كشف المعانى فى المتشابه من المثانى

سورة الحاقة
444 - مسألة:
قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ) وفى سورة
انشقت: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ) ؟ .
جوابه:
قيل: تغل يداه إلى عنقه، ويجعل شماله من وراء ظهره.
وقيل: يخرج شماله من صدره إلى ظهره فهو: من شماله
وراء ظهره.
445 - مسألة:
قوله تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42)
ختم الأولى: ب (مَا تُؤْمِنُونَ) والثانية: ب (مَا تَذَكَّرُونَ) .
جوابه:
أن مخالفة نظم القرآن لنظم الشعر ظاهرة واضحة فلا يخفى

(1/362)


على أحد. فقول من قال:، شعر كفر وعناد محض، فختمه بقوله تعالى: (مَا تُؤْمِنُونَ) وأما مخالفته لنظم الكهان وألفاظهم فيحتاج إلى تذكير وتدبر، لأن كلا منهما على أوزان الشعر ونظمه، ولكن يفترقان بما في القرآن من الفصاحة والبلاغة والبديع، وتبع بديعه لبيانه، وألفاظه لمعانيه، بخلاف ألفاظ الكهان لأنها بخلاف ذلك كله. والله أعلم.
سورة المعارج
446 - مسألة:
قوله تعالى: (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)
تقدم جوابه في سورة " الم السجدة"
447 - مسألة:
قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا) الآية وقال
تعالى: (أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا) ؟

(1/363)


جوابه:
أن الإنسان طبع على ذلك عند تأهله لذلك وقدرته عليه.
448 ـ مسألة:
قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ)
وقال بعد ذلك: (عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) ؟ .
جوابه:
أنه إما توكيد لأمر الصلاة والمحافظة عليها، أو أن المراد بالدوام إدامتها وبالمحافظة القيام بشروطها وفروضها وسننها
مسألة:
قوله تعالي: (حَقٌّ مَعْلُومٌ) وفى الذاريات: (حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) بإسقاط " معلوم ".
قيل المراد بآية الذاريات: الصدقات النوافل لقرينة تقدم النوافل، وبهذه الآية الزكاة لتقدم ذكر الصلاة لأنها معلومة

(1/364)


مقدرة.
450 - مسألة:
قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27)
(وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33)
لم تذكر الثلاثة فى سورة المؤمنين؟
جوابه:
لما تقدم فى هذه السورة ذكر النقائص الثلاثة في الإنسان في
قوله تعالى (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، جَزُوعًا، مَنُوعًا) : ناسب ذلك جبر المؤمنين بذكر أوصافهم الثلاثة الجميلة حين استثناهم من عموم الإنسان، وأيضا لما تقدم (لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) وتحمل الشهادة من جملة الأمانة ناسب ذكر الشهادة بعد الأمانة

(1/365)


سورة نوح عليه السلام
451 - مسألة:
قوله تعالى: (وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى)
ثم قال: (إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ) فالأول: مجوز
للتأخير، والثاني: يمنع منه؟ .
جوابه:
قيل: الأول: أجل الموت بالنسبة إلى كل واحد. والثاني:
أجلهم جميعا بالاستئصال.
452 - مسألة:
قوله تعالى: (وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا) وقال تعالى
في آخر السورة (وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا) ما وجه التخصيص؟ .
جوابه:
لما قال قبل الأولى: (وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا)
ناسب قوله: (إِلَّا ضَلَالًا) وقال في آخر السورة: (لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا) وهو دعاء بالهلاك، ناسب

(1/366)


قوله: (إِلَّا تَبَارًا) أي هلاكا.
453 - مسألة:
كيف دعا بزيادة الضلال والتبار ولم يدع بالهداية وهو نبي
كبير، وكذلك دعاء موسى عليه السلام على فرعون وملإه في سورة يونس عليه السلام؟ .
جوابه:
أن ذلك كان بعد تققه عدم إيمانهم بقوله تعالى: (لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ) فدعاؤه بذلك عند يأسه
منهم.
وكذلك موسى عليه السلام، لعله بعد أن أعلمه الله تعالى بعدم إيمانهم
سورة المدثر
454 - مسألة:
قوله تعالى: (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ) ما

(1/367)


فائدة تكرير (قَدَّرَ) ؟ .
جوابه:
أن الآية نزلت في الوليد بن المغيرة لما فكر فيما يرد به على النبى - صلى الله عليه وسلم - فيما جاء به من القرآن.
فالأول تقديره: ما يريد بقوله، والثاني: أنه قدر أن قوله
شعر ترده العرب لأنه ليس على طريقة الشعر، قال الله تعالي (فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ)
والثالث قدر أن قوله هو كهانة من كلام الكهان ترده العرب لمخالفته كلام الكهان فهو قوله تعالى ثالثا: (ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ) .
455 ـ مسألة:
قوله تعالى (كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ) فالضمائر مذكرة، والتذكرة مؤنثة؟
جوابه:
أن التذكرة مصدر بمعنى التذكر، وليس مؤنثا، فرجع الضمير إلى مذكر فى المعنى، وأتى بلفظ التذكرة لموافقته فواصل الآيات قبله

(1/368)


سورة القيامة
56، - مسألة:
قوله تعالى: (أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى) ما
معناه؟ وما فائدة تكراره؟ .
جوابه:
هو دعاء على المخاطب بالويل وهو مشتق من "ولى" إذا قرب، ومعناه: أقرب لك الويل، وأما تكراره فإما تأكيد له، أو أن الأول للدنيا، والثانى للآخرة، أي: ويل له فيهما. والله أعلم
سورة الإنسان
457 ـ مسألة:
قوله تعالى (إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) ولم يقل شكورا لمطابقة كفورا؟
جوابه:
أنه جاء باللفظ الأعم لأن كل شكور شاكر وليس كل شاكر

(1/369)


شكورا، أو قصد المبالغة في جانب الكفر ذماً له لأن كل كافر كفور بالنسبة إلى نعم الله عليه.
458 - مسألة:
قوله تعالى: (يُطَافُ عَلَيْهِمْ) (وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا) لما لم يسم فاعله ثم قال تعالى: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ) بصيغة الفاعل؟ .
جوابه:
أن القصد بالأول: وصف الآنية والمشروب، والمقصود
بالثاني: وصف الطائف.
459 - مسألة:
قوله تعالى: (كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا)
وقال تعالى بعد ذلك: (مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا)
جوابه:
أشار بالأولى إلى برودتها وطيبها.
والثانية: إلى طعمها ولذتها، لأن العرب كانت تستطيب الشراب البارد، وتستلذ طعم الزنجبيل، وذكرت ذلك في أشعارها، فظاهر القرآن أنهما أسماء عينين في الجنة، فقيل: الكافور للإبراد، والزنجبيل يمزجون بها أشربتهم، ويشربها

(1/370)


المقر بون صرفا.
460 - مسألة:
قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ) وفى المدثر: (إِنَّهُ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ) .
جوابه:
أن المراد هنا هذه السورة أو الآيات. وفى المدثر: المراد
القرآن.
سورة النبأ
461 - مسألة:
قوله تعالى: كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)
ما فائدة التكرار هنا وفى "التكاثر"؟ .
جوابه:
إما توكيد للخبر، أو ستعلمون ما تلقون في الآخرة.
462 - مسألة:
قوله تعالى في عذاب جهنم: (جَزَاءً وِفَاقًا (26) وقال تعالى

(1/371)


في ثواب الجنة: (عَطَاءً حِسَابًا (36) ؟ .
جوابه:
أن الحسنة بعشر أمثالها: فحصل العدد في جزائها، فناسب
ختمها " بالحساب ". وجزاء السيئة بمثلها: فناسب وفاق جزائها لها في الاتحاد.
463 ـ مسألة:
قوله تعالى (عَطَاءً حِسَابًا (36) وفى المؤمن: (يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40)
جوابه:
أن المراد فى سورة المؤمن كثرة الرزق الفائت العدد والحساب، والمراد هنا: على حسب أعمالهم لأنهم متفاوتون فى الأعمال أو المراد بقوله (حسابا) أى كافيا من قولك: حسبى الله.