غريب القرآن في شعر العرب (122) ف ت ل
[فتيلا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلا
يُظْلَمُونَ فَتِيلًا «1» .
قال: لا ينقصون من الخير والشرّ مثل الفتيل، وهو الذي يكون في
شقّ النّواة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول:
يجمع الجيش ذا الألوف ويغزو ... ثمّ لا يرزأ الأعادي فتيلا «3»
وقال الأول:
أعاذل بعض لومك لا تلجي ... فإن اللوم لا يغني فتيلا «4»
__________
(1) سورة النساء، الآية: 49.
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية، وقد سبق التعريف عنه
في رقم 33. [.....]
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 128. أما في
(الديوان) صفحة 99:
يجمع الجيش ذا الألوف ويغزو ... ثمّ لا يرزأ العدوّ فتيلا
(4) كذا في (الأصل المخطوط) ولم يرد هذا البيت في (الإتقان) .
(1/152)
(123) ق ط م ر
[قطمير]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ما
يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ «1» .
قال: القطمير: الجلدة البيضاء التي على النواة، وهكذا من عبد
غير الله فإنه لا ينفعه قدر قطمير «2» .
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «3» وهو يقول:
لم أنل منهم فسيطا ولا زبدا ... ولا فوقة ولا قطميرا «4»
__________
(1) سورة فاطر، الآية: 13.
(2) سئل أبو يزيد البسطامي عن النقير والقطمير والفتيل فأجاب:
النقير: هو النقرة التي في ظهر النواة، والقطمير: هي القشرة
البيضاء. والفتيل: الذي يكون في بطن النواة (انظر) كتاب أبو
يزيد البسطامي وقصته مع راهب دير سمعان) صفحة 88 تأليف: محمد
عبد الرحيم.
(3) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129. و
(الديوان) صفحة 36.
(1/153)
(124) ث ب ت [ثبات]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَانْفِرُوا
ثُباتٍ «1» .
قال: الثبة: عشرة فما فوق ذلك.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عمرو بن كلثوم «2» وهو يقول:
فأمّا يوم خشيتنا عليهم ... فتصبح خيلنا عصبا ثبينا «3»
__________
(1) سورة النساء، الآية: 71.
(2) عمرو بن كلثوم: سبق التعريف عنه في رقم 69.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان) .
(1/154)
(125) ر ك س
[أركسهم]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَرْكَسَهُمْ
بِما كَسَبُوا «1» .
قال: حسبهم في جهنم بما عملوا.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» وهو يقول:
فأركسوا في حميم النّار أنّهم ... كانوا عصاة وقالوا الإفك
والزّورا «3»
__________
(1) سورة النساء، الآية: 88.
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129. و
(الديوان) صفحة 36. وقد استشهد به الطبري في (جامع البيان) 5/
192. والطبرسي في (مجمع البيان) ، وأبو حيان في (البحر المحيط)
5/ 313. الإفك: الكذب أو أبلغ ما يكون من الكذب والافتراء.
والزّور: الباطل أو شهادة الباطل، أو الكذب.
(1/155)
(126) أم ر [أمرنا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَمَرْنا
مُتْرَفِيها
«1» .
قال: سلّطنا عليهم الجبابرة فساموهم سوء العذاب.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» يقول:
إن يغبطوا ييسّروا وإن أمروا ... يوما يصيروا للهلك والنّكد
«3»
__________
(1) سورة الإسراء، الآية: 16.
(2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6. [.....]
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129. أما رواية
(الديوان) صفحة 160، و (أساس البلاغة) 2/ 533:
إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا ... يوما يصيروا للهلك والنّكد
ورواية (الأغاني) 15/ 133:
إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا ... يوما يصيروا للهلك والفند
ورواية (لسان العرب) باب: (هبط) :
إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا ... يوما يصيروا للهلك والنّقد
(1/156)
(127) ف ت ن
[يفتنكم]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَنْ
يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا «1» .
قال: إن يضلكم الذين كفروا بالعذاب والجهد بلغة هوازن «2» .
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «3» وهو يقول:
كلّ امرئ من عباد الله مضطهد ... ببطن مكّة مقهور ومفتون «4»
__________
(1) سورة النساء، الآية: 101.
(2) هوازن: نسبة إلى هوازن بن منصور بن قيس عيلان، من عدنان.
نبوه بطون كثيرة، كانت منازلهم بين غور تهامة إلى وراء (بيشة)
وناحية السّراة والطائف. من بطونهم: بنو سعد، وثقيف، وعامر،
وكلاب، وعقيل، وخفاجة، وهلال بن عامر، وغزية، وجشم بن بكر.
(انظر: معجم ما استعجم: 1/ 87، وجمهرة الأنساب: 252. ومعجم
قبائل العرب:
1231. والأعلام: 8/ 101.
(3) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129. ولم يرد
البيت في الديوان.
(1/157)
(128) خ ن ق
[والمنخنقة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ:
وَالْمُنْخَنِقَةُ «1» .
قال: كانت العرب تخنق الشاة فإذا ماتت أكلوا لحمها.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «2» وهو يقول:
يغط غطيط البكر شدّ خناقه ... ليقتلني والمرء ليس بقتال «3»
__________
(1) سورة المائدة، الآية: 3.
(2) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في الإتقان.
وليس البيت في (الديوان) . غطّ النائم: صات وردد النّفس في
خياشيمه وحلقه حتى يسمعه من حوله. غطيط النائم أو المخنوق:
نخيره.
(1/158)
(129) غ ن ي [يغنوا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: كَأَنْ لَمْ
يَغْنَوْا فِيهَا «1» .
قال: كأن لم يكونوا في الدنيا حين عذّبوا.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» وهو يقول:
وغنيت سبتا قبل مجرى داحس ... لو كان للنّفس اللّجوج خلود «3»
__________
(1) سورة الأعراف، الآية: 92.
(2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129. و
(الديوان) صفحة 35. واستشهد بهذا البيت الزبيدي في (تاج
العروس) باب: سبت. وأبو حيان في (البحر المحيط) . والقرطبي في
(الجامع لأحكام القرآن الكريم) 8/ 328. وسبتا: وقتا من الدهر.
داحس والغبراء، أو حرب السباق، حرب جرت بين عبس وذبيان لخلاف
على سباق خيل بين فرسين وعرفت باسميهما: داحس والغبراء، استمرت
40 سنة، ذكرها الشاعر زهير بن أبي سلمى بمعلقته، أشهر أيامها
المريقيب وبطله عنترة بن شداد. (انظر: المنجد في الأعلام: 277)
.
(1/159)
(130) هـ ون [الهون]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: عَذابَ
الْهُونِ «1» .
قال: الهون: الدائم الشديد.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
إنّا وجدنا بلاد الله واسعة ... تنجي من الذّلّ والمخزاة
والهون «2»
__________
(1) سورة الأنعام، الآية: 93.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129.
(1/160)
(131) ن ق ر [نقيرا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلا
يُظْلَمُونَ نَقِيراً «1» .
قال: النقير: ما في ظهر النواة، ومنه تنبت النخلة. قال: لا
يظلم الله العباد قدر النقير.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
وليس النّاس بعدك في نقير ... وليسوا غير أصداء وهام «2»
__________
(1) سورة النساء، الآية: 124. [.....]
(2) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129. انظر
الشرح في رقم 123.
(1/161)
(132) ف ر ض [فارض]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لا فارِضٌ
وَلا بِكْرٌ «1» .
قال: الكبيرة الهرمة.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول:
لعمري لقد أعطيت ضيفك فارضا ... يساق إليه ما تقوم على رجل «3»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 68.
(2) الشاعر: هو خفاف بن ندبة بن عمير بن الحارث بن الشريد
السلمي، من مضر، أبو خراشة، شاعر فارس، من أغربة العرب، كان
أسود اللون، أخذ الأسود من أمه ندبة وعاش زمنا في الجاهلية.
وله أخبار مع العباس بن مرداس، ودريد بن الصمة، وأدرك الإسلام
فأسلم، وشهد فتح مكة وكان معه لواء بني سليم، وشهد حنينا
والطائف، وثبت على إسلامه في الرّدة، ومدح أبا بكر وبقي إلى
أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأكثر شعره مناقضات له مع
ابن مرداس وكانت قد ثارت بينهما حروف في الجاهلية.
قال الأصمعي: خفاف وابن الصمة أشعر الفرسان. (انظر: الأغاني:
16/ 133.
والإصابة في تمييز الصحابة: 1/ 452. والشعر والشعراء 122.
وخزانة البغدادي: 1/ 81 و 472. والأعلام: 2/ 309) .
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129. واستشهد
به الزمخشري في (أساس البلاغة) . والطبري في (مجمع البيان) 1/
293 بهدا وأبو حيان في (البحر المحيط) 1/ 248.
لعمري قد أعطيت جارك فارضا ... تساق إليه ما تقوم على رجل
(1/162)
(133) خ ي ط [الخيط]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: الْخَيْطُ
الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ «1» .
قال: بياض النهار من سواد الليل، وهو الصبح إذا انفلق.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» وهو يقول:
الخيط الأبيض ضوء الصّبح منفلق ... والخيط الأسود لون اللّيل
مكموم «3»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 187.
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 129، و
(الديوان) صفحة 59.
(1/163)
(134) ي م م [تيمّموا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلا
تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ «1» .
قال: لا تعمدوا إلى شر ثماركم وخرقتكم فتعطوه في الصدقة لو
أعطيتم ذلك لم تقبلوا.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول:
يمّمت راحلتي أمام محمّد ... أرجو فواضله وحسن نداه «3»
وقال أيضا:
تيمّمت قيسا وكم دونه ... من الأرض من مهمه ذي شزن «4»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 267.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في الإتقان،
كذلك لم يرد البيت في (الديوان) .
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الديوان) صفحة 19.
(1/164)
|