جامع البيان في القراءات السبع ذكر اختلافهم في سورة يوسف «1» عليه السلام
حرف:
قرأ ابن عامر يا أبت في هذه السورة «2» [4] وفي مريم «3» [42]
والقصص «4» [26] والصّافّات «5» [102] بفتح التاء «6» وقرأ
الباقون بكسرها «7»، ووقف ابن كثير وابن عامر يا أبه بالهاء،
ووقف الباقون بالتاء «8» وقد ذكر.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص يا بني هنا [5]، وفي والصّافّات [102]
بفتح الياء. وقرأ الباقون بكسرها، وقد ذكر «9» أيضا.
__________
(1) هذه السورة مكية نزلت بعد سورة هود عام الحزن الذي كان
بموت أبي طالب وخديجة سندي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين
بيعة العقبة الأولى والثانية التي جعل الله فيهما لرسول الله
وللعصبة المسلمة معه وللدعوة الإسلامية فرجا ومخرجا بالهجرة
إلى المدينة. وآيها مائة وإحدى عشرة آية إجماعا (البيان في عد
الآي) 167، و (مصاعد النظر) 2/ 184، و (أسرار ترتيب القرآن)
109، و (في ظلال القرآن) 4/ 1949.
(2) في هذه السورة موضعان، والثاني الآية 100 وقال يأبت هذا
تأويل.
(3) وفي مريم 19 الآيات (42، 43، 44، 45) يأبت لم تعبد ويأبت
إني قد ويابت لا تعبد ويأبت إني أخاف.
(4) وفي (القصص) 28، الآية (26) يأبت استأجره.
(5) وفي (الصافات) (37) الآية (102) يأبت أفعل ما تؤمر.
(6) قراءة الفتح تحتمل وجوها أحدها أن يكون أصله (يا أبتي)
بالإضافة، فقلبت الياء ألفا، فصار (يا أبتا) ثم حذف الألف،
وبقيت الفتحة دالة عليه، أو أن يكون الأصل (يا أبتاه) على
الندبة ثم تحذف الهاء والألف. (شرح الهداية) 2/ 356، (والدر
المصون) 6/ 429 - 430، (والبيان والتعريف) 1/ 373. واستدل فيه
مؤلفه بقول ابن مالك في الألفية:
وفي الندا أبت أمت عرض ... واكسر أو افتح ومن الياء التاء عوض.
(7) ومن قرأ بكسر التاء وهم الجماعة جعلوها عوضا عن ياء
الإضافة، ولا يجوز أن يجمع بينهما، لأنه يؤدي إلى جمع العوض
والمعوض منه، والكسر أكثر في الاستعمال. والشاهد:
يا أبت افتح حيث جا لابن عامر وفيها (انفرادة سبعية). (الكشف)
2/ 3، و (البيان) 2/ 32.
(8) أي خلافا للرسم. يقول الشاطبي: وقف يا أبه كفؤا دنا.
انظر: (الجامع) 3/ 912، و (التيسير) / 55، و (سراج القارئ)
130.
(9) انظر: حرف (143) من هذه الرسالة.
(3/1214)
حرف:
فكلهم قرأ أحد عشر كوكبا [4] بفتح العين، إلا ما رواه ابن جبير
عن المسيّبي عن إسماعيل عن نافع أحد عشر كوكبا يفتح «1» وتسعة
عشر [المدثر:
30] ولا يشبع، وفي كتابه على العين علامة السكون. وخالف ابن
جبير في ذلك عامّة أصحاب المسيّبي وإسماعيل، فرووا ذلك عنهما
بفتح العين، وكذلك روى قالون وورش عن نافع نصّا. ونا ابن
غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال:
نا هشام عن ابن عامر أحد عشر كوكبا وتسعة عشر مشدّدة، وكذلك
روى جميع الرواة عنه. ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة،
قال: نا أبي، قال: نا يونس، قال: أقرأني ورش عن نافع وابن كثير
عن سليم عن حمزة أحد عشر مشددة منصوبة يريد هشام ويونس
بالتشديد تحريك العين لا غير، وذلك مجاز واتّساع.
حرف:
قرأ ابن كثير «2» آيات للسائلين «3» [7] بغير ألف على التوحيد،
وقياس ما رواه ابن مخلد عن البزّي، والوقف على ثمرة «4»
[البقرة: 25] بالهاء يوجب أن يكون وقفه أيضا هاهنا آية بالهاء.
وقرأ الباقون «5» بالألف على الجمع.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر «6» في رواية الوليد غيابات الجبّ في
الموضعين [10 و 15] بالألف على الجمع. وقرأ الباقون «7» بغير
ألف على التوحيد وقف أبو
__________
(1) كذا بالأصل وفي (م) طمس، ولعله يسكن بدل يفتح، وقد ذكر وجه
الإسكان هذا لنافع، بخلاف ما جاء في (المحتسب) 1/ 332.
(2) عن ابن كثير انفرادة سبعية.
(3) كذا بالأصل وفي (م)، واختلفوا في: (للسائلين). وهو خطأ.
(4) كذا بالأصل وفي (م) خمرة، ولم أهتد لمعناها.
(5) قراءة الإفراد المراد بها الجنس، وقيل لأن قصة يوسف وإخوته
آية واحدة كقوله تعالى:
وجعلنا ابن مريم وأمه آية [المؤمنون: 50] وقراءة الجمع، فلأن
قصتهم تشتمل على آيات كثيرة، وهو ظاهر، والشاهد من الحرز: ووحد
للمكي آيات الولا. (شرح الهداية) 2/ 356، و (الدر المصون) 6/
441.
(6) رواية الوليد لم تشتهر عنه ولابن عامر من طريق العشرة
الصغرى والكبرى الإفراد كالجماعة.
انظر: (الكنز) / 176، و (النشر) 2/ 293، و (التيسير) 104.
(7) وهم الجماعة عدا نافع، ومنهم ابن عامر في باقي طرقه، فمن
قرأ بالجمع، أراد الحفر في جانب البئر ونواحيها، حيث جعلوا
المكان أجزاء، وكل جزء سمي (غيابة)، ومن قرأ بالإفراد، لأنه لم
يلق إلا في بئر واحدة في مكان واحد. ومعنى (الجب) البئر التي
لم
(3/1215)
عمرو والكسائي بالهاء «1»، وهو قياس قول
البزّي عن ابن كثير. ووقف الباقون بالتاء.
حرف:
وكلهم قرأ يلتقطه [10] بالياء إلا ما حدّثناه الخاقاني، قال:
نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي. ح ونا فارس بن أحمد، قال: نا
جعفر بن محمد، قال: نا محمد بن الربيع، قالا: نا يونس عن ابن
كيسة عن سليم عن حمزة تلتقطه بالتاء «2» لم يرو ذلك أحد غير
يونس عن ابن كيسة، وروى [داود] عنه بالياء كالجماعة «3».
حرف:
وكلهم قرأ ما لك لا تأمنّا [11] بالإشارة «4» إلى النون
المدغمة بالضم
__________
تطو، وقيل: إنها بأرض الأردن، وقيل: ببيت المقدس، (شرح
الهداية) 2/ 357، و (حجة القراءات) 355، و (الدر المصون) 6/
445، و (غرر البيان في من لم يسم في القرآن) ص 284، و (أضواء
البيان) 3/ 55.
والشاهد: غيابات في الحرفين بالجمع نافع، وفيها (انفرادة سبعية
عن نافع).
(1) فابن كثير وأبو عمرو والكسائي يقفون عليه بالهاء على أصلهم
المطرد، مخالفين للرسم اتباعا لأفصح اللغتين، قال ابن الجزري:
(والقسم الذي قرئ بالإفراد وبالجمع ثمانية) أحرف ...
وفي غيابات الجب في الموضعين من يوسف ... فمن قرأ شيئا من ذلك
بالإفراد، وكان من مذهبه الوقف بالهاء وقف بالهاء، وإن كان من
مذهبه الوقف بالتاء وقف بالتاء، ومن قرأه بالجمع وقف عليه
بالتاء كسائر الجموع أ. هـ. (النشر) 2/ 130 - 131، والباقون
بالتاء موافقة للرسم- خط المصحف- والكل يصل بالتاء.
قال الشاطبي: إذا كتبت بالتاء هاء مؤنث، فبالهاء قف حقا رضى
ومعولا.
(إعراب القراءات الشواذ) 1/ 684، و (إبراز المعاني) 274، و
(سراج القارئ) 130، و (الإتحاف) 2/ 141، والموضع الثاني أن
يجعلوه في غيابات الجب (15).
(2) وتروى عن الحسن ومجاهد وقتادة، وفيها انفرادة شاذة
لمخالفتها المتواتر.
(إعراب القراءات) 2/ 301، و (مختصر ابن خالويه) 67، و
(القراءات الشاذة) 54، و (معجم القراءات) 2/ 427، و
(الانفرادات) 2/ 804.
(3) قلت: وبذلك القراءة له، والعمل في القراءة السبعية.
(4) (ما) استفهامية في موضع رفع بالابتداء و (لك) الخبر و (لا
تأمنا) في موضع نصب حال والنون والألف في موضع نصب مفعول، وأصل
الفعل (تأمننا) اجتمع فيه حرفان متحركان من جنس واحد،
فاستثقلوا اجتماعهما، فسكنوا الأول وأدغموه في الثاني، وأشاروا
إليه.
1: حمل بعضهم الإشارة على الروم، وبعضهم على الإشمام، والبعض
الآخر على الاختلاس حسب تعريفهم ومذهبهم لحقيقة الروم
والإشمام، لأن تسمية الروم إشماما هو مذهب الكوفيين
(3/1216)
إلا ما اختلف فيه عن قالون عن نافع، وعن
الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، فأما قالون فإن الحسن بن العباس
روى عن الحلواني «1» عنه أنه يجزم، وروى أبو عون عن قالون أنه
قال أولا، «2» لا تأمنّا يعني مشمّة النون، ثم رجع فقال بنصب
الميم والنون، وقال أبو سليمان سالم بن هارون عنه أنه لا يشمّ،
وخالف الحلواني وأبا سليمان عن قالون في ذلك سائر أصحابهما،
فقال القاضي والمدني والقطري والكسائي عنه: مدغمة النون مثقلة،
يعني مشمّة ضمّا؛ لأن الإشمام لمّا كان إشارة إلى الضمّ عبّروا
عنه بما يعبّر به عن الضمّ، وهو الثقيل على طريق الاتّساع
والمجاز.
__________
وابن كيسان، ومذهب القراء ونحاة البصرة، فهو على حقيقته
المتعارف عليها اليوم لدى القراء، ولا مشاحة في الاصطلاح إذا
عرفت الحقائق.
2: تعريف الروم لغة: الطلب وفي اصطلاح القراء: عبارة عن النطق
ببعض الحركة، وقدره بعضهم بثلثها، وعند الداني هو تضعيف الصوت
بالحركة، حتى يذهب معظمها، فتسمع لها صوتا خفيا، يدركه الأعمى
بحاسة السمع، وكلا القولين بمعنى واحد، وفي اصطلاح النحاة:
هو حركة مختلسة مخفاة بضرب من التخفيف. وأما الاختلاس فقد تقدم
تعريفه، والبعض يجعل بينه وبين الروم فرقا، وإن اشتركا في
تبعيض الحركة. وهو أن الروم يكون في الوقف دون الوصل، والثابت
فيه من الحركة أقل من الذاهب، ولا يكون في فتح ولا نصب.
والاختلاس مختص بالوصل، ولا يكون في الوقف، والثابت فيه من
الحركة أكثر من الذاهب، وقدره بعضهم بثلثي الحركة، ولا يضبط
إلا بالمشافهة، ويكون في الحركات كلها، والإشمام هو: عبارة عن
الإشارة بالحركة من غير تصويت، وقال بعضهم: أن تجعل شفتيك على
صورتها إذا لفظت بالضمة، وعند بعضهم إطباق الشفتين بعيد السكون
من غير صوت مسموع كهيئتها عند التقبيل، بحيث يكون بين الشفتين
فرجة لإخراج النفس، ويكون في المضموم من المبنيات، والمرفوع من
المعربات، ولا يختص بآخر الكلمة، والأعمى لا يدرك الإشمام من
غيره، لأنه مما يرى، ولا يسمع، والروم آكد في البيان عن كيفية
الحركة، لأنه يقرع السمع.
(العنوان) 64، و (البيان) 2/ 34، و (القواعد والإشارات) 51، و
(النشر) 1/ 296 - 297، وج 2/ 121 - 122 و (الإضاءة) 58 - 61.
(1) نقل هذا الوجه عن الحلواني عن قالون صاحب (المبسوط) 208، و
(الغاية) 285.
وفي (النشر) 1/ 304، حيث قال صاحبه: (وانفرد ابن مهران عن
قالون بالإدغام المحض، كقراءة أبي جعفر وهي رواية أبي عون عن
الحلواني، وأبي سليمان وغيره عن قالون، والجمهور على خلافه) أ.
هـ.
(2) في (م) بزيادة قال.
(3/1217)
وقال أحمد بن صالح عن قالون «1» شيئا يريد
مرفوعة، أي: مشمّة رفعا، وكذلك قال المسيّبي وإسماعيل عن ورش
«2» عن نافع. وأما الأعشى [19/ ب] «3»: فحدّثنا عبد العزيز بن
جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا محمد بن الضحاك «4»
عن القاسم بن أحمد عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم
أنه لا يهمزها، ولا يشمّها شيئا من الرفع. وكذلك روى محمد بن
جعفر بن أبي «5» أمية أداء عن القاسم بن أحمد، [نا فارس بن
أحمد]، قال: نا عبد الله بن طالب «6». ح ونا ابن خواستي، قال:
نا أبو طاهر، قالا: نا الحسن بن داود، قال: قال: نا القاسم،
قال: نا الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم تأمنّا بنون
واحدة مشددة يشمّ الرفع أولها والنصب «7» آخرها. ونا الفارسي،
قال: نا أبو طاهر، قال: نا أحمد بن سعيد «8» عن القاسم بن أحمد
«9» عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه يشمّ فيهما
شيئا من الرفع، وهذا هو الصحيح عن الأعشى. ووهم ابن الضحاك في
ذلك، وأحسب أن لا وقعت زائدة في كتابه.
قال أبو عمرو: فأما الإشمام في هذه الكلمة على مذهب الجماعة،
فعلماؤنا من القرّاء والنحويين مختلفون في كيفيته وحقيقته،
فمنهم من يقول: هو إشارة بالعضو، وهما الشفتان إلى حركة نون
«10» المدغمة بعد إخلاص سكونها للإدغام من غير
__________
(1) هنا كلمة لم أهتد لقراءتها في كلتا النسختين، وصورتها هكذا
(معوة).
(2) انظر: (التذكرة) 2/ 378.
(3) المصدر السابق.
(4) محمد بن محمد بن الضحاك أبو الحسن المقرئ البغدادي، روى
قراءة عاصم عن القاسم بن أحمد، وروى عنه الحروف عثمان بن أحمد
السماك وعبد الواحد بن عمر. (غاية 2/ 240).
(5) هو: عبد الله بن عمرو، تقدم.
(6) عبد الله بن أحمد بن علي بن طالب أبو القاسم البزاز
البغدادي، نزيل مصر، روى حروف الأعشى عن أبي بكر سماعا من غير
عرض عن الحسن النقار ورواية قتيبة عن الكسائي عن إسحاق
النهاوندي، وروى عنه فارس بن أحمد. (غاية 1/ 407).
(7) في (م) والنعت.
(8) سعيد بن أحمد الإسكاف الكوفي، مقرئ صالح، عرض على قاسم بن
أحمد، عرض عليه الحسن بن داود النقار، (غاية 1/ 304).
(9) في (م) القاسم بن واحد.
(10) في (م) النون بزيادة ال.
(3/1218)
إحداث شيء في حسيهما، وهذا هو الاستفهام
بعضوه «1» الذي يدرك معرفته البصير دون الأعمى؛ لأنه إعمال
العضو وتهيئته لا غير، فلا يتحصّل إلا بالرؤية دون السمع،
والقائلون بهذا يجعلون ذلك إدغاما خالصا ويأتون بتلك الإشارة
بعد الإدغام «2»، قالوا: ويجوز أن يؤتى بها بعد سكون النون كما
يؤتى بها عند الوقف بعد سكون الحرف الموقوف عليه، فيحصل حينئذ.
قيل: كما الإدغام والإتيان بها، وإعمال العضو لها في كلا
الوجهين متعذّر جدّا لدخول المدغم فيما أدغم فيه دخولا شديدا
لا فرجة بينها ولا مهلة، ولاتصال فتحة النون الثانية بالألف من
غير فصل بينها أيضا، فتعذّرت الإشارة، كذلك.
قال محمد بن السري النحوي «3»: الإدغام مع الإشمام محال لا
يمكن معه، لأنه لا فصل بين الحرفين إذا أدغما بحال من الأحوال،
ومنهم من يقول: هو إشارة إلى النون بالضمة لا إلى الضمة
بالعضو، وإذا كان الغرض الإتيان بالإشارة إنما هو الإدغام بأصل
هذه الكلمة لا بكيفية حركة آخر الفعل المتصل بضمير الجماعة،
وليفرق أيضا بذلك بين ما يسكن للإدغام خاصة وبين ما يسكن على
كل حال، فلئن كان ذلك هو الغرض كانت الإشارة بالحركة إلى الحرف
أتمّ في البيان وآكد في الدلالة؛ لأن البصير والأعمى جميعا
يستويان في معرفة ذلك؛ إذ كانا يدركانه بحاسّة السمع،
والقائلون بهذا يجعلون ذلك إخفاء «4» لا إدغاما محضا؛ لأن
الحرفين الحركة على قولهم يضعف الصوت بها، ولا يذهب رأسا لا
تأمنّا التي يشبع بها الصوت ويمتطط بها اللفظ. وإذا كانت
الحركة بين المدغم والمدغم فيه كما يفصل بينهما بالحركة فيفصل،
كذلك امتنعت النون من السكون الخالص.
وإذا امتنعت من ذلك بطل إدغامها وثبت إخفاؤها، وإلى القول
بالإخفاء دون
__________
(1) في (م) بعقبه.
(2) ووافقه صاحب (النشر) 1/ 304، على ذلك فقال: وبعضهم يجعلها
إشماما، فيشير إلى ضم النون بعد الإدغام، فيصح معه حينئذ
الإدغام.
(3) محمد بن السري أبو بكر النحوي المعروف بابن السراج، كان
أحد العلماء المذكورين بالأدب وعلم العربية، صحب المبرد وأخذ
عنه العلم، روى عنه الزجاجي والسيرافي والرماني، وكان ثقة،
وكان كثيرا ما يتمثل فيما يجري له من الأمور بأبيات حسنة، مات
سنة (316 هـ) (تاريخ بغداد) 5/ 319، و (إنباه الرواة) 3/ 145.
(4) أي (الروم).
(3/1219)
الإدغام ذهب أكثر العلماء من القرّاء
والنحويين، وهو الذي أختاره وأقول به «1»، وهو قول أبي محمد
اليزيدي «2» وأبي حاتم النحوي «3» وأبي بكر بن مجاهد وأبي
الطيب أحمد بن يعقوب التائب وأبي طاهر بن أبي هاشم وأبي بكر بن
أشتة «4» وغيرهم من الجلة، وبه ورد النص عن نافع من طريق ورش،
وبذلك نصّ كلامهم على ما أدّى لنا عنهم.
فأمّا البزّي في كتابه في المثلين والمتقاربين، وإذا أدغم أبو
عمرو أحدهما في الآخر إن فيهما شيئا من الرفع.
قال: وذلك الإخفاء، قال: وقرأ هذا الحرف [20/ أ] على ذلك لا
تأمنا [11] بين الإدغام والإظهار، وأما أبو حاتم، فقال في
كتابه في القراءات عند ذكره تأمنّا والقراءة بالإدغام والإشمام
وهو ضرب من الإخفاء. قال: ولو كان إدغاما صحيحا ما أشمّ شيئا
تأمنا وإنما ترك الإشمام من تركه من القرّاء لما كان حقّ
المدغم أن يكون ساكنا، فإن أشمّ إعرابه كان إخفاء لا إدغاما،
وأمّا التائب فقال في كتاب السبعة: وكلهم قرأ تأمنّا بنونين
الأولى مخفاة في النون الثانية مشمّة الضمة، قال: ولو كانت
مدغمة في النون الثانية لسكنت وأدغمت، فلم تكن لها حركة يشار
إليها.
وأما أبو طاهر، فقال في كتابه البيان «5»: واتفقت الجماعة على
قوله: تأمنّا بالإشارة إلى النون المدغمة بالضم، فقال إلى
النون ولم يقل إلى حركة النون، فدلّ
__________
(1) وعلى القول بالإشمام ذهب ابن الجزري، حيث قال: وهو
اختياري، لأني لم أجد نصا يقتضي خلافه، ولأنه الأقرب إلى حقيقة
الإدغام، وأصرح في اتباع الرسم. (النشر) 1/ 304.
(2) هو: يحيى بن المبارك، تقدم.
(3) هو محمد بن إدريس بن المنذر أبو حاتم الحنظلي الرازي
الحافظ الكبير، روى الحروف سماعا عن أبي زيد سعيد بن أوس
الأنصاري وعن المفضل وخلاد، وعنه أجازه أبو بكر بن مجاهد. توفي
سنة (275) هـ، (غاية) 2/ 97.
(4) هو: محمد بن عبد الله بن محمد بن اشته أبو بكر الأصبهاني،
أستاذ كبير إمام شهير ونحوي محقق، ثقة، سكن مصر، عالم
بالعربية، بصير بالمعاني، حسن التصنيف، صاحب سنة، له كتاب في
الشاذ، قرأ على علي بن مجاهد ومحمد الكسائي ومحمد المعدل
والنقاش، قرأ عليه خلف بن إبراهيم وعبد المنعم بن غلبون ومحمد
بن عبد الله المؤدب، من الطبقة الثامنة، مات سنة 360 هـ،
(معرفة 1/ 321، وغاية 2/ 184).
(5) الكتاب من مصادر جامع البيان.
(3/1220)
ذلك على الإخفاء، وقد قال في باب الإدغام:
كان أبو عمرو يدغم الحرفين المثلين «1» إذا تحرّكا، ويهمز
المرفوع والمخفوض الأول منهما ضمّا وكسرا، قال: فيصير ذلك من
فعله إخفاء، وأمّا ابن أشتة، فقال في (المحبر) «2»: قرأ أبو
جعفر لا تأمنّا [11] بفتح النون على الإدغام الصريح «3»
والباقون بإشمامها الضمّ على الإخفاء. وقال الأصبهاني «4» عن
أصحابه عن ورش: تأمنّا بفتح التاء وترك الهمز وتشديد النون من
غير مبالغة وإشمامها الضمّ، وذلك الإخفاء بعينه.
وقال داود وعبد الصمد عن ورش عن نافع وعن ابن كيسة عن سليم عن
حمزة في الاختلاف والاتفاق بينهما تأمنا يشمّانها الرفع
ويشمّانها النون، فتكون لا إلى هذه ولا إلى هذه. يعنيان أنهما
يشيران إلى النون بالضم، فتكون لا مدغمة ولا مظهرة. وإذا كانت
كذلك كانت مخفاة لا غير؛ لأن الإخفاء حال بين حالتين. وقال أبو
يعقوب وأبو الأزهر وداود في مجردهم «5» عن ورش عن نافع: تأمنا
الرفع ضما «6» بين الميم والنون الثانية، وهذا من قولهم يدلّ
أيضا على الإخفاء دون الإدغام؛ لأنهم لو أرادوا الإدغام المحض
لقالوا الرفع بين النونين أو بعد النون الثانية؛ إذ الإشمام
الذي هو إشارة بالعضو كذلك يتحصل في ذلك، فلما قالوا بين الميم
والنون الثانية وهي النون المرسومة التي هي والألف ضمير
المفعولين علم أنهم أرادوا النون التي هي آخر الفعل المزال
حركتها في الأصل للإدغام إذ هي التي بينهما. وإذا كان كذلك
«7»، فهي المشار إليها بالحركة، وإذا أشير فيها صحّ الإخفاء من
طريق النص وبطل الإدغام وبالله التوفيق «8».
__________
(1) إدغام المثلين: هو إدغام الحرفين المحتدين اسما ومخرجا
وصفة سواء التقيا في الخط واللفظ، في كلمة أو كلمتين، أو
التقيا في الخط دون اللفظ، وينقسم إلى صغير وكبير ومطلق.
(2) كتاب (المحبر) ورد ذكره في (غاية النهاية) 2/ 184، قال عنه
ابن الجزري: (وكتابه المحبر كتاب جليل يدل على عظم مقداره).
(3) انظر: (النشر) 1/ 303.
(4) في (م) من غير أصحابه.
(5) من مصادر الجامع وهي مفقودة.
(6) في (ت) فيما، والتصويب من (م).
(7) في (م) بزيادة ذلك.
(8) قلت: الاختيار اليوم العمل بالوجهين للسبعة، وهما صحيحان
مقروء بها. (البدور) / 159.
(3/1221)
حرف:
قرأ ابن كثير نرتع ونلعب [12] بالنون فيهما وكسر العين «1»،
وروى أبو ربيعة وابن الصباح وابن بقرة وابن شنبوذ والزينبي عن
قنبل «2» أنه أثبت بعد العين ياء في الوصل والوقف «3». وروى
ابن مجاهد وسائر الرواة عن قنبل أنه لم يثبتها، قال الزينبي:
النبال وحده يثبت الياء فيها في الحالين، وكذلك «4» قال أبو
ربيعة. وقرأ أبو عمرو وابن عامر بالنون فيهما وجزم العين، وقرأ
نافع «5» بالياء فيهما وكسر العين من غير ياء. وقرأ الباقون
بالياء فيهما وجزم العين، واتفق على النون في الكلمتين ابن
كثير وابن عامر وأبو عمرو والباقون على الياء، واتفق على كسر
العين الحرميان وجزمها الباقون «6».
__________
(1) أي: من غير ياء من (ارتعيت)، وفي الحرف انفرادة سبعية عنه،
وابن مجاهد نقل له بسنده بالنون، و (يلعب) بالياء وجزم الباء،
وروى ابن محيصن في (نرتع) ضم حرف المضارعة وكسر التاء. انظر:
(السبعة) / 345، و (التيسير) / 104، و (الدر المصون) 6/ 449، و
(البستان) / 615، و (الإتحاف) 2/ 142.
(2) روى لقنبل وجه إثبات الياء في الحالين عدد من المتقدمين
والمتأخرين بعبارات متقاربة، والعمل له من طريق العشرة الصغرى
حذف الياء، ومن طريق العشرة الكبرى إثباتها بخلف عنه.
انظر: (التلخيص) / 293، و (الغاية) 286، و (المبسوط) / 209،
وقال فيه (لا يصح إثبات الياء، و (غاية الاختصار) 2/ 527،
والشاطبي في الحرز ص 36 حيث قال: وفي نرتع خلف زكا ...
و (البستان) / 615، و (سراج القارئ) 147 و 255، و (شرح الطيبة)
/ 254.
و (النشر) 2/ 180 و 293، و (البدور الزاهرة) للنشار 1/ 432،
والصفاقسي في (غيث النفع) / 255، حيث قال: هو مما خرج فيه عن
طريقه- أي خلف قنبل- ... وذكره في التيسير على وجه الحكاية لا
الرواية ويدل على ذلك أنه لم يذكره- أي الشاطبي- في باب
الزوائد وإنما آخر السورة بلفظ وروى و (الإتحاف) 2/ 142، حيث
قال: (والوجهان في الشاطبية كأصلها لكن الإثبات ليس من طريقهما
لأن طريقهما عن قنبل، إنما هو طريق ابن مجاهد) و (البدور
الزاهرة) للقاضي/ 159 بمعناه، و (المهذب) 333، و (تقريب
المعاني) / 259.
(3) على لغة من يثبت حرف العلة في الجزم، ويقدر حذف الحركة
المقدرة على حرف العلة.
(الإتحاف) 2/ 333.
(4) في (م) وكذا.
(5) انفرادة سبعية عن نافع، انظر: (السبعة) / 345، و (سراج
القارئ) / 255.
(6) فتحصل في هذا الحرف خمس قراءات في السبع المتواترة.
وأخرى عديدة عن غير السبعة، ولكنها شاذة. انظر قراءاتها في:
(الدر المصون) 6/ 449، و (معجم القراءات) 2/ 428 وما بعدها، و
(تقريب المعاني) / 293.
يقول الشاطبي ص 61: ويرتع ويلعب ياء حصن تطولا ... ويرتع سكون
الكسر في العين ذو حمى.
(3/1222)
حرف:
قرأ نافع في رواية ورش «1» وأبو عمرو إذا أدرج «2» القراءة
والكسائي «3» والأعشى «4» عن أبي بكر وخلّاد عن حسين عنه وحمزة
«5» إذا وقف [على] الذيب في الثلاثة المواضع [13 و 14 و 17]
بغير همز، وهمز ذلك الباقون، ونصّ عن اليزيدي «6» عن أبي عمرو
على الهمز إبراهيم بن اليزيدي وأبو خلّاد وأبو حمدون وأبو شعيب
«7»، ولعلهم أرادوا أنه يهمز [20/ ب] إذا حقّق «8» القراءة أو
قرأ في غير الصلاة «9».
حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد «10»، قال: حدّثني
عبيد الله بن
__________
(1) ورش يبدل الهمز المفرد إذا سكنت، وكانت فاء من الفعل حرف
مد على قاعدة الإبدال قال الناظم: إذا سكنت، فاء من الفعل همزة
... فورش يريها حرف مد مبدلا.
وكلمة (الذيب) همزها عين الفعل، فهو أيضا يبدلها لقول الناظم:
وفي الذئب ورش والكسائي فأبدلا، عطفا على قوله: ويبدل للسوسي
كل مسكن من الهمز مدا. (السبعة) 346، و (غاية الاختصار) 1/ 195
و 527، و (سراج القارئ) 75، 76، 78، و (الإتحاف) 2/ 142.
(2) الإدراج: أي: الإسراع، وهو ضد التحقيق في التلاوة، وليس
معناه الوصل، الذي هو ضد الوقف. (النشر) 1/ 392.
(3) قال الشيخ: محمد الحرباوي في (إرشاد القراء إلى قراءة
الكسائي)، ص 27.
يأجوج مأجوج أبدلهن همزها ... كالذئب مع مؤصدة معا نما.
(4) انظر: رواية الأعشى عن أبي بكر في (المستنير في القراءات)
/ 605، و (غاية الاختصار) 1/ 197، 2/ 527 وهي آحادية.
(5) انظر: (غاية الاختصار) 1/ 243، و (سراج القارئ) ص 84 و 85،
باب وقف حمزة وهشام على الهمز. و (البدور الزاهرة) ص 16.
قال الشاطبي: وحمزة عند الوقف سهل همزه ... إذا كان وسطا أو
تطرف منزلا.
فأبدله عنه حرف مد مسكنا.
(6) ذكر لليزيدي تخفيف الهمز غير واحد من الأئمة. انظر
(الإرشاد المبتدي) / 379. و (الاختيار) 2/ 465، و (غاية
الاختصار) 2/ 527.
(7) هو الإمام السوسي رحمه الله.
(8) ممن روى لأبي عمرو همز (الذئب) إذا حقق القراءة ابن شريح
في (الكافي) / 404، وابن الجزري في (النشر) 1/ 393.
(9) فدل ذلك على أنه إذا أدرج القراءة أو قرأ في الصلاة أو
بالإدغام الكبير لم يهمز، (النشر) 2/ 392.
(10) انظر: كتاب (السبعة) / 392.
(3/1223)
علي «1»، قال: نا نصر بن علي «2» عن أبيه
«3»، قال: سمعت أبا عمرو «4» يقرأ أكله الذيب [17] لا يهمز.
حرف:
قرأ الكوفيون يا بشرى [19] بغير إضافة وأمال فتحة الراء حمزة
والكسائي وحمّاد «5» من غير رواية هشام والعليمي «6». وقرأ
الباقون يا بشرى بياء مفتوحة بعد الألف. واختلف عن ورش عن نافع
في فتحها وإسكانها «7»، فروى عنه أبو الأزهر وداود في مجردهما
إسكانها، وروى عنه أبو يعقوب وأحمد بن صالح ويونس والأصبهاني
فتحها «8»، كذلك قال داود وأبو الأزهر عنه في كتاب «9»
الاختلاف بين نافع وحمزة، وأمال فتحة الراء يسيرا ورش عن نافع
من غير رواية الأصبهاني عنه، وجاء بذلك منصوصا عنه أبو يعقوب
الأزرق «10». حدّثنا ابن غلبون، قال: نا
__________
(1) عبيد الله بن علي أبو القاسم الهاشمي البغدادي، شيخ روى
الحروف عن نصر بن علي بن نصر عن أبيه، وروى عنه الحروف ابن
مجاهد ونسبه وكناه. (غاية 1/ 489).
(2) نصر بن علي بن نصر بن علي أبو عمرو البصري الحافظ الإمام
الولي العالم الصالح، روى عرضا عن أبيه، وسماعا من غير عرض عن
شبل بن عباد وحسين الجعفي وعنه أبو موسى الهاشمي والحسن بن
عباس، مات سنة 250. هـ. (غاية 2/ 338).
(3) علي بن نصر بن علي أبو الحسن البصري، روى القراءة عن أبي
عمرو بن العلاء والمعلى بن عيسى وشبل بن عباد وهارون بن موسى
ومسلم بن خالد. وعنه ابنه نصر بن علي ومحمد بن يحيى القطعي،
مات سنة 189 هـ، (غاية 1/ 582).
(4) قلت: العمل لأبي عمرو إبدال الهمز من رواية السوسي من طريق
الشاطبية، وله من طريق الطيبة الإبدال .. وتركه بخلف عنه.
انظر: (النشر) 1/ 392، و (البدور الزاهرة) للنشار 1/ 432، و
(الإتحاف) 2/ 142، و (البدور الزاهرة) / 159، و (المهذب) 224.
(5) حماد عن عاصم.
(6) العليمي أمالها من أكثر طرقه، وفتحها حفص وأبو بكر من أكثر
طرق يحيى بن آدم، (الاختيار) 2/ 466، و (النشر) 2/ 41، و
(الإتحاف) 2/ 143.
(7) وكذا (مثوى) (33) و (ومحياي ومماتي) الأنعام (162) و
(عصاي) طه 18، روى عنه سكون الياء فيهن (السبعة) 347.
(8) وعلى ذلك أكثر أصحاب ورش، وهو اختيار الداني، وعليه العمل.
انظر (السبعة) / 347، و (التيسير) / 104.
(9) من مصادر الجامع، وهو مفقود.
(10) وبذلك العمل لورش من طريق الشاطبية (التيسير) 104، و
(الإتحاف) 2/ 143، و (المحجة) / 275.
(3/1224)
إبراهيم بن محمد «1»، قال: نا ابن سيف «2»،
قال: نا أبو يعقوب الأزرق عن ورش عن نافع يا بشراي [19] أي
مكسورة الراء محرّكة الياء، وقال أحمد بن صالح عنه الراء من
«بشراي» مفتوحة وسطا من ذلك، وأخلص الباقون فتحها. وبذلك يأخذ
عامّة أهل الأداء في قراءة أبي عمرو «3»، وهو قول ابن مجاهد
«4» وكل من لقيناه وقرأنا عليه بحرفه، وقد رواه عنه نصّا أحمد
بن موسى اللؤلؤي «5» وهارون بن موسى النحوي «6».
ونا خلف بن إبراهيم «7»، قال: نا الحسن بن المعدل «8»، قال: نا
أحمد بن شعيب «9»،
__________
(1) إبراهيم بن محمد بن مروان أبو إسحاق الشامي ثم المصري،
ضابط ماهر عارف بقراءة ورش عالي السند فيها، قرأ على أبي بكر
بن سيف، قرأ عليه عبد المنعم بن غلبون عرضا وابنه طاهر.
(غاية 1/ 26).
(2) هو: عبد الله بن مالك بن عبد الله بن سيف أبو بكر التجيبي
المصري، مقرئ مصدر محدث إمام ثقة، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن
أبي يعقوب الأزرق، روى عنه القراءة إبراهيم بن محمد بن مروان
وأحمد بن محمد النحوي والأندلسي وابن خيرون، مات سنة 307 هـ.
(غاية 1/ 445).
(3) الوجه الأول عن أبي عمرو بإخلاص الفتح، وهو اختيار المؤلف
في التيسير واختيار غيره من الأئمة (التيسير) ص 104، و (الدر
النثير) 4/ 246، و (النشر) 2/ 40.
(4) ويروى وجه آخر عن ابن مجاهد، هو قلب الألف ياء، وإدغام
الياء مع التشديد. انظر: (إعراب القراءات) 1/ 306.
(5) أحمد بن موسى اللؤلؤي الخزاعي البصري صدوق، روى عن أبي
عمرو بن العلاء وعاصم الجحدري وإسماعيل السقط، وعنه روح بن عبد
المؤمن ومحمد بن عمر بن الرومي ونصر بن علي وخليفة الخياط.
(غاية 1/ 143).
(6) هو: الأخفش الدمشقي، وقد تقدم.
(7) خلف بن إبراهيم بن محمد بن خاقان الخاقاني أبو القاسم
المصري، قرأ على أحمد بن أسامة التجيبي ومحمد المعافري وأحمد
الخياط ومحمد بن أشتة والحسن بن رشيق، وعنه الحافظ أبو عمرو
الداني وعليه اعتمد في قراءة ورش في التيسير، كان ضابطا
لقراءة، ورش متقنا لها، مشهورا بالفضل والنسك واسع الرواية،
مات سنة 402 هـ، من الطبقة التاسعة. (المعرفة 1/ 293)، و (غاية
1/ 271).
(8) الحسن بن رشيق المعدل أبو محمد المصري مشهور عالي السند،
روى عن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي عن السوسي وخلف بن
إبراهيم. (غاية 1/ 212).
(9) أحمد بن شعيب بن علي أبو عبد الرحمن النسائي الحافظ
الكبير، روى القراءة عن أبي شعيب السوسي وأحمد بن نصر وروى عنه
الحروف محمد بن قطن والحسين بن رشيق المعدل، مات سنة 303 هـ.
(غاية 1/ 61).
(3/1225)
قال: نا صالح بن زياد «1» عن اليزيدي عن
أبي عمرو يا بشراي بالألف مضاف، مثل هداي ومحياي. ونا فارس بن
أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: حدّثنا عمر بن يوسف، «2»
قال: نا الحسن بن شريك «3»، قال: نا أبو حمدون عن اليزيدي عن
أبي عمرو يا بشراي بألف والياء نصب، قال أبو عمرو: قولهما بألف
يدل على الفتح كما يدل قول ابن غلبون من غيّر عن الألف الممالة
بالياء على الإمالة، وقال ابن مجاهد في كتاب «4» قراءة أبي
عمرو الراء مفتوحة من أجل الياء التي بعد الألف، يدلّ على ذلك
ما قال هارون عن أبي عمرو هداي [البقرة: 38] وبشراي ومثواي
[23] لا ينجر إذا أضفته إلى نفسك. وقال أحمد بن موسى: يا بشراي
بنصب الراء والياء، وقال ابن جبير: قرأ أبو عمرو بإمالة الراء
يسيرا «5».
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة وابن بكّار
هيت لك [23] بكسر الهاء وفتح التاء من غير همز «6»، واختلف في
ذلك عن هشام عن
__________
(1) هو: الإمام السوسي راوي أبي عمرو.
(2) عمر بن يوسف بن عبدك أبو حفص الحناط البروجردي، روى عن
الحسين بن شيرك صاحب أبي حمدون، روى عنه جعفر بن محمد (غاية 1/
599).
(3) الحسين بن شيرك، ويقال شارك، وقيل شريك أبو عبد الله
البغدادي، مقرئ عارف، أخذ عن أبي حمدون صاحب اليزيدي، وهو جليل
في أصحابه، وعنه محمد بن يونس المطرز وعمر بن يوسف
وابن مجاهد والحسن المطوعي. (غاية 1/ 241).
(4) الكتاب مفقود.
(5) الوجه الثاني عن أبي عمرو بالإمالة بين اللفظين، وروى
آخرون عنه الإمالة المحضة، قال ابن الجزري: والفتح أصح رواية،
والإمالة أقيس على أصله والأوجه الثلاثة في الشاطبية كالطيبة.
انظر: (سراج القارئ) وبهامشه (غيث النفع) ص 256، و (النشر) 2/
40، و (الإتحاف) 2/ 143، و (البدور الزاهرة) 160.
يقول الشاطبي: شفا وقلل جهبذا وكلاهما ... عن ابن العلا الفتح
عنه تفضلا.
(6) ذكر أهل النحو أن: (هيت لك) اسم للفعل (هلمّ)، ولذلك كانت
مبنية، والأصل أن تبنى على السكون، ولم يكن ذلك حتى لا يجمعون
بين ساكنين وهما الياء والتاء، ومنهم من بناها على الفتح لأنه
أخف الحركات، ومنهم من بناها على الكسر لأنه الأصل في التخلص
من الساكنين، ومنهم من بناها على الضم لحصول الغرض من زوال
التقاء الساكنين، واختلفوا هل هي عربية أم معربة، فقيل: معربة
من القبطية، وقيل من السريانية: وقيل من العبرانية وأصلها
(هيتلج).
والجمهور على أنها عربية، وذكر أهل التأويل: أن معناها هلم،
وأقبل وتعال وما أشبه ذلك، والفتح والكسر في الهاء لغتان.
انظر: (المنتخب من غريب كلام العرب) 2/ 605، و (النشر) 2/ 294،
و (الإتحاف) 2/ 143.
(3/1226)
ابن عامر، فروى عنه الحلواني «1» بكسر
الهاء وفتح التاء وهمزة ساكنة بينهما «2». ونا محمد بن علي،
قال: نا ابن مجاهد «3»، قال: حدّثني أحمد بن محمد بن بكار،
قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر هيت لك من تهيأت بكسر الهاء
وبالهمز وضمّ التاء «4» «.»
وكذلك روى إبراهيم بن «5» عباد عن هشام وهذا هو الصواب. وما
رواه الحلواني من فتح التاء مع الهمز وهم «6» منه لكون هذه
الكلمة إذا همزت من التهيؤ، فالتاء فيها ضمير الفاعل المسند
إليه الفعل، فلا يجوز غير ضمّها. وحدّثنا ابن غلبون، قال: نا
عبد الله بن أحمد «7»، قال: حدّثنا أحمد بن أنس، قال: نا هشام
بإسناده عن ابن عامر هيت لك مكسورة الهاء لم يزد على ذلك، وكذا
قال عنه ابن أبي حسان وابن دخيم والباغندي وغيرهم من الرواة.
ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن المكي «8»، قال:
__________
(1) ومن طريق (النشر) الحلواني وحده من جميع طرقه عنه
والعراقيون عن هشام من طريق الحلواني، وانفرد الهذلي عنه بعدم
الهمز، كابن ذكوان، ولم يتابعه على ذلك أحد.
انظر: (المستنير في القراءات) / 605، و (النشر) 2/ 294، و
(الإتحاف) 2/ 143.
(2) ومعناها تهيأ لي أمرك، لأنها لم تكن تقدر على الخلوة، في
كل وقت أو حسنت هيئتك.
(3) (الدر المصون) 6/ 465، و (الإتحاف) 2/ 143.
(4) انظر: كتاب (السبعة) / 347.
(5) انفرادة سبعية عن هشام من هذا الوجه، وهي رواية الداجوني
عن هشام، وكلا الوجهين مذكوران في التيسير، لذلك يقول الحافظ
ابن الجزري:" جمع الشاطبي الوجهين عن هشام في قصيدته، فخرج
بذلك عن طرق كتابه لتحري الصواب".
انظر: (التيسير) 104، و (سراج القارئ) ص 110، و (النشر) 2/
294، و (الاختصار) 2/ 528، و (الإتحاف) 2/ 143.
و (البدور الزاهرة) ص 163 للقاضي اختار فيه ترك وجه ضم التاء
لخروجه عن طرق الحرز.
(6) إبراهيم بن عباد التميمي البصري، قرأ على هشام، وعنه
إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي (غاية 1/ 16).
(7) طعن جماعة في قراءة هشام التي بالهمز وفتح التاء، فقالوا:
إن ذلك وهما من الراوي، ورد على ذلك: بأن الحلواني ثقة كبير
حجة، خصوصا فيما رواه عن هشام، فالقراءة صحيحة، وراويها غير
واهم. انظر: (الدر المصون) 6/ 464، و (النشر) 2/ 294، والإتحاف
2/ 2/ 143.
(8) هو: ابن المفسر، وقد تقدم.
(9) هو: أحمد بن إبراهيم، المتقدم.
(3/1227)
أنا أبو عبيد، قال: نا هشام عن ابن عامر
هيت لك بكسر الهاء وفتح التاء مثل نافع.
وقرأ ابن كثير «1» بفتح الهاء وضمّ التاء. وقرأ [21/ أ]
الباقون بفتح الهاء والتاء «2».
حرف:
قرأ الكوفيون ونافع المخلصين [24] إذا كان بألف ولام بفتح
اللام في جميع القرآن «3». وقرأ الباقون بكسرها «4»، ولا خلاف
في كسرها فيما فيه الدين ودينا «5»، ونذكر الاختلاف في الموضع
الذي في مريم هناك إن شاء الله تعالى.
حرف:
قرأ أبو عمرو حاشا لله في الموضعين «6» [31 و 51] بألف في
اللفظ بعد الشين في حال الوصل «7» خاصة، فإذا وقف حذفها اتباعا
للخط «8»، روى ذلك
__________
(1) انفرادة سبعية عنه يقول الشاطبي:
وهيت بكسر أصل كفؤ وهمزه ... لسان وضم التاء لوا خلفه دلا.
(2) فتحصل أن في (هيت لك) خمس قراءات سبعية، وأربع في الشاذ
انظر صورها في:
(المحتسب) 1/ 434، و (الدر المصون) 6/ 464، و (معجم القراءات)
2/ 434، و (تقريب المعاني) 294.
(3) وبقية المواضع هي: الآية 40 الحجر، (169، 160، 128، 74،
40) الصافات، (83) (المعجم المفهرس) / 302.
(4) قراءة كسر اللام على أنها اسم للفاعل، والمفعول محذوف
تقديره: (المخلصين) أنفسهم أو دينهم وبفتحها على أنه اسم
مفعول، من أخلصهم الله أي اجتباهم واختارهم. انظر: (السبعة)
348، و (التيسير) 105، و (حجة القراءات) / 358، و (الدر
المصون) 6/ 470، و (المستنير) 1/ 268، والشاهد: وفي كاف فتح
اللام في مخلصا ثوى .... وفي المخلصين الكل حصن تجملا.
(5) انظر (المبسوط) / 209، و (إرشاد المبتدئ) / 380 وفي (بستان
الهداة) / 617 كذلك، وفيه إلا ما جاء عن الحسن وهارون عن أبي
عمرو في سورة (لم يكن) (98) آية (5).
(6) انظر: (أسرار التكرار في القرآن) للكرماني ص 111.
(7) وذلك مراعاة لأصل الكلمة وهي تفيد التبرئة والتنزيه في باب
الاستثناء، وقد عدها النحويون من الأدوات المترددة بين الحرفية
والفعلية والاسمية، ولكون الوقف يحتمل الحذف، انظر:
(حجة القراءات) / 359، و (مفتاح الأغاني) / 223، و (الدر
المصون) 6/ 481.
(8) وقد حكى الجمهور الأعظم أنها كتبت في المصحف الإمام بغير
ألف.
قال الشاطبي: (حاشا) بحذف صح مشتهرا: وقبل: بأنه لا ينبغي أن
يتعمد الوقف عليه، لأنه غير تام، ولا كاف لتعلقه بما بعده،
انظر: (إعراب القراءات) / 309، و (التذكرة) 2/ 380، و (المقنع)
/ 15، و (الكافي) / 405، و (الوسيلة) / 243، و (تحبير التيسير)
/ 127، و (الإتحاف) 2/ 146.
(3/1228)
منصوصا عن اليزيدي أبو عبد الرحمن وأبو
حمدون وأحمد بن صالح وأبو شعيب من رواية محمود بن محمد الأديب
«1» عنه، ومن سوى هؤلاء من رواة اليزيدي وشجاع ذكروا عنهما عن
أبي عمرو إثبات الألف، ولم يميّزوا وصلا من وقف «2» ومن ميّز
ذلك، فهو لا شك أضبط لمذهبه وأعلم باختياره، فالمصير إلى قوله
أولى، والعمل بروايته أحق «3». وقرأهما الباقون بغير ألف في
الحالين «4».
حرف:
وكلهم قرأ آبائي إبراهيم [38] ودعائي إلا فرارا في نوح [6]
بهمزة مكسورة بعد الألف إلا ما رواه الكسائي عن أبي بكر عن
عاصم أنه قرأهما بغير همز «5»، وخالفه الجماعة عن أبي بكر في
ذلك فرووهما بالهمز، ولم ينصّ على ذلك منهم إلا يحيى بن آدم
ويحيى بن سليمان. وبذلك قرأت في رواية الكسائي عنه عن أبي بكر.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص «6» من غير رواية أبي عمارة عنه دأبا
[47] بتحريك الهمزة، واختلف عن أبي عمارة عن حفص، فحدّثنا عبد
العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن فرح،
قال: نا أبو عمر، قال: نا أبو عمارة عن حفص عن عاصم دأبا
قياسهما جملا. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عيّاش،
قال: نا أبو عمر، قال: نا أبو عمارة عن حفص عن عاصم دأبا خفيفة
«7»، والصواب رواية ابن فرح عن أبي عمر؛ لأنها توافق قول
الجماعة
__________
(1) محمود بن محمد بن المفضل أبو العباس الأنطاكي يعرف
بالأديب، أخذ القراءة عرضا عن أبي شعيب السوسي، وروى الحروف،
عنه أحمد بن يعقوب التائب، ولم تذكر له وفاة، (غاية 2/ 291).
(2) في الحرف انفرادة سبعية عن البصري، قلت: وبعضهم نقل له
الخلف في الوقف والحذف، وهو المختار والمشهور عنه ....
(التبصرة) / 547، و (الدر النثير) 4/ 247، و (الكافي) / 405، و
(البستان) / 619، قال الشاطبي: معا واصل حاشا حج ...
(3) قلت: هذا البيان ترجيح من المؤلف واختيار، وقد ذكره في
(التيسير) ص 105.
(4) إلا ما روي عن نافع أنه قرأ فيها بألف ساكنة. انظر:
(السبعة) / 348.
(5) ونقلت عن أشهب العقيلي والكوفيين وأبي عمرو، وقد روي عن
بعضهم تسهيل الهمزة الثانية بعد الألف في (آبائي)، وكل ذلك
شاذ، لا يقرأ به. انظر: (مختصر الشواذ) 68، و (الكشاف 2/ 317،
و (البحر) 5/ 309، و (الإتحاف) 2/ 147، و (معجم القراءات) 2/
446.
(6) في الرواية انفرادة سبعية عن حفص، قال الشاطبي: دأبا
لحفصهم فحرك.
(7) أي: ساكنة.
(3/1229)
عن حفص «1». ونا الفارسي، قال: نا أبو
طاهر، قال: حدّثني محمد بن يونس عن عبد الله بن عبد الرحمن بن
واقد عن أبيه عن حفص دأبا مثل «2» دعابا مهموزة ممدودة، وهذا
يدلّ على إشباع الحركة وتمطيط اللفظ فيها من حيث مثلها بدعابا
وهو خطأ، وقال هبيرة في كتابه عنه يشدّد آخر الألف ويمدّ ويهمز
آخر الألف، فعبّر عن تحقيق الهمزة وتمطيط فتحها وإشباعها
بالمدّ والتشديد مجازا واتّساعا، وروى خلف بن هشام عن هبيرة
عنه دؤبا بضم الدال «3» وفتح الهمزة، وهذا ما لا يعرف في نقل
ولا أداء، والذي قرأت له من طريق حسنون والخراز بفتح الدال
وتحريك الهمزة لا غير. وقرأ الباقون بإسكان الهمزة وأبو عمرو
في تخفيفه وإدراجه «4» دون تحقيقه
وترتيله والأعشى «5» عن أبي بكر والأصبهاني «6» عن ورش وحمزة
«7» إذا وقف يبدلها ألفا، وقرأت ذلك في رواية شجاع عن أبي عمرو
بالوجهين «8» بالهمز «9» وتركه «10».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم من رواية أبي عمارة عنه فيه
تعصرون [49] بالتاء «11»، وكذلك حكى لي فارس بن أحمد عن قراءته
في رواية هبيرة من طريق الخراز. وقرأ الباقون بالياء، وكذلك
روى لي الفارسي عن أبي طاهر بإسناده عن الخراز عن هبيرة، وكذلك
روى عنه حسنون بن الهيثم. وبذلك قرأت له.
__________
(1) أي بدون الهمز، (السبعة) 349، و (التذكرة) 2/ 380، و
(النشر) 1/ 392.
(2) في (م) شك بدل مثل، وهو خطأ وتصحيف.
(3) ذكرها أبو البقاء العكبري في (إعراب القراءات الشواذ) 1/
707، بدون نسبة، وذكر محقق الكتاب أنها للضحاك عن عاصم انظر:
فقرة 5 من الكتاب.
(4) أي: لم يهمزها. انظر: (السبعة) 349، و (التذكرة) 2/ 380.
(5) انظر: (التذكرة) 2/ 380.
(6) انظر: (شرح طيبة النشر) / 89.
(7) حسب قاعدته في الإبدال (البدور الزاهرة) 164.
(8) انظر: (البدور الزاهرة) للنشار 1/ 437.
(9) بالهمز مع الإظهار.
(10) وتركه مع الإدغام (غاية الاختصار) 2/ 200.
(11) أي تاء الخطاب، وردت على قوله تزرعون وتأكلون (47)، أما
رواية عمارة عن حفص بالتاء فهي آحادية، والشاهد: وخاطب يعصرون
شمردلا .... شرح الهداية) 2/ 362، و (سراج القارئ) 258، و
(الانفرادات) 2/ 812.
(3/1230)
حرف:
قرأ عاصم في رواية البرجمي والشموني عن الأعشى عن أبي بكر عنه
ما بال النسوة [50] بضمّ النون «1». وقرأ الباقون بكسرها «2»،
وكذلك روى ابن غالب «3» عن الأعشى، وأجمعوا على كسر النون في
قوله: وقال نسوة في [50] ولم يأت به منصوصا إلا الحسن بن داود
النقار عن الخياط عن الشموني عن الأعشى.
حرف:
قرأ نافع [21/ ب] في غير رواية ورش وابن كثير في رواية البزّي
وابن فليح بالسوء إلا ما رحم ربي [53] بتسهيل الهمزة الأولى
وقبلها واوا مكسورة وإدغام الواو الساكنة التي قبلها فيها،
وتحقيق الهمزة الثانية على أصلها في الهمزتين المكسورتين من
كلمتين، ولم يجعلا الهمزة الأولى هاهنا بين الهمزة والياء كما
جعلاها في سائر الباب «4»؛ لأن قبلها هاهنا واوا وهمزة بين بين
لا يقع بعد واو ولا بعد ياء لخلوص سكونها، ولأن حركة ما قبلها
قد تتغيّر، فتزول عن الواو الضمة وعن الياء الكسرة وينفتح ما
قبلها فيزول بذلك معظم المدّ عنهما وتصيران كسائر الحروف
السّواكن التي لا يمدّ فيها وهمزة بين بين لتوهينها وتضعيف
الصوت تقرب بها من الساكن، ولذا «5» لا يبدأ بها كما لا يبدأ
به.
فلو جعلت بين الواو والياء لالتقى ساكنان، فلذلك قلبا هاهنا
واوا خالصة،
__________
(1) وتعتبر رواية شاذة لمخالفتها المتواتر عن شعبة، وقد ذكرت
في (الغاية) / 288، و (المبسوط) 210، و (المستنير في القراءات)
/ 607، و (غاية الاختصار) 2/ 529، و (إعراب القراءات الشواذ)
1/ 709، ولم ينسبها، و (البستان) / 612، وفي البحر 5/ 317، وفي
(الدر المصون) 6/ 489، قال مؤلفه: ليست بالمشهورة 6/ 512، و
(الانفرادات) 2/ 813.
(2) وهي القراءة السبعية للعامة. انظر: (المبسوط) / 210، و
(الدر المصون) 6/ 512.
(3) وقراءة الأئمة السبعة في المتواتر عنهم كذلك. انظر: (الدر
المصون) 6/ 512، و (المبسوط) / 210.
(4) اختلف عن قالون والبزي في هذا الحرف من الهمزتين المتفقتين
كسرا، ولم يفصل بينهما حاجز فرواية الجمهور من المغاربة وسائر
العراقيين عنهما. بإبدال الأول منهما واوا، إدغامهما في الواو
التي قبلها فيها، فتصبح واوا واحدة مشددة هكذا (بالسوّ إلا)
وهو المختار رواية مع صحته في القياس، وهو الذي ذكره الداني في
(التيسير) ص 105، ولم يذكر غيره.
انظر: (التذكرة) 2/ 380، و (التبصرة) / 548، و (الكافي) / 446،
و (إرشاد المبتدئ) ص 315، و (النشر) 2/ 383، و (الإتحاف) 2/
149.
(5) في (م) وكذا والمؤدى واحد.
(3/1231)
وأدغما الواو التي قبلها فيها، ولم يجعلاها
«1» بين بين كما فعلا ذلك بها في نحو هاؤلاء إن كنتم [البقرة:
31] وشبهه؛ لأن قبلها هناك الألف فلزم حركة ما قبلها وقوي
المدّ فيها فصارت بمنزلة المحرك، ولذلك اشتركا في الامتناع من
الإدغام، فجاز جعل الهمزة بعدها بين بين كما يجوز جعلها بعد
المتحرك، ألا ترى أن الساكن المحض قد يقع بعدها في نحو دابة
[البقرة: 164] وصواف [الحج: 36] وحاد [المجادلة: 22] وشبهه،
فلولا أنها بمنزلة المتحرك لم يجز وقوعه بعدها بإجماع، فوقوع
الهمزة المجعولة بين بين بعدها أجوز وأحسن لكونها في زنة
المتحرك، وقد كان بعض أهل الأداء يأخذ في قراءة نافع وابن كثير
من الطرق المذكورة في هذا الموضع، يجعل الهمزة بين الهمزة
والياء «2» قياسا على جعلها بعد الألف كذلك وذلك خروج عن قياس
«3» التسهيل، وعدول عن مذاهب القرّاء.
وقرأ نافع في رواية ورش «4» وابن كثير في رواية القوّاس بتحقيق
الهمزة الأولى
__________
(1) في (م) ولم يجعلها.
(2) روى جماعة من أهل الأداء وجها آخر عن قالون والبزي وهو:
تسهيل الأولى بين بين، ذكره ابن غلبون في (التذكرة) 2/ 380،
وابن بليمة في (تلخيص العبارات) 29 و 106، وعبر فيه عن التسهيل
بالياء المختلسة من غير مد، والشاطبي في (الحرز) ص 17، حيث
يقول: وقالون والبزي في الفتح وافقا ... وفي غيره كالياء
وكالواو سهلا ... وهو الوجه الثاني في الشاطبية، ويعتبر من
زيادات القصيد (سراج القارئ) 70، وابن الجزري في (النشر) 1/
383، وعلى هذا الوجه يجوز المد والقصر، ويقدم المد لبقاء أثر
الهمز. قال الناظم: وإن حرف مد قبل همز مغير ... يجز قصره
والمد ما زال أعدلا.
إذا أثر الهمز المغير قد بقي ...
(3) انظر: (الإتحاف) 3/ 149، و (مختصر بلوغ الأمنية) / 72، و
(البدور الزاهرة) / 162، ويروى في (المبسوط) ص 114، وجه آخر
للبزي: وهو إسقاط الهمزة الأولى، كأبي عمرو.
وقال أجزل مثوبته في (مفرداته): وهذا الذي لا يجوز في التسهيل
غيره- أي وجه الإدغام- وتعقب عليه بأن من العرب من يجري الواو
الأصلية إذا سكنت قبل الهمزة مجرى الزائدة، وإنما هي عين
الكلمة، فأجروها مجرى الواو في (قروء) [228]. انظر: (الدر
النثير) 4/ 248، و (النشر) 1/ 383.
(4) يبين المؤلف هنا وكذا في كتابه (التيسير) ص 36، أن لورش عن
نافع ولقنبل وغيره عن ابن كثير تحقيق الأولى وتسهيل الثانية
على أصلهم، ولم يذكر غيره، وذكره أيضا ابن بليمة في (تلخيصه) ص
29، وأشار إلى تكون مدتين في قراءتهما، مدة قبل الهمزة، ومدة
بعدها، إلا أن الأولى أطول، وروى لهما الشاطبي وجها آخر، وهو
جعل الثانية ياء محضة مع المد المشبع، وهذه عنده من زيادات
القصيد، ويسمى هذا الوجه وجه البدل، والأول يسمى وجه التسهيل
أو القياس.
(3/1232)
وتسهيل الثانية، فتكون بين الهمزة والياء
الساكنة على أن القوّاس قد خيّر بين هذا الوجه الأول، وقرأ أبو
عمرو «1» بإسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية. وقرأ الباقون
«2» بتحقيق الهمزتين، وكذلك روى أحمد بن صالح وأبو سليمان عن
قالون عن نافع، وقد ذكرنا أصل قولهم في هذا الباب فيما سلف
«3».
حرف: قرأ ابن كثير «4» حيث نشاء [56] بالنون، وكذلك روى المفضل
«5» عن عاصم وهارون بن حاتم عن حسين عن أبي بكر عنه، وقرأ
الباقون «6» بالياء.
حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل «7» وحفص وحمزة والكسائي وقال
لفتيته [63] لفتيانه بألف بعد الياء ونون مكسورة بعدها «8».
وقرأ الباقون بتاء مكسورة بعد الياء من غير ألف «9».
حرف: قرأ حمزة والكسائي أخانا نكتل [63] بالياء. وقرأ الباقون
بالنون «10».
__________
والشاهد: والأخرى كمد عند ورش وقنبل ... وقد قيل محض المد عنها
تبدلا.
(سراج القارئ) ص 71 - 72، و (الإتحاف) 2/ 249.
(1) وهذا هو مذهبه في الهمزتين المتفقتين من كلمتين، قال
الشاطبي: وأسقط الأولى في اتفاقهما معا ... إذا كانتا من
كلمتين فتى العلا .. قلت: وفيها (انفرادة سبعية) عنه.
(2) انظر: (التذكرة) 2/ 381، و (تلخيص العبارات) ص 29.
(3) انظر: (الجامع) تحقيق عبد المهيمن 2/ 518، و (التيسير) /
36.
(4) وحده بنون العظمة (السبعة) / 349، و (التيسير) / 105.
(5) انظر: رواية المفضل في (التذكرة) 2/ 381، و (المستنير في
القراءات) / 608، و (غاية الاختصار) 2/ 529، و (البستان) /
608، وهي آحادية.
(6) ومعهم عاصم في قراءته السبعية. والشاهد: وحيث يشاء نون دار
....
(7) انظر: (التذكرة) 2/ 381، و (غاية الاختصار) 2/ 529.
(8) جمع كثرة لفتى، مثل (جار وجيران)، (حجة القراءات) 361.
(9) جمع قلة، مثل (أخ وأخوة)، وهما لغتان: (كصبية وصبيان)،
أراد مماليكه وخدمه.
انظر: المصدر السابق، و (معاني القراءات) ص 225، و (الفتح
الرباني) ص 19، و (تقريب المعاني) ص 198، والناظم قد لفظ
بالقراءتين فقال: وفتيته فتيانه عن شذا ...
(10) انظر: (السبعة) ص 350، و (حجة القراءات) ص 361، و
(التيسير) ص 105.
والشاهد: ونكتل بيا شاف. انظر: ص 62.
(3/1233)
حرف: قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي
خير حافظا [64] بألف بعد الحاء وكسر الفاء وكذلك روى سعيد بن
أوس عن المفضل، ولم أقرأ بذلك، وقرأ الباقون بكسر الحاء وإسكان
الفاء من غير ألف «1».
حرف: قرأ ابن كثير في رواية البزّي من قراءتي على الفارسي على
النقاش عن أبي ربيعة «2» عنه فلما استيأسوا [80] ولا تيأسوا
[87] وإنه لا ييأس [87] وحتى إذا استيأس الرسل [110]، وفي
الرعد [31] أفلم ييأس الذين بألف بعد الياء من غير همز في
الخمسة «3»، وكذلك روى أبو عبد الرحمن اللهبي «4» وأبو الحسن
بن بقرة عن البزّي بغير همز في الرعد خاصة، وروى سائر الرواة
عن البزّي وقنبل جميع ذلك بالهمز «5».
ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: قرأت على قنبل عن
القوّاس استيئسوا واستيئس بهمزة بين الياء والسين، قال ابن
مجاهد: وقرأ أهل مكة «6» اليوم كذلك مثل حمزة «7». وقرأ
الباقون بالهمز من غير ألف فيهنّ [22/ أ] في اللفظ ما خلا
هشاما «8» عن ابن عامر، فإن ابن عبّاد روى عنه فيما قرأت إنه
لا ييأس
__________
(1) قراءة الكوفيين عدا شعبة، على أنها اسم فاعل، وقراءة
الباقين على المصدر.
والشاهد: وحفظا حافظا شاع عقلا ....
انظر: (إعراب القراءات) 1/ 314، و (التيسير في القراءات السبع
المشهورة) ص 232.
(2) انظر: (الغاية) ص 289، و (التلخيص) / 295.
(3) انظر: (التيسير) / 105.
(4) انظر: (الاختيار) 2/ 472.
(5) وهو الوجه الثاني للبزي، ولم يذكره في (التيسير) ص 105،
وممن نقل له التخيير بين الهمز وتركه فيهن سبط الخياط في
(الاختيار) 2/ 473، من رواية الخزاعي والشاطبي في (الحرز) ص
62، حيث قال: وييأس معا واستيأس استيأسوا .. وتيأسوا اقلب عن
البزي بخلف وأبدلا.
(6) وهي رواية محمد بن صالح عن شبل عن ابن كثير، وأما رواية
عبيد عن شبل عن ابن كثير فبغير همز كما في (السبعة) 350، ونقل
أبو منصور الأزهري في (معاني القراءات) / 226، عن محمد بن صالح
وعبيد أنه غير مهموز. أهـ.
(7) وكان حمزة يقرأ وصلا كقراءة العامة بالهمز من غير ألف،
ويقف عليه بالنقل والإدغام على إجراء الياء الأصلية مجرى
الزائدة، وحكي له وجه آخر، وهو القلب مع الإبدال كالبزي.
(التيسير) 39 - 40 - 106، و (الإتحاف) 2/ 151، و (البدور
الزاهرة) ص 166.
(8) وجه منفرد عن هشام غير متواتر، وهو من انفرادات (الجامع
البيان)، قلت: ولا يقرأ به.
(3/1234)
بألف وفتح الياء من غير همز فيه خاصة. وقد
ذكرت الاختلاف عن ابن ذكوان في إمالة مزجاة «1» [88] في باب
«2» الإمالة.
حرف: قرأ ابن كثير «3» إنك لأنت يوسف [90] بهمزة واحدة مكسورة
على لفظ الخبر «4»، وكذلك روى أبو عمارة عن المسيّبي عن نافع
«5»، قال عنه: أءنك بطرح «6» الهمزة الأولى. وقال لي أبو الفتح
عن قراءته في رواية الشيرازي «7» عن الكسائي مثل ابن كثير
بهمزة واحدة مكسورة. قال لي: وقد قرأت له أيضا مثل ما يرويه
ورش «8» عن نافع. وقرأ الباقون «9» بهمزتين على الاستفهام.
ومذاهبهم في التحقيق والتسهيل وإدخال الألف مذكورة قبل «10».
__________
(1) أمال حمزة والكسائي الكلمة، وقللها ورش بخلف عنه، وفي
(الإتحاف) 153، و (البدور) ص 167، ذكرا الخلف لابن ذكوان، وفي
(إرشاد المبتدئ) ص 383، ذكرها لهبة الله عن ابن عامر.
(2) انظر: (جامع البيان) ت الطحان 3/ 781، و (التيسير) / 47.
(3) وحده من السبعة ومن غيرهم ابن محيصن وقتادة. انظر: (جامع
البيان) للطبري 8/ 55، و (السبعة) / 351، و (مفتاح الأغاني) /
226، و (التفسير الكبير) للرازي 18/ 207، و (البحر) 5/ 342، و
(الدر المصون) 6/ 551.
(4) تكون إما خبرا محضا أو استفهاما حذفت منه الهمزة لدلالة
السياق، والقراءة الأخرى عليه وابن كثير خالف أصله هنا في
الهمزتين المختلفتين من كلمة. انظر: (التبصرة) / 283، و
(التيسير) / 36، و (حجة القراءات) / 364، و (الدر المصون) 6/
551.
(5) وجه منفرد عن نافع من رواية المسيبي القراءة كابن كثير،
وهو (من انفرادات الجامع)، إلا أن ابن زنجلة في (حجة القراءات)
/ 363، نقل عن ورش القراءة بكسر الهمز على لفظ الخبر، وعن
قالون من رواية القاضي بهمزة من غير مد، وتسهيل الثانية بدون
إدخال.
(6) في (م) تطرح بالتاء.
(7) ممن نقل للشيرازي عن الكسائي هذا الوجه سبط الخياط. في
(الاختيار) 2/ 473، عن شيخه الشريف.
(8) الوجه الثاني عن الكسائي كورش- أي بتسهيل الثانية بدون
إدخال، ونقله سبط الخياط في (الاختيار) 2/ 473، عن شيخه أبي
طاهر، إلا أنه قال: كأبي عمرو أي مع الإدخال.
(9) ومنهم الكسائي في قراءته السبعية المتواترة، ونقل عن أبي
عمر الداني في قراءة أبي بن كعب أئنك أو أنت يوسف قلت: وهو
شاذ. انظر: (السبعة) 351، و (التيسير) / 106.
انظر: (تفسير الطبري) 8/ 55، و (المحتسب) 1/ 349، و (البحر) 5/
342.
(10) انظر (السبعة) 351، و (المبسوط) / 811، و (الجامع) ت
الطحان 2/ 715، و (التيسير) / 36، و (النشر) 1/ 372، باب
الهمزتين من كلمة، و (الإتحاف) 2/ 153، و (البدور الزاهرة)
164.
(3/1235)
حرف: قرأ عاصم في رواية حفص «1» من غير
طريق هبيرة نوحي إليهم هاهنا [109] وفي النحل «2» [43] والأول
من الأنبياء «3» [7] بالنون وكسر الحاء في الثلاثة على لفظ
الجمع «4». وقرأ الباقون بالياء وفتح الحاء في الثلاثة على ترك
تسمية الفاعل «5»، وكذلك روى هبيرة عن حفص فيما قرأت، وكذلك
روى ابن شاهي «6» عن حفص في الأول من الأنبياء فقط.
حرف: قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر «7» ونافع وابن عامر أفلا
تعقلون [109] بالتاء. وقرأ الباقون بالياء، وكذلك روى الأعشى
والكسائي ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم وإسحاق الأزرق وضرار بن
صرد عن يحيى بن آدم عن أبي بكر «8» عن عاصم.
حرف: قرأ الكوفيون قد كذبوا [110] بتخفيف الذال، وقرأ الباقون
بتشديدها «9».
__________
(1) (السبعة) 351، و (التيسير) 106، و (النشر) 2/ 196، وذكر
فيه مؤلفه إلا قوله: في عسق (الشورى)، كذلك يوحي إليك فإنه
قرأه بالياء.
(2) سورة النحل آية [43] وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي
إليهم.
(3) والأول من الأنبياء آية [7] وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا
نوحي إليهم.
(4) أي: بنون العظمة مبنيا للفاعل. انظر: (إعراب القراءات) 1/
315.
(5) أي: بالياء التحتية مبنيا للمفعول، وزاد في (التيسير) /
106، وحمزة والكسائي يميلانها على أصلهما.
(6) انفرد ابن شاهي عن حفص بهذه الرواية في الأول من الأنبياء.
انظر: (المستنير في القراءات) / 682، و (الاختيار) 2/ 550، و
(البستان) / 625.
والشاهد قوله: ويوحي إليهم كسر حاء جميعها .. ونوّن علا يوحي
إليها شذا علا.
(7) هنا خلف عن أبي بكر وهذا الوجه الأول عنه بالتاء، وعليه
العمل من طريقي الشاطبية والطيبة.
انظر: (التيسير) / 106، و (سراج القارئ) / 207، و (شرح الطيبة)
/ 223، و (النشر) 2/ 257، و (البدور الزاهرة) للنشار 2/ 446، و
(الكوكب الدري) / 426.
(8) الوجه الثاني عن شعبة، ولم أجده إلا في (الجامع)، ولم يبلغ
التواتر، فلا يقرأ به. انظر:
المصادر السابقة.
(9) كلهم قرأه للبناء للمفعول، فمن خفف الذال، فالضمير في
(ظنوا) للكفار. والتقدير: وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم
فيما ادعوا من النبوة، وذلك لأنهم أمهلوا واستبطئوا ما توعدوا
ومن شدد الذال، فالضمير في (ظنوا) للرسل، وهو: بمعنى اليقين،
والمعنى: أيقن
(3/1236)
حرف: قرأ عاصم في غير رواية هبيرة عن حفص
وابن عامر في غير رواية الوليد فنجي من نشاء [110] بنون واحدة
وتشديد الجيم وفتح الياء على ما لم يسمّ فاعله «1»، وكذلك روى
حسين بن علي وعلي بن نصرة عن أبي عمرو «2». وقرأ الباقون وابن
عامر في رواية الوليد بنونين، الثانية ساكنة مخفاة عند الجيم،
وإسكان الياء.
وكذلك روى هبيرة «3» عن حفص. نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا
عبد الواحد عن عمر، قال: نا عبيد «4» ابن محمد، قال: نا ابن
سعدان عن المسيّبي عن نافع موقوفة الياء بنون واحدة، فإن كان
أراد بها بنون واحدة «5» في الخط فقد أصاب؛ إذ هو قول الجماعة.
وإن كان أراد بها كذلك في اللفظ فقد أخطأ وخالف الجماعة؛ لأنها
لا تكون «6» بنون واحدة إلا مع تشديد الجيم ولم يذكر ذلك.
__________
الرسل أن قومهم قد كذبوهم. (شرح الهداية) 2/ 366، و (التيسير)
ص 106، و (تقريب المعاني) ص 297 والشاهد: وخفف كذبوا ثابتا تلا
..
(1) لمناسبة ما قبلها من الأفعال الماضية على طريقه كلام
الملوك والعظماء في بناء الفعل للمفعول.
انظر: (معاني القراءات) / 229، و (الدر المصون) 6/ 568.
(2) رواية عن أبي عمرو بنون واحدة كعاصم اتباعا للرسم والخط.
كما يفهم من كلام الداني، فإن كانت كذلك، فهي مقبولة رواية
ولكن لا تقبل قراءة لمخالفتها المتواتر عن أبي عمرو. وإن كانت
بنون واحدة على سبيل الإدغام كما رويت عن نصر بن علي عن أبيه
عن أبي عمرو، فغلطت رواية وأداء، إذ هذا ليس موضعا يدغم فيه،
ولا يجوز إدغام المتحرك في الساكن، لأن المتحرك حي ساكن،
والساكن ميت، ومن شأن العرب أن تدفن ميتا في حي، ولا يدفنون
حيا في ميت. كما أن النون لا تدغم في الجيم. انظر: (السبعة) ص
352، و (إعراب القراءات) 2/ 317، 318.
(3) رواية هبيرة ذكرها له عدد من الأئمة، وبعضهم رواها له
كقراءة العامة، ولكن بفتح الياء، ولكن غلطت رواية وقراءة،
وجوزت إعرابا، حيث إن لها وجها في العربية.
انظر: (السبعة) ص 352، و (البحر) 5/ 355، نقلا من (المحرر) 9/
395، و (الدر المصون) 6/ 567.
(4) عبيد بن محمد بن موسى أبو القاسم المؤذن البزاز المصري،
يعرف برجال، ويقال: أبو الرجال، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن
داود بن أبي طيبة عن ورش، وروى عن أحمد بن صالح، روى القراءة
عنه أحمد بن محمد الصدفي، مات سنة 284 هـ (غاية 1/ 497).
(5) قال صاحب (البحر المحيط) 5/ 355: وقد رويت هذه القراءة أي
بنون واحدة وسكون الياء عن الكسائي، ونافع وقرءاهما في المشهور
بنونين.
(6) في (ت) لا تكون، والصواب من (م).
(3/1237)
وقد روى ابن شنبوذ عن أبي نشيط عن قالون
بنون واحدة مشددة الجيم ساكنة الياء، لم يرو ذلك عن أبي نشيط
«1» أحد غيره وهو غلط «2». ونا أبو الفتح، قال: نا عبد الله بن
محمد، نا محمد بن يوسف، قال: نا القطري، قال: نا قالون عن نافع
فنجي [110] خفيفة بنون واحدة في الكتاب والقراءة. ونا أحمد بن
عمر، قال: نا محمد بن أحمد، قال: نا عبد الله بن عيسى، قال: نا
قالون عن نافع فنجي بنون واحدة خفيفة في الكتاب «3»، وكذا قال
القاضي والكسائي والحلواني وسائر أصحاب قالون عنه، ولم يذكر
أحد منهم القراءة إلا القطري وحده، فإنه لم يكن أراد بذلك أن
النون الثانية غير ظاهرة في اللفظ لأجل إخفائها عند الجيم،
وإلا فهو له خطأ. ورأيت محمد بن جرير قد حكى عن المسيّبي عن
نافع فنجي بنون واحدة وتشديد الجيم وإسكان الياء وإرسالها، ولم
يذكر الراوي كذلك عن المسيّبي، ولعله أراد رواية ابن سعدان،
فإن كان أرادها بتشديد تأويل تقدير وذلك غلط.
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث وعشرون ياء «4»، أولاهنّ:
لي ساجدين [4] فتحها عاصم في رواية ضرار وشعيب عن يحيى والأعشى
عن أبي بكر، وفي رواية القوّاس عن حفص فيما قرأت. وأسكنها
الباقون.
ليحزنني أن تذهبوا [13] فتحها الحرميان وابن عامر [22/ ب] في
رواية ابن بكار. «5» وأسكنها الباقون.
__________
(1) وذكر هذه الرواية لأبي نشيط عن قالون سبط الخياط في
(اختياره 2/ 475 - 276) بنفس ترجمة الداني، ولم يحكم عليها
بشيء.
(2) أي: من قبيل الرواية، لأن قالون يقرأ كالجماعة بنونين
وسكون الياء، (السبعة) / 352.
(3) أي كتابة المصحف العثماني فهي بنون واحدة، وكذا في سائر
مصاحف البلدان.
قال الشاطبي: في (العقيلة) ونون ننجي بها والأنبيا حذفوا ..
وقال الشاطبي في الحرز: وثاني ننجي احذف وشدد وحركا .. كذا نل.
انظر: (المصاحف) / 120، و (تفسير الطبري) 8/ 89، و (المقنع) /
91، و (الوسيلة) / 254، و (تفسير القرطبي) 9/ 181، و (الإتحاف)
2/ 158.
(4) عدها الإمام ابن مجاهد في (السبعة) / 353، خمسا وعشرين ياء
لاعتداده ببعض الأوجه الانفرادية عن بعض الأئمة، وعدها المؤلف
في (التيسير) / 106 اثنتان وعشرين ياء لعدم اعتداده بالأول
هنا، لأنه منفرد عن الأعشى وغيره، وعليه العمل وانظر:
(المبسوط) / 121، و (التذكرة) 2/ 384، و (غاية الاختصار) 1/
351، و (سراج القارئ) م 261.
(5) قراءة غير مشهورة لابن عامر من رواية ابن بكار عنه، وهي من
انفرادات (جامع البيان) ولا يقرأ بها.
(3/1238)
إنه ربّي أحسن مثواي [23] أراني أعصر [36]
أراني أحمل [36] إني أرى سبع بقرات [43] إني أنا أخوك [69] أبي
أو يحكم الله [80] إني أعلم من الله [96] فتحهنّ الحرميان وأبو
عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار «1». وروى الوليد عن يحيى
عنه إني أراني إني أراني ولي أبي أو بالفتح في الأربعة،
وأسكنهنّ الباقون «2»: إني أراني إني أراني أعني الياء من إني
ربي إني تركت [37] نفسي إن النفس [53] ربي إن ربي [3] ويأذن لي
أبي [80] الياء من لي ولكم ربي إنه [98] بي إذ أخرجني [100]
فتحهن نافع وأبو عمرو، وأسكنهن الباقون «3». آبائي إبراهيم
[38] ولعلي أرجع [46] أسكنهما الكوفيون على أن ابن جبير قد حكى
في مختصره عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم آبائي إبراهيم وكذلك
دعائي إلا فرارا في نوح [6] بفتح الياء. وحكى عنه في جامعه
بإسكان الياء وهو الصواب، وقوله الأول:
غلط. وفتحهما الباقون «4».
أني أوف الكيل [59] فتحها نافع «5» في رواية قالون وورش من غير
رواية الأصبهاني، وفي رواية ابن جبير عن أصحابه عنه، وأسكنها
الباقون. وكذلك روى إسماعيل «6» والمسيّبي والأصبهاني عن
أصحابه عن ورش عن نافع من قراءتي، وذكرها الأصبهاني «7» في
كتابه بالفتح. ونا أحمد بن عمر، قال: نا محمد بن منير «8»،
__________
(1) قراءة غير مشتهرة لابن عامر من رواية ابن بكار والوليد،
ولا يقرأ بها.
(2) وكذا ابن عامر في المشهور والمتواتر عنه. انظر: (السبعة) /
353، و (التذكرة) 2/ 383، و (التيسير) / 106، و (سراج القارئ)
/ 261، و (النشر) 2/ 297.
(3) والقراءة السبعية لهم كما ذكر رحمه الله. انظر: المصادر
السابقة.
(4) وكذلك نفس الحكم في المصادر السابقة، عدا رواية الكسائي عن
أبي بكر عن عاصم، فلم تذكر هناك.
(5) انفرادة سبعية عنه بتحريك الياء. انظر: المصادر السابقة.
(6) انظر: (السبعة) ص 353.
(7) الكتاب من مصادر الجامع، ولم أعثر عليه.
(8) محمد بن أحمد عبد العزيز بن منير أبو بكر الحراني، يعرف
بابن أبي الأصبغ، إمام الجامع بمصر، فقيه متصدر، روى عن أحمد
بن هلال وعبد الله بن عيسى عن قالون وعنه أحمد بن عمران بن
محفوظ ومنير الخشاب، مات سنة 379 هـ. (غاية 2/ 68).
(3/1239)
قال: نا عبد الله بن عيسى، قال: أقرأني
قالون والناس «1» أني أوفي الكيل بتسكين الياء، ثم أقرأني بعد
ذلك بنصب الياء، وذلك أنه قدم عليه إبراهيم بن محمد «2» البصري
«3»، فما زاله عنه. وقد روى إسكانها عن قالون الحسين بن عبد
الله بن «4» المعلم المدني «5». وكذلك روى عنه ليبلوني أأشكر
في النمل [40] لم يرو ذلك أحد عنه غيره.
وحزني إلى الله [86] فتحها نافع في رواية إسماعيل وورش من غير
طريق الأصبهاني، وقالون من رواية أحمد بن صالح وأبي علي
الشحام. وأسكنها الباقون «6» ونافع في رواية المسيّبي، وابن
جبير عن أصحابه، وقالون من غير الطريقين المذكورين، وورش من
طريق الأصبهاني. وحدّثني أحمد بن عبد الله المكتب، قال: نا علي
بن محمد الشافعي «7»، قال: نا ابن عبد الرزاق «8» عن أبي
العباس محمد بن أحمد الرازي «9» عن الحلواني عن قالون بفتح
الياء. وخالفه أبو عون الواسطي، فروى
__________
(1) كذا بالنسختين، ولعلها مع الناس.
(2) إبراهيم بن محمد بن ميمون أبو إسحاق البصري الفقيه، أخذ
القراءة عن المنهال بن شاذان صاحب يعقوب الحضرمي، وعنه محمد بن
سعيد الأنطاكي، توفي سنة بضع وستين وثلاثمائة (غاية 1/ 26).
(3) في (م) النصيري.
(4) في (م) الحسن بن عبد الله المعلم بدون (ابن).
(5) في النسختين (الحسن)، والصواب الحسين بن عبد الله المعلم،
روى عن قالون وله عنه نسخة، وعنه محمد بن عبد الله بن فليح،
وانفرد عن قالون بأحرف يسيرة (غاية 1/ 243).
(6) ولكنه رحمه الله تعالى ذكر في (التيسير) / 106، وكذا في
بقية المصادر أبا عمر وابن عامر فيمن فتح هذه الياء كنافع،
قلت: وعليه العمل.
(7) هو: علي بن محمد بن إسماعيل بن بشر أبو الحسن الأنطاكي
التميمي، إمام حاذق مسند ثقة ضابط، لزم إبراهيم بن عبد الرزاق
مدة، وقرأ عليه وعلى محمد بن جعفر وأحمد بن صالح وأحمد التائب،
وعنه عتبة بن عبد الملك ومحمد النجار، كان رأسا في القراءات
مشهور، بالفضل والعلم والضبط، من الطبقة التاسعة توفي سنة 377
هـ. (معرفة 1/ 342 وغاية 1/ 564).
(8) إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي، وقد تقدم.
(9) محمد بن أحمد أبو العباس الرازي مقرئ، أخذ القراءة عرضا
وسماعا عن أحمد الحلواني ومحمد بن عيسى الأصبهاني، وعنه
إبراهيم بن عبد الرزاق (غاية 2/ 94).
(3/1240)
عن الحلواني عن قالون إسكانها، وبذلك قرأت
من طريقيه «1»، ومن طريق الجمال عن الحلواني.
سبيلي أدعو إلى الله [108] فتحها «2» نافع من غير خلاف أعلمه
عنه من جهة نص أو أداء. وأسكنها الباقون.
وفيها من الياءات المحذوفات من
الخط ثلاث.
أولاهنّ: نرتع ونلعب [12] قد ذكرنا الاختلاف عن قنبل عن ابن
كثير في أول السورة «3».
حتى تؤتون موثقا [66] أثبتها في الحالين ابن كثير، وروى
الخزاعي عن ابن فليح أداء حذفها في الحالين، وبإثباتها في
الحالين قرأت من طريقه «4»، وأثبتها في الوصل وحذفها في الوقف
نافع في رواية إسماعيل «5» وابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي
«6»، وفي رواية أبي مروان وأبي سليمان عن قالون والأصبهاني عن
ورش وابن جبير عن أصحابه، وأبو عمرو «7»، وحذفها الباقون في
الحالين. وقال ابن مجاهد في جامعه عن ابن كثير: إنه يصل بياء
ويقف بغير ياء، وقال في كتاب السبعة في كتاب الياءات «8» إنه
يصلها بياء ويقف بغير ياء «9» وهو الصواب.
إنه من يتق ويصبر [90] أثبتها في الحالين ابن كثير في رواية
أبي ربيعة،
__________
(1) في (م) من طريقتيه.
(2) انفرادة سبعية عنه بفتح الياء.
(3) انظر: حرف (169) من الرسالة.
(4) وكذا بقية المصادر ذكرت له إثبات الياء، في الحالين قولا
واحدا.
(5) قلت: والقراءة لنافع كالجماعة. انظر: (السبعة) 354، و
(التذكرة) 2/ 384، وفي (التيسير) ص 106، و (إرشاد المبتدئ)
387.
(6) في كتاب (السبعة) 354، وروى المسيبي وورش عن نافع بغير
ياء، في الوصل والوقف وهي: زيادة من (ش).
(7) أي: له إثبات الياء في الوصل، وحذفها في الوقف. (النشر) 2/
297، وغيره وفي الوجه انفرادة سبعية عنه.
(8) هو من كتب الإمام ابن مجاهد، وتقدم كتاب السبعة والمكيين
وغيرهما، ولم أعثر عليه.
(9) كذا بالنسختين، ولعل الصواب ويقف بياء.
(3/1241)
والزينبي وابن ثوبان وابن مجاهد وابن
الصباح عن قنبل «1» عن القوّاس، قال: نا محمد، قال لنا ابن
مجاهد عن قنبل بياء في الوصل والوقف، وقال لي الفارسي: قال لي
أبو طاهر: قال لي أبو بكر: وقفت قنبلا عليها، فقال: هكذا
قراءتنا [23/ أ] لا يختلف فيها. وكذلك روى أبو ربيعة والزينبي
عن البزّي «2» إثباتها في الحالين، ولم يذكرها البزّي ولا
الخزاعي في كتابيهما «3». وحذفها الباقون «4» وابن كثير من
رواية البزّي «5» وابن فليح فيما قرأت في الحالين.
__________
(1) انظر: (التذكرة) 2/ 384، و (التيسير) 107، و (التلخيص)
296، وفي الوجه انفرادة سبعية عنه.
(2) وجه عن البزي كقنبل بإثبات الياء في الحالين، ولكن لا يقرأ
به.
(3) كتاب الخزاعي أحد مصادر الجامع.
(4) المصادر السابقة.
(5) الوجه الثاني عن البزي بحذفها في الحالين كالجماعة، وعليه
العمل، المصادر السابقة.
(3/1242)
|