحمه الله هنا إلى
وجه إثبات الياء وصلا عن قالون وأبي عمرو، وكذا في (التيسير) ص
101، فقال:" وكلهم يقف على هذا وشبهه مما رسم في المصاحف بغير
ياء على حال رسمه، إلا ما جاءت فيه الرواية عنهم. قلت: ولكن
هذا الوجه لم يشتهر عنهم، لذا لا يقرأ به، انظر: (النشر) 2/
138، و (الإتحاف) 2/ 120، و (دليل الحيران على مورد الظمآن)
114، و (البدور الزاهرة) ص 149.
(1) انظر: (جامع) 2/ 650 ت الطحان.
(2) في هذه السورة ست عشرة ياء إضافة اختلفوا في الخمس
المذكورة منها، (السبعة) 330.
(3) في (السبعة) 330، و (التذكرة) 2/ 368، و (التيسير) 101، و
(النشر) 2/ 288، فتحها للحرميين وأبي عمرو، وفي (المبسوط) 202
غير ابن كثير والجميع لم يذكر رواية ابن بكار عن ابن عامر.
(4) (السبعة) 330 و (التيسير) 101.
(5) وكذا في المصادر السابقة عدا رواية ابن بكار، فهي آحادية
عن ابن عامر.
(6) (السبعة) 330، و (التيسير) 101.
(7) فتحها نافع وابن عامر وأبو عمرو وحفص، وأسكنها الباقون حيث
وقع. انظر: المصدرين السابقين.
قال صاحب الحرز: ونفسي ياؤها وربي مع أجري وإني ولي حلا ...
انظر: ص 60.
(3/1191)
|