غريب القرآن للسجستاني

 (بَاب الْقَاف)

( [فصل] الْقَاف الْمَفْتُوحَة)
قست قُلُوبكُمْ: يَبِسَتْ فَصَلبَتْ. وقلب قَاس وجاس وعاس وعات، أَي صلب يَابِس جَاف عَن الذّكر، غير قابله. قفينا: أتبعنا. وَأَصله / من الْقَفَا. تَقول: قَفَوْت الرجل إِذا سرت فِي أَثَره. قانتون: مطيعون، وَقيل: مقرون بالعبودية، والقنوت على وُجُوه: الْقُنُوت الطَّاعَة، والقنوت الْقيام فِي الصَّلَاة، والقنوت الدُّعَاء، والقنوت

(1/372)


الصمت. قَالَ زيد بن أَرقم: (كُنَّا نتكلم فِي الصَّلَاة حَتَّى نزلت {وَقومُوا لله قَانِتِينَ} فامسكنا عَن الْكَلَام) . [الْقَوَاعِد من الْبَيْت] : آساسه، وَاحِدهَا قَاعِدَة. و {الْقَوَاعِد من النِّسَاء} الْعَجَائِز اللائي قعدن عَن الْأزْوَاج من كبر، وَقيل: قعدن من الْحيض وَالْحَبل، واحدتهن قَاعد بِغَيْر هَاء. [القيوم] : الْقَائِم الدَّائِم الَّذِي لَا يَزُول، وَلَيْسَ من قيام على رجل. قيم: قَائِم مُسْتَقِيم. [القناطير] جمع قِنْطَار. وَقد اخْتلف فِي تَفْسِير القنطار، فَقَالَ

(1/373)


بَعضهم: ملْء مسك ثَوْر ذَهَبا، أَو فضَّة. وَقيل ألف مِثْقَال، وَقيل غير ذَلِك، وَجُمْلَته أَنه عدد كثير من المَال. و {المقنطرة} : المكملة، فَكَمَا تَقول: بدرة مبدرة، وَألف مؤلف، أَي تَامّ. وَقَالَ الْفراء: المقنطرة المضعفة، كَأَن القناطير ثَلَاثَة، والمقنطرة تِسْعَة. قرح وقرح: جراح. وَقيل: الْقرح بِفَتْح الْقَاف الْجراح. والقرح بِضَم الْقَاف ألم الْجراح. قَائِلُونَ: نائمون نصف النَّهَار.

(1/374)


قاسمهما: حلف لَهما. قَبيلَة: جيله وَأمته. قدم صدق عِنْد رَبهم: يَعْنِي عملا صَالحا قدموه، وَقيل: مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يشفع لَهُم عِنْد رَبهم. [قدت قَمِيصه: شقته طولا. وَالْقد الْقطع طولا، والقط الْقطع [عرضا] . وَمِنْه قطّ الْقَلَم] . قترة: غُبَار. قَارِعَة: داهية. قطران: الَّذِي تطلى بِهِ الْإِبِل. وَمعنى {سرابيلهم من قطران} أَي جعل القطران لَهُم لباسا ليزِيد فِي حر النَّار عَلَيْهِم،

(1/375)


فَيكون مَا يتوقى بِهِ من الْعَذَاب عذَابا. وَيقْرَأ: ((من قطر آن)) أَي من نُحَاس قد بلغ مُنْتَهى حره. [القانطين: أَي اليائسين] . قاصفا من الرّيح: يَعْنِي ريحًا شَدِيدَة تقصف الشّجر، أَي تكسره. [قبيلا: فِي قَوْله] : {أَو تَأتي بِاللَّه وَالْمَلَائِكَة قبيلا} أَي ضمينا. وَيُقَال: مُقَابلَة / أَي مُعَاينَة. قتورا: ضيقا بَخِيلًا. قصيا: بَعيدا. قبس: شعلة من النَّار. قبضت قَبْضَة من أثر الرَّسُول: يَقُول أخذت ملْء كفي من تُرَاب

(1/376)


موطئ فرس جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام. وَيقْرَأ: ((فقبصت قبصة)) أَي أخذت بأطراف أصابعي. قاعا صفصفا: مستوى من الأَرْض أملس. قصمنا: أهلكنا. والقصم الْكسر. [القانع: السَّائِل] . يُقَال: قنع يقنع قنوعا، إِذا سَأَلَ. وقنع قناعة إِذا رَضِي. وَيُقَال: القانع الْجَالِس فِي بَيته، وَقَالَ لبيد فِي القانع السَّائِل:
(وإِعطائيَ المَوْلَى على حِينِ فَقْرِهِ ... إِذا قالَ: أَبْصِرْ خَلَّتي وقُنُوعي)
وَقدمنَا إِلَى مَا عمِلُوا من عمل: عمدنا. وَمِنْه قَول الراجز:
(وقَدِمَ الخوارِجُ الضُّلاَّلُ ... إِلَى عِبادِ رَبِّهِمْ فَقَالُوا)

(إِنَّ دماءَكُمْ لَنَا حَلاَلُ ... )

(1/377)


أَي وعمدوا. قالين: مبغضين. تَقول: قليته أقليه قلى، إِذا أبغضته. وَمِنْه قَوْله: {مَا وَدعك رَبك وَمَا قلى} . قاصرات الطّرف: قصرن أبصارهن على أَزوَاجهنَّ، أَي حبسن أبصارهن عَلَيْهِم، وَلم يطمحن إِلَى غَيرهم. قَانِت آنَاء اللَّيْل: مصل سَاعَات اللَّيْل. وأصل الْقُنُوت الطَّاعَة. قريتين: فِي قَوْله عز وَجل: {على رجل من القريتين عَظِيم} يَعْنِي مَكَّة والطائف. قيضنا لَهُم: سببنا لَهُم من حَيْثُ لَا يحتسبونه. وَقَوله جلّ

(1/378)


وَعز:
(وَمن يَعش عَن ذكر الرَّحْمَن نقيض لَهُ شَيْطَانا} ، أَي نسبب لَهُ شَيْطَانا، يَجْعَل الله جلّ وَعز ذَلِك جزاءه. قَالَ أَبُو عمر: نقيض: نمثل ق: مجازها مجَاز سَائِر حُرُوف الهجاء فِي أَوَائِل السُّور. وَيُقَال: قَاف جبل من زبرجد أَخْضَر مُحِيط بِالْأَرْضِ. قاب قوسين: يُقَال قدر قوسين عربيتين. [القاضية: الْمنية] يَعْنِي الْمَوْت. [القاسطون: أَي الجائرون] . قسورة: أَسد. وَيُقَال: رُمَاة. وقسورة فعولة من القسر وَهُوَ الْقَهْر.

(1/379)


[قمطريرا] : وقماطر، وعصيب وعصبصب أَشد مَا يكون من الْأَيَّام وأطوله فِي الْبلَاء. قَوَارِير من فضَّة: يَعْنِي قد اجْتمع فِيهَا صفاء الْقَوَارِير، وَبَيَاض الْفضة. قصر: وَاحِد الْقُصُور. وَمن قَرَأَ ((كالقصر)) أَرَادَ أَعْنَاق النّخل، وَيُقَال: أصُول النّخل المقلوعة. قضبا: القضب القت، سمي بذلك لِأَنَّهُ يقضب مرّة بعد أُخْرَى، أَي يقطع. [القارعة] : يَعْنِي يَوْم الْقِيَامَة. وَالْقَارِعَة / أَيْضا الداهية.
( [فصل] الْقَاف المضمومة)
قُرْآن: اسْم كتاب الله جلّ وَعز خَاصَّة، لَا يُسمى بِهِ غَيره،

(1/380)


وَإِنَّمَا سمي قُرْآنًا، لِأَنَّهُ يجمع السُّور فيضمها. وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ أَدْمَاءَ بِكْرٍ ... هِجَانِ اللَّوْنِ لم تَقْرَأْ جنِينا)
أَي لم تضم فِي رَحمهَا ولدا قطّ. وَيكون الْقُرْآن مصدرا كالقراءة. يُقَال: فلَان يقْرَأ قُرْآنًا حسنا، أَي قِرَاءَة حَسَنَة. وَقَوله جلّ وَعز: {وَقُرْآن الْفجْر} أَي مَا يقْرَأ فِي صَلَاة الْفجْر. قُلْنَا للْمَلَائكَة: مَذْهَب الْعَرَب إِذا أخبر الرئيس مِنْهَا عَن نَفسه قَالَ: فعلنَا وصنعنا، لعلمه بِأَن تباعه يَفْعَلُونَ كَفِعْلِهِ ويجرون على مثل أمره، ثمَّ كثر الِاسْتِعْمَال لذَلِك حَتَّى صَار الرجل من السُّوق يَقُول: فعلنَا وصنعنا، وَالْأَصْل مَا ذكرنَا. ثَلَاثَة قُرُوء: جمع قرء. والقرء عِنْد أهل الْحجاز الطُّهْر، وَعند أهل الْعرَاق الْحيض. وكل قد أصَاب، لِأَن الْقُرْء هُوَ خُرُوج من

(1/381)


شَيْء إِلَى شَيْء، فَخرجت [الْمَرْأَة] من الْقُرْء الْحيض إِلَى الطُّهْر، وَمن الْقُرْء الطُّهْر إِلَى الْحيض، هَذَا قَول أبي عُبَيْدَة. وَقَالَ غَيره: الْقُرْء الْوَقْت. يُقَال رَجَعَ فلَان لقرئه ولقارئه أَيْضا، أَي لوقته الَّذِي كَانَ يرجع فِيهِ. فالحيض يَأْتِي لوقت، وَالطُّهْر يَأْتِي لوقت. وَقد رُوِيَ عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[أَنه قَالَ] فِي الْمُسْتَحَاضَة: ((تقعد عَن الصَّلَاة أَيَّام أقرائها)) ، أَي أَيَّام حَيْضهَا. وَقَالَ الْأَعْشَى:
( ... ... . . ... لِمَا ضاعَ فِيهَا مِنْ قُرُوءِ نِسَائِكا)
يَعْنِي من أطهارهن. وَقَالَ ابْن السّكيت: الْقُرْء: الطُّهْر وَالْحيض، وَهُوَ من الأضداد.

(1/382)


قرْبَان: مَا تقرب بِهِ إِلَى الله جلّ وَعز من ذبح أَو غَيره، وَهُوَ فعلان من الْقرْبَة. قبلا: أصناما، جمع قبيل قبيل، أَي صنف صنف. وقبلا أَيْضا جمع قبيل، أَي كَفِيل. وقبلا وقبلا مُقَابلَة أَيْضا. وقبلا عيَانًا. وقبلا / استئنافا. وَأما قَوْله جلّ وَعز: {بِجُنُود لَا قبل لَهُم بهَا} أَي لَا طَاقَة لَهُم بهَا. قسطاس وقسطاس: ميزَان، بلغَة الرّوم. [قمل: صغَار الدبى] .

(1/383)


قُرَّة عني لي وَلَك: مُشْتَقّ من القرور، وَهُوَ المَاء الْبَارِد. ومعني قَوْلهم: أقرّ الله عَيْنك أَي أبرد الله دمعتك، لِأَن دمعة السرُور بَارِدَة، ودمعة الْحزن حارة. قصيه: اتبعي أَثَره، حَتَّى تنظري من يَأْخُذهُ. قدور راسيات: ثابتات فِي أماكنها [لَا تنزل] لعظمها. وَيُقَال: أثافيها مِنْهَا. قتل الخراصون: لعن الكذابون. قطوف دانية: ثَمَرَتهَا قريبَة المتناول، تنَال على كل حَال من قيام وقعود ونيام. وَاحِدهَا قطف.
( [فصل] الْقَاف الْمَكْسُورَة)
قبْلَة: جِهَة. وَيُقَال: أَيْن قبلتك؟ أَي أَيْن تتَوَجَّه؟ . قَالَ:

(1/384)


وَسميت الْقبْلَة قبْلَة، لِأَن الْمُصَلِّي يقابلها وتقابله. قيام: على ثَلَاثَة معَان: جمع قَائِم، ومصدر قمنا قيَاما، وَقيام الْأَمر وقوامه مَا يقوم بِهِ الْأَمر. وَمِنْه قَوْله جلّ وَعز: {أَمْوَالكُم الَّتِي جعل الله لكم قيَاما} أَي قواما. قيلا: وقولا بِمَعْنى وَاحِد. قِسِّيسِينَ: رُؤَسَاء النَّصَارَى، واحدهم قسيس. وَقَالَ بعض الْعلمَاء: هُوَ فعيل من قسست الشَّيْء وقصصته إِذا تتبعته، فالقسيس سمي بِهَذَا لتتبعه كِتَابه، وآثار مَعَانِيه. قرطاس: صحيفَة. وَالْجمع قَرَاطِيس. قنوان: عذوق النّخل، وَاحِدهَا قنو. قطعا من اللَّيْل: جمع قِطْعَة. وَمن قَرَأَ: ((قطعا)) بتسكين الطَّاء،

(1/385)


أَرَادَ اسْم مَا قطع. تَقول: قطعت الشَّيْء قطعا بِفَتْح الْقَاف فِي الْمصدر، وَاسم مَا قطعت فَسقط، قطع. وَالْجمع أقطاع. قطع متجاورات: قرى متدانيات. قيعة وقاع بِمَعْنى وَاحِد، وَهُوَ المستوى من الأَرْض، وَيُقَال: قيعة جمع قاع. قرن فِي بيوتكن: من الْوَقار. يُقَال: وقر فِي منزله يقر و {قرن} من الْقَرار فِيمَن يَقُول: قر يقر، أَرَادَ أقررن / فَحذف الرَّاء الأولى، وحول فتحتها على الْقَاف، فَلَمَّا تحركت الْقَاف سَقَطت ألف الْوَصْل، فَبَقيَ قرن. قطمير: لفافة النواة.

(1/386)


قطّ: وَاحِد القطوط، وَهِي الْكتب بالجوائز [والقط أَيْضا الْحَظ والنصيب. قَالَ الشَّاعِر:
(اجْعَلْ لنا مِمَّا غَنِمْتَ قِطّا ... وَلَا تَكُنْ بحَقِّنَا مُلِطَّا)
أَي ظَالِما] .

(1/387)