غريب القرآن في شعر العرب (148) وز ع
[يوزعون]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَهُمْ
يُوزَعُونَ «1» .
قال: يحبس أولهم على آخرهم حتى تنام الطير.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
وزّعت عليها بأقبّ شهد ... إذا ما القوم شدّوا بعد خمس «2»
__________
(1) سورة النمل، الآية: 17.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) : 1/ 130 فقد جاء
بهذا النص:
وزعت رعليلها بأقب نهد ... إذا ما القوم شدوا بعد خمس
قبّ القوم: قبا وقبوبا: صخبوا في الخصومة، وقبّ النبات يبس،
وقب الخصر: دقّ وضمر. والأقب من الخيل: الدقيق الضامر الخصر
والبطن.
(1/178)
(149) خ ب و [خبت]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: كُلَّما
خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً «1» .
قال: الخبو: أن النار تطفأ مرة وتستعر أخرى.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
والنّار تخبو عن آذانهم ... وأضرمها إذا ابتدروا سعيرا «2»
__________
(1) سورة الإسراء، الآية: 97.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 130. خبت النار:
سكنت وخمد لهيبها. السعير:
النار ولهيبها، الجمع: سعر. ونار سعير: موقدة مهيّجة.
(1/179)
(150) م هـ ل
[كالمهل]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: يَوْمَ
تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ «1» .
قال: كدردي الزيت ومواد العرق من خوف يوم القيامة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
تبارى بنا العيس السموم كأنّها ... تبطّنت الأقراب من عرق مهلا
«2»
__________
(1) سورة المعارج، الآية: 8.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) . أما في (الإتقان) 1/ 130 فقد جاء
بهذا النص:
تبارى بنا العيس السموم كأنّها ... تبطنت الأقراب من عرق مهلا
وهو الصحيح. العيس: كرام الإبل البيض التي يخالط بياضها شقرة
أو ظلمة خفية، الواحد:
أعيس، والواحدة: عيساء. السّموم: الريح الحارة، أو الحرّ
الشديد.
(1/180)
(151) س ر ي [أسرى]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: سُبْحانَ
الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا «1» .
قال: سبحان تنزيه له وحده لا شريك له الذي أسرى محمدا صلّى
الله عليه وسلّم من المسجد الحرام إلى البيت المقدس، ثم ردّه
الله إلى المسجد الحرام.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول:
قلت له لما علا فخره ... سبحان من علقمة الفاخر «3»
__________
(1) سورة الإسراء، الآية: 1.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في
(الإتقان) ، أما رواية (الديوان) صفحة 106 فقد جاءت بهذا النص:
أقول لما جاءني فجره ... سبحان من علقمة الفاجر
[.....]
(1/181)
(152) وب ل [وبيلا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَأَخَذْناهُ
أَخْذاً وَبِيلًا «1» .
قال: أخذا شديدا ليس له ملجأ.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
أذلّ الحياة وعزّ الممات ... وكلّا أراه طعاما وبيلا «2»
__________
(1) سورة المزّمّل، الآية: 16.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) : 1/ 130 فقد جاء
بهذا النص:
خزي الحياة وخزي الممات ... وكلّا أراه طعاما وبيلا
واستشهد بهذا البيت ابن قتيبة في (عيون الأخبار) 1/ 191.
(1/182)
(153) ن ق ب [فنقّبوا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَنَقَّبُوا
فِي الْبِلادِ «1» .
قال: هربوا في البلاد بلغة اليمن «2» .
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «3» وهو يقول:
فنقّبوا في البلاد من حذر الموت ... وجالوا في الأرض أيّ مجال
«4»
__________
(1) سورة ق، الآية: 36.
(2) اليمن: دولة عربية تقع في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة
العربية، قيل سميت اليمن لتيامنهم إليها لما تفرّقت العرب من
مكة، كما سميت الشام لأخذهم الشمال. اشتهرت اليمن في عهد
المملكة السبئية في القرن الثاني قبل الميلاد، فتحها المسلمون
سنة (636) م. ولليمن أخبار ولأهلها أقاصيص (انظر: مراصد
الاطلاع: 3/ 1483. والمنجد في الأعلام: 752) .
(3) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 130. ولم يرد
البيت في الديوان. واستشهد به الزمخشري في (الكشاف) 4/ 24.
والقرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) 17/ 12 بهذا النص.
نقبوا في البلاد من حذر المو ... ت وجالوا في الأرض كلّ مجال
وأبو حيان في (البحر المحيط) 8/ 129.
(1/183)
(154) هـ م س [همسا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَلا تَسْمَعُ
إِلَّا هَمْساً «1» .
قال: الوطء الخفي والكلام الخفي وهذا يوم القيامة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول:
فباتوا يدلجون وبات يسري ... بصير بالدّجى هاد هموس «3»
__________
(1) سورة طه، الآية: 108
(2) الشاعر: هو أبو زبيد الطائي: وهو المنذر بن حرملة الطائي
القحطاني، شاعر نديم معمّر، من نصارى طيء، عاش زمنا في
الجاهلية، وكان يزور الملوك ولا سيما ملوك العجم لعلمه بسيرهم،
وأدرك الإسلام ولم يسلم، وكان يدخل مكة متنكرا، واستعمله
الخليفة عمر بن الخطاب على صدقات قومه، قال البغدادي: ولم
يستعمل نصرانيا غيره. كانت إقامته على الأكثر عند أخواله بني
تغلب بالجزيرة الفراتية، وانقطع أبو زبيد إلى منادمة الوليد بن
عقبة أيام ولايته الكوفة في عهد عثمان، وكان يفد على الخليفة
عثمان رضي الله عنه فيقربه ويدني مجلسه لاطلاعه على أخبار من
أدركهم من ملوك العرب والعجم، ومات بالكوفة أو باديتها سنة
(62) هـ الموافق (682) م في زمن معاوية بن أبي سفيان. (انظر:
خزانة الأدب: 2/ 155. والشعر والشعراء: 101.
وتهذيب ابن عساكر: 4/ 108. والأعلام: 7/ 293.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 130. وأكد البكري
في (سمط اللئالئ) 438 أن البيت لأبي زبيد.
(1/184)
(155) ش غ ف [شغفها]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: قَدْ شَغَفَها
حُبًّا «1» .
قال: الشغاف في القلب في النياط «2» ، يقول: قد امتلأ قلبها من
حب يوسف.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «3» وهو يقول:
وفي الصّدر رحب دون ذلك داخل ... دخول الشّغاف غيّبته الأضالع
«4»
__________
(1) سورة يوسف، الآية: 30.
(2) النياط: ما يعلّق به الشيء. وهو الفؤاد الجمع: أنوطة ونوط.
(3) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية، وقد سبق التعريف عنه
في رقم 33.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان)
، وليس البيت في ديوان النابغة الذبياني.
(1/185)
(156) ق م ح
[مقمحون]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَهُمْ
مُقْمَحُونَ» .
قال: المقمح: الشامخ بأنفه المنكس رأسه.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول:
ونحن على جوانبها قعود ... نغضّ الطّرف كالإبل القماح «3»
__________
(1) سورة يس، الآية: 8. [.....]
(2) الشاعر: هو بشر بن أبي خازم وقدر سبق التعريف عنه في رقم
93.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 130. وقد ورد
في: (الشعر والشعراء) صفحة 191. و (ديوان بشر بن أبي خازم)
صفحة 48. واستشهد به الزبيري في (لسان العرب) باب:
قمح. والإبل.
القماح: التي ترفع رؤوسها وتغض أبصارها عند الحوض ولا تشرب
الماء. إما لشدة برده أو لعلة أخرى.
(1/186)
(157) م ر ج [مريج]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَهُمْ فِي
أَمْرٍ مَرِيجٍ «1» .
قال: المريج: الباطل الفاسد.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
فراغت فانتقدت به حشاها ... فخرّ كأنّه خوط مريج «2»
__________
(1) سورة ق، الآية: 5.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 130. أما في
(ديوان الهذليين) صفحة 957.
و (سمط اللئالئ) للبكري 3/ 103. فقد ورد بهذا النص:
فراغت فالتمست بها حشاها ... فخرّ كأنّه خوط مريج
والبيت كما في (سمط اللئالئ) للداخل زهير بن حزام أحد بني مرة،
وهذا قول الأصمعي، وفي (ديوان الهذليين) : روى السكري عن
الجمحي وأبي عمرو وابن الأعرابي أنها لعمرو بن الداخل.
والخوط: الغصن الناعم، الجمع: خيطان قال قيس بن الخطيم:
حوراء جيداء يستضاء بها ... كأنّها خوط بانة قصف
(1/187)
(158) ث ج ج [ثجّاجا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ماءً
ثَجَّاجاً «1» .
قال: الثجيج: الكثير الذي ينبت منه الزرع.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا ذؤيب «2» وهو يقول:
سقى أمّ عمر كلّ آخر ليلة ... حناتم سود ماؤهنّ ثجيج «3»
__________
(1) سورة النبأ، الآية: 14.
(2) أبو ذؤيب: هو خويلد بن محرّث، وقد سبق التعريف عنه في رقم
25.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) . ولم ترد هذه المسألة في
(الإتقان) . واستشهد الزبيري في (لسان العرب) باب: (حنم)
بالبيت بهذا النص:
سقى أم عمرو كل آخر ليلة ... صاتم سحم ماؤهن ثجيج
الحناتم: السحاب الأسود والجرة الخضراء، وشجرة الحنظل.
الواحدة: حنتمة.
(1/188)
(159) ح س ر
[محسورا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مَلُوماً
مَحْسُوراً «1» .
قال: مستحبا مستحلا قد حسرت من المال، فتقول: هلّا أيقنت.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
ما قاد من عرب إليّ جوادهم ... إلّا تركت جوادهم محسورا «2»
__________
(1) سورة الإسراء، الآية: 29.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) . ولم ترد هذه المسألة في
(الإتقان) .
(1/189)
(160) ح ج ج [الحج]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول عمر بن الخطاب «1» : «كذب
عليكم الحجّ» «2» .
قال: يعني بقوله: عليكم بالحج.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الهذلي «3» وهو يقول:
__________
(1) عمر بن الخطاب: بن نفيل القرشي العدوي، أبو حفص، ثاني
الخلفاء الراشدين، وأول من لقّب بأمير المؤمنين، صحابي جليل،
وشجاع حازم، صاحب الفتوحات، يضرب بعدله المثل، كان في الجاهلية
من أبطال قريش وأشرافهم، وله السفارة فيهم، ينافر عنهم وينذر
من أرادوا إنذاره، وهو أحد العمرين اللذين كان رسول الله صلّى
الله عليه وسلّم يدعو ربه أن يعزّ الإسلام بأحدهما، أسلم قبل
الهجرة بخمس سنوات، وشهد الوقائع كلها، وكان عمر يقضي على عهد
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونزل القرآن بموافقته. عن ابن
عمر قال: ما نزل بالناس أمر قطّ فقالوا فيه، وقال فيه عمر بن
الخطاب إلا نزل القرآن على نحو ما قاله عمر. بويع عمر بن
الخطاب بالخلافة يوم وفاة أبي بكر سنة (13) هـ. وهو أول من وضع
للعرب التاريخ الهجري أو اتخذ بيت المال، وأمر ببناء البصرة
والكوفة، كما كان أول من دوّن الدواوين في الإسلام، لقبه رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم بالفاروق وسراج الجنة، وهو من
العشرة المبشرين بالجنة، مات مقتولا بالمدينة وهو في صلاة
الصبح، قتله أبو لؤلؤة فيروز المجوسي سنة (23) هـ الموافق
(644) م. (انظر: ابن الأثير: 3/ 19. والطبري 1/ 187- 217.
والإصابة: 8/ 573. وصفة الصفوة: 1/ 101. وحلية الأولياء:
1/ 38. والأعلام: 5/ 46) .
(2) جاء في (لسان العرب) باب: (كذب) : وفي حديث عمر رضي الله
عنه: كذب عليكم الحج، كذب عليكم العمرة، كذب عليكم الجهاد،
ثلاثة أسفار كذبن عليكم. قال ابن السكيت:
كأن كذبن هاهنا إغراء أي: عليكم بهذه الأشياء الثلاثة.
(3) الهذلي: هو أبو ذؤيب الهذلي، وهو خويلد بن خالد وقد سبق
التعريف عنه في رقم 25.
(1/190)
وذبيانة أوصت بنيها ... بأن كذب القراطف
والقروف «4»
قال: زدني يا ابن عباس:
قال: وقال رجل آخر من هذيل «5» :
كذب العتيق وماء شنّ بارد ... إن كنت سائلة غبوقا فاذهبي «6»
__________
(4) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان) .
وقد نسب الزبيدي في (لسان العرب) باب: قرطف هذا البيت إلى
معقّر بن حمار البارقي. القراطف: الفرش المتحملة. والقروف:
وعاء من أدم.
(5) هذيل: قبيلة عربية يرجع نسبها إلى هذيل بن مدركة بن إلياس
بن مضر من عدنان. بنوه قبيلة كبيرة، كان أكثر سكان وادي نخلة
المجاور لمكة منهم، ولهم منازل بين مكة والمدينة، ومنهم في
جبال السراة، وكانوا أهل عدد وعدة ومنعة، اشتهر منهم كثيرون في
الجاهلية والإسلام وفيهم أكثر من نيف وسبعين شاعرا. (انظر:
معجم قبائل العرب: 1213- 15. والأعلام:
8/ 980) . [.....]
(6) كذا في (الأصل المخطوط) . الشّن القربة الخلق الصغيرة يكون
الماء فيها أبرد من غيرها.
الغبوق: ما يشرب بالعشي. وقد نسب الزبيدي في (لسان العرب) باب:
كذب هذا البيت لعنترة يخاطب زوجته وليس للهذلي كما في (الأصل
المخطوط) .
(1/191)
|