غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر سورة الأَنْفَالِ
مدنية كلها (1)
{الأَنْفَالِ} الغنائم (2) . واحدها نَفَلٌ. قال لَبِيد:
إنَّ تَقْوَى رَبِّنَا خَيْر نَفَلْ ... وبِإِذْنِ اللهِ
رَيْثِي وَعَجَلْ (3)
7- {ذَاتِ الشَّوْكَةِ} ذات السلاح. ومنه قيل: فلان شاكُّ
السلاح.
9- {مُرْدِفِينَ} رَادِفين يقال: ردفته وأردفته: إذا جئت بعده.
(الأَمَنَةُ) : الأمن.
11- {رِجْزَ الشَّيْطَانِ} كيده. والرِّجز والرِّجْس يتصرفان
على معان قد ذكرتها في كتاب "المشكل". (4) .
12- {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ} أي الأعناق. و
(البَنَانُ) : أطراف الأصابع (5) .
13- {شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} نابذُوه وبَايَنُوه.
__________
(1) راجع البحر المحيط 4/455.
(2) راجع اختلاف أهل التأويل في تفسيرها، في تفسير الطبري
9/114-115.
(3) البيت له في اللسان 14/194 وتفسير الطبري 9/115، وتفسير
القرطبي 7/361، والبحر المحيط 6/455 ومجاز القرآن 1/240.
(4) راجع تأويل مشكل القرآن 361.
(5) قال الطبري 9/132 " ... فإن معناه: واضربوا أيها المؤمنون
من عدوكم كل طرف ومفصل من أطراف أيديهم وأرجلهم، والبنان: جمع
بنانة، وهي أطراف أصابع اليدين والرجلين".
(1/177)
16- {أَوْ مُتَحَيِّزًا} يقال: تَحَوَّزْتُ
وتحيَّزت. بالياء والواو. وهما من انحزت. و (الفِئَةُ) :
الجماعة.
{فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ} أي: رجع بغضب.
19- {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا} أي: تسألوا الفتح، وهو النصر.
{فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ
لَكُمْ} وذلك أن أبا جهل قال: اللهم انصر أحبّ الدينين إليك.
فنصر الله رسولَه (1) .
22- {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ} يعني شر الناس
عند الله.
{الصُّمُّ} عما بعث رسوله صلى الله عليه وسلم من الدين.
{الْبُكْمُ} يعني الذين لا يتكلمون بخير ولا يفعلونه. والبكم:
الخرس.
24- {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} بين المؤمن
والمعصية وبين الكافر والطاعة. ويكون: يحول بين الرجل وهواه
(2) .
25- {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا
مِنْكُمْ خَاصَّةً} يقول: لا تصيبن الظالمين خاصة، ولكنها تعم
فتصيب الظالم وغيره.
29- {يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} أي مَخْرَجًا.
__________
(1) راجع أسباب النزول 174، والدر المنثور 3/175، والمستدرك
2/328، وتفسير الطبري 9/138.
(2) وقيل: يحول بين المرء وعقله. غير أنه ينبغي أن يقال: إن
الله عم بقوله الخير عن أنه يحول بين العبد وقلبه، ولم يخصص
شيئا من المعاني دون شيء. والكلام محتمل لكل المعاني التي
قالها المفسرون. فالخبر على العموم حتى يخصه ما يجب التسليم
له. راجع تفسير الطبري 9/143.
(1/178)
30- {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ
كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} (1) أي: يحبسوك. ومنه يقال: فلان
مُثْبَتٌ وَجَعًا: إذا لم يقدر على الحركة. وكانوا أرادوا أن
يحبسوه في بيت ويسدوا عليه بابه ويجعلوا له خرقا يدخل عليه منه
طعامه وشرابه. أو يقتلوه بأجمعهم قتلة رجل واحد. أو ينفوه.
و (المُكَاءُ) : الصَّفِيرُ. يقال: مكَا يَمْكُو. ومنه قيل
للطائر: مُكَاء لأنه يَمْكُو. أي: يَصْفِر.
و (التَّصْدِيَةُ) : التصفيق. يقال: صدى إذا صفّق بيده، قال
الراجز:
ضَنَّتْ بخَدّ وثَنَتْ بِخَدِّ ... وإنِّيَ مِنْ غرْو الهوى
أُصَدِّي
الغَرْو: العجب. يقال: لا غَرْو من كذا وكذا: أي لا عجب منه.
37- {فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا} أي: يجعله رُكَامًا بعضه فوق بعض.
42- {الْعُدْوَةِ} شَفِير الوادي. يقال: عُدْوة الوادي
وعِدْوته.
43- {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ} أي: في نومك
ويكون: في عينك؛ لأن العين موضع النوم (2) .
46- {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} أي دَوْلَتُكم. يقال: هبت له ريح
النصر. إذا كانت له الدّولة. ويقال: الريح له اليوم. يراد له
الدّولة.
48- {نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ} أي رجع القَهْقَرى.
57- {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ} أي تظفر بهم.
__________
(1) في تفسير الطبري 9/148 "واذكر يا محمد إذ يمكر بك الذين
كفروا من مشركي قومك ... ".
(2) الرأيان ذكرهما أبو عبيدة في مجاز القرآن 1/247 وإليه يقصد
الطبري بقوله 10/10 "وقد زعم بعضهم أن معنى قوله: "في منامك"
أي في عينك التي تنام بها. فصير المنام هو العين. كأنه أراد:
إذ يريكهم الله في عينك قليلا".
(1/179)
{فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ} أي:
افعل بهم فعلا من العقوبة والتَّنْكِيل يَتَفَرّق بهم مَنْ
وراءَهم من أعدائك. ويقال: شرّد بهم سَمِّع بهم بلغة قريش.
قال الشاعر:
أُطَوِّفُ فِي الأبَاطِحِ كُلَّ يَوْمٍ ... مَخَافَةَ أَنْ
يُشَرِّدَ بِي حَكِيمُ (1)
ويقال: شرّد بهم أي نكِّل بهم. أي اجعلهم عظة لمن وراءهم
وعبرة.
58- {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} ألق إليهم نَقْضَك
العهدَ لتكون أنت وهم في العلم بالنقض سواء (2) .
59- {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا} أي فاتوا.
ثم ابتدأ فقال: {إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ}
60- {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} أي:
من سلاح (3) .
61- {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ} أي مالوا للصلح.
68- {لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ} أي قضاء سبق بأنه
سيحل لكم المغانم (4) .
__________
(1) البيت غير منسوب في اللسان 4/223 وبعده: "معناه: أن يسمع
بي. وأطوف: أطوف. وحكيم: رجل من بني سليم كانت قريش ولته الأخذ
على أيدي السفهاء".
(2) راجع تأويل مشكل القرآن 16 وتفسير الطبري 10/19.
(3) قال الطبري 10/21 "يقول تعالى ذكره: وأعدوا لهؤلاء الذين
كفروا بربهم، الذين بينكم وبينهم عهد، إذا خفتم خيانتهم وغدرهم
- ما أطقتم أن تعدوه لهم من الآلات التي تكون قوة لكم عليهم.
من السلاح والخيل تخيفون بإعدادكم ذلك عدو الله وعدوكم من
المشركين".
(4) قال الطبري 10/32 "يقول الله لأهل بدر الذين غنموا وأخذوا
من الأسرى الفداء -: لولا قضاء من الله سبق لكم أهل بدر في
اللوح المحفوظ بأن الله محل لكم الغنيمة، وأن الله قضى فيما
قضى: أنه لا يضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون،
وأنه لا يعذب أحدا شهد المشهد الذي شهدتموه ببدر مع رسول الله،
ناصرين دين الله - لنا لكم من الله بأخذكم الغنيمة والفداء،
عذاب عظيم".
(1/180)
73- {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي
الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} يريد هذه الموالاة أن يكون
المؤمنون أولياء المؤمنين. والمهاجرون أولياء الأنصار. وبعضهم
من بعض - والكافرون أولياء الكافرين. أي: وإن لم يكن هذا كذا،
كانت فتنة في الأرض وفساد كبير (1) .
75- {وَأُولُو الأَرْحَامِ} الواحد منه "ذو" (2) من غير لفظه
وهو و"ذو" واحد.
__________
(1) قال الطبري في تفسيره 10/40 "إن أولى التأويلين بقوله:
(إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) قول من قال: إلا
تفعلوا ما أمرتكم به من التعاون والنصرة على الدين، تكن فتنة
في الأرض؛ إذ كان مبتدأ الآية من قوله (إن الذين آمنوا وهاجروا
وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله) بالحث على الموالاة
على الدين والتناصر، جاء؛ وكذلك الواجب أن يكون خاتمتها به".
(2) مجاز القرآن 1/251.
(1/181)
|