غريب القرآن للسجستاني (بَاب الْكَاف)
( [فصل] الْكَاف الْمَفْتُوحَة)
كرة: رَجْعَة الى الدُّنْيَا. كَافَّة: عَامَّة , اي جَمِيعًا.
كَقَوْلِه جلّ وَعز؟ {ادخُلُوا فِي السّلم كَافَّة} , أَي
كلكُمْ. وَقَوله: {وَمَا ارسلناك إِلَّا كَافَّة السّلم
للنَّاس كَافَّة} , أَي تكفهم وتردعهم. كداب آل فِرْعَوْن:
كعادتهم. يُقَال: مَا زَالَ ذَلِك دابه
(1/388)
وَدينه وديدنه , أَي عَادَته. كفلها
زَكَرِيَّا: ضمهَا إِلَيْهِ وحصنها. كاظمين الغيظ: حابسين
الغيظ. كأين وكاء وكأ: على وزن كعين وزكاع وزكع , ثَلَاث
لُغَات بِمَعْنى (كم) .
(1/389)
كَلَالَة: أَن يَمُوت الرجل , وَلَا ولد
لَهُ , وَلَا وَالِد , وَقيل: هِيَ مصدر من (تكلله النّسَب) ,
أَي أحَاط بِهِ , وَمِنْه سمي الإكليل لإحاطته بِالرَّأْسِ.
فالابن وَالْأَب طرفان للرجل , فَإِذا مَاتَ وَلم يخلفهما ,
فقد مَاتَ عَن ذهَاب طَرفَيْهِ , فَسُمي ذهَاب طرفين كَلَالَة
, وَكَأَنَّهَا اسْم للمصيبة فِي تكلل النّسَب , مَأْخُوذ
مِنْهُ يجْرِي مجْرى الشجَاعَة والسماحة واللجاجة. واختصاره
أَن الْكَلَالَة من (تكلله النّسَب) أَي أطاف بِهِ. وَالْولد
وَالْوَالِد خارجان من ذَلِك , لِأَنَّهُمَا طرفان للرجل.
[كَأَن لم تغن بالْأَمْس:: كَأَن لم يكن عَامِرًا. والمغاني
الْمنَازل , وَاحِدهَا مغنى , وغنيت بِالْمَكَانِ إِذا أَقمت
فِيهِ] . كَاد تزِيغ الْقُلُوب فريق مِنْهُم: يُقَال كَاد يفعل
, وَلَا يُقَال: طاد أَن يفعل. وَمعنى (كَاد) هم وَلم يفعل.
[وتزيغ: تميل] .
(1/390)
من كل زوج كريم: قَالَ مُجَاهِد: من نَبَات
الأَرْض مِمَّا يَأْكُل النَّاس والأنعام. وَقَالَ قَتَادَة:
من (كل زوج كريم) أَي حسن. كيل بعير: يَعْنِي حمل جمل. كظيم:
حَابِس حزنه وَلَا يشكوه. كل على مَوْلَاهُ: ثقل على وليه
وقرابته. كأس: إِنَاء بِمَا فِيهِ من الشَّرَاب. كَهْف: غَار
فِي الْجَبَل. وَكَأن تَحْتَهُ كنز لَهما: قَالَ: صحف علم
مدفونة. وَعَن جَعْفَر بن مُحَمَّد. (وَكَانَ تَحْتَهُ كنز
لَهما) قَالَ: سطران وَنصف , لم يتم الثَّالِث: عجبا للموقن
بالرزق كَيفَ يتعب , وعجبا للموقن بِالْحِسَابِ كَيفَ يغْفل ,
(1/391)
وعجبا للموقن بالوت كَيفَ يفرح , وَقد
قَالَ: {وَإِن كَانَ مِثْقَال حَبَّة من خَرْدَل أَتَيْنَا
بهَا} , الْآيَة. وَعَن الْحسن (وَكَانَ تَحْتَهُ كنز لَهما)
قَالَ: لوح من ذهب , مَكْتُوب فِيهِ: بِسم الله الرَّحْمَن
الرَّحِيم عجبا لمن يُؤمن بِالْقدرِ كَيفَ يحزن , وعجبا لمن
يُوقن بِالْمَوْتِ كَيفَ يفرح , وعجبا لمن يعرف الدُّنْيَا
وَتَقَلُّبهَا بِأَهْلِهَا كَيفَ يظمئن إِلَيْهَا , لَا إِلَه
" لَا الله مُحَمَّد رَسُول الله. وَعَن عمر مولى غفرة:
(وَكَانَ تَحْتَهُ كنز لَهما) قَالَ لوح من ذهب مصمت , فِيهِ
مَكْتُوب: بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم , عجبا لمن عرف
الْمَوْت ثمَّ ضحك. عجبا مِمَّن أَيقَن بِالْقدرِ، ثمَّ نصب.
عجبا مِمَّن أَيقَن بِالْمَوْتِ ثمَّ أَمن. أشهد أَن لَا إِلَه
إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله. وَقَالَ
آخَرُونَ: بل كَانَ مَالا مكنوزا. وَعَن ابْن عَبَّاس مَا
كَانَ الْكَنْز إِلَّا علما. كمثله شَيْء: أَي كَهُوَ.
وَالْعرب تقيم / الْمثل مقَام النَّفس، فَتَقول: مثلي لَا
يُقَال لَهُ هَذَا، أَي أَنا لَا يُقَال لي هَذَا. كَيفَ إِذا
توفتهم الْمَلَائِكَة: أَي كَيفَ يَفْعَلُونَ عِنْد ذَلِك.
(1/392)
وَالْعرب تكتفي بكيف من ذكر الْفِعْل
مَعهَا لِكَثْرَة دورها. كبر مقتا: عظم بغضا. كثيبا مهيلا:
رملا سَائِلًا. يُقَال لكل مَا أَرْسلتهُ من يدك من رمل أَو
تُرَاب أَو نَحْو ذَلِك: قد هلته. يَعْنِي أَن الْجبَال فتتت
من زلزلتها حَتَّى صَارَت كالرمل المذرى. كواعب: أَي نسَاء قد
كَعْب ثديهن. كالوهم: أَي كالوا لَهُم. كَادِح: عَامل. كبد:
شدَّة ومكابدة لأمور الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. كنُود: كفور.
يُقَال: كند النِّعْمَة إِذا كفرها أَو جَحدهَا. كلا: أَي
لَيْسَ فِي الْأَمر كَمَا ظَنَنْت، وَهُوَ ردع وزجر.
(1/393)
كيدهم: مَكْرهمْ وحيلهم. كوثر: نهر فِي
الْجنَّة. وكوثر فوعل من الْكَثْرَة.
( [فصل] الْكَاف المضمومة)
كتب عَلَيْكُم الْقِتَال: فرض عَلَيْكُم الْجِهَاد. {وَكتب
عَلَيْهِ أَنه من تولاه} أَي قضي على الشَّيْطَان. وَالْهَاء
الَّتِي فِي (عَلَيْهِ) من ذكر الشَّيْطَان، و {من تولاه} أَي
اتبعهُ، فَإِنَّهُ هُوَ لَهُ، أَي الشَّيْطَان يضل من تولاه.
وَالْهَاء فِي {يضله} عَائِدَة على (من) فِي قَوْله: {من
تولاه} ،
(1/394)
وَتَأْويل الْكَلَام قضي على الشَّيْطَان
أَنه يضل أَتْبَاعه وَلَا يهْدِيهم إِلَى الْحق. كره وَكره:
لُغَتَانِ. يُقَال: كره بِالضَّمِّ، أَي مشقة، وَكره:
إِكْرَاه، يَعْنِي أَن الكره مَا حمل الْإِنْسَان نَفسه
عَلَيْهِ والكره مَا أكره عَلَيْهِ. كفران: جحد النِّعْمَة.
كبكبوا: أَصله كببوا، أَي ألقوا على رؤوسهم فِي جَهَنَّم، من
قَوْلك: كببت الْإِنَاء إِذا قلبته. كفار: جمع كَافِر. وَقَوله
جلّ وَعز: {أعجب الْكفَّار نَبَاته}
(1/395)
يَعْنِي الزراع، وَإِنَّمَا قيل للزراع
كَافِر، لِأَنَّهُ إِذا ألْقى الْبذر فِي الأَرْض كفره، أَي
غطاه. كبتوا: أهلكوا. كبارًا: كَبِيرا. كبر: جمع كبرى. كورت:
ذهب ضوءها. وَيُقَال: كورت: لفت / كَمَا تكور الْعِمَامَة.
كشطت: نزعت، فطويت، كَمَا يكشط الغطاء عَن الشَّيْء. يُقَال:
كشطت الْجلد وقشطته بِمَعْنى وَاحِد إِذا نَزَعته.
(1/396)
كفو: مثل.
( [فصل] الْكَاف الْمَكْسُورَة)
كفل مِنْهَا: نصيب مِنْهَا. و ((كِفْلَيْنِ من رَحمته)) :
نَصِيبين من رَحمته. كيدون: احْتَالُوا فِي أَمْرِي. كدنا
ليوسف: أَي كدنا لَهُ إخْوَته حَتَّى ضممنا أَخَاهُ إِلَيْهِ.
والكيد من المخلوقين احتيال، وَمن الله جلّ وَعز مَشِيئَة
بِالَّذِي يَقع بِهِ الكيد. كسفا: قطعا. الْوَاحِدَة كسفه. و
{كسفا} بتسكين السِّين
(1/397)
يجوز أَن يكون وَاحِدًا، وَيجوز أَن يكون
جمع كسفة مثل سِدْرَة وَسدر. كبره وَكبره: لُغَتَانِ، أَي
معظمه. وَيُقَال: كبر مصدر الْكَبِير من الْأَشْيَاء والأمور.
وَكبر مصدر الْكَبِير السن. كبر مَا هم ببالغيه: أَي تكبر.
كبرياء: أَي عَظمَة وَملك. وَمِنْه قَوْله جلّ وَعز: {وَتَكون
لَكمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْض} . أَي الْملك وَإِنَّمَا
سمي الْملك كبرياء، لِأَنَّهُ أكبر مَا يطْلب من أَمر
الدُّنْيَا. كفاتا: أوعية، وَاحِدهَا كفت، ثمَّ قَالَ:
((أَحيَاء وأمواتا)) أَي مِنْهَا مَا ينْبت، وَمِنْهَا مَا لَا
ينْبت. وَيُقَال: كفاتا: مضما [ومجمعا وحرزا وحفظا وسترا.
وَهُوَ مَأْخُوذ من كفتة الشَّيْء وكفته، وَهُوَ وعاؤه، أَي]
تكفت أَهلهَا، تضمهم أَحيَاء على ظهرهَا، وأمواتا فِي بَطنهَا.
وَيُقَال: كفت الشَّيْء
(1/398)
فِي الْوِعَاء، إِذا ضممته فِيهِ،
وَكَانُوا يسمون بَقِيع الْغَرْقَد كفتة، لِأَنَّهَا مَقْبرَة
تضم الْمَوْتَى. كذابا: كذبا. [وَمن قَرَأَ {كذابا} ، أَي
كذبا] .
(1/399)
|