حجة القراءات 90 - سُورَة الْبَلَد {فَلَا اقتحم
الْعقبَة وَمَا أَدْرَاك مَا الْعقبَة فك رَقَبَة أَو إطْعَام}
14 - 11
قَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ {فك} بِفَتْح
الْكَاف جَعَلُوهُ فعلا مَاضِيا {رَقَبَة} نصب مفعول بهَا {أَو
إطْعَام} نسق على فك تَقول الْعَرَب فَككت الْأَسير وَالرَّهْن
أفكه فكا فالمصدر على لفظ الْمَاضِي قَالَ أَبُو عَمْرو
وتصديقه قَوْله {ثمَّ كَانَ من الَّذين آمنُوا} 17 يَقُول لما
كَانَ {فك رَقَبَة} فعلا وَجب أَن يكون الْمَعْطُوف عَلَيْهِ
مثله تَقول أَفلا فعل ثمَّ قَالَ مَعْنَاهُ فَهَلا فك رَقَبَة
أَو أطْعم فَكَانَ من الَّذين آمنُوا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فك رَقَبَة مُضَافا {أَو إطْعَام}
بِكَسْر الْألف قَالَ أَبُو عُبَيْدَة {فَلَا اقتحم الْعقبَة}
أَي فَلم يقتحم الْعقبَة فِي الدُّنْيَا ثمَّ فسر الْعقبَة
فَقَالَ {وَمَا أَدْرَاك مَا الْعقبَة فك رَقَبَة أَو إطْعَام
فِي يَوْم ذِي مسغبة} وحجتهم أَنَّهَا تَفْسِير لقَوْله {وَمَا
أَدْرَاك مَا الْعقبَة} ثمَّ أخبر مَا هِيَ فَقَالَ {فك
رَقَبَة أَو إطْعَام} وَمثله قَوْله وَمَا أَدْرَاك ماهيه ث
قَالَ نَار حامية وَكَذَلِكَ وَمَا أَدْرَاك مَا الحطمة
(1/764)
ثمَّ قَالَ نَار الله الموقدة وَكَذَلِكَ
قَوْله وَا أَدْرَاك مَا يَوْم الدّين ثمَّ قَالَ يَوْم لَا
تملك نفس لنَفس شَيْئا
قَالَ بعض أهل النَّحْو من قَالَ فك رَقَبَة مُضَافا أَو إطام
الْمَعْنى فِيهِ مَا أَدْرَاك مَا اقتحام الْعقبَة لَا بُد من
تَقْدِير هَذَا الْمَحْذُوف لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو من أَن تقدر
حذف الْمُضَاف أَو لَا تقدره فَإِن لم تقدره وَتركت الْكَلَام
على ظَاهره كَانَ الْمَعْنى الْعقبَة فك رَقَبَة وَلَا تكون
الْعقبَة الفك لِأَنَّهُ عين والفك حدث وَالْخَبَر يَنْبَغِي
أَن يكون المتبدأ فِي الْمَعْنى فَإِذا لم يستقم كَانَ
الْمُضَاف مرَادا فَيكون الْمَعْنى اقتحام الْعقبَة فك رَقَبَة
أَو إطْعَام أَي اقتحامها أحد هذَيْن وَمن قَالَ {فك رَقَبَة}
أَو / أطْعم / فَإِنَّهُ يجوز أَن يكون مَا ذكر من الْفِعْل
تَفْسِيرا لاقتحام الْعقبَة
فَإِن قيل إِن هَذَا الضَّرْب لم يُفَسر بِالْفِعْلِ
وَإِنَّمَا فسر بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَر نَحْو قَوْله {نَار
الله الموقدة} وَقَوله {نَار حامية} قيل إِنَّه يُمكن أَن يكون
قَوْله {كذبت ثَمُود وَعَاد بالقارعة} تَفْسِيرا لقَوْله
{وَمَا أَدْرَاك مَا الحاقة} وَيكون تَفْسِيرا على الْمَعْنى
وَقد جَاءَ {إِن مثل عِيسَى عِنْد الله كَمثل آدم} وَفسّر
الْمثل بقوله خلقه نم تُرَاب فَكَذَلِك قَوْله
(1/765)
/ فك رَقَبَة أَو أطْعم / تَفْسِير على
الْمَعْنى {عَلَيْهِم نَار مؤصدة}
قَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَحَفْص {مؤصدة} بِالْهَمْز
وَقَرَأَ لباون بِغَيْر همز
فَمن همزه جعله مفعلة من آصدت الْبَاب أَي أطبقته مثل آمَنت
فَاء الْفِعْل همزَة تَقول آصد يؤصد إيصادا وَمن ترك الْهَمْز
جعله من أوصد يوصد إيصادا فَاء الْفِعْل وَاو قَالَ الْكسَائي
أوصدت الْبَاب وآصدته إِذا رَددته
91 - سُورَة الشَّمْس {وَلَا يخَاف عقباها} 15
قَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر {فَلَا يخَاف} بِالْفَاءِ
مَعْنَاهُ فدمدم عَلَيْهِم رَبهم فَلَا يخَاف قباها أَي لَا
يخَاف الله لِأَن رب الْعِزّ لَا يخَاف شَيْئا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ وَلَا يخَاف بِالْوَاو وَالْمعْنَى إِذْ
انْبَعَثَ أشقاها لعقر لناقة وَهُوَ لَا يخَاف عقباها أَي لَا
يخَاف مَا يكون من عَاقِبَة فعله ففاعل يخَاف الْعَاقِبَة
الضَّمِير الْعَائِد على أشقاها
(1/766)
96 - سُورَة العلق {إِن الْإِنْسَان ليطْغى
أَن رَآهُ اسْتغنى} 76
قَرَأَ ابْن كثير فِي رِوَايَة القواس {أَن رَآهُ} على وزن رعه
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {أَن رَآهُ} وَالْأَصْل رَأْيه على وزن
رعيه فَصَارَت الْيَاء الَّتِي هِيَ لَام الْفِعْل ألفا
لانفتاح مَا قبلهَا فَصَارَ {رَآهُ}
قَالَ مُجَاهِد رِوَايَة القواس غلط لِأَنَّهُ حذف لَام
الْفِعْل الَّتِي كَانَت ألفا مبدلة من الْيَاء
وَقَالَ غَيره يجوز أَن يكون حذف لَام الْفِعْل كَمَا حذف من
قَوْلهم أصَاب النَّاس جهد وَلَو تَرَ أهل مَكَّة فَلذَلِك حذف
من الْمَاضِي كَمَا حذف الْمُسْتَقْبل
(1/767)
97 - سُورَة الْقدر {سَلام هِيَ حَتَّى
مطلع الْفجْر} 5
قَرَأَ الْكسَائي {حَتَّى مطلع الْفجْر} بِكَسْر اللَّام
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {مطلع} بِفَتْح اللَّام يَعْنِي طُلُوع
الْفجْر وَهُوَ الْمصدر من طلعت الشَّمْس مطلعا وطلوعا
وَالْمعْنَى سَلام هِيَ حَتَّى طلوعه وَإِلَى وَقت طلوعه
وكل مَا كَانَ على فعل يفعل مثل قتل يقتل وطلع يطلع فالمصدر
وَالْمَكَان على مفعل بِفَتْح الْعين نَحْو المقتل والمدخل
وَقد جَاءَ مثل المطلع والمنبت على غير الْفِعْل
وَحجَّة الْكسَائي أَن المطلع يكون الْموضع الَّذِي تطلع فِيهِ
وَيكون بِمَعْنى الْمصدر قَالَ الْكسَائي من كسر اللَّام
فَإِنَّهُ من طلع يطلع وَمَات يطلع قَالَ وَقد مَاتَ من لُغَات
الْعَرَب كثير
وَأعلم أَن كل مَا كَانَ من فعل يفعل بِكَسْر الْعين فالموضع
مِنْهُ المفعل والمصدر مِنْهُ مفعل تَقول جلس يجلس مَجْلِسا
والموضع الْمجْلس وَكَذَلِكَ يطلع يطلّ مطلعا والمطلع اسْم
الْموضع قَالَ الْفراء من كسر اللَّام فَإِنَّهُ وضع الِاسْم
مَوضِع الْمصدر كَمَا تَقول أكرمتك كَرَامَة وأعطيتك عَطاء
فيجتزأ بِالِاسْمِ من الْموضع
(1/768)
97 - سُورَة الْقيمَة الْبَيِّنَة {هم شَرّ
الْبَريَّة} {هم خير الْبَريَّة} 76
قَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر / خير البريئة / / وَشر البريئة /
بِالْهَمْز وحجتهما أَنه من برأَ الله الْخلق يبرؤهم برءا
وَالله البارئ والخلق يبرؤون والبريئة فعيلة بِمَعْنى مفعولة
كَقَوْلِك قَتِيل بِمَعْنى مقتول
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {خير الْبَريَّة} بِغَيْر همز وَهُوَ من
برأَ الله الْخلق إِلَّا أَنهم خففوا الْهمزَة لِكَثْرَة
الِاسْتِعْمَال يَقُولُونَ هَذَا خير الْبَريَّة وَشر
الْبَريَّة وَإِن كَانَ الأَصْل الْهَمْز
99 - سُورَة الزلزلة {فَمن يعْمل مِثْقَال ذرة خيرا يره وَمن
يعْمل مِثْقَال ذرة شرا يره} 87
قَرَأَ يحيى فِي رِوَايَة الْعجلِيّ خيرا يره وشرا يره
بِإِسْكَان الْهَاء فيهمَا وَقَرَأَ الْحلْوانِي يره يره
بالاختلاس
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ / يرهو / بالإشباع وحجتهم أَن مَا قبل
الْهَاء متحرك فَصَارَ الْحَرَكَة بِمَنْزِلَة ضربهوي افتى
فَكَمَا أَن هَذَا يشْبع عِنْد الْجَمِيع فَكَذَلِك قَوْله /
يرهو / وَمن قَرَأَ بالاختلاس فَإِنَّهُ اكْتفى بالضمة عَن
(1/769)
عَن الْوَاو لِأَنَّهَا تنبئ عَن الْوَاو
وَمن أسكن الْهَاء فَإِن أَبَا الْحسن يزْعم أَن ذَلِك لُغَة
وَقد كرت وبينت فِي سُورَة آل عمرَان
101 - سُورَة القارعة {وَمَا أَدْرَاك مَا هيه} 10
قَرَأَ حَمْزَة / ماهي / بِحَذْف الْهَاء فِي الْوَصْل
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِثْبَات الْهَاء فِي الْوَصْل وَقد مر
الْكَلَام عَلَيْهِ
(1/770)
102 - سُورَة التكاثر {لترون الْجَحِيم
ثمَّ لترونها عين الْيَقِين} 76
قرا الْكسَائي وَابْن عَامر {لترون الْجَحِيم} بِضَم التَّاء
على مَا لم يسم فَاعله ثمَّ لترونها بِالنّصب
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لترون الْجَحِيم} بِفَتْح التَّاء أَي
إِنَّكُم لترونها وحجتهم إِجْمَاع الْجَمِيع على فتح التَّاء
فِي قَوْله {ثمَّ لترونها} فَرد مَا اخْتلفُوا فِيهِ إِلَى مَا
أَجمعُوا عَلَيْهِ أولى وَأما من قَرَأَ فِي أَحدهمَا
بِالضَّمِّ وَفِي الْأُخْرَى بِالْفَتْح فَكَأَنَّهُ ذهب إِلَى
أَنْت ترى فترى
أعلم أَن رأى فعل يتَعَدَّى إِلَى مفعول وَاحِد تَقول رَأَيْت
الْهلَال فَإِذا نقلت الْفِعْل بِالْهَمْز زَاد مَفْعُولا آخر
تَقول أريت زيدا الْهلَال فَإِن بنيت هَذَا الْفِعْل
الْمَنْقُول بِالْهَمْز قلت أرِي زيد الْهلَال فَيقوم
الْمَفْعُول الأول مقَام الْفَاعِل وَيبقى الْفِعْل
مُتَعَدِّيا إِلَى مفعول وَاحِد فَكَذَلِك {لترون الْجَحِيم}
قَامَ الضَّمِير مقَام الْفَاعِل لما بني الْفِعْل للْمَفْعُول
بِهِ أَنْت وانتصب {الْجَحِيم} على أَنه مفعول
قَالَ الْفراء إِنَّمَا ضمت الْوَاو لِأَن الأَصْل لترأيون
فنقلوا فَتْحة
(1/771)
الْهمزَة إِلَى الرَّاء وحذفوا الْهمزَة
تَخْفِيفًا ثمَّ استثقلوا الضمة على الْيَاء فحذفوها فَالتقى
ساكنان الْيَاء وَالْوَاو فأسقطوا الْيَاء ثمَّ التقى ساكنان
الْوَاو وَالنُّون فحركوا الْوَاو لالتقاء الساكنين وحولت
إِلَيْهَا تِلْكَ الْحَرَكَة الَّتِي كَانَت فِي الْيَاء فحركت
بهَا
وَقَالَ غَيره إِن هَذِه الْوَاو اسْم الفاعلين وإعرابها
الرّفْع فَإِذا وَجب تحريكها كَانَت حَرَكَة الأَصْل أولى بهَا
وَقَوله {لترون} وَزنهَا لتعون
104 - سُورَة الْهمزَة {الَّذِي جمع مَالا وعدده} 52
قَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ جمع مَالا
بِالتَّشْدِيدِ لتكرير الْفِعْل لِأَنَّهُ جمعه من هَا هُنَا
وَهَا هُنَا لم يجمعه فِي يَوْم وَلَا يَوْمَيْنِ وَلَا شهر
وَلَا شَهْرَيْن وَلَا سنة وَلَا سنتَيْن وَأُخْرَى وَهِي أَنه
أَتَى عَقِيبه فعل مشدد فَشدد الْمِيم إِذْ أَتَى فِي سِيَاقه
ليأتلف الْكَلَام على نظام وَاحِد فَشدد {جمع} لتشديد {وعدده}
إِذْ لم يقل عده
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {جمع} بِالتَّخْفِيفِ من جمعت جمعا
وحجتهم إِجْمَاع الْجَمِيع فِي قَوْله {خير مِمَّا يجمعُونَ}
فإلحاق مَا اخْتلفُوا فِيهِ بِمَا أَجمعُوا عَلَيْهِ أولى
(1/772)
{فِي عمد ممددة}
قَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَأَبُو بكر {فِي عمد} بِضَم
الْعين وَالْمِيم وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بنصبهما
فَمن ضم فَلِأَنَّهُ جمع عَمُود عمد نَحْو صبور وصبر وَيُقَال
وَاحِدهَا عماد كَمَا تَقول حمَار وحمر وإهاب وَأهب وَمن
قَرَأَ {عمد} قَالُوا وَاحِدهَا عُمْدَة كَمَا تَقول بقرة وبقر
وَثَمَرَة وثمر وعمدة وَعمد قَالُوا فِي جمع عَمُود عمد
وَقَالُوا أَيْضا أفِيق وأفق وأديم وأدم وعمود وَعمد وَهَذَا
اسْم من أَسمَاء الْجمع غير مُسْتَمر
106 - سُورَة قُرَيْش {لِإِيلَافِ قُرَيْش إيلافهم رحْلَة
الشتَاء والصيف} 21
رُوِيَ يحيى عَن أبي بكر / لِإِيلَافِ قُرَيْش إئلافهم /
بهمزتين الْهمزَة الثَّانِيَة سَاكِنة قيل ثمَّ رَجَعَ عَنهُ
وَرُوِيَ عَن الْأَعْشَى إإيلافهم بهمزتين مكسورتين بعدهمَا
يَاء قَالَ النحويون تَحْقِيق الهزتين فِي إلافهم لَا وَجه
لَهُ أَلا ترى أَنا لم نعلم أحدا حقق الهمزتين فِي نَحْو هَذَا
وَلَو جَازَ هَذَا الجاز فِي إِيمَان إئمان إِذا أردْت مصدر
آمن يُؤمن إِيمَانًا فَلَمَّا لم يجز فِي إِيمَان إئمان
كَذَلِك لم يجز فِي مصدر آلف يؤلف إيلافا إئلاف بهمزتين وَمثل
ذَلِك فِي الْبعد مَا رُوِيَ عَن الْأَعْشَى فَإِن ذَلِك أبعد
من
(1/773)
الأول لِأَنَّهُ حقق الهمزتين وَألْحق يَاء
لَا مَذْهَب لَهَا وَلَا فِي وَجه قَوْله {إيلافهم} أَلا ترى
أَن الْهمزَة الأولى هِيَ همزَة الافعال الزَّائِدَة
وَالثَّانيَِة الَّتِي هِيَ فَاء الْفِعْل من ألف وَالْيَاء
لَا وَجه لَهُ لِأَن بعد الْهمزَة الَّتِي هِيَ الْفَاء
يَنْبَغِي أَن تكون اللَّام الَّتِي هِيَ الْعين من آلف فالياء
لَا مَذْهَب لَهَا إِلَّا على وجد وَهُوَ أَن تشبع الكسرة
فتزيد يَاء
فَإِن قيل مَا وَجه تَحْقِيق الهمزتين فِي إألافهم قلت وَجه
تحقيقها أَنه شبهها بالهمزتين فِي أَأَنْت فِي أَن الثَّانِيَة
مِنْهُمَا أصيلة وَالْأولَى عَلَيْهَا دَاخِلَة لَيست فِي
الأَصْل إِلَّا أَنَّهُمَا تخالفان أَأَنْت من جِهَة أَن
الْهمزَة الأولى لم تدخل فِي بنية الْكَلِمَة وَهِي فِي إألافه
دَاخِلَة فِي البنية وَلأَجل ذَلِك ألزم النحويون الْهمزَة
الثَّانِيَة التَّخْفِيف لِاجْتِمَاع همزتين فِي بنية وَاحِدَة
وَلَا اعْتِبَار بِكَوْن الأولى زَائِدَة كَمَا لم يكن بهَا
اعْتِبَار فِي {آدم} وَلَا يجوز أحد همز الْألف من آدم
فَيَقُول أأدم مَعَ مَا أَن الساكنة أخف من المتحركة فَلذَلِك
بعد تَحْقِيق لهمزتين وروى الْأَعْشَى أَيْضا عَن أبي بكر /
إإلافهم / بهمزتين مكسورتين لَيْسَ بعدهمَا يَاء
قَرَأَ ابْن فليح عَن ابْن كثير لِإِيلَافِ قُرَيْش إلفهم
سَاكِنة اللَّام وَلَيْسَ قبلهَا يَاء جعله مصدر ألف يألف إلفا
الْمَعْنى أَن الله آلفهم
(1/774)
فألفوا قَالَ مُحَمَّد بن يزِيد الْمبرد
كَأَنَّهُ لما قَالَ آلفهم جَاءَ بِالثَّانِي على ألفوا إلفا
وإلافا كَمَا قَالَ جلّ وَعز {وَالله أنبتكم من الأَرْض نباتا}
أَي أنبتكم فنبتم نباتا قَالَ ابْن نَوْفَل ... زعمتم أَن
إخوتكم قُرَيْش ... لَهُم إلْف وَلَيْسَ لكم إلاف ...
وَالْمعْنَى فيهمَا وَاحِد إلفهم وإلافهم إِنَّمَا هُوَ مصدر
على وزن فعل وفعال وهما مصدران فَأَما مَا جَاءَ من المصادر
على فعال فنحو لَقيته لِقَاء وكتبته كتابا وَأما مَا كَانَ على
فعل فنحو عَلمته علما يَجْعَل بعد الأول مصدر ألف إيلافا
فَإِذا عديته إِلَى مفعولين قلت وَكَذَا فمصدره إفعال لَا غير
مثل
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لِإِيلَافِ قُرَيْش إيلافهم} من يؤلف
إيلافا وأصل الساكنة يَاء لانكسار مَا قبلهَا فَإِن قيل لم رد
الْألف رحْلَة الشتَاء والصيف الْجَواب إِنَّمَا رد لِأَن
الأول كَانَ غير مُتَعَدٍّ فَأتى بِالثَّانِي معدى إحسانك
إحسانك إِلَى عَمْرو أشكرك الْإِحْسَان الأول
(1/775)
فَأَما اللَّام فِي قَوْله {لِإِيلَافِ}
ذكر النحويون مِنْهَا ثَلَاثَة أوجه {فجعلهم كعصف مَأْكُول
لِإِيلَافِ قُرَيْش} أَي {الْفِيل} لتبقى قُرَيْش وَمَا ألفوا
من رحْلَة الشتَاء والصيف هَذَا لَام الْإِضَافَة وَقَالَ
آخَرُونَ هَذَا كَانَ الْمَعْنى اعجبوا الإيلاف قُرَيْش
وَقَالَ مَعْنَاهُ مُتَّصِل بِمَا بعده فليعبدوا أَي
111 - سُورَة تبت المسد {تبت يدا أبي لَهب وَتب} {وَامْرَأَته
حمالَة الْحَطب فِي جيدها حَبل من مسد} 541
قَرَأَ ابْن كثير تبت يدا أبي لَهب سَاكِنة الْهَاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْح الْهَاء وهما لُغَتَانِ كالشمع
والشمع وَالنّهر وَالنّهر واتفاقهم على الْفَتْح يدل على أَنه
أَجود من الإسكان
قَرَأَ عَاصِم {حمالَة الْحَطب} بِالنّصب على الذَّم لَهَا
وَالْمعْنَى
(1/776)
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {حمالَة} بِالرَّفْع
فَمن رفع على أَن يَجعله وَصفا لقَوْله {وَامْرَأَته} وعَلى
الْخَبَر أَي هِيَ حمالَة الْحَطب وَيكون {حَبل من مسد} خَبرا
بعد خبر
112 - سُورَة الْإِخْلَاص {وَلم يكن لَهُ كفوا أحد} 4
قَرَأَ حَمْزَة وَإِسْمَاعِيل / كفئا / سَاكِنة الْفَاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَم الْفَاء وهما لُغَتَانِ مثل رسل
ورسل وَكتب وَكتب
وَقَرَأَ حَفْص {كفوا} مَضْمُومَة الْفَاء مَفْتُوحَة الْوَاو
غير مَهْمُوزَة أبدل من الْهمزَة واوا وَالْعرب تَقول لَيْسَ
لفُلَان كفو وَلَا مثل وَلَا نَظِير وَالله جلّ وَعز لَا
نَظِير لَهُ وَلَا مثل
(1/777)
|