غريب القرآن في شعر العرب

 (96) س أم [يسأمون]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ «1» .
قال: الملائكة: لا يفترون ولا يملون عن العبادة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
من الخوف لا ذو سأمة من عبادة ... ولا هو من طول التعبّد يجهد «2»
__________
(1) سورة فصلت، الآية: 38.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 127.

(1/126)


(97) وص د [مؤصدة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ «1» .
قال: أبواب النار على الكفار مطبقة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
تحنّ إلى أجبال مكّة ناقتي ... ومن دونها أبواب صنعاء مؤصده «2»
__________
(1) سورة الهمزة، الآية: 8. وورد في القرآن الكريم في سورة البلد الآية: 20: عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 127. واستشهد به أيضا: الزمخشري في (الكشاف) 4/ 26. وأبو حيان في (البحر المحيط) 8/ 473.

(1/127)


(98) أب ل [أبابيل]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: طَيْراً أَبابِيلَ «1» .
قال: ذاهبة وجائية تنقل الحجارة بمناقيرها وأرجلها فتبلبل عليهم فوق رؤوسهم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
وبالفوارس من ورقاء قد علموا ... أحلاس خيل على جرد أبابيل «2»
__________
(1) سورة الفيل، الآية: 3.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 127. الورقاء: الحمامة أو التي لونها كالرماد فيه سواد. الجمع: ورق. أحلاس: مفردها حلس: كساء يلقى على ظهر الدابة ويكون تحت الرحل أو السرج. [.....]

(1/128)


(99) ث ق ف [ثقفتموهم]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ «1» .
قال: حيث وجدتموهم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت «2» وهو يقول:
فإمّا تثقفنّ بنو لؤيّ ... جذيمة إنّ قتلهم دواء «3»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 191.
(2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) 1/ 127 فقد جاء بهذا النص:
فإمّا تثقفنّ بني لؤيّ ... جذيمة إنّ قتلهم دواء
وورد البيت في قصيدة مطولة يمدح حسان بن ثابت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيها، وذلك قبل فتح مكة ويهجو أبا سفيان بن حرب، وكان قد هجا النبي صلّى الله عليه وسلّم قبل إسلامه، فيقول:
فإمّا تثقفنّ بنو لؤيّ ... جذيمة إنّ قتلهم شفاء
وبنو لؤي: يرجع نسبهم إلى لؤي بن غالب بن فهر من قريش من عدنان، من سلسلة النسب النبوي، كنيته أبو كعب، كان التقدم في قريش لبنيه وبني بنيه، وهم بطون كثيرة. (انظر: جمهرة الأنساب: 11/ 165. والطبري: 2/ 186. والأعلام: 5/ 225) . وجذيمة: يرجع نسبهم إلى جذيمة بن مالك بن نصر، من بني أسد بن خزيمة، وفي بنيه يقول النابغة الذبياني: (بنو جذيمة حي صدق سادة) . (انظر: سبائك الذهب 58. واللباب 1/ 216. والأعلام: 20/ 114) .

(1/129)


(100) ن ق ع [نقعا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً «1» .
قال: النقع: ما يسطع من حوافر الخيل.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول:
عدمنا خيلنا إن لم تردها ... تثير النّقع موعدها كداء «2»
__________
(1) سورة العاديات، الآية: 4.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) : 1/ 127 و (الديوان) 12 فهو بهذا النص:
عدمنا خيلنا، إن لم تروها ... تثير النّقع، موعدها كداء

(1/130)


(101) س وو [سواء]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فِي سَواءِ الْجَحِيمِ «1» .
قال: في وسط الجحيم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر يقول:
رماها بسهم فاستوى في سوائها ... وكان قبولا للهوادي الطّوارق «2»
__________
(1) سورة الصافات، الآية: 55.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) : 1/ 128 فقد ورد في هذا النص:
رماها بسهم فاستوى في سوائها ... وكان قبولا للهوى ذي الطوارق

(1/131)


(102) خ ض د [مخضود]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ «1» .
قال: المخضود: الذي ليس بشوك.
قال: أو تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» وهو يقول:
إنّ الحدائق في الجنان ظليلة ... فيها الكواعب سدرها مخضود «3»
__________
(1) سورة الواقعة، الآية: 28.
(2) أمية أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 128. و (الديوان) 26. واستشهد به القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) 17/ 207. وأبو حيان في (البحر المحيط) 8/ 200. والكواعب:
كعبت الفتاة: أي نهد ثديها، فهي كاعب وهي كعاب. السّدر شجر شائك من فصيلة النّبقيّات، مهده فلسطين، ينمو بريا وزراعيا، وخشبة شديد الصلابة شائع الاستعمال، وله ثمر فيه حلاوة، وسدرة المنتهى: شجرة في الجنة.

(1/132)


(103) هـ ض م [هضيم]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: طَلْعُها هَضِيمٌ «1» .
قال: متصل بعضه إلى بعض.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «2» وهو يقول:
دار لبيضاء العوارض طفلة ... مهضومة الكشحين ريّا المعصم «3»
__________
(1) سورة الشعراء، الآية: 148.
(2) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 128. والبيت في (الديوان) منشورات دار المعارف المصرية وليس في (الديوان) منشورات دار الكتاب العربي السورية.
الكشح: ما بين الخاصرة والضّلوع، الجمع: كشوح. يقال: طوى كشحه على الأمر:
أضمره وستره، وطوى كشحه على ضغن: أخفاه. المعصم: موضع السوار من الساعد، الجمع: معاصم.

(1/133)


(104) س د د [سديدا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: قَوْلًا سَدِيداً «1» .
قال: قولا عدلا حقا.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حمزة بن عبد المطلب «2» يمدحه صلّى الله عليه وسلّم:
أمين على ما استودع الله قلبه ... فإن قال قولا كان فيه مسدّدا «3»
__________
(1) سورة النساء، الآية: 9. [.....]
(2) حمزة بن عبد المطلب: سبق التعريف عنه في رقم 38.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 128.

(1/134)


(105) أل ل [إلّا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِلًّا وَلا ذِمَّةً «1» .
قال: الآل: القرابة والذّمّة والعهد.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
جزى الله إلّا كان بيني وبينهم ... جزاء ظلوم لا يؤخّر عاجلا «2»
__________
(1) سورة التوبة، الآية: 8.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 128. الظّلوم: الكثير الظلم.

(1/135)


(106) س ف ل [أسفل]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَسْفَلَ سافِلِينَ «1» .
قال: هكذا الكافر من الشباب إلى الكبر، ومن الكبر إلى النار.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت علي بن أبي طالب «2» رضي الله عنه وهو يقول:
فأضحوا لدى دار الجحيم بمعزل ... عن الشعب والعدوان في أسفل السفل»
__________
(1) سورة التين، الآية: 5.
(2) علي بن أبي طالب: بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أبو الحسن، أمير المؤمنين، رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وابن عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصهره، وأحد الشجعان الأبطال، ومن أكابر الخطباء والعلماء بالقضاء، وأوّل الناس إسلاما بعد السيدة خديجة رضي الله عنها، ولد في مكة المكرمة سنة (23) ق. هـ. الموافق (600) م، وتربى في حجر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وشهد المشاهد كلها إلا تبوك، وكان اللواء بيده في أكثرها. ولما آخى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين الصحابة قال له: (أنت أخي) وكان علي أحد رجال الشورى الذين نصّ عليهم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، ولم يزل بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم متصديا للعلم والفتيا حتى مقتل الخليفة عثمان رضي الله عنه، فبايعه الناس، ثم كان ما كان من أمر الجمل وصفين حتى قتل رضي الله عنه سنة (40) هـ الموافق (661) م. (انظر: صفة الصفوة: 1/ 118. وحلية الأولياء: 1/ 61. وشرح نهج البلاغة: 2/ 579. والإصابة في تمييز الصحابة: 5690.
والأعلام: 4/ 296) .
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد المسألة في (الإتقان) .

(1/136)


(107) خ م د [خامدين]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: خامِدِينَ «1» .
قال: أصبح قوم صالح «2» في ديارهم ميتين.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «3» وهو يقول:
خلّوا ثيابهم على عوارتهم ... فهم بأفنية البيوت خمود «4»
__________
(1) سورة الأنبياء، الآية: 15.
(2) صالح: نبي عربي، بعثه الله عز وجلّ إلى قومه ثمود لهدايتهم، فقال لهم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، فكذبوه، فزلزلت بهم الأرض. ورد ذكره في القرآن الكريم في 10 مواضع.
(3) لبيد بن ربيعة سبق التعريف عنه في رقم 6.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 128. أما في (الديوان) 34 فقد ورد بهذا النص:
خلّوا ثيابهم على عوراتهم ... فهم بأفنية البيوت همود

(1/137)


(108) ح د ب [حدب]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ «1» .
قال: ينشرون من جوف الأرض من كل ناحية.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت طرفة بن العبد «2» وهو يقول:
وأما يومهن فيوم سوء ... تخطفهن بالحدب الصقور «3»
__________
(1) سورة الأنبياء، الآية: 96.
(2) طرفة بن العبد: سبق التعريف عنه في رقم 9.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان) . أما في (الديوان) 34، فقد ورد بهذا النص:
وأما يومهن فيوم نحس ... تطاردهن بالحدب الصقور
والحدب من الأرض: ما ارتفع وغلظ. [.....]

(1/138)