غريب القرآن في شعر العرب

 (56) ف وز [فاز]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَقَدْ فازَ «1» .
قال: يعني فقد سعد ونجا.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبد الله بن رواحة «2» وهو يقول:
وعسى أن أفوز ثمّ ألقّى ... حجة التّقى بها الفتانا «3»
__________
(1) سورة آل عمران، الآية: 185.
(2) عبد الله بن رواحة: بن ثعلبة الأنصاري، من الخزرج، أبو محمد، صحابي يعد من الأمراء والشعراء الراجزين، كان يكتب في الجاهلية، وشهد العقبة مع السبعين من الأنصار، وكان أحد النقباء الاثني عشر، شهد معركة بدر وأحد والخندق والحديبية، واستخلفه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على المدينة المنورة في إحدى غزواته، وصحبه في عمرة القضاء، وله فيها رجز، وكان أحد الأمراء في وقعة مؤتة (بأدنى البلقاء من أرض الشام) فاستشهد فيها سنة (8) هـ الموافق (629) م.
(انظر: تهذيب التهذيب: 5/ 212. وإمتاع الأسماع: 1/ 270. والإصابة في تمييز الصحابة: رقم 4667. وصفة الصفوة: 1/ 191. وحلية الأولياء: 1/ 118. وطبقات ابن سعد: 3/ 79. والمحبر: 119- 121- 123. وجمهرة أشعار العرب: 121. والأعلام:
4/ 86) .
(3) كذا في (الأصل المخطوط) . أما في (الإتقان) : 1/ 124. فقد جاء بهذا النص:
وعسى أن أفوز ثمت القى ... حجة اتّقي بها الفتّانا

(1/86)


(57) س وو [سواء]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ «1» .
قال: عدل بيننا وبينكم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
تلاقينا فقاضينا سواء ... ولكن جرّ عن حال لحال «2»
__________
(1) سورة آل عمران، الآية: 64.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) ، وفي (الإتقان) : 1/ 125.

(1/87)


(58) س ن و [سنة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ «1» .
قال: السنة: الوسنان الذي هو نائم وليس بنائم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهير بن أبي سلمى «2» وهو يقول:
ولا سنة طول الدّهر تأخذه ... ولا ينام وما في أمره فند «3»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 255.
(2) زهير بن أبي سلمى: سبق التعريف عنه في رقم 19.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان) ولا في (الديوان) .

(1/88)


(59) خ ل ق [خلاق]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ «1» .
قال: ما له في الآخرة من نصيب.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» وهو يقول:
يدعون منها بقوم لا خلاق لهم ... إلّا سرابيل من قطر وأغلال «3»
وقال عدي بن زيد «4» :
سوف يأتيك والسلام جميعا ... لكلانا فما له من خلاق «5»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 102.
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الديوان) : ص 438. و (الإتقان) 1/ 125 فقد جاء بهذا النص:
يدعون بالويل فيها لا خلاق لهم ... إلّا شرابيل من قطر وأغلال
وورد في (الديوان) ص 47. واستشهد به الطبرسي في (مجمع البيان) : 1/ 386. وأبو حيان في (البحر المحيط) .
والسرابيل: مفردها: سربال: وهو ما يلبس من قميص أو درع. القطر: النّحاس الذائب والحديد الذائب.
الأغلال: مفردها: الغلّ. وهو طوق من حديد أو جلد يجعل في عنق الأسير أو المجرم أو في أيديهما.
(4) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20. [.....]
(5) كذا في (الأصل المخطوط) ولم يرد هذا البيت في (الإتقان) ولا في (الديوان) .

(1/89)


(60) ق ن ت [قانتون]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ «1» .
قال: كل ما مقرنون.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «2» وهو يقول:
قانتا لله يرجو عفوه ... يوم لا يكفر عبد ما ادخر «3»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 116.
(2) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ولا في (الديوان) .

(1/90)


(61) ج د د [جدّ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: جَدُّ رَبِّنا «1» .
قال: ارتفعت عظمة ربنا.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» وهو يقول:
لك الحمد والنّعماء والملك ربّنا ... فلا شيء أعلى منك جدّا وأمجد «3»
مليك على عرش السماء مهيمن ... لعزته تعنو الوجوه وتسجد «4»
عليه حجاب النور والنّور حوله ... وأنهار نور حوله تتوقّد «5»
__________
(1) سورة الجن، الآية: 3.
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 125. أما في (الديوان) ص 27. فقد جاء بهذا النص:
لك الحمد والنّعماء والملك ربّنا ... فلا شيء أعلى منك مجدا وأمجد
(4) لم يرد هذا البيت في (الإتقان) . المهيمن: من أسماء الله الحسنى. تعنو الوجوه: خضع وذلّ.
يقول تعالى في سورة طه، الآية: 111. وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ.
(5) لم يرد هذا البيت في (الإتقان) .

(1/91)


(62) ان ي [آن]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ «1» .
قال: الآن: الذي انتهى طبخه وحرّه.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول:
وتخضب لحية غدرت وخانت ... بأحمر من نجيع الجوف آن «3»
__________
(1) سورة الرحمن، الآية: 44.
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم 33.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 125. وكذلك في الديوان صفحة 120.
وخضب: غير لونه، وخضّب شيبه بالحناء: غيّر لونه، فهو خاضب، والشيب مخضوب، وخضيب، ونجيع الجوف: الدم الخالص. والآني: الشديد الحرارة.

(1/92)


(63) س ل ق [سلقوكم]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ «1» .
قال: الطعن باللسان.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول:
فيهم الخضب والسّماحة والنّجدة ... فيهم والخاطب السّلاق «3»
__________
(1) سورة الأحزاب، الآية: 19.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. [.....]
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) : 1/ 125 و (الديوان) : 144:
فيهم الخضب والسّماحة والنّجدة ... فيهم والخاطب المسلاق
وهو الأصح.

(1/93)


(64) ك د ي [وأكدى]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَأَعْطى قَلِيلًا وَأَكْدى «1» .
قال: أعطى قليلا من ماله ومنع الكثير ثم كدّره بمنه.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
أعطى قليلا ثمّ أكدى بمنّه ... ومن ينشر المعروف في النّاس يحمد «2»
__________
(1) سورة النجم، الآية: 34.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) واستشهد به الشوكاني في (الفتح القدير) :
والقرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) . بهذا النص:
فأعطى قليلا ثمّ أكدى عطاءه ... ومن يبذل المعروف في النّاس يحمد

(1/94)


(65) ش ح ن [المشحون]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ «1» .
قال: السفينة الموقرة الممتلئة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص «2» وهو يقول:
شحنّا أرضهم بالخيل حتى ... تركناهم أذلّ من الصّراط «3»
__________
(1) سورة الشعراء، الآية: 119.
(2) عبيد بن الأبرص: سبق التعريف عنه في رقم 1.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 125.

(1/95)


(66) ز ن م [زنيم]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ «1» .
قال: زنيم: كزنمة الشاة، كذلك ولد الزناء «2» .
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «3» وهو يقول:
زنيم تداعته الرّجال زيادة ... كما زيد في عرض الأديم الأكارع «4»
__________
(1) سورة القلم، الآية: 13.
(2) الزنيم: الملحق بقوم ليس منهم، ولا يحتاجون إليه فكأنه فيهم زنمة.
(3) الشاعر: هو الخطيم التميمي
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 125. واستشهد به الزمخشري في (أساس البلاغة) 1/ 410. وابن هشام في (السيرة) 1/ 387. و (رغبة الآمل) 1/ 156.

(1/96)


(67) ق د د [قددا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: طَرائِقَ قِدَداً «1» .
قال: المنقطعة من كل وجه.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
ولقد قلت وزيد حاسر ... يوم ولّت خيل زيد قددا «2»
__________
(1) سورة الجن، الآية: 11.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 125.

(1/97)


(68) ف ل ق [الفلق]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ «1» .
قال: قل أعوذ بربّ الصّبح إذا انفلق من ظلمة الليل.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهير بن أبي سلمى «2» وهو يقول:
الفارج الهمّ مسدول عساكره ... كما يفرّج غمّ الظّلمة الفلق «3»
__________
(1) سورة الفلق، الآية: 1.
(2) زهير بن أبي سلمى: سبق التعريف عنه في رقم 19. [.....]
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 125. وليس في (الديوان) . وقد ورد البيت في (البحر المحيط) : 8/ 382:
يا فارج الكرب مسدولا عساكره ... كما يفرّج غمّ الظّلمة الفلق

(1/98)


(69) وز ر [وزر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: كَلَّا لا وَزَرَ «1» .
قال: الوزر: الملجأ.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عمرو بن كلثوم التغلبي «2» وهو يقول:
لعمرك ما إن له صخرة ... لعمرك ما إن له من وزر «3»
__________
(1) سورة القيامة، الآية: 11.
(2) عمرو بن كلثوم التغلبي: بن مالك بن عتّاب، من بني تغلب، أبو الأسود، شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة، وتجوّل فيها وفي الشام والعراق ونجد، وكان من أعز الناس نفسا، وهو من الفتاك الشجعان. ساد قومه (تغلب) وهو فتى، وعمّر طويلا. وهو الذي قتل الملك عمرو بن هند، أشهر شعره معلقته التي مطلعها:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا ... ولا تبقي خمور الأندرينا
يقال: إنها كانت في نحو ألف بيت، وإنما بقي منها ما حفظه الرواة وفيها من الفخر والحماسة والعجب، مات في الجزيرة الفراتية سنة (40) ق. هـ الموافق (584) م. (انظر: تاريخ الإسلام للذهبي: 5/ 317- 289. والأعلام: 5/ 84) .
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 125. واستشهد به أبو حيان في (البحر المحيط) 8/ 382.

(1/99)