جامع البيان في القراءات السبع ذكر اختلافهم في
سورة التحريم
حرف:
قرأ الكسائي عرف بعضه [3] بتخفيف الراء، وكذلك روى ضرار بن صرد
عن يحيى عن أبي بكر، واختلف عن الأعشى فروى أحمد بن شعيب
الآدمي «1» عن الخيّاط عن الشموني عنه بالتخفيف، وحدّثنا [236/
أ] فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن أحمد قال: نا الحسن بن
داود عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر بالتشديد. قال
أبو عمرو: والتخفيف اختيار من أبي بكر «2» وروايته عن عاصم
التشديد، وقد ذكرنا هذا في سورة البقرة، وقرأ الباقون بتشديد
الراء «3».
وإن تظاهرا [4] وأن يبدله [5] وجبريل [44] قد ذكر قبل «4».
حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد والمفضل توبة نصوحا [8] بضم النون،
واختلف عن أبي بكر فروى عنه الأعشى والبرجمي أنه فتح النون دون
سائر الرواة عنه أنه ضمّ النون، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم
بفتح النون «5».
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وأبو عمرو وكتبه وكانت [12] بضم الكاف
والتاء من غير ألف على الجمع.
وقرأ الباقون بكسر الكاف وفتح التاء وألف بعدها «6».
ابنت عمران [12] مذكور في الإمالة والله أعلم.
__________
(1) كذا في النسختين، ولم أجده، ولعل الصواب (أحمد بن سعيد
الاذني)، فإن كان هو فقد تقدم ص 197، وإن كان (أحمد بن شعيب
الأدمي) فإن روايته عن الخياط خارجة عن طرق المصنف في هذا
الكتاب.
(2) وهو من الحروف العشرة التي يذكر أنه قال فيها: (أنا
أدخلتها من قراءة علي- رضي الله عنه- في قراءة عاصم، حتى
استخلصت قراءته)، المبسوط ص 375.
(3) انظر الوجهين في الحرف في: التيسير ص 212، النشر 2/ 388.
(4) تظهرا (في سورة البقرة،) يبدله (في سورة الكهف،) جبريل (في
سورة البقرة).
(5) السبعة ص 641، التلخيص ص 440.
(6) النشر 2/ 389.
(4/1646)
ذكر اختلافهم في
سورة الملك
حرف:
قرأ حمزة والكسائي من تفوّت [3] بتشديد الواو من غير ألف، وقرأ
الباقون بتخفيف الواو وألف قبلها «1».
هل ترى من فطور [3] قد ذكر في الإدغام.
حرف:
قرأ الكسائي فسحقا [11] بضم الحاء وبإسكانها بالوجهين، قال أبو
عمرو عنه فسحقا يثقل «2» ويخفف ما يبالي كيف قرأ، والمأخوذ عنه
في الأداء الضم وبه قرأت «3»، وروى عنه قتيبة وسورة بالضم لا
غير. حدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد قال: قرأ الكسائي
فسحقا وسحقا خفيفا وثقيلا «4». وكذا قال أبو موسى «5» عنه.
وقال ابن أبي شريح عنه: «أنه كان إلى التخفيف أميل».
وحدّثنا الخاقاني قال: نا أحمد بن محمد قال: نا أبو عبيد قال:
كان الكسائي يرى فيها التخفيف والتثقيل جميعا «6». وقرأ
الباقون بإسكان الحاء «7».
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية ابن مجاهد وابن بويان وابن الصباح وأبي
عون الواسطي عن قنبل وإليه النشور [15] وأمنتموا «8» [16]
بإبدال همزة الاستفهام واوا مفتوحة لانضمام ما قبلها في حال
الوصل خاصة لوجود الضمة هناك وبعد تلك الواو مدّة في تقدير
همزة مسهّلة، وروى أبو ربيعة وابن شنبوذ وأبو العباس البلخي عن
قنبل والحلواني عن القوّاس بزيادة واو مفتوحة قبل همزة
الاستفهام وتحقيق همزة
__________
(1) النشر 2/ 389.
(2) أي: بضم الحاء.
(3) واعتمده في التيسير ص 212.
(4) السبعة ص 644.
(5) هو الشيزري، وقد تقدم.
(6) انظر التلخيص ص 441.
(7) الإتحاف ص 420.
(8) رسمت في النسختين هكذا: (وامنتموا).
(4/1647)
الاستفهام وتسهيل همزة الوصل بعدها، وكذلك
روى ابن مجاهد عن قنبل «1» قال:
وهو غلط منه.
وقد قدّمنا في سورة الأعراف أن زيادة الواو غير جائز؛ لأنه
خلاف لرسوم مصاحف المسلمين المتفق عليها، وإبدالها من همزة
الاستفهام في حال الوصل.
وقرأ ابن كثير في رواية البزّي وابن فليح في رواية الخزاعي عن
أصحابه الثلاثة والزينبي عن قنبل ونافع وابن عامر في رواية
الحلواني عن هشام وأبو عمرو بتحقيق همزة الاستفهام وتسهيل همزة
القطع بعدها، ونافع في غير رواية ورش وهشام وأبي عمرو يفصلون
بينهما بألف، ونافع في غير رواية المصريين عن أبي يعقوب عن ورش
وابن كثير في رواية البزّي وابن فليح لا يفصلان على أصلها،
وورش من طريق المصريين يبدل همزة القطع ألفا والفصل قبلها لا
يجوز، وقرأ الباقون «2» وهم الكوفيون وابن عامر في رواية ابن
ذكوان وفي رواية، والفضل بن عباد وابن بكر عن هشام بتحقيق
الهمزتين، وابن عباد [236/ ب] وابن بكر عن هشام يفصلان بينهما
بألف على ما تقدم.
سيئت [27] قد ذكر «3».
حرف:
قرأ الكسائي فسيعلمون من هو في ضلال [29] بالياء وقرأ الباقون
بالتاء، وأجمعوا على التاء في الحرف الأول وهو قوله: فستعلمون
كيف نذير [17] لاتصاله بالخطاب «4».
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثنتان إن أهلكني الله [28]
أسكنها حمزة، وكذلك روى خلف عن المسيّبي عن نافع والوليد بن
مسلم عن يحيى عن ابن عامر، وفتحها الباقون «5»، وكذلك روى سائر
الرواة عن المسيّبي وعن ابن عامر.
ومن معي أو رحمنا أسكنها عاصم في غير رواية حفص وحمزة
والكسائي،
__________
(1) السبعة ص 644، وردها ابن الباذش في الإقناع 1/ 368.
(2) انظر الأوجه في التيسير ص 212، النشر 1/ 364، باب الهمزتين
من كلمة.
(3) في سورة هود.
(4) النشر 2/ 389.
(5) التيسير ص 213.
(4/1648)
وكذلك روى أبو الربيع الزهراني عن يزيد بن
عبد الواحد عن اسماعيل عن نافع.
واختلف عن الأعشى عن أبي بكر فروى عنه ابن غالب بالإسكان «1»،
وكذلك قرأت في رواية الشموني عنه، وروى عنه التيمي بالفتح،
وكذلك حدّثنا فارس بن أحمد نا عبد الله بن أحمد ح وحدّثنا
الفارسي قال: نا عبد الواحد بن عمر قالا: نا الحسن بن داود نا
قاسم بن أحمد عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر بالفتح أيضا،
وكذلك روى ابن أبي حمّاد عن أبي بكر، واختلف عن يحيى بن آدم عن
أبي بكر أيضا، فروى عنه ضرار بن صرد بالفتح، وروى خلف
والصريفيني وغيرهما عنه بالإسكان وفتحهما الباقون «2»، وكذلك
روى الهاشمي وأبو عمر عن إسماعيل عن نافع. وفيها من الياءات
المحذوفات ثنتان
كيف نذير [17] وكان نكير [18] أثبتهما في الوصل وحذفهما في
الوقف نافع في رواية ورش، وفي رواية العثماني عن قالون،
وحذفهما الباقون في الحالين «3»، وكذلك قال أحمد بن صالح عن
قالون فيها.
وليس من هنا إلى الفجر ياء محذوفة اختلف القرّاء في حذفها
وإثباتها.
__________
(1) واعتمدها في التيسير ص 213.
(2) كذا في النسختين، والصواب (وفتحها)، وانظر المبسوط ص 377.
(3) النشر 2/ 389.
(4/1649)
ذكر اختلافهم في
سورة ن
قد ذكرت اختلافهم في البيان والإدغام في قوله: ن والقلم [1، 2]
في سورة يس «1» فأغنى ذلك عن إعادته.
حرف:
وكلهم قرأ وما يسطرون [2] بالسين إلا ما رواه أحمد بن واصل عن
ورش أنها بالصاد في القراءة ورواها عن قالون بالسين. وروى أحمد
أيضا عن قالون:
طايف [19] الياء مكسورة وروى عن ورش نايمون [19] الياء مكسورة،
وذلك قياس ما حكاه الخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير من أنه لا
يهمز فاعلا ولا فاعلين ولا فاعلان من ذوات الياء والواو، وسائر
القرّاء يهمزون ذلك وصلا ووقفا إلا حمزة فإنه يهمز في الوصل
ولا يهمز في الوقف على ما شرحناه من مذهبه «2».
قال أبو عمرو: وقد يمكن أن يريد أحمد بقوله في: طائف ونائمون
الياء مكسورة الهمزة على طريق الاتّساع، ألا ترى أن المصنفين
كثيرا ما يقولون في نحو:
إن، وإنه، وإيمان، وإدبار بكسر الألف يريدون الهمزة، فعبّروا
عنها بصورتها. ومما يؤيد ذلك أن أبا الأزهر وأبا يعقوب وداود
قالوا عن ورش في قوله: ومكر السيّء [فاطر: 43] مجرورة الياء
يريدون الهمزة لا غير، فعبّروا عنها بصورتها مجازا واتّساعا،
فكذلك عبّر عنها أحمد بذلك في الحرفين.
حرف:
قرأ ابن عامر أن كان ذا مال [14] على الاستفهام بهمزة محققة
وهمزة مسهّلة بعدها، وهشام يفصل بينهما بألف طردا لمذهبه في
سائر الاستفهام، وابن ذكوان لا يفصل [237/ أ]؛ لأن من قوله
تحقيق الهمزتين دون فاصل في سائر الاستفهام، فلما لم يفصل في
حال الثقل علم أنه لا يفصل في حال الخفّة؛ لأن الفصل بالألف
تخفيف، هذا مع أن الأخفش وغيره من أصحابه لم يذكروا ذلك عنه،
فوجب أن يحمل ذلك على ما يوجبه أصل قوله وقياس مذهبه، وقرأ
عاصم في رواية المفضل وحمّاد وحمزة أأن كان على الاستفهام أيضا
مع تحقيق الهمزتين.
واختلف في ذلك عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي
والبرجمي
__________
(1) ص 1513.
(2) انظر القسم المحقق 1/ 550.
(4/1650)
والأعشى وابن أبي أمية وابن أبي حمّاد وعبد
الجبار بهمزتين، وروى خلّاد عن حسين عنه آن كان بهمزة ممدودة
يعني مسهّلة من غير فصل بألف بين المحقّقة وبينها، وروى
الكسائي ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم ويزيد بن عبد الواحد وابن
جبير وهارون عن حسين والمنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر أن
كان على لفظ الخبر بهمزة واحدة، واختلف عن ابن كثير، فروى
الخزاعي عن ابن فليح عن أصحابه عنه أن كان على الاستفهام بهمزة
واحدة ومدّة من غير فاصل بينهما.
قال الخزاعي عنه بمدّ الألف عن «1» الاستفهام، وروى القوّاس
والبزّي عنه على الخبر بهمزة واحدة مفتوحة.
واختلف عن أبي عمرو أيضا فروت الجماعة عن اليزيدي عنه على لفظ
الخبر بهمزة واحدة.
واضطرب قول ابن جبير عنه في ذلك فقال في جامعه عنه على الخبر،
وقال في مختصره: ممدودة على تأويل الاستفهام، والأول من قوليه
هو الصواب. وقرأ الباقون بهمزة واحدة مفتوحة على لفظ الخبر،
وكذلك روى حفص عن عاصم وشجاع وعبد الوارث عن أبي عمرو «2».
أن يبدلنا قد ذكر «3».
حرف:
قرأ نافع ليزلقونك بفتح الياء من زلقت وقرأ الباقون بضمّها من
أزلقت «4» وهما لغتان والله تعالى أعلم.
__________
(1) في (م) (على) وهو الصواب.
(2) انظر الأوجه في: التيسير ص 213، النشر 1/ 367 باب في
الهمزتين من كلمة.
(3) في سورة الكهف.
(4) انظر الكشف 2/ 322.
(4/1651)
|