جامع البيان في القراءات السبع

ذكر اختلافهم في سورة التساؤل «1»
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان كلا ستعلمون ثم كلا ستعلمون [4، 5] بالتاء جميعا، وقرأهما الباقون بالياء «2»، وكذلك روى الأخفش وابن أنس وغيرهما عن ابن ذكوان والحلواني عن هشام.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمّاد وحمزة والكسائي وفتحت السماء [19] بتخفيف التاء، واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم والعليمي وابن أبي أمية «3» بتخفيف التاء «4»، وروى عنه الكسائي والأعشى والبرجمي ويحيى الجعفي وهارون بن حاتم وابن جبير بتشديد التاء.
حدّثنا الفارسي أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم قال: نا ابن شهريار «5»
قال: نا حسين [243/ ب] بن الأسود قال يحيى: قال «6»: قلت لأبي بكر:
خالفوني عنك فقالوا: فتّحت مثقلة.
فضحك وقال: أخطئوا لم يكن عاصم يثقلها، وقرأ الباقون بتشديد التاء، وكذلك روى المفضل عن عاصم.
حرف:
قرأ حمزة لبثين فيها [23] بغير ألف بعد اللام وقرأ الباقون بألف «7».
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وفي رواية ابن أبي حمّاد وابن
__________
(1) وتسمى أيضا ب «النبأ»، و «عم»، و «المعصرات»، انظر مصاعد النظر 3/ 150.
(2) السبعة ص 668، ورواية التاء عن ابن عامر لم يذكرها المصنف في التيسير، ولا ابن الجزري في النشر.
(3) كذا في النسختين، والصواب «ابن أبي أمية»، وقد تقدم.
(4) وهي المعتمدة عن الكوفيين، ومن جملتهم أبو بكر، انظر التيسير ص 190.
(5) محمد بن الحسين بن شهريار، أبو بكر القطان، روى عن حسين بن الأسود، وعنه أبو طاهر، وثقه ابن الجزري، وقال فيه الدارقطني: ليس به بأس، وتكلم فيه آخرون، انظر:
تاريخ بغداد 2/ 232، لسان الميزان 5/ 137، غاية 2/ 130، وابن الجزري كلامه مقدم على كلام غيره فيما يتعلق برجال القراءة، وباقي رجال الإسناد تقدم ذكرهم.
(6) كذا في النسختين، ولعلها زائدة، والإسناد صحيح مقبول.
(7) التيسير ص 219.

(4/1684)


عطارد عن أبي بكر وحمزة والكسائي غسّاقا [25] هاهنا بتشديد السّين وقرأ الباقون بتخفيف السين «1» وقد ذكر.

حرف:
قرأ الكسائي لغوا ولا كذابا [35] بتخفيف الذال وقرأ الباقون بتشديدها «2». نا عبد العزيز بن محمد أن أبا طاهر حدّثهم قال: نا إسماعيل «3» عن أبي عمر عن الكسائي في كتاب «المعاني» «4»، قال: كان الكسائي يقرأ كذابا خفيفة في الأول ثم رجع فقال: كذابا ومات عليه، ولا خلاف في تشديد الذال في قوله:
وكذبوا بئاياتنا كذّابا [28] لأجل كذبوا «5».
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في غير «6» رواية المفضل ربّ السموات والأرض وما بينهما الرحمن [37] بالخفض في الباء من ربّ والنون من الرحمن واختلف عن أبي بكر فروت الجماعة عنه كذلك. وروى موسى بن إسحاق عن هارون عنه رب «7» بالخفض والرحمن بالرفع.
وقرأ حمزة والكسائي كذلك بخفض ربّ ورفع الرحمن وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل برفع الاسمين جميعا «8».
__________
(1) السبعة ص 668.
(2) النشر 2/ 397.
(3) هو ابن يونس، تقدم ص 311، وأنه ضعيف، وطريقه ليست من طرق المصنف عن الدوري عن الكسائي وعليه فالإسناد ضعيف.
(4) في (م) (الفاني) هو خطأ، والصواب ما في (ت)، وهو كتاب لم أعثر عليه، وذكره الذهبي ضمن مؤلفات الكسائي، معرفة 1/ 127.
(5) أي: لأن كذابا هنا مفعول مطلق، وفعله موجود معه وهو قوله كذبوا، انظر النشر 2/ 397.
(6) سقطت من (م).
(7) ساقطة من (م).
(8) انظر هذه الأوجه في التيسير ص 219، المبسوط ص 393.

(4/1685)


ذكر اختلافهم في سورة والنازعات
حرف:
قرأ نافع وابن عامر والكسائي أءنا لمردودون [10] على الاستفهام [و] إذا كنّا [11] على الخبر وقرأهما الباقون على الاستفهام «1» والجميع في التحقيق للهمزتين وفي التسهيل للثانية، وفي الفصل بالألف بينهما في حال التحقيق والتسهيل على ما تقدم شرحه في سورة الرعد.
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة ناخرة [11] بالألف، واختلف عن الكسائي فقال لنا محمد بن علي «2» عن ابن مجاهد أن أبا عمر الدوري يروي عنه أنه كان لا يبالي كيف قرأها بالألف أم بغير ألف «3».
وروى إسماعيل بن يونس عن أبي عمر عنه أن قراءته الأولى نخرة ثم صار إلى ناخرة وروى أحمد بن فرح وعياش بن محمد «4» عن أبي عمر عنه نخرة «5» بغير ألف وإن شئت بألف، وروى محمد بن خالد البرمكي «6» والحلواني «7» عن أبي عمر عنه نخرة بغير ألف. ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه «8» عن أبي الحارث عن الكسائي أنه كان يقرأ نخرة ثم رجع إلى ناخرة بالألف «9»، فوافق ما رواه ابن يونس عن أبي عمر.
__________
(1) النشر 1/ 374 باب الهمزتين من كلمة.
(2) ساقطة من (م).
(3) الأثر في السبعة ص 671، وابن مجاهد يروي عن أبي عمر من طريق ابن عبدوس كما في مقدمة السبعة ص 98.
(4) روايتهما عن الدوري ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.
(5) في (م) بعد قوله «نخرة» زيادة «عنه».
(6) و (7) روايتهما عن أبي عمر ليست من طرق المصنف أيضا، والمعروف أن البرمكي الراوي عن أبي عمر اسمه «محمد بن أحمد» كما تقدم، أما «محمد بن خالد» فلم أجده، ولعل الداني نسبه إلى جد أبيه، فيكون هو نفسه السابق.
(8) ذكرهم ابن مجاهد في مقدمة كتابه السبعة ص 98.
(9) الأثر في السبعة ص 671، وفي المبسوط ص 394 بمعناه، وقال ابن الجزري في النشر 2/ 397: «هذا الذي عليه العمل عن الكسائي، وبه نأخذ ... »، ثم ذكر أثر عياش بن محمد المتقدم، لكن من رواية جعفر بن محمد.

(4/1686)


وروى أبو موسى «1» عنه نخرة وقال: قال الكسائي وأنا أقرؤها ناخرة وروى سورة «2» عنه ناخرة بألف لم يذكر غير ذلك، وروى نصير وقتيبة عنه بغير ألف «3»، وقرأ الباقون بغير ألف وكذلك روى حفص والمفضل «4» عن عاصم.
طوى اذهب [16، 17] قد ذكر «5» كلهم ضم الطاء فيه إلا ما رواه عبد الجبار بن محمد العطاردي والحسن بن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم أنه كسر الطاء، وكذلك روى أبو زيد النحوي عن أبي عمرو «6»، وخالفتهما الجماعة عن أبي بكر فروت عنه ضم الطاء.

حرف:
قرأ الحرميان إلى أن تزّكّى [18] بتشديد الزاي، وقرأ الباقون بتخفيفها «7» وأمال حمزة والكسائي أواخر آي هذه السورة ما اتصل من ذلك بكتابة مؤنث وما لم يتصل «8» من لدن قوله: هل أتاك حديث موسى [15] إلى آخرها ما خلا دحاها [30] فإن الكسائي أمالها، وروى المنذر بن محمد عن هارون بن حاتم عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ دحها بالكسر فوافق الكسائي لم يأت بذلك أحد [244/ أ] عن أبي بكر غير هارون وفتحها حمزة وأمال أبو عمرو من ذلك الكبرى [20] [34] في الموضعين ولمن يرى [36] وذكريها [43] إمالة خالصة «9» وما عدا ذلك بين بين، وقرأ نافع جميع ذلك على الاختلاف المذكور عنه في سورة والنجم «10» وفي باب الإمالة، وقرأ الباقون بإخلاص فتح جميع ذلك «11».
__________
(1) هو الشيزري، تقدم.
(2) هو ابن المبارك، تقدم، وطريقه عن الكسائي خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(3) المبسوط ص 394، التيسير ص 219.
(4) في (م) «الفضل».
(5) في سورة طه.
(6) وروايته عن أبي عمرو ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.
(7) السبعة ص 671، النشر 2/ 397.
(8) يعني: اتصال الألف بهاء التأنيث نحو «بنها، فسواها ... ».
(9) في (م) «خالفته»، وهو خطأ.
(10) ص 229.
(11) انظر الأوجه في إمالة أواخر الآي: التيسير ص 219 - 220، الإتحاف ص 432.

(4/1687)


ذكر اختلافهم في سورة عبس
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية أبي بكر فتنفعه الذكرى [4] بنصب العين، واختلف في ذلك عن أبي بكر عنه فروى يحيى بن آدم ويحيى العليمي والبرجمي وابن أبي أمية والمعلى بن منصور «1» وعبد الجبار العطاردي وبريد بن عبد الواحد عنه عن عاصم أنه نصب العين «2»، وروى الكسائي ويحيى الجعفي والأعشى وابن أبي حمّاد وعبيد بن نعيم وهارون عن حسين والمنذر عن هارون عنه أنه رفعها، وروى الجيزي عن الشموني عن الأعشى أنه نصبها، وخالفه الخيّاط عن الشموني وابن غالب والتيمي ومحمد بن إبراهيم عن الأعشى، وقال خلف والرفاعي والعجلي عن يحيى بن آدم: رددتها على ابن كثير «3» مرارا كل ذلك ينصبها وقرأ الباقون برفع العين.
حرف:
وكلهم قرأ عنه تلهّى [10] بفتح اللام وتشديد الهاء إلا ما رواه الحلواني عن شباب عن عصمة عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ تلهّى بجزم اللام «4» خفيفة، لم يروه أحد غيره.
حرف:
قرأ الحرميان تصّدّى [6] بتشديد الصاد وقرأ الباقون بتخفيفها «5».
حرف:
قرأ الكوفيون أنا صببنا الماء صبّا [25] بفتح الهمزة وقرأ الباقون بكسرها «6». أمال حمزة والكسائي أواخر آي هذه السورة من أولها إلى قوله: تلهّى وأمال أبو عمرو الذكرى وما عداه بين بين، وقرأ نافع جميع ذلك على الاختلاف المذكور عنه، وأخلص الباقون فتح جميع ذلك «7» والله أعلم.
__________
(1) معلى بن منصور، أبو يعلى الرازي، روى عن أبي بكر، وحدث عن مالك والليث، مات سنة 211 هـ، وثقه العجلي، وابن الجزري. انظر غاية 2/ 304.
(2) وهي المعتمدة عن عاصم براوييه. انظر: التيسير ص 220، النشر 2/ 398.
(3) كذا في النسختين، وهو خطأ لأن يحيى لم يدرك ابن كثير، ولا قرأ عليه، بل الصواب «أبي بكر»، ثم إن ابن كثير من جملة القراء الذين يرفعون العين، فكيف يروى عنه أنه نصبها؟!
(4) أي: بسكون اللام، وتقدم إسناد الرواية، وأنه ضعيف.
(5) المبسوط ص 396، النشر 2/ 398.
(6) المصدران السابقان.
(7) التيسير ص 220.

(4/1688)