جامع البيان في القراءات السبع ذكر اختلافهم في
سورة الحاقة
قد ذكر وما أدريك [3] في الإمالة وفهل ترى [8] في الإدغام.
حرف:
قرأ أبو عمرو والكسائي ومن قبله [هود: 17] بكسر القاف وفتح
الباء، وقرأ الباقون بفتح القاف وإسكان الباء «1».
حرف:
وكلهم قرأ وتعيها [12] بكسر العين وفتح الياء وتخفيفها، واختلف
في الترجمة عن ذلك عن ابن كثير وأبي بكر عن عاصم وحمزة
والكسائي، فأما ابن كثير فروى أبو ربيعة وابن الصباح والزينبي
عن قنبل وتعيها ساكنة العين مفتوحة الياء، وكذلك حكى ابن مجاهد
عن الخزاعي عن قنبل، وكذلك روى الحلواني عن القوّاس فيما
حدّثناه محمد ابن علي عن ابن مجاهد في كتاب السبعة «2»، وكذلك
قال أبو ربيعة عن قنبل قال ابن مجاهد: وقرأت أنا على قنبل
بحركة العين مثل حمزة «3»، وقال الحلواني في كتابه عن القوّاس
بكسر العين قليلا، وقال الخزاعي في كتابه عن أصحابه الثلاثة
كما حكى ابن مجاهد عن قنبل بكسر العين وفتح الياء خفيفة، وكذلك
روى محمد بن هارون واللهبي وأبو ربيعة عن البزّي.
ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا ابن مخلد عن البزّي
وتعيها مثقلة مخفوضة الياء مسكنة ثم تنصب. وهذه الترجمة كلها
خطأ؛ لأنه قال: مثقلة، وأراه يريد أن العين مكسورة ثم قال:
مخفوضة الياء مسكّنة، فكيف يجمع على الياء الحركة والسكون
معا؟! ولعله يريد بمثقلة أن الياء شديدة.
فإن أراد «4» ذلك [237/ ب] فقد جمع عليها ثلاثة أشياء كل واحد
منها إذا انفرد بها ألحقها بما لا يجوز فكيف باجتماعها «5»
واجتماع اثنين منها؟ هذا مع أن اللفظ بذلك كذلك غير متمكّن ولا
في الفطرة إطاقة ذلك، وقد تصحّ ترجمة البزّي في هذه
__________
(1) التيسير ص 213.
(2) ص 648.
(3) المصدر السابق، ونقله عن ابن مجاهد ليس نصا.
(4) في (م) (قال كان)، وهو خطأ.
(5) في (م) (باجتماعهما).
(4/1652)
إذا جعل قوله مخفوضة صفة لقوله: مثقلة وجعل
قوله: الياء مسكنة ابتداء وخبرا يعني أن العين مكسورة والياء
ساكنة، ولو كانت الواو مثبتة قبل الياء لكان أبين ولعلّها سقطت
على ابن الحباب «1»، ويدلّ على أن معنى الترجمة ما قلناه ما
حدّثناه فارس بن أحمد قال: نا أبو الحسين المقرئ «2» قال: نا
أحمد بن عمر «3» نا الحسن بن الحباب قال: نا البزّي وتعيها
ساكنة الياء هذه ترجمة مفهومة.
وأما أبو عمرو فحدّثنا الخاقاني نا الحسن نا أحمد بن شعيب نا
أبو شعيب عن اليزيدي «4» عنه وتعيها منتصبة الياء مرسلة الياء
«5»، وهذا كالذي رواه ابن الحباب عن البزّي، ولا أعلم هذا يروى
عن أبي عمرو إلا من طريق السوسي وحده، وقال أبو عبد الرحمن
وأبو حمدون عن اليزيدي عنه وتعيها خفيفة منصوبة «6» من وعيت،
وأما عاصم فروى إبراهيم بن الوكيعي «7» عن أبيه عن يحيى عن أبي
بكر أنه شدّد الياء ونصبها.
وروى الجيزي عن الشموني عن الأعشى عنه وتعيها يشدّدها، وروى
الخياط عن الشموني عن الأعشى بكسر العين ونصب الياء، وروى ضرار
بن صرد عن يحيى والتيمي عن الأعشى وتعيها خفيفة وروى العجلي
والرفاعي عن يحيى بنصب الياء، لم يزيدا على ذلك والتشديد للياء
غير جائز، وأما حمزة فروى الحلواني عن خلف وخلّاد عن سليم عنه
يختلس العين ولا يشبع كسرتها، وروى ابن سعدان عن سليم نحو ذلك
قال: يشمّ العين الكسرة ولا يشبعها يختلسها «8»، وكذلك حكى ابن
الجهم عن خلف عن سليم سواء.
__________
(1) الراوي عن البزى وهو ابن مخلد.
(2) هو عبد الباقي بن الحسن، تقدم ص 158.
(3) أحمد بن صالح بن عمر، أبو بكر البغدادي، ثقة ضابط، قرأ على
ابن الحباب، وعليه عبد الباقي، توفي بعد سنة 350 هـ. غاية 1/
62، والإسناد صحيح.
(4) تقدم هذا السند، وفي الحسن كلام لا ينزل حديثه عن رتبة
القبول.
(5) أي ساكنة الياء.
(6) أي مفتوحة.
(7) إبراهيم بن أحمد بن عمر، أبو إسحاق الوكيعي المصري، شيخ،
روى عن أبيه عن يحيى، وعنه ابن مجاهد، غاية 1/ 8.
(8) المبسوط ص 379.
(4/1653)
قال ابن الجهم: وأما غير خلف فيقول وتعيها
بكسر العين وفتح الياء، وقال ابن الجهم: وكذلك قرأناها على خلف
غير مرة. وروى عيّاش بن محمد عن أبي عمر عن سليم منتصبة مثقلة
مكسورة العين بياء ساكنة وأخرى نصب لا تشدد، وهذه الترجمة خطأ
ينفي بعضها بعضا، وروى ابن فرح عن أبي عمر عنه مثقلة منتصبة
الياء مكسورة العين، وهذه الترجمة صحيحة إن أراد بقوله: مثقلة:
أن حروف الكلمة محرّكة كلها لا سكون في شيء منها مما قد جاء
السكون فيه نحو العين والياء، وروى سليمان بن منصور «1» عن
سليم التاء نصب والعين خفض والياء نصب مشددة والتشديد الذي هو
إدخال حرف ساكن في حرف متحرّك، ورفع اللسان بها رفعة واحدة لحن
«2».
وقد يجوز أن يراد هاهنا تحريك الياء على الاتّساع والمجاز كما
قال يونس عن ورش عن نافع في قوله: أحد عشر كوكبا [يوسف: 4]
ويوم ظعنكم [النحل:
80] مشددة، وقال هشام عن ابن عامر: أحد عشر وتسعة عشر [المدثر:
30] مشددة يريدان حركة العين وإذا أريد به ذلك صار اختلافا في
العبارة لا اختلافا في القراءة، وروى إبراهيم بن زربي عن سليم
مثقلة، ولعله أراد ما حكيناه من تحريك العين والياء.
وروى الخنيسي عن خلّاد عنه مكسورة العين منصوبة، وروى أبو هشام
عنه أنه يخفّف الياء، وأما الكسائي فروى عيّاش وابن فرح وابن
الحمامي عن أبي عمر عنه وتعيها مرسلة [238/ أ] الياء مثقلة،
وهذا كالذي رواه ابن الحباب عن البزّي عن ابن كثير والسّوسي
واليزيدي عن أبي عمرو، وروى الحلواني عن أبي عمر عنه بكسر
العين لم يزد على ذلك، وروى أبو الحارث عنه مختلسة الياء يريد
مخفّفة، وروى قتيبة عنه مخفّفة متحركة، وقال سورة عنه مثقلة
الياء يريد محرّكة، والباقون من القرّاء والرواة لم يختلف عنهم
في الترجمة عن ذلك اختلافا يوجب تغاير اللفظ فلذلك أضربنا عن
تراجمهم «3»
__________
(1) كذا في النسختين، والصواب: سليم بن منصور بن عمار البصري،
قرأ على سليم غاية 1/ 319.
(2) يعني: إن كان هذا هو المراد من التشديد هنا فذلك خطأ.
(3) والحق أن المصنف قد أطال هنا في عرض الوجوه بما لا طائل
تحته، وقد قال في التيسير ص 213: ( .. وجاء عن ابن كثير،
وعاصم، وحمزة في ذلك ما لا يصح)، وأما ابن الجزري فلم يذكر
خلافا أصلا.
(4/1654)
أذن وعية [12] قد ذكر «1».
حرف:
وكلهم قرأ وحملت الأرض [14] بتخفيف الميم إلا ما رواه عبد
الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر وحمّلت [14] مشددة «2»،
لم يروه غيره وحدّثنا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد قال:
نا هشام بإسناده عن ابن عامر وحملت الأرض [14] خفيفة، وكذلك
روى ابن ذكوان وابن عتبة بإسناده عنه.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي لا يخفى منكم [18] بالياء وقرأ الباقون
بالتاء «3».
حرف:
وكلهم قرأ هآؤم اقرءوا [19] بهمز الواو وإشباع المدّ للألف
قبلها؛ لأنها مع الهمزة من كلمة واحدة إذ هاؤم بمنزلة هاكم إلا
ما حكاه أحمد بن صالح عن ورش وقالون الواو غير مهموزة يريد أن
«4» همزتها مسهّلة بين بين، وحمزة إذا وقف جعلها كذلك «5»، ولم
يأت بذلك عن نافع غير أحمد وهو ثقة ضابط.
ما أغنى عنّي ماليه هلك عني سلطانيه [28، 29] مذكور قبل في
سورة البقرة.
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية ابن المعلى وابن خرزاذ في
رواية الشاميين عن الأخفش عن ابن ذكوان وفي رواية ابن عتبة
والوليد وهشام قليلا ما يؤمنون [41] وقليلا ما يذّكّرون [42]
بالياء فيهما، وحدّثنا الفارسي نا عبد الواحد بن عمر نا ابن
أبي حسان نا هشام بإسناده عن ابن عامر قليلا ما يؤمنون
__________
(1) في سورة المائدة.
(2) وهي قراءة شاذة، قرأ بها المطوعي كما في القراءات الشاذة
للقاضي ص 89، وذكرها ابن جني في المحتسب 2/ 328، من طريق ابن
مجاهد عن عبد الحميد بن بكار، ثم قال ابن مجاهد بعد ذكره
للرواية: (وما أدري ما هذا)، ودافع ابن جني عن الرواية نحويا،
ورد على ابن مجاهد استنكاره للرواية، قال بعد رده: ( ... ورحم
الله ابن مجاهد، فلقد كان كبيرا في موضعه، مسلما فيما لم يمهر
به)، والحق أن القراءة لا يؤخذ بها إذا وافقت وجه نحوي فقط، بل
الأصل العظيم في قبول القراءة هو السند المتواتر، وهذا قد غفل
عنه ابن جني حين رد على ابن مجاهد. فرحم الله الجميع.
(3) النشر 2/ 389.
(4) في (م) (تريدان بهمزتها)، والصواب ما في (ت).
(5) انظر الإتحاف ص 422.
(4/1655)
بالياء وقليلا ما تذكّرون بالتاء «1».
وهذا عندي وهم من ابن أبي حسان؛ لأن طاهرا حدّثنا قال: نا عبد
الله بن محمد قال: نا ابن أنس قال: نا هشام بإسناده ما يؤمنون
بالياء ما يذكّرون بالياء، وكذلك روى أبو بكر الواسطي عن هشام،
وكذلك روى الحلواني وابن عبّاد عنه.
وقرأ الباقون بالتاء فيهما «2»، وكذلك روى ابن بكّار والداجوني
أداء عن أصحابه عن هشام وابن أنس والتغلبي عن ابن ذكوان وابن
شنبوذ والنقّاش عن الأخفش عنه «3»، وبذلك قرأت عن الفارسي عنه،
وقال ابن أشتة: كذلك وجدته في كتاب النقّاش، وذكرهما الأخفش في
كتابيه «4» بالياء قال على الإخبار عنهم وهو الصحيح وعليه
العمل عند أهل الشام، وبذلك قرأت في جميع الطرق عن الأخفش
والله أعلم.
__________
(1) في المصرية كرر الإسناد نفسه، والرواية نفسها بزيادة في
آخرها (فيهما).
(2) انظر النشر 2/ 390.
(3) الإقناع 2/ 791.
(4) لم أعثر عليهما.
(4/1656)
ذكر اختلافهم في
سورة الواقع [المعارج]
حرف
«1»: قرأ نافع وابن عامر سال [1] بألف ساكنة بعد السين بدلا من
الهمزة والبدل مسموع «2» وليس بجار على القياس، ويجوز أن يكون
ذلك من السبيل دون السؤال فيكون «3» الألف مبدلة من ياء، وقرأ
الباقون بهمزة بعد السين «4»، وحمزة إذا وقف جعلها بين بين
«5». وأجمعوا على همز سائل وصلا ووقفا إلا حمزة فإنه يسهّل
الهمزة في الوقف على أصله.
حرف:
قرأ الكسائي يعرج الملئكة [2] بالياء وقرأ الباقون بالتاء «6».
حرف:
وكلهم قرأ ولا يسئل حميم حميما [10] بفتح الياء إلا ما رواه
البرجمي عن أبي بكر عن عاصم «7» والوليد عن يحيى عن ابن عامر
أنهما قرءا بضم الياء، وما اختلف فيه عن البزّي عن ابن كثير،
فحدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد [238/ ب] قال: نا مضر
بن محمد عن البزّي ولا يسئل بالضم للياء «8».
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: نا
ابن مخلد عن البزّي بضم الياء مثله، وكذلك روى عنه أبو عبد
الرحمن اللهبي والعباس بن أحمد البزّي «9»
__________
(1) سقطت من (م).
(2) ومنه قول حسان: (سألت هذيل رسول الله فاحشة ... )، وقد
أنشد ذلك سيبويه وإبدال الهمزة عنده على غير قياس، والقياس بين
بين. وانظر الكشف 2/ 334.
(3) كذا في النسختين، ولعلها (فتكون).
(4) انظر الوجهين في: التيسير ص 214، النشر 2/ 390.
(5) الإتحاف ص 423.
(6) التيسير ص 214.
(7) المبسوط ص 381، وبضم الياء قرأ أبو جعفر المدني، وهو أحد
العشرة.
(8) الإسناد صحيح، وأنظر السبعة ص 650.
(9) العباس بن أحمد بن محمد، أبو خبيب البغدادي، روى عن البزي،
وعنه أبو طاهر، مات سنة 308 هـ، وفي المطبوع من تاريخ بغداد
12/ 152، وغاية النهاية 1/ 352 (البرتي)، وليس (البزي) كما هو
في النسختين، وسيذكر المصنف الراوي مرة أخرى بنسبته الصحيحة
وهو (البرتي)، وروايته عن البزي خارجة عن طرق المصنف في هذا
الكتاب.
(4/1657)
وإبراهيم بن موسى «1» وغيرهم، وعلى ذلك
رواة كتابه متفقون عنه، وكذلك حكى الزينبي أنه قرأ على أصحابه
عنه «2»، وبذلك قرأت أنا له من طريق ابن الحباب بالإسناد
المتقدّم في أول الكتاب «3».
وروى أبو ربيعة والخزاعي ومحمد بن هارون بفتح الياء، وكذلك روت
الجماعة عن قنبل والحلواني عن القوّاس والخزاعي عن ابن فليح،
وكذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: أنه قرأ على قنبل عن
النبال «4»، وبذلك قرأت في رواية أبي ربيعة والخزاعي وابن
هارون عن البزّي «5»
من عذاب يومئذ [11] قد ذكر.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وفي رواية ابن جبير عن الكسائي عن أبي
بكر نزّاعة للشوى [16] بالنصب وقرأ الباقون بالرفع «6».
لأماناتهم [32] قد ذكر «7».
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص بشهاداتهم [23] بألف بعد الدال على
الجمع، وكذلك روى أبو معمر عن عبد الوارث والعباس بن الفضل عن
أبي عمرو «8»، وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد «9».
حرف:
وكلهم قرأ على صلاتهم يحافظون [34] وهو الثاني على التوحيد
«10»
__________
(1) لم أجد له ترجمة.
(2) الإقناع 2/ 792.
(3) 1/ 255 من القسم المحقق.
(4) السبعة ص 650.
(5) انظر النشر 2/ 390.
(6) التيسير ص 214.
(7) في سورة المؤمنون.
(8) رواية عبد الوارث، والعباس عن أبي عمرو ليست من طرق المصنف
في هذا الكتاب، وقد تقدم ذكر هذا.
(9) المبسوط ص 318.
(10) علل ابن الجزري اتفاق القراء هنا على التوحيد في النشر 2/
328 في سورة المؤمنون، مراعاة للسياق، واللحاق.
(4/1658)
إلا ما رواه ابن جبير عن الكسائي ومحمد بن
إبراهيم عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ ذلك على الجمع
والأول لا خلاف فيه.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل أن يدخل جنة نعيم [38] بفتح الياء
وضم الخاء، وكذلك روى أبو عمارة عن حفص لم يروه أحد غيره «1».
وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الخاء، وكذلك روت الجماعة عن حفص
«2».
حرف:
وكلهم قرأ يوم يخرجون [43] بفتح الياء وضمّ الراء إلا ما رواه
الشموني وابن غالب عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه ضمّ الياء
وفتح الراء، وبذلك قرأت في رواية الأعشى من هذين الطريقين،
وكذلك حكى أحمد بن نصر أنه قرأ في رواية يحيى عن أبي بكر من
طريق شعيب بن أيوب وغيره، وروى التيمي عن الأعشى عن أبي بكر
بفتح الياء وضمّ الراء مثل الجماعة ولم يأت بذلك نصّا عن يحيى
عن أبي بكر غير «3» ضرار بن صرد وعلى ذلك أهل الأداء عنه «4».
والحرف الذي في القمر «5» مجمع على فتح الراء فيه.
حرف:
قرأ ابن عامر في غير رواية الوليد وعاصم في رواية حفص إلى نصب
[43] بضم النون والصّاد جميعا، وروى الوليد عن يحيى عن ابن
عامر بضمّ النون وإسكان الصاد، وقرأ الباقون بفتح النون وإسكان
الصّاد «6».
وأمال حمزة والكسائي قوله: لظى [15] والشوى [16] وتولى [17]
وفأوعى [18] وقرأهنّ أبو عمرو بين بين؛ لأنهنّ رءوس آي «7»،
وقرأهنّ نافع على الاختلاف المذكور عنه، وأخلص الباقون فتحهنّ.
فمال الذين كفروا [36] مذكور في باب الوقف، والله أعلم.
__________
(1) وهي قراءة شاذة، قرأ بها الحسن، والمطوعي، انظر القراءات
الشاذة ص 89.
(2) انظر السبعة ص 651.
(3) ساقطة من (م).
(4) أنظر المبسوط ص 382.
(5) وهو قوله يخرجون من الأجداث ... (7).
(6) انظر النشر 2/ 391.
(7) انظر الإتحاف ص 424.
(4/1659)
ذكر اختلافهم في
سورة نوح عليه السلام
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم ماله وولده [21] بفتح الواو واللام،
وقرأ الباقون بضم الواو وإسكان اللام «1».
حرف:
قرأ نافع ودّا [23] بضم الواو، وكذلك روى الداجوني أداء عن
أصحابه عن هشام قال: وقد روي عنه فتح الواو والفتح هو الذي نصّ
عليه هشام في كتابه، وكذلك رواه عنه الحلواني وابن عبّاد وابن
أنس وابن ذكوان وابن أبي حسان وابن دحيم والباغندي وغيرهم
واختار هشام الضم «2». أخبرنا أحمد بن عمر قال: نا أحمد بن
سليمان قال: نا محمد بن محمد قال هشام بإسناده عن ابن عامر
[239/ أ] ودّا بفتح الواو وبذلك قرأت وعليه أهل الأداء.
واختلف في ذلك عن أبي بكر فحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن
مجاهد قال: نا المروزي «3» عن ابن سعدان عن محمد بن المنذر «4»
عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ ودّا مضمومة الواو. وروى
سائر الرواة عن أبي بكر عن يحيى عنه بفتح الواو، وبذلك قرأ
الباقون «5».
حرف:
قرأ أبو عمرو مما خطاياهم [25] بفتح الطاء والياء وألف بعدهما
من غير همز على لفظ قضاياهم وقرأ الباقون خطيئاتهم بكسر الطاء
وياء ساكنة بعدها وبعد الياء همزة مفتوحة وألف وتاء مكسورة
«6».
والهاء في قراءة أبي عمرو مضمومة وفي قراءتهم مكسورة «7».
__________
(1) فتصير هكذا (ولده) وأنار التيسير ص 215.
(2) كذا في النسختين، وهذا يعارض ما قبله في قوله (والفتح هو
الذي نص عليه هشام ... )، وما بعده في الأثر المسند عن هشام،
والإسناد تقدم.
(3) هو عبيد بن محمد، تقدم ص 1105.
(4) محمد بن المنذر الكوفي، مقرئ معروف، روى عن يحيى، وعنه ابن
سعدان، غاية 2/ 266، والإسناد يحتمل التحسين، وانظر الأثر في
السبعة ص 653.
(5) انظر التيسير ص 215.
(6) المصدر السابق.
(7) للاتباع، انظر النشر 2/ 391.
(4/1660)
وحمزة إذا وقف أبدل الهمزة ياء مفتوحة
وأدغم الياء الساكنة التي قبلها فيها.
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث: أولاهن: دعاءي إلا فرارا
[6] أسكنها الكوفيون بخلاف عن أبي بكر وفتحها الباقون «1»،
وكذلك روى ابن أبي أمية وإسحاق الأزرق وبريد بن عبد الواحد عن
أبي بكر وكذلك روى لنا ابن خواستي الفارسي عن أبي طاهر عن
الحسن بن داود عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر بفتح
الياء، وروى لنا أبو الفتح عن ابن غالب «2» عن الحسن عن الخياط
عن الشموني [عن الأعشى] عن أبي بكر بإسكان الياء وبذلك قرأت.
إني أعلنت [9] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية
الوليد وابن بكار وأسكنها الباقون «3» وابن عامر في رواية ابن
ذكوان وهشام وابن عتبة.
بيتي مؤمنا [28] فتحها عاصم في رواية حفص وابن عامر في رواية
ابن بكّار، واختلف فيها عن هشام عنه فروى الحلواني وابن عباد
عنه فتحها.
وحدّثنا ابن غلبون قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن
أنس قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر بيتي [28] جزم «4»،
وكذلك قال عنه أبو بكر الواسطي «5» وسائر الرواة، وكذلك روى
الوليد عن يحيى وابن ذكوان وابن عتبة عن أيوب عن ابن عامر،
وأسكنها الباقون «6» وسائر الرواة عن عاصم.
ونا الخاقاني قال: نا أحمد بن أسامة قال: نا أبي قال: نا يونس
عن ورش عن نافع بيتي منصوبة بالياء ح و «7» نا فارس بن أحمد
قال: نا جعفر بن أحمد قال: نا محمد بن الربيع قال: نا يونس عن
ورش عن نافع بيتي مؤمنا [28] موقوفة الياء «8»، وهذا هو
الصواب. قال أبو عمرو: ورأيت علي بن عمر
__________
(1) التيسير ص 215.
(2) في (م) (طالب)، وهو خطأ.
(3) النشر 2/ 391.
(4) يعني: الياء ساكنة.
(5) هو محمد الباغندي. تقدم ص 243.
(6) التيسير ص 215.
(7) في (م) (ح ونا فارس ... ) ولا داعي لرمز (ح) هنا، والإسناد
تقدم.
(8) يعني: ساكنة.
(4/1661)
الدارقطني «1» قد غلط في هذا الباب غلطا
فاحشا فحكى في كتاب السبعة «2» أن نافعا من رواية الحلواني عن
قالون يفتحها وأن عاصما من رواية حفص يسكنها والرواة وأهل
الأداء مجمعون عنهما على ضدّ ذلك والله أعلم.
__________
(1) علي بن عمر، أبو الحسن، الإمام الحافظ الكبير، انتهى إليه
علم الأثر ومعرفة العلل، مع الصدق والأمانة، والثقة، مات سنة
385 هـ، تاريخ بغداد 12/ 34 - 35، غاية 1/ 558.
(2) لعل هذا هو اسم كتاب الدارقطني الذي ألفه في القراءات،
والذي قال فيه ابن الجزري:
(وألف في القراءات كتابا جليلا لم يؤلف مثله ... ولم يكمل حسن
كتاب (جامع البيان) إلا لكونه نسج على منواله ... ).
(4/1662)
|