غريب القرآن في شعر العرب

 (70) ن ح ب [نحبه]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ «1» .
قال: أجله الذي قدّر له.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» وهو يقول:
ألا تسألان المرء ماذا يحاول ... أنخب فيقضى أم ضلال وباطل «3»
__________
(1) سورة الأحزاب، الآية: 23.
(2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126. والبيت في (الديوان) : 254. وقد استشهد به ابن منظور في (اللسان) باب: نحب. وسيبويه في (الكتاب) : 1/ 405.

(1/100)


(71) ز وج [زوج]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ «1» .
قال: الزوج: الواحد. والبهيج: الحسن.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول:
وكل زوج من الديباج يلبسه ... أبو قدامة محبوا بذاك معا «3»
__________
(1) سورة الحج، الآية: 5.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد في (الإتقان) ، وليس البيت في الديوان. والديباج: ثوب من الحرير ملون ألوانا، وهو معرب ثم كثر حتى اشتقت العرب منه فقالوا (دبج) الغيث الأرض (دبجا) من باب ضرب إذا سقاها فأنبتت أزهارا مختلفة لأنه عندهم اسم للمنقش، واختلف في الياء، فقيل زائدة ووزنه فيعال، ولهذا يجمع بالياء فيقال: (ديابيج) وقيل: هي أصل والأصل (دبّاج) (المصباح المنير: 188) .

(1/101)


(72) م ر ر [مرّة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى «1» .
قال: ذو شدة في أمر الله عزّ وجلّ وهو جبريل «2» عليه السلام.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «3» وهو يقول:
قد كنت أقريه إذا ضافني ... وهنّا قرى ذي مرة حازم «4»
__________
(1) سورة النجم، الآية: 6.
(2) جبريل: سبق التعريف عنه في رقم 23.
(3) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم 33.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد المسألة في (الإتقان) ولم يرد البيت في الديوان. وأقرى الضيف:
أضافه وأكرمه، والقرى: ما يقدّم إلى الضيف. الوهن: الضعف في العمل أو الأمر أو البدن.
والحازم: العاقل ذو الحنكة وضبط الأمور. [.....]

(1/102)


(73)

(73) ع ص ر [المعصرات]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً «1» .
قال: المعصرات: السحاب يعصر بعضها بعضا فيخرج الماء من بين السحابتين.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول:
تجرّ بها الأرواح من بين شمأل ... وبين صبا بالمعصرات الدوامس»
__________
(1) سورة النبأ، الآية: 14.
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم 33.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126. ولم يرد البيت في (الديوان) .

(1/103)


(74) ع ض د [عضدك]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ «1» .
قال: العضد: المعين الناصر على أمره.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول:
في ذمة من أبي قابوس منقذة ... للخائفين ومن ليست له عضد «3»
__________
(1) سورة القصص، الآية: 35.
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم 33.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126. وليس البيت في ديوان النابغة.

(1/104)


(75) غ ب ر [الغابرين]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ «1» .
قال: عجوز في الباقين.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبيد الله بن الأبرص «2» وهو يقول:
ذهبوا وخلفني المخلف فيهم ... فكأنني في الغابرين غريب «3»
__________
(1) سورة الشعراء، الآية: 171.
(2) عبيد بن الأبرص: سبق التعريف عنه في رقم 1.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126.

(1/105)


(76) ن ص ب [الأنصاب]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: الْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ «1» .
قال: الأنصاب: الحجارة التي كانت العرب تعبدها من دون الله وتذبح لها، والأزلام: القداح.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول:
فلا لعمر الّذي مسّحت كعبته ... وما هريق على الأنصاب من جسد «3»
__________
(1) سورة المائدة، الآية: 90.
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم 33.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . وهريق: صبّ. ومعنى البيت: أي أقسم بالله أولا ثم بالدماء التي كانت تصب على الأنصاب. وقد ورد البيت في (الديوان) صفحة 35، في قصيدة طويلة يمدح بها النابغة النعمان ويعتذر إليه عما رماه به (المنخل اليشكري) وأبناء قريع ويبرئ نفسه من وشايتهم والتي يقول في مطلعها:
يا دارميّة بالعلياء فالسّند، ... أقوت، وطال عليها سالف الأبد

(1/106)


(77) ص د ف [يصدفون]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ «1» .
قال: يعرضون عن الحق، نزلت في قريش «2» .
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب «3» وهو يقول:
عجبت لحلم الله عنا وقدا بدا ... له صدفنا عن كل حق مترّك «4»
__________
(1) سورة الأنعام، الآية: 46.
(2) قريش: قبيلة يرجع نسبها إلى قريش بن بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة، من عدنان، جاهلي من أهل مكة، كان دليل بني كنانة في تجاراتهم، فإذا أقبل في القافلة يقال: قدمت عير قريش، فغلب لفظ (قريش) على من كان في عهده من بني النضر بن كنانة، والقرشيون قسمان: (قريش البطاح) وهم ولد قصي بن كلاب وبنو كعب بن لؤي، و (قريش الظواهر) وهم من سواهم وقد تفرع منهما بطون كثيرة. (انظر: الروض الأنف: 1/ 70، وتاريخ اليعقوبي: 1/ 212.
ومعجم قبائل العرب: 927. والبداية والنهاية: 2/ 200، والسيرة الحلبية: 1/ 13.
والأعلام: 5/ 195. [.....]
(3) أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب: سبق التعريف عنه في رقم 3.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126.

(1/107)


(78) اس ى [تأس]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَلا تَأْسَ «1» .
قال: لا تحزن يا موسى «2» .
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «3» وهو يقول:
وقوفا بها صحبي عليّ مطيّهم ... يقولون لا تهلك أسى وتحمّل «4»
__________
(1) سورة المائدة، الآية: 26.
(2) موسى: هو النبي موسى بن عمران وقد سبق التعريف عنه في رقم 18.
(3) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126. وقد ورد البيت في معلقة امرئ القيس صفحة 29. ومعنى البيت: وقف أصحابه رواحلهم عليه أي لأجله يأمرونه بالصبر وعدم الجزع.

(1/108)


(79) ب س ل [تبسل]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ «1» .
قال: يعني أن تحبس نفس بما كسبت في النار.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهيرا «2» وهو يقول:
وفارقتك برهن لا فكاك له ... يوم الوداع فقلبي مبسل غلقا «3»
__________
(1) سورة الأنعام، الآية: 70.
(2) زهير: هو زهير بن أبي سلمى وقد سبق التعريف عنه في رقم 19.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126. أما في الديوان صفحة 39 فقد جاء بهذا النص:
وفارقتك برهن لا فكاك له ... يوم الوداع فقلبي مبسل غلقا

(1/109)


(80) اف ل [أفلت]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَلَمَّا أَفَلَتْ «1» .
قال: فلما زالت الشمس عن كبد السماء.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت كعب بن مالك الأنصاري «2» وهو يرثيه عليه السلام:
فتغيّر القمر المنير لفقده ... والشّمس كسفت وكادت تأفل «3»
__________
(1) سورة الأنعام، الآية: 78.
(2) كعب بن مالك: بن عمرو بن القين الأنصاري السلمي الخزرجي، صحابي من أكابر الشعراء، ومن أهل المدينة، اشتهر في الجاهلية وكان في الإسلام من شعراء النبي صلّى الله عليه وسلّم، وشهد أكثر الوقائع، ثم كان من أصحاب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأنجده يوم الثورة، وحرّض الأنصار على نصرته، ولما قتل عثمان قعد كعب عن نصرة الإمام علي كرم الله وجهه فلم يشهد حروبه، وعمي في آخر عمره وعاش سبعا وسبعين سنة وتوفي سنة (50) هـ الموافق (670) م.
قال روح بن زنباع: أشجع بيت وصف به رجل قومه قول كعب بن مالك:
نصل السيوف إذا قصرن بخطونا ... يوما ونلحقها إذا لم تلحق
روى كعب 80 حديثا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. (انظر: الأغاني: 15/ 29. والإصابة في تمييز الصحابة: رقم 7433. وخزانة البغدادي: 1/ 200. والأعلام: 5/ 229) .
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126. و (الديوان) ص 261. و (شرح نهج البلاغة) 15/ 404. و (سيرة ابن هشام) 4/ 28. وقد ورد عجز البيت في: (معجم غريب القرآن) 239 بهذا النص:
فتغيّر القمر المنير لفقده ... والشّمس قد كسفت وكادت تأفل

(1/110)


(81) ص ر م [كالصّريم]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ «1» .
قال: الصريم: الذاهب.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
غدوت إليه غدوة فوجدته ... قعودا لديه بالصريم عواذله «2»
__________
(1) سورة القلم، الآية: 20.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 126. والعواذل: من عذل أي لام، فهو عاذل، والجمع: عذّل، وعذّال، وعذلة، وعاذلون، وهي عاذلة. والجمع: عواذل، وعاذلات. [.....]

(1/111)


(82) ف ت أ [تفتؤا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ «1» .
قال: لا تزال تذكر يوسف «2» .
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
لعمرك ما تفتأ تذكر خالدا ... وقد غاله ما غاله تبع قبل «3»
__________
(1) سورة يوسف، الآية: 85.
(2) يوسف: هو النبي يوسف بن يعقوب عليهما السلام. رماه أخوته في البئر حسدا، فأنقذه بعض التجار، واستوزر لفرعون مصر، وتولى شؤون الإعاشة أيام المجاعة، جاء ذكره في التوراة، وورد في القرآن الكريم في 27 موضعا (انظر: المنجد في الأعلام 755) .
(3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) : 1/ 126:
لعمرك ما تفتأ تذكر خالدا ... وقد غاله ما غال من قبل تبع
وتبّع: نسبة إلى التبابعة، وهم دولة عربية نشأت في اليمن بعد الدولة الحميرية، وكان أول ملوكها الحرث الرائش، وهو كذلك آخر ملوك سبأ الحميريين الذين غلب على دولتهم الترف، فتراخت أحوالهم وفترت أيدي آخر ملوكهم حتى آل الملك إلى الحرث فعمل على تقوية الدولة وسميت من ثم دولة التبايعة، ويقال إن عدد ملوكها 26. آخرهم ذو نؤاس صاحب نجران في القرن السادس (انظر:
المنجد في الأعلام: 182) .

(1/112)