جامع البيان في القراءات السبع

ذكر اختلافهم في سورة النمل «1»:
حرف:
قد ذكر في طس [1] قبل «2».
حرف:
قرأ الكوفيون بشهاب [7] بالتنوين «3». وقرأ الباقون بغير تنوين على الإضافة «4». من لدن حكيم [6] «5» وبشرى [2] «6»، ورءاها تهتزّ كأنها [10] «7» قد ذكر الاختلاف فيه.
حرف:
قرأ ابن كثير «8»: أو ليأتينني [21] بنونين: الأولى مفتوحة ومشددة «9» والثانية مكسورة مخففة «10»، وكذلك في مصاحف أهل مكة «11».
__________
(1) وتسمى سورة سليمان عليه السلام. مكية وهي تسعون وثلاث آيات في الكوفي، وأربع بصري، وشامي، وخمس في المدنيين والمكي.
انظر: (السبعة) 478، و (البيان في عد الآي) 199، و (فنون الأفنان) 297.
(2) والوقف على طس تام. وقيل: كاف ولا يعده الكوفي آية، لأنه مستثنى من فواتح السور.
انظر: (مجاز القرآن)، لأبي عبيدة معمر بن المثنى 2/ 97، و (المكتفي) 158 - 425، و (بشير اليسر) 25، و (نفائس البيان في شرح الفرائد الحسان) للعلامة القاضي ص 50.
(3) وذلك على القطع عن الإضافة، (وقبس) بدل من (شهاب)، أو صفة له، بمعنى شهاب مقتبس.
(4) والإضافة على معنى (من). انظر (إعراب القراءات) 2/ 143، و (معاني القراءات) 352، و (الكشف) 2/ 154، و (الهادي) 3/ 109. قال الشاطبي: شهاب بنون ثق.
(5) انظر: أول سورة (هود).
(6) انظر: باب الإمالة من هذا الكتاب.
(7) انظر: باب الإمالة من هذا الكتاب.
(8) وحده من القراء السبعة. انظر: (السبعة) 479، و (المبسوط) 278، و (التيسير) 136.
(9) للتوكيد.
(10) للوقاية والفعل مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة.
(11) انظر: (المقنع) 106. قال الشاطبي: وقل يأتنني دنا.

(4/1431)


وقرأ الباقون بنون واحدة مشدّدة، وكذلك في مصاحفهم.

حرف:
(490): قرأ عاصم «1» بخلاف عن أبي بكر فمكث [22] بفتح الكاف.
وقرأ الباقون بضمها، وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر «2»، وخالفته الجماعة عن أبي بكر، فرووا ذلك عنه بفتح الكاف «3».
حرف:
(491): قرأ ابن كثير في رواية البزّي وعاصم في رواية [51/ ب] المفضل «4» وأبو عمرو: من سبأ هنا [22] وفي سورة سبأ [15] لقد كان لسبأ في مساكنهم بفتح الهمزة من غير تنوين «5»، واختلف عن قنبل، فروى عنه ابن مجاهد «6» وابن عبد الرزاق وابن الصباح وابن شنبوذ بهمزة ساكنة في الوصل على نيّة الوقف في السورتين «7». قال لنا محمد ابن أحمد عن ابن مجاهد كذا قرأت على قنبل عن النبال، وكذلك روى الحلواني عنه. وروى أبو ربيعة والزينبي «8» وأبو العباس البلخي عن قنبل بألف «9» ساكنة بدلا من الهمزة. قال أبو ربيعة بوقف الألف الساكنة يجعله «10» اسما مقصورا، وكذلك روى ابن فليح «11» عن أصحابه عن ابن كثير،
__________
(1) وحده في القراءة السبعية.
(2) الوجه الأول عنه من طريق الأزرق، وهو آحادي مخالف لرواية الجماعة.
(3) الوجه الثاني عنه من رواية الجماعة، وعليه العمل له. قال الشاطبي: مكث افتح ضمة الكاف نوفلا.
(4) انظر: روايته في (التذكرة) 2/ 474، وفي (غاية الاختصار) 2/ 600، عن جبلة عن المفضل.
(5) على أنه ممنوع من الصرف للعلمية ولتأنيث البقعة.
(6) ذكرها في كتاب (السبعة) 480، وحكم عليها بالوهم والغلط، وتبعه ابن مهران في (المبسوط) 278.
(7) وقراءته السبعية بهذه الترجمة المذكورة، وفيها انفرادة سبعية عنه.
(8) انظر روايته في (الاختيار) 2/ 596.
(9) وروى له هذا الوجه أيضا أبو معشر في (التلخيص) 353، وسبط الخياط في (الاختيار) 2/ 596، ولكن لا يقرأ به.
(10) في: (م) تجعله.
(11) انظر: روايته في (المبسوط).

(4/1432)


وكذلك ذكر الخزاعي في كتابه عن أصحابه، وقال: هو إجماع منهم عن ابن كثير، وقال العباس «1» بن أحمد البرتي عن البزّي من سبأ نصب بغير همز «2» يريد البدل، والله أعلم.
وقال أحمد بن ثوبان عن قنبل «3» بهمزة مفتوحة، وقال التائب عن الخزاعي: كان القوّاس وابن فليح يوقفان الألف يريد الهمزة، قال: والبزّي يفتحها وهو الصواب.
وأخبرت عن محمد بن الحسن النقّاش، قال: نا محمد بن عمران، قال: نا ابن فليح بإسناده عن ابن كثير من سبأ مهموزة موقوفة، ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: أخبرني قنبل عن ابن أبي بزّة من سبأ مفتوحة الهمزة، وبذلك قرأت في رواية البزّي من طريق الخزاعي وابن هارون وابن مخلد وأبي ربيعة وغيرهم. وقرأ الباقون بخفض الهمزة مع التنوين في السورتين «4».

حرف:
قرأ الكسائي «5»: ألا يسجدوا لله [25] بتخفيف اللام «6»، ووقف «7» ألا يا وابتدأ اسجدوا «8» بهمزة مضمومة على الأمر، معنى ألا يا هؤلاء ويا أيها
__________
(1) العباس بن أحمد البرتي أبو خبيب، روى عن البزي وابن فليح، وعنه عبد الواحد بن عمر (غاية) 1/ 352.
(2) وجه ثان عن البزي كرواية قنبل، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(3) وجه ثان عن قنبل كرواية البزي، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(4) على أنه منصرف اسم للمكان. قال الشاطبي: معا سببا افتح دون نون حمى هدى وسكنه وانو الوقف زهرا ومندلا.
(5) وحده من القراء السبعة.
(6) على أن ألا للاستفتاح، ويا حرف نداء، والمنادى محذوف.
(7) أي اضطرارا أو اختبارا على ألا وحدها، ويا وحدها.
(8) فعل أمر يبتدأ بهمزة وصل مضمومة لضم ثالث الفعل.
انظر: (السبعة) 480، و (الحجة) 5/ 383 - 384، و (الإتحاف) 2/ 325، و (الهادي) 3/ 111.
قال الشاطبي:
إلا يسجدوا وقف مبتلى الا ... ويا اسجدوا وابدأه بالضم موصلا
أراد الا يا هؤلاء اسجدوا وقف له ... قبله والغير أدرج مبدلا
وقد قيل مفعولا وأن أدغموا بلا ... وليس بمقطوع فقف يسجدوا ولا.

(4/1433)


الناس اسجدوا، وحذف الألف بعد يا وألف الوصل قبل السين في الخط على مراد الاتصال دون الانفصال كما حذفوها من قوله: يبنؤم في طه [94] على مراد ذلك، وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر: قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الله، قال: نا الحسن، قال: نا أحمد، قال: نا ابن الأصبهاني، عن أبي بكر غير ابن الأصبهاني وهو أبو جعفر محمد بن سعيد «1».
وقرأ الباقون ألّا يسجدوا بتشديد اللام لإدغام نون أن فيها، ووقفوا ألا ويبتدئون يسجدوا بالياء مفتوحة على الإخبار.

حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص بخلاف «2» عنه والكسائي: ما تخفون وما تعلنون [25] بالتاء فيهما «3».
وقرأهما الباقون بالياء «4». وكذلك روى ابن شاهي «5» عن حفص.
حرف:
قرأ عاصم وأبو عمرو في رواية اليزيدي وحمزة فألقه إليهم [28] بإسكان الهاء «6». وقرأ ابن كثير وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان والكسائي بكسر الهاء وصلتها «7»، وكذلك روى محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن شجاع وعبد الوارث جميعا عن أبي عمرو «8»، وحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن المكّي، قال: نا علي، قال: نا أبو عبيد عن شجاع عن أبي عمرو فألقه بخفض
__________
(1) محمد بن سعيد أبو جعفر الأصبهاني الكوفي، روى حروفا من قراءة عاصم عن شعبة، وعنه الحلواني، مات سنة 220 هـ (غاية) 2/ 146.
(2) قلت: وإحدى طرق هذا الخلاف هي من رواية ابن الشاهي عنه، فإنه رواه بالياء كما في، (المستنير في القراءات) 716، و (الاختبار) 2/ 597، و (البستان) 729.
(3) وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب.
(4) وذلك جريا على نسق الغيبة قبل قوله تعالى: وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون [24] فصار آخر الكلام كأوله في الغيبة. انظر: المصادر السابقة.
(5) وطريق ابن شاهي عن حفص ليست هي التي في (التيسير) 136، لذا اختار له المؤلف هناك وجه الياء من باقي طرقه. قال الشاطبي: ويخفون خاطب يعلنون على الرضا.
(6) وهي لغة لبعض العرب. انظر: (الكشف) 2/ 159.
(7) بياء بدلا من الواو، وهو الأصل في الزيادة لتقوية هاء الكناية، وذلك لكسرة ما قبل الهاء فبنى الكلمة في زيادة الياء على اللفظ ولم ينظر إلى الأصل. انظر: المصدر السابق.
(8) وهذه الرواية الثانية لابن كثير، ولكن لم تشتهر عنه.

(4/1434)


الهاء، لم يزد على ذلك. وأقرأني أبو الفتح عن قراءته في رواية شجاع بإسكان الهاء وفي رواية عبد الوارث بصلتها، وروى التغلبي عن ابن ذكوان «1» بكسر الهاء من غير صلة بياء «2»، وروى ابن عتبة بكسر الهاء، لم يزد على ذلك. وروى الأخفش عنه «3» والحلواني عن هشام «4» عن ابن عامر بصلة الهاء، وروى لي فارس بن أحمد عن قراءته على عبد الله [52/ أ] بن الحسين «5» عن أصحابه عن الحلواني عن هشام «6» بكسر الهاء من غير صلة، وروى أيضا عن قراءته في رواية أبي شعيب القوّاس عن حفص «7» بكسر الهاء وصلتها. وكذلك روى البرجمي وإسحاق الأزرق عن أبي بكر «8»، واختلف عن نافع، فروى عنه إسماعيل «9» وورش «10»، أنه وصل الهاء بياء، وكذلك روى ابن جبر «11» عن أصحابه وخلف وابن سعدان من رواية المروزي عنه عن المسيّبي. وكذلك روى أحمد بن صالح عن قالون «12»، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن الحلواني عن قالون كذلك أيضا بياء بعد الهاء، ذكر ذلك ابن مجاهد «13» عن الحلواني في هذه السورة. وقال عن الحسن الرازي عنه عن قالون في سورة آل عمران: يؤده [75] ونؤتيه [النساء: 114] وفألقه [28] كل ذلك غير مشبع. وهذا هو الصواب، وبه قرأت. وروى ابن المسيّبي وابن واصل
__________
(1) رواية ثانية للتغلبي عن ابن ذكوان باختلاس الحركة، ولكن لم تشتهر عنه، وتقدمت الأولى التي عليها العمل.
(2) أي الاختلاس. انظر (النشر) 1/ 306.
(3) رواية أخرى عنه من طريق الأخفش بالصلة.
(4) وهذا هو الوجه الأول عنه بالصلة.
(5) في (م) ابن الحسن.
(6) وهذا الوجه الثاني عنه بالاختلاس وعليه العمل، وأما ابن الجزري فقد نقل له وجها ثالثا وهو الإسكان في الهاء. انظر: (النشر) 1/ 306.
(7) وجه ثان عنه من رواية القواس، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(8) وجه ثان عنه من رواية الأزرق، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(9) انظر: روايته في (الاختيار) 2/ 598.
(10) وعليه أهل الأداء عنه، انظر: (السبعة) 481، و (التيسير) 136.
(11) في (م) جبير.
(12) هذا الوجه الأول عنه بالإشباع.
(13) انظر: (السبعة) لابن مجاهد ص 481.

(4/1435)


عن ابن سعدان عن المسيّبي بكسر الهاء من غير صلة. وكذلك روى أبو سليمان والقاضي والمدني والقطري والكسائي عن قالون «1» قالوا عنه: الهاء مبطوحة لا يبين الياء في قراءتها، وكذلك روى لي الفارسي عن أبي طاهر بإسناده عن الحلواني عنه، وكذلك قرأت في رواية المسيّبي من طريق ابنه وابن سعدان، وفي رواية الجماعة عن قالون.

حرف:
قرأ حمزة «2»: أتمدّونّي [36] بنون واحدة مشددة «3»، واختلف عن المسيّبي عن نافع، فحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد: قال: نا ابن واصل، قال: نا ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع «4»: أتمدوني خفيفة النون، وهي بنون واحدة وياء في الوصل والوقف. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عبيد بن محمد المروزي، قال: نا ابن سعدان «5»، قال: نا إسحاق عن نافع أتمدون بنون واحدة خفيفة، ويثبت الياء في القراءة، ويحذفها في الوقف.
واختلف عن اليزيدي، فحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا محمد بن أحمد البرمكي، قال: نا أبو عمر عن سليم عن حمزة عن اليزيدي عن أبي عمرو أتمدونني ونا «6»، ولم يذكر هل النون مشدّدة أو مخفّفة، وروى سائر الرّواة عن المسيّبي عن نافع «7»، وعن اليزيدي عن أبي عمرو «8» بنونين ظاهرتين «9».
وبذلك قرأ الباقون، ويأتي الاختلاف في إثبات الياء، وحذفها في آخر السورة. إن شاء الله تعالى.
__________
(1) وهذا الوجه الثاني عنه بالاختلاس، وعليه العمل.
(2) وحده. انظر: (السبعة) 482، و (منهج البغوي في عرض القراءات) 2/ 568.
(3) مع المد المشبع وصلا ووقفا.
(4) وجه عنه القراءة بنون واحدة خفيفة. ولكن لم يشتهر عنه.
(5) انظر: كتاب (التعريف) للداني 330.
(6) في (م) ويا.
(7) و (8) وبما رواه سائر الرواة عنهما بنونين ظاهرتين المشهور عنهما، وعليه العمل.
(9) في (م) ظاهر بين. قال الشاطبي: تمدوني الإدغام فاز وثقلا.
انظر: شرح العلامة عبد الحق السنباطي على حرز الأماني 2/ 725.

(4/1436)


حرف:
قرأ حمزة «1» في غير رواية خلّاد عن سليم وفي غير رواية الضبّي عن رجاله عنه أنا آتيك به في الموضعين [39، 40] بإمالة «2» فتحة الهمزة، وكذلك نا الفارسي عن أبي طاهر عن قراءته على أبي عثمان الضرير عن أبي عمر عن الكسائي «3».
وقرأ الباقون بإخلاص فتحة الهمزة، وقد ذكر ذلك «4» من قبل.
وروى عن نصير عن الكسائي فلما رأته [44] بكسر الراء قليلا «5»، والباقون يفتحون الراء.
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية قنبل «6» من طريق «7» الزينبي عن ساقيها هنا [44] وفي ص [33] بالسّوق وفي الفتح [29] على سوقه بالهمز «8» في الثلاثة، وكذلك حكى الخزاعي عن القوّاس «9». وقال أبو ربيعة: هكذا أقرأنا قنبل بن عبد الرحمن، قال زكريا: وذكر أن القوّاس أقرأه كذلك، وذكر القوّاس أن وهب بن واضح أقرأه كذلك مهموزا. قال الزينبي: هو متروك من رواية النبال عن «10» المكيين.
__________
(1) تفرد الإمام حمزة بإمالة هذا الحرف في القراءة السبعية من رواية خلف عنه وخلاد بخلفه، وفي (التيسير) 48، ذكر المؤلف الوجهين لخلاد، واختار وجه الفتح. وأما أبو القاسم الشاطبي فقد نظم
لخلاد الوجهين كأصله. قلت: وهما صحيحان، وعليهما العمل.
انظر: (الموضح في الفتح والإمالة) 597، و (النشر) 2/ 63، و (البدور) 235، إلا أن بعض الأئمة كابن مجاهد في (السبعة) 482، لم يميز الروايات عن حمزة، فأطلق له الإمالة قولا واحدا.
(2) بإمالة فتحة الهمزة إشماما. (السبعة) 482، و (الموضح) 598، و (التيسير) 48.
(3) والإمالة عنه انفرادة من الدوري، لا يقرأ بها، مخالفة لرواية أصحاب أبي الحارث ونصير عنه. (الموضح) 598.
(4) انظر: (الجامع) ت الطحان ص 361.
(5) وسبط الخياط في (المبهج)، و (الاختيار) 2/ 599، أطلق له الإمالة أيضا، قلت: وهي انفرادة من نصير لم يتابع عليها.
(6) وحده من الرواة وعليه العمل.
(7) في (م) من غير طريق.
(8) لغة فيها، وهي أصلية على الصحيح، وقيل: هي لغة قليلة خارجة عن القياس.
انظر: (الكشف) 2/ 161، و (الإتحاف) 2/ 329، و (الهادي) 3/ 112.
(9) انظر: روايته في (المبسوط) 289.
(10) في (م) غير.

(4/1437)


وروى البزّي وابن فليح عن أصحابهما عن ابن كثير والزينبي عن قنبل «1» عنه بغير همز «2» في الثلاثة، وبذلك قرأ الباقون. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن مخلد، قال: نا ابن أبي بزّة «3» عن [52/ ب] أصحابه ساقيها بغير همز، قال البزّي «4»: وكان وهب بن وضّاح يهمز لي فيها، وبالسّوق وعلى سوقه. وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد «5»، قال: حدّثني مضر بن محمد عن ابن أبي بزّة، قال كان وهب بن وضّاح يهمز ساقيها وعلى سوقه، قال ابن أبي بزّة: وأنا لا أهمز من هذا شيئا، قال ابن مجاهد: وكذا ابن فليح لا يهمز من هذا شيئا، وأجمعوا على ترك الهمزة في قوله في نون [42] يوم يكشف عن ساق وفي قوله في القيامة [29]: والتفّت الساق بالساق إلا ما رواه محمد بن الصباح عنه عن قنبل أنه همز الذي في ن، ولم يرو ذلك عنه غيره، وهو وهم منه، وهمز الألف والواو فيما تقدّم لغة، قال الأخفش: العرب تهمز الألف إذا كان قبلها فتحة والواو إذا كان قبلها ضمة، ولا تهمز الياء إذا كان قبلها كسرة.

حرف:
قرأ حمزة والكسائي لتبيتنّه وأهله ثم لتقولن [49] بالتاء في الفعلين جميعا، وضم التاء الثانية في الأولى وضم اللام الثانية في الثاني «6».
وقرأهما الباقون بالنون «7».
__________
(1) وجه عنه بغير الهمز في الثلاثة، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(2) على الأصل ومن هذا يتبين أن الهمز وعدمه لغتان، والهمز أفصح وأشهر. انظر: المصادر السابقة.
(3) في (م) ابن بزة والمؤدى واحد.
(4) وجه عنه بالهمز، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(5) انظر: (السبعة) 483.
قال الشاطبي: مع السوق ساقيها وسوق اهمزوا زكا .. ووجه بهمزة بعده الواو وكلا.
تنبيه: روي عن قنبل وجه آخر، وهو زيادة واو بعد الهمزة واستغربت عن قنبل وقيل: انفرد بها الشاطبي عنه، وليس كذلك. قد نص الهذلي أنها طريق بكار عن مجاهد، وأبي أحمد السامري، عن ابن شنبوذ. انظر: (النشر) 2/ 338، و (الإتحاف) 2/ 329.
(6) وذلك على قصد حكاية ما قاله بعض الحاضرين إلى بعض فهو خطاب من بعضهم لبعض.
انظر: (النفحات الإلهية) 510.
(7) وهي نون العظمة أي أجروا الفعلين على الإخبار عن جميعهم عن أنفسهم.

(4/1438)


وفتح التاء «1» واللام. مهلك أهله [49] قد ذكر «2».

حرف:
قرأ الكوفيون أنا دمرناهم [51] بفتح الهمزة «3».
وقرأ الباقون بكسرها «4». وقدّرناها [57] مذكور قبل «5».
حرف:
قرأ عاصم وأبو عمرو خير أما يشركون [59] بالياء «6»، وكذلك روى التغلبي عن ابن ذكوان «7».
وقرأ «8» الباقون بالتاء «9»، وقد ذكر.
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية هشام والوليد وأبو عمرو قليلا ما يذّكرون [63] «10» وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد «11» رأيت في كتاب موسى بن موسى الختلي عن ابن ذكوان «12» بإسناده عن ابن عامر بالياء مثل أبي عمرو، قال أبو
__________
انظر: (الكشف) 2: 162، و (الإتحاف) 2/ 330، و (المستنير) 2/ 170، و (الهادي) 3/ 113.
قال الشاطبي: نقولن فاضمم رابعا ونبيتنه .. ومعا في النون خاطب شمردلا.
(1) في (م) الياء.
(2) انظر: حرف الآية [59] (الكهف) من هذا البحث ورقمه (292).
(3) على تقدير حرف الجر، وكان تامة، وعاقبة فاعلها.
(4) على الاستئناف، وكان ناقصة وعاقبة اسمها، وأنا دمرناهم خبرها.
انظر: (معاني القراءات) 259، و (الكشف) 2/ 162، و (الإتحاف) 2/ 330، و (المستنير) 2/ 170. قال الشاطبي: ومع فتح أن الناس ما بعد مكرهم .. لكوف.
(5) في الحجر 60.
(6) مناسبة لما قبله قوله تعالى وأمطرنا عليهم [58]، ولفظ الغيبة بعده في قوله تعالى:
بل أكثرهم لا يعلمون [61]، وبل هم قوم يعدلون [60].
(7) وجه عنه بالياء من رواية التغلبي، ويعتبر عنه آحاديا.
(8) انظر: سورة يونس آية: 18.
(9) على المخاطبة للكفار أي: قل لهم يا محمد: الله خير أما تشركون. أو مناسبة قوله تعالى:
ويجعلكم خلفاء الأرض [62]. انظر: المصادر السابقة، و (الهادي) 3/ 114. قال الشاطبي: وأما يشركون ند حلا.
تنبيه: خرج بقيد (أما) عما يشركون [63]. المتفق على قراءته بياء الغيب.
(10) أي بالياء وتشديد الذال. قال الشاطبي: قبله يذكرون له حلا.
(11) انظر قوله: في (السبعة) 484.
(12) وجه عنه بالياء كهشام.

(4/1439)


عمرو: لا يعرف أهل الشام عن ابن عامر غير التاء. وكذلك رواه الأخفش عن ابن ذكوان «1» نصّا وأداء. وكذلك رواه ابن أنس وابن المعلى وغيرهما عنه.
ومن يرسل الرياح بشرا [63] قد ذكر قبل «2».

حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية المفضل «3» وأبو عمرو بل أدرك [66] بقطع الألف وإسكان الدال من غير ألف «4» بعدها، وروى الشموني وابن غالب عن الأعشى «5»: بل ادرك بوصل الألف وتشديد الدال من غير ألف بعدها.
وقرأ الباقون كذلك إلا أنهم أثبتوا الألف بعد الدال «6». وكذلك روى التيمي عن الأعشى «7» عن أبي بكر.
حرف:
قرأ نافع إذا كنّا ترابا [67] بهمزة واحدة مكسورة على لفظ الخبر، وكذلك روى المفضل بن شاذان «8» عن الحلواني عن هشام عن ابن عامر، وهو وهم؛
__________
(1) الوجه الثاني له بالتاء كالجماعة، وعليه العمل له وهم على أصولهم في الذال فحفص وحمزة والكسائي بتخفيفها، والباقون بتشديدها.
(2) في البقرة 164. وانظر: (التيسير) 66.
(3) روايته هذه موافقة لما في: (السبعة) 485، و (التذكير) 2/ 477.
وفي (غاية الاختصار) 2/ 603 عن جبلة عنه.
(4) على وزن (أفعل)، وقيل: هو بمعنى (تفاعل) (تدارك). انظر: (باهر البرهان) 2/ 1062.
(5) وهو عن أبي بكر. وانظر: روايته في (السبعة) 485، و (المبسوط) 280.
(6) على أن أصله (تدارك) أبدلت التاء دالا، وأدغمت في الدال، ثم أتى بهمزة الوصل توصلا إلى النطق بالساكن وقيل أدغمت التاء في الدال، ثم أدخلت: ألف الوصل، ليسلم سكون الدال الأولى. انظر: (تأويل مشكل القرآن) 354، و (إعراب القراءات السبع) 2/ 160، وما بعدها. وذكر فيه أوجها أخرى للقراءة. (معاني القراءات) 360، و (الكشف) 2/ 165، و (المستنير) 2/ 173، و (الهادي) 3/ 116.
(7) وهي مثل رواية البرجمي وحماد ويحيى عن أبي بكر، وهذا الوجه الثاني عنه، وعليه العمل.
قال الشاطبي: وشدد وصل وامدد بل أدارك الذي .. ذكا.
(8) المفضل بن شاذان بن عيسى، أبو العباس الرازي، الإمام الكبير، ثقة، عالم، أخذ القراءة عن الحلواني والأصبهاني، وعنه العباس الرازي وابن عبديل، من الطبقة السادسة، مات سنة (290 هـ). (معرفة) 1/ 462، و (غاية) 2/ 10.

(4/1440)


لأن من قول ابن عامر جعل أحد الاستفهامين خبرا لا جعلهما معا.
وقرأ الباقون بهمزتين على الاستفهام وهم في تخفيف الثانية منهما، وفي تسهيلها وفي المدّ والقصر أو في الوجهين «1» على ما تقدّم في باب الهمزتين.

حرف:
وقرأ ابن عامر والكسائي إننا لمخرجون [67] بهمزة واحدة مكسورة، وبعدها نونان على لفظ الخبر. وقرأ الباقون بهمزتين ونون واحدة مشددة على الاستفهام وهم أيضا في الهمزتين والفصل وتركه على ما تقدم هناك ورسم هذا الحرف في جميع المصاحف بحرفين بعد الهمزة.
في ضيق مما [70] قد ذكر «2».
حرف:
قرأ ابن كثير «3»: ولا يسمع بالياء وفتحها. وفتح الميم «4» الصّم [80] بالرفع «5»، وكذلك في الروم [52] وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر في الروم.
وقرأها الباقون بالتاء وضمها وكسر الميم «6» ونصب الصّم «7».
حرف:
قرأ حمزة «8»: وما أنت تهدي [81] بالتاء وفتحها وإسكان الهاء «9» من غير ألف على أنه فعل مستقبل العمي [81] بالنصب «10». وكذلك [53/ أ] في الروم.
__________
(1) انظر: خلاف الهمزتين من كلمتين في سورة (الرعد) الآية: 5.
(2) في النحل 127.
(3) وحده في القراءة السبعية.
(4) على أنه فعل مضارع مبني للمعلوم من (سمع).
(5) فاعل، والدعاء مفعول به.
(6) على أنه فعل مضارع مبني للمجهول من (اسمع).
(7) على أنه مفعول أول، والدعاء مفعول ثاني.
(8) وحده من القراء السبعة.
(9) على أنه مضارع مسند إلى ضمير المخاطب، وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
(10) ويكون مفعولا به.

(4/1441)


وقرأ الباقون بهادي بالياء وكسرها وفتح الهاء وألف بعدها «1»، على أنه اسم العمي بالخفض في السورتين إلا ما ناه فارس بن أحمد بإسناده عن ابن عامر أنه قرأ بهادي العمي بالتنوين ونصب العمي في السورتين، وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا محمد بن القاسم «2» قال: نا أبو شبل عبيد الله بن أبي مسلم «3» بإسناده عن ابن عامر «4»: بهادي بالتنوين العمي بالنصب، وكذلك روى عبد الجبار بن محمد العطاردي عن أبي بكر «5» عن عاصم، لم يرو ذلك إلا من هذين الطريقين.
والباقون بعد على ترك التنوين والإضافة، نا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر بهادي العمي بخفض الياء. قال أبو عمرو: والذي رواه ابن عباد وأبو شبل «6» من التنوين والنصب في ذلك مرفوعا إلى ابن عامر وهم منهما، وذلك أن الحلواني رواه عن هشام عن عمر بن عبد الواحد عن يحيى بن الحارث موقوفا عليه، وهو الصحيح. وذلك من جملة ما خالف فيه يحيى بن عامر، ورسم الموضع الذي في هذه السورة في كل المصاحف بهادي بياء بعد الدال، ورسم الذي في الروم فيها بغير ياء، ووقف حمزة عليهما بالياء، وروى ذلك نصّا أبو عمر عنه قتيبة أنه يقف عليهما جميعا بالياء، وفي الروم بغير ياء على الرسم. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عياش بن مخلد «7»، قال:
__________
(1) على أنه (الباء) حرف جر، وهاد اسم فاعل خبر (ما)، والعمي بالجر مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل لمفعوله. انظر: (إعراب القراءات) 2/ 163، و (معاني القراءات) 362، و (الكشف) 2/ 166، و (الهادي) 3/ 117.
(2) محمد بن القاسم بن محرز أبو الحسن الشامي الدمشقي، مقرئ صالح، روى عن عبد الصمد عن هشام بن عمار، وعنه علي بن داود ونسبه وكناه. (غاية النهاية) 2/ 230.
(3) عبيد الله بن محمد بن مهران بن أبي مسلم أبو أحمد الفرضي البغدادي، إمام كبير ثقة ورع، أخذ عن ابن بويان، وعنه الحسن البغدادي والفارسي والخياط والرازي، مات سنة 406 هـ (غاية) 1/ 491.
(4) و (5) انفرادة في الوجه عن ابن عامر وشعبة مخالفة للمشهور والمتواتر عنهما، فلا يقرأ بها.
انظر: (إعراب الشواذ) 2/ 246، و (البحر) 7/ 96، و (البستان) 732، و (الانفرادات) 3/ 1068.
(6) في (م) وابن شبل. قال الشاطبي: بهادي معا تهدي فشا العمى ناصبا .. وبالياء لكل قف وفي الروم شمللا.
(7) هو: عياش بن محمد أبو الفضل، روى عن أبي عمر، وقد تقدم.

(4/1442)


نا أبو عمر عن الكسائي أنه وقف عليهما جميعا بغير ياء، ووقف وقرأ الباقون هاهنا بالياء، وهناك بغير ياء اتباعا للرسم، فأمّا الوقف على رواية من روى التنوين عن هشام، وعن أبي بكر، فيحتمل الوقف في الموضعين على الياء وعلى غير الياء، وذلك أوجه وقد ذكرنا هذا مشروحا بطرقه وأسانيده في باب الوقف على المرسوم «1».

حرف:
قرأ الكوفيون تكلمهم أن الناس [82] بفتح الهمزة.
وقرأ الباقون بكسرها «2».
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل «3» وحمزة والكسائي في رواية أبي موسى «4». وكلّ أتوه داخرين [87].
بقصر الهمزة وفتح التاء «5». وقرأ الباقون «6» بمدّ الهمزة وضمّ التاء «7».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو إنه خبير بما يفعلون [88] بالياء «8»، وكذلك روى أبو عبيدة «9» عن إسماعيل عن نافع وهو وهم منه؛ لأن الجماعة من أصحاب إسماعيل خالفته في ذلك، فروته عنه بالتاء. واختلف عن ابن ذكوان وعن هشام عن ابن عامر، فأمّا ابن ذكوان «10»، فروى التغلبي وأحمد بن أنس عنه بالياء مثل أبي عمرو، وكذلك روى لي فارس بن أحمد عن أبي طاهر عن ابن عبد الرزاق عن
__________
(1) انظر (جامع البيان) ت الطحان ص 361.
(2) قراءة فتح الهمز على تقدير حرف الجر والجر المقدر، إما باء التعدية، أي: تكلمهم بأن الناس، وإما باء السببية، أي: تكلمهم بسبب أن الناس، وقراءة كسر الهمز على الاستئناف.
(3) انظر: روايته في (التذكرة) 2/ 479 و (غاية الاختصار) 2/ 604.
(4) انظر: روايته في (الاختيار) 2/ 602.
(5) على أنه فعل ماض مسند إلى واو الجماعة، والهاء مفعول به.
(6) ومعهم الكسائي في قراءته المقبولة.
(7) على أنه اسم فاعل، والواو علامة الرفع، وحذفت النون للإضافة، والهاء مضاف إليه، وأصله آتيون. نقلت ضمة الياء إلى التاء قبلها، ثم حذفت الياء للساكنين، ثم حذفت النون للإضافة.
قال الشاطبي: وأتوه فأقصر وافتح الضم علمه فشا.
(8) على الأصل لمناسبة قوله تعالى: وكل أتوه.
(9) في (م) أبو عبيد.
(10) وجه عنه بالياء من هذا الطريق، ولم يشتهر عنه.

(4/1443)


الأخفش عن ابن ذكوان، وكذلك روى سلامة بن هارون البصري عن الأخفش عنه بالتاء «1»، وكذلك ذكره الأخفش في كتابه. وأمّا هشام «2» فقرأت من طريق الحلواني عنه على أبي الفتح وأبي الحسن عن قراءتهما بالياء مثل أبي عمرو. وكذلك نا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن عامر، فدلّ على أن روايته عن هشام، وعن ابن ذكوان جميعا بالياء، وروى لنا الفارسي عن أبي طاهر بإسناده عن الحلواني عن هشام «3» بالتاء مثل نافع، وكذلك رواه النقّاش عن أصحابه عن الحلواني عنه، وكذلك نصّ عليه الحلواني في كتابه، وكذلك [53/ ب] روى لي فارس بن أحمد عن أبي طاهر عن ابن عبد الرزاق عن ابن عباد عن هشام، وكذلك روى الداجوني عن
أصحابه عنه بالياء، وكذلك روى الوليدان وابن بكّار عن ابن عامر. واختلف عن عاصم، فروى المفضل وحمّاد عنه بالياء.
واختلف عن أبي بكر «4» فروى عنه الأعشى من غير رواية التيمي والعليمي والبرجمي وحسين الجعفي وعبيد بن نعيم وهارون بن حاتم من رواية المنذر عنه بالياء، وروى عنه الكسائي ويحيى بن آدم وابن أبي حمّاد ويحيى الجعفي وأبي أمية وإسحاق الأزرق ويزيد بن عبد الواحد بالتاء «5»، وكذلك روى التيمي عن الأعشى عنه، كذلك روى حفص عن عاصم، وبذلك قرأ الباقون.

حرف:
قرأ الكوفيون بخلاف «6» عن أبي بكر، وعن الكسائي «7»: من فزع [النمل: 89] بالتنوين «8» يومئذ بفتح الميم، وقرأ نافع «9» في غير رواية
__________
(1) الوجه الثاني عنه بالتاء، وعليه العمل.
(2) وجه عنه بالياء، وعليه العمل له.
(3) وجه آخر عنه بالتاء من ذلك الطريق.
(4) رواية بالياء عنه وهي قراءته في العشرة الكبرى من طريق الطيبة بخلف عنه.
(5) وجه عنه بالتاء، وعليه العمل له في العشرة الصغرى من طريق الشاطبية والدرة.
قال الشاطبي: تفعلون الغيب حق له ولا.
(6) هذا الخلاف عن أبي بكر من انفرادات (الجامع)، وفي (التيسير) 138، اختار له وجه التنوين كالكوفيين، وعليه العمل.
(7) وفي (الاختيار) 2/ 603 عنه إلا الشيرزي.
(8) على إعمال المصدر في الظرف الذي بعده، وهو يومئذ.
(9) وحده من القراء السبعة. انظر: المصادر السابقة.

(4/1444)


إسماعيل «1» والكسائي «2» في رواية أبي موسى من فزع يومئذ [89] من غير تنوين وفتح الميم.
وقرأ الباقون ونافع في رواية إسماعيل بغير تنوين وبخفض الميم، وكذلك روى ابن أبي حمّاد عن أبي بكر «3» عن عاصم، لم يرو ذلك عنه أحد غيره.

حرف:
قرأ نافع وابن عامر في غير رواية التغلبي عن ابن ذكوان وعاصم في رواية حفص عما تعملون [93] آخر السورة بالتاء «4».
وقرأ الباقون بالياء «5» ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد «6» عن أحمد بن يوسف عن ابن ذكوان بالياء، قال ابن مجاهد: ورأيت في كتاب موسى بن موسى عن ابن ذكوان عن ابن عامر بالتاء. قال أبو عمرو: وكذلك روى الأخفش وابن المعلى وابن أنس وابن خرزاذ وابن موسى وغيرهم عن ابن ذكوان، ولا يعرف أهل الشام غير ذلك.
في هذه السورة من ياءات الإضافة ست:
أولاهن: إني آنست [7] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر «7» في رواية ابن بكار، وأسكنها الباقون «8».
أوزعني أن أشكر هاهنا [19] وفي الأحقاف [14]. فتحهما نافع في رواية ورش من غير رواية الأصبهاني، وفي رواية أحمد بن صالح عن قالون «9»، وابن كثير في رواية البزّي وابن فليح، وكذلك قرأت على أبي الفتح عن قراءته على أبي الحسن المقرئ عن زيد بن علي عن ابن فرح عن أبي عمر عن إسماعيل عن قراءته على
__________
(1) انظر: (التذكرة) 2/ 479.
(2) وبهذا الوجه القراءة السبعية عنه.
(3) وجه آحادي عنه، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(4) بالتاء جريا على سياق الآية.
(5) بالياء على الالتفات.
(6) انظر: (السبعة) 488. وقال الشاطبي: وآخر النمل علما عم وارتاد منزلا.
(7) وجه عنه بفتح الياء من رواية ابن بكار، ولم يشتهر عنه.
(8) وابن عامر في قراءته السبعية.
(9) وجه عنه بفتح الياء من رواية ابن صالح، وهو آحادي، لم يشتهر عنه.

(4/1445)


عبد الله بن الحسين «1» عن أصحابه عن الحلواني عن قالون، وكذلك روى ابن بكار عن ابن عامر «2»، وأسكنها الباقون «3». وكذلك روى الزينبي في كتابه «4» عن ابن فليح، وهو وهم. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن عبد الرحمن عن مواس عن ورش أوزعني موقوفة، قال أبو عمرو ومواس عن ورش مرسل بذلك قرأت أنا في رواية الأصبهاني عن أصحابه عن ورش ما لي لا أرى الهدهد [20] فتحها ابن كثير وعاصم، بخلاف «5» عن حفص والكسائي وابن عامر في رواية ورش، وكذلك روى محمد بن إسماعيل الترمذي عن ابن ذكوان «6» والداجوني عن أصحابه والنقاش عن الأخفش عنه. وأسكنها الباقون «7». وكذلك روى الجماعة عن اليزيدي إلا ابن سعدان وابن واصل، فإنهما حكيا عنه أنه فتحها. وروى الأصبهاني عن ابن سعدان عن اليزيدي أنه أسكنها، وهو الصواب.
إني ألقي إليّ [29] وليبلوني ءأشكر [40] فتحهما نافع «8»، وروى ابن بكّار عن ابن عامر «9»: ليبلوني بالفتح، وأسكنهما الباقون «10». وروى ابن جبير عن أصحابه عن نافع [54/ أ] والحسين بن عبد الله المعلم «11» عن قالون «12» عنه:
ليبلوني ساكنة، لم يروه غيرهما. وقال المدني: أقرأنا قالون أولا بإسكان الياء، ثم أقرأنا بالفتح.
__________
(1) في (م) بن الحسن.
(2) وجه عنه بفتح الياء من رواية ابن بكار، ولم يشتهر عنه.
(3) وكذا قالون وابن عامر في قراءتهما السبعية.
(4) كتاب الزينبي، لم أجده.
(5) هذا الخلاف عنه من انفرادات (الجامع)، والقراءة له بفتحها وجها واحدا، وهو المذكور في (التيسير) 138، وغيره.
(6) وجه عنه بفتح الياء من طريق الترمذي، ويعتبر آحاديا عنه.
(7) ومعهم ابن ذكوان في روايته السبعية.
(8) وحده في قراءته السبعية. انظر: (السبعة) 488، و (التيسير) 138.
(9) وجه عنه بالفتح من رواية ابن بكار ولم يشتهر عنه.
(10) ومعهم ابن عامر في قراءته السبعية. انظر: المصادر السابقة.
(11) في (م) ابن عبد المعلم. قال الشاطبي: ومالي وأوزعني وأني كلاهما .. ليبلوني الياءات في قول من بلا.
(12) وجه عنه آحادي بسكون الياء من طريق المعلم، ولم يشتهر عنه.

(4/1446)


فما آتاني الله [36] فتحها في الوصل نافع وابن كثير «1» في رواية ابن فليح وعاصم في رواية حفص وأبو عمرو. وأثبتها ساكنة في الوقف منهم نافع في غير رواية ورش وابن كثير في رواية ابن فليح وأبو عمرو «2» من قراءتي لهم، وقال الزينبي وابن شنبوذ عن قنبل: الوصل بغير ياء والوقف بياء، وقال ابن مجاهد عنه: الوصل والوقف بغير ياء، وحذفها في الوقف نافع في غير رواية ورش، وكذلك حكى لي فارس بن أحمد عن قراءته في جميع الطرق عن نافع، وكذلك روى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون والأصبهاني عن ابن سعدان وابن جبير في «مختصره» عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه يقف بغير ياء، قال لنا الفارسي عن أبي طاهر: كذلك يقف نافع.
واختلف عن حفص، فقال لي أبو الفتح عن قراءته على أصحابه عن الأشناني بحذف الياء، ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد ابن عمر، قال: نا أبو بكر عن الأشناني عن أصحابه عن حفص أنه يقف بالياء. وكذلك حكى لي أبو الحسن عن قراءته على ابن محمد عن الأعشى. «3» ونا محمد بن علي نا ابن مجاهد، قال: من فتح آتاني الله وقف بالياء، وحذف الباقون في الحالين «4».
وفيها من ياءات المحذوفات من الخط ثنتان:
أتمدونني بمال [36] أثبتها في الحالين ابن كثير وحمزة. وكذلك روى ابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع «5» قد تقدّم الاختلاف في النون، ولم يحفظ ابن مجاهد عن قنبل في الوقف شيئا. وقال لنا محمد عن «6» ابن كثير بياء في الوصل، وروى عنه ابن شنبوذ والزينبي وابن الصباح وأبو العباس البلخي الوصل والوقف بياء. وكذلك روى أبو ربيعة عنه، وعن الزينبي والخزاعي عن أصحابه.
وحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي ونا أبو الفتح، قال: نا أبو محمد الرازي، قال: نا محمد بن الربيع، قالا: نا يونس عن ابن كيسة عن سليم عن
__________
(1) وجه عنه بالفتح من رواية ابن فليح. انظر: (السبعة) 488.
(2) وجه عنه بالإسكان، وتقدم الأول الذي عليه العمل. انظر: (الكشف) 2/ 170.
(3) في (م) عن الأشناني.
(4) وهي في المصحف مرسومة بغير ياء (الهبات السنية) للملا علي قاري 405.
(5) وجه عنه بإثبات الياء من رواية المسيبي، ولم يشتهر عنه انظر: (التعريف) للداني 330.
(6) في (م) عنه.

(4/1447)


حمزة «1»: أتمدونني بحذف الياء ويثقل الحرف، ولا أدري هل يريد بحذف الياء الوقف خاصة أم الوصل، والوقف جميعا؟ وقد خالف يونس في ذلك، داود بن أبي طيبة، فروى عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة أنه يشدّد النون يثبت الياء في الوصل والوقف، فوافق الجماعة عن سليم؛ وروى حيون المزوق عن الحلواني عن خلف وخلّاد عن سليم عن حمزة أنه يثبت الياء في الوصل ويسكت بغير ياء على الكتاب، وكذلك روى أبو أيوب الضبي عن رجاله عنه، وروى سليمان اللؤلؤي عن خلّاد عن سليم بالياء في الوصل والوقف. وقال ابن سعدان وأبو هشام عن سليم: إنه يثبت الياء، ولم يذكر الوقف، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا وكيع عن أبي العباس الورّاق عن خلف عن سليم عن حمزة أنه يقف بالياء. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى وغيره من أصحابه عن حمزة أتمدوني [36] بنون واحدة مشددة وياء بعدها في الوصل، وإذا وقف وقف بنونين الثانية منها مكسورة، ولا ياء بعدها. وقال ابن اليزيدي: يلزم من شدّد النون أن يقف كذلك، وأثبتها نافع «2» وأبو عمرو في الوصل، وحذفاها في الوقف وحذفها الباقون في الحالين. وفما آتاني الله [36] قد تقدّم الاختلاف في إثباتها وحذفها في مذهب من فتحها، فأغنى ذلك عن الإعادة «3» ووقف الكسائي «4» من رواية خلف عنه على قوله: على واد النمل [18] وادي بالياء، ووقف الباقون بغير ياء. وقد ذكرنا ذلك في باب الوقف «5» مجرّدا والله أعلم.
__________
(1) وجه عنه بحذف الياء، وتقدم الذي عليه العمل.
(2) انظر: (التيسير) 138، و (النشر) 2/ 340.
(3) انظر: (التيسير) 138.
(4) وفي الوجه انفرادة سبعية عنه. وذكرت. (التيسير) ص 138، و (النشر) 138.
(5) انظر: (الجامع) ت الطحان 3/ 888.

(4/1448)