فضائل القرآن للمستغفري الجزء الخامس من
فضائل القرآن
تصنيف الشيخ الإمام أبي العباس جعفر بن محمد المستغفري رحمه
الله
رواية القاضي الحافظ أبي علي الحسن بن عبد الملك بن الحسين
النسفي سلمه الله
(1/129)
بسم الله الرحمن الرحيم
ملجأي إلى الله تعالى
1- أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسين الحدادي بمرو، حَدَّثَنا
حماد بن أحمد، حَدَّثَنا هناد بن السري، حَدَّثَنا أبو أسامة،
حَدَّثَنا الجريري، عَن أبي نضرة، عَن أبي فراس قال: قال عمر:
أيها الناس إنما نعرفكم إذ بين أظهرنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم وإذ ينزل الوحي وينبئنا الله من أخباركم فقد ذهب رسول
الله صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي وإنما نعرفكم بما أقول
لكم: من أظهر منكم خيرا ظننا به خيرا وأحببناه عليه، وَمن أظهر
شرا ظننا به وأبغضناه عليه سرائركم بينكم وبين ربكم ألا إنه قد
أتى علي حين وأنا أرى أنه من قرأ القرآن إنما يريد الله وما
عنده وقد خيل إلي بأخرة أن رجالا يقرؤونه يريدون به ما عند
الناس فأريدوا الله بقرآنكم وأعمالكم.
(1/131)
2- وأخبرنا الخليل بن أحمد، أَخْبَرَنا
مُحَمد، حَدَّثَنا الحسين، حَدَّثَنا عيسى بن [ص:133] يونس عن
الأعمش قال: كنت عند إبراهيم في بيته وهو يقرأ في المصحف
فاستأذن رجل فخبأ المصحف فلما خرج الرجل قلت له قال: كرهت أن
يرى هذا أنا إنما نخلو للنظر في المصحف.
(1/132)
3- وأخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد،
أخْبَرَنا أبو لبيد، حَدَّثَنا سويد بن سعيد، حَدَّثَنا رشدين
بن سعد عن ابن الهاد عن بنت الحارث عن أم الفضل عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: ليأتين على الناس زمان يتعلمون القرآن
ويعلمونه ويقرءونه ويقولون: قد علمنا وقرأنا فهل أحد خير منا؟
فهل فيهم من خير؟ قالوا: لا يا رسول الله من أولئك؟ قال: أولئك
منكم وأولئك هم وقود النار.
(1/133)
باب ما جاء في
الوعيد لمن يستأكل بالقرآن
4- حدثنا أبو عمرو محمد بن محمد بن صابر إملاء، حَدَّثَنا أبو
عبد الرحمن عبد الله بن عبيد الله بن سريج، حَدَّثَنا حاتم بن
منصور الحنظلي، حَدَّثَنا وكيع، حَدَّثَنا هشام الدستوائي عن
يحيى بن أبي كثير، عَن أبي راشد هو الحبراني، عَن عَبد الرحمن
بن شبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا القرآن،
ولاَ تأكلوا به، ولاَ تستكثروا عنه، ولاَ تجفوا عنه، ولاَ
تغلوا فيه.
(1/135)
5- حدثنا أبو علي زاهر بن أحمد، أخْبَرَنا
أبو عيسى محمد بن أحمد بن خالد بن يزيد الشلاثاني البصري
ببغداد، حَدَّثَنا أحمد بن داود الأبلي، حَدَّثَنا [ص:136]
إسماعيل بن علية، حَدَّثَنا هشام صاحب الدستوائي عن يحيى بن
أبي كثير، عَن أبي راشد قال: قال عبد الرحمن بن شبل: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا القرآن، ولاَ تغلوا فيه، ولاَ
تجفوا عنه، ولاَ تأكلوا به، ولاَ تستكبروا به.
(1/135)
6- أخبرنا أبو نصر منصور بن محمد الحربي،
أخْبَرَنا أبو عيسى حمزة بن الحسين بن عمر السمسار، حَدَّثَنا
عبد الله بن محمد بن سنان، حَدَّثَنا محمد بن عمر، حَدَّثَنا
معتمر عن أبيه عن منصور عن خيثمة عن الحسن بن أبي الحسن قال:
كنت أنا وعمران بن حصين فرأينا رجلا يقرأ سورة يوسف فلما فرغ
من قراءته سأل فاسترجع عمران بن حصين ثم قال: امض بنا إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قرأ القرآن فليسأل الله
به فإنه يكون بعدكم قوم يقرؤون القرآن يسألون الناس به.
(1/136)
7- أخبرنا الشيخ أبو علي زاهر بن أحمد،
حَدَّثَنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مروان المؤدب الثقة
ببغداد، حَدَّثَنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حَدَّثَنا يزيد
بن هارون، حَدَّثَنا شريك عن منصور عن خيثمة عن الحسن قال: كنت
أمشي مع عمران بن الحصين فمر بإنسان يقرأ القرآن فاحتبس عمران
ووقف يسمع القرآن فلما فرغ سأل فقال عمران: امض بنا إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اقرؤوا القرآن، ولاَ
تسألوا به فإنه سيأتي قوم يسألون الناس به.
(1/136)
8- أخبرنا محمد بن علي بن الحسين،
أخْبَرَنا أبو علي، حَدَّثَنا هاشم بن [ص:137] يوسف القصار
بخولان أبو محمد المصري، حَدَّثَنا سعيد بن أبي مريم،
أخْبَرَنا نافع بن يزيد حدثني بكر بن عمرو أنه سمع مشرح بن
هاعان يقول: سمعت عقبة بن عامر يقول: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: سيخرج أقوام من أمتي يشربون القرآن كشربهم اللبن.
(1/136)
9- وأخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الزهري،
أخْبَرَنا أحمد بن علي بن حسنويه، حَدَّثَنا أبو جعفر أحمد بن
عجزة التنيسي، حَدَّثَنا ابن أبي مريم، حَدَّثَنا نافع حدثني
بكر بن عمرو أنه سمع مشرح بن هاعان يقول: سمعت عقبة بن عامر
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج أقوام من أمتي
يشربون القرآن كشربهم اللبن.
(1/137)
10- حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
إسماعيل، حَدَّثَنا محمد بن أحمد بن [ص:138] إسحاق السرخسي،
حَدَّثَنا محمد بن علي بن سعيد، حَدَّثَنا قتيبة، حَدَّثَنا
ابن لهيعة عن موسى بن وردان، عَن أبي الهيثم، عَن أبي سعيد
الخدري أنه كان يقول: تعلموا القرآن فسلوا به الله تعالى قبل
أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا فإن القرآن يتعلمه ثلاثة رجل
يباهي به ورجل استأكل به ورجل يقرأه لله تعالى.
(1/137)
11- أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن
زر، أخْبَرَنا محمد بن صالح، حَدَّثَنا أبو كريب، حَدَّثَنا
المحاربي عن سفيان عن واقد عن زاذان قال: من تعلم القرآن يأكل
به جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم.
(1/138)
12- أخبرنا الخليل بن أحمد، أخْبَرَنا ابن
الزفتي بدمشق، حَدَّثَنا أحمد هو ابن أبي الحواري، حَدَّثَنا
ابن نمير، عَن أبي يعقوب، عَن أبي ثابت حدثتني امرأة [ص:139]
من أشجع يقال لها: أم رجاء قالت: قال عبد الله: إنه سيأتي
عليكم زمان يسأل الناس بالقرآن فإذا سألوكم فلا تعطوهم.
(1/138)
13- أخبرنا عبد الله بن محمد بن زر،
أخْبَرَنا محمد بن صالح، حَدَّثَنا أبو كريب، حَدَّثَنا
المحاربي عن جويبر عن الضحاك قال: قال عمر رضوان الله عليه:
تعلموا كتاب الله تعالى وسلوا الله به قبل أن يأتي
أقوام يتعلمونه يسألون به الناس يتخذونه مأكله وزاملة يحقبونه
خلف الرحال.
(1/139)
باب ما جاء في
كراهية تعليم القرآن بالأجر
14- أخبرنا عبد الله بن محمد بن زر، أخْبَرَنا محمد بن صالح بن
عبد الله، حَدَّثَنا أبو كريب، حَدَّثَنا المحاربي عن إسماعيل
بن عياش، عَن عَبد الله بن عمر بن زيتون قال: أقرأ أبي بن كعب
الطفيل بن عمرو الدوسي القرآن فأهدى له قوسا فأتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو متقلدها فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: من سلحك هذا القوس؟ قال: الطفيل بن عمرو الدوسي قال:
ولم؟ قال: أقرأته القرآن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تقلدها شلوة من جهنم فقال: يا رسول الله إنا نأكل من طعامهم
قال: أما طعام صنع لغيرك فكل منه وأما طعام لم يصنع إلا لك
فإنك إن أكلته إنما تأكل بخلاقك.
(1/140)
15- أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد،
أخْبَرَنا أبو القاسم البغوي، حَدَّثَنا داود بن عمرو،
حَدَّثَنا إسماعيل بن عياش حدثني عبد ربه بن سليمان عن الطفيل
بن عمرو الدوسي قال: أقرأني أبي بن كعب القرآن فأهديت له قوسا
فغدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم متقلدها فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم: ياأبي من سلحك هذه [ص:141] القوس؟ قال:
الطفيل بن عمرو الدوسي أقرأته القرآن فقال له رسول الله صلى
الله عليه وسلم: تقلدها شلوة من جهنم قال: يا رسول الله إنا
نأكل من طعامهم قال: أما طعام صنع لغيرك فحضرته فلا بأس أن
تأكله وأما ما صنع لك فإنك إن أكلته إنما تأكله بخلاقك.
(1/140)
16- أخبرنا أبو علي الحاجبي، حَدَّثَنا
محمد بن يوسف بن مطر، حَدَّثَنا علي بن خشرم، أخْبَرَنا أبو
بكر هو ابن عياش، عَن أبي حصين أن أبي بن كعب أقرأ رجلا القرآن
فخرج البعث فبعث إليه بقوس فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: لو تقوستها لتقوست قوسا من نار. فرددتها.
(1/141)
17- أخبرنا الخليل بن أحمد، أخْبَرَنا أبو
الليث الفرائضي، حَدَّثَنا عبيد الله هو ابن عمر، حَدَّثَنا
يحيى بن سعيد عن ثور بن يزيد، عَن عَبد الرحمن بن أبي مسلم عن
عطية بن قيس أن أبي بن كعب أقرأ رجلا سورة من القرآن فبعث إليه
بقوس فوجد في نفسه فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:
إن أخذتها فخذ بها قوسا من نار فرددتها.
(1/141)
18- أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد،
أخْبَرَنا أبو عبد الله أحمد بن العلاء الشيخ الصالح ببغداد،
حَدَّثَنا أحمد بن عبد الله بن أبي السفر، حَدَّثَنا عبيد الله
بن موسى [ص:142] عن موسى بن عبيدة، عَن عَبد الله بن عبيدة عن
سهل بن سعد رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن يقرئ بعضنا بعضا فقال: الحمد لله
كتاب الله واحد وفيكم الأخيار وفيكم الأحمر والأسود ثم قال:
اقرؤوا - ثلاثا - قبل أن يأتي أقوام تقيم من حروفه كما يقام
السهم، ولاَ يجاوز تراقيهم يتعجلون أجره، ولاَ يتأجلونه.
(1/141)
19- أخبرنا إسماعيل بن محمد الحاجبي،
أخْبَرَنا إبراهيم بن نصر، حَدَّثَنا يوسف بن عيسى، حَدَّثَنا
وكيع، حَدَّثَنا سفيان عن محمد بن المنكدر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا القرآن واعملوا به فإنه سيقرأه قوم
يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه، ولاَ يتأجلونه.
(1/142)
20- أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي إسحاق،
حَدَّثَنا محمد بن جعفر حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
عبد الله بمكة، حَدَّثَنا محمد بن سعيد البزوري، حَدَّثَنا
العباس بن عبد الله الترقفي، حَدَّثَنا جبارة بن المغلس عن
العلاء بن هلال عن ليث [ص:143] عن مجاهد قال: قال عمر بن
الخطاب رضي الله عنه: ياأهل العلم والقرآن لا تأخذوا للعلم
والقرآن ثمنا فيسبقكم الزناة إلى الجنة.
(1/142)
21- أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن
عنبسة المذكر الفقيه، حَدَّثَنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع
بن مرزوق القاضي، حَدَّثَنا أحمد بن بشر المرثدي، حَدَّثَنا
إسحاق بن كعب، حَدَّثَنا موسى بن عميرة عن مكحول، عَن أبي
أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من
علم آية من كتاب الله تعالى استقبلته يوم القيامة تضحك في وجهه
ما لم يأخذ عليه أجرا.
(1/143)
22- أخبرنا القاضي أبو سعيد الخليل بن
أحمد، أخْبَرَنا أبو القاسم البغوي، حَدَّثَنا علي يعني ابن
الجعد، أخْبَرَنا أبو جعفر يعني الرازي عن الربيع هو ابن أنس
قال: مكتوب في كتاب الأول: ابن آدم علم مجانا كما علمت مجانا.
(1/143)
23- أخبرنا نصر بن أحمد بن إسماعيل،
حَدَّثَنا عمر بن محمد بن بجير، حَدَّثَنا إسماعيل هو ابن أبي
خالد، حَدَّثَنا أيوب هو ابن سويد، حَدَّثَنا سفيان عن منصور
عن [ص:144] إبراهيم أنه كره أجر المعلم.
(1/143)
24- أخبرنا زاهر بن أحمد، أخْبَرَنا أبو
لبيد، حَدَّثَنا بندار، حَدَّثَنا عبد الرحمن، حَدَّثَنا سفيان
عن أيوب الطائي قال: سألت الشعبي: ما تقول في المعلم يشارط
قال: لا ولكن يهدى له.
(1/144)
25- أخبرنا أحمد بن محمد، حَدَّثَنا محمد
بن جعفر، حَدَّثَنا أحمد بن نصر، حَدَّثَنا محمد بن أحمد بن
أيوب، حَدَّثَنا ابن أبي سعد، حَدَّثَنا أحمد بن يحيى بن جابر،
عَن أبي عمر الحجري عن أبيه قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: إذا
غلب العالم الطمع ذهب بهاؤه.
(1/144)
26- أخبرنا أبو عبد الله الكاملي أنه سمع
أبا نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي يقول: سمعت أبا عبد الله
محمد بن مقاتل بن عبيد الله الأديب يقول: أقام أبو صالح سفيع
بن إسحاق على تعليم القرآن حسبة نيف وأربعين سنة.
(1/144)
باب ما جاء في
الرخصة في ذلك
27- أخبرنا محمد بن الحسين القاضي بمرو، حَدَّثَنا عبد الله بن
محمود، حَدَّثَنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، أخْبَرَنا
وكيع عن زكريا عن عامر عن خارجه بن الصلت عن عمه أنه أتى النبي
صلى الله عليه وسلم فلما رجع مر على رجل موثق بالحديد فقالوا:
إن صاحبك جاء بخير فهل عندك شيء يعالج به صاحبنا قال: قلت:
نعم، رقيته بأم القرآن ثلاثة أيام كل يوم مرتين قال: فبرأ
فأهدوا إلي مائة شاة فأبيت أن أقبلها حتى أتيت النبي صلى الله
عليه وسلم فسألته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كلها باسم
الله فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت بحق.
(1/145)
28- أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد،
أخْبَرَنا أبو عاصم عمر بن الحسن بن علي بن الجعد الجوهري،
حَدَّثَنا أحمد بن المقدام العجلي، حَدَّثَنا ابن أبي عدي عن
هشام عن محمد بن سيرين عن أخيه معبد بن سيرين، عَن أبي سعيد
قال: نزلنا منزلا فأتتني جارية فقالت: إن سيد الحي سليم قد لدغ
هل فيكم من راق؟ قال: فقلت: نعم فقرأت عليه بكتاب الله فبرأ
فأمروا لنا بقطيع من غنم فقلت: لا تحدثوا فيها شيئا حتى نأتي
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فأتيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال: من أكل برقية باطل فلقد أكلت برقبة حق.
(1/146)
29- أخبرني أبو القاسم عبيد الله بن عبد
الله التاجر الأمين، أخْبَرَنا الحسين بن يحيى بن عياش،
حَدَّثَنا أبو الأشعث، حَدَّثَنا محمد بن أبي عدي عن هشام بن
حسان عن محمد عن أخيه معبد بن سيرين، عَن أبي سعيد الخدري رضي
الله عنه قال: نزلنا منزلا فجاءتنا جارية فقالت: إن سيد الحي
سليم فهل في القوم من راق؟ فقام رجل فقال: نعم، ما كنا نأتيه
برقية، ولاَ نراه يحسنها فذهب فرقاه فأمر له بثلاثين شاة وحسبت
أنه قال: وسقانا لبنا فلما جاءنا قلنا: ما كنا نراك تحسن رقيته
قال: ولاَ أحسنها إنما رقيته بفاتحة الكتاب قال: فلما قدمنا
المدينة قلت: لا تحدثوا منها بشئ حتى آتي رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأذكر ذلك له قال: فأتيته فذكرت ذلك له فقال: ما كان
يدريه أنها رقية اقسموها واضربوا بسهمي معكم.
(1/146)
30- أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر البجيري،
حَدَّثَنا جدي، حَدَّثَنا عبد الجبار، حَدَّثَنا سفيان قال:
حفظته أنا من أبي خازم قال: سمعت سهل بن سعد يقول: كنا عند
النبي صلى الله عليه وسلم فأتته امرأة فقالت: إني وهبت لك نفسي
يا رسول الله فر فيها رأيك فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ففعلت ذلك ثلاث مرات فلم يجبها بشيء حتى كان في الثالثة فقام
رجل فقال: أنكحنيها يا رسول الله ثلاثا قال النبي صلى الله
عليه وسلم في الثالثة: هل معك شيء؟ قال: لا قال: [ص:147] اذهب
فاطلب فذهب فلم يجد شيئا قال: اذهب فاطلب ولو خاتما من حديد
قال فذهب فطلب فقال: لم أجد شيئا، ولاَ خاتما من حديد فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: هل معك شيء من القرآن؟ قال: نعم
سورة كذا وسورة كذا فأنكحه على ما معه من القرآن.
(1/146)
31- أخبرنا ابن المكي، أخْبَرَنا أبو يعلى،
حَدَّثَنا أبو يعلى الموصلي حدثني محمد بن شعيب الساجي،
حَدَّثَنا عمرو بن مخرم، حَدَّثَنا ثابت الحفار عن ابن أبي
مليكة عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن كسب المعلمين فقال: إن أحق ما أخذ عليه الأجر
لكتاب الله تعالى.
(1/147)
32- أخبرنا ابن المكي، أخْبَرَنا أبو يعلى،
أخْبَرَنا أبو يعلى الموصلي حدثني محمد بن شعيب الساجي الأبلي
– من فرسان أصحاب الحديث –، حَدَّثَنا مسلم بن هارون بن مسلم
العجلي، حَدَّثَنا أبي عن عبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب
عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن خير
ما أخذ عليه الأجر لكتاب الله تعالى.
(1/147)
33- أخبرنا ابن المكي، أخْبَرَنا أبو يعلى،
أخْبَرَنا أبو يعلى الموصلي حدثني محمد بن الخليل المعلم أبو
جعفر – وكان من الصالحين – الأبلي، حَدَّثَنا ابن عائشة،
حَدَّثَنا حماد بن سلمة عن حبيب المعلم قال: قلت للحسن ياأبا
سعيد الرجل يصلي بالقوم فيرضخ له الشيء فقال لي بالفارسية:
بستان كشت مكن يعني: خذ، ولاَ تشارط.
(1/147)
34- أخبرنا ابن المكي، أخْبَرَنا أبو يعلى،
أخْبَرَنا أبو شهاب معمر بن محمد، حَدَّثَنا [ص:148] عصام هو
ابن يوسف، حَدَّثَنا سفيان عن أيوب عن الشعبي قال: سألته عن
أجر المكتب قال: لا بأس به ما لم يشارط.
(1/147)
35- أخبرنا نصر بن أحمد بن إسماعيل،
حَدَّثَنا عمر بن محمد بن بجير، حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي خالد
أبو هاشم، حَدَّثَنا أيوب هو ابن سويد، حَدَّثَنا أبو سويد عن
الحسن أنه لم ير بأجر المعلم بأسا.
(1/148)
36- أخبرنا محمد بن عثمان بن إسحاق،
أخْبَرَنا محمود بن عنبر، حَدَّثَنا علي بن الحسين الخلمي،
حَدَّثَنا زكريا بن حازم، حَدَّثَنا قتادة أن رجلا سأله عن
التعليم فقال: لا يعجبني فقال الرجل: إن الحسن كان يقول: ما
كان من شرط معلوم فلا بأس به، فقال الرجل: يا أبا سعيد، فحق
الخميس؟ فقال: إن كان في شرط ذلك فلا بأس به فقال قتادة: أنا
أكره هذا كله.
(1/148)
باب ما جاء في ذكر
النبي صلى الله عليه وسلم نشأ يتخذون القرآن مزامير والنهي عن
قراءة القرآن بهذه الألحان المبتدعة
37- أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد، أخْبَرَنا محمد بن المسيب،
حَدَّثَنا [ص:150] عبد المجيد بن إبراهيم، حَدَّثَنا عمرو بن
هاشم، حَدَّثَنا الهقل بن زياد عن الأوزاعي عن عنبسة بن سعيد
الكلاعي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: تمنى رجل الموت عند
أبي هريرة رضي الله عنه فقال: لا تتمنى الموت فإني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا استحققت ستا فإن استطعت أن
تموت فمت وإن كانت نفسك بيدك فانبذها إمرة السفهاء واستخفافا
بالدم والرشوة في الحكم وكثرة الشرط ونشأ يتخذون القرآن مزامير
يقدمون أحسنهم صوتا وأقلهم فقها.
(1/149)
38- أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي،
أخْبَرَنا أبو يعلى، حَدَّثَنا الدبري، عَن عَبد الرزاق عن ابن
جريج قال: أخبرني غير واحد، عَن أبي هريرة رضي الله عنه أنه
سمع رجلا ذكروا أنه الحكم الغفاري أنه قال: ياطاعون خذني إليك
قال أبو هريرة: يافلان أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: لا يدعو أحدكم بالموت فإنه لا يدري على أي شيء هو منه
قال: بلى ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ستا
أخشى أن يدركني بعضهن قال أبو هريرة: وما هن؟ قال: بيع الحكم
وإضاعة الدم وإمارة السفهاء وكثرة الشرط وقطيعة الرحم وناس
يتخذون القرآن مزامير يتغنون به.
(1/151)
39- اخبرنا أحمد بن يعقوب بن يوسف،
حَدَّثَنا الطرخاني، حَدَّثَنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنا عبد
الوهاب بن نجدة، حَدَّثَنا عيسى بن يونس عن رجل عن زاذان قال:
كنت مع رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له:
عابس أو ابن عابس فرأى الناس يتحملون وذلك في عهد عبيد الله بن
زياد فقال: ما للناس؟ قال: قيل: يفرون من الطاعون قال: ياطاعون
خذني مرتين أو ثلاثا قال ابن عم له: يافلان لم تدعو بالموت وقد
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنه قال: ست خصال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إمرة الصبيان وكثرة الشرط
والرشوة في الحكم واستخفاف بالدم وقطيعة الرحم ونشأ يتخذون
القرآن مزامير يقدمون الرجل ليس بأفقههم، ولاَ أفضلهم إلا
ليغنيهم غناء.
(1/151)
40- أخبرنا أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنا
الطرخاني، حَدَّثَنا أحمد بن زهير ثنا [ص:152] ابن الأصبهاني،
حَدَّثَنا شريك، عَن أبي اليقظان عن زاذان عن عليم قال: كنت مع
عبس الغفاري على سطح له فرأى قوما يتحملون من الطاعون فقال:
ياطاعون خذني فقال له ابن عم له ذو صحبة لم تتمنى الموت وقد
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يتمنين الموت
أحدكم فإنه عند انقطاع عمله قال: إني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: بادروا بالعمل خصالا ستا إمرة السفهاء وكثرة
الشرط وبيع الحكم وقطيعة الرحم وذكر مثل حديث عبد الوهاب بن
نجدة.
(1/151)
41- أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
إسماعيل، حَدَّثَنا أبو مطيع مكحول بن الفضل، حَدَّثَنا محمد
بن حاتم الطالقاني، أخْبَرَنا بشير بن الوليد، عَن أبي يوسف عن
ليث بن أبي سليم عن عثمان بن زاذان عن عابس الغفاري أنه نظر
إلى ناس يفرون من الطاعون فقال: ياطاعون خذني ياطاعون خذني
فقال له ابن عم له - وكانت له صحبة -: لم تتمنى [ص:153] الموت
وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يتمنى أحدكم
الموت فإنه انقطاع عمله، ولاَ يرد فيستعتب فقال: إني أخاف ستا
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوفهن على أمته: إمارة
السفهاء وكثرة الشرط وبيع الحكم وقطيعة الرحم والاستخفاف بالدم
ونشأ يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأفضلهم في الدين
ولكن يقدمونه ليغنيهم به غناء.
(1/152)
42- أخبرني أحمد بن عمار، أخْبَرَنا علي،
أخْبَرَنا علي، أخْبَرَنا أبو عبيد حدثني نعيم بن حماد عن بقية
بن الوليد عن حصن بن مالك الفزاري قال: سمعت شيخا يكنى أبا
محمد عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل
الفسق وأهل الكتابين وسيجئ قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع
الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم
وقلوب الذين يعجبهم شأنهم.
(1/154)
43- أخبرنا محمد بن علي بن الحسين،
أخْبَرَنا أبو يعلى، حَدَّثَنا أبو القاسم عبد الرحمن بن
معاوية العتبي بمصر، حدثنا محمد بن الفرج: حَدَّثَنا محمد بن
عبيد الله قال: سئل الفضيل – هو ابن عياض – عن القراءة
بالألحان حتى كأنه غناء فقال: إنما أخذوا هذا من الغناء قوم
اشتهوا الغناء فاستحلوا فجعلوه نصب الغناء على القرآن وعسى أن
يقرأ الرجل ليس له صوت فلا يعجبهم وهو خير من صاحب الصوت ويقرأ
الآخر فيعجبهم صوته فيقولون ما أحسن قراءته ولعله لا تجاوز
قراءته حنجرته.
(1/154)
44- أخبرنا أحمد بن عمار، أخْبَرَنا علي،
أخْبَرَنا علي، أخْبَرَنا أبو عبيد، حَدَّثَنا يعقوب بن
إبراهيم عن الأعمش عن رجل عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمع
رجلا يقرأ بهذه الألحان التي أحدث الناس فأنكر ذلك ونهى عنه.
(1/155)
45- أخبرنا أحمد، أخْبَرَنا علي، أخْبَرَنا
علي، أخْبَرَنا أبو عبيد حدثني يحيى بن سعيد عن شعبة قال:
نهاني أيوب أن أحدث بهذا الحديث وزينوا القرآن بأصواتكم.
(1/155)
46- أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد،
أخْبَرَنا أبو يعلى الأبلي، حَدَّثَنا أبو سعيد الأشج،
حَدَّثَنا ابن إدريس قال: سمعت الأعمش وقرأ عنده رجل يقال له:
غورك بن أبي الخضرم بلحن من هذه الألحان فقال الأعمش: قرأ رجل
عند أنس هذه القراءة فكرهها.
(1/155)
باب ما جاء في ذكر
النبي صلى الله عليه وسلم قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم
يمرقون من الدين وهم الخوارج والحرورية
47- أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد، أخْبَرَنا إبراهيم بن عبد
الصمد، حَدَّثَنا أبو مصعب، حَدَّثَنا مالك عن يحيى بن سعيد عن
محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عَن أبي سلمة بن عبد
الرحمن، عَن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج فيكم قوم تحفزون صلاتكم مع
صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم يقرؤون القرآن لا
يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ينظر في
النصل فلا يرى شيئا وينظر في القدح فلا يرى شيئا وينظر في
الريش فلا يرى شيئا ويتمارى في الفوق.
(1/156)
48- أخبرنا الشيخ أبو علي زاهر بن أحمد،
أخْبَرَنا إبراهيم بن عبد الله الزينبي، حَدَّثَنا أبو موسى،
حَدَّثَنا عبد الوهاب قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أخبرني
محمد بن إبراهيم، عَن أبي سلمة وعطاء بن يسار أنهما أتيا أبا
سعيد الخدري رضي الله عنه فسألاه عن الحرورية هل سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يذكرها؟ قال: لا أدري ما الحرورية
ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج في هذه
الأمة - ولم يقل منها - قوم تحفزون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم
مع صيامهم فيقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم أو حناجرهم يمرقون
من الدين مروق السهم من الرمية فينظر الرامي إلى سهمه إلى نصله
إلى رصافه فيتمارى في فوقه هل علق بها من الدم شيء.
(1/157)
49- أخبرنا الحسن بن أحمد بن أبي بكر بن
أبي موسى، أخْبَرَنا أبو القاسم البغوي، حَدَّثَنا داود بن
عمرو، حَدَّثَنا مبارك بن سعيد بن مسروق عن سعيد بن مسروق عن
ابن أبي نعم، عَن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بعث علي
رضوان الله عليه إلى النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن بذهبه
فيها تربتها يقسمها بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثم أحد بني
مجاشع وبين عيينة بن حصن الفزاري وبين علقمة بن علاثة العامري
وبين زيد الخيل الطائي فقالت قريش والأنصار: أتقسم بين صناديد
أهل نجد وتدعنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما أتألفهم
إذ أقبل رجل عائر العينين مشرف الوجنتين كث اللحية محلوق فقال:
يامحمد اتق الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يطيع الله
إذا عصيته قال: فسأله رجل من القوم قتله قال: حسبته خالد بن
الوليد فولى الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من
[ص:158] ضئضئي هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون
أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق
السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد.
(1/157)
50- أخبرنا القاضي أبو سعيد الخليل بن
أحمد، أخْبَرَنا الثقفي، حَدَّثَنا قتيبة، حَدَّثَنا عبد
الواحد هو ابن زياد عن معمر عن الزهري، عَن أبي سلمة بن عبد
الرحمن، عَن أبي سعيد قال: جاء ابن ذي الخويصرة التميمي ورسول
الله صلى الله عليه وسلم يقسم فقال: يا رسول الله صلى الله
عليه وسلم اعدل قال: ويحك أولست أحق الناس أن أعدل فقال عمر بن
الخطاب رضوان الله عليه: دعني يا رسول الله أضرب عنقه فقال:
دعه فإن له أصحابا يحفز أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه
يقرؤون القرآن لا يجاوز صلواتهم تراقيهم يمرقون من الدين كما
يمرق السهم من الرمية ينظر في قذذه فلا يرى شيئا ثم ينظر في
رصافه فلا يرى شيئا سبق الفرث والدم يخرجون في خير فرقة من
الناس فيهم رجل أسول كأن إحدى يديه ثدي المرأة أو بضعة ثدي.
قال: فقال أبو سعيد: سمعت عليا رضي الله عنه الحديث حين قتل
أهل النهر.
(1/158)
51- أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد،
أخْبَرَنا محمد بن المسيب [ص:159] حدثني عبد السلام، أخْبَرَنا
عمر بن عبد الواحد، حَدَّثَنا الأوزاعي حدثني قتادة عن أنس بن
مالك وأبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
سيكون في أمتي اختلاف وفرقة قوم يحسنون القول ويسيئون الفعل
يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين مروق السهم من
الرمية ثم لا يرجعون حتى لا يرتد على فوقه هم أشر الخلق
والخليقة طوبى لمن قتلهم أو قتلوه يدعون إلى كتاب الله وليسوا
منه في شيء من قاتلهم كان أولى بالله منهم قالوا: يا رسول الله
فما سيماهم؟ قال: التحليق.
(1/158)
52- أخبرنا أبو علي الحسين بن الحسن
الفقيه، حَدَّثَنا ابن بقيرة، حَدَّثَنا أحمد بن الحسين
الصفار، حَدَّثَنا حجاج، حَدَّثَنا قرة بن خالد، عَن أبي
الزبير عن جابر قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم
مغانم حنين إذ قام رجل فقال: اعدل فقال: لقد شقيت إن لم أعدل
قال قرة: لقد شقيت لقد شقيت ثم قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: إن ناسا يجيئون يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون
من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يرتد
[ص:160] السهم على فوقه.
(1/159)
53- أخبرنا أبو علي، حَدَّثَنا ابن بقيرة،
حَدَّثَنا أحمد، حَدَّثَنا حجاج، حَدَّثَنا قرة عن عمرو بن
دينار عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
(1/160)
باب ما يستحب للقارئ
من تدبر الآية
54- أخبرنا القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد، أخْبَرَنا أبو
القاسم البغوي، حَدَّثَنا علي - يعني ابن الجعد -، أخْبَرَنا
شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا الضحى عن مسروق قال: قال لي
رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم الداري لقد رأيته ذات ليلة
حتى أصبح أو كرب أن يصبح يقرأ بآية من القرآن يركع فيها ويسجد
ويبكي {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين أمنوا
وعملوا الصالحات سوآء محياهم ومماتهم سآء ما يحكمون} .
(1/161)
55- أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد،
أخْبَرَنا محمد بن صالح، حَدَّثَنا أبو كريب، حَدَّثَنا
المحاربي عن ليث عن بعض أشياخه عن ابن عباس قال: لأن أقرأ في
ليلة سورة أتدبرها وأفكر فيها أحب إلي من أن أقرأ القرآن.
(1/161)
56- قال ليث: وبلغنا أن رجلا قال لابن
مسعود: قرأت المفصل في ركعة فقال: هذا كهذ الشعر أو نثرا كنثر
الدقل.
(1/162)
57- أخبرنا زاهر بن أحمد، أخْبَرَنا ابن
منيع، حَدَّثَنا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنا ابن فضيل، عَن عَبد
الرحمن بن عجلان عن نسير أبي طعمة وهو نسير بن ذعلوق قال: صلى
الربيع بن خثيم فقرأ بآية حتى أصبح {أم حسب الذين اجترحوا
السيئات أن نجعلهم كالذين ءامنوا وعملوا الصالحات} .
(1/162)
58- أخبرنا إسماعيل بن محمد الحاجبي،
أخْبَرَنا إبراهيم بن نصر، حَدَّثَنا يوسف بن عيسى، حَدَّثَنا
وكيع، حَدَّثَنا قدامة العامري عن جسرة بنت دجاجة، عَن أبي ذر
أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ آية فرددها {إن تعذبهم فإنهم
عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} .
(1/162)
59- أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي،
أخْبَرَنا أبو يعلى، أخْبَرَنا الدبري، عَن عَبد الرزاق عن
الثوري عن سعيد بن عبيد قال: رأيت سعيد بن جبير وهو يؤمهم في
رمضان يردد هذه الآية {إذ الأغلال في أعناقهم} و {يا أيها
الإنسان ما غرك بربك الكريم} يرددها مرتين أو ثلاثا.
(1/162)
60- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن
حامد، أخْبَرَنا محمد بن [ص:163] صالح بن محمود، حَدَّثَنا أبو
البختري، حَدَّثَنا يحيى بن آدم، حَدَّثَنا سعيد بن صالح حدثني
أبو إسحاق عن علقمة قال: طلبت عبد الله فوجدته في المسجد يصلي
بين المغرب والعشاء فسمعته يقرأ طه فلما بلغ {رب زدني علما}
قال: رب زدني علما رب زدني علما ثلاثا ثم ركع فقرأت الأعراف
وهو راكع.
(1/162)
61- أخبرنا أبو عبد الله، أخْبَرَنا محمد
بن صالح، حَدَّثَنا أبو بكر هو الحسين بن محمد بن أبي معشر،
أخْبَرَنا وكيع عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب قال: سمعت
محمد بن كعب يقول: لأن أقرأ القارعة وإذا زلزت في ليلة أرددهما
وأتفكر فيهما أحب إلي من أن أبيت أهذ القرآن.
(1/163)
باب من كره ترديد
الآية في الصلاة
62- أخبرنا محمد بن علي، أخْبَرَنا أبو يعلى، حَدَّثَنا
الدبري، عَن عَبد الرزاق عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: أرأيت إن
رددت شيئا منه قال: أكره ذلك في الصلاة فلا تردد منه شيئا في
التطوع والمكتوبة قال: قلت: أرأيت إن عرضت على إنسان فرددت
قال: إنما يكره ذلك في الصلاة.
(1/164)
باب ما جاء في رفع
الصوت ببعض الآيات من الوعيد
63- أخبرنا أحمد بن عمار، أخْبَرَنا علي، أخْبَرَنا علي،
أخْبَرَنا أبو عبيد، حَدَّثَنا يوسف بن الغرق بإسناد لا أحفظه
قال: كان يستحب للقارئ إذا أتى على هذه الآية أو على هؤلاء
الآيات {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بيتا وهم نائمون} أن
يرفع بها صوته.
(1/165)
باب ما جاء في الفتح
على الإمام إذا ارتج عليه
64-، أخْبَرَنا أبو نعيم الحسين بن محمد بن نعيم، أخْبَرَنا
عبد الله بن أحمد بن محمد بن يعقوب، أخْبَرَنا الحسن بن سفيان،
حَدَّثَنا عباس بن الوليد، حَدَّثَنا هشام بن إسماعيل أخبرني
عبد الله بن العلاء عن سالم بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن
عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة فالتبس عليه فلما
انصرف قال لأبي: أحضرت معنا؟ قال: نعم قال: فما منعك أن تفتح
علي.
(1/166)
باب ما يستحب للقارئ
من الأدعية عند ذكر الجنة والتعوذ عند ذكر النار
65- أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسين القاضي، حَدَّثَنا حماد
بن أحمد القاضي، حَدَّثَنا عبد الأعلى بن حماد، حَدَّثَنا وهب
بن جرير حدثني أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب عن الحارث بن يزيد
الحضرمي عن زياد بن نعيم الحضرمي عن مسلم بن مخراق قال: قلت
لعائشة: إن رجالا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثا
فقالت: أولئك قرؤوا ولم يقرؤوا كنت أقوم مع النبي صلى الله
عليه وسلم في ليلة التمام فيقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء فلا
يمر بآية استبشار إلا دعا ورغب، ولاَ يمر بآية فيها تخويف إلا
دعا الله واستعاذ.
(1/167)
66- أخبرنا الخليل بن أحمد، أخْبَرَنا
محمد، حَدَّثَنا الحسين، أخْبَرَنا عبد الله، أخْبَرَنا ابن
لهيعة عن الحارث بن يزيد عن زياد بن نعيم الحضرمي عن مسلم بن
مخراق قال: قلت لعائشة: إن أناسا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة
مرتين أو ثلاثا فقالت: أولئك قد قرؤوا ولم يقرؤوا كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقوم الليلة التامة فيقرأ بسورة
البقرة وآل عمران ثم لا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله
ورغب، ولاَ يمر بآية فيها تخويف إلا دعا الله واستعاذ.
(1/167)
67- أخبرنا أحمد، أخْبَرَنا علي، أخْبَرَنا
علي، أخْبَرَنا أبو عبيد، حَدَّثَنا عبد الله بن صالح عن
معاوية بن صالح عن عمرو بن قيس الكندي أنه سمع عاصم بن حميد
يقول: سمعت عوف بن مالك يقول: قمت مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم ليلة فبدأ فاستاك ثم توضأ ثم قام يصلي فقمت معه فاستفتح
البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولاَ يمر بآية عذاب إلا
وقف فتعوذ ثم قرأ آل عمران ثم قرأ النساء أو قال: ثم قرأ سورة
سورة يفعل مثل ذلك.
والحمد لله وحده وكفى.
(1/168)
|