جامع البيان في القراءات السبع ذكر اختلافهم في
سورة العلق إلى آخر القرآن
[سورة العلق]
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية قنبل عن القوّاس أن رءه استغنى [7]
بالقصر من غير ألف بعد الهمزة في وزن: رعه «1». قال لنا محمد
بن علي قال لنا ابن مجاهد: كذا قرأت على قنبل وهو غلط «2»،
وحكى ابن مجاهد عن الخزاعي عن أصحابه رءاه في وزن رعاه، ولم
يذكر ذلك الخزاعي في كتابه بل أضرب عن ذكر الحرف رأسا وأحسب
ابن مجاهد سأله عن ذلك، وقرأ الباقون وابن كثير في رواية [247/
ب] البزّي وابن فليح فيما قرأت بالمدّ وإثبات الألف بعد الهمزة
«3»، وكذلك روى الزينبي عن قنبل خالف الجماعة عنه، وقد ذكرنا
اختلافهم في فتح الراء والهمزة وخاطية [16] بياء مفتوحة بعد
الطاء بدلا من الهمزة أيضا، وروى ضرار عن يحيى عن أبي بكر أنه
همزهما ولم يأت بالهمز فيهما أيضا عن ابن كثير غيره، وبذلك قرأ
الباقون «4» وأمال حمزة والكسائي أواخر آي هذه السورة من لدن
قوله ليطغى [6] إلى قوله: بأن
__________
(1) بحذف لام الفعل لغير جازم، وقد حكى عن العرب مثل ذلك في
قوله ولو تر أهل مكة فحذفوا الألف من ترى، انظر الكشف 2/ 383،
384.
(2) السبعة ص 692، ثم قال: « ... لأن رءاه مثل رعاه، ممالا
وغير ممال»، وابن مجاهد إنما غلط قنبلا على اعتبار أن القراءة
ضعيفة الحجة نحويا، ولذلك قال مكي في الكشف 2/ 383:
« ... بعيدة في القياس والنظر والاستعمال ... »، وتمسك بذلك
قوم- منهم الإمام الشاطبي- فقالوا: ان ابن مجاهد يرد قراءة
القصر عن قنبل، ولا يقبلها، وقال في الحرز: وعن قنبل قصرا روى
ابن مجاهد رءاه ولم يأخذ به متعملا. والصواب أن القراءة لا ترد
بمجرد كونها لم توافق وجها نحويا مشهورا إذا ثبتت رواية، وقد
ورد هذا الوجه عن قنبل من طرق ثابتة، ثم إن الصواب أيضا على
خلاف قول الشاطبي، لأن العلماء قد ردوا عليه في نسبة ذلك إلى
ابن مجاهد، قال ابن الجزري في النشر 2/ 402: « ... ومن زعم أن
ابن مجاهد لم يأخذ بالقصر فقد أبعد الغاية، وخالف الرواية».
وانظر إبراز المعاني ص 726. ورواية القصر هذه عن قنبل قال فيها
في النشر 2/ 402: « ... ولا شك أن القصر أثبت وأصح عنه من طريق
الأداء، والمد أقوى من طريق النص، وبهما آخذ من طريقه جمعا بين
النص والأداء ... ». وقال ابن علبون في التذكرة 2/ 633: « ...
وقد قرأت له بالوجهين، وبهما آخذ والمختار بالألف مثل
الجماعة».
(3) التيسير ص 224.
(4) انظر البدور الزاهرة ص 343.
(4/1711)
الله يرى [14] وأمال أبو عمرو يرى وحده وما
عداه بين بين، وقرأ نافع في جميع ذلك على الاختلاف المذكور عنه
وأخلص الباقون فتح الجميع «1».
__________
(1) الإتحاف ص 441.
(4/1712)
سورة القدر
«1»
حرف:
قرأ الكسائي حتى مطلع الفجر [5] بكسر اللام وكذا روى الحلواني
عن القوّاس عن ابن كثير وعبيد بن عقيل عن أبي عمرو، وقرأ
الباقون بفتح اللام وكذا روى قنبل والبزّي وابن فليح عن ابن
كثير «2».
__________
(1) في (م) «القمر»، وهو خطأ.
(2) السبعة ص 693.
(4/1713)
سورة البيّنة
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان شرّ البريئة [6] وخير
البريئة [7] بهمزة مفتوحة بعد الياء «1».
وقرأهما الباقون وابن عامر في رواية هشام وابن عتبة بياء
مشددة، وذلك أنهم أبدلوا من الهمزة ياء مفتوحة وأدغموا الياء
الساكنة الزائدة التي قبلها فيها «2».
__________
(1) فيصير من قبيل المد الواجب المتصل.
(2) انظر: الكشف 2/ 385، الإتحاف ص 442.
(4/1714)
سورة الزلزلة
حرف:
قرأت الجماعة خيرا يره [7] وشرا يره [8] بفتح الياء فيهما إلا
ما رواه أحمد بن رستم «1» عن نصير عن الكسائي أنه كان يقرأهما
بنصب الياء، قال:
فلما أن دخل علينا كان يقرأهما بضم الياء خيرا يره وشرا يره
«2»، وخالف الجماعة عن الكسائي نصيرا في ذلك فروتهما عنه بفتح
الياء، واختلفوا بعد ذلك في صلة الهاء فيهما «3» وفي ترك صلتها
وفي إسكانها، فروى الحلواني والعثماني وأبو سليمان عن قالون عن
نافع والحلواني عن القوّاس عن ابن كثير أنهما يرفعان الهاء ولا
يشبعان الرفع، ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: نا
الحسن بن أبي مهران عن الحلواني عن قالون عن نافع خيرا يره
«4»، وشرا يره «5» يشبع الضم «6».
والذي ذكره الحلواني في كتابه هو ما ذكرته عنه أولا، وروى أحمد
بن صالح عن ورش وقالون يره ويره ممدودة وذلك قياس قول من روى
عن نافع الإشباع في هاء الضمير المتصلة بالفعل «7» المجزوم نحو
نؤتهي ونولهي ونصله «8» وما أشبهه. وقد حكى ابن مجاهد عن قنبل
وهو قياس قول ابن كثير في جميع هاءات الضمير، والذي حكاه
الحلواني عن القوّاس خلاف لمذهبه، وروى أبو عبد الرحمن وأبو
حمدون والعبّاس بن محمد عن إبراهيم وابن سعدان عن اليزيدي عن
أبي عمرو وشجاع عنه أنه وصل الهاءين، وروى الحلواني عن أبي عمر
عن اليزيدي عن أبي
__________
(1) أحمد بن محمد بن رستم، أبو جعفر الطبري، من أجل أصحاب
نصير. غاية 1/ 115.
(2) انظر المبسوط ص 414، وهي قراءة شاذة.
(3) أي إشباع ضمتها.
(4) و (5) في النسختين رسمت الهاء موصولة بواو، هكذا «يرهو»،
وهو خلاف الرسم العثماني.
(6) الإسناد صحيح، وانظر الأثر في السبعة ص 694، والحسن هو ابن
العباس الجمال تقدم.
(7) في (م) «الفضل»، وهو خطأ.
(8) رسمت هذه الكلمات الثلاث في النسختين بياء متصلة بالهاء،
هكذا نؤتهي، نولهي، نصلهي وهو خلاف رسم المصحف.
(4/1715)
عمرو والكسائي ويحيى الجعفي وحسين ابن علي
وعبيد بن نعيم وابن أبي حماد وابن جبير والمنذر وخلف عن يحيى
عن أبي بكر عن عاصم أنهما أسكنا الهاءين.
وكذلك نا هشام عن ابن عامر «1». نا ابن غلبون قال: نا عبد الله
بن محمد قال:
نا أحمد بن أنس قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر خيرا يره
[248/ أ] وشرّا يره جزم «2». وروى أبو عبيد عن ابن أنس قال: نا
هشام بإسناده عن ابن عامر خيرا يره وشرّا يره جزم. وروى أبو
عبيد عن الكسائي وبريد بن عبد الواحد والأعشى عن أبي بكر عن
عاصم أنه وصلها بواو، وكذلك قرأ الباقون «3».
__________
(1) التيسير ص 224.
(2) أي: تسكين الهاء، وانظر التذكرة 2/ 636.
(3) انظر الإتحاف ص 242.
(4/1716)
سورة والعاديات
قد ذكرت مذهب أبي عمرو في إدغام التاء في الضاد والصّاد في
قوله والعاديات ضبحا فالمغيرات صبحا [1، 2] وذكرنا ما أقرأنا
به أبو الفتح عن قراءته في رواية خلّاد عن سليم عن حمزة ومن
أدغمها في قوله: فالمغيرات صبحا فقط، والباقون يكسرون التاء
فيهما من غير إدغام. «1»
__________
(1) انظر ص 125.
(4/1717)
سورة القارعة
قد ذكرنا اختلافهم في الإمالة والفتح في قوله: وما أدراك [3]
في سورة يونس عليه السلام.
حرف:
قرأ حمزة وما أدراك ما هي [10] بحذف الهاء في الوصل، وكذلك روى
الكسائي وعبيد بن نعيم ويحيى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم، وقرأ
الباقون بإثباتها في الحالين، «1» وكذلك حكى الرفاعي عن سليم
عن حمزة أنه كان يقرؤها في الصلاة.
__________
(1) التيسير ص 225، المبسوط ص 415.
(4/1718)
سورة التكاثر
حرف:
قرأ ابن عامر والكسائي لترونّ الجحيم [6] بضم التاء، وكذلك روى
محمد ابن عبد الله الجيزي عن الشموني ومحمد بن إبراهيم عن
الأعشى عن أبي بكر عن عاصم وقرأ الباقون بفتح التاء «1»، وكذلك
روت الجماعة عن أبي بكر والخياط عن الشموني وابن غالب عن
الأعشى، وأجمعوا على فتح التاء في قوله:
ثم لترونّها [7] لأن الرؤية في ذلك مسندة إليهم من حيث كانت في
جهنم، وكانت الرؤية الأولى في الحشر «2» على أن محبوب بن
الحسين «3» قد روى عن إسماعيل وعن «4» عبيد بن عقيل عن شبل «5»
كلاهما عن ابن كثير أنه ضمّ التاء فيها «6» وفي التي قبلها إلا
على «7» ذلك في مذهبه.
__________
(1) انظر السبعة ص 695.
(2) انظر: الجامع للقرطبي 20/ 19، النشر 2/ 403.
(3) محمد بن الحسن بن اسماعيل أبو جعفر القواريري، يعرف ب
«محبوب»، روى عن اسماعيل، وعنه خلف ابن هشام، غاية 2/ 115،
وروايته ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب. واسم أبيه كتب في
النسختين «الحسين» وهو خطأ، والتصويب من الغاية.
(4) سقطت لفظة «عن» من (م)، قوله «وعن عبيد بن عقيل» جملة
مستأنفة، ليست معطوفة على ما قبلها، لأن محبوبا لا يروي عن
عبيد.
(5) في (م) «سنبل»، وهو خطأ.
(6) في (م) «فيهما»، وهو خطأ.
(7) كذا في النسختين، ولم أتبين وجه ذلك. ولم يذكر روايته
المصنف، ولا ابن الجزري.
(4/1719)
سورة والعصر
حرف:
قرأت الجماعة لفي خسر [2] بإسكان السين إلا ما رواه ابن أبي
حمّاد وهارون عن حسين والمنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر [عن
عاصم" أنه ثقل السين" «1».
وروت الجماعة عن أبي بكر] بالتخفيف، وجاء بذلك عنه نصّا يحيى
بن آدم والأعشى إلا أن يحيى قال: ثقّلها أبو بكر ثم قال بعد:"
إنما هي خفيفة".
نا محمد بن أحمد نا محمد بن القاسم قال: نا إدريس «2» قال: نا
خلف قال:
سمعت الكسائي يقول: الوقف على منه وعنه بالتخفيف وجزم النون
كما يوصل، قال: ويجوز منه وعنه برفع النون في الوقف، قال خلف:"
والتخفيف فيها أحبّ إلى الكسائي أنه كان يستحبّ أن يقف على منه
وعنه يشمّ النون الضمّة". «3»
قال أبو عمرو: وأهل الأداء يأخذون بهذا في مذهبه.
__________
(1) أي: حركها بالضم، وهي قراءة الأعرج، وزيد بن علي، انظر
البحر المحيط 8/ 509، ولم يذكرها المصنف في التيسير، ولا ابن
الجزري في النشر.
(2) إدريس بن عبد الكريم الحداد، أبو الحسن البغدادي، ثقة إمام
متقن، روى عن خلف، وعنه ابن القاسم الأنباري، سئل عنه
الدارقطني فقال:" ثقة، وفوق الثقة بدرجة" مات سنة 292. معرفة
1/ 254، غاية 1/ 154. والإسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات اثبات،
غير أن المصنف لم يعتمد طريق خلف عن الكسائي في هذا الكتاب.
(3) انظر السبعة ص 696.
(4/1720)
سورة الهمزة
حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي جمّع مالا [2] بتشديد الميم وقرأ
الباقون بتخفيفها. «1»
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي عمد [9] بضمتين وقرأ
الباقون وعاصم في رواية حفص بفتحتين. «2»
__________
(1) التيسير ص 225.
(2) النشر 2/ 403.
(4/1721)
سورة الفيل
قد ذكرنا مذهب أبي عمرو في إدغام الفاء في مثلها واللام في
الراء في قوله فعل ربك [1] وذكرنا مذهب حمزة في ضمّ الهاء من
قوله عليهم.
(4/1722)
سورة قريش
حرف:
«1» قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وهشام لئلاف قريش [1]
بغير ياء بعد الهمزة في اللفظ إيلافهم [2] بياء بعد الهمزة في
اللفظ، وقرأ في رواية ابن عتبة وابن بكّار بغير ياء [248/ ب]
بعد الهمزة، واختلف عنهم في إلافهم، فروى ابن فليح عن أصحابه
عنه بغير ياء بعد الهمزة، واختلف أهل الأداء عن ابن فليح في
اللام فقرأت على أبي الفتح بفتح اللام «2» وإثبات ألف بعدها،
وكذلك روى ابن مجاهد عن الخزاعي عن ابن فليح، وأقرأني أبو
الفتح أيضا عن قراءته على عبد الباقي بن الحسين عن أصحاب
الخزاعي عنه عن ابن فليح بإسكان اللام من غير ألف كقراءة أبي
جعفر القارئ المدني سواء. «3»
وكذلك روى الزينبي عن أصحابه عن ابن فليح ولم يذكر الخزاعي في
كتابه عنه في اللام شيئا، وروى القوّاس والبزّي عن أصحابهما عن
ابن كثير بياء بعد الهمزة في اللفظ، واختلف أصحاب أبي بكر عن
عاصم في الحرفين فروى ابن الوكيعي وحسين العجلي والرفاعي وخلف
في مجرده عن يحيى عن أبي بكر بهمزتين لإئلاف متلاصقتين «4»
الأولى مكسورة والثانية ساكنة إءلفهم كذلك أيضا «5» قالوا، ثم
رجع عن الثانية فقال إيلافهم يعنون بهمزة وياء، وكذلك روى ابن
أبي أميّة عن أبي بكر في الحرفين سواء، وقال: لنا محمد بن علي
عن ابن مجاهد روى أبو بكر عن عاصم لإئلاف قريش إلفهم بهمزتين
الثانية ساكنة ثم رجع عنه، فقرأ بهمزة بعدها ياء مثل
__________
(1) سقط «حرف» من (ت).
(2) ساقطة من (م).
(3) قراءة أبي جعفر هي بكسر الهمزة، وحذف الياء، الإتحاف ص
444.
(4) في (م) «متلاصقتين».
(5) وهذا لا يستقيم مع القاعدة الصرفية التي تقول: اذا التقت
همزتان في كلمة: الأولى منهما متحركة، والثانية ساكنة، فانه
يجب إبدال الثانية حرف علة من جنس حركة الهمزة الأولى، انظر
شرح الأشموني على الألفية 4/ 297، عند قول ابن مالك.
«ومدا أبدل ثاني الهمزين من ... كلمة أن يسكن كآثر ائتمن».
(4/1723)
حمزة، «1» ولم يسند ذلك ابن مجاهد إلى أخذ من
أبي بكر. «2»
وروى الحسن بن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر لإئلاف
إءلافهم خلاف لقراءتنا، يعني لقراءة حمزة يريد همزتين،
وروى الشموني وابن غالب عن الأعشى عن أبي بكر لإيلاف قريش
مثل الجماعة ويا إءلافهم بهمزتين الثانية ساكنة.
نا الحسين بن علي «3» قال: نا أحمد بن نصر المقرئ عن ابن
شنبوذ عن الخياط عن الشموني عن الأعشى إيلافهم بهمزتين
الثانية مشبعة، وحمّاد بن أحمد الكوفي «4» عن الخياط عن
الشموني عن الأعشى بهمزتين مكسورتين يعني: من غير ياء،
قال: «5» وأخبرني النقار عن الخياط عن الشموني عن الأعشى
بهمزتين الثانية منهما ساكنة. قال أبو عمرو: وبذلك قرأت
للأعشى من الطريقين «6» المذكورين عنه، وكذلك نا فارس بن
أحمد المقرئ قال: نا عبد الله بن طالب «7» عن النقّار عن
الخياط عن الشموني عنه وبذلك آخذ.
وروى محمد بن الحسن النقاش أداء عن الخياط مثل ما رواه
حمّاد عنه، [وبذلك آخذ.
روى محمد بن الحسن النقاش، أداء، عن الخياط مثل ما رواه
حماد عنه] «8» بهمزتين مكسورتين من غير ياء، وروى خلف في
جامعه وضرار بن صرد عن
__________
(1) السبعة ص 698.
(2) كذا في النسختين، لعلها «إلى أحد عن أبي بكر».
(3) تقدم ص 77، وهناك كتب اسمه «الحسن»، فالله أعلم به.
(4) حماد بن أحمد بن حماد، أبو الحسن الكوفي، مقرئ مصدر،
قرأ على الخياط، وعليه الشذائي، أحمد بن نصر. غاية 1/ 257.
(5) أي: أحمد بن نصر.
(6) في (م) «الطريقتين»، وهو خطأ.
(7) عبد الله بن أحمد بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم
البغدادي، روى عن النقار، وعنه فارس بن أحمد، قال الخطيب:
وكان ثقة، مات سنة 390 هـ بمصر، تاريخ بغداد 9/ 395، غاية
1/ 407، وفي المطبوع من تاريخ بغداد «بن أبي طالب».
والإسناد صحيح.
(8) ما بين المعكوفتين هكذا في النسختين مكرر.
(4/1724)
يحيى والتيمي عن الأعشى والعليمي والبرجمي
والكسائي وأبو المعافى عن أبي بكر بهمزة واحدة بعدها ياء
في الحالين، وقال خلف مثل حمزة. وروى ابن عطارد عنه لإيلاف
... إيلافهم ممدودان «1» وقولهما يدلّ على أنهما بهمزة
واحدة وياء بعدها.
وكذلك قرأ الباقون «2»، وكذلك روى الوليد بن مسلم عن يحيى
عن ابن عامر، والحرف الأول مرسوم في المصاحف كلها بياء،
والحرف الثاني مرسوم فيها بغير ياء، ولم يرسم في شيء منها
بعد اللام في الحرفين ألف تخفيفا «3». وروى نصير وقتيبة
جميعا عن الكسائي رحلة الشتاء [2] بكسر التاء كسرا لطيفا
والباقون يخلصون فتحها. «4»
__________
(1) في (م) (ممدون).
(2) انظر: التيسير ص 225، النشر 2/ 403 - 404، البدور
الزاهرة ص 346، والمصنف يعتمد كثيرا على طريقة الرواية،
ولذلك فإن كثيرا من الروايات التي عن أبي بكر هنا لم أجد
لها توثيقا في الكتب الأخرى، والله أعلم.
(3) انظر الإتحاف ص 444.
(4) التذكرة 2/ 643، ولم يذكر المصنف في التيسير رواية
نصير وقتيبة، ولا ابن الجزري في النشر.
(4/1725)
سورة الماعون
قرأ نافع أرءيت الذي [1] بتسهيل الهمزة التي بعد الراء،
وقرأ الكسائي بإسقاطها رأسا، وقرأ الباقون بتحقيقها، وحمزة
إذا وقف سهّلها «1» وقد ذكر هذا قبل.
__________
(1) انظر الإتحاف ص 444.
(4/1726)
سورة الكوثر
روى نصير عن الكسائي إن شانئك [3] بكسر الشين كسرا لطيفا
وأخلص الباقون فتحها «1». وروى الأصبهاني عن ورش والأعشى
عن أبي بكر إن شانيك بياء مفتوحة من غير همز، «2» وحمزة
إذا وقف كذلك، والباقون بهمزة مفتوحة في الحالين وقد ذكر
هذا قبل.
__________
(1) انظر التذكرة 2/ 645، ولم يذكر المصنف في التيسير
رواية نصير هذه، ولا ابن الجزري في النشر.
(2) وهي قراءة أبي جعفر، الإتحاف ص 444.
(4/1727)
سورة الدين
«1»
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية الحلواني عن هشام عابد [3] وعابدون
بإمالة فتحة العين والألف بعدها في الثلاثة «2»، وكذلك روى
ابن معمر عن عبد الوارث عن أبي عمرو، وقرأ الباقون بإخلاص
الفتح فيهن «3».
حرف:
قرأ نافع في غير رواية إسماعيل وابن عامر في رواية هشام
وعاصم في رواية حفص ولي دين [6] بفتح الياء، واختلف عن
إسماعيل «4» عن نافع فحدّثنا الخاقاني قال: نا ابن هارون ح
ونا فارس بن أحمد قال: نا ابن جابر قالا: نا أبو الحسن
الباهلي قال: نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع ولي دين جزم،
وبذلك قرأت من طريق ابن عبدوس عن أبي عمر عن إسماعيل، وروى
أبو الربيع الزهراني عن زيد عن إسماعيل «5» وابن جبير عن
الكسائي عنه ولي دين بنصب الياء، وبذلك قرأت من طريق ابن
فرج عن
أبي عمر عنه.
واختلف عن ابن كثير فحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد
قال: حدّثني مضر بن محمد عن البزّي عن ابن كثير ولي دين
نصبا «6». وكذلك روى اللهبي عن البزّي ومحمد ابن بندار «7»
عن أصحابه المكيّين عنه، وكذلك حكى لي «8» أبو الفتح عن
قراءته على عبد الله بن الحسين عن ابن الصباح عن أبي ربيعة
عن البزّي، وذكر ذلك أبو ربيعة في كتابه عن البزّي وقنبل
بالإسكان، وبذلك قرأت على الفارسي
__________
(1) تسمى بسورة «الكافرون» أيضا، و «الإخلاص»، و
«المقشقشة». انظر مصاعد النظر 3/ 295.
(2) أي: في الآيات الثلاث التي وردت فيها.
(3) التيسير ص 225، وانظر رواية أبي معمر في السبعة ص 699.
(4) تقدم هذا الإسناد، وهو صحيح، وكذا طريق ابن عبدوس
إسنادها صحيح.
(5) كذا في النسختين، والصواب «بريد»، إذ لا يوجد راو عن
اسماعيل اسمه «زيد» والتصحيح من المقدمة 1/ 224.
(6) انظر الأثر في السبعة ص 699، والإسناد صحيح.
(7) هو محمد بن عيسى بن بندار، أبو بكر الجصاص، روى عن
الخزاعي، وسعدان بن كثير وغيرهم. غاية 2/ 224.
(8) في (م) «في»، وهو خطأ.
(4/1728)
عن قراءته على أبي بكر النقّاش عن أبي ربيعة
عن البزّي، وكذلك روى ذلك الخزاعي عن أصحابه والزينبي عن
رجاله والحلواني عن القوّاس.
وكذلك قال لي محمد بن علي عن ابن مجاهد أنه قرأ على قنبل
عن القوّاس، وكذلك روى محمد بن هارون والحسين بن مخلد «1»
والعباس بن أحمد البرتي «2» عن البزّي، وكذلك نا محمد قال:
نا ابن مجاهد عن الخزاعي عن ابن فليح. «3»
واختلف عن أبي بكر عن عاصم فروى الرفاعي وضرار بن صرد عن
يحيى بن آدم وعبد الواحد «4» بن صالح البرجمي والرفاعي
ومحمد بن خلف التيمي عن الأعشى وابن أبي حمّاد وبريد بن
عبد الواحد عن أبي بكر عن عاصم ولي دين بفتح الياء. وروت
الجماعة عن أبي بكر عن يحيى والأعشى عنه بإسكان الياء،
وجاء بذلك نصّا عن أبي بكر وابن أبي أميّة وعن يحيى حسين
العجلي، ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني
الدباغ عن أبي الربيع عن حفص عن عاصم ولي دين نصبا «5»،
وقرأ الباقون بإسكان الياء «6»، وكلهم وصل دين بكسر النون
إلا أبا عمرو فإن أبا عبد الرحمن وأبا حمدون وابن سعدان
رووا عن اليزيدي عنه أنه كان لا يصل مثل ذلك يتعمد السكون
عليه ولا يصله، ورواية ابن سعدان تؤذن بأنه إذا وصل سكّن
النون.
__________
(1) كذا في النسختين، والصواب «الحسن»، كما في غاية 1/
209.
(2) في (م) «البزي» وهو خطأ، لأنه ليس لقبا للعباس، بل
لقبه الصحيح هو «البرتي» وطريقه عن البزي ليست من طرق
المصنف في هذا الكتاب.
(3) انظر السبعة ص 699، وقال في التيسير ص 225 عن رواية
الإسكان: «وهو المشهور عن البزي، وبه آخذ»، وقال ابن غلبون
في التذكرة 2/ 647: « ... وأنا آخذ له بالوجهين، كما
قرأت».
(4) كذا في النسختين، والصواب «عبد الحميد» كما تقدم في
ترجمته ص 85.
(5) انظر الأثر في السبعة ص 699.
(6) خلاصة الأوجه في ياء «ولي»: فتحها نافع، وحفص، وهشام،
والبزي بخلاف عنه، وأسكنها الباقون، والبزي في المشهور
عنه. انظر: الإتحاف ص 444، البدور الزاهرة ص 346.
(4/1729)
سورة النصر
روى الأصبهاني عن أصحابه عن ورش ورأيت الناس [2] بتسهيل
الهمزة، وحمزة إذا وقف كذلك أيضا والباقون يحقّقونها وصلا
ووقفا وقد ذكر.
(4/1730)
سورة المسد
حرف:
[249/ أ] قرأ ابن كثير تبّت يدا أبي لهب [1] بإسكان الهاء
وقرأ الباقون بفتحها «1» وأجمعوا على فتح الهاء في قوله:
ذات لهب [3] حملا على قوله: ولا يغني من اللهب [المرسلات:
31] اتباعا لما قبله وما بعده من رءوس الآي.
حرف:
وكلهم قرأ سيصلى نارا [3] بفتح الياء إلا ما اختلف فيه عن
أبي بكر، فروى البرجمي «2» ويحيى الجعفي وهارون عن حسين
والمنذر عن هارون عنه عن عاصم أنه ضمّ الياء، وكذلك روى
البرجمي عن الأعشى وابن شنبوذ عن الخياط عن الشموني عنه عن
أبي بكر، وسائر الرواة بعد عن أبي بكر على فتح الياء «3».
حرف:
قرأ عاصم حمّالة الحطب [4] بنصب التاء على الذم «4»، وقرأ
الباقون حمّالة برفع التاء «5»، وروى نصير عن الكسائي في
جيدها [5] بإمالة فتحة الهاء والألف بعدها إمالة لطيفة
«6»، وكذلك ما أشبه ذلك من هاء المؤنث التي تليها كسرة نحو
من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها [البقرة: 61] ومن
فوقها [الزمر: 20] ومن تحتها [الزمر: 20] وما كان مثله
والباقون يخلصون فتح ذلك.
__________
(1) السبعة ص 700
(2) يروى عن أبي بكر مباشرة، وعن الأعشى عن أبي بكر، انظر
الغاية 1/ 360.
(3) انظر المبسوط ص 420.
(4) بإضمار «أعني»، وقد كانت اشتهرت بالنميمة، فجرت صفتها
على الذم لها. انظر: الحجة ص 377، الكشف 2/ 390، الجامع
لأحكام القرآن 20/ 164.
(5) التيسير ص 225.
(6) انظر التذكرة 2/ 650.
(4/1731)
سورة الإخلاص
حرف:
روى عبد الرحمن «1» وأبو حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو قل
هو الله أحد الله الصمد [1، 2] أنه كان يسكت عندها فإذا
وصل نوّن. نا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني
الجمال عن أحمد بن يزيد عن روح عن أحمد بن موسى عن أبي
عمرو أحد الله الصمد «2» قال أبو عمرو: وهو اختياري أنا في
قراءة أبي عمرو اتباعا لرواية أبي عبد الرحمن وأبي حمدون
عن اليزيدي عنه لاشتهارهما بالعدالة وحسن الاطلاع،
والباقون يصلون بالتنوين ويكسرون الساكنين، وكذلك روى
إسماعيل وإبراهيم ابنا اليزيدي، وأبو عمر وأبو خلّاد وأبو
شعيب وأبو الفتح وابن سعدان وابن شجاع عن اليزيدي عن أبي
عمرو، وكذلك روى أيضا شجاع عنه.
حرف:
قرأ نافع في رواية ابن المسيّبي وفي رواية الكسائي
والهاشمي وأبي عمر عن إسماعيل وفي رواية القاضي عن قالون
كفوا أحد [4] بإسكان الفاء وتحقيق الهمزة بعدها، وكذلك روى
خلّاد والرفاعي عن حسين عن أبي بكر عن عاصم وأبو عمر عن
أبي عمارة عن حفص عنه، وحمزة إذا وقف أبدل الهمزة واوا
مفتوحة، وكذلك يفعل أيضا في قوله: هزوا لأنه ثقّل «3»
الضمة التي كانت على الزاي والفاء قبل تخفيفها هذا مع
موافقته الرسم بذلك، وقرأ عاصم في رواية حفص كفوا بضم
الفاء وإبدال الهمزة واوا مفتوحة وصلا ووقفا، وكذلك روى
المنذر بن محمد عن هارون وقاسم بن زكريا عن أبي كريب «4»
جميعا عن أبي بكر. ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال:
حدّثني المروزي «5» عن ابن سعدان عن إسحاق عن نافع
__________
(1) في (م) «أبو عبد الرحمن» وهو الصواب.
(2) يعني: أنه يقف على «أحد» ويبتدئ ب «الله»، وكان أبو
عمرو يقول: «إن العرب لم تكن تصل مثل هذا». انظر التذكرة
2/ 651.
(3) كذا في (ت)، وفي (م) «يقدر»، وكلاهما خطأ، والصواب
«نقل».
(4) روايته عن أبي بكر خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب،
كما تقدم ص 215.
(5) محمد بن يحيى، أبو بكر المروزي، مقرئ مشهور، روى عن
ابن سعدان، وعنه ابن مجاهد، مات قريبا من سنة 300 هـ، قال
في التقريب ص 512: صدوق، وانظر غاية 2/ 276.
(4/1732)
كفوا مثقل غير مهموز، «1» وقال ابن مجاهد مثل
رواية حفص عن عاصم، وقرأ الباقون بضم الفاء وتحقيق الهمزة
بعدها في الوصل والوقف «2»، وكذلك روى خلف عن المسيّبي إلا
أنه لم يذكر الهمزة وأبو عبيد وأبو الربيع الزهراني عن
إسماعيل وابن جبير عن أصحابه، وكذلك روت الجماعة عن قالون
وقد ذكرنا هذا الباب مشروحا في سورة البقرة.
__________
(1) انظر الأثر في السبعة ص 702، والإسناد صحيح.
(2) انظر التيسير ص 226.
(4/1733)
سورة الفلق
روى قتيبة عن الكسائي ومن شرّ حاسد [6] بإمالة فتحة الحاء
«1». ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني
الجمال قال: نا أحمد بن يزيد عن روح عن أحمد بن
موسى «2» عن أبي عمرو [250/ أ] حاسد بكسر الحاء، «3» وقرأ
الباقون بإخلاص فتحها، «4» والله أعلم.
__________
(1) ذكر ابن غلبون في التذكرة 2/ 653 أن الإمالة ل «نصير»
بدلا من قتيبة، ولعله سبق قلم منه- رحمه الله- إذ الصواب
أن الإمالة ل «قتيبة»، كما أثبته الداني هنا.
(2) في (م) زيادة «بن» قبل «أحمد بن موسى» وذلك خطأ، وأحمد
بن موسى هو اللؤلؤي الخزاعي، تقدم ص، وروايته عن أبى عمرو
ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.
وروح هو: ابن عبد المؤمن، أبو الحسن الهذلي- ولاء البصري،
مقرئ، ضابط جليل، روى الحروف عن أحمد بن موسى، وعرض على
يعقوب الحضرمي، وعليه أحمد بن يزيد الحلواني، وروى عنه
البخاري في الصحيح، مات سنة 234 هـ. انظر: تهذيب التهذيب
3/ 255، غاية 1/ 285. وإسناد الأثر صحيح.
(3) انظر الأثر في السبعة ص 703، ومرادهم بالكسر هنا أي:
الإمالة، انظر النشر 2/ 30.
(4) قال ابن غلبون: «وبالفتح قرأت لأبي عمرو، وبه آخذ».
التذكرة 2/ 654.
(4/1734)
سورة الناس
اختلف عن نافع وعاصم وأبي عمرو والكسائي في إمالة فتحة
النون من الناس [الناس: 1] وفي إخلاص فتحها، فأمّا نافع
فروى أحمد بن صالح عن ورش وقالون بربّ الناس [الناس: 1]
النون مفتوحة وسطا من ذلك «1»، وروى الحلواني عن قالون
النون مفتوحة، وبذلك قرأت لنافع من جميع الطرق، «2» وأما
عاصم فروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر من غير رواية
النقّار عن الخياط أنه أمال النون في جميع القرآن، ونا
فارس بن أحمد قال: نا أحمد بن طالب «3» قال: قال:
نا الحسن بن داود عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي
بكر عن عاصم الناس إذا كان في موضع خفض «4» بين الفتح
والكسر.
قال ذلك في سورة الناس بالتفخيم، وقرأت أنا من هذا الطريق
ومن طريق ابن غالب عن الأعشى بإخلاص الفتح في جميع القرآن
«5»، وأما أبو عمرو فروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وابن
سعدان من رواية الأصبهاني «6» عنه عن اليزيدي أن النون من
الناس مشمّة كسرا إذا كانت في موضع الخفض، فإذا كانت في
موضع الرفع والنصب فالنون مفتوحة، وبالإمالة الخالصة قرأت
أنا ذلك على عبد العزيز بن محمد بن إسحاق المقرئ عن قراءته
على أبي طاهر عن أبي هاشم «7»، وقرأت على غيره بإخلاص فتح
ذلك في جميع القرآن، «8» وبذلك كان يأخذ ابن مجاهد وابن
المنادي
__________
(1) أي: بين بين.
(2) وهو المأخوذ به عنه.
(3) كذا في النسختين، والصواب «عبد الله بن أحمد»، وقد
تقدم هذا السند بعينه ص 366.
(4) في (م) «حفص» وهو خطأ.
(5) وهو المأخوذ به عن عاصم بروايته.
(6) واسمه: عبد الله بن أحمد بن سليمان، تقدم ص 151.
(7) من رواية أبي الزعراء عن الدوري.
(8) والمصنف يختار الإمالة الخالصة كما في «باب الإمالة»
1/، حيث قال: « ... واختياري في قراءة أبى عمرو من طريق
أهل العراق الإمالة المحضة في ذلك، لشهرة من رواها عن
اليزيدي، وحسن اطلاعهم، ووفور معرفتهم ... وبذلك قرأت على
الفارسي عن قراءته على أبي طاهر بن أبي هاشم، وبه آخذ ...
». وأما الشاطبي فيختار أيضا الإمالة الخالصة، انظر إبراز
المعاني
(4/1735)
وابن شنبوذ والنقّاش وغيرهم من البغداديين
البصريين، وأما الكسائي فروى نصير وقتيبة عن الحلواني عن
أبي عمرو عنه: أنه أمال النون إذا كانت الكلمة في موضع خفض
في جميع القرآن «1»، وقرأت في رواية أبي عمر وأبي الحارث
وأبي موسى عنه بإخلاص الفتح، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من
ابن مجاهد وابن شنبوذ وابن المنادي وأبي بكر النقّاش وأبي
عثمان الضرير وأبي مزاحم الخاقاني «2» وغيرهم.
ونا الفارسي أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم قال: حدّثني محمد
بن الجهم «3» عن محمد ابن أيوب المقرئ قال: نا الحسن بن
العباس قال: نا محمد بن عيسى الأصبهاني قال: نا خلّاد عن
سليم عن حمزة بربّ الناس بين الفتح والكسر، لم يرو هذا عن
خلّاد عن سليم غير محمد بن عيسى وهو إمام ضابط ثقة مأمون،
والباقون يخلصون فتح النون من الناس في جميع الأحوال من
النصب والجرّ والرفع «4».
وروى نصير عن الكسائي الخنّاس تلطيف «5» النون منها لا
يكسرها كسرا شديدا ولا يفتحها فتحا جافيا، وكذلك ما أشبهها
في القرآن إذا كانت الكلمة محفوفة بالكسر واللطافة فيها
أحسن. قال أبو عمرو: وقول نصير هذا يدلّ على أنه يميل كل
ألف بعدها كسرة سواء كانت إعرابا أو بناء إمالة يسيرة بين
بين، وكذلك روى قتيبة
__________
ص 237، سراج القارئ ص 115 - 116، وأما ابن الجزري فقد قال
في النشر 2/ 63: « ...
والوجهان صحيحان عندنا من رواية الدوري عن أبي عمرو،
وقرأنا بهما، وبهما نأخذ».
(1) انظر الأثر في السبعة ص 703.
(2) أبو مزاحم هو: موسى بن عبيد الله بن يحيى، تقدم ص 86.
وأبو عثمان هو: سعيد بن عبد الرحمن البغدادي، تقدم ص 243.
(3) قال في غاية النهاية 2/ 113: ( ... شيخ، قرأ على ابن
شنبوذ، وروى عنه عبد الواحد بن عمر). ومحمد بن أيوب هو
محمد بن أيوب بن شنبوذ، تقدم ص 65.
وقول ابن الجزري عن محمد بن الجهم (شيخ) إن كان على اصطلاح
المحدثين فإن حديثه يكتب وينظر فيه ويحتاج إلى متابعات،
وفي مرتبة هذه اللفظة (صدوق سيّئ الحفظ، صدوق له أوهام)
وغير ذلك، انظر تدريب الراوي 1/ 345، وأما إن أراد ابن
الجزري غير ذلك فالله أعلم بمراده.
(4) الإتحاف ص 446.
(5) في (م) (بلطف)، وانظر التذكرة 2/ 655.
(4/1736)
عن الكسائي، وقد شرحنا ذلك شرحا بالغا في باب
الإمالة «1» والباقون يخلصون فتح ذلك. وبالله التوفيق «2»
ونعم الوكيل.
__________
(1) انظر باب الإمالة ص 831.
(2) في (م) زيادة وهي (ونعم الوكيل).
(4/1737)
|