فنون الأفنان في عيون علوم القرآن

باب مفرد من المتشابه
النفع قبل الضر: في ثمانية أحرف:
في الأنعام: (قل أندعوا من دون الله ما لاينفعنا ولا يضرنا) .
وفي الأعراف: (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً) .
وفي يونس: (ولا تدع من دون اللَّه ما لاينفعك ولا يضرك) .
وفي الرعد: (لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً) .
وفي الأنبياء: (أفتعبدون من دون اللَّه ما لاينفعكم شيئاً ولا يضركم) .
وفي الفرقان: (ما لا ينفعهم ولا يضرهم) .
وفي الشعراء: (أو ينفعونكم أو يضرون) .
وفي سبأ: (فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعاً ولا ضراً) .

(1/471)


فصل
الضر قبل النفع: تسعة أحرف:
في البقرة: (ما يضرهم ولا ينفعهم) .
وفي المائدة: (أتعبدون من دون اللَّه ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً) .
وفي يونس: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهمِ ويقولون هؤلاء شفعاؤنا) ، وفيها: (قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعاً) .
وفي طه: (أفلا يرون أَلّا يرجع إليهم قولًا ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً) .
وفي الحج: (ما لا يضره ولا ينفعه) ، وفيها: (يدعو لَمَنْ ضره أقرب من نفعه) .
وفي الفرقان: (ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً) .
وفي الفتح: (إنْ أراد بكم ضراً أوأراد بكم نفعاً) .
فصل
اللعب قبل اللهو: أربعة أحرف:
في الأنعام: (وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو) ، وفيها: (وذَرِ الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً) .

(1/472)


وفي سورة محمد صلى اللَّه عليه وسلم:، (إنما الحياةُ الدنيا لعب ولهو) .
وفي الحديد: (اعلموا أَنما الحياة الدنيا لعب ولهو) .
فصل
اللهو قبل اللعب: حرفان:
في الأعراف: (الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً وغرتهم الحياة الدنيا) .
وفي العنكبوت: (وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب) .
فصل
الرجفة في القرآن في ثلاثة مواضع:
في الأعراف: في قصة ثمود: (فأخذتهم الرجفة) ، وفيها في قصة شعيب: (إنكم إذاً لخاسرون فأخذتهم الرجفة) .
وفي العنكبوت في قصة شعيب: (فكذبوه فأخذتهم الرجفة) .

(1/473)


فصل
فأما أخذ الصيحة ففي خمسة مواضع:
في هود في قصة صالح: (وأخذ الذين ظلموا الصيحة) .
وفي قصة شعيب: (وأخذتْ الذين ظلموا الصيحة) .
وفي الحجر: (فأخذتهم الصيحةُ مشرقين) ، وفيها: (فأخذتهم
الصيحة مصبحين) .
وفي العنكبوت: (ومنهم من أخذته الصيحة) .
فصل
(في دارهم) أربعة أحرف:
في الأعراف: في قصة صالح وفي قصة شعيب، وفي الرعد: (أو تَحُل قريباً من دارهم) ، وفي العنكبوت: في قصة شعيب.

(1/474)


وقوله: (في ديارهم)
حرفان:
في هود في قصة صالح وفي قصة شعيب، فإذا جاء ذكر الصيحة فاعلم أنه (في ديارهم) ، وإذا جاء ذكر الرجفة فاعلم أنه (في دارهم) .
وقوله: (في داركم) حرف واحد: في هود: (تمتعوا في داركم) .
وقوله: (من دارهم) حرف واحد: في الرعد: (أو تَحُل قريباً من دارهم) .
فصل
ذكر التراب مع العظام: في خمسةِ مواضع:
في المؤمنين: (أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنكم
مخرجون) .
وفيها: (أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمبعوثون) .
وفي الصافات: (إِنْ هذا إلا سحر مبين أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً
أئنا لمبعوثون) ، وفيها: (أئنك لمن المصدقين أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً
أئنا لمدينون) .
وفي الواقعة: (على الحنث العظيم وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا
تراباً وعظاماً أئنا لمبعوثون)

(1/475)


فصل
فأما ذكر التراب منفرداً عن العظام ففي ثلاثة مواضع:
في الرعد: (أئذا كنا تراباً أئنا لفي خلق جديد) .
وفي النمل: (وقال الذين كفروا أئذا كنا تراباً وآباؤنا أئنا لمخرجون) .
وفي ق: (أئذا متنا وكنا تراباً ذلك رجع بعيد) .
فصل
الِإنس قبل الجن ثلاثة أحرف:
في الأنعام: (عدواً شياطين الِإنس والجن) .
وفي بني إسرائيل: (لئن اجتمعتْ الِإنس والجن) .
وفي سورة الجن: (وأَنا ظننا أنْ لن تقولَ الِإنس والجن) .
فصل
ذكر السبيل قبل الأموال، ثلاثة أحرف:
في سورة النساء: (والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم) .
وفي برآءة: (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة) .

(1/476)


وفي الصف: (وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) .
والله الموفق.

(1/477)


باب فيه مسائل يُعَايا بِها في المتشابه
إن قيل لك: أين في القرآن سبع آيات متواليات آخر كل آية
اسمان للًه عز وجل؟
فالجواب: إنها في الحج: أولها: (لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ) .
فإن قيل: أين معك تسع آيات أول كل آية (قال) ؟
فالجواب: إنها في الشعراء: أولها: (قال فرعون وما رب العالمين) .
فإن قيل: أين معك خمس آيات متواليات أول كل آية: (قالوا) ؟
فالجواب: إنها في يوسف: أولها: (قالوا وأقبلوا عليهم) .
فإن قيل: أين معك خمس آيات متواليات: أولها كلها: (ولقد) ؟

(1/478)


فالجواب: أنها في سورة القمر: أولها: (ولقد أنذرهم بطشتنا) .
فإن قيل: كم معك آية أولها: (ش) ؟
فقل: (شهر رمضان) ، (شهد الله) ، (شاكراً لأنعمه) ، (شرع لكم) .
وفي القرآن آيتان آخرُ كل آية شين: (كالعهن المنفوش) ، و (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ.
فإن قيل: أين معك في وسط آية (يا أيها الذين آمنوا) ؟
فقلْ: في الأحزاب: (يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا) .
وفي وسط أُخرى (يا أيها الناس) في يونس: (يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم) .
فإن قيل: أين معك (الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون) ؟
فقل في النحل: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم
يتوكلون) .
فإن قيل: أين معك: (الذين آمنوا لهم عذاب أليم) ؟
فقل في النور: (إن الذين يحبون أنْ تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم) .

(1/479)


فإن قيل: أين معك آية تحتوي على حروف المعجم؟
فقلْ: هما آيتان: في آل عمران: (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ)
وفي الفتح: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ) .
فإن قيل: أي سورة معك ليس فيها اسم (الله) ؟
فقل: سورة القمر وسورة الرحمن. وكذلك اقتربت الساعة
والرحمن والواقعة ليس فيهن ذكر الله ولا بالله ولا والله.
وسورة (قد سمع الله) كلها وثمان آيات من التي بعدها.
وهي الحشر، ليس فيها آية إلا وفيها اسم "الله" عز وجل.

(1/480)


باب ذكر الأوصاف التي شاركت أُمتنا فيها الأنبياء
ذكر بعض القدماء أن اللَّه عز وجل وصف أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلم بثلاثين وصفاً، عشرة أوصاف منها أَوصاف الخليل، وعشرة
أوصاف منها أوصاف موسى الكليم، وعشرة أوصاف منها أوصاف محمد
الحبيب صلوات الله عليهم أجمعين، فسوَّى بينهم وبين الخليل والكليم
والحبيب في تلك الأوصاف.
فأما أوصاف الخليل:
فإنه قال في حق الخليل: (ولقد اصطفيناه في الدنيا) ، وقال لهذه الأمة: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا) .
الوصف الثاني: أنه قال عن الخليل: (شاكراً لأنعُمهِ اجتباهُ) ، وقال لهذه الأمة: (هو اجتباكم) .
والثالث: أنه، قال للخليل: (وإنه في الآخرة لمن الصالحين)

(1/481)


وقال لهذه الأمة: (يرثها عبادي الصالحون) .
والرابع: أنه قال للخليل: (وهداهُ إلى صراط مستقيم) ، وقال لهذه الأمة: (وإن الله لهادِ الذين آمنوا) .
والخامس: أنه قال للخليل: (سلام على إبراهيم) ، وقال لهذه الأمة: (وسلام على عباده الذين اصطفى) .
والسادس: أنه قال في حق الخليل: (كوني برداً وسلاماً على إبراهيم) .
وقال لهذه الأمة: (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) .
والسابع: أنه قال للخليل: (إنه من عبادنا المؤمنين) ، وقال لهذه الأمة: (قل لعبادي الذين آمنوا) .
والثامن: أنه قال الخليل،: (وتب علينا) ، وقال لهذه الأمة: (ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات)

(1/482)


والتاسع: أنه قال الخليل: (ربنا تقبل منا) ، وقال لهذه الأمة: (أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا) .
والعاشر: أنه قال للخليل: (فبشرناه بغلام حليم) .
وقال لهذه الأمة: (وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق) .
فأما أوصاف الكليم:
فإنه قال في حق موسى: (رب اشرح لي صدري) ، وقال لهذه الأمة: (أفمن شرح الله صدره للإِسلام) .
والثاني أن موسى سأل: (ويسر لي أمري) ، وقال لهذه الأمة: (يريد اللَّه بكم اليسر) .
والثالث أنه قال في حق موسى: (ولقد مننا على موسى وهارون) ، وقال لهذه الأمة: (لقد منَّ اللَّه على المؤمنين) .
والرابع أنه أخبر عن موسى. (إن معي ربي سيهدين) .
وقال لهذه الأمة: (إن اللَّه مع الذين اتقوا) .

(1/483)


والخامس: أنه قال لموسى: (قد أجيبتْ دعوتكما) ، وقال لهذه الأمة: (ويستجيب الذين آمنوا) .
والسادس: أنه قال لموسى: (لا تَخفْ إنك أنت الأعلى) ، وقال لهذه الأمة: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون) .
والسابع: أنه قال لموسى: (وألقيت عليك محبةً مني) ، وقال لهذه الأمة: (سيجعل لهم الرحمن وداً) .
والثامن: أنه قال لموسى: (ولا تخف إنك من الآمنين) ، وقال لهذه الأمة: (أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) .
والتاسع: أنه قال لموسى: (قدأجيبتْ دعوتكما) ، وقال لهذه الأمة: (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ) .
والعاشر: أنه أخبر عن موسى: (إني ظلمت نفسي فاغفرْ لي فغفرَ
له) ، وقال لهذه الأمة: (إن اللَّه يغفر الذنوب جميعاً)
وأما أوصاف الحبيب:
فإنه قال في حقه: (ماكان على النبي من حرج) ، وقال لأمته: (وما جعلَ عليكم في الدين من حرج) .

(1/484)


والثاني: أنه قال في حقه: (ليغفرَ لك الله ماتقدمَ من ذنبك وما تأخر) ، وقال لأمته: (يغفرْ لكم ذنوبكم) .
والثالث: أنه قال له: (وُيتِمَّ نعمتَه عليكَ) ، وقال لأمته: (وأتممتُ عليكم نعمتي) .
والرابع: أنه قال له: (ويهديك صراطاً مستقيماً) ، وقال لأمته: (وإن الله لهادِ الذين آمنوا) .
والخامس: أنه قال له: (وينصركَ اللَّه نصراً عزيزاً) ، وقال لأمته: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) .
والسادس: أنه قال له: (ولولا أن ثبتناك) ، وقال لأمته: (يُثبِّتُ الله الذين آمنوا) .
والسابع: أنه قال له: (ولَسوفَ يُعطيك ربكَ فترضى) ، وقال لأمته: (لَيُدخلنهم مُدخلاً يرضونه) .
والثامن: أنه قال له: (ألم نشرحْ لك صدرك) ، وقال لأمته: (فمن يُردِ الله أن يهديه يشرح صدره للإِسلام)

(1/485)


والتاسع: أنه قال له: (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ) ، وقال لأمته: (فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) .
والعاشر: أنه قال له: (وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا) ، وقال لأمته: (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) .
وقد روينا عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه قال: "هل ترون
أحداً صلى الله عليه وملائكتُه سوى محمد، فقيل: لا؟
فقال: إن الله وملائكته يصلون على أمة محمد، ثم قرأ:
(هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ) .
تم الكتاب بحمد اللَّه وعونه.
__________
قال محقق الكتاب:
وفي ختام هذا التحقيق أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتقبل جهودي
في خدمة القرآن العظيم خالصة لوجهه الكريم، وأن يجعلها ذخراً لي يومِ
الدين، وأَنْ يُجزل الثواب لنا ولمن أعاننا في إخراج هذا الكتاب ويزيدنا علما ويقيناً وبراً وإخلاصاً، ويفتح علينا فتوح العارفين المحبين، ويمنحنا من بحر جوده وإحسانه غاية ما ينبغي أن يسأله السائلون.
واللًه ذو الفضل العظيم.
وصل اللهمِ على سيدنا محمد طه الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم
تسليماً كثيراَ دائماً أبداً إلى يوم الدين. والحمد للهِ رب العالمين.
وكتبه
حسن ضياء الدين عتر
مكة المكرمة
22 - 5 - 1407

(1/486)