جامع البيان في القراءات السبع

ذكر اختلافهم في سورة الزخرف
حرف:
قد ذكرت في أمّ الكتاب [4] في سورة النساء «1».
حرف:
قرأ نافع وحمزة والكسائي صفحا إن كنتم [5] بكسر الهمزة، وقرأ الباقون بفتحها «2».
الأرض مهدا [10] قد ذكر «3».
وكذلك تخرجون [11] قد تقدم أن حمزة والكسائي وابن عامر في رواية ابن بكّار وابن ذكوان من غير طريق ابن خرزاذ والتغلبي، وفي رواية هشام من طريق الحلواني وابن عبّاد يفتحون التاء ويضمّون الراء «4».
من عباده جزءا [15] قد ذكر قبل «5».
حرف:
وكلهم قرأ بلدة ميتا [11] بالتخفيف «6» إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه شدّد الياء حيث وقع.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي أو من ينّشؤا [18] بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين، وقرأ الباقون بفتح الياء وإسكان النون وتخفيف الشين «7».
حرف:
قرأ الحرميّان [223/ أ] وابن عامر والكسائي في رواية أبي موسى «8»
__________
(1) الحرف المختلف فيه هو قوله" أم"، انظر النشر 2/ 248، في سورة النساء.
(2) التيسير ص 195.
(3) في سورة طه.
(4) انظر التيسير ص 109 في سورة الأعراف.
(5) في سورة البقرة.
(6) أي: تخفيف الياء من" ميتا"، وتشديدها هنا قراءة أبي جعفر، لأنه يشددها حيث وقعت في القرآن. انظر 2/ 224 من النشر.
(7) التيسير ص 196، النشر 2/ 368.
(8) هو عيسى بن سليمان، تقدم ص 388.

(4/1570)


الذين هم عند الرحمن بالنون «1»، وفتح الدال من غير ألف ظرف، وقرأ الباقون عباد الرحمن بالباء وألف بعدها وضمّ الدال جمع عبد «2».

حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية المفضل «3» أأشهدوا خلقهم [19] من أشهدت «4» بإسكان الشين وبهمزتين، وعاصم من الطريق المذكور يحقّقهما معا، كذا قرأت له، ونافع يسهّل الثانية على حركتها فيجعلها بين الهمزة والواو، واختلف عنه في المدّ وفي الترجمة عن ذلك فقرأت في رواية المسيّبي من طريق ابنه وابن سعدان وفي رواية ابن فرح وأبي عمر عن إسماعيل، وفي رواية أبي نشيط عن قالون بالمدّ بعد همزة الاستفهام «5»، وكذلك روى أبو سليمان عن قالون وأحمد بن قالون «6» عن أبيه، وقرأت في رواية غيرهم بغير مدّ.
وقال خلف وابن سعدان عن المسيّبي: بالمدّ، وقال محمد والأنصاري وحمّاد عنه: مستفهمة بنبرة «7» واحدة ولم يذكروا المد «8»، وقولهم مستفهمة دليل على المدّ، وقال الكسائي عن إسماعيل: برفع الألف على الاستفهام على تأويل همزتين، وقال الهاشمي عنه استفهام لم يزد على ذلك شيئا ولم يأت بشيء، وقال أبو عبيد عنه بضم الألف من أشهدت على معنى افعل بهم، وقال أبو عمرو عنه:" الألف رفع" يعني بالألف الهمزة المسهّلة «9» التي بعد همزة الاستفهام؛ لأنها هي «10» المصورة في الخط على
قراءة نافع دون همزة الاستفهام [حرفا دخلا زائدا، فكانت همزة كره الجمع بين
__________
(1) أى في قوله" عبد".
(2) انظر الكشف 2/ 256 في توجيه القراءتين.
(3) انظر السبعة ص 585.
(4) المبني للمجهول، وانظر: الكشف 2/ 257، المغني 3/ 226.
(5) أي: بإدخال ألف بعد الهمزة الأولى مع بقاء الهمزة الثانية مسهلة.
(6) أحمد بن عيسى بن مينا المدني، روى عن أبيه عرضا، وخلفه في القيام بالقراءة بالمدينة.
غاية 1/ 94.
(7) النبر: أصل صحيح يدل على علو وارتفاع، ونبر الحرف أي: همزه.
انظر معجم مقاييس اللغة، مادة (نبر)، وكذا اللسان في المادة نفسها.
(8) لفظة" المد" سقطت من (م).
(9) في (م) " المستهلة".
(10) في (م) " على".

(4/1571)


صورتين متفقتين في الكتابة أولى بالرسم منها كذلك] «1»، وقال ابن جبير عن أصحابه عنه" يمدّ الألف باستفهام" وقال إبراهيم «2» بن قالون ومصعب الزبيري «3» والقاضي والمدني والقطري والكسائي عن قالون فاعلا من ألف اشهدوا مفتوح ووسطها مقبو «4» مستفهمة بنبرة واحدة.
وقال الحلواني عنه برفع أم «5» وجزم الشين ولا يمدّها، وقال أحمد بن صالح عنه، وعن ورش: ألف اشهدوا مفتوحة والثانية على مثال واو ليست مهموزة.
وقال أبو يعقوب وأبو الأزهر وداود عن ورش: الألف بهمزتين نصب ورفع «6» غير أن الثانية مدغمة يعنون مسهّلة وذلك مجاز، وقال داود عنه في الاختلاف «7» بين نافع وحمزة بهمزتين والألف مرفوعة، وقال يونس عنه: برفع الألف لم يزد على ذلك شيئا.
وقال الأصبهاني عن أصحابه عنه: مستفهمة النبرة الأولى مفتوحة والنبرة الثانية مضمومة ساقطة في الاستئناف والشين ساكنة في الإدراج بمعنى فتحة الهمزة الأولى على تنوين إناثا [19] فتثبت الهمزة «8» المضمومة في ألف اشهدوا [19] يعني
__________
(1) ما بين المعكوفتين كذلك في النسختين، والكلام يدور حول رسم الهمزتين من كلمة، بعد اتفاق المصاحف على حذف صورة إحدى الهمزتين من الرسم كراهة الجمع بين صورتين متفقتين، وأي الهمزتين هي المحذوفة؟ في ذلك قولان لأهل العلم:
1 - قول الكسائي، وعليه عامة أصحاب المصاحف- إن المحذوفة منهما هي همزة الاستفهام والثانية همزة القطع أو الأصل.
2 - قول الفراء وابن كيسان، وغيرهما: إن المحذوفة منهما هي همزة الأصل، أو القطع، والثانية هي همزة الاستفهام، ولكل من القولين حجة ودليل. قال الداني بعد أن ذكر الأقوال وأدلتها:" والوجهان في ذلك صحيحان". انظر المحكم في نقط المصاحف ص 94، 95، من فوائد الشيخ الدكتور محمد سيدي الأمين جزاه الله خيرا.
(2) إبراهيم بن عيسى بن مينا، قرأ على أبيه، وعليه ابن فليح. غاية 1/ 22.
(3) مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري، نسبة إلى الزبير بن العوام، ضابط محقق ثقة، قرأ على قالون، وروى عن مالك بن أنس. غاية 2/ 299.
(4) كذا في (ت)، وفي (م) " مقبوح"، ولا أدري ما معناها؟
(5) كذا في النسختين" أم" ولا وجه لها، إذ المقصود الهمزة هنا.
(6) أى: الأولى مفتوحة، والثانية مضمومة لأنها مسهلة قريبة من الواو.
(7) في (م) " الاختلاس".
(8) في (م) " بهمزة".

(4/1572)


أن حركة الهمزة وهي الضمة تثبت في الحرف المعرّف من تلك الحركة المرسومة في الخط ألفا وإن لم يشبع وتحقق فيه إشباعها وتحقيقها معا؛ لأنه قد أخبر بسقوطها قبل، فكيف يصحّ إخباره بثباتها بعد أو؛ لأنه أراد ذلك، وقوله" ساقطة" يعني مسهّلة، وقوله في" الاستئناف" خطأ وكذا قوله" والشين ساكنة في الإدراج" خطأ أيضا وذلك أن التسهيل للهمزة والتسكين للشين موجودان في الحالين من الوصل والابتداء فتخصيص احديهما «1» بذلك دون الآخر خطأ لا شك فيه.
وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن المفضل عن عاصم أشهدوا مثل نافع بغير مدّ «2» وقال النقّاش عنه عن عاصم: مثل نافع بالمدّ وضمّ الألف [223/ ب] وتحقيق الهمزتين جميعا من غير مدّ، كذا قرأت له وهو قياس قول عاصم في الاستفهام.
وقرأ الباقون أشهدوا من شهدت «3» بفتح الشين وهمزة واحدة مفتوحة «4».

حرف:
وكلهم قرأ ستكتب [19] بالتاء وضمها وفتح التاء الثانية شهادتهم [19] برفع التاء إلا ما رواه هبيرة عن حفص عن عاصم أنه قرأ سنكتب [19] بالنون وفتحها وضم التاء شهادتهم بنصب التاء وبذلك قرأت من طريق حسنون عنه وقرأت من طريق الخزاز «5» عنه مثل قراءة الجماعة.
ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر بإسناده عن الخزاز «6» عن هبيرة عن حفص بالنون
__________
(1) في (م) " احداهما" وهو الصواب.
(2) انظر السبعة ص 585، وأما الإسناد فقد ذكر المصنف في المقدمة رواية ابن مجاهد عن المفضل، وهي من طريق جبلة، وأبي زيد، وانظر مقدمة السبعة ص 96.
(3) المبني للمعلوم، وانظر: الكشف 2/ 257، المغني 3/ 226.
(4) فتلخص من ذلك أن ورشا عن نافع قرأ بهمزتين، الأولى مفتوحة، والثانية مضمومة مسهلة بين بين مع سكون الشين، من غير إدخال ألف بينهما، وقالون يدخل ألفا بخلاف عنه، وأما المفضل عن عاصم فإنه قرأ مثل ورش إلا أنه حقق الهمزتين، وأما بقية القراء فإنهم قرءوا بهمزة واحدة مفتوحة محققة، مع فتح الشين. انظر: التيسير ص 196، النشر 1/ 376 - 377، 2/ 369، وذكر صاحب كتاب" البدور الزاهرة" أن الشين تكسر في قراءة الجمهور، وهو خلاف الصواب انظر ص 287.
(5) في (م) " الخراز عنه".
(6) لعل الواسطة بينهما ابن مجاهد، لأنه روى عن الخزاز وهو ثقة، تقدم ص، وأبو طاهر

(4/1573)


والنصب وهو الصحيح منه «1».

حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص: قال أولو جئتكم [24] بالألف على الخبر، وقرأ الباقون قل بغير ألف على الأمر «2» وكذلك روى ابن شاهي عن حفص لم يروه عنه غيره.
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو سقفا من فضة [33] بفتح السين «3» وإسكان القاف على التوحيد، وقرأ الباقون بضم السين والقاف على الجمع «4».
حرف:
قرأ عاصم وحمزة لمّا متاع الحياة الدنيا [35] بتشديد الميم، واختلف عن هشام عن ابن عامر فروى الحلواني عنه لما مشددة، ونا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام بإسناده «5» عن ابن عامر وإن كل ذلك لمّا مثقل «6»، وحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه عن هشام عن ابن عامر لمّا مشددة «7». ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا ابن أبي حسان قال: نا هشام بإسناده «8» عن ابن عامر لما متاع خفيفة، وكذلك روى إبراهيم بن دحيم عن هشام، وكذلك قرأت على أبي الفتح في رواية الحلواني وابن عباد عن هشام وقال لي: التشديد اختيار من «9» ابن هشام، وقرأت
__________
من الرواة عن ابن مجاهد، بيد أن المصنف لم يذكر طريق أبي طاهر في باب الطرق، وإذا ثبت أن الواسطة بين أبي طاهر والخزاز هو ابن مجاهد فالإسناد صحيح، ولكن العمل في رواية حفص على خلاف ذلك.
(1) في (م) " عنه" ولعله الصواب.
(2) التيسير ص 196، النشر 2/ 369.
(3) في (م) " الشين" وهو خطأ.
(4) انظر الإقناع 2/ 760.
(5) تقدم هذا الإسناد مرارا.
(6) يعني: مشدد.
(7) انظر السبعة ص 586، والمقصود بأصحاب ابن مجاهد: أحمد بن محمد بن بكر، شيخ.
انظر غاية 1/ 108، والحسن بن أبي مهران، ثقة حاذق. انظر غاية 1/ 216 فالإسناد مقبول من كلا الطريقين، واعتمد المصنف في التيسير الطريق الثاني ص 13.
(8) الإسناد صحيح، وقد تقدم.
(9) في (م) " عن".

(4/1574)


على أبي الحسن في رواية الحلواني بالتشديد «1»، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية ابن ذكوان والوليد وابن بكّار وابن عتبة بتخفيف الميم.

حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد وفي رواية العليمي عن أبي بكر يقيض له [36] بالياء، وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: حدّثني أحمد بن عبيد «2» قال: نا الحسن بن أبي مهران قال: نا أحمد بن يزيد قال: نا شباب عن عصمة «3» عن أبي بكر عن عاصم يقيّض له شيطانا بالياء «4» وقرأ الباقون بالنون.
حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص حتى إذا جاءانا [38] بألف بعد الهمزة على التثنية، وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص بغير ألف على الهمزة على التوحيد «5».
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان إذ ظلمتم إنكم [39] بكسر الهمزة «6»، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية الأخفش وأحمد بن أنس وابن المعلى وابن موسى عن ابن ذكوان بفتحها.
يا أيه الساحر قد ذكر «7».
__________
(1) والوجهان صحيحان عن هشام، لكن رواية التشديد أشهر وأكثر. انظر النشر 2/ 291 في سورة هود.
(2) كذا في النسختين" عبيد"، والصواب: أحمد بن عبيد الله المخزومي، روى عن الحسن بن أبي مهران، وعنه أبو طاهر. غاية 1/ 79.
(3) كذا في (ت)، وفي (م) " شباب عمرو بن عصمة" وهو خطأ، لأنه لا يوجد أحد من الرواة بهذا الاسم فيما اطلعت عليه من المصادر، وعصمة هو: ابن عروة، مجهول، وقد تقدم ص 104.
وشباب لم أجده، إلا أن يكون هو خليفة بن خياط، الحافظ، مات سنة 240 هـ، لأنه يلقب ب" شباب" أيضا. انظر غاية 1/ 275. وعليه فالإسناد ضعيف لعدم معرفة من هو" شباب" جزما، ولجهالة عصمة، وطريقه ليست من طرق هذا الكتاب.
(4) وهي قراءة يعقوب الحضرمي. النشر 2/ 369.
(5) التيسير ص 196.
(6) التي في قوله" أنكم"، وهذا الوجه لم يشيرا اليه في التيسير، والنشر، وأشار اليه ابن مجاهد في السبعة ص 586.
(7) في سورة النور

(4/1575)


حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص أسورة من ذهب [53] بإسكان السّين من غير ألف، وقرأ الباقون بفتح السين وألف بعدها «1».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي فجعلناهم سلفا [56] بضم السين واللام، وقرأ الباقون بفتحها «2».
حرف:
قرأ نافع وابن عامر والكسائي منه يصّدون [57] بضم الصاد، وكذلك روى الرفاعي وضرار بن صرد عن يحيى عنه، وروى عنه العليمي والبرجمي وابن أبي أميّة وابن أبي حمّاد وابن عطارد وإسحاق الأزرق بكسر الصاد.
وكذلك روى خلف والصريفيني وحسين «3» بن الأسود عن يحيى عن أبي بكر ونا الفارسي [224/ أ] قال: نا أبو طاهر قال: نا ابن فرح قال: نا أبو عمر عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم «4» يصدّون برفع الصاد، فترك ذلك من قول أبي عبد الرحمن «5»، وزعم عاصم أن أبا رزين «6» أخبره عن أبي يحيى «7» مولى ابن عباس «8» عن ابن عباس أنه كان يقرؤها مكسورة الصاد وقال: إنما هي يضجون «9».
__________
(1) الإقناع 2/ 761.
(2) المبسوط ص 335.
(3) في (م) " وحسن" وهو خطأ، والصواب: حسين بن علي بن الأسود العجلي الكوفي، روى عن يحيى بن آدم، وعنه الحلواني وغيره. غاية 1/ 238. وسئل عنه أبو حاتم، فقال:
صدوق الجرح 3/ 56.
(4) الإسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات أثبات.
(5) هو عبد الله بن حبيب، أبو عبد الرحمن السلمي، مقرئ الكوفة، إمام كبير وحديثه مخرج في الكتب الستة، مات سنة 74 هـ. معرفة 1/ 52، السير 4/ 267، غاية 1/ 413.
(6) مسعود بن مالك الكوفي، أبو رزين الأسدي، ثقة فاضل، مات سنة 85 هـ. غاية 2/ 296، التقريب ص 528، الكاشف 3/ 138.
(7) هو مصدع الأعرج المعرقب، روى عن ابن عباس، وعنه أبو رزين، قال ابن حبان:
" يخالف الأثبات". انظر الضعفاء لابن الجوزي 3/ 122، قال الذهبي: صدوق، وقال ابن حجر: مقبول، مات بعد المائة. انظر: الكاشف 3/ 147، التقريب ص 533.
(8) عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، البحر، الحبر، ترجمان القرآن، من أشهر علماء الصحابة، لم يكن على وجه الأرض أعلم منه في زمانه، كف بصره في آخر عمره، مات سنة 68 هـ.
انظر: الإصابة 2/ 330، شذرات الذهب 1/ 75، معرفة 1/ 45، غاية 1/ 425، وغيرها كثير.
والإسناد يحتمل التحسين، لحال أبي يحيى فإنه مقبول، أي: عند المتابعة.
(9) انظر الأثر في تفسير الطبري 25/ 87.

(4/1576)


وكذا حكى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر في جامعه، وقال في مجرّده عنه عن أبي بكر يصدون مرتفعة الصاد، وحكى عبيد بن نعيم عن أبي بكر نحوا من قول الكسائي.
ونا الفارسي قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا علي بن العباس قال: نا أحمد بن عثمان بن حكيم قال: نا عبد الجبار عن أبي بكر عن عاصم «1» عن أبي عبد الرحمن أنه قرأ يصدون وأن عاصما قرأ يصدون وقرأ الكوفيون بكسر الصاد «2».
حرف قرأ الكوفيون وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان ءأالهتنا خير [58] على الاستفهام بهمزتين بعدهما ألف، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية الأخفش عن ابن ذكوان وفي رواية هشام وابن عتبة على الاستفهام بهمزة بعدها مدّة في تقدير همزتين مسهلتين والأولى بين بين والثانية مبدلة ألفا، ولم يفصل أحد منهم بين المخففة والمسهّلة هاهنا بألف لكراهة اجتماع ثلاث ألفات بعد همزة الاستفهام «3»، ولم يذكره ابن ذكوان في كتابه، وذكره الأخفش فقال: بمدّة طويلة.
وقد اختلف عن ورش في الاستفهام والخبر في ذلك، فقال أحمد بن صالح:
بلغني عن ورش أنه كان يقرؤها بغير استفهام على مثال الخبر «4».
وكذلك روى ابن عبد الرزاق عن عبد الجبار بن محمد عن عبد الصمد عنه «5».
وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال وكذلك كنت حفظت عن إسماعيل بن عبد الله
__________
(1) تقدم هذا الإسناد.
(2) نص على ذلك عنهم في النشر 2/ 369.
(3) انظر الوجهين في الحرف في النشر 1/ 365 في الهمزتين من كلمة، والألفات الثلاث بعد همزة الاستفهام، هي: الألف الفاصلة، وهمزة القطع، والمبدلة من الهمزة الساكنة.
(4) انظر الأثر في السبعة ص 588.
(5) ابن عبد الرزاق هو إبراهيم، تقدم ص 140.
وعبد الجبار هو ابن محمد المعلم الأنطاكي، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن عبد الصمد، وروى عن إبراهيم. غاية 1/ 358.
وعبد الصمد هو ابن عبد الرحمن، أبو الأزهر، الراوي عن ورش، تقدم ص 79.

(4/1577)


الفارسي «1» حين حدّثنا عن بكر بن سهل «2» عن أبي الأزهر عن ورش غير أني لم أجده في كتابي عنه. قال أبو عمرو: وقرأت أنا في رواية يونس «3» عنه بالوجهين بالاستفهام والخبر، وروى سائر الرواة عنه بالاستفهام، ولم يأت به نصّا غير الأصبهاني عن أصحابه عنه فإنه قال مستفهمة بنبرة واحدة.

حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية حفص ما تشتهيه الأنفس [71] بهاءين، وكذلك في مصاحف المدينة والشام، وقرأ الباقون ما تشته بهاء «4» واحدة، وكذلك في مصاحف أهل مكة والعراق «5».
ولد فأنا أول [81] قد ذكر «6».
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية التغلبي وحمزة والكسائي في غير رواية أبي موسى وإليه يرجعون [85] بالياء، وكذلك روى ابن جبير في مختصره عن اليزيدي عن أبي عمرو لم يروه عنه غيره وقرأ الباقون بالتاء «7»، وكذلك روى الأخفش وابن أنس وابن المعلى وأبي موسى وغيرهم عن ابن ذكوان وسائر الرواة عن ابن عامر وأبو موسى عن الكسائي وسائر الرواة عن اليزيدي.
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية المفضل: وقيله بنصب اللام وضمّ الهاء «8»، وكذلك روى يحيى الجعفي عن أبي بكر لم يرو ذلك عنه أحد غيره.
__________
(1) إسماعيل بن عبد الله الفارسي، أبو بكر، روى عن بكر بن سهل، وعنه ابو طاهر. غاية 1/ 165.
(2) سبقت ترجمة بكر بن سهل ص 143.
وطريق أبى طاهر عن عبد الصمد ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.
(3) ابن عبد الأعلى، تقدم.
(4) في (م) " بياء" وهو خطأ.
(5) التيسير ص 197، وانظر المقنع ص 107.
(6) في سورة مريم.
(7) النشر 2/ 370.
(8) كذا في النسختين بزيادة" غير" بعد قوله" قرأ عاصم"، ولم يذكر الحرف المختلف فيه وهو قوله" وقيله"، وهو خطأ لعله من الناسخ، لأن عاصما براوييه يقرأ بخفض اللام وكسر الهاء، ويوافقه في ذلك حمزة، وأما الباقون فيقرئون بنصب اللام، وضم الهاء، ويوافقهم في ذلك المفضل وغيره، انظر النشر 2/ 370 ولم يذكر هو، ولا المصنف في التيسير رواية المفضل، والجعفي عن أبي بكر.

(4/1578)


حرف:
قرأ نافع وابن عامر في غير رواية التغلبي عن ابن ذكوان فسوف تعلمون [89] بالتاء، وكذلك روى المنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر عن عاصم وهو وهم، وقال ابن جبير عن اليزيدي عن أبي عمرو: بالياء والتاء عنده سواء «1».
وقرأ الباقون وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان بالياء.
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثنتان
من تحتي أفلا تبصرون [51] فتحها نافع وابن كثير [224/ ب] في رواية البزّي وابن فليح في رواية الزينبي «2» وأبي ربيعة عن قنبل والبزّي وأبو عمرو، وكذلك حكى الخزاعي عن أصحابه، وكذلك روى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر وأسكنها الباقون «3»، وكذلك روى ابن مجاهد «4»، وابن شنبوذ وابن الصباح وغيرهم عن قنبل والقوّاس، وكذلك حدّثني فارس بن أحمد عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه «5» عن ابن فليح.
يا عباد لا خوف عليكم [68] فتحها في الوصل، وأثبتها ساكنة في الوقف عاصم في رواية المفضل وحمّاد، واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي والبرجمي وابن عطارد والشموني عن الأعشى، كذلك بفتح الياء في الوصل، حدّثنا فارس ابن أحمد قال: نا عبد الله بن أحمد قال: نا الحسن بن داود قال: نا القاسم بن أحمد قال: نا محمد بن حبيب عن الأعشى «6» عن أبي بكر عن عاصم يا عبادي بياء منصوبة «7».
__________
(1) السبعة ص 589.
(2) كذا في النسختين، ولعله خطأ، والصواب: الدينوري، وهو: محمد بن عمران أبو بكر، قرأ على ابن فليح، وروى عن النقاش. غاية 2/ 222. والزينبي ليست له رواية عن ابن فليح، ثم لو فرض أن الصواب" الزينبي" فإن طريقه ليست من طرق المصنف عن ابن فليح في هذا الكتاب.
(3) الإقناع 2/ 761.
(4) انظر السبعة ص 590.
(5) وقد ذكرهم في مقدمة هذا الكتاب 1/ 261.
(6) الإسناد صحيح، وقد تقدم، وفي (م) " محمد بن الحبيب".
(7) يعنى: مفتوحة.

(4/1579)


وروى ابن جبير عن الكسائي عنه بحذف الياء في الحالين وبذلك قرأت في روايته، وقد قرأت بذلك أيضا في رواية الأعشى من طريق الشموني وابن غالب، وروى التيمي عن الأعشى بإسكان الياء وأسكنها في الوصل، وأثبتها كذلك في الوقف نافع وابن عامر وأبو عمرو، وكذلك روى الواسطيون عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم، وروى ابن جبير في جامعه عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه يثبتها في الوصل ويحذفها في الوقف، وروى عنه في مختصره إثباتها في الحالين، وكذلك روى أبو عبد الرحمن وإبراهيم وأبو خلّاد وأبو عمرو وأبو شعيب وابن سعدان عن اليزيدي.
حدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد قال: قال ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو أنه يقف يا عبادي بياء «1».
حدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن قطن قال: نا أبو خلّاد قال: نا اليزيدي «2» عن أبي عمرو يا عبادي هذه وحدها بياء: قال: لأني «3» رأيتها في مصاحف أهل المدينة والحجاز بالياء.
وحدّثنا ابن غلبون قال: حدّثنا عبد الله بن محمد قال: نا ابن أنس ح ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا ابن أبي حسّان قالا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر يا عبادي مثبتة الياء، وأخبرنا أحمد بن عمر قال: نا أحمد «4» قال: نا محمد قال: نا هشام بإسناده يا عبادي بإثبات الياء، وحذفها الباقون وهم ابن كثير وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي في الحالين «5».
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة وهي قوله: واتبعون هذا صراط [61] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل وفي
__________
(1) انظر السبعة ص 588، وابن مجاهد لا يروي عن ابن اليزيدي مباشرة، بل بواسطة أبي القاسم بن اليزيدي، كما هو ظاهر من أسانيده التي ذكرها في مقدمة كتابه السبعة ص 99.
(2) الإسناد صحيح، وقد تقدم.
(3) في (م) " لأبي" وهو خطأ، وانظر قول أبي عمرو في النشر 2/ 370.
(4) أحمد هو: ابن سليمان، أبو الطيب، ومحمد هو: ابن محمد الباغندي، تقدمت ترجمتهما ص 102.
وتقدم السند ص 102.
(5) انظر التيسير ص 197.

(4/1580)


رواية ابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي وأبي مروان وأبي سليمان عن قالون وأبو عمرو في كتابي عن محمد بن أحمد عن ابن مجاهد أن ابن كثير يصلها بياء مثل أبي عمرو «1»، وكذا ذكره محمد ابن أشتة في كتابي عن قراءته على ابن مجاهد وغيره وهو وهم لا شك فيه؛ لأن النص والأداء عن ابن كثير بخلاف ذلك، على أن ابن شنبوذ روى عن قنبل أنه يصل ويقف بالياء، وخالف الجماعة عنه.
وحذفها الباقون في الحالين «2»، وكذلك روى أبو طاهر عن ابن مجاهد عن قنبل نصّا وعلى ذلك أهل الأداء عنه.
__________
(1) انظر السبعة ص 590.
(2) المبسوط ص 336.

(4/1581)