غريب القرآن في شعر العرب

 (83) م ل ق [إملاق]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: خَشْيَةَ إِمْلاقٍ «1» .
قال: مخافة الفقر.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
وإنّي على الإملاق يا قوم ماجد ... أعدّ لأضيافي الشّواء المصهّبا «2»
__________
(1) سورة الإسراء، الآية: 31.
(2) كذا في (الإتقان) : 1/ 126. و (الأصل المخطوط) . الشواء المصهب: ما كان لونه فيه حمرة أو شقرة.

(1/113)


(84) ح د ق [حدائق]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: حَدائِقَ وَأَعْناباً «1» .
قال: الحدائق: البساتين.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
بلاد سقاها الله أمّا سهولها ... فقضب ودر مغدق وحدائق «2»
__________
(1) سورة النبأ، الآية: 32.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126. والقضب: كل شجرة طالت وامتدت أغصانها، وكل نبت اقتطع فأكل طريا كالبقول. والدّر: اللبن. المغدق: من غدق: أي المتسع، والماء المغدق: الماء الكثير الغامر، لقوله تعالى في سورة الجن الآية 16: وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً.

(1/114)


(85) ق وت [مقيتا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً «1» .
قال: قادرا مقتدرا.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الزبير بن عبد المطلب «2» وهو يقول:
وذي ضعن كففت النّفس عنه ... وكنت على مساءته مقيتا «3»
__________
(1) سورة النساء، الآية: 85.
(2) الزبير بن عبد المطلب: بن هاشم، أكبر أعمام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أدركه النبي في طفولته، وكان يعدّ من شعراء قريش إلا أن شعره قليل، يقال منه البيتان:
إذا كنت في حاجة مرسلا ... فأرسل حكيما ولا توصه
وإن باب أمر عليك التوى ... فشاور كريما ولا تعصه
(انظر: الروض الأنف: 1/ 78، وسمط الآلئ: 743. والأعلام: 3/ 42) .
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126 لكن السيوطي نسبه إلى أحيحة الأنصاري، والصحيح ما أثبتناه. وقد استشهد به الطبرسي في (مجمع البيان) 2/ 178. والطبري في (جامع البيان في تفسير القرآن) 4/ 188 أما الزمخشري في (الكشاف) 1/ 286 فاستشهد به بهذا النص:
وذي ضغن نفيت السوء عنه ... وكنت على إساءته مقيتا
وفي اللسان (قوت) نسب للزبير عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونسب كذلك إلى أبي قيس بن رفاعة، وأنشده الفراء في معاني القرآن. (جامع البيان 4/ 188) .

(1/115)


(86) س ر ى [سريّا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا «1» .
قال: السري: النهر الصغير وهو الجدول.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
سهل الخليقة ماجد ذو نائل ... مثل السريّ تمدّه الأنهار «2»
__________
(1) سورة مريم، الآية: 24.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 127. الخليقة: السليقة والطبيعة والعادة.
الماجد: الشريف الخيّر، والحسن الخلق السّمح: الجمع: أمجاد وماجدون ومجدة. النائل: ما ينال والجود والعطاء.

(1/116)


(87) اود [يؤده]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما «1» .
قال: لا يثقله حملهما عز وجل.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
يعطي المئين فلا يؤده حملها ... محض الضرائب ماجد الأخلاق «2»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 255.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126. [.....]

(1/117)


(88) د هـ ق [دهاقا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَكَأْساً دِهاقاً «1» .
قال: الكأس: الخمر. والدهاق: الملآن.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
أتانا عامر يرجو قرانا ... فأترعنا له كأسا دهاقا «2»
__________
(1) سورة النبأ، الآية: 34.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 127. وقد استشهد القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) 19/ 181 بهذا البيت بالنص التالي:
أتانا عامر يرجو قرانا ... فأترعنا له كأسا دهاقا

(1/118)


(89) ك ن د [لكنود]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ «1» .
قال: الكفور النعم: وهو الذي يكفر وجده «2» ، ويمنع رفده «3» ، ويجيع عبده.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
شكرت له يوم العكاظ نواله ... ولم أك للمعروف ثمّ كنودا «4»
__________
(1) سورة العاديات، الآية: 6.
(2) الوجد: اليسار والسّعة.
(3) الرّفد: العطاء والصّلة، الجمع: أرفاد.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 127. وعكاظ: من أسواق العرب في الجاهلية، كانت تجتمع فيها القبائل مدة عشرين يوما في شهر ذي القعدة كل سنة بموضع بين نخلة والطائف يبعد عن مكة ثلاثة أيام، كان الشعراء يحضرون سوق عكاظ ويتناشدون ما أحدثوا من الشعر (انظر: المنجد في الأعلام 472) .

(1/119)


(90) ن غ ض [فسينغضون]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ «1» .
قال: يحركون رؤوسهم استهزاء برسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
أتنغض لي يوم الفجار وقد ترى ... خيولا عليها كالأسود ضواريا «2»
__________
(1) سورة الإسراء، الآية: 51.
(2) كذا في (الإتقان) : 1/ 127. أما في (الأصل المخطوط) فقد جاء بهذا النص وأعتقد أنه خطأ من الناسخ:
أتنغض لي يوم الفخار وقد ترى ... خيولا عليها كالأسود ضواريا
يوم الفجار: قالوا أيام الفجار أربعة أفجرة: (الأول) : بين كنانة وعجز هوازن. و (الثاني) :
بين قريش وكنانة. و (الثالث) : بين كنانة وبني نصر بن معاوية، ولم يكن فيه كبير قتال.
و (الرابع) : وهو الأكبر بين قريش وهوازن، وكان بين هذا ومبعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ست وعشرون سنة، وشهده صلّى الله عليه وسلّم وله أربع عشرة سنة. والسبب في ذلك أن البرّاض بن قيس الكناني قتل عروة الرّحّال، فهاجت الحرب، وسمت قريش هذه الحرب فجارا لأنها كانت في الأشهر الحرم، فقالوا:
فجرنا إذ قاتلنا فيها أي فسقنا. (انظر: مجمع الأمثال: 2/ 430) .

(1/120)


(91) هـ ر ع [يهرعون]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ «1» .
قال: يقبلون إليه بالغضب.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول:
أتونا يهرعون وهم أسارى ... نسوقهم على رغم الأنوف «3»
__________
(1) سورة هود، الآية: 78.
(2) الشاعر: هو المهلهل وهو عدي بن ربيعة بن مرة بن هبيرة من بني جشم، من تغلب، أبو ليلى، شاعر، من أبطال العرب في الجاهلية من أهل نجد، وهو خال امرئ القيس الشاعر، قيل:
لقب مهلهلا لأنه أول من هلهل نسج الشعر أي رققه، وكان من أصبح الناس وجها، ومن أفصحهم لسانا، عكف في صباه على اللهو والتشبيب بالنساء، فسماه أخوه كليب (زير النساء) أي جليسهن، ولما قتل جساس بن مرة كليبا ثار المهلهل، فانقطع عن الشراب واللهو، وآلى أن يثأر لأخيه، فكانت وقائع بكر وتغلب التي دامت أربعين سنة، وكانت للمهلهل فيها العجائب والأخبار الكثيرة. أما شعره فعالي الطبقة. (انظر: الشعر والشعراء: 99. وجمهرة أشعار العرب: 115. وخزانة البغدادي 1/ 300- 304. والأعلام 4/ 220) .
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 127. وقد استشهد به الطبري في (جامع البيان في تفسير القرآن) : 7/ 83. والطبرسي في (مجمع البيان) 3/ 12/ 194 وأبو حيان في (البحر المحيط) 5/ 246 بهذا النص:
فجاؤوا يهرعون وهم أسارى ... نقودهم على رغم الأنوف

(1/121)


(92) ر ف د [الرّفد]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ «1» .
قال: بئس: اللعنة بعد اللعنة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول:
لا تقذفنّي بركن لا كفاء له ... وإن تأنّفك الأعداء بالرّفد «3»
__________
(1) سورة هود، الآية: 99.
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبقت ترجمته في رقم 33.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (أساس البلاغة) 1/ 5. و (الديوان) 36 فقد جاء بهذا النص:
لا تقذفنّي بركن لا كفاء له ... وأن تأثّفك الأعداء بالرّفد
وهذا هو الصحيح. ولعل الخطأ في المخطوط كان من الناسخ. وورد في (الإتقان) 1/ 27 بهذا النص:
لا تقذفنّي بركن لا كفاء له ... وإن تأسّفك الأعداء بالرّفد
[.....]

(1/122)


(93) ت ب ب [تتبيب]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ «1» .
قال: غير تخسير.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي خازم «2» وهو يقول:
فهل جدعوا الأنوف فأوهنوها ... وهم تركوا بني سعد تبايا «3»
__________
(1) سورة هود، الآية: 101.
(2) بشر بن أبي خازم: عمرو بن عوف الأسدي، أبو نوفل، شاعر جاهلي فحل من الشجعان، من أهل نجد، من بني أسد بن خزيمة، كان من خبره أنه هجا أوس بن حارثة الطائي بخمس قصائد، ثم غزا طيئا فجرح، وأسره بنو نبهان الطائيون، فبذل لهم أوس مائتي بعير وأخذه منهم، فكساه حلته وحمله على راحلته، وأمر له بمائة ناقة وأطلقه، فانطلق لسان بشر بمدحه فقال فيه خمس قصائد محابها الخمس السالفة، وله قصائد في الفخر والحماسة جيدة، توفي قتيلا في غزوة أغار بها على بني صعصعة بن معاوية سنة (22) ق. هـ الموافق (598) م، رماه فتى من بني واثلة بسهم فأصاب صدره. (انظر: الشعر والشعراء 86. وأمالي المرتضى: 2/ 114. وخزانة البغدادي 2/ 262. والأعلام: 2/ 54) .
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) : 1/ 127 فقد ورد بهذا النص:
هم جدعوا الأنوف فأوعبوها ... وهم تركوا بني سعد تبايا
وروي البيت في (الديوان) 30، وفي (مختارات ابن الشجري) 2/ 33 بهذا النص:
هم جدعوا الأنوف فأوعبوها ... وهم تركوا بني سعد يبابا

(1/123)


(94) هـ ي ت [هيت]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ «1» .
قال: قد تهيأ لك، قم فاقض حاجتي.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أحيحة بن الجلاح»
وهو يقول:
به أحمي المضاف إذا دعاني ... إذا ما قيل للأبطال هيتا «3»
__________
(1) سورة يوسف، الآية: 23.
(2) أحيحة بن الجلاح: بن الحريش الأوسي، أبو عمرو، شاعر جاهلي من دهاة العرب وشجعانهم، قال الميداني: كان سيد يثرب، وكان له حصن فيها سماه (المستظل) وحصن في ظاهرها سماه (الضحيان) ومزارع وبساتين ومال وفير. وقال البغدادي كان سيد الأوس في الجاهلية، وكان مرابيا كثير المال، أما شعره فالباقي منه قليل جيد توفي سنة (130) ق. هـ الموافق (497) م. (انظر: الأغاني 3/ 115. والأمثال: 1/ 13. والأعلام: 1/ 277) .
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 127.

(1/124)


(95) ع ص ب [عصيب]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: يَوْمٌ عَصِيبٌ «1» .
قال: يوم شديد.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
هم ضربوا قوانس خيل حجر ... بجنب الرده في يوم عصيب «2»
__________
(1) سورة هود، الآية: 77.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 127.

(1/125)