غريب القرآن في شعر العرب

 (109) ز ب ر [زبر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: زُبَرَ الْحَدِيدِ «1» .
قال: قطع الحديد.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت كعب بن مالك «2» وهو يقول:
تلظّى عليهم حين شدّ حميّها ... بزبر الحديد والحجارة ساجر «3»
__________
(1) سورة الكهف، الآية: 96.
(2) كعب بن مالك: سبق التعريف عنه في رقم 80.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) 1/ 128 فقد جاء بهذا النص:
تلظّى عليهم حين أنّ شدّ حميها ... بزبر الحديد والحجارة ساجر
وورد في (الديوان) 201 بهذا النص:
تلظّى عليهم وهي قد شدّ حميها ... بزبر الحديد والحجارة ساجر
وقد استشهد به ابن هشام في (السيرة النبوية لابن هشام) 3/ 15.
تلظّى: تلظّت النار: اشتد لهيبها. ساجر: من سجر أي ملأ. سجر التّنّور: أشبعه وقودا وأحماه.

(1/139)


(110) س ح ق [فسحقا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ «1» .
قال: بعدا لأصحاب السعير.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت «2» وهو يهجو أبيّ بن خلف «3» فهو يقول:
ألا من مبلغ عنّي أبيّا ... فقد ألقيت في سحق السّعير «4»
__________
(1) سورة الملك، الآية: 11.
(2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12.
(3) أبي بن خلف: بن وهب بن جمح، قتله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم أحد وذلك أن أبيّ لقي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمكة فقال له يا محمد إن عندي العوذ فرسا أعلفه كل يوم نرقا- اثني عشر رطلا- من الذرة، أقتلك عليه.
فيقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «بل أنا أقتلك عليه إن شاء الله» .
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 128. ولم يرد البيت في (الديوان) . واستشهد به ابن هشام في (السيرة) 3/ 90.
وبعد أحد عاد أبيّ إلى قريش، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد خدشه في عنقه خدشا غير كبير.
فاحتقن الدم، قال أبي: قتلني والله محمد، قالوا له: ذهب والله فؤادك. والله إن بك من بأس!! قال: إنه قد كان قال لي بمكة: (أنا أقتلك) فو الله لو بصق علي لقتلني. فمات عدو الله بسرف وهم قافلون إلى مكة. وفي ذلك يقول حسان بن ثابت:
ألا من مبلغ عني أبيا ... لقد ألقيت في سحق السعير
تمنى بالضلالة من بعيد ... وتقسم أن قدرت مع النذور
تمنيك الأماني من بعيد ... وقول الكفر يرجع في غرور
فقد لاقتك طعنة ذي حفاظ ... كريم البيت ليس بذي فجور
فقد فضل على الأحياء طرا ... إذا نابت ملمات الأمور
(4) كذا في (الأصل المخطوط، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) .

(1/140)


(111) ح ن ف [حنيفا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لِلدِّينِ حَنِيفاً «1» .
قال: دينا مخلصا.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حمزة بن عبد المطلب «2» وهو يقول:
حمدت الله حين هدى فؤادي ... إلى الإسلام والدّين الحنيف «3»
وقال أيضا رجل يذكر بني عبد المطلب وفضلهم:
أقيموا لنا دينا حنيفا فأنتم ... لنا غاية قد يهتدي بالذوائب «4»
__________
(1) سورة يونس، الآية: 105.
(2) حمزة بن عبد المطلب: سبق التعريف عنه في رقم 38.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد المسألة في (الإتقان) .
(4) كذا في (الأصل المخطوط) والذوائب.

(1/141)


(112) غ ر ر [غرور]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ «1» .
قال: ما الكافرون إلا في باطل.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت «2» وهو يهجو أبي بن خلف «3» ويقول:
تمنّيك الأماني من بعيد ... وقول الكفر يرجع في غرور «4»
__________
(1) سورة الملك، الآية: 20.
(2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12.
(3) أبي بن خلف سبق التعريف عنه في رقم 110. [.....]
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 128. ولم يرد البيت في (الديوان) . واستشهد به ابن هشام في (سيرة ابن هشام) 3/ 90.

(1/142)


(113) ح ص ر [حصورا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَسَيِّداً وَحَصُوراً «1» .
قال: الحصور: الذي لا يأتي النساء.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
وحصور عن الخنا يأمر النا ... س بفعل الخيرات والتشمير «2»
__________
(1) سورة آل عمران، الآية: 39.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 128. والخنا: الفحش في الكلام.

(1/143)


(114) ص ع ق [الصّاعقة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ «1» .
قال: الصاعقة: العذاب، وأصله الموت.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» وهو يقول:
قد كنت أخشى عليك الحتوف ... وقد كنت آمنك الصاعقة «3»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 55.
(2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان) . الحتوف: من الحتف: وهو الموت يقال: مات فلان حتف أنفه أي: على فراشه بلا ضرب ولا قتل، إذ كانوا يتخيلون أن الجريح تخرج روحه من جرحه، وتخرج روح غيره من أنفه أو من فيه.

(1/144)


(115) س وم [مسوّمين]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مُسَوِّمِينَ «1» .
قال: الملائكة عليهم عمائم بيض مسوّمة، فتلك سيما الملائكة يا ابن أم الأزرق.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
ولقد حميت الخيل تحمل شكتي ... جرداء صافية الأديم مسوّمة «2»
__________
(1) سورة آل عمران، الآية: 125.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان) . شكتي: من الشّاكّ: رجل شاكّ السّلاح وشاكّ في السّلاح: لابس السّلاح التّامّ. الأديم: الجلد.

(1/145)


(116) ق م ط ر [قمطريرا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: عَبُوساً قَمْطَرِيراً «1» .
قال: الذي ينقبض وجهه من شدة الوجع.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول:
ولا يوم الحساب وكان يوما ... عبوسا في الشّدائد قمطريرا «3»
__________
(1) سورة الإنسان، الآية: 10.
(2) الشاعر: هو أمية بن أبي الصلت، وقد سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 128. وقد ورد في (الديوان) صفحة 37.

(1/146)


(117) س وق [ساق]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ «1» .
قال: عن شدة الآخرة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
أسلم عصام أنّه شر باق ... قبلك سر الناس ضرب الأعناق «2»
قد قامت الحرب بنا على ساق
__________
(1) سورة القلم، الآية: 42.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) . أما في (الإتقان) : 1/ 128 فقد ورد هذا الشطر:
قد قامت الحرب بنا على ساق وفي (معجم غريب القرآن) جاء بهذا النّص:
صبرا أمام إنّه شر باق ... وقامت الحرب بنا على ساق

(1/147)


(118) أوب [إيابهم]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ «1» .
قال: الإياب: المرجع.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص «2» وهو يقول:
وكلّ ذي غيبة يؤوب ... وغائب الموت لا يؤوب «3»
وقال:
فألقت عصاها واستقرت بها النوى ... كما قرّ عينا بالإياب المسافر «4»
__________
(1) سورة الغاشية، الآية: 25. [.....]
(2) عبيد بن الأبرص: سبق التعريف عنه في رقم 1.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 128. وقد استشهد بالبيت ابن قتيبة في (الشعر والشعراء) ص 189.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) ولم يرد هذا البيت في (الإتقان) . النوى: البعد. واستقرت بها النوى: أي أقامت. قرّ عينا: سرّ ورضي. وقد جاء في (لسان العرب) باب (ع ص و) : قال ابن برّي: البيت لعبد ربه السّلمي.

(1/148)


(119) ص وع [صواع]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: صُواعَ الْمَلِكِ «1» .
قال: الصواع: الكأس الذي كان يشرب به قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول:
له درمك في رأسه ومشارب ... وقدر وطباخ وصاع وديسق «3»
__________
(1) سورة يوسف، الآية: 72.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ، وقد ورد البيت مع الذي يليه في (الديوان) صفحة 217 على النحو الآتي:
له درمك في رأسه ومشارب ... ومسك وريحان وراح تصفق
وحور كأمثال الدمى ومناصف ... وقدر وطباخ وصاع وديسق
والدرمك: هو التراب الناعم. والديسق: الخوان من الفضة وهو فارسي معرّب.

(1/149)


(120) ح وب [حوبا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً «1» .
قال: إثما كبيرا بلغة الحبشة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول:
فإنّي وما كلّفتموني من أمركم ... ليعلم من أمسى أعقّ وأحوبا «3»
__________
(1) سورة النساء، الآية: 2.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 128. أما في (الديوان) ص 115 جاء بهذا النص:
وإنّي وما كلّفتموني وربّكم ... لأعلم من أمسى أعقّ وأحوبا

(1/150)


(121) ع ن ت [العنت]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ «1» .
قال: ذلك لمن خشي الإثم منكم فيتزوج الأمة «2» وإن لم يفعل فهو خير.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
رأيتك تبتغي عنتي وتسعى ... على السّاعي عليّ بغير ذحل «3»
__________
(1) سورة النساء، الآية: 25.
(2) الأمة: المرأة المملوكة خلاف الحرة، الجمع: إماء. وأميّة: مصغّر الأمة. يقال: يا أمة الله.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) : 1/ 128 فقد جاء بهذا النص:
رأيتك تبتغي عنتي وتسعى ... على السّاعي عليّ بغير ذحل
والعنت: المكابرة عنادا، والخطأ والفجور، والوقوع في أمر شاق.

(1/151)