جامع البيان في القراءات السبع باب ذكر التكبير في قراءة ابن كثير وذكر
الأخبار الواردة عن المكيّين في ذلك [250/ ب]
كان ابن كثير «1» - طريق القوّاس- والبزّي وغيرهما يكبّر في
الصلاة والعرض من آخر سورة والضحى [الضحى: 1] مع فراغه من كل
سورة إلى آخر قل أعوذ بربّ الناس [الناس: 1] فإذا كبّر في آخر
الناس قرأ بفاتحة الكتاب خمس آيات من أول سورة البقرة على عدد
الكوفيين «2» إلى قوله: وأولئك هم المفلحون [البقرة:
6] ثم دعا بدعاء الختمة «3»، وهذا يسمّى حال المرتحل، «4» وله
في فعله هذا دلائل من آثار مروية ورد التوقيف «5» فيها عن
النبي صلّى الله عليه وسلم وأخبار مشهورة مستفيضة جاءت عن
الصحابة والتابعين والخالفين، ونحن نذكر جملة ما انتهى إلينا
منها بأسانيدها وطرقها إن شاء الله تعالى.
فأما الوارد منها بالتكبير من آخر والضحى إلى آخر القرآن
فحدّثنا أبو الفتح فارس ابن أحمد بن موسى المقرئ قال: نا عبد
الله بن الحسين البغدادي «6» قال: نا أحمد بن موسى «7» ح ونا
أبو الفتح أيضا قال: نا أبو الحسن عبد الباقي بن الحسن المقرئ
قال: نا أحمد بن صالح وأحمد بن مسلم «8» قالوا: نا الحسن بن
مخلد ح ونا
__________
(1) كذا في النسختين، ولعلها (من طريق).
(2) أي: على تعداد قراء الكوفة، وقد عد آيات القرآن جمع آخر
غير أهل الكوفة، انظر:
الإتقان 1/ 211.
(3) سقطت من (م).
(4) سيأتي شرح المصنف لهذه الكلمة.
(5) في (م) (التوفيق)، وهو خطأ.
(6) تقدم ص 89، وكان قد اختلط في آخر عمره، ورواية فارس عنه
كانت قبل أن يختلط في أيام ضبطه، وحفظه، وانظر غاية 1/ 417.
(7) هو ابن مجاهد.
(8) كذا في النسختين، والصواب (سلم) بفتح السين، وسكون اللام،
وهو: أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي، أبو بكر البغدادي،
روى عن الحسن بن الحباب، وعنه عبد الباقي،
(4/1738)
أبو الفتح أيضا قال: نا أبو الحسن قال: نا
علي بن يعقوب بن إبراهيم «1» قال: نا أحمد بن محمد بن مقاتل
الهروي «2» قالا: نا أحمد بن محمد بن أبي بزّة «3» قال: نا
عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر صاحب القراءة قال: قرأت على
إسماعيل بن عبد الله «4» بن قسطنطين فلما بلغت والضحى قال لي:
«5» كبّر حتى تختم مع خاتمة كل سورة، فإني قرأت على عبد الله
بن كثير فأمرني بذلك، وأخبرني عبد الله بن كثير أنه قرأ على
مجاهد فأمره بذلك، وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره
بذلك وأخبره ابن عباس أنه قرأ على النبي صلّى الله عليه وسلم
فأمره بذلك «6» لفظ الحديث لأحمد بن موسى.
ونا فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن الحسين قال: قرأت على
أبي عبد الله محمد [ابن عبد العزيز بن الصباح، قال: قرأت على
موسى بن هارون المكي «7» قال:
__________
غاية 1/ 44، وقال الخطيب في التاريخ 4/ 71: (كان صالحا دينا
ثقة ثبتا) وتصحيح الخطأ في اسمه من الغاية، والتاريخ، وذكر
روايته ابن الباذش في الإقناع 2/ 820.
(1) لم أعثر عليه بعد البحث.
(2) أحمد بن محمد بن مقاتل الهروي، أبو بكر الرازي، روى عنه
أبو القاسم الطبراني. انظر تاريخ بغداد 5/ 98.
(3) البزي هو الذي اشتهرت عن رواية التكبير، وتناقلها الرواة
عنه، وهو إمام حجة في القراءة، لكنه في الحديث ضعيف، قال أبو
حاتم: ضعيف الحديث، لا أحدث عنه، وقال العقيلي:
منكر الحديث، وذكر ابن حجر حديث التكبير من روايته إلى البزي،
ثم قال: هذا حديث غريب، وهو مما أنكر على البزي. انظر لسان
الميزان 1/ 284.
(4) في (م) (عبيد الله)، وهو خطأ، وهو اسماعيل بن عبد الله،
أبو اسحاق المخزومي ولاء، المعروف بالقسط، قرأ على ابن كثير،
وعليه عكرمة، كان ثقة ضابطا، مات سنة 170 هـ، معرفة 1/ 141،
غاية 1/ 165.
(5) سقطت كلمة (لي) من (م).
(6) أخرج الحديث الحاكم في مستدركه من طريق البزي 3/ 304، وقال
(صحيح الإسناد لم يخرجاه)، وتعقبه الذهبي بقوله: (قلت: البزي
قد تكلم فيه). وأورده ابن غلبون في التذكرة 2/ 660، وابن
الجزري من طرق في النشر 2/ 413 - 415.
(7) موسى بن محمد بن هارون، أبو محمد المكي، روى عن البزي، وهو
من جلة أصحابه، وروى عنه ابن الصباح، غاية 2/ 323.
(4/1739)
قرأت على أحمد بن محمد بن أبي بزّة] «1»
قال: قرأت على عكرمة بن سليمان فلما بلغت والضحى قال: كبّر،
قرأت على شبل بن عبّاد «2» وإسماعيل بن قسطنطين فقالا: كبّر،
قرأنا على عبد الله بن كثير فقال لنا: كبّرا، قرأت على مجاهد
بن جبير فقال: كبّر قال: قرأت على ابن عباس فقال لي كبّر، قرأت
على أبيّ بن كعب «3» فقال لي: كبّر، قرأت على النبي صلّى الله
عليه وسلّم فقال لي: كبّر. قال موسى بن هارون: قال لي ابن أبي
بزّة: فحدّثت الشافعي «4» فقال لي: «إن تركت التكبير فقد تركت
سنّة من سنن نبيّك صلّى الله عليه وسلم». «5»
حدّثنا فارس بن أحمد قال: نا أبو الحسن المقرئ قال: نا علي بن
«6» محمد الحجازي قال: نا محمد بن عبد العزيز المكّي المقرئ
الضرير قال: نا موسى بن هارون قال: نا أحمد ابن أبي بزّة قال:
قرأت القرآن على عكرمة بن سليمان فلما بلغت والضحى قال لي:
كبّر فإني قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فلما بلغت
والضحى قال لي: كبّر فإني قرأت على عبد الله بن كثير فلما ختمت
والضحى قال لي: كبّر فإني قرأت على مجاهد بن جبر «7» فلما ختمت
والضحى قال لي: كبّر فإني قرأت على عبد الله بن عباس فلما ختمت
__________
(1) ما بين المعكوفتين ساقط من (م).
(2) شبل بن عباد المكي، مقرئ مكة، روى عن اسماعيل، وعنه عكرمة،
وثقه ابن معين، وأخرج له البخاري والنسائي، مات بعد سنة 150
هـ، معرفة 1/ 129، شذرات 1/ 223، غاية 1/ 323.
وقال في التقريب: (ثقة، رمي بالقدر) ص 263. وهذا الإسناد إلى
البزي صحيح.
(3) أبي بن كعب بن قيس الأنصاري النجاري، أبو المنذر، سيد
القراء، كان عمر يسميه سيد المسلمين، مات سنة 30 هـ على
الصحيح، انظر الإصابة 1/ 26.
(4) محمد بن إدريس بن العباس المطلبي الشافعي، الإمام الكبير،
ناصر الحديث، فقيه الملة، مات سنة 202 هـ، انظر: تاريخ بغداد
2/ 56، السير 10/ 5، غاية 2/ 95.
(5) قال ابن الصباح- وهو الراوي عن موسى- (ما سمعت هذه الحكاية
إلا من طريق موسى بن هارون، وهو ثقة فيما روى) غاية 2/ 323.
وذكر ابن كثير نحو قول الشافعي، ثم قال: (وهذا يقتضي صحة
الحديث)، انظر التفسير 2/ 522، وهو يعني حديث التكبير المرفوع.
وذكر الأثر الذهبي في معرفة القراء 1/ 176، وابن الجزري في
النشر 2/ 415.
(6) سقطت كلمة (بن) من (م)، وهو: علي بن محمد بن عبد الله
الحجازي، أبو الحسن المكي، شيخ معروف، عرض على ابن الصباح،
وعليه عبد الباقي بن الحسن. غاية 1/ 572.
(7) في النسختين (جبير)، وهو خطأ.
(4/1740)
والضحى قال لي: كبّر فإني قرأت على أبيّ بن
كعب فلما ختمت والضحى قال لي: كبّر فإني قرأت على رسول الله
صلّى الله عليه وسلم فلما بلغت والضحى [251/ أ] قال لي: كبّر.
قال موسى بن هارون: وقال أحمد بن محمد بن أبي بزّة قال لي أبو
عبد الله محمد بن إدريس الشافعي: «إن تركت التكبير تركت سنّة
من سنن نبيّك صلّى الله عليه وسلم». قال أبو عمرو: وهذا أتمّ
حديث روي في التكبير وأصحّ خبر جاء فيه. «1»
ونا فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن الحسين قال: نا أبو
الحسن علي بن الحسين يعرف بابن الرقّي «2» قال: حدّثني شاذان
بن سلمة «3» قال: نا الوليد بن عطاء «4» عن الحسن ابن محمد بن
عبد الله «5» بن أبي يزيد قال: أخبرني شبل بن عبّاد قال: رأيت
محمد بن عبد الله بن محيصن «6» وعبد الله بن كثير القاري إذا
بلغا ألم نشرح كبّرا حتى يختما ويقولان: رأينا مجاهدا يفعل
ذلك. وذكر مجاهد أن ابن عباس كان يأمر بذلك. «7»
__________
(1) كيف يكون كذلك وفي إسناده- وإسناد جميع الطرق قبله- البزي،
وهو من عرفت حاله في الحديث، وهو علة هذا الحديث، وثم علة أخرى
هي رفعه الحديث إلى النبي صلّى الله عليه وسلم، فخالف بذلك
غيره من الرواة للتكبير، كما سيذكر الداني بعد قليل، وقال
الحافظ الهمداني: (لم يرفع التكبير أحد إلا البزي ... ورواه
الناس فوقفوه على ابن عباس). النشر 2/ 413.
(2) علي بن الحسين بن الرقي، أبو الحسن الوزان، قال الداني:
(شيخ ثقة)، وقال الذهبي: (شيخ مجهول، ما ذكره إلا السامري،
والعهدة علية)، قال ابن الجزري (متصدر مشهور بالضبط والإتقان)،
انظر: معرفة 1/ 246، غاية 1/ 534، وقال في لسان الميزان 4/
222: (شيخ).
(3) النضر بن سلمة المروزي، يعرف ب (شاذان)، روى عن الوليد،
وعنه ابن الرقي ضعفه أبو حاتم، وابن عدي، وقال ابن حبان: لا
تحل الرواية عنه إلا للاعتبار وأثنى عليه أبو عروبة، انظر:
الميزان 4/ 257، الكامل 7/ 2494، وقال الدارقطني: متروك، وكذبه
العقيلي، وانظر الضعفاء لابن الجوزي 3/ 161.
(4) الوليد بن عطاء بن الأغر، شيخ مكي، قال ابن عدي: كان ثقة
مأمونا، وفي اللسان 6/ 224:
(ذكره ابن عدي، وما كان ينبغي له أن يورده، فإنه وثق)، وانظر
الكامل 7/ 2541.
(5) الحسن بن محمد بن عبد الله، أبو محمد المكي، مقرئ متصدر،
قرأ على شبل، غاية 1/ 232.
(6) في (م) (عبد الله بن محيص)، وهو خطأ، وهو: محمد بن عبد
الرحمن بن محيصن السهمي ولاء، مقرئ أهل مكة، ثقة، عرض على
مجاهد، مات سنة 123 هـ، وأعرض العلماء عن الأخذ بقراءته. انظر
غاية 2/ 167.
(7) إسناده ضعيف، علته شاذان.
(4/1741)
نا فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن
الحسين قال: نا أبي رحمه الله وأبو الحسن الرقّي قالا: حدّثني
أبو يحيى عبد الله بن زكريا بن الحارث بن أبي مسرّة «1» قال:
حدّثني أبي «2» والحميدي «3» قالا: نا إبراهيم بن يحيى بن أبي
حيّة «4» قال: قرأت على حميد الأعرج «5» فلما بلغت والضحى قال
لي: كبّر إذا ختمت كل سورة حتى تختم فإني قرأت على مجاهد بن
جبير فأمرني بذلك. «6»
نا فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن الحسين قال: نا أحمد بن
موسى قال:
حدّثني عبد الله بن سليمان «7» قال: نا يعقوب بن سفيان «8»
قال: نا الحميدي أبو بكر قال: نا سفيان «9» قال: نا إبراهيم بن
أبي حيّة واسم أبي حيّة اليسع بن أسعد التميمي «10» قالا: نا
حميد عن مجاهد قال: ختمت على ابن عباس بضعا وعشرين
__________
(1) لم أجد له ترجمة.
(2) ذكره ابن حبان في الثقات 8/ 255، ولم يفصل في ترجمته.
(3) عبد الله بن الزبير بن عيسى، أبو بكر، إمام ثقة حجة، روى
عن ابن عيينة، وعنه يعقوب بن سفيان، مات سنة 219 هـ، التهذيب
5/ 189.
(4) كذا في النسختين بزيادة (يحيى)، ولعل الصواب: إبراهيم بن
أبي حية، لإجماع المصادر التي بين يدي على ذلك، وإبراهيم هذا
لا يحتج به، قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي:
ضعيف، وقال الدارقطني: متروك، وضعفه ابن عدي وغيره. انظر:
الكامل 1/ 238، اللسان 1/ 52، غاية 1/ 13 وسكت عنه.
(5) حميد بن قيس الأعرج، أبو صفوان المكي، ثقة، أخذ عن مجاهد،
وروى عنه ابن عيينة، وإبراهيم بن أبي حية، مات سنة 130 هـ،
غاية 1/ 265، وقال ابن حجر في التقريب ص 182:
(ليس به بأس).
(6) إسناده ضعيف، علته ابن أبي حية، وزكريا بن الحارث لم يذكره
غير ابن حبان، وولده عبد الله مجهول.
(7) عبد الله بن سليمان بن الأشعث، أبو بكر السجستاني، ابن
الإمام أبي داود، مشهور ثقة، روى عن يعقوب، وعنه ابن مجاهد،
مات سنة 310 هـ، غاية 1/ 421.
(8) يعقوب بن سفيان، أبو يوسف الفسوي، روى عن أصحاب ابن أبي
حية، وعنه ابن أبي داود، مات سنة 277 هـ، غاية 2/ 390، قال في
التقريب ص 608: ثقة حافظ.
(9) سفيان بن عيينة، أبو محمد الهلالي، إمام حجة مشهور، عرض
على حميد بن قيس، مات سنة 198 هـ، التقريب ص 245، غاية 1/ 308.
(10) كذا في النسختين، وفي المطبوعة من الغاية 1/ 13، وفي
المطبوع من الكامل 1/ 238، واللسان 1/ 52: (اليسع بن الأشعث
التميمي)، وفي (م) (اليمني).
(4/1742)
ختمة كلها يأمرني بالتكبير من ألم نشرح «1»
قال أبو عمرو: وكذا قال عن الحميدي عن سفيان عن إبراهيم زاد
فيه سفيان وهو غلط «2» ولا أدري ممّن هو أمن «3» يعقوب بن
سفيان أم ممّن دونه «4».
فحدّثنا أبو الفتح قال: نا عبد الله قال: نا علي بن الحسين
قال: حدّثني شاذان بن سلمة قال: حدّثني الحميدي قال: حدّثني
إبراهيم بن أبي حيّة التميمي قال: حدّثني حميد الأعرج عن مجاهد
قال ختمت على عبد الله بن عباس تسع عشرة ختمة كلها يأمرني أن
أكبّر فيها من ألم نشرح وهذا هو الصواب لم يذكر فيه سفيان.
نا محمد بن عبد الله المالكي «5» قال: نا إسحاق بن إبراهيم «6»
قال: نا عمر بن حفص «7» قال: نا أحمد بن محمود «8» قال: نا
عثمان بن سعيد «9» قال: قلت ليحيى بن معين «10»: فإبراهيم بن
أبي حيّة قال: شيخ ثقة «11» نا أبو الفتح قال: نا عبد الله
قال:
أنا ابن الرقّي قال: حدّثني شاذان قال: حدّثني الوليد بن عطاء
قال: أخبرني الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي «12»
قال: نا حنظلة بن أبي سفيان «13» قال: قرأت
__________
(1) علته ابن أبي حية، وهو لا يحتج به كما تقدم.
(2) يعني أن الصواب هو بإسقاط (سفيان) من هذا السند.
(3) كذا في (ت)، وفي (م) (أم)، لعل الصواب: (أمن).
(4) قال ابن الجزري في النشر 2/ 416: ( ... ورواه ابن مجاهد عن
الحميدي عن سفيان عن إبراهيم، فأدخل بين الحميدي وإبراهيم
سفيان ... )، فكلامه يشعر بأن الغالط هو ابن مجاهد.
(5) و (6) و (7) و (8) لم أجد لهم ترجمة فيما بين يدي من
المصادر.
(9) عثمان بن سعيد بن خالد، أبو سعيد التميمي الدارمي، الإمام
الكبير، والحافظ الناقد، صاحب (المسند)، وغيره من التصانيف،
سمع من يحيى، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، مات سنة 280
هـ. انظر: السير 13/ 319، الجرح والتعديل 6/ 153.
(10) يحيى بن معين بن عون الغطفاني ولاء أبو زكريا البغدادي،
إمام الجرح والتعديل، الحافظ الشهير، مات في المدينة النبوية
سنة 233 هـ، وله بضع وسبعون سنة. انظر التقريب ص 597.
(11) سبقت ترجمة إبراهيم ص 386، وفيها بيان حاله، وأنه ضعيف لا
يحتج به، ولم أر من وثقه إلا يحيى، وانظر تاريخ عثمان بن سعيد
الدارمي عن أبي زكريا يحيى بن معين ص 73.
(12) الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، روى
عن حنظلة، وعنه الوليد، صدوق. انظر: الجرح والتعديل 3/ 77،
التقريب ص 146.
(13) حنظلة بن أبي سفيان بن عبد الرحمن الجمحي القرشي، ثقة
حجة، روى عن عكرمة، مات سنة 151 هـ، التقريب ص 183، غاية 1/
265.
(4/1743)
على عكرمة بن خالد «1» المخزومي، فلما بلغت
والضحى قال: هيها، قلت: وما تريد بهيها؟ قال: كبّر، فإني رأيت
مشايخنا ممّن قرءوا على ابن عباس يأمرهم بالتكبير إذا بلغوا
والضحى. «2»
نا أبو الفتح قال: نا عبد الله قال: نا علي بن الحسين قال:
حدّثني قنبل بن عبد الرحمن ابن قنبل، قال: حدّثني أحمد بن عون
القوّاس قال: نا عبد الحميد بن جريج «3» عن مجاهد أنه كان
يكبّر من والضحى إلى «الحمد».
قال ابن جريج: وأرى أن يفعله الرجل إماما كان أو غير إمام. «4»
نا أبو الفتح قال: نا عبد الباقي بن الحسن المقرئ قال: حدّثني
جماعة عن الزينبي وابن الصباح عن قنبل وعن الحلواني والجدي «5»
وابن شريح «6» [251/ ب] كلهم عن القوّاس عن عبد الحميد عن «7»
ابن جريج عن مجاهد أنه كان يكبّر من خاتمة والضحى إلى خاتمة قل
أعوذ بربّ الناس وإذا ختمها قطع التكبير. نا أبو الفتح قال: نا
عبد الله قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني عبد الله بن سليمان
قال:
__________
(1) عكرمة بن خالد بن العاص، أبو خالد المخزومي، تابعي ثقة
حجة، روى عن أصحاب ابن عباس، عرض عليه حنظلة، مات سنة 115 هـ.
غاية 1/ 515، وفي النسختين (خلد) بدون ألف.
(2) إسناده ضعيف، علته شاذان.
(3) لم أجد أحدا من الرواة بهذا الاسم، لعل الصواب (عبد الملك
بن جريج) لأنه يروي القراءة عن ابن كثير كما في غاية 1/ 469،
وهو من المدلسين، وقد عنعن السند هنا، وفي سماعه من ابن مجاهد
كلام. انظر التهذيب 6/ 359، وتدليس ابن جريج من المرتبة
الثالثة، وهي التي أكثر أصحابها من التدليس، فلم يقبل الأئمة
حديثهم إلا إذا صرحوا بالسماع، وقال الدارقطني: (شر التدليس
تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من
مجروح). انظر تعريف أهل التقديس ص 95.
(4) لم أجده.
(5) في هامش (ت) (الجدي، هو سعدان بن كثير الجدي) غاية، أبو
صالح المكي، عرض على البزي والقواس، وعنه الزينبي، مات سنة 290
هـ، غاية 1/ 304. وفي الأنساب 2/ 32 أن هذه النسبة لها ضبطان:
(الجدي) بفتح الجيم وكسر الدال نسبة إلى (الجد)، و (الجدي) بضم
الجيم وكسر الدال، نسبة إلى المدينة (جدة).
(6) محمد بن شريح العلاف، مقرئ حاذق، وهو كبير في أصحاب
القواس، روى عنه الزينبي، مات سنة 198 هـ، غاية 2/ 154.
(7) حرف (عن) زائد لا داعي له، وهو كذا في النسختين.
(4/1744)
حدّثني يعقوب بن سفيان قال: نا الحميدي
قال: نا غير واحد عن ابن جريج عن حميد عن مجاهد أنه كان يكبّر
من والضحى. «1»
نا أبو الفتح قال: نا عبد الله قال: نا أحمد قال: [نا عبد الله
قال]: نا يعقوب قال:
نا الحميدي قال: نا سفيان «2» قال: رأيت حميد الأعرج يقرأ
والناس حوله فإذا بلغ والضحى كبّر إذا ختم كل سورة حتى يختم
«3». وبه «4» عن الحميدي قال: سألت سفيان بن عيينة قلت: يا أبا
محمد رأيت شيئا ربما فعله الناس عندنا، يكبّر القارئ في شهر
رمضان إذا ختم فقال: رأيت صدقة بن عبد الله بن كثير «5» يؤم
الناس منذ أكثر من سبعين سنة، وكان إذا ختم القرآن كبّر. «6»
وبه عن الحميدي قال: نا محمد بن عمر بن عيسى «7» أن أباه «8»
أخبره أنه قرأ بالناس في شهر رمضان فأمره ابن جريج أن يكبّر من
والضحى حتى يختم، وبه عن الحميدي قال: سمعت عمر بن عيسى صلّى
بنا في شهر رمضان يكبر من والضحى.
وأنكر بعض الناس عليه فقال: أمرني به ابن جريج، [فسألنا ابن
جريح] فقال: أنا أمرته، نا فارس بن أحمد قال: نا عبد الله قال:
نا أبو الحسن بن الرقّي قال: أخبرني
__________
(1) في الإسناد مجاهيل، لقوله (نا غير واحد عن ابن جريج)، وفيه
تدليس ابن جريج مع ثقته وجلالته.
(2) سفيان هو ابن عيينة، ويعقوب هو ابن سفيان، وعبد الله هو
ابن سليمان، وأحمد هو ابن مجاهد، وعبد الله هو ابن الحسين
البغدادي.
(3) إسناد هذا الأثر صحيح.
(4) أي بالإسناد المتقدم نفسه، وعليه فالأثر صحيح السند أيضا.
(5) صدقة بن عبد الله بن كثير الداري، أبو الهذيل، أخذ عن
أبيه، غاية 1/ 336 وذكره ابن حبان في الثقات 6/ 468.
(6) هذا الأثر يدل على اشتهار أمر التكبير بين الناس في مكة
بلا نكير، مما يدل دلالة أكيدة أن له أصلا مأثورا، خاصة وأن
المدة طويلة جدا، أكثر من سبعين سنة.
(7) لم أعثر عليه.
(8) عمر بن عيسى الأسلمي، روى عن ابن جريج، قال ابن عدي: منكر
الحديث، وضعفه جماعة، انظر الكامل 5/ 1713، قال البخاري: منكر
الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. انظر الضعفاء
لابن الجوزي 2/ 214. والإسناد ضعيف، علته عمر بن عيسى، وابنه
محمد، فإني لم أجده.
(4/1745)
قنبل قال: حدّثني ابن المقري «1» قال: سمعت
ابن الشهيد الحجبي يكبر خلف المقام في شهر رمضان، قال قنبل: ثم
لقيني بعد ذلك فقال ابن الشهيد أو بعض الحجبة ابن الشهيد أو
ابن بقية «2» قال أبو الحسن: وأخبرني قنبل قال: حدّثني أحمد بن
محمد بن عون القوّاس قال: سمعت ابن الشهيد يكبّر خلف المقام في
شهر رمضان، قال قنبل:
وأخبرني دكين بن الحصيب مولى الجبيريين «3» قال: سمعت ابن
الشهيد الحجبي يكبّر خلف المقام في شهر رمضان حتى ختم من
والضحى «4».
وأما الوارد من الآثار بقراءة فاتحة الكتاب وخمس آيات من أول
سورة البقرة مستقبلا بالختمة، فقرأت على عبد العزيز بن محمد عن
عبد الواحد بن عمر قال: نا العباس بن أحمد البزّي قال: نا عبد
الوهاب بن فليح المكّي قال: نا عبد الملك بن
__________
(1) محمد بن عبد الله بن يزيد القرشي، أبو يحيى المكي العدوي،
ولاء، ثقة، روى عن أبيه، مات سنة 256 هـ. التقريب ص 490، غاية
2/ 188.
(2) هذا شك من ابن المقرئ، والحجبي: بفتح الحاء والجيم وكسر
الباء، نسبة إلى حجابة البيت الحرام، الأنساب 2/ 177. وابن
الشهيد لم أجد من ترجم له.
(3) نسبة إلى (جبير) بضم الجيم، وفتح الياء- والد سعيد- الإمام
التابعي، انظر الأنساب 1/ 23، وأما دكين فلم أجده.
(4) نخلص من مجموع الروايات في التكبير: أنها وردت من طرق
كثيرة عن ابن كثير من طريق البزي، مرفوعة إلى النبي صلّى الله
عليه وسلم، وتابع البزي قنبل وروى العراقيون عنه ذلك، أما
المغاربة فجمهورهم لم يروه عنه، وقنبل لم يرفع الرواية إلى
النبي صلى الله عليه وسلم كما فعل البزي. وقد أسند رواية البزي
جمع من الأئمة غير المصنف، منهم: الحاكم في المستدرك- وقد مر
ذكره- وابن الباذش في الإقناع، وأبو الكرم المبارك بن الحسن في
(المصباح الزاهر)، وابن الجزري في النشر 2/ 411 - 415، وغيرهم.
وقد صحت رواية التكبير عن حميد الأعرج رحمة الله كما مر سابقا
ص، وحميد أخذ عن مجاهد عن ابن عباس، وقد مكث صدقة بن عبد الله
بن كثير أكثر من سبعين سنة وهو يكبر إذا ختم، ولم ينقل أن أحدا
أنكر عليه، مع طول هذه الفترة، كل ذلك مما يؤكد أن للتكبير
أصلا مأثورا. ووردت رواية التكبير عن أبي عمرو بن العلاء، من
رواية السوسي عنه، وعن أبي جعفر المدني، من رواية الزبير بن
محمد العمري.
بل أن بعض الأئمة قد روى التكبير عن سائر القراء، مثل: أبي
الفضل الرازي، وأبي القاسم الهذلي، وأبي العلاء الهمداني،
انظر: النشر 2/ 411 وما بعدها، سنن القراء ص 209 وما بعدها.
لكن المشهور والمستفيض هو نقله عن ابن كثير وحده، انظر مجموع
فتاوى ابن تيمية 13/ 417 وما بعدها، وبكل حال فقد قال ابن
الجزري في النشر 3/ 410: (فاعلم أن التكبير صح عند أهل مكة،
قرائهم، وعلمائهم وأئمتهم، ومن روى عنهم، صحة استفاضت،
واشتهرت، وذاعت، وانتشرت، حتى بلغت حد التواتر ... ).
(4/1746)
عبد الله بن شعوة «1» عن خاله وهب بن زمعة
بن صالح «2» عن عبد الله بن كثير عن درباس «3» مولى ابن عباس
عن عبد الله بن عباس عن أبيّ بن كعب عن النبي صلّى الله عليه
وسلم أنه كان إذا قرأ قل أعوذ بربّ الناس افتتح من الحمد ثم
قرأ من البقرة إلى أولئك هم المفلحون [البقرة: 6] ثم دعا بدعاء
الختمة ثم قام. «4»
وأخبرني أبو الحسن علي بن محمد الربعي «5» قال: نا علي بن
مسرور «6» قال: نا أحمد ابن أبي سليمان «7» قال: نا سحنون بن
سعيد «8» قال: نا عبد الله بن وهب «9» قال: أخبرني ابن لهيعة
«10» عن هشام بن أسعد «11» عن زيد بن أسلم «12» أن رسول الله
صلّى الله عليه وسلم سئل أيّ الأعمال أفضل؟ فقال: «الحالّ
المرتحل». قال ابن وهب: وسمعت
__________
(1) عبد الملك بن عبد الله، أبو الوليد الجدي، أخذ القراءة عن
وهب، وعنه ابن فليح. غاية 1/ 469.
(2) وهب بن زمعة بن صالح المكي، روى عن أبيه، وابن كثير، روى
عنه عبد الملك بن شعوة. غاية 2/ 361.
(3) درباس المكي، عرض على مولاه ابن عباس، وعنه ابن كثير،
والبعض يشدد باء (درباس)، والصواب كما قال ابن الجزري في غاية
1/ 280: ( ... المشهور عند أهل الحديث وغيرهم هو التخفيف، وهو
الصواب).
(4) وأورد هذا الحديث ابن غلبون في (التذكرة) 2/ 658، وابن
الجزري في النشر 2/ 443 من عدة طرق. وفي إسناده من لم يوثقوا.
(5) و (6) و (7) لم أظفر لتراجمهم بعد البحث عنهم.
(8) عبد السلام بن سعيد بن حبيب، الفقيه المالكي، المشهور ب
(سحنون)، قال الذهبي في السير 12/ 68: (وهو بفتح السين وضمها)،
تكلم في حفظه الخليلي، مات سنة 240 هـ.
اللسان 3/ 8.
(9) عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي ولاء، أبو محمد المصري
الفقيه، حافظ ثقة، مات سنة 197 هـ. التهذيب 6/ 65.
(10) عبد الله بن لهيعة- بفتح اللام وكسر الهاء- ابن عقبة
الحضرمي، القاضي، صدوق، اختلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن وهب
عنه من أعدل الروايات، مات سنة 174 هـ.
التقريب ص 319.
(11) كذا في (ت)، الصواب: هشام بن سعد المدني، روى عن زيد،
صدوق له أوهام، مات سنة 160 هـ، أو قبلها. التقريب ص 572.
(12) زيد بن أسلم، أبو أسامة المدني، مولى عمر بن الخطاب، روى
عنه هشام، ومع ثقته إلا أنه يرسل، مات سنة 136 هـ. تقريب ص
222، غاية 1/ 296. وإسناد الحديث ضعيف، لأنه مرسل، وفيه رجال
لم اجد لهم ترجمة.
(4/1747)
أبا عفّان المدني «1» يقول ذلك عن رسول
الله صلّى الله عليه وسلم يقول: (هذا خاتم القرآن وفاتحه).
أخبرنا عبد الله بن أحمد الهروي «2» في كتابه قال: نا عمر بن
أحمد بن عثمان «3» قال:
نا إسحاق بن إبراهيم بن الخليل «4» قال: نا زياد بن أيوب «5»
[252/ أ] قال: نا زيد بن الحباب «6» قال: أخبرني صالح المري
«7» قال: أنا قتادة «8» عن زرارة بن أوفى العامري «9» عن ابن
عباس أن رجلا قال: يا رسول الله أيّ الأعمال أفضل؟ قال:
«عليك بالحالّ المرتحل». قال: وما الحالّ المرتحل؟ قال: «صاحب
القرآن كلما حلّ ارتحل». «10»
أنا عبد الله قال نا عبد الله بن أحمد بن المشتعل «11» قال: نا
الحسين بن أحمد
__________
(1) في (م) (أبا حيان)، ولم أعثر عليه.
(2) هو من شيوخ الداني الذين لم أجد لهم ترجمة.
(3) عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، أبو حفص البغدادي، ثقة
إمام مشهور، روى عن ابن مجاهد، مات سنة 380 هـ. غاية 1/ 588.
(4) إسحاق بن إبراهيم بن الخليل، أبو يعقوب الجلاب، روى عنه
ابن شاهين، وكان ثقة، مات سنة 314 هـ. تاريخ بغداد 6/ 392.
(5) زياد بن أيوب بن زياد البغدادي، يلقب ب (دلويه) ثقة حافظ،
مات سنة 252 هـ، التقريب ص 218.
(6) زيد بن الحباب، أبو الحسين العكلي، (حالة في الحديث، صدوق
يخطئ في حديث الثوري، مات سنة 230 هـ. تقريب ص 222.
(7) صالح بن بشير بن وداع المري، أبو بشر البصري، من الزهاد
لكنه ضعيف، مات سنة 172 هـ. التقريب ص 217.
(8) قتادة بن دعامة، أبو الخطاب السدوسي البصري، ثقة ثبت، روى
عن زرارة، وعنه المري، مات سنة 117 هـ. التقريب ص 453، غاية 2/
25.
(9) زرارة بن أوفى العامري الحرشي، ثقة عابد، مات سنة 93 هـ،
والزاي مضمومة. تهذيب 3/ 278.
والعامري: بفتح العين، في آخرها الراء، نسبة الى رجال معينين،
انظر الأنساب 4/ 113.
(10) أخرجه الترمذي في سنته برقم (2949) في القراءات، من طريق
المرى، وقال:) هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من
هذا الوجه، وإسناده ليس بالقوي (، ورواه مرسلا عن زرارة،
واستصوب إرساله. وأخرجه الدارمي في سننه 2/ 469 مرسلا عن
زرارة. وراه الديلمي في الفردوس 2/ 178 عن أنس بن مالك. وذكر
رواية الترمذي الضياء المقدسي في فضائل الأعمال 4/ 598 [رسالة
ماجستير من الطالب عنان محمد عيسى]. وأخرجه الحاكم 1/ 568.
ورواه الذهبي بإسناده إلى صالح في السير 4/ 516، في ترجمة
زرارة بن أوفى.
(11) لم أجده بعد البحث.
(4/1748)
بن بسطام «1» قال: نا عبد الله بن معاوية
الحجبي «2» قال: نا صالح المري عن قتادة عن زرارة «3» بن أوفى
قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «أفضل الأعمال الحالّ
المرتحل الذي إذا ختم القرآن عاد فيه». نا أبو بكر الورّاق «4»
قال: نا أبو طاهر الحلبي المقرئ «5» قال: نا عبد الله «6» بن
الحسين بن عبد الرحمن الأنطاكي قال: نا سليمان بن سعيد «7»
الكسائي قال: نا الخصيب بن ناصح «8» قال: نا صالح المري وقتادة
عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة «9» أن رجلا قال «10» إلى النبي
صلّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أيّ الأعمال أحبّ إلى
الله تعالى؟ قال: «الحالّ المرتحل». فقال: يا رسول الله وما
الحالّ المرتحل؟ قال: «صاحب القرآن يضرب من أوله إلى آخره ومن
آخره إلى أوله كلما حلّ ارتحل».
قرأت على عبد العزيز بن محمد عن عبد الواحد بن عمر قال: نا
أحمد بن صالح الأكفاني «11» قال: نا سليمان بن موسى الحموي
«12» قال: نا حمدون بن الحارث «13» قال: نا أبو عمارة «14» عن
المسيّبي «15» بن شريك عن
__________
(1) لم أجده بعد البحث.
(2) عبد الله بن معاوية بن موسى الجمحي، روى عن المري، وكان
ثقة، مات سنة 243 هـ.
التهذيب 6/ 35. وفي النسختين (الحجبي)، وهو خطأ.
(3) في (ت) (زارة) وهو خطأ.
(4) لم أجده بعد البحث.
(5) محمد بن ياسين، أبو طاهر الحلبي، إمام محقق، أحد الأعلام،
مات سنة 426 هـ. معرفة 1/ 382، غاية 2/ 276.
(6) في (م) (عبيد الله)، ولم أجده بعد البحث
(7) في (م) (شعيب)، ولم أجده بعد البحث.
(8) الخصيب بن ناصح الحارثي، صدوق يخطئ، مات سنة 208 هـ. تقريب
ص 193.
(9) عبد الرحمن بن صخر الدوسي، صحابي مشهور، حافظة الإسلام،
مات سنة 58 هـ، وهذا هو أشهر ما قيل في اسمه واسم أبيه، بل قال
النووي: إنه أصح. انظر الاصابة 6/ 288.
(10) في (م) (قام) وهو أصوب.
(11) و (12) و (13) و (14) لم أجد لهم تراجم فيما بين يدي من
المصادر.
(15) كذا في النسختين والصواب: المسيب بن شريك، أبو سعيد
التميمي، روى عن الأعشى، قال أحمد: ترك الناس حديثه، وقال ابن
معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. الجرح والتعديل
8/ 294، اللسان 6/ 38.
(4/1749)
الأعمش «1» عن إبراهيم «2» قال: كانوا
يستحبّون إذا ختموا القرآن أن يقرءوا من أوله آيات. «3»
قال أبو عمرو: إن «4» قال قائل: لم ورد التخصيص بالتكبير من
آخر والضحى دون غيرها من السور اللواتي قبلها؟ فالجواب عن ذلك
ما روي أن الوحي احتبس عن النبي صلّى الله عليه وسلم أربعين
صباحا فقال المشركون: إن محمدا قد ودّعه ربه وقلاه فأنزل الله
عزّ وجلّ والضحى فلما قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلم كبّر
حتى ختم شكرا لله تعالى لما كذب المشركين وأمر أبيّا «5» بذلك.
ومما يدلّ على ذلك أنه قال لجبريل عليه السلام لما أتاه: «لقد
احتبست عنّي يا جبريل» فأنزل الله جوابا عن تخلّفه عنه وما
نتنزل إلا بأمر ربّك الآية. «6»
وروى أحمد بن فرح عن ابن أبي بزّة بإسناده أن النبي صلّى الله
عليه وسلم أهدي إليه قطف «7»
__________
(1) سليمان بن مهران، أبو محمد الكوفي، ثقة حافظ، وهو من
المدلسين، مات سنة 148 هـ، تقريب ص 254، غاية 1/ 315، وتدليسه
من المرتبة الثانية الذين احتمل الأئمة تدليسهم، وأخرجوا لهم
احتجاجا، انظر تعريف أهل التقديس ص 49.
(2) إبراهيم بن يزيد النخعي، إمام ثقة، أبو عمران الكوفي، يرسل
كثيرا، مات سنة 196 هـ. انظر ترجمته في: صفة الصفوة 3/ 86،
السير 4/ 520. والأثر ضعيف السند لأجل المسيب بن شريك، وفيه
رجال لم اجد لهم ترجمة.
(3) أورده ابن غلبون في التذكرة 2/ 659.
(4) سقطت من (م).
(5) في (ت) (آتيا) وليست واضحة في (م) والصواب (أبيا) أي: أبي
بن كعب كما أثبته عاليا. وقد ذكر هذا الأثر ابن جرير في تفسيره
3/ 231، بألفاظ وطرق مختلفة. وأخرجه البخاري في صحيحه من رواية
جندب بن سفيان رضي الله عنه، في كتاب التفسير، باب ما ودعك ربك
وما قلى، حديث رقم (4950) مع الفتح، ولفظه اشتكى رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فلم يقم ليلتين، او ثلاثا، فجاءت امرأة فقالت:
يا محمد، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك منذ
ليلتين، أو ثلاثا فأنزل الله عز وجل والضحى والليل إذا سجى ما
ودعك ربك وما قلى، وليس في رواية البخاري أنه كبر بعد نزول
الآيات وانظر الفتح 8/ 580.
(6) انظر تفسير ابن جرير 16/ 103، 104، فإنه روى هذا الخبر
بألفاظ وأسانيد كثيرة. وروى البخاري نحوه في الصحيح، كتاب
التفسير، باب وما نتنزل إلا بأمر ربك عن ابن عباس، حديث رقم
4731، انظر الفتح 8/ 282، والآية في سورة مريم (64).
(7) القطف بكسر القاف: العنقود، وهو اسم لكل ما يقطف، وأكثر
المحدثين يروونه بفتح القاف، وإنما هو بالكسر. النهاية 4/ 84.
(4/1750)
عنب جاء قبل أوانه أن يأكل منه فجاء سائل
فقال: أطعموني مما رزقكم الله قال:
فسلّم إليه العنقود فلقيه بعض أصحابه فاشتراه منه وأهداه للنبي
صلّى الله عليه وسلم فأعطاه إيّاه، فلقيه رجل آخر من الصحابة
فاشتراه منه وأهداه للنبي صلّى الله عليه وسلم [فعاد السائل
إلى النبي صلّى الله عليه وسلم] فسأله فانتهره وقال له: «إنك
ملحّ» فانقطع الوحي عن النبي صلّى الله عليه وسلم أربعين صباحا
فقال المنافقون: قلا محمدا ربه فجاء جبريل عليه السلام فقال:
اقرأ يا محمد، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: وما أقرأ؟
والضحى فلقنه السورة فأمر النبي صلّى الله عليه وسلم أبيّا
لمّا بلغ والضحى أن يكبّر مع خاتمة كل سورة حتى يختم «1».
وأرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكّي «2» بها قال:
نا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد «3» قال: نا جرير
أبو يحيى «4» قال: نا سفيان «5» عن الأسود بن قيس «6» سمع جذبا
«7» يقول: أبطأ جبريل عليه السلام على رسول الله صلّى الله
عليه وسلم، فقال المشركون ودّع محمد فأنزل الله تعالى والضحى
والليل إذا سجى ما ودّعك ربك وما قلى.
نا محمد بن عبد الله المري قال: نا أبي قال: نا علي بن الحسن
«8» [252/ ب] قال: نا أحمد بن موسى قال: نا يحيى بن سلام «9»
في قوله عزّ وجلّ: وما نتنزّل إلا بأمر ربّك [مريم: 64]. قال:
قال قتادة: هذا قول جبريل عليه السلام احتبس عن النبي
__________
(1) إسناده ضعيف، علته البزي، والانقطاع بين المصنف وأحمد بن
فرح.
(2) توفي سنة 405 هـ، انظر الصلة 2/ 385.
(3) و (4) لم أجد لهما ترجمة فيما بين يدي من المصادر.
(5) سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي، ثقة
حافظ، إمام حجة، ملأ الدنيا علما وورعا، مات سنة 161 هـ، صفة
الصفوة 3/ 147، السير 7/ 229.
(6) الأسود بن قيس العبري الكوفي، ثقة، روى عن جندب بن عبد
الله، وعنه الثوري. انظر التهذيب 1/ 298.
(7) كذا في (ت)، وفي (م) (حدنا)، والصواب: (جندبا)، وهو ابن
عبد الله بن سفيان البجلي، أبو عبد الله العلقي، له صحبة، مات
بعد الستين. تقريب ص 142.
(8) علي بن الحسن، أبو الحسن الجصاص البغدادي، روى عن ابن
مجاهد، مات سنة 367 هـ، وكان مخلطا يدعي أشياء ليست له. انظر:
تاريخ بغداد 11/ 384، غاية 1/ 532.
(9) يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة، أبو زكريا البصري، قال الداني:
وكان ثقة ثبتا، مات سنة 200 هـ.
غاية 2/ 373. ويظهر أن في السند انقطاعا، لأن أحمد بن موسى بن
مجاهد لم يدرك يحيى، حيث إن ابن مجاهد ولد سنة 245 هـ، أي بعد
وفاة يحيى بخمس وأربعين سنة تقريبا.
(4/1751)
صلّى الله عليه وسلم في بعض الوحي فقال
رسول الله صلّى الله عليه وسلم:" فما جئت حتى اشتقت إليك"،
فقال جبريل: «وما نتنزل إلا بأمر ربك» «1» فهذا سبب التخصيص
بالتكبير من آخر والضحى واستعمال النبي صلّى الله عليه وسلم
إيّاه، وذلك كان بمكة قبل الهجرة بزمان فاستعمل ذلك المكيّون
ونقله خلفهم عن سلفهم ولم يستعمله غيرهم؛ لأنه صلّى الله عليه
وسلم ترك ذلك بعد فأخذوا بالآخر من فعله.
قال أبو عمرو: فأما لفظ التكبير فأهل الأداء مختلفون فيه فمنهم
من يقول: الله أكبر لا غير، ودليلهم على صحة ذلك الأخبار
المتقدمة إذ كلها تؤذن بالتكبير خاصّة من غير تهليل، ومنهم من
يقول لا إله إلا الله والله أكبر فيهلّلون قبل التكبير،
ودليلهم على ذلك ما ناه فارس بن أحمد المقرئ قال: نا عبد الله
بن الحسين قال:
نا أحمد بن موسى ح ونا فارس ابن أحمد أيضا قال: نا عبد الباقي
بن الحسن قال: نا أحمد بن سليمان وأحمد بن صالح قالوا: نا
الحسن بن الحباب «2» قال: سألت البزّي عن التكبير كيف هو؟
فقال: لا إله إلا الله والله أكبر، وابن الحباب من الأئمة
المشهورين بالإتقان والضبط وحسن المعرفة وصدق اللهجة.
قال أبو عمرو: وعلى الوجه الأول عامّة أصحاب القوّاس المكيّين
وغيرهم، وبذلك قرأت على الفارسي عن قراءته على أبي بكر النقّاش
عن أبي ربيعة عن البزّي وعلى أبي الحسن بن غلبون عن قراءته
أيضا في رواية البزّي خاصّة، وبه قرأت أيضا على أبي الفتح عن
قراءته على عبد الله بن الحسين في رواية البزّي وابن فليح وعن
قراءته على عبد الباقي ابن الحسين في رواية قنبل عن القوّاس،
وعلى الوجه الثاني عامّة أصحاب البزّي وابن فليح من البغداديين
وغيرهم، وبذلك قرأت على أبي الفتح عن قراءته على عبد الباقي بن
الحسين عن أصحابه «3» ابن الحباب وأصحاب الخزاعي والوجهان
صحيحان جدا مشهوران مستعملان. «4»
قال أبو عمرو: والاختيار عندي أن يوصل التكبير بأواخر السّور
من غير قطع «5»
__________
(1) انظر الدر المنثور 5/ 530، وعزاه لعبد بن حميد، وابن أبي
حاتم عن عكرمة.
(2) الإسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، وقد تقدمت تراجمهم.
(3) كذا في النسختين، والصواب بدون هاء.
(4) انظر النشر 2/ 429.
(5) أي: وقف عليهن، قال ابن الجزري في النشر 2/ 435: (المراد
بالقطع والسكت في هذه الأوجه كلها هو الوقف معروف، لا القطع
الذي هو الإعراب، ولا السكت الذي هو دون تنفس).
(4/1752)
عليهنّ ولا سكت لما في حديث عكرمة وشبل
وإسماعيل عن ابن كثير أنهما قالا:
كبّر حتى يختم مع خاتمة كل سورة، ولما في حديث الأعرج وغيره
أيضا أنه كان إذا بلغ والضحى كبّر إذا ختم كل سورة حتى يختم.
وليس في هذه الأحاديث ولا في غيرها ذكر لفصل ولا لسكت ولا لقطع
بل في حديث ابن عباس وابن كثير" مع" «1» وهي دلالة على الصحبة
والاجتماع، وصحّ بذلك وصل أواخر السور بالتكبير دون غيره.
وقد جاء بذلك أداء عن قنبل بإسناده عن ابن كثير أبو بكر محمد
بن موسى الزينبي وهو إمام قراءة المكيّين، وإن شاء القارئ قطع
«2» على التكبير وابتدأ بالتسمية ووصلها بالسورة التي بعدها،
وإن شاء وصل التكبير بالتسمية ووصل التسمية بأول السورة، ولا
يجوز القطع على التسمية إذا وصلت بالتكبير؛ لأنها موضوعة
للإعلام بأول السورة فلا يلحق بأواخرها، «3» فإن لم يوصل
بالتكبير جاز القطع عليها وقد كان قوم من جلّة أهل الأداء
يقطعون [253/ أ] على أواخر السور ثم يبتدئون بالتكبير موصولا
بالتسمية ليدلوا بذلك على انفصاله من نفس التلاوة وأنه ليس
منها بل هو زيادة، وجاء بذلك أداء عن اليزيدي أبو عبد الرحمن
اللهبي، وبذلك قرأت على الفارسي من قراءته على أبي بكر النقّاش
عن قراءته على أبي ربيعة عن البزّي، وهو اختيار أبي بكر أحمد
بن نصر الشذائي وغيره من المصريين، والأول أولى وأصحّ لما
ذكرته من دلالة ألفاظ الأخبار عليه والله أعلم.
قال أبو عمرو: والتكبير من آخر والضحى بخلاف ما يذهب إليه قوم
من أهل الأداء من أنه من أولها لما في حديث موسى بن هارون عن
البزّي عن عكرمة عن إسماعيل عن ابن كثير من قوله: فلما ختمت
والضحى قال لي: كبّر، ولما في حديث شبل عن ابن كثير أنه كان
إذا بلغ ألم نشرح كبّر، ولما في حديث مجاهد عن ابن عباس أنه
كان يأمره بالتكبير من ألم نشرح لك وانقطاع التكبير أيضا في
آخر سورة الناس بخلاف ما يأخذ به بعض أهل الأداء من انقطاعه في
أولها بعد
__________
(1) أي: أن الأحاديث الواردة بالتكبير دالة على ما ذهب إليه
المصنف في اختياره، لأن فيها لفظة (مع) في قوله (كبر حتى تختم
مع خاتمة كل سورة)، وانظر التيسير ص 226.
(2) يعني: وقف، كما تقدم بيانه.
(3) النشر 2/ 432.
(4/1753)
انقضاء سورة الفلق لما في حديث الحسن بن
محمد عن شبل عن ابن كثير أنه كان إذا بلغ ألم نشرح كبّر حتى
يختم، ولما في حديث ابن جريج عن مجاهد أنه يكبّر من والضحى إلى
الحمد ومن خاتمة والضحى إلى خاتمة قل أعوذ بربّ الناس ولما في
غير ما حديث عن حميد بن عيسى وغيره من أنه كان إذا بلغ والضحى
كبر إذا ختم كل سورة حتى يختم.
قال أبو عمرو: وإذا وصل القارئ بحرف ابن كثير أواخر السور
بالتكبير وحده كسر ما كان آخرهن ساكنا أو متحركا قد لحقه
التنوين في حال نصبه أو خفضه أو رفعه لسكون ذلك وسكون اللام من
اسم الله تعالى فالسّاكن نحو قوله: فحدث الله أكبر وفارغب
[الله أكبر وما أشبهه، والمتحرّك المنوّن نحو قوله: توابا الله
أكبر ولخبير الله أكبر ومن مسد الله أكبر «1» وما أشبهه، وإن
تحرّك آخر السورة بالفتح أو الخفض أو الرفع ولم يلحق هذه
الحركات الثلاث تنوين فتح المفتوح من ذلك وكسر المكسور وضم
المضموم لا غير. فالمفتوح نحو قوله:
الحاكمين الله أكبر وإذا حسد الله أكبر وما أشبهه، والمكسور
نحو قوله عن النعيم: الله أكبر ومن الجنة والناس الله أكبر وما
أشبهه، والمضموم نحو قوله:
هو الأبتر الله أكبر وما أشبهه.
وإن كان آخر السورة هاء ضمير موصولة بواو في اللفظ حذف صلتها
للساكنين سكونها وسكون اللام بعدها نحو قوله: لمن خشي ربه الله
أكبر وشرّا يره الله أكبر وألف الوصل التي في اسم الله تعالى
ساقطة في جميع ذلك في حال الدرج «2» استغناء عنها بما اتصل من
أواخر السور بالساكن الذي تجتلب لأجله باللام مع الكسرة مرققة]
ومع الفتح والضمة مفخمة. «3»
فاعلم ذلك واعمل على ما رسمته موفقا معانا مؤيدا إن شاء الله
تعالى وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلّى الله على
سيّدنا محمد وعلى آله الطيّبين أجمعين. «4» [253/ ب]
__________
(1) من قوله (وفارغب الله أكبر) إلى هنا سقط من (م).
(2) أي: في حالة الوصل.
(3) انظر جميع هذه الأوجه في التيسير ص 228.
(4) سقطت كلمة (أجمعين) من (م). جاء في آخر النسخة (ت) ما نصه:
(تم هذا الكتاب بعون
(4/1754)
[قد وقع الفراغ من يوم الأربعاء في نصف
الليل سنة ست وأربعين ومائة وألف سوده الفقير أضعف العباد أبو
بكر الساكن بمدرة محمود باشا غفر الله ذنوبه وستر عيوبه آمين].
__________
الله الملك الوهاب في يد أضعف الورى محمد بن مصطفى، وقت الفجر،
في شهر جمادى الأولى سنة 1144 هـ). وجاء في آخر النسخة (م) ما
نصه: (قد وقع الفراغ من يوم الأربعاء، في نصف الليل سنة ست
وأربعين ومائة وألف، سوده الفقير، أضعف العباد أبو بكر
البوادي- كذا- الساكن بمدرسة محمد باشا. غفر الله ذنوبه، وستر
عيوبه، آمين).
قلت: وقد فرغت من تحقيق هذا القسم من كتاب (جامع البيان)
للإمام أبي عمرو الداني، في يوم الأربعاء 27/ 1/ 1415 هـ عصرا،
والله الموفق.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
(4/1755)
|