جامع البيان في القراءات السبع ذكر اختلافهم في
سورة القيامة
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية قنبل عن القوّاس وفي رواية أبي ربيعة عن
البزّي لأقسم بيوم القيامة [1] بغير ألف بعد اللام يجعل اللام
لام اليمين، قال لنا محمد بن علي قال لنا ابن مجاهد: كذا قرأت
على قنبل قال: وقرأت عليه: ولا أقسم بالنفس [2] بألف «1».
روى الحلواني عن القوّاس لا أقسم ولا أقسم بقطع الألف فيهما،
وكذا قال الخزاعي عن أصحابه، وقال أبو ربيعة عن قنبل معنى ما
قاله ابن مجاهد عنه قال:
فأما ابن أبي بزة فلم يذكره في كتابه فلم أحفظ فيه شيئا،
وأحسبه كان يقرؤها كذلك «2»، وقال الزينبي: قال لي أبو ربيعة
إنه لم يحفظ عن أبي بزّة فيها شيئا، وقال ابن مجاهد عنه: إنه
قال أحسب أن أبي بزّة كان يقرؤها كرواية قنبل، قال أبو عمرو
بمثل ما رواه ابن مجاهد والجماعة عن قنبل: قرأت على عبد العزيز
بن محمد المقرئ عن قراءته على أبي بكر النقّاش عن أبي ربيعة عن
البزّي، وقرأ الباقون بألف «3» بعد اللام في الحرفين جميعا
«4»، وبذلك قرأت في رواية الجماعة عن البزّي وفي رواية ابن
فليح.
حرف:
قرأ نافع فإذا برق [7] بفتح الراء وقرأ الباقون بكسرها «5».
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان وأبي
عمرو كلا بل يحبون العاجلة ويذرون الآخرة [20، 21] بالياء
فيهما وقرأهما الباقون بالتاء «6»، وكذلك روى التغلبي عن ابن
ذكوان وابن شنبوذ عن الأخفش عنه، وذكرهما الأخفش في كتابيه
بالياء قال: على «7» الإخبار عنهم، وكذلك رواهما «8» أحمد بن
أنس وابن
__________
(1) السبعة ص 661.
(2) يعني كرواية قنبل.
(3) في (م) «بالغيب» وهو خطأ.
(4) التيسير ص 216.
(5) النشر 2/ 393.
(6) المبسوط ص 388.
(7) سقطت من (م).
(8) يعني: رووا الحرفين بالياء.
(4/1673)
المعلى وابن خرزاذ وابن موسى عن ابن ذكوان،
وكذلك رواهما هشام وابن بكّار والوليد بإسنادهم عن ابن عامر.
وقيل من راق [27] قد ذكر قبل «1».
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وابن عامر في رواية التغلبي عن
ابن ذكوان من مني يمنى [37] بالياء، وبذلك قرأت في رواية عبد
الوارث عن أبي عمرو «2»، وكذلك روى أبو عبيد عن شجاع عن أبي
عمرو وقرأ الباقون بالتاء «3»، وكذلك روى الأخفش وأحمد بن أنس
وابن المعلى وغيرهم عن ابن ذكوان وهشام وابن بكّار والوليد
بإسنادهم عن ابن عامر، وبذلك قرأت في رواية شجاع عن أبي عمرو،
وأمال حمزة والكسائي أواخر آي هذه السورة من لدن قوله ولا صلّى
إلى آخرها.
وقرأ أبو عمرو جميع ذلك بين بين، وقرأ نافع ذلك على الاختلاف
المذكور عنه في باب الإمالة وأخلص الباقون فتح ذلك كله «4».
__________
(1) في سورة الكهف.
(2) السبعة ص 662.
(3) انظر النشر 2/ 394؟
(4) التيسير ص 217.
(4/1674)
ذكر اختلافهم في
سورة الإنسان
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية هشام والوليد بن مسلم وعاصم في
غير رواية حفص والكسائي سلاسلا [4] بالتنوين ووقفوا بالألف
عوضا منه، وقرأ الباقون بغير تنوين، وكذلك ابن عامر في رواية
ابن ذكوان وابن بكّار وابن عتبة من طريق الأداء وعاصم في رواية
حفص «1».
نا ابن جعفر قال: نا ابن أبي هاشم قال: نا أحمد بن عبيد الله
قال: نا الحسن قال:
نا أحمد «2» قال: نا الوليد بن عتبة المقرئ قال: نا أيوب بن
تميم قال: نا يحيى عن ابن عامر «3» سلاسلا ينون فيها. نا ابن
جعفر قال: نا أبو طاهر قال: نا قاسم والخثعمي [241/ ب] قالا:
نا أبو كريب قال: نا أبو بكر قال: كان عاصم ينوّن كل شيء هل
أتى على الإنسان [1] «4» واختلفوا في الوقف. فأما ابن كثير
فقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن قنبل أن الوقف بغير ألف
«5»، وبذلك وقفت في مذهبه.
وكذلك روى الزينبي عن رجاله أداء، وكذلك روى النقّاش عن أبي
ربيعة عن البزّي، وروى الحسن بن مخلد عن البزّي بغير تنوين،
قال الحسن. قلت له: يعني البزّي كيف الوقف؟ قال: سلسلا بألف
وقال أبو ربيعة في كتابه عن صاحبيه والحلواني عن القوّاس:
«بغير تنوين» لم يزيدا على ذلك، وقال الخزاعي عن أصحابه عنه:
مجراة «6» الألف في آخرها، وهذا يدل على أن الوقف بغير ألف.
ووقفت أنا «7» في رواية أبي ربيعة عن البزّي من قراءتي على
الفارسي عن النقّاش عنه بغير ألف «8»، ووقفت في رواية غير أبي
ربيعة عن البزّي، وفي رواية ابن فليح بالألف.
__________
(1) انظر النشر 2/ 394.
(2) هو الحلواني، والحسن بن الجمال، وقد تقدما.
(3) الإسناد رجاله ثقات، ما عدا أحمد بن عبيد الله المخزومي،
فإني لم أجد من وثقه كما مر ص 185.
(4) الإسناد صحيح، وقد تقدم.
(5) انظر السبعة ص 663.
(6) يعني: بغير تنوين.
(7) في (م) «لنا».
(8) انظر التيسير ص 217.
(4/1675)
فأما حفص فقال لي أبو الفتح عن قراءته في
روايته من غير طريق هبيرة الوقف بغير ألف.
ونصّ ما حكاه الأشناني عن أصحابه عنه في كتابه يدل على ما قال
لي، وذلك أنه قال في قوله: قواريرا [15] الأول لا ينوّنه ويقف
عليه بالألف فلو كان مذهبه في سلسلا [4] كمذهبه في قواريرا
لكان قد ذكر الوقف فيه كما ذكره في قواريرا لأنهما جميعا
مرسومان بالألف، وحكى لي أبو الحسن عن قراءته على أصحاب
الأشناني بالألف في الوقف، وبذلك وقفت في رواية هبيرة عن حفص،
فأما ابن ذكوان فروى النقاش عن الأخفش عنه أنه يقف بغير ألف،
وبذلك وقفت على ابن خواستي الفارسي عنه ووقفت من طريق الشاميين
عنه بالألف، ولم يذكر «1» في كتابه عن ابن ذكوان في الوقف
شيئا، وقال ابن شنبوذ عن ابن شاكر عن ابن عتبة:
الوقف بالألف.
وأما أبو عمرو، فروت الجماعة عن اليزيدي عنه أنه يقف بالألف ما
خلا ابن جبير وحده، فإنه روى عنه أنه يقف بغير ألف، وبالألف
وقفت في رواية شجاع وعبد الوارث.
وقال أبو معمر عن عبد الوارث، كان «2» أبو عمرو يستحب أن يسكت
عندها ولا يجعلها مثل التي في الأحزاب؛ لأنها ليست آخر آية
«3».
نا محمد بن أحمد قال: نا ابن قطن قال: نا أبو خلاد قال: نا
اليزيدي عن أبي عمرو أنه كان إذا وقف على سلسلا وكانت قواريرا
وقف بألف على الكتاب «4».
وأما حمزة فوقف بغير ألف. نا محمد بن أحمد قال: نا محمد بن
القاسم الأنباري قال: نا سليم بن يحيى «5» قال: نا ابن سعدان
عن سليم عن حمزة أنه كان يقف سلسلا بغير تنوين.
__________
(1) أي الأخفش.
(2) في (م) «كل».
(3) الأثر في السبعة ص 663، ومقصوده بقوله «التي في الأحزاب»
الرسولا، السبيلا، وقد تقدم الخلاف في ذلك.
(4) الإسناد صحيح، وقد تقدم.
(5) كذا في النسختين، والصواب «سليمان بن يحيى» وهو الضبي،
تقدم، أما (سليم ابن يحيى) فلا يوجد في القراء من اسمه كذلك،
كما هو معلوم من كتاب الغاية.-
(4/1676)
قال أبو عمرو: ومن وقف بالألف ممن لم ينون
في الوصل فإنما وصل فتحة اللام بتلك الألف فهي صلة لها وليست
بالمبدلة من التنوين «1».
حرف:
قرأ نافع وعاصم في غير رواية حفص وابن عامر في رواية الوليد بن
مسلم والوليد بن عتبة من غير طريق الأداء والكسائي قواريرا
قواريرا [15] بالتنوين في الكلمتين، ووقفوا عليهما بالألف عوضا
منه. نا عبد العزيز بن محمد قال:
نا عبد الواحد بن عمر قال: نا أحمد بن عمر «2» قال: نا أحمد بن
عبيد الله قال: نا ابن أبي مهران نا «3» أحمد ابن يزيد قال: نا
الوليد بن عتبة المقرئ عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ
قواريرا قواريرا منوّنتين، وقرأ ابن كثير الكلمة الأولى
قواريرا بالتنوين، ووقف عليها بالألف بدلا من التنوين والكلمة
الثانية قواريرا من فضة [16] بغير تنوين ووقف عليها بغير ألف،
كذا قرأت له «4» من جميع الطرق.
وحكى ابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو في [242/ أ] جامعه «5»
كانت قواريرا منوّن قواريرا من فضة غير منوّن، فهذا يوافق مذهب
ابن كثير، غير أنه وهم من ابن سعدان؛ لأنه قال في مجرده عن
اليزيدي عن أبي عمرو غير منوّنتين فوافق سائر أصحابه، ونا عبد
العزيز بن محمد أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم قال: نا أحمد بن
عبد الله قال: نا الحسن قال: نا أحمد قال: نا إسحاق بن عيسى عن
إسحاق الأزرق «6» عن أبي بكر أنه نوّن الثانية ولم ينوّن
الأولى ضدّ قراءة ابن كثير، وقرأ
__________
- والإسناد صحيح، إلا أن طريق سليمان عن ابن سعدان هذه ليست من
طرق المصنف في هذا الكتاب.
(1) انظر أوجه الوقف في هذا الحرف، النشر 2/ 394.
(2) لم أجده بعد بحث.
(3) سقطت من (م)، وهذه الطريق عن الوليد خارجة عن طرق المصنف
في الكتاب.
(4) سقطت «له» من (م).
(5) الذي ألفه ابن سعدان، ولم أعثر عليه بعد البحث.
(6) الإسناد كما في المقدمة 87: «حدثنا الفارسي قال حدثنا أبو
طاهر قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال
حدثنا الحسن بن علي الخراز الأبح قال حدثنا إسحاق بن يوسف
الأزرق عن أبي بكر ... »، وهذا هو الصواب، أما الإسناد المثبت
عاليا ففيه رجال لم أجدهم بعد البحث وهم: «أحمد بن عبد الله» و
«أحمد»، ثم ان الحسن بن علي يروي عن إسحاق الأزرق مباشرة بدون
واسطة أما في الإسناد المثبت في النص فإن بينه وبين إسحاق
وساطتان، بكل حال فهذا الإسناد خارج عن طرق وأسانيد المصنف في
هذا الكتاب بهذه الصورة، والله أعلم.
(4/1677)
الباقون الكلمتين بغير تنوين «1». وكذلك
روى ابن شنبوذ «2» أداء عن أحمد بن نصر بن شاكر عن الوليد بن
عتبة بإسناده عن ابن عامر.
واختلفوا في الوقف عليهما، فأمّا ابن عامر فإني وقفت في رواية
هشام عليهما بالألف صلة لفتحة الراء، وبذلك وقفت في رواية
الأخفش عن ابن ذكوان على أبي الفتح عن قراءته من سائر الطرق
عنه.
ووقفت على أبي القاسم الفارسي عن قراءته على النقاش عن الأخفش
عن ابن ذكوان وعلى أبي الفتح عن قراءته من سائر الطرق عنه،
ووقفت على أبي القاسم الفارسي عن قراءته على النقّاش عن الأخفش
عن ابن ذكوان على الأول بالألف وعلى الثاني بغير ألف، وكذلك
وقفت من طريق ابن الأخرم عن الأخفش على أبي الحسن «3».
والنصّ عن هشام وابن ذكوان في الوقف معدوم وإنما نرويه عنهما
من طريق التلاوة والأداء، وقد قال الحلواني عن هشام والتغلبي
وغيره عن ابن ذكوان هما بغير ألف ولا تنوين فيهما، وقال الأخفش
في كتابيه بغير تنوين لم يزيدوا على ذلك شيئا.
وأما حفص فحدّثنا ابن غلبون قال: نا علي بن محمد «4» ح وحدّثنا
أبو الفتح قال:
نا عبد الله بن الحسين قالا: نا أحمد بن سهل عن علي بن محصن عن
أبي حفص عن حفص عن عاصم «5» أنه يقف على الأول بالألف وعلى
الثاني بغير ألف، وكذلك روى الحسن بن المبارك عن أبي حفص عن
حفص «6».
وروى هبيرة عن حفص أنه يسكت على الكتاب بالألف، حكى ذلك
الخزاعي في كتابه «7» عنه، وكذلك وقفت في روايته «8» عن حفص من
طريق الخزاز وحسنون
__________
(1) انظر: التيسير ص 217، النشر 2/ 395.
(2) روايته عن أحمد بن نصر خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(3) يعني ابن غلبون، ورواية ابن الأخرم ليست من طرق المصنف في
هذا الكتاب.
(4) تقدم، وهو ثقة.
(5) طريق ابن غلبون صحيح، وتقدم طريق ابي الفتح، وهو صحيح
أيضا.
(6) وهي التي اعتمدها في التيسير ص 217.
(7) لم أجد هذا الكتاب.
(8) يعني هبيرة.
(4/1678)
جميعا. وروى القوّاس عن حفص: هما «1» جميعا
بغير ألف، وهذا يحتمل أن يريد به الوصل وأن يريد به الوقف.
وروى حسين المروذي عنه قواريرا قواريرا كلتاهما بألف، وأيّهما
قطع أكمل فيه الألف، وإن لم يقطع ولم ينوّن ولم يكمل فيه الألف
يريد بالقطع الوقف والسكون، وروى أبو عمارة عنه قواريرا
قواريرا لم ينوّن في شيء منها ولم يذكر الوقف.
وأما أبو عمرو فروت الجماعة عن اليزيدي عنه أنه يقف على الأولى
بالألف وعلى الثانية بغير ألف «2»، وكذا قال عنه ابن سعدان في
مجرّده.
قال أبو عمرو: وإنما خصّ أبو عمرو ومن ذكرناه من قوافيه «3»
الكلمة الأولى بالألف في الوقف دون الثانية لكون الأولى رأس
آية، ورأس الآية كالقافية والصلة أكثر ما يستعمله هناك إعلاما
بالانقطاع والانفصال، وكون الثانية حشوا والصلة في الحشو قليل،
هذا مع مراد اتّباع مرسومها إذ «4» كانتا مرسومتين في مصاحف
البصريين كذلك الأولى بالألف والثانية بغير ألف، وحدّثنا فارس
بن أحمد قال: نا جعفر بن أحمد قال: نا عمر بن يوسف قال: نا
الحسن بن شيرك «5» قال: نا أبو حمدون عن اليزيدي قال: إنما
كتبوها قواريرا بالألف لأنها رأس [242/ ب] آية شبهوها بالقوافي
والأخرى قوارير بغير ألف في الوصل والكتاب، نا الخاقاني قال:
نا أحمد بن محمد قال: نا علي قال: نا أبو عبيد قال: وأما أبو
عمرو فكان يثبت الألف في الأول من قوله: قواريرا ولا يثبتها في
الثانية، قال: وكذلك هما في مصاحف أهل البصرة «6».
قال أبو عمرو: وكذلك وقفت في رواية شجاع وفي رواية عبد الوارث
عنه، وأما حمزة فوقف عليهما جميعا بغير ألف «7». نا محمد بن
أحمد قال: نا ابن الأنباري قال:
__________
(1) رسمت في (م) هكذا «حفصهما».
(2) وهي التي نص عليها في التيسير ص 217.
(3) في (م) «قوافته» ولهلها «قافية» أو «قوافي».
(4) في (م) «ان».
(5) في (م) «شريك»، والإسناد تقدم.
(6) انظر المقنع ص 38.
(7) التيسير ص 217، وقال بعد ذكره للأوجه: « ... فحصل من ذلك
أن من لم ينونهما وقف على الأول بالألف، إلا حمزة، وعلى الثاني
بغير الألف، إلا هشام».
(4/1679)
نا سليمان ابن يحيى قال: نا ابن سعدان قال:
نا سليم عن حمزة أنه وقف على قوارير قوارير بغير ألف فيهما.
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية المفضل وفي رواية هبيرة عن حفص وحمزة
عليهم [21] بإسكان الياء وكسر الهاء، وقرأ الباقون وحفص من
سائر طرقه بنصب الياء وضم الهاء «1».
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية حفص خضر وإستبرق [21] بالرفع فيهما
جميعا وقرأ ابن كثير وعاصم في غير رواية حفص بخلاف عن أبي بكر
خضر بالخفض وإستبرق بالرفع، واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى
بن آدم والكسائي والأعشى والعليمي والبرجمي والعطاردي وعبيد بن
نعيم مثل ابن كثير بخفض خضر ورفع إستبرق «2» [21].
وروى محمد بن المنذر عن هارون بن حاتم ضدّ ذلك خضر [21] بالرفع
وإستبرق بالخفض.
وروى هارون وخلّاد عن حسين الجعفي وابن أبي حمّاد عنه برفعهما
جميعا، وقرأ ابن عامر في غير رواية ابن بكار وأبو عمرو وخضر
بالرفع وإستبرق بالخفض، وأخبرنا أحمد بن عمر قال: نا أحمد بن
سليمان قال: نا محمد بن محمد قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر
خضر منوّن وإستبرق رفع منوّن ولم يذكر في خضر شيئا غير
التنوين، وفي الأصل عندي على الراء علامة الرفع شكلا وذلك وهم
من الواسطي «3»؛ لأن أبا الحسن قال: نا عبد الله بن محمد قال:
نا أحمد بن أنس قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر خضر بالرفع
بالتنوين وإستبرق مكسورة منوّنة وهذا هو الصواب. وكذلك روى ابن
عبّاد والحلواني وغيرهما عن هشام وقرأ حمزة والكسائي وابن عامر
في رواية ابن بكّار بالخفض فيهما جميعا «4».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر في غير رواية التغلبي عن ابن
ذكوان ورواية الوليد بن عتبة عن أيوب وما يشاءون [30] بالياء،
وقرأ الباقون بالتاء «5»،
__________
(1) النشر 2/ 396.
(2) ولم يذكر غير ذلك عنه في النشر 2/ 396.
(3) يعني محمد بن محمد الباغندي، تقدم، وتقدم إسناده، والإسناد
الذي بعده أيضا.
(4) والمعتمد عن ابن عامر الوجه الأول، وانظر النشر 2/ 396.
(5) المبسوط ص 390، التيسير ص 218.
(4/1680)
وكذلك روى ابن عتبة عن أيوب والتغلبي عن
ابن ذكوان وابن شنبوذ عن الأخفش عنه.
وقال الأخفش في كتابه عنه: بالياء على الإخبار عنهم «1»، ولم
يذكر ابن ذكوان هذا الحرف في كتابه، [ذكره هشام يختار التاء]
«2»، وكذلك كان الداجوني يأخذ في رواية هشام. نا محمد بن علي
قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني أحمد بن محمد بن بكر عن هشام بن
عمارة «3» بإسناده عن ابن عامر وما يشاءون بالياء. قال هشام:
هذا خطأ، تشاءون أصوب، وقال أبو خليد «4» لأيوب القارئ: أنت في
هذا واهم يعني: تشاؤون. قال والله إني لأثبتها كما أثبت أنك
عتبة بن حمّاد «5». نا عبد العزيز بن محمد قال: نا ابن أبي
هاشم قال: نا ابن أبي حسّان «6» بإسناده عن ابن عامر وما
يشاءون بالياء قال هشام يقرأ تشاءون [ونا أحمد ابن عمر قال: نا
أحمد بن سليمان قال: نا محمد بن محمد ونا ابن غلبون قال: نا
عبد الله [243/ أ] بن محمد قال: نا أحمد بن أنس قال: نا هشام
بإسناده عن ابن عامر وما يشاءون بالياء] «7» لم يزيدا على ذلك
شيئا «8» ولا خلاف في الياء الذي في التكوير «9» أيضا له «10»
بالخطاب.
__________
(1) يعني: على الغيبة، انظر الكشف 2/ 356.
(2) فيما بين المعكوفتين، كذا في النسختين، ولعل هناك سقط:
صوابه: «وذكره هشام وهو يختار التاء» والله أعلم.
(3) كذا في النسختين وهو خطأ صوابه «عمار»، والإسناد تقدم.
(4) في هامش (ت) «أبو خليد هو عتبة بن حماد»، الحكمي الدمشقي
القارئ، معروف، روى عن نافع، وعنه هشام. غاية 1/ 498.
(5) انظر الأثر في السبعة ص 665 فقد أورده كاملا، وغاية
النهاية 1/ 498.
(6) كذا في النسختين، وصوابه: «قال نا ابن أبي حسان نا هشان
بإسناده ... ».
(7) ما بين المعكوفتين ساقط من أصل (م)، ومثبت في هامشها.
(8) قال ابن الجزري في النشر 2/ 396: «والوجهان صحيحان عن ابن
عامر من روايتي هشام، وابن ذكوان وغيرهما».
(9) عند قوله وما تشاؤون الا أن يشاء الله رب العالمين (29).
(10) الضمير في «له» يعود إلى ابن عامر.
(4/1681)
ذكر اختلافهم في
سورة والمرسلات
حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص أو نذرا [6]
بضم النون والذال، وقرأ الباقون بإسكانها «1».
واختلف عن أبي بكر في قوله: عذرا فروى الأعشى والبرجمي والمنذر
بن محمد عن هارون عن حسين أنه ثقّل الذال «2»، وروى عنه سائر
الرواة أنه خففها «3»، وكذلك روى الجيزي عن الشموني عن الأعشى
وموسى بن إسحاق عن هارون عن حسين وأبو بكر القرسي «4» عن حسين،
حكى ذلك عنهما ابن مجاهد في كتاب قراءة عاصم، وحكى في الجامع
عن هارون عن حسين مثقلة. قال الجيزي عن الشموني بتخفيف عذرا
وتشديد نذرا [6] يعني بضم ذالها. روى الوليد بن عتبة عن أيوب
بإسناده عن ابن عامر عذرا بضم الذال قال: واختلف فيها عن ابن
عامر.
حرف:
قرأ أبو عمرو وإذا الرسل وقّتت [11] بالواو مضمومة، وقرأ
الباقون بهمزة مضمومة «5» تكتب ألفا لكونها ابتداء، وكذلك رسمت
في الإمام وفي سائر المصاحف.
حرف:
قرأ نافع والكسائي فقدّرنا [23] بتشديد الدال، وكذلك روى
الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر، وقرأ الباقون بتخفيفها
«6».
__________
(1) التيسير ص 218.
(2) أي: حركها بالرفع، وقوله «خففها» أي: سكنها، وانظر:
المبسوط ص 391، السبعة ص 666.
(3) وهي المعتمدة عن أبي بكر، حيث أنه لم يحرك الذال من عذرا
إلا يعقوب وحده من القراء العشرة، من طريق روح. انظر: النشر 2/
217، البدور الزاهرة ص 322.
(4) كذا في (ت)، وفي (م) «الهرسي»، وكلاهما خطأ، والصواب
«القورسي»، وما أثبته هو ما في غاية النهاية 1/ 185، والأنساب
4/ 558، وقال:) القورسي (بضم القاف والراء، هذه النسبة إلى
قورس، وظني أنها من قرى حلب، والله أعلم ... ).
وقال ابن الجزري عن القورسي هذا: «أبو بكر القورسي وأخوه لا
أعرفهما».
(5) التيسير ص 218.
(6) المصدر السابق.
(4/1682)
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي كأنه جمالت [33] بغير
ألف على التوحيد، ووقف عاصم وحمزة بالتاء، ووقف الكسائي بالهاء
ممالة، وقرأ الباقون جمالات بالألف على الجمع «1»، وكلهم كسر
الجيم إلا ما رواه هارون بن حاتم عن حسين عن أبي بكر عن عاصم
وسلامة بن هارون عن أبي معمر عن البزّي عن ابن كثير وعبد
الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر أنهم ضمّوها «2».
وروى خلّاد والرفاعي وحسين عن أبي بكر أنه يكسرها مثل الجماعة.
حرف:
وكلهم قرأ هذا يوم لا ينطقون [35] بالرفع «3» إلا ما رواه يحيى
بن سليمان الجعفي عن أبي بكر عن عاصم أنه نصب «4» وبالياء «5»
إلا ما رواه قتيبة عن الكسائي أنه يقف بالياء، ولم يذكر الوصل
وهو إذا وقف بالياء وصل كذلك لا شك.
وروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه
كان لا يصل مثل ذلك ويتعمّد الوقف عليه، وروى ابن سعدان عن
اليزيدي عنه أنه كان إذا وصل مثل ذلك سكّن النون منه.
__________
(1) المبسوط ص 392.
(2) وهي قراءة يعقوب، عن طريق رويس، النشر 2/ 397.
(3) أي: رفع الميم من «يوم».
(4) وهي رواية شاذة، قرأ بها المطوعي، وانظر القراءات الشاذة ص
91.
(5) عطف على قوله «بالرفع»، أي بالغيبة.
(4/1683)
|